دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1435هـ/2-04-2014م, 05:37 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي صفحة الطالبة: ليلى باقيس لدراسة أصول التفسير وعلوم القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م, 01:02 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي ملخص منظومة الزمزمي من المقدمة للدرس الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الشرحين المعتمدين للدراسة: من المقدمة إلى درس معنى القرآن والسورة والآية.
المقدمة
فضل تعلم القرآن وتعليمه
فيه نص صحيح صريح: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته؛ وهم الذين اعتنوا بالقرآن تعلّما وتعليما وتدبّرا وفهما لآياته وعملا بها، قال ابن القيم: وإن لم يحفظوه.
وجاء في المقدمة الإشارة إلى ما يكون من التفريط والإهمال للقرآن من طلاب العلم.

التأليف في علوم القرآن
التأليف في علوم القرآن تأخّر جدّا، فقد تقدّمه التأليف في أصول الفقه وعلوم الحديث بقرون؛ والسبب في ذلك: أن القرآن مضبوط محفوظ تكفّل الله بحفظه من الزيادة والنقصان، فلم تر الحاجة إلى أن يؤلّف فيه ما يخدمه من حيث الثبوت وعدمه، وأمّا ما يُحتاج إليه فيما يخدم القرآن وفهمه، فهذا موجود في كتب أصول الفقه، ففيها مباحث متعلّقة بعلوم القرآن كالعام والخاص، والمطلق والمقيّد، ... الخ.
ولهذا لم تكن الحاجة داعية إلى التأليف فيه، كالحاجة إلى التأليف في أصول الفقه وأصول الحديث؛ لأنه مصون، أمّا السنة فقد وقع فيها الاختلاف والوضع.

أول من ألف في علوم القرآن
والسيوطي زعم أن أول من ألّف فيه: هو جلال الدين البلقيني المتوفى عام 824 هــ.
وهذا غير صحيح؛ فقد سبقه ابن الجوزي المتوفى عام 597 هـ، فله: (فنون الأفنان)،
وكذلك أبو شامة له: (المرشد الوجيز)، والزركشي له: (البرهان في علوم القرآن).

شرح مقدمة المنظومة
(الآل): فيه أربعة أقوال:
· أتباعه على دينه إلى يوم القيامة.
· أزواجه وذريّته
· من تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم، وبني مطلب.
· كل مؤمن تقيّ.
هذه المنظومة لا تحوي التفسير، فهي تبحث في التفسير على سبيل الإجمال، فهي في علوم التفسير وعلوم القرآن.
تعريف قواعد التفسير: هو معرفة القواعد الإجمالية المعينة على معرفة ما يتعلّق بالقرآن الكريم.
والتفسير: من الفَسر، والكشف، والتوضيح، والبيان.
(أفردتها نظما من النقاية)
وللسيوطي كتاب اسمه (النقاية) جمع فيه أربعة عشر علما؛ منها: علوم القرآن.
ومنظومة الزمزمي مأخوذة من (النقاية).
وأفردتها: أي أخذتها وجعلتها فردا مستقلة، من كتاب (النقاية) للسيوطي.

التعريف بالمصنف
الزمزمي: هو عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز الشيرازي الأصل المكي الشافعي، ولد عام 900 هــ.


الدرس الثاني: حد علم التفسير

تعريف علم التفسير: هو علم يُبحث به عن أحوال الكتاب العزيز من جهة نزوله، وسنده، وآدابه، وألفاظه، ومعانيه المتعلقة بألفاظه، والمتعلّقة بالأحكام وغير ذلك.
وهو مأخوذ من قولهم فسرت الشيء: إذا بيّنته، وسمّي العلم المذكور تفسيرا لأنه يبيّن القرآن ويوضحه.
وهذا الحد لعلم التفسير بمعنى أصوله، الذي هو كمصطلح الحديث، لا بمعنى التبيين والتوضيح لألفاظ القرآن.

الدرس الثالث: معنى القرآن، والسورة، والآية

(فذاك ما على محمد نزل .... ومنه الإعجاز بسورة حصل)
حد القرآن عرفا: اللفظ المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المعجز المتعبّد بتلاوته.
والقرآن لغة: من القرء وهو الجمع.
(والسورة الطائفة المترجمة)
فهي جملة من القرآن، مسمّاة باسم خاص بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم؛ كسورة الفاتحة.
(والآية المفصولة من كلمات منه والمفضولة)
فالآية مفصولة عما تقدّمها وعما تأخّر عنها، فهي مميزة الأول والآخر.

مسألة: هل البسملة آية؟
منهم من قال: أنها آية من القرآن ومن كل سورة.
ومنهم من قال: أنها ليست بآية من القرآن.
ومنهم من قال: إنها آية واحدة من القرآن مستقلة، جاءت للفصل بين السور.
وهم مجمعون بأنها ليست آية في أول التوبة، وأنها بعض آية في سورة النحل.

مسألة: هل في القرآن فاضل ومفضول؟
الجواب: نعم؛ فالمتكلم بالجميع هو الله تعالى، ولكن الكلام يتفاضل، فالآيات والسور التي تتكلم عن الله تعالى أفضل من الآيات والسور التي تتحدث عن الأحكام.
وجاء في البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة)، وعند مسلم: (أعظم آية في القرآن آية الكرسي)
ومن ذهب إلى المنع قال: لئلّا يوهم التفضيل نقص المفضّل عليه.

(بغير لفظ العربي تحرم ... قراءة وأن يترجم)
أي تحرم قراءة القرآن بغير العربية، كما أن ترجمته الحرفية حرام وهي غير ممكنة.
لأنه قد يحرف في المعنى المترجم لعدم فهمه لمعاني العربية، فاللفظ العربي له عدة معان.
وأما ترجمة المعاني فجائزة.
ويحرم كذلك قراءة القرآن بالمعنى؛ فإنه متعبد بلفظه.
فالأمور المتعبّد بها لا يجوز قراءة القرآن فيها بغير العربية كقراءة القرآن والصلاة، والعاجز عن الذكر في الصلاة لا يترجم له القرآن، وإنما ينتقل لقراءة بدله، فالعبادات توقيفية.

(كذاك بالمعنى وأن يفسّر بالرأي ... لا تأويله فحرّرا)
التفسير بالرأي حرام لمن لا علم عنده.
أما من كان مؤهلا للترجيح بين الأقوال وجاء برأي تحتمله العربية ويقتضيه السياق ولو لم يوجد له سلف فهذا لا يحرم عليه.
والتأويل يطلق:
· على التفسير
· ما يؤول إليه الكلام
· ومنه حمل القرآن على المعنى المرجوح، فالراجح ظاهر وعليه المعول عند أهل العلم، لكن قد يمنع منه مانع فيُلجأ إلى الاحتمال المرجوح وهو التأويل.
(فالتأويل: صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح بدليل، وهذا شاع في استعمال أهل البدع أنهم يسمّون التحريف في المعتقد بالتأويل، والمراد به هنا:
هو ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة بأن مراد الله تعالى كذا؛ يعني ينظر في الأقوال، فإذا ابن عباس قال قولا، وخالفه زيد، وخالفه معاذ، فينظر في اعتبار القواعد فيرجّح قول ابن عباس، فيكون قدّم أحد المحتملات على الآخر)*
وهو جائز لأنه ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله تعالى فاغتفر.
__________________________________________
* مصدر آخر


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 07:46 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي ملخص أصول في التفسير لابن عثيمين من المقدمة إلى درس: كتابة القرآن وجمعه

بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص أصول في التفسير لابن عثيمين من المقدمة إلى درس: كتابة القرآن وجمعه

علم التفسير: هو تبيين معاني كلام الله عزوجل.
وقد وضع له أهل العلم أصولا.

القرآن الكريم

معنى القرآن
لغة: مصدر قرأ بمعنى تلا، أو بمعنى جمع؛ فعلى المعنى الأول هو بمعنى متلوّ، وعلى المعنى الثاني هو بمعنى جامع.
شرعا: كلام الله تعالى المنزّل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بالفاتحة، والمختوم بسورة الناس.
وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة:
{ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}

نزول القرآن
أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم كان في ليلة القدر في رمضان؛ {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}
والذي نزل به جبريل عليه السلام؛ {نزل به الروح الأمين}

أول ما نزل من القرآن
أول ما نزل على وجه الإطلاق الآيات الخمس الأولى من سورة العلق.
ثم فتر الوحي مدّة، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثّر.
ففي الصحيحين: عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: (حتى جاءه الحقّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ) فذكر الحديث، وفيه: ثم قال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، إلى قوله: علم الإنسان ما لم يعلم).
وفيهما عن جابر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدّث عن فترة الوحي: بينا أنا أمشي إذ سمعتُ صوتا من السماء، فذكر الحديث) وفيه: (فأنزل الله: {يا أيها المدثّر إلى : والرجز فاهجر}
- وثمّت آيات يقال فيها: أول ما نزل
والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معيّن، فتكون أوليّة مقيّدة، مثل حديث جابر في الصحيحين: أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟
قال جابر: (يا أيها المدثر)، قال أبو سلمة: (أنبئت أنه : اقرأ باسم ربك الذي خلق)
فهذه الأوليّة التي ذكرها جابر: باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوّة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا قال أهل العلم: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم نبئ بـ (اقرأ)، وأرسل بـ (المدثر).

نزول القرآن نوعان
1: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القرآن؛ ومنه: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصّدقنّ ولنكوننّ من الصالحين}
2: سببي: وهو ما تقدّم نزوله سبب يقتضيه؛ والسبب:
-إما سؤال يجيب الله عنه مثل: {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحجّ}
-أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {ولئن سألتهم ليقولنّ إنما كنا نخوض ونلعب}
-أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ...}

فوائد معرفة أسباب النزول
1: بيان أن القرآن نزل من الله تعالى
-لأن النبي صلى الله عليه وسلم يُسأل عن الشيء فيتوقف عن الجواب أحيانا حتى ينزل عليه الوحي مثل: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
-أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي مبيّنا له مثل: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}
2: بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه مثل: {وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلا}
3: بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم؛ كآية التيمم.
4: فهم الآية على الوجه الصحيح.
مثاله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله ...}

مسألة عموم اللفظ وخصوص السبب
إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكلّ ما يتناوله لفظها؛ لأن القرآن نزل تشريعا عامّا لجميع الأمّة، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
مثاله: آيات اللعان.

المكيّ والمدني
نزل القرآن مفرّقا في ثلاث وعشرين سنة، {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}
فالقرآن قسمين:
مكي: ما نزل قبل الهجرة
مدني: ما نزل بعد الهجرة
-ويتميّز المكيّ عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع:
من حيث الأسلوب:
الغالب في المكيّ قوة الأسلوب وشدّة الخطاب، وقصر الآيات، وقوة المحاجة (المدثر، القمر، الطور)
الغالب في المدني سهولة الخطاب، وطول الآيات، وذكر الأحكام مرسلة بدون محاجة (المائدة، آية الدين)
من حيث الموضوع:
الغالب في المكيّ تقرير التوحيد والعقيدة السليمة.
أما المدني فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات، والإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم.

فوائد معرفة المدني والمكيّ
1: ظهور بلاغة القرآن في أعلى مراتبها، حيث يُخاطب كلّ قوم بما تقتضيه حالهم من قوّة وشدّة، أو لين وسهولة.
2: ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته، حيث يتدرّج شيئا فشيئا بحسب الأهم على ما تقتضيه حال المخاطبين واستعدادهم للقبول والتفيذ.
3: تربية الدعاة إلى الله تعالى وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القرآن في الأسلوب والموضوع من حيث المخاطبين.
4: تمييز الناسخ من والمنسوخ.

الحكمة من نزول القرآن مفرّقا
1: تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: {كذلك لنثبت به فؤادك}
2: أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به؛ قال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزّلناه تنزيلا}
3: تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه.
4: التدرج في التشريع؛ كما في آيات تحريم الخمر.

ترتيب القرآن
هو تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور.
وهو ثلاثة أنواع:
1: ترتيب الكلمات: بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية، وهذا ثابت بالنص والإجماع، فهو واجب وتحرم مخالفته.
2: ترتيب الآيات: بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة، وهذا ثابت بالنصّ والإجماع، وهو واجب على الراجح وتحرم مخالفته.
ففي الصحيح أن عبدالله بن الزبير قال لعثمان في آية العدة الناسخة المتقدمة على المنسوخة: لم تكتبها؟ فقال عثمان: يا ابن أخي لا أغيّر شيئا منه من مكانه.
3: ترتيب السور: بحيث تكون كل سورة في موضعها، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبا.
ففي صحيح مسلم عن حذيفة: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران.
قال شيخ الإسلام: (تجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة، ولهذا تنوّعت مصاحف الصحابة في كتابتها ... )

كتابة القرآن وجمعه
له ثلاث مراحل:
1: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة، لقوّة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلّة الكاتبين، ولذلك لم يجمع في مصحف، بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسّر من عسب النخل ورقاع الجلود.
2: في عهد أبي بكر الصديق في السنة 12هــ، وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القرّاء، فأمر أبو بكر، زيد بن ثابت بجمعه لئلا يضيع.
3: في عهد عثمان بن عفان في السنة 25هــ، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلّا يختلف الناس.
والفرق بين جمع عثمان وجمع أبي بكر رضي الله عنهما: أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر تقييد القرآن كلّه مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء، دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان فهو تقييد القرآن كلّه مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 07:01 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

جمع عثمان رضي الله عنه


عناصر الموضوع:
· الآثار الواردة في جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن
· أسباب جمع عثمان بن عفان رحمه الله
· شرح أثر أنس بن مالك في جمع عثمان رضي الله عنه
· أقوال العلماء في جمع عثمان رضي الله عنه
· هل اجتهد عثمان رضي الله عنه في ترتيب السور؟
· سبب تحريق عثمان رضي الله عنه للمصاحف الأخرى
· انتزاع عثمان رضي الله عنه المصاحف.
· اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف.
· توجيه ما روي عن ابن مسعود في شأن جمع عثمان رضي الله عنه.
- موافقة مصحف عبد الله لمصحف الإمام
- رضا ابن مسعود لجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف
· حكم ما خالف المصحف الإمام.
· عدد المصاحف العثمانية.
· عدد السور في المصاحف العثمانية.
· موافقة المصاحف العثمانية للعرضة الأخيرة.
· المصاحف العثمانية.
· إطلاق عثمان رضي الله عنه القراءة على غير مصحفه.
· الإمام الذي كتب منه عثمان المصاحف وهو مصحفه
· اختلاف مصاحف الأمصار التي نسخت من الإمام.
· شبهات وأجوبتها


تلخيص مسائل جمع عثمان رضي الله عنه


1: الآثار الواردة في جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن
- عن أنس بن مالك: (أن حذيفة بن اليمان قَدِم على عثمانَوكان يُغازِي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَاختلافُهم في القراءة، فقال حذيفةُ لعثمانَ: يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأمة قبلأن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى! فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسليإلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمرزيدَ بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام،فنسخوها في المصاحف. وقال عثمانُ للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بنثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذانسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ ممانسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.) رواه البخاري، والترمذي والنسائي بألفاظ متقاربة دون ذكر حرق عثمان لما سواه من القرآن، وبزيادة ذكر ردّه الصحف إلى حفصة.
- قال علي رضي الله عنه: (لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان) رواه أبو عبيد القاسم.
- عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: (أتى علي رجل، وأنا أصلي،فقال: ثكلتك أمك ألا أراك تصلي, وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟، قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدارفلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله , لا أدفعه». فقال: ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا، فقال: والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ , والله لا أدفعه إليهم) رواه أبو عبيد القاسم.
- قال ابن عباس :(قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها فيالسبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) راه أبو عبيد القاسم.
- قال عبد الله بن مسعود:(يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقدأسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟) ,يعني : زيدا. وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها،فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». رواه أبو عبيد القاسم، والترمذي
- قال مصعب بن سعد:(أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد) رواه أبو عبيد القاسم
- عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ .فقال محمد:(قد قبضه عثمان). فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: (قد قبضه عثمان رضي الله عنه). رواه أبو عبيد القاسم
- قال زيد بن ثابت: (فُقدت آية من سورة «الأحزاب» كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}، فالتمستُها فوجدتُها مع خزيمةَ بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها). رواه الترمذي
- قال الزهري: (فاختلفوا يومئذ في التابوت و التابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت؛ فإنه نزل بلسان قريش) رواه الترمذي.

2: أسباب جمع عثمان بن عفان رحمه الله
- ذكر بعض العلماء من أسباب عدم جمع القرآن في العهد النبوي:
1. عدم انقطاع الوحي فينسخ الله تعالى منه ما يشاء، ويثبت ما يشاء.
قال الزركشي: (فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدّى إلى الاختلاف واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاءالراشدين)
2. نزول الوحي الجديد.
3. ولأنه كان من الصحابة من جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- ومن أسباب جمعه في عهد أبي بكر: مقتل كثير من القرّاء في وقعة اليمامة فجُمع خشية أن يذهب كثير من القرآن بذهاب حملته.
قال النووي: (فلما أمن أبوبكر وسائر أصحابه ذلك التوقع –أي الذي كان في العهد النبوي من الزيادة والنسخ- واقتضت المصلحة جمعه فعلوه رضي الله عنهم)
- إلاّ أن أبابكر لم يمنع من بيده شيء من الصحف التي كتبها من القرآن.
- قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (لأن اختلاف الصحابة كان مأمونا لما أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم ولما عقلوا من نهيه عن الاختلاف في القرآن وأن يقرأ كل واحد منهم كما عُلّم، وقد ورد في ذلك أحاديث(.
- ومن أسباب جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه: ما حدث في عهده من الاختلاف في القراءة كما جاء في حديث أنس عند البخاري وغيره.
- وفيه قال حذيفة لعثمان: (أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى)
- قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (والاختلاف هنا مجمل في هذه الرواية وقد فصّل في روايات أخرى وآثار أخرى.)
- ومن ذلك:
·تكفير أهل الشام والعراق بعضهم لبعض، قال حذيفة لعثمان: (غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرأون بقراءة أُبيّ بن كعب ويأتون بما لم يسمعأهل العراق، وإذا أهل العراق يقرأون بقراءة ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشامفيكفر بعضهم بعضًا.) ذكره ابن حجر والعيني والقسطلاني من رواية عمارة بن غزية، وقال العيني: (وكان هذا سببا لجمع عثمان القرآن في مصحف).
· وفي رواية يونس: (أنهم تذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة) رواه ابن أبي داود
· ما بلغ عثمان أن بعضهم يقول: (قراءتي خير من قراءتك)، فاستشار الصحابة في جمع الناس على مصحف واحد، وقال: (نرى أن نجمع النّاس على مصحفٍ واحدٍ، فلا تكون فرقةٌ، ولا يكون اختلافٌ، قالوا: فنعم ما رأيت). رواه ابن أبي داود.
- قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (وقد استوعب ابن حجر الروايات والآثار في أسباب جمع القرآن في عهد عثمان بما لم أجده عند غيره، وقد أحسن في ذلك).
ومن ذلك:
1: قوله: (وأخرج بن أبى داود أيضا من طريق يزيد بن معاوية النخعي قال: إنى لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة فسمع رجلا يقول قراءة عبد الله بن مسعود وسمع آخر يقول قراءة أبى موسى الأشعري فغضب ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (هكذا كان من قبلكم اختلفوا والله لأركبن إلى أمير المؤمنين)).
2: ومن طريق أخرى عنه: أن اثنين اختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا {وأتموا الحج والعمرة لله} وقرأ هذا {وأتموا الحج والعمرة للبيت} فغضب حذيفة واحمرت عيناه.
3: ومن طريق أبى الشعثاء قال: قال حذيفة: (يقول أهل الكوفة قراءة ابن مسعود ويقول أهل البصرة قراءة أبى موسى والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لآمرنه أن يجعلها قراءة واحدة.)
4: ومن طريق أخرى أن ابن مسعود قال لحذيفة: (بلغني عنك كذا!!)
قال: (نعم، كرهت أن يقال: قراءة فلان وقراءة فلان؛ فيختلفون كما اختلف أهل الكتاب).
5: ومن طريق أبى قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلم قراءة الرجل والمعلّم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلّمين حتى كفّر بعضهم بعضا؛ فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال: (أنتم عندي تختلفون فمن نأى عنى من الأمصار أشد اختلافا).
6: وفى رواية مصعب بن سعد فقال عثمان: (تمترون في القرآن تقولون قراءة أبيّ قراءة عبدالله ويقول الآخر والله ما تقيم قراءتك).
7: ومن طريق محمد بن سيرين قال: كان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرتُ بما تقول فرفع ذلك إلى عثمان فتعاظم في نفسه.
- وعند بن أبى داود أيضا من رواية بكير بن الأشج أن ناسا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال: ألا إنى أكفر بهذه ففشا ذلك في الناس؛ فكُلِّم عثمان في ذلك).ا.ه
ذكر ذلك الشيخ عبد العزيز الداخل وقال: (وهذا يدلّ على أن هذه الأسباب اجتمعت وتظافرت وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى).
- فإن قيل: ما وجه حمل عثمان الناس على مصحفه وقد سبقه أبوبكر إلى ذلك وفرغ منه؟
- فالجواب: أن أبابكر قصد من جمعه أن يجمعه في موضع واحد خوفًا من ذهاب شيء من القرآن بذهاب حملته، فجمعه في صحائف مرتبًا لآيات سوره.
وأما جمع عثمان فكان للاختلاف في وجوه القراءة وتخطئة بعضهم لبعض، حتى أظهر بعضهم إكفار بعض، وتلاعن أهل الشام والعراق، فشاور عثمان المهاجرين والأنصار في جمع الناس على ما صحّ من القراءات المشهورة، وطرح ما سواها، فاستصوبوا رأيه، فنسخ الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره، واقتصر على لغة قريش، وهذا حاصل ما قاله ابن التين وابن بطال والسيوطي والسفاقسي والقسطلاني وغيرهم.

3: شرح أثر أنس بن مالك في جمع عثمان رضي الله عنه
- ذكر ابن حجر تخريجات القصص الثلاث التي رواها ابن شهاب وطرقها ومن تفرد بها في كتب الحديث والمسانيد، وهذا ملخصه:
- فلابن شهاب قصتين مختلفتين في كتابة القرآن وجمعه، وثالثة عن خارجة بن زيد عن أبيه قصة الآية التي من الأحزاب
- أخرج البخاري القصة الأولى في تفسير التوبة، والثالثة في تفسير سورة الأحزاب.
- وأخرج القصة الثانية البخاري والطبراني وابن أبي داود، وأخرجها الخطيب من طريق أبي اليمان.
- روي عن ابن شهاب:
من طريق إبراهيم بن سعد
ومن طريق شعيب، وروى آخر التوبة مفردًا يونس بن يزيد
ومن طريق ابن عيينة عن ابن شهاب
وروى قصة آية الأحزاب معمر وهشام بن الغاز ومعاوية بن يحيى ثلاثتهم عن ابن شهاب.
ومن طريق ابن أبي عتيق عن ابن شهاب.
- قال ابن حجر: (وكانت هذه القصة في سنة خمس وعشرين في السنة الثالثة أو الثانية من خلافة عثمان)
- يؤكّد ذلك قول عثمان: (أيها الناس، إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة، وقد اختلفتم في القراءة ..) رواه ابن أبي داود، وفي رواية: (منذ ثلاثة عشرة سنة)
- قال بن حجر: (فيجمع بينهما بإلغاء الكسر في هذه، وجبره في الأولى، فيكون ذلك بعد مضي سنة واحدة من خلافته، فيكون ذلك في أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين، وهو الوقت الذي ذكر أهل التاريخ أن أرمينية فتحت فيه).
- وقوله: (في فتح أرمينية وأذربيجان): (فأرمينية) بلد معروف سميت بكون الأرمن فيها، وهي أمة كالروم، قاله أبو عبيد وذكره ابن الملقن.
(وأذربيجان): بلد بالجبال من بلاد العراق يلي كور إرمينينة من جهة المغرب.
- جاء ذكر معناهما عند ابن الملقن ، وابن حجر، والعيني، والقسطلاني.
- وسبب مقدم حذيفة على عثمان أنه أفزعه اختلاف أهل الشام والعراق في القراءة، فقال لعثمان: (يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهودوالنصارى) رواه البخاري وغيره.
- وقد وقع نحو ذلك لعثمان؛ ومن ذلك ما كان من اختلاف الغلمان والمعلمين في خلافته حتى كفّر بعضهم بعضا، كما تقدم (في أسباب جمع عثمان).
- قال ابن حجر: (فكأنه لما جاءه حذيفة وأعلمه باختلاف أهل الأمصار تحقق عنده ما ظنّه من ذلك).
- قوله لحفصة: (أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف) قال ابن حجر: والفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبى بكر، وكانت سورًا مفرقةكل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفًا.) وذكر ذلك العيني وقال: (فلم يكن مصحفًا إلا في عهد عثمان)
- اختار عثمان لنسخ المصحف: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث.
- ومن طريق آخر: (جمع اثنى عشر رجلًا من قريش والأنصار منهم أبيّ بن كعب) رواه ابن أبي داود
- واختار عثمان زيدًا ليكتب؛ لأنه أكتب الناس، وكان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختار سعيدًا ليملي لأنه أفصح الناس وكان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعدّ من الصحابة.
- والمراد(بالرهط القرشيين): سعيد وعبد الله وعبد الرحمن، فالأول أموي والثاني أسدي والثالث مخزومي، وكلها من بطون قريش.
- وممّن ذكر فيمن كتب أو أملى في جمع عثمان:
مالك بن أبي عامر (جد مالك بن أنس)
كثير بن أفلح
أبي بن كعب
أنس بن مالك
عبد الله بن عباس، وجميعهم إمّا قريشي أو أنصاري.
- قوله:(في شيء من القرآن): أي في عربيته.
قال ابن شهاب: (فاختلفوا يومئذٍ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال: اكتبوه التابوت، فإنه نزل بلسان قريش) ذكره ابن حجر.
- قوله: (فإنما أنزل بلسانهم) أي بلسان قريش، أي معظم القرآن.
- وعزم عثمان على الناس من كان عنده شيء من القرآن مما أملاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجئ به، ثم دعاهم رجلًا رجلًا فناشدهم لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول نعم. رواه ابن أبي داود.
- ولما نسخ عثمان المصاحف ردّها إلى حفصة، فكانت عندها حتى توفيت فأخذها مروان فشققها وأحرقها وقال: (إنما فعلت هذا لأني خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب)، وفي رواية: (أو يقول إنه قد كان شيء منها لم يكتب) رواه ابن أبي داود
- قوله: (ثم أمر عثمان بحرق ما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف) أي: أمر بحرق كل ما يخالف المصحف الذي أرسل.
- وقوله: (وأمر بما سواه): أي بما سوى المصحف الذي استكتبه، والمصاحف التي نقلت منه، وسوى الصحف التي كانت عند حفصة.
- قيل: فحرقت المصاحف بالعراق بالنار، وفي رواية: (فأمر بجمع المصاحف فأحرقها) رواه ابن أبي داود
- قال علي: (لا تقولوا لعثمان في إحراق المصاحف إلا خيرا) ابن أبي داود
- قال مصعب بن سعد: (أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد) رواه ابن أبي داود
- ولما فرغ عثمان من المصحف كتب لأهل الأمصار: (إني قد صنعت كذا وكذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم) رواه ابن أبي داود
- قال ابن حجر: (وأكثر الروايات صريح في التحريق)
- وقال: (وقد جزم عياض بأنهم غسلوها بالماء ثم أحرقوها مبالغة في إذهابها)
- قوله: (وأرسل إلى كلّ أفق) أي: إلى كلّ جند من أجناد المسلمين بمصحف.

4: أقوال العلماء في جمع عثمان رضي الله عنه
- قال النووي: (فلما كان في زمن عثمان رضي الله عنه وانتشر الإسلام خاف عثمان وقوع الاختلاف المؤدي إلى ترك شيء من القرآن أو الزيادة فيه فنسخ من ذلك المجموع الذي عند حفصة الذي أجمعت الصحابة عليه مصاحف، وبعث بها إلى البلدان وأمر بإتلاف ما خالفها وكان فعله هذا باتفاق منه ومن علي بن أبي طالب وسائر الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم).
- قال العيني: (وفي رواية عمارة بن غزية: أن حذيفة قدم من غزوة فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان فقال: يا أمير المؤمنين، أدرك الناس! قال: وما ذاك؟ قال: غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبي بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة عبدالله بن مسعود، فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضا انتهى)، قال العيني: (وكان هذا سببًا لجمع عثمان القرآن في المصحف.)
- قال الزركشي: (واشتهر أن عثمان هو أول من جمع المصاحف وليس كذلك)
- فالصحيح: أن أول من جمع القرآن في مصحف أبو بكر ثم نسخها عثمان في مصاحف لمّا خاف الاختلاف، قال البيهقي: (وروينا أن الجمع في المصحف كان في زمن أبي بكر، والنسخ في المصاحف في زمن عثمان) ذكره الزركشي.
- فعثمان إنما حمل الناس على قراءة واحدة بإجماع من شهده من المهاجرين والأنصار، لما خشي الفتنة باختلاف أهل الشام والعراق، وقبل جمع عثمان كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقة على الحروف السبعة التي نزل القرآن بها، قاله الحارث المحاسبي وذكره السيوطي.
- قال زيد : (فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ بها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} فألحقناها في سورتها وخزيمة الأنصاري شهادته بشهادتين). رواه الترمذي، وأورده الزركشي وقال: (وقول زيد"لم أجدها إلامع خزيمة" ليس فيه إثبات القرآن بخبر الواحد؛ لأن زيدا كان قد سمعها وعلم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك غيره من الصحابة، ثم نسيها، فلما سمع ذكره وتتبعه للرجال كان للاستظهار لا لاستحداث العلم.)
- وقال ابن الجوزي: (وزيد من جملة من حفظ القرآن قبل موت رسول الله غير أن الحافظ قد يستعين بغيره وبالمسطور)
- قال أنس بن مالك: (كنت فيمن أملى عليهم فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقّاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلّه أن يكون غائبا، أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها حتى يجئ أو يرسل إليه) رواه ابن أبي داود
- وقيل: كانوا إذا تدارؤا في شيء أخّروه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الأخيرة ليكتبوه على قوله، رواه ابن أبي داود.

5: هل اجتهد عثمان رضي الله عنه في ترتيب السور؟
- عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهيمن المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها فيالسبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانمما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورةيدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال منأوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهماسطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) رواه أبو عبيد القاسم والواحدي، وابن جرير والثعلبي بألفاظ متقاربة
- وفي رواية أخرى بزيادة: قول عثمان: فظننت أنّها منها قال: وكانتا تدعيان في زمان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم القرينتين فلذلك جعلتهما في السّبع الطّوال.
- روى أثر ابن عباس أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي من حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس، ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وأحمد، وابن راهويه، وأبو يعلى والبزار في مسانيدهم، ورواه البيهقي.
- ذكر هذه التخريجات لأثر ابن عباس: الزيعلي وابن حجر، وقالا: (وقوله وكانت تدعيان القرينتين) لم يذكرها إلا إسحاق.
- ولم يذكر ابن حجر الحاكم والبيهقي.
- والشوكاني ذكر تخريجه عند ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم.
- قال أبو جعفر: (ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أن الأنفال من براءة، وتحقيق ابن عباس أنها ليست منها) ذكره النحاس.
- وقال: (وفيه البيان أن تأليف القرآن من الله جل وعزّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا مدخل لأحدٍ فيه)
- ذكر الأدلة على ذلك:
فالأول: الأحاديث المتوارترة في ذكره صلى الله عليه وسلم السور مرتبة، وصلاته بها.
الثاني: صحّ عن أربعة أنهم حفظوا القرآن، ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلفًا، قال أنس: (جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ) رواه ابن جرير.
وقال الشّعبيّ: (وأبو الدّرداء حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومجمّع بن جارية بقيت عليه سورتان أو ثلاثٌ، قال: ولم يحفظ القرآن أحدٌ من الخلفاء إلّا عثمان، وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ). ذكره النحاس.
الثالث: حديث أبي رافع مرفوعا: (أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل). رواه ابن جرير، وقال: (فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه).
- وقوله: (وكانت قصتها شبيهة بقصتها)، قال أبي بن كعب: (إنما توهموا ذلك لأن في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نبذ العهود) ذكره الزمخشري.
- والمراد بالسبع الطول: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، يونس، وقيل براءة، ذكره السخاوي وقال: (وقد توهّم عثمان أن الأنفال وبراءة سورة واحدة فلذلك وضعهما في السبع الطوال ولم يكتب بينهما البسملة، وكانتا تدعيان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم القرينتين)
- قال الزركشي: (ثبت أن القرآن مجموعه محفوظ كله في صدور الرجال أيام حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مؤلفا على هذا التأليف إلا سورة براءة.)
- وقال: (وإنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعض.)
- وقال: ([فالصحابة]كتبوه كما سمعوه من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير أن قدموا شيئا أو أخروا، وهذا الترتيب كان منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتوقيف لهم على ذلك وأن هذه الآية عقب تلك الآية، فثبت أن سعي الصحابة في جمعه في موضع واحد لا في ترتيب؛ فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب الذي هو في مصاحفنا الآن)
- وروي عن زيد بن ثابت أن التأليف كان في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ، قاله البيهقي، وذكره الزركشي.
- فيتحصّل من هذه الأقوال أن القرآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة، وهو معنى ما قاله البيهقي، وذكره السيوطي.
- وسبب سقوط البسملة من أول براءة:
اختلف فيها العلماء على أقوال:
الأول: أن براءة نزلت بالسيف وبنقض العهد الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين، قاله المبرد والزمخشري وابن الجوزي وغيرهم، قال علي: (لأنّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمانٌ. وبراءة نزلت بالسّيف.) أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه، وأورده الشوكاني.
الثاني: لظن عثمان أنهما سورة واحدة، قال الزجاج: (والشبه الذي بينهما أن في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نقضها) ذكره ابن الجوزي، وقال: كان قتادة يقول: (هما سورة واحدة).
الثالث: أنهم لمّا لم يقبلوا كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في صلح الحديبية وردّوها، فما ردّها الله عليهم، قاله عبد العزيز المكي وذكره ابن الجوزي.
الرابع: أنها كانت تعدل سورة البقرة أو قريبًا منها، وأنه لما سقط أولها سقطت البسملة، روي هذا عن مالك وابن عجلان، ذكره الشوكاني.
الخامس: لاختلاف الصحابة هل هما سورة واحدة أو سورتان، فتركت بينهما فجوة لقول من قال أنهما سورتان، وتركت: (بسم الله الرحمن الرحيم) لقول من قال أنهما سورة، فرضي الفريقان. قاله خارجة وأبو عصمة وذكره الشوكاني، وقال: (وقول من جعلهما سورة واحدة أظهر؛ لأنهما جميعا في القتال، وتعدّان جميعا سابعة السبع الطوال)
- وعن الحسن هما سورتان، أخرجه أبو الشيخ، وذكره الشوكاني.
- وقد توهّم بعضهم أن جمع عثمان هو التأليف.
- فالجواب: أنه أمر بجمعه وهو مجموع؛ لأنه أراد بذلك أن يختار حرفا واحدا ليزيل الخلاف، قال ابن جرير: (وهذا من أصحّ ما قيل فيه؛ لأنّه مرويٌّ عن زيد بن ثابتٍ أنّه قال هذا).
- فائدة حديثية: قال البزار: (لا نعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عثمان، ولا رواه ابن عباس عن عثمان إلا هذا الحديث) ذكره الزيعلي.

6: سبب تحريق عثمان رضي الله عنه للمصاحف الأخرى.
- قال يحيى الشيباني: (فإنه لم يرد بذلك إلا الإشعار بشدة عزمه فيه وصلابته في العمل بمقتضاه؛ لئلا يجري بين الأمة اختلاف في شيء منه).
- وقال ابن عطية: (وما فعله عثمان رضي الله عنه؛ فلاختلاط الشاذ بالمتواتر وخشية التحريف أيضًا أو الإحراق لإذهاب عينه رأسًا) ذكره ابن الملقن.
- وقال النوويُّ: (وكان ذلك صيانة لمصحف عثمان) ذكره ابن الملقن.
-ويؤخذ من تحريق عثمان للمصحف: جواز تحريق الكتب التي فيها أسماء الله تعالى وأن ذلك إكرام لها، وصيانة من الوطء بالأقدام وطرحها في ضياع من الأرض، قاله ابن بطال.
- وروي عن طاوس وعروة أنهم حرقا ما كان فيه اسم الله، وكرهه إبراهيم، ذكره ابن بطال وقال: (وقول من حرقها أولى بالصواب).
- وقال ابن عطية: وهذا حكمُهُ في ذلك الزمن، أما الآن قيل: الغسل أولى إذا دعت الحاجة إلى إزالته، ذكره ابن الملقن.
وقيل: يدفن في مكان طاهر بعيد عن وطء الناس، وهو قول الحنفية، وذكره ابن الملقن.
- قال عياض: (قد أحرق عثمان والصحابة المصاحف بعد أن غسلوا منها بالماء ما قدروا عليه) ذكره ابن الملقن
- وفي رواية: (غسلوها ثم أحرقوها مبالغة في إذهابها) ذكره العيني
وقال القسطلاني: (وسدّا لمادة الاختلاف)
- قال ابن حجر: (واستدل بتحريق عثمان الصحف على القائلين بقدم الحروف والأصوات لأنه لا يلزم من كون كلام الله قديما أن تكون الأسطر المكتوبة في الورق قديمة ولو كانت هي عين كلام الله لم يستجز الصحابة إحراقها)

7: انتزاع عثمان رضي الله عنه المصاحف.
- أخرج أبو عبيد القاسم عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: ثكلتك أمك ألا أراك تصلي, وقد أمر بكتاب الله أنيمزق؟، قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدارفلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله , لا أدفعه». فقال: ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا، فقال: والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ , والله لا أدفعه إليهم.
- وعن محمد بن أبي بن كعب: أن ناسًا من أهل العراق قدموا يسألونه عن مصحف أبي فقال: (قد قبضه عثمان) مرتين، رواه أبوعبيد القاسم، وابن أبي داود.
- وقيل: دفن عثمان المصاحف بين القبر والمنبر، رواه ابن أبي داود.

8: اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف.
- قال علي: (لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان.) رواه أبو عبيد القاسم
- وقال: (لو لم يصنعه عثمان لصنعته) رواه ابن أبي داود
- وقال: (لا تقولوا في عثمان إلا خيرا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا) رواه ابن أبي داود
- قال عثمان لما رأى اختلاف الناس في القراءة: (يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما، فاجتمعوا فكتبوا) أخرجه ابن أشته
- قال بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لما نسخ عثمان المصاحف: (قد أحسن) رواه ابن أبي داود
- قال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد. رواه أبوعبيد القاسم وابن أبي داود.
- قال غنيم بن قيس: (قرأت القرآن على الحرفين جميعًا، واللّه ما يسرّني أنّ عثمان لم يكتب المصحف) رواه ابن أبي داود
- وقال أبو مجلز: (لولا أنّ عثمان كتب القرآن لألفيت النّاس يقرءون الشّعر) رواه ابن أبي داود
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: (خصلتان لعثمان بن عفّان ليستا لأبي بكرٍ ولا لعمر، صبره نفسه حتّى قتل مظلومًا، وجمعه النّاس على المصحف) رواه ابن أبي داود

9: توجيه ما روي عن ابن مسعود في شأن جمع عثمان رضي الله عنه.
- قال ابن مسعود:(يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟, يعني : زيدا) رواه أبو عبيد القاسم وابن أبي داود
- وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .رواه أبوعبيد القاسم وابن أبي داود
- قال أبو الدرداء: (كنا نعدّ عبد الله حنّانا فما باله يواثب الأمراء) رواه ابن أبي داود
- وتوجيه ذلك: أنه شقّ على ابن مسعود صرفه وعزله عن كتابة المصحف، وكره أن يولّى زيد بن ثابت نسخ المصاحف وقد تقدّمه في الإسلام، ومن ذلك قول ابن مسعود:
- (أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟, يعني : زيدا) رواه أبو عبيد القاسم وابن أبي داود
- وقوله: (كيف تأمروني أن أقرأ قراءة زيد، ولقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة) رواه ابن أبي داود
- وفي رواية: (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت) ابن أبي داود
- وقال لحذيفة لما أمر عثمان بقبض المصاحف: (والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ , والله لا أدفعه إليهم). رواه أبو عبيد القاسم
- ومما يظهر علم ابن مسعود رضي الله عنه في كتاب الله قوله: (وما من كتاب اللّه آيةٌ إلّا أعلم حيث نزلت، وفيم نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب اللّه منّي، تبلّغنيه الإبل لرحلت إليه ) جاء ذلك في روايات متقاربة، قال شقيق: (فما سمعت أحدًا من أصحاب محمد يعيب عليه شيئا مما قاله ولا ردّه) وفي رواية: (فما أحد ينكر ما قال) رواه ابن أبي داود
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود: (من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبدٍ) فتأويله: هو الحضّ على ترتيل مثل ترتيله لا غير، فليس المراد القراءة بحرف ابن مسعود، قاله ابن جرير، وذكره النحاس.
- ويعذر عثمان في أمر ابن مسعود:
1: أنه في المدينة، وابن مسعود في الكوفة، ولم يؤخّر عثمان ما عزم عليه إلى أن يرسل إليه ويحضر.
2: أن عثمان اختار زيدًا لكونه هو من كتب الصحف لأبي بكر، ولكونه كاتب الوحي فله من الأولية ما ليس لغيره.
· موافقة مصحف عبدالله لمصحف الإمام:
- قال ابن جرير: (حرف عبد اللّه الصّحيح أنّه موافقٌ لمصحفنا؛ يدلّك على ذلك أنّ أبا بكر بن عيّاشٍ قال: قرأت على عاصمٍ وقرأ عاصمٌ على زرٍّ وقرأ زرٌّ على عبد اللّه.) ذكره النحاس
· رضا ابن مسعود لجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف:
- لما صنع بالمصاحف ما صنع فزع الناس إلى ابن مسعود فقال: (إنّ القرآن أنزل على نبيّكم من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ -أو حروفٍ-، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من بابٍ واحدٍ على حرفٍ واحدٍ، معناهما واحدٌ) رواه ابن أبي داود
- قال الشيخ عبدالعزيز الداخل: (وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى، وماكان من خلاف ابن مسعود في أوّل الأمر فإنّه رجع عنه).

10: حكم ما خالف المصحف الإمام.
- يحكم عليه بالشذوذ لمخالفته ما اتفقت عليه الأمة، قاله ابن عاشور.
- جاء عن طاوس وعمر بن عبد العزيز أنهما كانا يقرآن سورتي الشرح والضحى لا يفصلان بينهما، ذكره ابن عاشور وقال: (وهذا شذوذ).

11: عدد المصاحف العثمانية.
- قال ابن حجر: (واختلفوا في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق).
1: قيل: أربعة؛ للكوفة والبصرة والشام وواحدا بالمدينة، وهذا اختيار أبو عمرو الداني وصححه وقال: (وعليه الأئمة) ذكره النووي والزركشي.
2: وقيل: خمسة، قال ابن حجر: (فالمشهور أنها خمسة)
3: وقيل: سبعة، بزيادة مكة واليمن والبحرين، قاله أبو حاتم السجستاني، وذكر ذلك ابن حجر والعيني والسيوطي والقسطلاني.
- وذُكر أن مصحف الشام والبصرة أضبط من مصحف أهل الكوفة، قيل: لأن عثمان بعثه قبل أن يُعرض. رواه ابن أبي داود
- وأرسل عثمان مصحفا وأمر الصحابة كابن مسعود وأبي موسى أن يقيموا مصاحفهم عليه، فقال أبو موسى: (ما وجدتم في مصحفي هذا من زيادةٍ فلا تنقصوها، وما وجدتم من نقص انٍف اكتبوه) رواه ابن أبي داود

12: عدد السور في المصاحف العثمانية.
- قال الزركشي: (واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد: مائة وأربع عشرة سورة، كما هي في المصحف العثماني: أولها الفاتحة وآخرها الناس)
- وقيل: ثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة؛ لاشتباه الطرفين وعدم البسملة. ويرده تسمية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا منهما
- وعدد السور في مصحف ابن مسعود: اثنا عشر؛ فلم يكن فيها المعوذتان.
- وعدد السور في مصحف أبيّ: ست عشرة، بزيادة دعاء الاستفتاح والقنوت في آخره كالسورتين. قال الزركشي: (ولا دليل فيه).

13: موافقة المصاحف العثمانية للعرضة الأخيرة.
- قال الزركشي: (واختلف في الحرف الذي كتب عثمان عليه المصحف:
فقيل:حرف زيد بن ثابت،
وقيل:حرف أبي بن كعب؛ لأنه العرضة الأخيرة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعلى الأول أكثر الرواة، ومعنى حرف زيد، أي: قراءته وطريقته)
- قال أبو عبد الرحمن السلمي: (كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف) ذكره الزركشي

14: المصاحف العثمانية.
- قال عثمان لما رفع إليه المصحف: (إنّ فيه لحنًا، وستقيمه العرب بألسنتها) رواه ابن أبي داود
- (بألسنتها) يعني: بلغتها.
- عن سعيد بن جبير: (في القرآن أربعة أحرفٍ لحنٌ:{الصّابئون}،{والمقيمين}[النساء: 162]،{فأصّدّق وأكن من الصّالحين}[المنافقون: 10]،و{إنهذان لساحران}[طه: 63]) . رواه ابن أبي داود
- سئل أبان بن عثمان عن اللحن في قوله تعالى: {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، فقال: (من قبل الكتّاب، كتب ما قيل له). رواه ابن أبي داود
- وعن عائشة قالت: (هذا عمل الكتّاب أخطئوا في الكتاب) رواه ابن أبي داود

15: إطلاق عثمان رضي الله عنه القراءة على غير مصحفه.
- قال عثمان لمّا عاتبه أهل مصر على أمور منها حمله الناس على قراءة واحدة، فقال: (أمّا القرآن فمن عند اللّه، إنّما نهيتكم لأنّي خفت عليكم الاختلاف، فاقرءوا علىأيّ حرفٍ شئتم ..) رواه ابن أبي داود

16: الإمام الذي كتب منه عثمان المصاحف وهو مصحفه.
- ذُكر أن مصحف عثمان خالف مصاحف أهل المدينة في اثنى عشر حرفا.
- ذِكر هذه الأحرف التي خالف فيها مصحف عثمان مصاحف أهل المدينة.

17: اختلاف مصاحف الأمصار التي نسخت من الإمام.
- ذكر الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل المدينة والكوفة والبصرة، وبيان مواضعها في القرآن.
- ذكر الحروف التي اختلف فيها أهل المدينة وأهل العراق.
- ذكر الحروف التي اختلف فيها أهل الشام وأهل العراق.
- قيل: أن بين مصحف أهل مكة وأهل البصرة اختلاف حرفان، وقيل: خمسة.
- ذكر هذه الحروف.
- وقيل: بين مصحف أهل الكوفة وأهل البصرة حرفان وقيل: بل عشرة أحرف.
- وذكر هذه الحروف.
- ما اتفقت فيه مصاحف أهل الكوفة والمدينة والبصرة من الحروف وما اختلفوا فيها.
- أخرج ابن أبي داود بإسناد صحيح إلى إبراهيم النخعي قال: قال لي رجل من أهل الشام مصحفنا ومصحف أهل البصرة أضبط من مصحف أهل الكوفة، قلت: لم؟
قال: لأن عثمان بعث إلى الكوفة لما بلغه من اختلافهم بمصحف قبل أن يعرض وبقي مصحفنا ومصحف أهل البصرة حتى عرضا.

18: شبهات وأجوبتها
· فإن قيل: لم خصّ عثمان زيد بن ثابت بهذا وفي الصحابة من هو أكبر منه كابن مسعود وأبي موسى الأشعري.
قال أبو جعفر: والجواب عن هذا: أنّ زيد بن ثابتٍ قدّم لأشياء لم تجتمع لغيره؛
منها أنّه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم،
ومنها أنّه كان يحفظ القرآن في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم،
ومنها أنّ قراءته كانت على آخر عرضةٍ عرضها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السّلام.

· فإن قيل: كيف حرقت المصاحف وهي معظّمة؟
فالجواب: قال ابن الجوزي: أن ذلك لتعظيم القرآن وصيانته عن التغيير ورب فساد في الظاهر تضمنه صلاح.
وقال العيني: المحروق هو القرآن المنسوخ أو المختلط بغيره من التفسير أو بلغة غير قريش أوالقراءات الشاذة، وفائدته أن لا يقع الاختلاف فيه.

· جاء في رواية أنهم وجدوا مع خزيمة آخر التوبة، وفي رواية أخرى أنها آية من الأحزاب، فأيهما أصح؟
قال ابن الجوزي: فالجواب أن كليهما صحيح والآيتان وجدتا مع خزيمة فآخر التوبة وجدوها معه في زمن أبي بكر والآية من الأحزاب وجدوها معه في زمن عثمان.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1436هـ/18-11-2014م, 03:16 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي فهرسة مسائل الإيمان بالقرآن (رفع القرآن في آخر الزمان)

رفع القرآن في آخر الزمان
عناصر الموضوع:
ما روي في بيان رفع القرآن في آخر الزمان
... حديث أبي هريرة مرفوعا: (يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ)
... أثر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
... أثر حذيفة رضي الله عنه
... أثر إبراهيم رحمه الله

بيان مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ)*
الأدلة على أنه من الله بدأ
بيان مراد السلف بقولهم: (وإليه يعود)*
• حاصل مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ وإليه يعود)*
ذكر الإجماع على ذلك
• أقوال العلماء*
• سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن من الله بدأ ومنه خرج.


فهرسة مسائل: (رفع القرآن في آخر الزمان)

- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله، فنحن نقولها.)) رواه جماعةٌ، عن فضيلٍ، منهم المقدّم، وأورده ابن منده.
- قال عبد الله بن مسعود: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , وآخر ما يبقى الصلاة , وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم أوشك أن يرفع".
قالوا: وكيف وقد أثبته الله في قلوبنا , وأثبتناه في المصاحف.
قال: "يسرى عليه ليلا فيذهب ما في قلوبكم , ويرفع ما في المصاحف , ثم قرأ عبد الله: {ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا}" رواه سعيد بن منصور، ورواه ابن بطة بألفاظ متقاربة، وفي رواية عنده بزيادة: «يصبح النّاس كأمثال البهائم»
- قال عبد الله: (إنّ هذا القرآن الّذي بين أظهركم يوشك أن ينزع منكم، قال: قلت: كيف ينزع منّا وقد أثبته اللّه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا قال: يسرى عليه في ليلةٍ واحدةٍ فينتزع ما في القلوب ويذهب ما في المصاحف ويصبح النّاس منه فقراء، ثمّ قرأ {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}. رواه ابن أبي شيبة
- قال عبد الله: (كيف أنتم إذا أسري على كتاب الله فذهب به ؟ قال: يا أبا عبد الرّحمن، كيف بما في أجواف الرّجال، قال: يبعث اللّه ريحًا طيّبةً فتكفت كلّ مؤمنٍ) رواه ابن أبي شيبة
- قال حذيفة: يوشك أن يبلى الإسلام كما يبلى الثّوب الخلق، ويقرأ النّاس القرآن لا يجدون له حلاوةً فيبيتون ليلةً ويصبحون وقد أسري بالقرآن، وما كان قبله من كتابٍ حتّى ينزع من قلب شيخٍ وعجوزٍ كبيرةٍ، فلا يعرفون وقت صلاةٍ، ولا صيامٍ، ولا نسكٍ، ولا شيءٍ ممّا كانوا عليه) رواه اللالكائي
- قال إبراهيم: "يسرى بالقرآن ليلا فيرفع من أجواف الرجال فيصبحون : ولا يصدقون حديثا , ولا يصدقون النساء , يتسافدون تسافد الحمير , فيبعث الله ريحا فتقبض روح كل مؤمن"). رواه سعيد بن منصور

2: بيان مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ)*
حاصل قولهم مشتمل على الجمل التالية:
- أنه خرج من الله تعالى فهو المتكلّم به سبحانه
- أنه من الله ليس بباين عنه
- أنه كلام الله غير مخلوق.
- أنه من عند الله جاء.
- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:" مِنْهُ " أَيْ هُوَ المُتَكَلِّمُ بِهِ، ذكره الشيخ الفياض
- وجمع ذلك الشيخ الفياض فقال: وَأَمَّا مَعْنَاهُ فَإِنَّ قَوْلَهُمْ (مِنْهُ بَدَأَ) أَيْ هُوَ المُتَكَلِّمُ بِهِ وَهُوَ الذي أَنْزَلَهُ مِن لدُنْه.

3: الأدلة على أنه من الله بدأ.
- قال تعالى: (وَلَـكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنَّي) وجه الاستدلال: إخباره أنَّ القولَ منه لا مِن غيرِه مِن المخلوقاتِ، و (مِن) لابتداءِ الغايةِ، وإذا كان المجرورُ بها صفةً ولم يُذكَرْ لها مَحلٌّ كان صفةً لِلَّهِ، ذكره الشيخ الرشيد
- وقال: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ).
- عن جُبيرِ بنِ نُفيرٍ، قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ)) رواه أحمد، وذكره الشيخ الرشيد
- وَرُوِيَ عَن أَبِي أُمَامَةَ عَن النَّبِيِّ صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ " - يَعْنِي القُرْآنَ، ذكره الشيخ الفياض

4: بيان مراد السلف بقولهم: (وإليه يعود)*
- أي يرجع ويعود، وذلك بأنْ يُسْرَى به في آخرِ الزَّمانِ، ويُرفَعُ فلا يَبْقى في الصُّدورِ مِنه ولا في المصاحِفِ منه آيةٌ، كما جاء ذَلِكَ في عِدَّةِ آثارٍ، وهُوَ أحدُ أشراطِ السَّاعةِ الكِبارِ، ذكر ذلك الشيخ الرشيد والفياض وهو معنى ما ورد في الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين.

5: حاصل مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ وإليه يعود)*
- أَيِ أن اللَّهُ تعالى هو المُتَكَلِّمُ بِالقُرْآنِ ابْتِدَاءً حَقِيقَةً وَإِلَيْهِ يَعُودُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَذَلكَ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَأَمَارَاتِهَا. قاله الفياض.
- فهذا القول هو المأثور الثابت عن السلف، الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة كما سبق.

6: ذكر الإجماع على ذلك
قال الشيخ الفياض: وَمَذْهَبُ سَلَفِ الأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا مِن الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لهُمْ بِإِحْسَانٍ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ المُسْلمِينَ كَالأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَهُوَ الذي يُوَافِقُ الأَدِلَّةَ العَقْليَّةَ الصَّرِيحَةَ، أَنَّ القُرْآنَ كَلامُ الَّلهَ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ.
- قال عمرو بن دينارٍ: أدركت مشايخنا والنّاس منذ سبعين سنةً يقولون: القرآن كلام اللّه، منه بدأ وإليه يعود. رواه اللالكائي، ورواه عن ابن عيينة بهذا اللفظ.
- وممن جَمَـعَ الآثَارِ في ذلك عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَيْنِ الحَافِظِ أَبِي الفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، وَالحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ المَقْدِسِيِّ، ذكره الشيخ الفياض

7: أقوال العلماء*
- قال ابن تيمية: (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ)
- قال الشيخ الرشيد: (منه بَدَا) أي: ظَهَر وخَرجَ منه -سُبْحَانَهُ- أي: هُوَ المتكلِّمُ به، وهُوَ الذي أنْزَلَه مِن لَدُنْه.
- قال الشيخ الفياض: القُرْآنَ كَلامُ الَّلهَ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، فَهُوَ المُتَكَلِّمُ بِالقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِن كَلامِهِ ليْسَ مخلوقاً منفصلاً عَنْهُ، وقال: فَالقُرْآنُ العَرَبِيُّ كَلامُ اللَّهِ وَقَدْ بَيَّنَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الكِتَابَ وَالقُرْآنَ العَرَبِيَّ نَزَلَ مِن اللَّهِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ السَّلَفِ: " مِنْهُ بَدَأَ ".

8: سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن من الله بدأ ومنه خرج.
- للرد على الجهمية -ومن نحا نحوهم- لقولهم أنه خلقه في غيره فيكون قد بدا وخرج من ذلك المحل لا من الله، فبيّن السلف أن القرآن من الله بدا وخرج أي هو المتكلّم به، وهذا حاصل كلام السلف وأهل العلم.
- قال الشيخ الرشيد: مَن قال: إنَّه مخلوقٌ يقولُ: إنَّه خُلِقَ في بعضِ المخلوقاتِ القائمةِ بنَفْسِها، فمْن ذَلِكَ المخلوقِ نَزَلَ وبَدَأَ، ولم يَنْزِلْ مِن اللَّهِ، فإخبارُ اللَّهِ أنَّه مَنَزَّلٌ مِن اللَّهِ يُناقِضُ أنْ يكونَ قد نَزَلَ مِن غيرِه.
-قال الشيخ الفياض: ليْسَ كَمَا تَقُولُهُ الجَهْميَّةُ: إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي الهَوَاءِ أَوْ غَيْرِهِ وَبَدَأَ مِن عِنْدِ غَيْرِهِ.
________________________
* استفدت بعض العناوين من تلخيص الأخت: هِند.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 محرم 1436هـ/22-11-2014م, 12:38 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي فهرسة مسائل موضوع: (السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار)/وإجابة الأسئلة

بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة مسائل أحكام المصاحف







إجابة الأسئلة:
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
معنى المصحف: من أُصحف أي جُمع بعضه إلى بعض، ذكره الأزدي، وهو معنى قول الفراء ذكره الأزهري، وقول الجوهري ذكره الأفريقي.
ومعناه: الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين، قاله الخليل، والليث ذكره الأزهري، والأفريقي.

- وأما اللغات في المصحف، ففيه ثلاث لغات:
ضم الميم وكسرها وفتحها، قاله النووي، وهو معنى ما ذكره الأفريقي.
فالضم لغة أهل نجد وقيس، ذكره الأزدي، وأبو زيد ذكره الأزهري، وأبو عبيد ذكره الأفريقي.
والكسر لغة تميم، ذكره الأزدي، وأبو زيد ذكره الأزهري، وأبو عبيد ذكره الأفريقي.
والضم والكسر هما المشهورتان، قاله النووي
قال الفراء: (يُقَال: مُصحفٌ ومِصْحَف، قَالَ: فاستثقلت العربُ الضمة فِي حُرُوف فَكسرت الْمِيم، وَأَصلهَا الضَّم، فَمن ضَمّ جَاءَ بِهِ على أَصله، وَمن كَسره فلاستثقاله الضمة.) ذكره الأزهري
وأما الفتح، ذكره النووي عن النحاس وغيره، وذكره الأفريقي عن اللحياني عن الكسائي، وقال:( وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، وقال: وَلَمْ يَذْكُرْ [أبو عبيد] مَنْ يَفْتَحُهَا وَلَا أَنها تُفْتَحُ)

- معنى الربعة: صُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، ذكره الفيروزآبادى في القاموس المحيط.

- معنى الرصيع: زِرّ عُرْوة الْمُصحف، ذكره الأزهري والأفريقي.


2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟
حكمه: كافر، قاله النووي وشيخ الإسلام وزاد فيه أنه: (مباح الدم)

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
فيها أقوال:
1: أنها تدفن، رواه أبو عبيد القاسم عن إبراهيم النخعي، ونقله الزركشي والسيوطي عن بعض الحنفية، ونقل عن الإمام أحمد ذكره الزركشي وقال: (وقد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام).
2: وقيل: لا يجوز وضعها في شق أو غيره؛ لأنه قد يسقط ويوطأ، ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب، قاله الحليمي، وذكره الزركشي والسيوطي.
3: وقيل: تغسل بالماء وإن أحرقها بالنار فلا بأس، واستدلوا بإحراق عثمان للمصاحف، قاله الحليمي وذكره الزركشي والسيوطي.
4: وقيل:الإحراق أولى من الغسل؛ لأن الغسالة قد تقع على الأرض، ذكره الزركشي والسيوطي.
5: وقيل: بمنع الإحراق وأنه خلاف الاحترام، جزم به القاضي حسين، وكرهه النووي، ذكره الزركشي والسيوطي.



السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار
عناصر الموضوع:
الأحاديث والآثار الواردة في السفر بالمصاحف إلى بلاد الكفار.
... حديث ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا: {نهى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ}
... مرسل الأوزاعي: {كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف...}
... أثر الحسن: {كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم}
- طرق حديث ابن عمر وألفاظه

...قوله في حديث ابن عمر: (مخافة أن يناله العدو) أمدرج هو أم من أصل الحديث؟

... سبب قول البخاري في ترجمته لحديث ابن عمر: (( وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ العَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ القُرْآنَ))
حكم السفر بالمصحف إلى أرض الكفار.
... مجمل الخلاف

...مسألة: هل يُعطى ملك الكفار المصحف لو طلبه للتدبر؟
...مسألة: هل يكون من الكفار استخفاف بالقرآن وهم يرون بلاغته وإعجازه؟
- حكم السفر بكتب الحديث

مسائل أوردها أهل العلم في شرحهم لحديث ابن عمر متعلقة ببيع المصحف من الكافر وتعليمه إياه ونحو ذلك.
- حكم بيع المصحف من الكافر



- حكم تعليمه الكافر
- معاملة الكفار بالنقود التي عليها اسم الله تعالى











تلخيص مسائل موضوع: (السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار)





1- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» رواه مالك والبخاري ومسلم والنسائي وأبو عبيد القاسم وابن أبي داود بألفاظ مختلفة ومتقاربة، وذكر صالح الرشيد أنه أخرجه كذلك من الأئمة: الشافعي وأحمد.


2- قال الأوزاعيّ: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار) رواه ابن أبي داود
3- قال الحسن: (كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم). رواه ابن أبي داود

تعدد طرق حديث ابن عمر وألفاظه
- قال الدارقطني والبرقاني: لَمْ يَرْوِهِ بِلَفْظِ الْكَرَاهَةِ إِلَّا مُحَمَّدُ بن بشر، وَلَفْظُهُ: كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ، رواه إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ، ذكره ابن حجر وقال:لَفْظَ الْكَرَاهِيَةِ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ.

- وأَفَادَ هذا اللفظ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقُرْآنِ الْمُصْحَفُ لَا حَامِل الْقُرْآن، قاله ابن حجر

- قال صالح الرشيد : (وقد روى حديث ابن عمر من طرق كثيرة لدى طائفة من المصنفين فى الحديث وبألفاظ مختلفة تتضمن النهى عن السفر بالقرآن تارة , أو شئ منه تارة أخرى , أو المصاحف تارة ثالثة.

وقد استقصى أبو بكر ابن أبى داود فى كتاب المصاحف تلك الطرق عن السفر بالقرآن والمصاحف إلى أرض العدو مرفوعًا وموقوفًا .)
قوله: (مخافة أن يناله العدو) أمدرج هو أم من أصل الحديث؟




- قال النووي: ( وَهَذِهِ الْعِلَّةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْحَدِيثِ هِيَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَلِطَ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ فَزَعَمَ أَنَّهَا مِنْ كَلَامِ مَالِكٍ)
- فأَكْثَرُ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ جَعَلُوا التَّعْلِيلَ مِنْ كَلَامِهِ وَلَمْ يرفعوه، قاله أبو عمر وَأَشَارَ إِلَى أَن ابن وَهْبٍ تَفَرَّدَ بِرَفْعِهَا، ذكره ابن حجر وقال: وَلَيْسَ كَذَلِكَ، قال:فهَذِه الزِّيَادَة رَفعهَا بن إِسْحَاقَ، وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيّ وابن مَاجَهْ فَصَحَّ أَنَّهُ مَرْفُوعٌ وَلَيْسَ بِمُدْرَجٍ.
- والسبب أن أكثر الرواة عن مالك جعلوا التعليل من كلامه ولم يرفعوه:


قال ابن حجر: (وَلَعَلَّ مَالِكًا كَانَ يَجْزِمُ بِهِ ثُمَّ صَارَ يَشُكُّ فِي رَفْعِهِ فَجَعَلَهُ مِنْ تَفْسِيرِ نَفسه.)
بيان سبب قول البخاري في ترجمته لهذا الحديث: ( وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ العَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ القُرْآنَ)
قال ابن حجر: أَشَارَ الْبُخَارِيُّ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّهْيِ عَنِ السَّفَرِ بِالْقُرْآنِ السَّفَرُ بِالْمُصْحَفِ خَشْيَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ لَا السَّفَرُ بِالْقُرْآنِ نَفْسِهِ، قال: وَادَّعَى الْمُهَلَّبُ أَنَّ مُرَادَ الْبُخَارِيِّ بِذَلِكَ تَقْوِيَةُ الْقَوْلِ بِالتَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْعَسْكَرِ الْكَثِيرِ وَالطَّائِفَةِ الْقَلِيلَةِ فَيَجُوزُ فِي تِلْكَ دُونَ هَذِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.



2
حكم السفر بالمصحف إلى أرض الكفار.


مجمل الخلاف في هذه المسألة
- أجمل صالح الرشيد الأقوال الواردة في هذه المسألة، قال:(والمتأمل للنصوص السالفة الذكر فى مسألة السفر بالمصاحف إلى أرض الكفر يخلص إلى أن لأهل العلم فى هذه المسألة أقوالا ثلاثة :
"أحدها " أن السفر بالمصحف إلى دار الكفر محظور مطلقا , لافرق فى ذلك بين أن تكون دار حرب أو دار عهد لعموم النهى الوارد فى هذا الشأن , وللتعليل الذى تضمنته بعض ألفاظه والمتمثل فى الخوف من أن يناله الكفار بأيديهم وهو محتمل لامتهان والاستخفاف بالمصحف وحصول تحريف فيه ووضع أيديهم عليه .. وكل هذه المحاذير يتعين اتقاؤها .
" القول الثانى " أن محل النهى إذا خيف على المصحف وهو منتف مع الجيش والعسكر الكبير ذى الشوكة والمنعة .
" والقول الثالث " أن السفر بالمصحف إلى دار الكفر مباح سواء كانت دار حرب دخلها بأمان أو كانت دار عهد وعرف عن أهلها أنهم يوفون بالعهد , وقد نسب إلى أبى جعفر الطحاوى وأبى الحسن القمى من فقهاء الحنفية قول بأن النهى محمول على الزمن الأول حين كانت المصاحف قليلة مخافة أن يفوت شئ من القرآن فى دار الكفر , فيتأثر المسلمون بفواته.)
- وممن قال بالقول الأول: وهو المنع مطلقا: مالك، ذكره ابن عبد البر، وابن حجر، والنووي وقال: (وَقَالَ مَالِكٌ وَجَمَاعَةٌ من أصحابنا بالنهى مطلقا)، وظاهر قول السخاوي أنه يرجحه.
وحجتهم:
- أنه ظاهر الحديث فيمنع مطلقا، ذكره الهيتمي، ونقل ذلك صالح الرشيد.
- الخوف من تمكن الكفار من المصحف والخشية من وقوعه بين أيديهم وما يكون في ذلك من تعريضه للامتهان، ذكره ابن حجر عن بعض المالكية، ونقله صالح الرشيد: فيما حكاه الأنصاري في شرح الروض، وذكره الهيتمي، وقاله الخرشي في شرحه على خليل.
- أنه هو المختار الأحوط ، قاله الأذرعي، وذكره الهيتمي، ونقله صالح الرشيد.
- وقال بالقول الثاني: أبو حنيفة والبخاري، ذكره ابن عبد البر وابن حجر عن أبي حنيفة، وذكره النووي واختاره وقال: ( هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالْبُخَارِيُّ وَآخَرُونَ، قال: وحكى بن الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ الْجَوَازَ مُطْلَقًا وَالصَّحِيحُ عَنْهُ مَا سَبَقَ)، واختار هذا القول الزركشي.
وهو ما ذهب إليه الشافعية إذ أداروا الكراهة مع الخوف وجودا وعدما، ذكره ابن حجر.
حجتهم:
- أن اِلْعِلَّةِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْحَدِيثِ هِيَ خَوْفُ أَنْ يَنَالُه الكفار فَيَنْتَهِكُوا حُرْمَتَهُ فَإِنْ أُمِنَتْ هَذِهِ الْعِلَّةُ فَلَا كَرَاهَةَ وَلَا مَنْعَ مِنْهُ، قاله النووي وغيره، وجاء نحو هذا المعنى فى كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن مع شرحه للسرخسى،كما تعرض له السرخسى فى المبسوط، ونقل ذلك صالح الرشيد.
مسألة: هل يُعطى ملك الكفار المصحف لو طلبه للتدبر؟
- يحرم إرسال مصحف لهم ولو طلبه الملك ليتدبره خشية الإهانة، قاله العدوي في حاشيته على الخرشي، ومثله في الدردير مع الدسوقي ومثله في المنح، ذكره صالح الرشيد
- قال العدوى فى حاشيته على الخرشى : (" قوله خشية الإهانة " أى : بوضعه فى الأرض والمشى عليه بنعالهم) ، ذكره صالح الرشيد
- والمراد بالمصحف: ما قابل الكتاب الذى فيه الآية ونحوها، ذكره العدوي في حاشيته على الخرشي، وذكره فى الدردير مع الدسوقى ومثله فى المنح، ذكره صالح الرشيد.
قال صالح الرشيد: وقد روى حديث ابن عمر من طرق كثيرة لدى طائفة من المصنفين فى الحديث وبألفاظ مختلفة تتضمن النهى عن السفر بالقرآن تارة , أو شئ منه تارة أخرى , أو المصاحف تارة ثالثة .
مسألة: هل يكون من الكفار استخفاف بالقرآن وهم يرون بلاغته وإعجازه؟
قال السرخسى فى المبسوط: (فإن قيل: أهل الشرك وإن كانوا يزعمون أن القرآن ليس بكلام الله تعالى فيقرون أنه كلام حكيم فصيح فكيف يستخفون به؟
" قلنا ": إنما يفعلون ذلك مغايظة للمسلمين , وقد ظهر ذلك من فعل القرامطة فى الموضع الذي أظهروا فيه اعتقادهم على ماذكره ابن رزام فى كتابه أنهم كانوا يستنجون بالمصاحف)، وجاء نحوه فى كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن مع شرحه للسرخسى ، ذكره صالح الرشيد.
حكم السفر بكتب الحديث

- ومثل المصحف كتب الحديث فيما يظهر، جاء في الدردير مع الدسوقي ومثله في المنح، ذكره صالح الرشيد.
- وقال العدوى فى حاشيته على الخرشى : (وينبغى تحريم السفر بكتب الحديث كالبخارى لاشتماله على آيات كثيرة) ذكره صالح الرشيد.





3: مسائل أوردها أهل العلم في شرحهم لحديث ابن عمر متعلقة ببيع المصحف من الكافر وتعليمه إياه ونحو ذلك.
- حكم بيع المصحف من الكافر
- يحرم، وهو قول المالكية استدلالا بحديث ابن عمر، وحجتهم: قالوا: لِوُجُودِ الْمَعْنَى الْمَذْكُورِ فِيهِ وَهُوَ التَّمَكُّنُ مِنَ الِاسْتِهَانَةِ بِهِ.، ذكره ابن حجر وقال: (وَلَا خِلَافَ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ)، وهو قول محمد بن الحسن واختاره النووي وقال: (ويحرم بيعه من الذمى)، ذكر ذلك صالح الرشيد
- وَإِنَّمَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ هَلْ يَصِحُّ لَوْ وَقَعَ وَيُؤْمَرُ بِإِزَالَةِ مِلْكِهِ عَنْهُ أَمْ لَا؟ ذكره ابن حجر
ففى صحة البيع قولان:
الأول: لا يصح , وهو قول الشافعي.
والثانى: يصح .
ذكر هذه الأقوال النووي وصحح القول الأول ، وقال في الثاني: ويؤمر فى الحال بإزالة ملكه عنه، وهو كذلك قول محمد بن الحسن: قال: (لو اشتراه ذمى أجبر على بيعه) ، ذكر ذلك صالح الرشيد
- وقال محمد بن الحسن: (وكذلك كتب الفقه بمنزلة المصحف فى هذا الحكم.) جاء فى كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن مع شرحه للسرخسى، نقله صالح الرشيد.
- حكم تعليمه الكافر
- وَاسْتُدِلَّ بهذا الحديث عَلَى مَنْعِ تَعَلُّمِ الْكَافِرِ الْقُرْآنَ، وفيه أقوال:
1: المَنَعَ مُطْلَقًا، قول مالك، واختاره السخاوي قال: (وإذا كان المسلم لا يمس القرآن وهو محدث؛ فكيف يجوز أن يعلمه المشرك فيكتبه. وإذا كان المسلم الجنب لا يقرأه؛ فكيف يجوز أن يقرأه الكافر.)
2: الجواز مطلقًا، قول الحنفية.
3: وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَوْلَانِ.
4: التفصيل: بَيْنَ الْقَلِيلِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ فَأَجَازَهُ وَبَيْنَ الْكَثِيرِ فَمَنَعَهُ، وهذا قول بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ، وَيُؤَيِّدُ ذلك قِصَّةُ هِرَقْلَ حَيْثُ كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ الْآيَاتِ، وَقَدْ نَقَلَ النَّوَوِيُّ الِاتِّفَاقَ عَلَى جَوَازِ الْكِتَابَةِ إِلَيْهِمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ .
ذكر هذه الأقوال ابن حجر.
- معاملة الكفار بالنقود التي عليها اسم الله تعالى
قال النووي: (وَكَرِهَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ مُعَامَلَةَ الْكُفَّارِ بِالدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ الَّتِي فِيهَا اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى وَذِكْرُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1436هـ/30-11-2014م, 07:54 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي إجابة أسئلة (فهرسة مسائل آداب التلاوة)

بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل آداب التلاوة

إجابة الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
الأول: يجب الإخلاص في تلاوة القرآن
- لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، والأمر للوجوب، والدليل: حديث جابر مرفوعا: (اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل ..) رواه الإمام أحمد، وأبو داود وأورده محمد بن عبد الوهاب في فضائل القرآن.
- ولأن من قرأه رياءً لينال ثناء الناس ويُقال قارئ؛ فإنه متوعّد بالعذاب في النار، والدليل: حديث أبي هريرة مرفوعا: ( ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) رواه مسلم وأورده محمد بن عبد الوهاب في فضائل القرآن.
- ومن تعلّم علماً ممّا يبتغى به وجه الله تعالى، لا يتعلّمه إلا ليصيب به عرضاً من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة، رواه الآجري عن أبي هريرة مرفوعا.
- جاء في أحاديث مرفوعة يرويها عدد من الصحابة بألفاظ مختلفة ومتقاربة ذم من يتعجّل أجر تلاوته، وأن ذلك من خصال المنافقين، ومن ذلك حديث جابر مرفوعا: (وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه) رواه سعيد بن منصور، والإمام أحمد، والفريابي، والآجري، وأبو داود وأورده محمد بن عبد الوهاب، ورواه أبو عبيد القاسم عن سهل بن سعد مرفوعًا، ورواه عبدالرزاق وسعيد بن منصور عن محمد بن المنكدر مرسلًا، ورواه أبو عبيد القاسم والفريابي عن أنس وسهل مرفوعا في معناه، ورواه الآجري عن سهل مرفوعا في معناه.
- جاء في أحاديث مرفوعة الأمر بسؤال الله تعالى بالقرآن، والنهي عن سؤال الناس به، أو التأكل والمباهاة به، والدليل: حديث أبي سعيد مرفوعا: (تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا) رواه أبو عبيد.
ورواه أبو عبيد القاسم، والآجري، ورواه أحمد وأورده محمد بن عبد الوهاب من حديث عبد الرحمن بن شبل مرفوعا وفيه:(ولا تأكلوا به)
- جاء عن عمر رضي الله عنه أنهم كانوا لا يعلمون أن أحدًا يقرأه لغير الله تعالى، وأمر رضي الله عنه بالإخلاص في قراءته وحضّ على ذلك قال: ( فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم ) رواه سعيد بن منصور والفريابي والآجريّ والرّازي والسخاوي.
- قسم السلف القرّاء إلى ثلاثة؛ منهم من قرأه لله تعالى فكان محل ثناء، والباقي قرأه لغير الله تعالى فكان محل ذمّ، جاء ذلك في آثار عن علي والحسن البصري رضي الله عنهم رواها الآجري.
- ما جاء في وصف الخوارج الذين قاتلهم علي رضي الله عنه أنهم قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم،رواه الفريابي عن أبي ذر، وعن جابر بن عبد الله، وعن سهل بن حنيف ، وعن عمر، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وأبي برزة الأسلمي، وعبد الله بن عمرو، وسهل بن سعد، وعقبة بن عامر مرفوعا، ورواه النسائي عن سهل بن حنيف وأبي سعيد الخدري مرفوعًا.
الثاني: السؤال بالقرآن منهي عنه وكذلك التأكل والمباهاة به، وصاحبه مذموم ومتوعد.
- جاء في أحاديث مرفوعة يرويها عدد من الصحابة بألفاظ مختلفة ومتقاربة ذم من يتعجّل أجر تلاوته، وأن ذلك من خصال المنافقين، كما سبق.
- وكذلك ذم من يتأكل بالقرآن ويباهي به، وسبق ذكر ما فيه من الأحاديث المرفوعة عن أبي سعيد الخدري، وعبدالرحمن بن شبل.
- ومن تأكل به فذلك من خصال غير المؤمنين، رواه الآجري عن أبي سعيد الخدري.
- وكذلك جاء ذم من يسأل الناس بالقرآن، كما في حديث عمران بن حصين مرفوعا: (فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس) رواه سعيد بن منصور، والترمذي، والآجريّ، وأورده عبد الرزاق في تفسيره، ورواه أحمد وأورده محمد بن عبد الوهاب، ورواه أبو عبيد القاسم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
قال ابن مسعود: "سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم".رواه أبو عبيد القاسم
- ومن يستأكل به فهو متوعد على ذلك، رواه أبو عبيد القاسم من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا، وحديث أبيّ بن كعب مرفوعًا.
- قال زاذان:" من قرأ القرآن ليستأكل الناس , جاء يوم القيامة , ووجهه عظم ليس عليه لحم" رواه أبوعبيد وابن أبي شيبة والآجري
الثالث: للإخلاص آثار حسنة على حامل القرآن في نفسه وعلمه ومن حوله.
- الإخلاص سبيل لصيانة علم صاحبه، ووضعه عند أهله، وسيادته على أهل زمانه، رواه الآجري عن ابن مسعود.
- من كان همّه الله تعالى والدار الآخرة، كفاه الله هم الدنيا، دليله حديث ابن مسعود مرفوعا: (من جعل الهمّ همّاً واحداً؛ همّ آخرته، كفاه الله عزّ وجلّ همّ دنياه) رواه الآجريّ
- الإخلاص سبيل لحامل القرآن لأن يكون من أولياء الله تعالى الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء، وهؤلاء في حملة القرآن أعز من الكبريت الاحمر، رواه الآجري عن الحسن
- من أخلص لله تعالى فإنه يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما، قاله أبو عبيد في بيان معنى (التغن) في مرسل سعيد بن أبي سعيد.
-الإخلاص يحمل صاحبه على إكرام القرآن والعلم الذي آتاه الله تعالى فلا يسعى بهما في قضاء حوائجه، رواه أبو عبيد القاسم عن معمر بن سليمان النخعي وجاء عن الآجري والنووي وغيرهم نحوه.
- المخلص يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى فيجتهد في شكرها؛ قاله الزركشي في البرهان.
- حامل القرآن المخلص لله تعالى لا يسأل بهذا القرآن إلا الله تعالى متبعا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وغير المخلص فإنه يسأل بهذا القرآن الناس، ويتأكل ويباهي به، وجاء ذم ذلك في الأحاديث المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
- حامل القرآن المخلص معظّم لآيات الله والقرآن فلا يؤثر عليها الدنيا، قال حذيفة المرعشي: ( من قرأ القرآن ثم آثر الدنيا لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين) رواه الآجري.
- حامل القرآن المخلص يطلب الرّفعة من الله عزّ وجلّ لا من المخلوقين، ماقتاً للكبر، خائفاً على نفسه منه، قاله الآجري.
- وذكر الآجري في كتابه: (أخلاق حملة القرآن) جملة من الأخلاق الشريفة التي ينبغي لحملة القرآن الاتصاف والتعلّق بها، وذكر كذلك غيرها من قبيح الأخلاق التي يجب عليهم أن يتجافوا عنها، قال: أهل القرآن ينبغي أن تكون أخلاقهم مباينةً لأخلاق من سواهم ممّن لم يعلم كعلمهم، إذا نزلت بهم الشّدائد لجؤوا إلى الله الكريم فيها، ولم يلجؤوا فيها إلى مخلوقٍ، وكان الله عزّ وجلّ أسبق إلى قلوبهم، قد تأدّبوا بأدب القرآن والسّنّة، فهم أعلامٌ يقتدى بفعالهم، لأنّهم خاصّة الله وأهله.
الرابع: من قرأ القرآن لغير الله تعالى كان لذلك آثار سيئة في نفسه وعلمه ومن حوله.
- أنهم لما طلبوا بهذا القرآن شرف الدّنيا حرموا شرف الآخرة، وبطل سعيهم إذ بذلوه لأهل الدّنيا طمعاً في دنياهم، أعاذ الله حملة القرآن من ذلك، قاله الآجريّ
- من أخلاق هذا الصنف من القرّاء: أن يكون حافظاً لحروف القرآن، مضيّعاً لحدوده، متعظّماً في نفسه، متكبّراً على غيره، قاله الآجري
- أنه يفخر على النّاس بالقرآن، ويحتجّ على من دونه في الحفظ بفضل ما معه من القراءات، قاله الآجري
- أنه كثير الكلام بغير تمييزٍ، يعيب كلّ من لم يحفظ كحفظه، ومن علم أنّه يحفظ كحفظه طلب عيبه، قاله الآجري
- أنه ليس للخشوع في قلبه موضعٌ، كثير الضّحك والخوض فيما لا يعنيه، قاله الآجري
- أنه راغبٌ في الدّنيا، وما قرّب منها، لها يغضب ويرضى، يستقضي من الناّس حقّ نفسه، ولا يستقضي من نفسه ما لله عليها، يغضب على غيره زعم لله، ولا يغضب على نفسه لله، قاله الآجري
- لا يتأدّب بأدب القرآن، ولا يزجر نفسه عن الوعد والوعيد، لاهٍ غافلٌ عمّا يتلو أو يتلى عليه، همّته حفظ الحروف، إن أخطأ في حرفٍ ساءه ذلك، لئلا ينقص جاهه عند المخلوقين، وما قد ضيّعه فيما بينه وبين الله تعالى ممّا أمر به في القرآن، أو نهي عنه، غير مكترثٍ به، قاله الآجري
- أخلاقه في كثير من أموره أخلاق الجهّال الّذين لا يعلمون، لا يأخذ نفسه بالعمل بما أوجب عليه القرآن، قاله الآجري
- وقد ذكر الآجري في كتابه: (أخلاق حملة القرآن) جملة من الأخلاق الدنيّة التي يجب لحامل القرآن المجافاة عنها.
ومن علامات سوء نيّة قارئ القرآن
- أنه يقرأه ويتعلمه ليسأل به الناس، كما في حديث عمران بن حصين أورده عبد الرزاق في تفسيره.
- أنه يقيم قراءته فلا يترك واوا ولا ألفًا لكنه لا يجاوز ترقوته، فلا يفقهه ولا يعمل به، جاء ذلك في آثار عن حذيفة وفضالة رواه أبو عبيد القاسم.
- أنه يعلّمه من يجادل به أهل العلم، رواه أبو عبيد القاسم عن معاوية
- أنه يباهي بقراءته وحفظه، ويقارئ غيره ليغلبه ، رواه أبو عبيد القاسم عن الحسن
- أنه ينبذ العمل به، رواه أبوعبيد القاسم عن الشعبي، وهو معنى مارواه سعيد بن منصور عن عمر
- أنهم يستحلون محارمه، رواه الترمذي عن صهيب
- أنهم يقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم، رواه أبو عبيد عن ابن مسعود
- أنهم لا يعلمون السنة، رواه أبو عبيد القاسم عن الحسن
- أنه يقصد التكثر بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه، ويكره قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به، قاله النووي.
- أنهم يقرأون القرآن وهي أثقل عليهم من نقل الحجارة، رواه ابن أبي شبية عن أبي الجوزاء
- عن العبّاس بن عبد المطلّب رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يظهر هذا الدّين حتّى يجاوز البحار، وحتّى يخاض بالخيل في سبيل الله، ثمّ يأتي قومٌ يقرأون القرآن، فإذا قرأوه قالوا: قد قرأنا القرآن، فمن أقرأ منّا !، فمن أعلم منّا !»، ثمّ التفت إلى أصحابه، فقال: «هل ترون في أولئك من خيرٍ؟»، قالوا: لا، قال: «فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمّة، وأولئك هم وقود النّار»). رواه الآجري
- قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«ليرثنّ هذا القرآن قومٌ، يشربونه كما يشرب الماء، لا يجاوز تراقيهم». رواه الآجري
- وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)). رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك وقال: أدخله النار، أورده النووي
وصية العلماء من السلف والخلف لحملة القرآن بالإخلاص لله تعالى وصيانة القرآن وإجلاله
- قال الفضيل بن عياض: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو. رواه الآجري
- قال ميمون بن مهران: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس. رواه الآجري
- قال الحسن بن الرّبيع البورانيّ: كنت عند عبد الله بن إدريس، فلمّا قمت، قال لي: سل عن سعر الأشنان ، فلمّا مشيت ردّني، فقال: لا تسل، فإنّك تكتب منّي الحديث، وأنا أكره أن أسأل من يسمع منّي الحديث حاجةً.رواه الآجري
- قالَ السيوطيُّ في التحبير: (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال).

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
خارج الصلاة:
مستحب فيما ثبت فيه النص من الآيات وما كان في معناه، وهو قول النووي وابن عثيمين، وهو كذلك اختيار القرطبي، والإيجي الشافعي، ومحمد الجاوي، ومحمد الرعيني، ومحمد المباركفوري.
داخل الصلاة:
فيه أقوال:
القول الأول: من قال بالتفريق بين الفرض والنفل، قالوا: هو مستحب في النفل دون الفرض، وهو قول ابن عثيمين.
وحجته: قال: أنه لم ينقل في صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يفعل ذلك في الفرض ، ولو كان سنة لفعله ، ولو فعله لنقل ؛ فلما لم ينقل علمنا أنه لم يفعله ، ولما يفعله علمنا أنه ليس بسنة.
القول الثاني: لم يفرّقوا بين الفرض والنفل، فهو مستحب في الصلاة عمومًا، وهو الظاهر من قول النووي والجاوي، والمباركفوري.
- ومن أصحاب هذا القول من اقتصر فيه على الآيات التي ثبتت بالنص:
- فنقل البهوتي: أنه يقول: سُبْحَانَكَ ، فَبَلَى إذَا قَرَأَ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } نَصًّا ، فَرْضًا كَانَتْ أَوْ نَفْلًا ؛ لِلْخَبَرِ ؛ وَأَمَّا { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فَفِي الْخَبَرِ فِيهَا نَظَرٌ.
- واقتصر مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ على سورة التين.
حكم قول ذلك للمأموم:
صحيح ، وهو قول محمد الحطّاب الرعيني وابن عثيمين، وقال ابن عثيمين: إلا أن يشغله ذلك عن الاستماع إلى الإمام فلا يفعله، لكن إن جاء ذلك في آخر الآية التي يقف عليها الإمام فإنه لا يشغله.

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
يجب عليه الرد باللفظ، وهو قول النووي
وحجته: أنه إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين، فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام، ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى.
ورد السلام واجب بالجملة والله أعلم
وفيه قول آخر: أنه يكفيه الرد بالإشارة، وإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة، قاله أبو الحسن الواحدي، وذكره النووي وضعفه.
- والأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قاله أبو الحسن الواحدي وذكره النووي

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1436هـ/30-11-2014م, 08:13 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي فهرسة مسائل موضوع: (تعظيم القرآن)

تعظيم القرآن


عناصر الموضوع:
بيان عظمة القرآن
ما جاء في عظمة قَدْرِه
ما جاء في عظمة صفاته
اللوازم التي تقتضيها هذه العظمة في قلب المؤمن به
الإجماع على وجوب تعظيم القرآن وصيانته
الاعتصام بالقرآن
من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالله العظيم
حكم من استخف بشيء من القرآن
حكم من أهان المصحف
من النصيحة لكتاب الله تعالى تعظيمه وتنزيهه واحترامه
عناية السلف الصالح بكتاب الله تعالى
بيان هدي السلف الصالح في تعظيم القرآن
إكرام القرآن والتأدب معه
حكم من أساء الأدب مع القرآن
حكم القيام للمصحف
حكم قول: سورة صغيرة
الرضا بالقرآن
تعظيم الحلف بالقرآن
النهي عن الاختلاف في القرآن
التحذير من الفجور بالقرآن
التحذير من الجفاء عن القرآن



تلخيص مسائل موضوع: (تعظيم القرآن)


1●بيان عظمة القرآن
- هو حياة القلوب وغذاؤها، ودواؤها من عللها وشفاؤها، وأنسها من وحشتها وبهاؤها، وميزانها الذي تزن به الأمور، وتدرك به حقائق الأمور، وعواقب الأمور.
- ولعَظَمَة القرآن مظاهر ولوازم وآثار تجل عن الوصف والعد، وتفوت على الحصر والحد، ولا تحيط بها معرفة العبد، ولها أصول جامعة تدل اللبيب على ما تتضمنه من المعاني الكثيرة الجليلة.
- ووصفه بأنه عظيم؛ يتضمن عظمة قَدْرِهِ وَعَظَمَةَ صفاته
- ومن عظمة قَدْرِه:
أنه كلام الله تعالى؛ الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن، فكلامه تعالى صفة من صفاته اللائقة بعظمته ومجده.
أنه فرقان بين الهدى والضلال، والحق والباطل؛ فمَن قال به صدق، ومن حَكَم به عدل، ومن جاهد به نُصر، ومن حاجَّ به غَلب.
أنه {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}، وهو الفصل ليس بالهزل.
أنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه، فهو شامل لجميع ما يحتاجه الفرد وتحتاجه الأمة من الهداية في كل شأن من الشؤون.
أن من اعتصم به عُصِمَ من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه، وهدي إلى سبل السلام من كل شر يخشى منه.
كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها.
إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته.
أنه أفضل الكتب المنزلة، قد اختار الله له أفضل رسله، وخير الأمم، وأفضل البقاع، وخير الليالي لنزوله، وفي ذلك من الإنباء عن عظمة قدره ما يكفي .
أن خصه الله بأحكام ترعى حرمته وتبين جلالة شأنه؛ كالندب إلى التطهر من الحدث عند تلاوته، وتحريم تلاوته في الأماكن النجسة وفي حال السجود والركوع، ومن حلف به انعقدت يمينه؛ ومن استهزأ به أو بشيء منه ولو بكلمة فقد كفر وخرج من الملة فإن مات ولم يتب حرمت عليه الجنة، وكان من الخالدين في النار.
أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة لا يساميها كتاب؛ فهو عزيز عليهم، عظيم القدر عندهم، يجلُّونه إجلالاً عظيماً ويؤمنون به، وينصتون عند تلاوته، بل إنهم من إجلالهم للقرآن يجلُّون قارئ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه.
أن تحدَّى الله تعالى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا.
- ومن عظمة قدر القرآن في الآخرة:
أنه يظلّ صاحبه في الموقف العظيم حين تدنو الشمس من الخلائق.
أنه يشفع لصاحبه، ويحاجّ عنه؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )).
أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسند والسنن من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
- وأما عظمة صفاته:
وصفه الله تعالى بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته؛ إذ عظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف، فوصفه بأنه عزيز وكريم، وعليٌّ وحكيم، ومبارك ومجيد، إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة.
واجتماع هذه الصفات الجليلة في موصوف واحد دليل ظاهر على عظمته.
واتصافه في كل صفة من هذه الصفات بالعظمة فيها دليل آخر على عظمة تملأ قلب من يتأملها ويوقن أنه عظيم جد عظيم؛ فهو عظيم في عزته، عظيمٌ في علوّه، عظيم في إحكامه وحكمه، عظيم في مجده، عظيم في بركته، عظيم في كرمه، وكذلك سائر صفاته الجليلة العظيمة، كل صفة منها قد حاز هذا القرآن العظمةَ فيها.
- اللوازم التي تقتضيها هذه العظمة في قلب المؤمن به:
أن يعرف له قدره ويعظّمه في قلبه
أنه يعظمه إذا تحدث عنه، وإذا تلاه، وإذا تلي عليه
أنه يتبع ما أنزل الله فيه من البينات والهدى، ويهتدي بهداه ، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}. ملخصًا وبتصرف يسير من كلام الشيخ عبد العزيز الداخل في عدة المفسّر.


2● الإجماع على وجوب تعظيم القرآن وصيانته
- أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته، ذكره النووي
- كما أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه، ذكره النووي


3● الاعتصام بالقرآن
جاء في آثار عن الصحابة رضوان الله عليهم الأمر بالاعتصام بالقرآن والسنة والرجوع إليهما عند الاختلاف وحصول الفتن وظهور البدع والضلالات.
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إن ناسا يجادلونكم بشبيه القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى» رواه الآجري.
- كان معاذ بن جبل، رضي الله عنه يقول في كل مجلس يجلسه: «هلك المرتابون، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد، والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول: ما بال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، فيقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة» رواه الآجري
- قال سلمان لزيد بن صوحان: « كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان؟ »
قال: « إذاً أكون مع القرآن »، قال: « نعم الزيد إذاً أنت» رواه ابن أبي شيبة
- قال ابن جريج في قوله تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به}, قال: «بالقرآن». رواه أبو عبيد القاسم
- رأى حذيفة من الناس كثرة , فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟».
قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت». رواه أبو عبيد القاسم


4● من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالله العظيم
- أجمع المسلمون على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر، ذكره النووي، وقاله القاضي عياض ذكره النووي، وروى نحوه أبو عبيد القاسم عن إبراهيم النخعي.
- قال أبو عثمان بن الحذاء: (جميع أهل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر). ذكره النووي.
- وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ لقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف، ذكره النووي


5● من النصيحة لكتاب الله تعالى تعظيمه وتنزيهه واحترامه
- عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)). رواه مسلم، وأورده النووي.
من النصيحة لكتاب الله تعالى هنا: الإيمان بأنه كلام الله تعالى، وتنزيهه لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها، إلى آخر ما ذكره العلماء من النصيحة لكتاب الله تعالى، ذكره النووي في التبيان.


6● حكم من استخف بشيء من القرآن
- من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحد حرفا منه أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، قاله القاضي عياض ذكره النووي
- حكم من أهان المصحف
- من لعن المصحف فإنه يقتل. أفتى محمد بن أبي زيد، ونقله القاضي عياض رحمه الله، وذكره النووي في التبيان.
- ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا، ذكره النووي



7● عناية السلف الصالح بكتاب الله تعالى
- كان الصحابة يحرصون على أخذ القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، ويعرضون عليه ما لديهم، رواه محمد الضريس عن ابن مسعود
- واعتنى السلف بفهم القرآن، ومعرفة معاني آياته، رواه أبو عبيد القاسم عن ابن عباس، وأبي الدرداء
- كما حرصوا على الازدياد من علوم القرآن، ولو كلفهم ذلك الرحلة إليه، رواه أبو عبيد القاسم ومحمد الضريس عن ابن مسعود.
- وكانوا يغتمّون إذا مرّ بهم من الأمثال والآيات ما لا يعرفون معناه، رواه أبو عبيد القاسم عن عمرو بن مرة
- ومنهم من استفرغ علمه القرآن، رواه أبو عبيد القاسم عن مجاهد


8● بيان هدي السلف الصالح في تعظيم القرآن
- قال إبراهيم النخعي : "كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا". رواه أبو عبيد القاسم وقال: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، فيأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى} وهذا من الاستخفاف بالقرآن.
- وكانوا ينهون عن أن يناظر بالكتاب أو السنة، فيجعل لهما نظيرًا من القول أو الفعل، قاله ابن شهاب ذكره أبو عبيد القاسم.
- وكان من هديهم إكرام القرآن والعلم وتعظيمهما وصيانتهما عن أن يستقضوا به حوائجهم أو يأتوا به إلى الملوك، رواه أبو عبيد عن معمر بن سليمان
- جمع أبو موسى الأشعري الّذين قرأوا القرآن، وهم قريبٌ من ثلاثمائةٍ، فعظّم القرآن،وأوصاهم باتباعه، رواه الآجري
- وكانوا يرون أنه لا ينبغي لحامل القرآن أن يلهو أو يسهو أو يلغو كغيره تعظيما للقرآن، قاله الفضيل ذكره النووي في التبيان



9● إكرام القرآن والتأدب معه
- من إكرام القرآن والعلم أن لا يسعى بهما صاحبه في قضاء حوائجه، أو يأتي به إلى الملوك، كما سبق من رواية أبو عبيد القاسم عن معمر بن سليمان النخعي
- وكان السلف يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا، كما سبق من رواية أبو عبيد عن إبراهيم النخعي
- قال النووي: أكرم الله تعالى هذه الأمة بكتابه، وأمرها بالاعتناء به والإعظام، وملازمة الآداب معه، وبذل الوسع في الاحترام.
- عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: (كتاب ربي كتاب ربي)، رواه الدارمي بإسناد صحيح ، وأورده النووي.
- وإكرام القرآن والتأدب معه هو من معنى النصيحة لكتاب الله تعالى، كما سبق فيما ذكره النووي.
- كما لا ينبغي لحامل القرآن أن يلهو أو يسهو أو يلغو كغيره تعظيما لحق القرآن، قاله الفضيل وأورده النووي وقد سبق.
- ومن استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما فهو كافر بإجماع المسلمين، كما سبق مما قاله القاضي عياض وذكره النووي.
- وأجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه، ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا. كما سبق فيما ذكره النووي
- كما ويحرم توسده، بل توسد آحاد كتب العلم حرام، ذكره النووي
- ومن إكرام القرآن والتأدب معه ومعرفة حقه أن يستحضر صاحب القرآن علو شأنه بكونه طريقا لكتاب الله تعالى وصدره مصحفا له فيكفّ نفسه عن الرذائل، ويقبل على العمل الصالح ، مع حسن ترتيله وتلاوته، هو من قول الزركشي في البرهان
- حكم القيام للمصحف
- القيام للمصحف لا يُعلم فيه شيء مأثور عن السلف، قاله ابن تيمية.
- وذهب بعضهم إلى استحباب القيام للمصحف إذا قدم به عليه ، وهذا اختيار النووي وغيره، وظاهر كلام ابن تيمية الميل إليه قال: فأما إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض، فقد يقال: لو تركوا القيام للمصحف مع هذه العادة لم يكونوا محسنين في ذلك ولا محمودين، بل هم إلى الذم أقرب، حيث يقوم بعضهم لبعض، ولا يقومون للمصحف الذي هو أحق بالقيام، حيث يجب من احترامه وتعظيمه ما لا يجب لغيره.
- وحجتهم: القياس؛ أن القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى
- حكم قول: سورة صغيرة
- كرهه بعض السلف تعظيمًا للقرآن.
- قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: (أنت أصغر منها وألأم، القرآن كله عظيم.). رواه أبو عبيد القاسم
حكم من أساء الأدب مع القرآن
- من قال لصبي: "لعن الله معلمك وما علمك"، يريد سوء الأدب ولم يرد القرآن، فإنه يؤدّب، أفتى محمد بن أبي زيد، ونقله القاضي عياض رحمه الله، وذكره النووي في التبيان


10●الرضا بالقرآن
- من أُعطي القرآن فلا يمد عينيه إلى شيء مما صغره القرآن، بل يعتقد أن ما أعطاه الله تعالى من القرآن خير وأبقى من الدنيا وما فيها، قاله سفيان بن عيينة وذكره السخاوي.

11● تعظيم الحلف بالقرآن
- عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها يمين صبر فمن شاء بر ومن شاء فجر))). رواه ابن أبي شيبة وأورده السيوطي واللفظ له، ورواه ابن بطة عن الحسن مرسلًا.
- وروى حنظلة بن خويلد عن ابن مسعود أنه مرّ في السوق برجلٍ يحلف بسورةٍ من القرآن أو آيةٍ، فقال: "يا حنظلة أترى هذا يكفر عن يمينه, إن لكل آية كفارة , أو قال : يمين" رواه سعيد بن منصور، واللالكائي، وفي رواية أبي كنف: أن الرجل كان يحلف بسورة من القرآن أ بسورة البقرة، رواه سعيد بن منصور، وابن بطة.
- قال عبد الله : "من حلف بالقرآن, فعليه بكل آية يمين , ومن كفر بآية من القرآن فقد كفر به كله"). رواه سعيد بن منصور، واللالكائي.

12● النهي عن الاختلاف في القرآن
- قال ابن مسعود: (إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.) رواه مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ
- قال عبد الله بن مسعود لرجل: (أتكذب بكتاب الله , وتشرب الخمر ؟!, والله لا تبرح حتى أجلدك الحد) رواه النسائي

13● التحذير من الفجور بالقرآن
- جاء في حديث عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا أنه يخرج في هذه الأمة قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم وحلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، قال: وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق وقال : "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" أخرجاه وأورده محمد بن عبد الوهاب.


14● التحذير من الجفاء عن القرآن
- عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال : (( أتاني الليلة اثنان فذهبا بي قالا : انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان . ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى فقلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا : هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة)).
وفي رواية : ((الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة)) رواه البخاري
- عن أبي موسى أنه قال لقراء البصرة : " اتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم "رواه مسلم
- وعن ابن مسعود قال : " إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم" رواه مسلم
ذكر هذه الآثار الشيخ محمد بن عبد الوهاب

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1436هـ/4-12-2014م, 10:42 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي إجابة أسئلة الدورة العلمية: تاريخ علم التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ علم التفسير



إجابة الأسئلة:
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن ، النوع الصريح منه، وهو ما صحّت دلالته على التفسير، بدلالة النص أنه مراد الله تعالى ، وأما ما يدخل فيه اجتهاد المفسّر فليس ذلك من التفسير الإلهي ، وإن كان تفسيرًا للقرآن بالقرآن؛ لأنه ناشئ عن اجتهاد.
النوع الثاني: تفسيره بالحديث القدسي.
النوع الثالث: ما ينزل به الوحي، ويفسره النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكره الوحي، فسبيله التوقيف، وهذا منهم من يدخله ضمن البيان النبوي.
(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية ، ومثاله: تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود}، جاء تفسيره في حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد ... إلى أن قال: فيكشف عن ساقه فذلك قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} ) وهذا هو محل الشاهد منه، رواه الدارمي وغيره.
النوع الثاني: أحاديث ليس فيها معنى الآية ولكن يستدل بها على معنى الآية، ومثاله: كتفسير ابن عباس للمم استدلالا بحديث أبي هريرة مرفوعا: (العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، ..) ولم يرد فيه لفظ اللمم.
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 – سعيد بن جبير
2- مجاهد بن جبر
3- طاوس بن كيسان
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- نوف البكالى
3- محمد بن كعب القرظي
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: (لباب التنزيل) للخازن
2: التفسير الذي كتبه شيخ الإسلام مفرقّا في كتبه .
3: (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير
السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
ليس كل ما يُذكر في تفسير القرآن بالقرآن يكون صحيحا؛
فتفسير القرآن بالقرآن منه ما هو صريح، وهو مادلّ بصراحة النصّ ودلالته أنه مراد الله تعالى، وهذا من التفسير الإلهي الذي نجزم بصحته.
ومنه ما هو غير صريح وهو ما يدخل فيه اجتهاد المفسّر، وهذا منه ما يكون فيه بيان لبعض المعنى ، ومنه ما يكون من الأقوال في تفسير الآية، ومنه ما يكون له وجه معتبر فيكون صحيح في ذلك الحال، ومنه ما يكون الاستدلال به خاطئ.
والضابط في هذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن أنه:
1: أن لا يخالف أصلًا صحيحا.
2: لا يخالف السنة
3: لا يخالف الإجماع
فهذا النوع من التفسير الذي سببه الاجتهاد إذا تضمن باطلًا فهو باطل ولا يؤخذ به، ولو ادّعى صاحبه أنه فسّر القرآن بالقرآن.
فالقرآن حمّال ذو وجوه كما قال علي رضي الله عنه فمنه محكم ومتشابه، وقد توسّع أهل البدع في تفسير القرآن بالقرآن يحاولون بذلك الاستدلال به على باطلهم المخالف لصريح القرآن والسنة في مواضع، والإجماع، ودلالة اللغة، ومنهج السلف.
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع:
الأول: منه ما كان بيانه تلاوته، فتبليغه نوع من البيان؛ لأنه بلسان عربي، فقامت الحجة على العرب بتلاوته عليهم، وهذا أكثر القرآن، كالمحكم من أمور العقيدة والأصول البيّنة في القرآن، فهذا يكفي في بيانه تلاوته.
الثاني: ما يُعلم بدعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته ، ولهذا كان الصحابة أعلم الناس بالتفسير؛ لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهدوا التنزيل.
الثالث: ما كان بيانه بالعمل به، وجاء تفصيله في السنة، كإقامة الصلاة وغيرها.
الرابع: ما يكون بيانه عن طريق الوحي، فلا يدرك بدلالة اللغة، بل لا يدرك إلا عن طريق الوحي؛ كالإخبار عن المغيبات كذكر تفاصيل ما يكون في القبر، وأخبار يوم القيامة.
3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
مراده رحمه الله انتقاد ما كان مشتهرًا في زمانه من الكتب في الملاحم والتفسير والمغازي، وذلك لسوء أحوال مصنفيها، وزيادة القصص فيها.
فالكتب المصنفة في التفسير والتي اشتهرت في زمن الإمام أحمد كان فيها الكثير من الأحاديث الضعيفة، ولم يكن لدى مصنفيها معرفة بتمييز الأحاديث، ومن تلك التفاسير: تفسير الكلبي، ومقاتل بن سليمان، والضحاك وغيرهم من الكذّابين والضعفاء، فأراد الإمام أحمد التحذير منها، وهذا مهم التنبيه عليه حتى لا يذهب ذهن طالب العلم إلى أنه أراد تفسير ابن جرير وغيره ممن جمعوا في الآثار والتفسير، فهؤلاء كانوا بعد زمان الإمام أحمد، وكتبهم من أنفس ما كتب في التفسير، وإن كانت فيها أخبار تحتاج إلى تمحيص.
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
الصحابة رضي الله عنهم لهم مكانة عظيمة في فهم القرآن، وتقدمهم في تفسيره.
-فهم أعلم الناس بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم عاصروا النبوة، وشهدوا وقائع التنزيل، وعرفوا النبي صلى الله عليه وسلم أحواله وجهاده ودعوته، وتنوعت معارفهم حتى شملت شئونه العامة والخاصة، وهذه المعاصرة من الصحابة ومعرفتهم بأحواله صلى الله عليه وسلم أتم ممن نقلت إليهم ذلك.
-وكذلك صحة لسانهم العربيّ وفصاحتهم، وسلامتهم من اللحن والعجمة، وهذا أمر مهم في معرفة معاني ألفاظ القرآن وأساليبه .
-وكذلك لما لهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح، فهم أهل استجابة لدعوة الله ورسوله، وكانوا أهل خشية وإنابة، وقد وعد الله أهل الاستجابة بأنهم ينتفعون أكثر من غيرهم، فمن عقوبة المعرضين أنهم لا يفقهون.
فالصحابة عملوا بالخشية والإنابة، ففهمهم للقرآن أحسن من فهم غيرهم.
-كذلك النبي صلى الله عليه وسلم علّمهم وأدّبهم وزكّاهم، حتى فقهوا شيئا كثيرًا من العلم المبارك، وظهر أثر ذلك عليهم.
فالصحابة رضي الله عنهم لهذه الأوجه وغيرها كان لهم تميّز واختصاص في فهم التفسير لا يدركه فيه غيرهم.
2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانت لهم طرق في تدارس التفسير:
1: منها طريقة السؤال والجواب: أن يطرح العالم سؤالًا في مسائل التفسير، ثم يسمع جوابهم ويصحح لمن أخطأ، وهذه طريقة حسنة في التعليم.
من ذلك ما رواه ابن جرير عن أبي بكر أن سألهم عن قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قالوا: ربنا الله ثم استقاموا من الذنب، فقال لهم : لقد حملتم على غير محمله، قال: قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره.
2: وقد تقرأ الآية عند العالم فيفسرها، وهو ما جاء في الرواية الأخرى عند ابن جرير أن أبا بكر قرأ هذه الآية ثم فسّرها. [باعتبار أن هذه الرواية كانت في مجلس آخر]
3: النوع الآخر: هو تصحيح الخطأ: فقد يجد المفسّر خطأ في فهم آية ويلحظه، فينصح ويبيّن المعنى الصحيح، ومن ذلك مارواه الإمام أحمد: أن أبابكر خطب فقال: يا أيها الناس إنكم تضعون هذه الآية في غير موضعها: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم }، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم ولم ينكروه، يوشك أن يعمّهم الله بعقابه)
4: وقد يجتهد بعضهم فيخطئ ، فإذا عرفه غيره من الصحابة أنكروا على المخطئ، ومن ذلك ما رواه النسائي في قصة قدامة بن مظعون وشربه للخمر تأوّلا لقوله تعالى: { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات.. } فأنكرعليه الصحابة هذا الفهم.
5: ومن ذلك: أن من يشكل عليه شيء فإنه يسأل عنه فيجد من يجيبه، فالصحابة لم يكن لديهم كتب لدراسة التفسير، ولكنهم كانوا أهل حفظ وفهم ورواية.

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
علقمة، والأسود، وعبيدة السلماني، وعمرو بن شراحبيل
السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
- كان التفسير يتلقّى في مجالس العلم، ولم يكن يدوّن في كتب ولا صحائف.
-وإنما يفسّر المفسّر في مجلس تفسيره ويحفظ أصحابه ما يحفظون، كما كان في مجلس ابن عباس، كان يفسر في مجالسه ويجيب من يسأله، وكذلك كان ابن مسعود يفسّر ويجيب من يسأله، وكذلك غيرهم ممن لهم عناية بالتفسير من الصحابة والتابعين يفسّرون ولا يكتبون.
-ثم دوّنت صحف متفرقة في التفسير، كان يدوّن فيها التفسير تدوينًا يسيرًا، يُعزّى فيه بالرواية إلى صاحبه، وهكذا بدأ التدوين شيئًا فشيئًا.
-فكتب ابن جريج تفسيرًا عن عطاء، وكذلك كتب يونس عن عطاء، وكتب نافع بن نعيم عن شيوخه عن ابن عباس، وكتب غير واحد.
-وقبلهم كتب مقاتل بن سليمان تفسيرًا كبيرًا من أكبرها في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس.
-فإلى نهاية القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية تقل أو تكثر بحسب اجتهاد مؤلفيها؛ إلا تفسير مقاتل بن سليمان فإنه فسره كاملًا، لكنه منتقد.
-ثم كتب أئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن أبي شيبة، وكانوا يروون التفسير بأسانيدهم.
-فجعل البخاري في صحيحه كتابًا للتفسير، وكذلك الترمذي وابن أبي شيبة.
-وأفرد عبدالرزاق كتابًا في التفسير، طُبع باسم: (تفسير عبد الرزاق)
-جاء بعدهم بقي بن مخلد وكتب كتابًا كبيرًا في التفسير، لكنه مفقود، وتفسيره هذا أثنى عليه ابن حزم ثناءً جليلًا.
-وكذلك الحسين بن فضل البجلي وهو من أئمة أهل السنة له تفسير كبير مفقود، لم يقتصر فيه على المرويّات بل كان يذكر فيه من فهمه.
-فإلى نهاية القرن الثالث الهجري جميع التفاسير التي دوّنت لم تكن كاملة، إلا ما كان من تفسير بقي بن مخلد وتفسير الحسين بن فضل، ولكن لم يصل إلينا منهما شيء.
-وظهر في أواخر القرن الثالث الهجري نوع آخر من أنواع تفسير القرآن، وهو تفسير أحكام القرآن، صنف فيه أبو إسحاق الجهضمي المالكي كتابه : (أحكام القرآن) وهو مختصر.
-فكانت كتب التفسير إلى نهاية هذا القرن على ثلاث أنواع:
تفاسير المحدثين والأئمة وكان اعتناؤهم بالمرويات
تفاسير القصاص وكانوا يدخلون فيها المرويات من الإسرائيليات والأخبار الباطلة والمرسلة كتفسير مقاتل والكلبي والضحاك
التفسير المقتصر على أحكام القرآن، كتفسير الجهضمي
-كذلك كان هناك نوع رابع من التفسير له نشأة مختلفة، وهي تفاسير اللغويين، وهؤلاء كانت لهم عناية بالقرآن لم يعتمدوا فيها المرويات، ولكن كانوا يفسرون بالعربية والقراءات وأشعار العرب، وكانوا يعرضون لمعاني القرآن عرضًا، فتكون الأصل المسألة نحوية ثم يعرض لمفردة من القرآن.
-ومن أشهرهم:
-أبو عمرو بن العلاء، وهو تابعي أحد القرّاء السبعة.
-بعده الخليل بن أحمد وله كتاب: (العين) أصله معجم لغوي عرض فيه لكثير من المفردات الواردة في القرآن بما يعرفه من لغة العرب.
-ثم سيبويه وهو من تلاميذ الخليل
-ثم يونس بن حبيب الظبي: وهو من علماء اللغة الكبار، وكان يتحاشى الكلام في التفسير، ويبيّن معنى المفردة بما يعرفه من معناه اللغوي.
-ثم الكسائي: وهو أحد القرّاء السبعة، وله كتاب في (معاني القرآن) مفقود.
-ثم الفراء، له كتاب: (معاني القرآن) وهو كتاب نفيس، من أهم مراجع العلماء في تفسير القرآن.
-المقصود: أن كتب التفاسير هذه كلها كانت قبل ابن جرير الطبري ، فصار عند ابن جرير أنواع من المؤلفات في التفسير:
صحائف المحدثين بالمرويات،
وتفاسير القصاص،
وكتب للتفسير لا يُعلم إن كان ابن جرير قد اطلع عليها أو لا كتفسير بقي بن مخلد والحسين بن فضل وغيرهم.
-وهذه التفاسير لما جمعت احتيج إلى دراستها وتمييز المرويات فيها، ورأى ابن جرير الحاجة إلى تأليف كتاب جامع للتفسير، يجمع بين هذه المدارس المختلفة في التفسير.
-فكتب ابن جرير رحمه الله تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) وهو من أهم الكتب المؤلفة في القرن الرابع الهجري ،حيث كان له منهج حسن في الموازنة بين الأقوال والترجيح بينها وتمييزها، وإذا كان في المسألة خلاف ذكرها مع أدلة القولين.

السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
كتابه جامع لأنواع من العلوم، وله منهج حسن في الموازنة بين الأقوال والترجيح بينها، ويذكر الخلاف في المسألة مع أدلة كل قول.

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
ابن عطية رحمه الله بارع في إعمال أصول التفسير، والترجيح بين الأقوال.
وكانت فيه أشعرية ليست كتعصّب الأشعرية، يظهر أنه يريد الحق ولكنه أخطأ.
(3) معاني القرآن للزجاج.
كتابه جامع لكثير من تفاسير اللغويين، وهو من أوسع ما كُتب في معاني القرآن، فتفسيره أكبر من تفسير الفرّاء.
والزجاج من أهل السنة، من أئمة اللغة فهو من كبار اللغويين.
(4) تفسير الثعلبي.
كتاب جليل، قيمته ليس في تحريره العلمي، فهو منتقد فيه، ولكن في كثرة مصادره، فهو جامع لتفاسير كثيرة، وكان الثعلبي متمكّنا من التفسير فكان يلقّب: (بالأستاذ المفسر)، وتفسيره أصل لعدد من التفاسير كتفاسير الواحدي، وتفسير السمعاني، ولخص تفسيره البغوي وهذبه.
(5) أضواء البيان للشنقيطي
من أجلّ التفاسير في القرن الرابع عشر الهجري، والشنقيطي من علماء أهل السنة.

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
في تفسيره اعتزال واضح ومخفي، فهو معتزلي جلد مفتخر باعتزاله، سليط اللسان على أهل السنة.
(2) التفسير الكبير للرازي.
الرازي من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين، وقد ندم في آخر حياته لاشتغاله بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة كالزمخشري، فوافقهم في بعض أقوالهم وردّ بعضها.
ينتقد عليه:
انتهاجه طريقة المتكلمين
ضعفه في الحديث
ضعفه في القراءات
(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطأ من وجهين:
-أنه إذا رأى ابن جرير روى بإسناد عن ابن عباس مثلًا والإسناد ضعيف واه، فهو يذكر القول ويقول قال ابن عباس دون ذكر الإسناد، فيكون فيه جزم بنسبة هذا القول لابن عباس، فيأتي من بعد الماوردي كابن عطية والرازي وغيرهما فيسري عليهم هذا الخطأ، في نسبة هذا القول لابن عباس.
-أنه يزيد أوجه في التفسير من باب الاحتمال، ويكون في بعضها تكلّف.
كما يؤخذ على الماوردي تأثره بالمعتزلة.
(4) تفسير الثعلبي.
منتقد في أمور:
تحريره العلمي في المسائل، وعدم توقيه، فيورد بعض الموضوعات دون تمييز
الإكثار من الإسرائيليات
وكذلك مما ينتقد فيه: أنه يجمع بين حديث صحيح وآخر ضعيف ويسوقها مساقًا واحدًا، دون تمييز.
(5) تنوير المقباس.
ما فيه من الروايات هو من طريق ما رواه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والكلبي متهم بالكذب، وقد أقرّ أن كل ما رواه عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، بل ربما ظهر للكلبي وجه في التفسير فيسنده لابن عباس، وروى عن الكلبي السدي الصغير محمد بن مروان وقد جمع هذه الروايات المجد الفيروزآبادي في كتابه التنوير المقباس من هذه الطريق الواهية، فكلّ ما فيه كذب، ولا يصح عن ابن عباس.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 صفر 1436هـ/10-12-2014م, 09:32 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي إجابة أسئلة الدورة العلمية الثانية: أنواعُ المؤلفات في علوم القرآن الكريم



إجابة الأسئلة
السؤال الأول : أكمل ما يلي :
1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :يدل عليه المعنى اللغوي لعلوم القرآن، والمقصود به كل العلوم المتعلقة بالقرآن سواء كان خادما له أو مستنبطًا فهو من علوم القرآن، وليس هو المقصود هنا.
المعنى الخاص :أبحاث كليّة تتعلق بالقرآن من نواحٍ شتى يصلح كل مبحث منها أن يكون علمًا مستقلًا، وهو المقصود هنا.
وهذه النواحي الشتّى ترجع إلى ثمانية أشياء:
حقيقة القرآن، ومصدره، ونزوله، وحفظه، ونقله، وبيانه أو تفسيره، ولغته وأساليبه، وأحكامه.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ.كتب ومؤلفات تضمنت بعض مسائل هذا العلم، وأهم هذه الكتب: كتب الحديث وكتب اللغة وكتب أصول الفقه، وكتب أصول التفسير، وهذا القسم من المؤلفات له أهميته: أنه أول مراحل تدوين علوم القرآن، وأن فيه الكثير من التحريرات والتأصيلات والتحقيقات التي قد لا توجد في كتب علوم القرآن الأخرى (هذه المرحلة يسميها البعض: بالتدوين أو التأليف الضمني)
ب.الكتب المؤلّفة تأليفا خاصّا في هذا العلم، مع جمع موضوعاته، أي الكتب التي تخصصت في علوم القرآن. (بعضهم يسميها المؤلفات الجامعة في علوم القرآن)
ج. الكتب الموسوعية في علوم القرآن، وهي كتب أفردت نوعًا من أنواع علوم القرآن.

3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب (فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن) لـ ابن الجوزي 597 هــ
4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ:(الناسخ والمنسوخ في القرآن) لأبي عبيد القاسم، مؤلف على الأبواب
ب:(الناسخ والمنسوخ) للنحاس
ج:(نواسخ القرآن) لابن الجوزي
د: من كتب المتأخرين: (الآيات المنسوخة في القرآن) للشيخ عبدالله بن الشيخ الأمين الشنقيطي

السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
هو من مهمّات طلب العلم ؛ لأنه يساعد طالب العلم على اختيار الأمثل منها والأنسب لمستواه وحاجته ، فالأعمار قليلة ولا يمكن قراءة كل الكتب، فمعرفته للكتب التي يحتاجها تفيده من جهتين:
- جهة القراءة والتحصيل: وهذه الجهة يختار لها الكتب المناسبة التي يختارها في الغالب أهل الشأن والعلم وينصحون بها الطلاب ومن يسألهم من المهتمين بالعلم؛ وذلك أن الطالب قد يقرأ في كتب لا تناسب مستواه، أو يكون غيره أفضل له، فيكون ذلك من تضييع الأوقات أحيانًا، أو من تقديم المفضول على الفاضل، كما قد يكون في بعضها شبه وانحرافات تؤثر على مسار الطالب وفهمه لكتاب الله تعالى، وتكوينه العلمي، فالتكوين العلمي يحتاج لمنهج علمي صحيح.
فالكتب يجب أن تكون مناسبة لمستوى الطالب، والمادة العلمية محررة وصحيحة، وأيضا تكون متوفرة متاحة للطالب.
وهذه الجهة لا يشترط أن تكون الكتب فيها كثيرة، ولكن يشترط فيها أن تكون مما يحكم عليها أنها الأصل والمرجع في دراسة هذا العلم أو الفن.
- الجهة الثانية: جهة البحث العلمي، وهذا بابه أوسع من الأول، فطالب العلم إذا دخل غمار البحث ومنّ الله عليه بالتخصص في علم من العلوم فهو بحاجة إلى المكتبة العلمية؛ لأنه يحتاج إلى أمهات المصادر وإلى كتب كثيرة في بحثه لأجل التوثيق والاطلاع، وليكون على تصور كامل بالمسألة التي يريد أن يكتب فيها، فيطلع على ما كُتب فيها في كتب المتقدمين والمتأخرين.
2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
حقيقة القرآن، ومصدره، ونزوله، وحفظه، ونقله، وبيانه أو تفسيره، ولغته وأساليبه، وأحكامه.
3: اذكر سبب كثرة التأليف فيعلوم القرآن في العصر الحديث.
وذلك لأن علوم القرآن صار علما مقرّرًا مستقلًا في الجامعات، ابتداء بجامعة الأزهر، وكذلك غيرها من الجامعات التي فيها كليات شرعية تُعنى بالدراسات الإسلامية والقرآنية، فكثرت المؤلفات.

السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.
هو من أحسن الكتب تحريرًا وتحقيقًا وترتيبًا للمسائل، وفيه من النفائس والتحقيقات مما لا يكاد يوجد في غيره، مع حرص مؤلفه على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن، وهذه ميزة يندر وجودها في كتب علوم القرآن، فالمصنف لا يذكر إلا الآثار والأحاديث الصحيحة.
فهو كتاب مفيد جدا ومن أحسن ما ألف في الوقت الحاضر.
2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
امتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها والرد على الأشياء التي فيها ضعف ونظر، فهو من الكتب التي يظهر فيها علم المؤلف وتمكّنه من هذا العلم، كما يذكر المؤلف الكتب التي ألفت في كل نوع، فالكتاب ملئ بالفوائد والتنبيهات.

السؤال الرابع : بينأهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
الكتاب غير محرّر، فالتحرير والتدقيق فيه قليل، فمؤلفه وإن كان يرجع إلى مصادر كثيرة لكنه لا يحرّر ولا يحقق، فهو كتاب جامع لكنه من ناحية قيمته العلمية ليس ذو بال عند المتخصصين.
جاء في مقدمة التحقيق ذكر بعض المآخذ عليه:
- أنه نقل عن السيوطي بالنص دون أن يضيف شيئا.
- يذكر الروايات ولا يحكم عليها بأنها ضعيفة أو باطلة.
- لا يبيّن المصنف رأيه في أيّ مسألة
- يذكر أشياء لا تليق، أشياء بدعية ولا تجوز، نقلها من بعض الكتب التي هي للصوفية الغلاة، ولم يحكم عليها ولم يبيّن بطلانها، والمصنف حنفي المذهب، صوفي النزعة.
فالكتاب لا يُنصح به لفقده للتحرير، ولأن ما فيه مغني عنه ما في الإتقان والبرهان.
2: أسباب النزول للواحدي.
هو كتاب رواية فقط، وفيه كثير من الأسانيد المنقطعة والضعيفة.

السؤال الخامس :
1: اذكرالفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟
- كتاب البرهان للزركشي 794هـ وهو المتقدم: يعتبر نقلة نوعية للمؤلفات في علوم القرآن ، وهو من أهم الكتب في علوم القرآن، إلا أنه ينقصه بعض الأشياء.
وضمنه 47 نوعًا.
أما كتاب الإتقان للسيوطي 911هـ وهو المتأخر: فهو أكبر كتاب في مؤلفات علوم القرآن، ويصلح أن يكون هو الكتاب الجامع الأصل في علوم القرآن،
وضمنه 80 نوعًا من مباحث علوم القرآن استخلصها مما سبقه من المؤلفات، وكثير من هذه الأنواع يمكن دمج بعضها ببعض.
- المباحث المشتركة بين البرهان والإتقان بلغت 39 مبحثا، وعدد ما انفرد به البرهان ثمانية لم ترد في الإتقان ، وأما ما انفرد به الإتقان على نوعان؛ منه ما كان أصله في البرهان، ومنه نوع مبتكر ، وهذا النوع الأخير معظمه مسائل فرعية يمكن الاستغناء عنها كتعلق بعضها بعلم التجويد، ومنها ما فيه نوع من التكلف وقد بنيت على أحاديث وآثار لا تصح، وكتاب البرهان أوسع من الناحية اللغوية، فنصفه أو أكثر منه متعلق بالنواحي والأساليب اللغوية التي في القرآن.
وأهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما: (كتاب علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة) للباحث: حازم سعيد حيدر.
2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه؟
هو من أبرز كتب الأزهر المؤلفة في القرن الرابع عشر ، بل هو أفضلها، كتبه مصنفه بأسلوب شيّق، وعرض ممتع لا يملّ القارئ منه، وهو كتاب بديع نفيس محرر تحريرا فائقا للمسائل التي اشتمل عليها، فهو جدير بالعناية، كما تميّز باقتصاره على الموضوعات الرئيسية في علوم القرآن، ومما تميّز به أيضا أنه يذكر الموضوع وبعده يذكر ما ورد فيه من شبهات المستشرقين وغيرهم ويردّ عليهم ردّا مفصلًا، وهذا مما تميّز به كذلك.
ومما أخذ عليه: ما وقع فيه من الشطحات والأخطاء في بعض المسائل العقدية، وفي بعض المسائل العلمية.
أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه: رسالة الشيخ الدكتور: خالد السبت بعنوان: (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم) ذكر فيه مزاياه، والأخطاء التي وقع فيها.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 ربيع الأول 1436هـ/5-01-2015م, 02:30 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي فهرسة الأحرف السبعة

بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة الأحرف السبعة


الأحاديث والآثار الواردة في الأحرف السبعة
- ما جاء في لفظ الحديث مقتصرًا: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
- أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأن يقرئ أمته على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل إني بعثت إلى أمة أميّة، فقال جبريل: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ.
- أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: كقولك: هلمّ وتعال، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
- أن الصحابة اختصموا فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمع لقراءة كل واحد منهم، ثم صوّبها وأمر كلا أن يقرأ كما علم.
- النهي عن التنازع والاختلاف والمراء في القرآن، وأن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
- المراد بالأحرف السبعة.
- ما جاء بلفظ : (لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع)
- أن من قرأ بحرف منه فلا يتحول عنه.
- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على ثلاثة أحرف.
- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على سبعة أبواب من أبواب الجنة.



تلخيص الأحاديث والآثار الواردة في الأحرف السبعة
تم تصنيف الأحاديث على الموضوعات؛ وتحت كل موضوع كان ترتيبها بناء على الصحة والضعف إن وجد ذلك.
فقُدّمت الأحاديث المخرجة في الصحيحين، ثم ما خرجه الإمام النسائي لكون سننه من أصح السنن بعد الصحيحين، ثم ما يصححه المحدثون كالترمذي والمقدسي والألباني.
ويستثنى ما رواه صحابي واحد فأحاديثه تكون متتالية.
- ما جاء في لفظ الحديث مقتصرًا: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
(1) عن حميدٍ، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) رواه ابن جرير في تفسيره، وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن سريج الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، والطبراني في المعجم الأوسط وقال: "لم يرو هذا الحديث عن حميدٍ إلّا حمّاد بن سلمة "، وأبو الشيخ الأصبهاني في ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا، وتمام ابن الجنيد البجلي في الفوائد.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أنس عن أبي من دون عبادة بن الصامت بلفظ: (اقرأ القرآن) بدل (أنزل القرآن).
- طريق آخر: رواه يحيى بن الحسين الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية من طريق آخر عن بكير بن الأخنس، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال السيد: (قال لنا أبو القاسم، قال لنا أبو الشّيخ: تفرّد به أبو مسعودٍ الرّازيّ أحمد بن الفرات بن خالدٍ)
(2) عن الزّهريّ، عن عروة، عن المسور، وعبد الرّحمن بن عبدٍ القارئ، عن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أنزل القرآن على سبعةٍ أحرفٍ)) رواه أبوبكر البزار في مسنده وقال: هذا الحديث إسناده حسنٌ، ولا نعلمه يروى عن عمر إلّا من هذا الوجه، وهذا الكلام قد روي عن أبي، وعن حذيفة وعن أبي هريرة، وعن غيرهم، فذكرناه عن عمر لجلالة عمر وحسن إسناده.
(3) عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرّحمن بن عبد القاري، قالا: سمعنا عمر بن الخطّاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ فاقرؤوا ما تيسّر منه) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو سعيد ابن الأعرابي في معجمه ولكن عنده في الإسناد: عبد اللّه بن عبدٍ القارئ بدل عبد الرحمن بن عبد القارئ.
* والصحيح عبد الرحمن لأنه المذكور عند الجميع.
(4) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
(5) عن الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: (نزل القرآن على سبعة أحرفٍ) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأن يقرئ أمته على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
(6) عن مجاهدٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان عند أضاة بني غفارٍ فأتاه جبريل صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على حرفٍ واحدٍ قال: «أسأل اللّه معافاته ومغفرته فإنّ أمّتي لا تطيق ذلك» ، ثمّ أتاه الثّانية فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على حرفين قال: «أسأل اللّه معافاته ومغفرته وإنّ أمّتي لا تطيق ذلك» ... ثمّ جاء الرّابعة قال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على سبعة أحرفٍ فأيّما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا). رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، ومسلم في صحيحه، وأبو داود السجستاني في سننه، والنسائي في سننه الصغرى والكبرى، وابن جرير في تفسيره، وأبو عوانة الإسفراييني في مستخرجه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، والطبراني في المعجم الصغير والكبير بلفظ مختصر، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار، وأبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم، والبيهقي في الأسماء والصفات، ويحيى الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية.
ورواه محمد بن إسحاق الفاكهي عن الحكم عن ابن أبي ليلى دون مجاهد في أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه.
وأورد الحديث البيهقي في سننه الكبرى برواية مسلم.
معنى الأضاة: الأضاة المستنقع من مسيل ما غيره والأضنين جمع أضاةٍ وأضا وهي الغدير، ذكره أبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه.
- طريق آخر: عن زبيدٍ، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.
(7) عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: أخبرني أبيّ بن كعبٍ: " أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أتاه جبريل فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على سبعة أحرفٍ فأيّما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا " رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في موضعين أحدهما بالطريق المذكور هنا، والثاني من طريق: مجاهد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ.

- ما جاء في لفظ الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل إني بعثت إلى أمة أميّة، فقال جبريل: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ.
(8) عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ جبريل، صلّى الله عليه وسلّم أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند أحجار المرى فقال له: ((يا جبريل إنّي بعثت إلى أمّةٍ أمّيّةٍ فيهم العجوز والشّيخ والغلام والجارية والرّجل القاسي الّذي لم يقرأ كتابًا قطّ)) ، قال: فقال جبريل: (إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ). رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، والترمذي في سننه وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ قد روي من غير وجهٍ عن أبيّ بن كعبٍ، وفي الباب عن عمر، وحذيفة بن اليمان، وأمّ أيّوب وهي امرأة أبي أيّوب، وسمرة، وابن عبّاسٍ، وأبي هريرة، وأبي جهيم بن الحارث بن الصّمّة، وعمرو بن العاص، وأبي بكرة، ورواه ابن جرير في تفسيره، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وأبو الفضل البغدادي في حديث الزهري، والسخاوي في جمال القرّاء، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه وقال: (رواه التّرمذيّ عن أحمد بن منيعٍ وقال حديثٌ حسنٌ صحيحٌ قد ذكر في الصّحيح ذكر سبعة أحرف ولم يذكر ما قبله)، وذكره البغوي في شرح السنة.
والحديث رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر هو: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ جبريل لقيه فقال: ((مرهم فليقرؤوه على سبعة أحرفٍ)).
(9) عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية ؛ الرجل, والمرأة , والغلام , والجارية , والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والطبراني في المعجم الكبير بلفظ مختصر.
ورواه البزار في مسنده بزيادة: فقال جبريل: «إنّ اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ» ، فقال ميكائيل: «استزده» ، فقال: «اقرأ على حرفين» ، فقال ميكائيل: «استزده» : حتّى بلغ سبعة أحرفٍ " قال: وهذا الحديث قد رواه أبو عوانة، وشيبان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن أبيّ بن كعبٍ، وقال حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن حذيفة.

- ما جاء في لفظ الحديث: أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف.
(10) عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عن أمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شاف كاف)). رواه ابن جرير في تفسيره
(11) عن أبي عيسى بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، كل كاف شاف)) رواه ابن جرير في تفسيره.
(12) عن عوفٌ قال: بلغني أنّ عثمان قال على المنبر: أذكر اللّه رجلًا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ «القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍّ» إلّا قام , فقاموا حتّى لم يحصوا , فشهدوا بذلك , ثمّ قال عثمان , وأنا أشهد معكم , لأنا سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك. رواه الحارث بن داهر في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث واللفظ له، والهيثمي في المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي عن عوف عن أبي المنهال ثم ذكر حديث عثمان، ورواه أبو يعلى في مسنده ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير .
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
(13) عن يحيي بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: "يا أبيّ، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب" رواه أبو داود السجستاني في سننه، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وذكره البغوي في شرح السنة.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: كقولك: هلمّ وتعال، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
(14) عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن أبيه، أنّ جبريل، قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: اقرإ القرآن على حرفٍ، فقال له ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. ثمّ قال: استزده، حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، كلّها شافٍ كافٍ؛ كقولك: هلمّ وتعال، ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ برحمةٍ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء عن علي بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه "أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال .." الحديث.

- أن الصحابة اختصموا فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمع لقراءة كل واحد منهم، ثم صوّبها وأمر كلا أن يقرأ كما علم.
(15) عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرّحمن بن عبدٍ القاريّ، أنّهما سمعا عمر بن الخطّاب -وذلك في حادثة خلافه مع هشام بن حكيم في سورة الفرقان في حديث طويل تم اختصاره -قال: فانطلقت أقوده إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللّه، إنّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروفٍ لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال: رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام» ، فقرأ عليه القراءة الّتي سمعت، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هكذا أنزلت» ثمّ قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة الّتي أقرأني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: «هكذا أنزلت» ثمّ قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ، فاقرءوا منه ما تيسّر)). رواه معمر الأزدي في الجامع، والشافعي في كتاب الرسالة ومسنده، وأبو داود الطيالسي في مسنده، وأبو عبيد القاسم في فضائل القرآن فذكر طريقين كالمذكور هنا، وفيه طريق لم يذكر فيه المسور بن مخرمة، ورواه الإمام أحمد في مسنده في ثلاثة مواضع ففي موضع لم يذكر المسور، وفي الموضع الآخر لم يذكر عبد الرحمن وفي الثالث ذكرهما جميعا، ورواه البخاري في خمسة مواضع من صحيحه لم يذكر المسور في الإسناد في باب كلام الخصوم بعضهم في بعضٍ، ورواه مسلم في صحيحه بثلاثة أسانيد لم يذكر في إسناد منها المسور، وإسماعيل المزني في السنن المأثورة للشافعي لم يذكر في إسناده المسور، وأبو داود السجستاني في سننه بإسناد لم يذكر فيه المسور، والترمذي في سننه وصححه وذكر رواية مالك لهذا الحديث عن الزّهريّ بإسنادلم يذكر فيه المسور بن مخرمة، والنسائي في فضائل القرآن بإسناد لم يذكر فيه المسوّر وفي السنن الصغرى والكبرى فيهما ثلاثة أسانيد: إسنادلم يذكر فيه عبدالرحمن وآخر لم يذكر فيه المسور وآخر ذكرهما جميعًا وكرر الحديث في سننه الكبرى في ثلاثة مواضع، ورواه ابن جرير في تفسيره، وأبو عوانة الاسفراييني في مستخرجه بإسنادين لم يذكر في أحدهما المسور بن مخرمة، والطحاوي في شرح مشكل الآثار وفيه أسانيد لم يذكر فيها المسور بن مخرمة، وابن حبان في صحيحه بإسناد لم يذكر فيه المسور وصححه الألباني، والآجري في الشريعة بإسناد لم يذكر فيه المسور، والطبراني في مسند الشاميين، وعبد الرحمن الجوهري في مسند الموطأ بإسناد لم يذكر فيه المسور، وأبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم بثلاثة أسانيد لم يذكر المسور بن مخرمة في إسناد منها، والبيهقي في شعب الإيمان وفي معرفة السنن والآثار وفي السنن الكبرى وذكر أنه مخرج في الصحيحين، والبغوي في شرح السنة بإسنادين لم يذكر في أحدهما المسوّر وقال:" هذا حديثٌ متّفقٌ على صحّته، وأخرجاه من طرقٍ، عن الزّهريّ"، وابن الجوزي في فنون الأفنان ولم يذكر في إسناده عبد الرحمن وقال: هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.
وذكر المهلب في المختصر النّصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصّحيح الأبواب التي خرّج البخاري فيها هذا الحديث وهي خمسة مواضع من صحيحه كما سبق، وذكر الحديث الألباني في مختصره على صحيح البخاري.
وروى الحديث الشافعي وأورده البيهقي في السنن الكبرى، ورواه الإمام أحمد وأورده ابن كثير في مسند أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب مع ذكر من رواه من المحدثين كالبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه وذكر طرق الحديث وألفاظه، وأنه قال فيه ابن المديني أنه ثبت صحيح.
وذكر الحديث السخاوي في جمال القراء برواية أبو عبيد، وذكره السيوطي في الدر المنثور وذكر أنه أخرجه مالك والشافعي والبخاري ومسلم، وَابن جَرِير، وَابن حبان والبيهقي في "سُنَنِه" عن عمر بن الخطاب ، وذكره في التحبير.
(16) عن عبيد الله -يعني ابن عمر- عن نافع، عن ابن عمر، قال:( سمع عمر بن الخطاب رجلا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف)) رواه ابن جرير في تفسيره.
(17) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: (قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي. قال: فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: ((بلى!)) قال: فوقع في صدر عمر شيء، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره وقال: ((ابعد شيطانا)) -قالها ثلاثا- ثم قال: ((يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة)) رواه ابن جرير في تفسيره
(18) عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن جدّه، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: كنت في المسجد، فدخل رجلٌ يصلّي، فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل آخر فقرأ قراءةً سوى قراءة صاحبه، فلمّا قضينا الصّلاة دخلنا جميعًا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقرآ، فحسّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شأنهما، فسقط في نفسي من التّكذيب، ولا إذ كنت في الجاهليّة، فلمّا رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففضت عرقًا وكأنّما أنظر إلى الله عزّ وجلّ فرقًا، فقال لي: " يا أبيّ أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرفٍ، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّالثة اقرأه على سبعة أحرفٍ، فلك بكلّ ردّةٍ رددتكها مسألةٌ تسألنيها، .." رواه مسلم واللفظ له، وابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر، وابن جرير في تفسيره وفيه من طريق عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومن طريق عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ورواه أبو عوانة يعقوب الإسفراييني في مستخرجه، والهيثم بن سريج بن الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وابن بطّة في الإبانة الكبرى، وأبو نعيم الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح مسلم، ورواه البغوي في شرح السنة وصححه.
وخرّجه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب
وأورد الحديث البيهقي في سننه الكبرى وقال: (رواه مسلم في الصّحيح، عن محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، عن أبيه، عن إسماعيل إلّا أنّه قال: فسقط في نفسي من التّكذيب ولا إذ كنت في الجاهليّة، وقال غيره: سقط في نفسي وكبر عليّ، ولا إذ كنت في الجاهليّة ما كبر عليّ).
- طريق آخر: من طريق سقير عن سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر، ورواه ابن جرير في تفسيره ولفظ إسناده: (عن فلان العبدي -قال أبو جعفر: ذهب عنى اسمه-، عن سليمان بن صرد)، ورواه الهيثم الشاشي في مسنده، ورواه أبو عبد الله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وروايته عن أبي إسحاق عن سليمان فأسقط سقير العبدي، وقال أبو عبد الله المقدسي: رواه النّسائيّ في عمل يومٍ وليلةٍ عن أبي داود سليمان بن سيفٍ الحرّانيّ عن يزيد بنحوه -وهو الحديث التالي برقم 19-، رواه عبد الله بن أحمد عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سقيرٍ العبديّ عن سليمان بن صرد فزاد في إسناده (سقير)، فيه ألفاظٌ لم ترد في الصّحيح منه دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسّلم له، وقوله شافٍ كافٍ وغير ذلك واللّه أعلم .
وخرّج هذا الطريق كذلك أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن: عن أبي إسحاق عن شقير عن سليمان، وعن أبي إسحاق عن سليمان دون شقير.
*فسيقير العبدي: ذكره أبو عبيد القاسم بالشين، وابن أبي شيبة وغيره بالسين وهو الصحيح لأنه المذكور عند الجميع.
(19) عن أبي اسحق الهمداني عن سليمان بن صرد عن أبي بن كعب أنه أتي النّبي صلى الله عليه وسلم برجلين قد اختلفا في القراءة كلّ واحدٍ منهما يزعم أن النّبي صلى الله عليه وسلم أقرأه قال فاستقرأهما النّبي صلى الله عليه وسلم فاختلفا فقال لهما أحسنتما، قال أبيّ: فدخلني من الشّك أشدّ ممّا كنت عليه في الجاهليّة، فقلت: أحسنتما أحسنتما، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري بيده ثمّ قال: ((اللّهمّ اذهب عنه الشّيطان)) قال: فارفضضت عرقاً وكأنّي أنظر إلى الله فرقاً ثمّ قال: ((إنّي أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)). رواه النسائي في سننه الكبرى وفي عمل اليوم والليلة
(20) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: ما حك في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية , وقرأها آخر غير قراءتي، فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني كذا وكذا،...إلى قوله: فقال صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل وميكائيل أتياني , فقعد جبريل عن يميني، وقعد ميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف شاف كاف» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، وابنُ أبي شيبةَ في مصنفه بلفظ مختصر، وعبد الحميد الكسّي في المنتخب من مسنده، والنسائي في فضائل القرآن وسننه الصغرى والكبرى في موضعين، وابن جرير في تفسيره، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه وقال: (قد ذكر في الصّحيح بنحو هذا الحديث غير أنّ في هذا ذكر وقوله كل شاف كاف لم يذكر فيه).
- طريق آخر: عن عكرمة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ رواه النسائي في سننه الصغرى والكبرى، وقال: معقل بن عبيد الله، ليس بذاك القويّ.
*معقل بن عبيد الله هو الراوي عن عكرمة بن خالد.
(21) عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قرأت آيةً وقرأ ابن مسعودٍ قراءةً خلافها فأتينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: «بلى» قال ابن مسعودٍ: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ قال: «بلى، كلاكما محسنٌ مجملٌ»، فقلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل قال: فضرب صدري وقال: " يا أبيّ، إنّي أقرئت القرآن فقيل لي أعلى حرفٍ أم على حرفين؟ فقال الملك الّذي معي على حرفين، فقلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أم ثلاثةٍ؟، فقال الملك الّذي معي: على ثلاثةٍ، فقلت: ثلاثةٌ حتّى بلغ سبعة أحرفٍ قال: ليس فيها إلّا شافٍ كافٍ قلت: غفورٌ رحيمٌ، عليمٌ حكيمٌ، سميعٌ عليمٌ، عزيزٌ حكيمٌ نحو هذا ما لم يختم آية عذابٍ برحمةٍ أو رحمةٍ بعذابٍ " رواه البيهقي في السنن الصغير، وفي السنن الكبرى واللفظ له، وقال: (ورواه معمرٌ، عن قتادة فأرسله)، وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء بلفظ مختصر.
- طريق آخر: ورواه معمر الأزدي في الجامع من طريق معمرٍ، عن قتادة، عن أبيّ بن كعبٍ
(22) عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: سمعت عبد الله قال سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فأخذت بيده وأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كلاكما محسن). رواه عثمان الداني في البيان
ورواه البغوي في شرح السنة وصححه وزاد فيه: "فلا تختلفوا، فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا».
(23) عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله بن مسعود: (تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية. قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدنا عليا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم)). قال: ثم أسر إلى علي شيئا، فقال لنا علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرأوا كما علمتم).) رواه ابن جرير في تفسيره بإسنادين أحدهما بهذا اللفظ والثاني بلفظ قريب، وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني، والهيثمي في موارد الظمآن، كليهما بلفظ قريب وفيه تعيين السورة بأنها سورة الرحمن.
وجاء الحديث بلفظ مختصر: عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، قال: سمعت رجلًا يقرأ آيةً أقرأنيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خلاف ما قرأ، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يناجي عليًّا، فذكرت له ذلك، فأقبل علينا عليٌّ وقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأمركم أن تقرؤوا كما علّمتم. رواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني، والآجري في الشريعة بتعيين السورة بأنها سورة الأحقاف.

- النهي عن التنازع والاختلاف والمراء في القرآن، وأن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
(24) عن يزيد بن خصيفة، عن مسلم بن سعيدٍ ، وقال غيره: عن بسر بن سعيدٍ، عن أبي جهيمٍ الأنصاريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ هذا القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، فلا تماروا فيه، فإنّ مراءً فيه كفرٌ». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
(25) عن زبيد، عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: (لا تنازعوا في القرآن، فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا يتفه لكثرة الرد. ..) رواه ابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وإسناده: عن زبيد عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، عن رجلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ.
(26) عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه، قال: ((إنّي قد استمعت إلى القراءة فلم أسمعهم إلا متقاربين، فاقرؤا على ما علّمتم، وإيّاكم والتنطّع والاختلاف، فإنّما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلمّ، وتعال)). رواه سعيد بن منصور في التفسير من سننه، وابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الكبرى من طريقين من طريق الأعمش عن شقيق، وعن الأعمش عن أبي وائل، ورواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود.
(27) عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال:( من كفر بحرف من القرآن، أو بآية منه، فقد كفر به كله) رواه ابن جرير في تفسيره
(28) عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية الرياحي: أنه كان إذا قرأ عنده إنسان لم يقل: ليسه هكذا ولكن يقول: أما أنا فأقرأ هكذا قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم [فقال]: أري صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف فقد كفر به كله. رواه أبو عبيد القاسم في غريب الحديث، وابن جرير في تفسيره

- المراد بالأحرف السبعة.
(29) عن يحيي بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: "يا أبيّ، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب" رواه أبو داود السجستاني في سننه، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وذكره البغوي في شرح السنة. [مكرر برقم 13]
(30) عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن أبيه، أنّ جبريل، قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: اقرإ القرآن على حرفٍ، فقال له ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. ثمّ قال: استزده، حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، كلّها شافٍ كافٍ؛ كقولك: هلمّ وتعال، ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ برحمةٍ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، ؟؟ والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء عن علي بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه "أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال .." الحديث. [مكرر برقم 14]
(31) عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه، قال: ((إنّي قد استمعت إلى القراءة فلم أسمعهم إلا متقاربين، فاقرؤا على ما علّمتم، وإيّاكم والتنطّع والاختلاف، فإنّما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلمّ، وتعال)) ). رواه سعيد بن منصور في التفسير من سننه، وابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الكبرى من طريقين من طريق الأعمش عن شقيق، وعن الأعمش عن أبي وائل، ورواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود. [مكرر برقم 26]
(32) عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: نزل القرآن على سبعة أحرفٍ فهو كقول أعجل أسرع توّخ . رواه البيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الصغير دون لفظ:توّخ.
(33) وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فقال الرجل: طعام اليتيم فردها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال " أتستطيع أن تقول طعام الفاجر" قال نعم قال "فافعل " ذكره السيوطي في الإتقان.

- أن لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع.
(34) عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لو كنت متّخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتّخذت أبا بكر بن أبي قحافة خليلًا، ولكنّ صاحبكم خليل اللّه وإنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلّ حدٍّ مطلعٌ» رواه أبو يعلى في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير والأوسط، والبغدادي المخلّص في المخلصيات.
(35) عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: " أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلّ حدٍّ مطلعٌ". رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن جرير في تفسيره بإسنادين لم يعيّن في أحدهما الراوي عن أبي الأحوص، والآخر من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص
(36) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ) رواه البزار في مسنده، وأبو يعلى في مسنده عن سليمان عن أبي الأحوص من دون ابن عجلان وأبي إسحاق، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن حبان في صحيحه وضعفه الألباني، والهيثمي في موارد الظمآن وفي المقصد العلي بإسنادين ليس فيهما أبي إسحاق فأحدهما عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، والآخر عن سليمان عن أبي الأحوص.
(37) عن عمرو بن مرة، عن مرة ، عن عبد الله، أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، وذكره البغوي في شرح السنة.
(38) عن عبيدة، عن شقيقٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: «إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ، ما منها حرفٌ إلّا له ظهرٌ وبطنٌ، ..) رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.

- أن من قرأ بحرف منه فلا يتحول عنه.
(39) عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، فمن قرأ على حرفٍ منها فلا يتحوّل إلى غيره رغبةً عنه» رواه الطبراني في المعجم الكبير، ويحيى الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية.
- وبنصه موقوفا:
عن شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن رجل من أصحاب عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، قال: (من قرأ القرآن على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره) رواه ابن جرير في تفسيره، وفيه من طريق: شعبة عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود فذكر قول ابن مسعود بلفظ قريب.

- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على ثلاثة أحرف.
(40) عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل القرآن على ثلاثة أحرف». رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن وقال: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة. وروى الحديث ابن أبي شيبة في مصنفه.

- نزوله على سبعة أبواب من أبواب الجنة.
(41) عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال ..)) رواه ابن جرير في تفسيره وقال: وروي عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا غير ذلك ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار, ، وابن حبان في صحيحه، والبغدادي المخلّص في المخلصيات، والحاكم في مستدركه وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والهيثمي في موارد الظمآن.
وذكره السيوطي في الإتقان برواية الحاكم والبيهقي، وفي التحبير برواية ابن جرير.
(42) عن عثمان بن حسّان العامريّ، عن فلفلة الجعفيّ قال: " فزعت فيمن فزع إلى عبد الله بن مسعودٍ في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجلٌ من القوم: إنّا لم نأتك زائرين؛ ولكنّا جئنا حين راعنا هذا الخبر، قال: " إنّ القرآن أنزل على نبيّكم من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ، وإنّ الكتاب كان ينزل أو ينزل من بابٍ واحدٍ على حرفٍ واحدٍ". رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، ورواه النسائي بلفظ مختصر في سننه الكبرى وعنده القاسم بن حسان بدل عثمان بن حسان.
*والصحيح أنه عثمان لأنه المذكور عند الجميع
(43) عن الأحوص بن حكيم، عن القاسم، عن عبد الله بن مسعود، قال:«نزل القرآن على خمسة أحرف، حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، ...» رواه محمد الضريس في فضائل القرآن، وابن جرير في تفسيره عن عن الأحوص بن حكيم، عن ضمرة، عن القاسم.
(44) عن عيسى الهمدانيّ، عن المسيّب بن عبد خيرٍ، عن أبيه قال: قال عمر: «...ألّا إنّ القرآن نزل من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ».رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.




تلخيص مسائل موضوع الأحرف السبعة
عناصر الموضوع:
- تواتر الأحاديث على نزول القرآن على سبعة أحرف
- مخالفة لفظ حديث سمرة في نزوله على ثلاثة أحرف للأحاديث المتواترة الثابتة في نزوله على سبعة أحرف
- المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم سبعة أحرف.
- القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
- المراد بالمراء في القرآن الذي هو كفر.
شرح بعض ألفاظ الحديث:
معنى (كلها كافٍ شاف)
معنى المطلع في قوله صلى الله عليه وسلم:(لكلّ حد من ذلك مطلعا)
معنى الظهر والبطن في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ)
معنى الحد في قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن: (إن لكل حرف منه حدا)
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة)).
استدلال الشافعي على جواز اختلاف ألفاظ التشهد بما ورد من اختلاف بعض ألفاظ القرآن لنزوله على سبعة أحرف
الإجماع على الحرف الذي كتب به عثمان مصحفه الإمام
ليس المراد بالأحرف السبعة ما يوجد من الاختلاف في القراءات اليوم من رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة
شبهات وأجوبتها



تلخيص مسائل موضوع الأحرف السبعة

تواتر الأحاديث على نزول القرآن على سبعة أحرف
- عن عثمان أنه قال على المنبر: أذكّر اللّه رجلًا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ «القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍّ» إلّا قام , فقاموا حتّى لم يحصوا , فشهدوا بذلك , ثمّ قال عثمان , وأنا أشهد معكم , لأنا سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك. سبق تخريجه برقم 12
- وفي الباب أحاديث عمر، وأبي بن كعب بطرق وألفاظ مختلفة وعمرو بن العاص، وأبي جهيم الأنصاري، وحذيفة، وابن عباس، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وسمرة، وأنس، وعمر بن أبي سلمة، وأبي طلحة الأنصاري، وسليمان بن صرد، والخزاعي.
- خرّج طائفة منها أبو عبيد عبيد القاسم في كتاب فضائل القرآن وقال: قد تواترت هذه الأحاديث كلّها على الأحرف السّبعة إلّا حديثًا واحدًا يروى عن سمرة .
- واستقصى السيوطي في كتابه التحبير والإتقان بعض الألفاظ المختلفة لحديث أبي بن كعب في الأحرف السبعة؛ فذكر لفظه الوارد عند مسلم والنسائي والترمذي وأبي داود وابن جرير في التحبير، وفي الإتقان ذكر لفظي مسلم والنسائي.

مخالفة لفظ حديث سمرة في نزوله على ثلاثة أحرف للأحاديث المتواترة الثابتة في نزوله على سبعة أحرف
- عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل القرآن على ثلاثة أحرف». سبق برقم 40
- قال أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة.

المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم سبعة أحرف.
فيه أقوال:
القول الأول: أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة، باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو اختيار ابن جرير، وهو ظاهر ترجيح الآجري في الشريعة.
فهو كقول القائل: هلم، وتعال، وأقبل، وإلي، وقصدي، ونحوي، وقربي، ونحو ذلك، مما تختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فيه المعاني، وإن اختلفت بالبيان به الألسن، قاله ابن جرير في تفسيره.
أدلة هذا القول:
النوع الأول من أدلتهم: الروايات الثابتة عن عمر وابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، دون ما في ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأ كل رجل منهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها.
النوع الثاني من أدلتهم: الأخبار والآثار الصحيحة عن جماعة من السلف والخلف أن اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ باتفاق المعاني، ومن ذلك:
1: عن ابن مسعود قال: (إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال).سبق تخريجه برقم (26)
2: و عن ابن مسعود، قال: (من قرأ القرآن على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره)وعنى رضي الله عنه بالحرف القراءة، وسبق تخريجه برقم (39)
3: قال ابن سيرين: لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل، قال: وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة} [يس: 29]، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة). رواه ابن جرير، وأبو عبيد في فضائل القرآن دون قوله: (لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي)
4: عن أنس أنه قرأ هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي: {وأقوم} فقال: أقوم وأصوب وأهيأ، واحد. رواه ابن جرير في تفسيره.
5: وعن مجاهد: (أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف). رواه ابن جرير في تفسيره
6: عن سالم:( أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين). رواه ابن جرير في تفسيره
7: وعن مغيرة قال: (كان يزيد بن الوليد يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف). رواه ابن جرير في تفسيره

وأنكر هذا القول أبو عبيد القاسم قال: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود، قاله في فضائل القرآن، وفي غريب الحديث قال: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه هذا لم يسمع به قطّ.
القول الثاني: هي في الأمر الّذي يكون واحدًا لا يختلف في حلالٍ ولا حرامٍ، وهو قول ابن شهاب ذكره أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، ورواه أبو داود في سننه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار.
هذا القول قد يكون موافقًا للقول الأول.
القول الثالث: أنها سبع لغات من لغات العرب متفرقة في جميع القرآن، واختاره أبو عبيد القاسم
قال أبو عبيد في فضائل القرآن: عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما ، كذلك إلى السبعة. وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض.
من أدلة هذا القول:
الأول: قول ابن مسعود: إنّي قد سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم فإنّما هو كقول أحدكم هلمّ، وتعال. سبق برقم (26)
قال أبو عبيد في غريب الحديث: وكذلك قال ابن سيرين: إنّما هو كقول أحدكم: هلمّ، وتعال، وأقبل، ثم فسّره ابن سيرين فقال:هو في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلّا زقيةً واحدةً) وفي قراءتنا: {إن كانت إلّا صيحةً واحدةً} [يس: 29]. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وقال في غريب الحديث عند هذا الأثر: والمعنى فيهما واحد وعلى هذا سائر اللّغات.
الثاني: الاحتجاج بما في القرآن من كلام العرب مما هو ليس على لغة قريش، ومن ذلك:
- عن الحسن، قال: كنّا لا ندري ما الأرائك حتّى لقينا رجلًا من أهل اليمن فأخبرنا أنّ الأريكة عندهم الحجلة فيها السّرير. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله {ولو ألقى معاذيره} [القيامة: 15] قال: ستوره، أهل اليمن يسمّون السّتر المعذار. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وأنتم سامدون} [النجم: 61] قال: «الغناء». قال: " وهي يمانيةٌ , اسمدي لنا: تغنّي لنا " رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {فإذا هم بالسّاهرة} [النازعات: 14] قال: «الأرض». قال: قال أميّة بن أبي الصّلت: عندهم لحم بحرٍ ولحم ساهرةٍ. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، قال: كنت لا أدري ما فاطر السّموات حتّى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئرٍ، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن علقمة، في قوله: {ختامه مسكٌ} [المطففين: 26] قال: ليس بخاتمٍ يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطّيب خلطه مسكٌ، خلطه كذا وكذا. رواه أبو عبيدٍ في فضائل القرآن وقال: وأحسب يحيى أسند الحديث إلى عبد اللّه.
- عن الحسن، في قوله تعالى: {قد جعل ربّك تحتك سريًّا} [مريم: 24] قال: كان واللّه سريًّا؛ يعني عيسى. فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيدٍ، إنّ العرب تسمّى الجدول السّريّ. فقال: صدقت. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
الثالث: أن ابن عباس كان يُسأل عن القرآن فينشد فيه الشّعر يستشهد به على التفسير، ومن ذلك:
- ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {واللّيل وما وسق} [الانشقاق: 17] قال: «ما جمع». وأنشد: فلا تسقن لو تجدن سائقًا.
وأنكر هذا القول ابن جرير في تفسيره واحتج على بطلانه:
بصحة الأخبار عن الصحابة أنهم اختلفوا في قراءة سورة من القرآن، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر كلا أن يقرأ كما علم، فالأحرف السبعة إذا كانت لغات متفرقة في جميع القرآن، فغير موجب حرف من ذلك اختلافا بين تاليه؛ لأن كل تال فإنما يتلو ذلك الحرف تلاوة واحدة على ما هو به في المصحف، وعلى ما أنزل.
الثاني: معنى هذا القول أن الذي نزل به القرآن عنده إحدى القراءتين إما "صيحة"، وإما "زقية" وإما "تعال" أو "أقبل" أو "هلم" - لا جميع ذلك؛ لأن كل لغة من اللغات السبع عنده في كلمة أو حرف من القرآن، غير الكلمة أو الحرف الذي فيه اللغة الأخرى.
وإذ كان ذلك كذلك، بطل الاستدلال بقول من قال: ذلك بمنزله "هلم" و "تعال" و "أقبل"، لأن هذه الكلمات هي ألفاظ مختلفة، يجمعها في التأويل معنى واحد.
القول الرابع: أن السبع لغات هي من لسان قريش، لا ما سواه من الألسن العربيّة أو غيرها، وهو ما رجحه الطحاوي في شرح مشكل الآثار.
واستدلّ لقوله:
1: بقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: 4] . وجه الاستدلال: أنّ الرّسل إنّما تبعث بألسن قومها، فاللّسان الّذي بعث به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم هو لسان قومه وهم قريشٌ.
يدل لذلك قوله تعالى: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} [الزخرف: 44]، وقوله عزّ وجلّ: {وكذّب به قومك وهو الحقّ} [الأنعام: 66]، وقوله جلّ وعزّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] . ففي جميع هذه الآيات المراد بهم قريش لا من سواها, فدلّ ذلك أنّ قومه الّذين بعثه الله عزّ وجلّ بلسانهم هم قريشٌ دون من سواهم.
2: حديث عمر رضي الله عنه لما اختلف مع هشام بن حكيم في سورة الفرقان، حيث خالفت قراءة كل منهما ألفاظ القراءة الأخرى وهما قرشيان لسانهما لسان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي به نزل القرآن عليه، فتحاكما إليه فأقرّ كل منهما على قراءته.
ويرد على هذا بما في القرآن من كلام العرب مما هو ليس على لغة قريش، كما سبق في القول الثالث.
القول الخامس: قالوا: هي سبعة أنحاءٍ، فمنها حرفٌ زاجرٌ، ومنها حرف أمرٍ، ومنها حرف حلالٍ، ومنها حرف حرامٍ، ومنها حرف محكمٍ، ومنها حرف متشابهٍ، ومنها حرف أمثالٍ.
ودليلهم:
1: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)). سبق برقم 31
2: وعنه رضي الله عنه موقوفًا :«نزل القرآن على خمسة أحرف، حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحل حلاله، وحرم حرامه، واعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، واعتبر بالأمثال» سبق برقم 43، وفي هذه الرواية أنها خمسة أحرف.
وأنكر هذا القول كل من أبو عبيد القاسم، وابن جرير، والطحاوي.
قال أبو عبيد القاسم في غريب الحديث: ولو كان الاختلاف في الحلال والحرام لما جاز أن يقال في شيء هو حرام: هكذا نزل ثمّ يقول آخر في ذلك بعينه: إنّه حلال فيقول: هكذا نزل، وكذلك الأمر والنّهي، وكذلك الأخبار، قال: ومن توهم أن في هذا شيئا من الاختلاف فقد زعم أن القرآن يكذب بعضه بعضًا ويتناقض.
وهذا معنى ما قاله ابن جرير والطحاوي
القول السادس: أن يقول: «عليمًا حكيمًا»، «غفورًا رحيمًا»، «سميعًا بصيرًا» أحدهما بدل الآخر ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ بآية رحمة، نسب ابن شهاب هذا القول لسعيد بن المسيب ذكره ابن جرير، وذهب إليه جماعة من المتأخرين منهم أبو بكر بن خزيمة، ذكره البيهقي في السنن الصغير
وحجتهم: أن كل ذلك من من أسامي الرّبّ عزّ وجلّ فلا بأس أن يقول أحدهما بدل الآخر ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ بآية رحمة.
- وهذا لا يُقرأ به الآن.
القول السابع: أنها سبع لغات من الألسن العربية وغيرها، ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار فيما حكاه له ابن أبي عمران
وحجتهم: أنّه قد ذكر في القرآن غير شيءٍ بلغاتٍ مختلفةٍ من لغات العرب , ومنه ما ذكر بما ليس من لغاتهم غير أنّه عرّب فدخل في لغتهم، مثل {طور سينين} [التين: 2]
واستدل الطحاوي على بطلان هذا القول بقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: 4] . قال: فالرّسل إنّما تبعث بألسن قومها، لا بألسن سواها.
- وأرجح هذه الأقوال والله أعلم: القول الأول و القول الثالث.

القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
- نزل القرآن ببعض ألسنة العرب دون جميعها، فألسنة العرب ولغاتها أكثر من سبعة، بما يعجز عن إحصائه، قاله ابن جرير
- وقيل إن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة، روى ذلك عن ابن عباس من لا يجوز الاحتجاج بنقله، فالذي روى: "أن خمسة منها من لسان العجز من هوازن"، الكلبي عن أبي صالح، والذي روى: "أن اللسانين الآخرين لسان قريش وخزاعة"، قتادة، وقتادة لم يلقه ولم يسمع منه، ملخصًا من قول ابن جرير
- والمراد بالعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، ذكره ابن جرير في تفسيره
- وعن أبي العالية قال: قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم. ابن جرير
- واختار الطحاوي: أنه لسان قومه وهم قريشٌ، لا ما سواه من الألسن العربيّة وغيرها، وسبق ذكر الأدلة التي ساقها والرد عليها.

الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
- السعة والتيسير في ذلك، لعجز الناس في أول الأمر على أخذ القرآن على غير ما ينطقون، فكان في نزوله على سبعة أحرف سعة وتيسيرًا عليهم، ملخصا من قول أبو جعفر الطحاوي
- تخفيفًا من اللّه تعالى بأمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، إذ كانت كلّ قبيلةٍ من العرب تلقّن القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم، قاله الآجري في الشريعة

المراد بالمراء في القرآن الذي هو كفر.
- هو الاختلاف في اللّفظ بأن يقرأ الرجل القراءة على حرف فيقول له الآخر: ليس هكذا ولكنه كذا على خلافه وقد أنزلهما اللّه جميعًا، قاله أبو عبيد القاسم في غريب الحديث، وهو معنى قول الآجري في الشريعة.
- فإذا جحد هذان الرّجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يؤمن، فيكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى، قاله أبو عبيد القاسم في غريب الحديث.
- ويستدلّ لذلك بالأحاديث برقم: 24 إلى 28
- التوجيه النبوي للصحابة عند اختلافهم في القراءة.
- قيل لهم: ليقرأ كلّ إنسانٍ كما علم، ولا يعب بعضكم قراءة غيره، واتّقوا اللّه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله، وأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، قاله الآجري في الشريعة.
- ويستفاد من الأحاديث النبوية في هذا الباب:
ترك الجدال والمراء في القرآن.
ألا يقول الإنسان في القرآن برأيه، فلا يفسره برأيه، ولا يماري ولا يجادل فيه. قاله الآجري في الشريعة

شرح بعض ألفاظ الأحاديث
- معنى ( أن كلها شاف كاف)
أي جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وساوس الشيطان وخطراته، فيكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته، كما قال تعالى:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}[يونس: 57]، قاله ابن جرير
- معنى المطلع في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ حد من ذلك مطلعا)
فيه أقوال:
الأول: أي يطلع قوم يعملون به، وهو قول الحسن، ولقوله هذا وجه لقول ابن مسعود: ما من حرف أو قال آية إلّا وقد عمل بها قوم أو لها قوم سيعملون بها،سبق برقم 37، وذكره أبو عبيد القاسم في غريب الحديث
الثاني: أن يفسّر بمعنى المطلع في كلام العرب، فيكون بمعنى المأتى الّذي يؤتى منه حتّى يعلم علم القرآن من كل ذلك المأتى والمصعد، فسّره بذلك أبو عبيد القاسم ذكره في غريب الحديث.
الثالث: يعني أن لكل حد من حدود الله التي حدها فيه مقدارا من ثواب الله وعقابه يطلع عليه ويلاقيه يوم القيامة، وهو اختيار ابن جرير واستدل له بقول عمر رضي الله عنه: "لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع"، يعني: ما يطلع عليه ويهجم عليه من أمر الله بعد وفاته.
- معنى الظهر والبطن في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ)
اختلفوا في معناه على ثلاثة أقوال:
الأول: هو من قول العرب: قد قلبت أمري ظهرا لبطن، قاله الحسن
الثاني: قيل: الظّهر لفظ القرآن والبطن تأويله، وهو اختيار ابن جرير.
الثالث: أن الظهر: هو ما أخبر الله تعالى وقصّ علينا من أخبار الأمم الظالمة فهذا هو الظاهر، وأما البطن فهو ما في تلك الأخبار من التنبيه والعظة والتحذير أن تفعل كفعلهم فهذا هو الباطن.
ذكر هذه الأقوال أبو عبيد القاسم في غريب الحديث واختار القول الثالث وقال: هو عندي أشبه الأقاويل بالصّواب.
الرابع: أن الظهر هو ما يظهر من معناها، والبطن منها هو ما يبطن من معناها، وهو اختيار الطحاوي كما جاء في شرح مشكل الآثار.
قال الطحاوي: دلّ ذلك على أنّ على النّاس طلب باطنها، كما عليهم طلب ظاهرها، ليقفوا على ما في كلّ واحدٍ منهما ممّا تعبّدهم الله به، وما فيه من حلالٍ ومن حرامٍ.
- معنى الحد:في قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن: ((إن لكل حرف منه حدا))
- أي حداً حده الله جل ثناؤه، لا يجوز لأحد أن يتجاوزه. قاله ابن جرير في تفسيره

استدلال الشافعي على جواز اختلاف ألفاظ التشهد بما ثبت من اختلاف بعض ألفاظ القرآن لنزوله على سبعة أحرف
- روي التشهد عن النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ وحروف يخالف بعضها بعضًا، مع اتفاقها في المعنى.
- واستدلّ الشافعي لصحّة تلك الألفاظ: بأنه اختلف بعض أصحاب النّبيّ في بعض لفظ القرآن عند رسول اللّه، ولم يختلفوا في معناه فأقرّهم، لنزوله على سبعة أحرف.

- قال الشافعي: فما سوى القرآن من الذّكر أولى أن يتّسع هذا فيه، إذا لم يختلف المعنى.
مجموعا من كلام الشافعي في اختلاف الحديث وكتاب الرسالة

معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة)).
- هذا الحديث اختلفت النقلة في ألفاظه المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قاله ابن جرير في تفسيره
- ومن ذلك :
1: حديث ابن مسعود مرفوعا: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال ..)) برقم 31

2: وحديث أبي بن كعب مرفوعًا: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عن أمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شاف كاف)) برقم 10
3: وحديث ابن مسعود موقوفًا: (إن الله أنزل القرآن على خمسة أحرف: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال. فأحل الحلال، وحرم الحرام، واعمل بالمحكم، وآمن بالمتشابه، واعتبر بالأمثال. سبق برقم 43
- وهذه الأخبار كلها متقاربة المعاني،تأويلهما غير مختلف في هذا الوجه.
- فالمعنى: الخبر منه صلى الله عليه وسلم عما خصه الله به وأمته، من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله.
-
فالمراد بنزول الكتاب الأول على حرف، ونزول القرآن على سبعة أحرف:
- أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلى الله عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك له ترجمة وتفسيرا لا تلاوة له على ما أنزله الله.
- وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي، كان له تاليا على ما أنزله الله لا مترجما ولا مفسرا.
- والمراد بنزول الكتاب الأول من باب واحد، ونزول القرآن من سبعة أبواب:
أن مما أُنزل من الكتب السابقة على الأنبياء، كان خاليا من الحدود والأحكام والحلال والحرام، كزبور داود، الذي إنما هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض -دون غيرها من الأحكام والشرائع-، فهذه الكتب نزلت ببعض المعاني السبعة التي يحوي جميعها كتابنا.
وأما القرآن فخص الله جل وعز به نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته، بأن أنزله عليهم من سبعة أوجه، وكل وجه من هذه الأوجه السبعة باب من أبواب الجنة الذي نزل منه القرآن؛ لأن العامل بكل وجه من أوجهه السبعة، عامل على باب من أبواب الجنة، وطالب من قبله الفوز بها.
فالأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل، وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب به الجنة.
فالخلاصة: أن جميع ما في القرآن -من حروفه السبعة، وأبوابه السبعة التي نزل منها- جعله الله لعباده إلى رضوانه هاديا، ولهم إلى الجنة قائدا.
هذا حاصل ما قاله ابن جرير في هذه المسألة في تفسيره.

الإجماع على الحرف الذي كتب به عثمان مصحفه الإمام
- مصحف عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه أجمعت عليه الأمّة والصّحابة، ومن بعدهم من التّابعين، وأئمّة المسلمين في كلّ بلدٍ، وإجماعهم قد قامت به الحجة، فمن كفر بحرفٍ منه كان كافرًا حلال الدّم.
والتعليل: أنه خالف الإجماع الذي عليه الجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بخلاف الأخبار الّتي يرويها الآحاد بما يخالف شيئًا ممّا في المصحف فإن من كفر بشيء من ذلك لا يكون كافرًا.
وهذا حاصل قول الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والآجري في الشريعة.


ليس المراد بالأحرف السبعة ما يوجد من الاختلاف في القراءات اليوم من رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة
- هذا الاختلاف ليس من معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) قاله ابن جرير في تفسيره
وتعليله: لأنه معلوم أن الاختلاف في حرف من القرآن على هذا المعنى لا يوجب المراء به كفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة.

شبهات وأجوبتها
1: هل يوجد حرفا في كتاب الله مقروءا بلغات سبع مختلفات الألفاظ، متفقات المعنى.
الجواب: قال ابن جرير في تفسيره: لا ندّع أن ذلك موجود اليوم، وإنما أخبرنا أن ذلك هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، على نحو ما جاءت به الأخبار.
2: لم لم تحفظ الأمة جميع الأحرف السبعة وهي مأمورة بحفظ كتاب الله تعالى؟
الجواب: قال ابن جرير في تفسيره:لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الأمة وهي مأمورة بحفظها.
ولكن الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت، فرأت لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات والقراءة بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية.
3: ما العلة التي أوجبت عليها الثبات على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟
فالجواب: ما جاء في رواية أنس وزيد وغيرهما من حصول الاختلاف في القراءة في زمن عثمان، حتى أظهر بعضهم إكفار بعض، وتلاعن أهل الشام والعراق، فرأى عثمان رضي الله عنه لما بلغه ذلك أن يجمع الناس على مصحف واحد، فيحملهم على حرف واحد إشفاقا منه عليهم، ورأفة منه بهم، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام، والدخول في الكفر بعد الإيمان، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها، طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها، لدثورها وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منها صحتها وصحة شيء منها ولكن نظرا منها لأنفسها ولسائر أهل دينها.
حاصل قول ابن جرير وغيره
4: فإن قيل: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها؟
فالجواب: قيل:إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة، وفي تركهم نقل ذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين،
وإذ اكان ذلك كذلك،لم يكن القوم بتركهم نقل جميع القراءات السبع، تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما يكون فيه النظر للإسلام وأهله من النصح ودرء الاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى ومن ذلك ما اجتمعوا عليه من الاقتصار على حرف واحد دون بقية الأحرف.
حاصل قول ابن جرير وغيره
5: هل يكون مناظرة الفقهاء في الفقه، فيقول أحدهم: قال اللّه تعالى كذا، وقال النّبيّ كذا وكذا، فهل يكون هذا من مراءٍ في القرآن؟
الجواب: ليس هذا مراءً، مادام الفقيه يقوله على جهة البيان والنّصيحة مبيّنا حجّته فيه بقال اللّه تعالى كذا وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جهة النّصيحة والبيان، لا على جهة المماراة، قال الحسن: المؤمن لا يداري ولا يماري، ينشر حكمة اللّه، فإن قبلت حمد اللّه وإن ردّت حمد اللّه عزّ وجلّ وعلا. قاله الآجري في الشريعة

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م, 04:27 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ علم التفسير



إجابة الأسئلة:
(16 / 16) السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن ، النوع الصريح منه، وهو ما صحّت دلالته على التفسير، بدلالة النص أنه مراد الله تعالى ، وأما ما يدخل فيه اجتهاد المفسّر فليس ذلك من التفسير الإلهي ، وإن كان تفسيرًا للقرآن بالقرآن؛ لأنه ناشئ عن اجتهاد.
النوع الثاني: تفسيره بالحديث القدسي.
النوع الثالث: ما ينزل به الوحي، ويفسره النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكره الوحي، فسبيله التوقيف، وهذا منهم من يدخله ضمن البيان النبوي.
(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية ، ومثاله: تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود}، جاء تفسيره في حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد ... إلى أن قال: فيكشف عن ساقه فذلك قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} ) وهذا هو محل الشاهد منه، رواه الدارمي وغيره.
النوع الثاني: أحاديث ليس فيها معنى الآية ولكن يستدل بها على معنى الآية، ومثاله: كتفسير ابن عباس للمم استدلالا بحديث أبي هريرة مرفوعا: (العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، ..) ولم يرد فيه لفظ اللمم.
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 – سعيد بن جبير
2- مجاهد بن جبر
3- طاوس بن كيسان
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- نوف البكالى
3- محمد بن كعب القرظي
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: (لباب التنزيل) للخازن
2: التفسير الذي كتبه شيخ الإسلام مفرقّا في كتبه .
3: (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير
(16 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
ليس كل ما يُذكر في تفسير القرآن بالقرآن يكون صحيحا؛
فتفسير القرآن بالقرآن منه ما هو صريح، وهو مادلّ بصراحة النصّ ودلالته أنه مراد الله تعالى، وهذا من التفسير الإلهي الذي نجزم بصحته.
ومنه ما هو غير صريح وهو ما يدخل فيه اجتهاد المفسّر، وهذا منه ما يكون فيه بيان لبعض المعنى ، ومنه ما يكون من الأقوال في تفسير الآية، ومنه ما يكون له وجه معتبر فيكون صحيح في ذلك الحال، ومنه ما يكون الاستدلال به خاطئ.
والضابط في هذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن أنه:
1: أن لا يخالف أصلًا صحيحا.
2: لا يخالف السنة
3: لا يخالف الإجماع
فهذا النوع من التفسير الذي سببه الاجتهاد إذا تضمن باطلًا فهو باطل ولا يؤخذ به، ولو ادّعى صاحبه أنه فسّر القرآن بالقرآن.
فالقرآن حمّال ذو وجوه كما قال علي رضي الله عنه فمنه محكم ومتشابه، وقد توسّع أهل البدع في تفسير القرآن بالقرآن يحاولون بذلك الاستدلال به على باطلهم المخالف لصريح القرآن والسنة في مواضع، والإجماع، ودلالة اللغة، ومنهج السلف.
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع:
الأول: منه ما كان بيانه تلاوته، فتبليغه نوع من البيان؛ لأنه بلسان عربي، فقامت الحجة على العرب بتلاوته عليهم، وهذا أكثر القرآن، كالمحكم من أمور العقيدة والأصول البيّنة في القرآن، فهذا يكفي في بيانه تلاوته.
الثاني: ما يُعلم بدعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته ، ولهذا كان الصحابة أعلم الناس بالتفسير؛ لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهدوا التنزيل.
الثالث: ما كان بيانه بالعمل به، وجاء تفصيله في السنة، كإقامة الصلاة وغيرها.
الرابع: ما يكون بيانه عن طريق الوحي، فلا يدرك بدلالة اللغة، بل لا يدرك إلا عن طريق الوحي؛ كالإخبار عن المغيبات كذكر تفاصيل ما يكون في القبر، وأخبار يوم القيامة.
3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
مراده رحمه الله انتقاد ما كان مشتهرًا في زمانه من الكتب في الملاحم والتفسير والمغازي، وذلك لسوء أحوال مصنفيها، وزيادة القصص فيها.
فالكتب المصنفة في التفسير والتي اشتهرت في زمن الإمام أحمد كان فيها الكثير من الأحاديث الضعيفة، ولم يكن لدى مصنفيها معرفة بتمييز الأحاديث، ومن تلك التفاسير: تفسير الكلبي، ومقاتل بن سليمان، والضحاك وغيرهم من الكذّابين والضعفاء، فأراد الإمام أحمد التحذير منها، وهذا مهم التنبيه عليه حتى لا يذهب ذهن طالب العلم إلى أنه أراد تفسير ابن جرير وغيره ممن جمعوا في الآثار والتفسير، فهؤلاء كانوا بعد زمان الإمام أحمد، وكتبهم من أنفس ما كتب في التفسير، وإن كانت فيها أخبار تحتاج إلى تمحيص.
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.

(9 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
الصحابة رضي الله عنهم لهم مكانة عظيمة في فهم القرآن، وتقدمهم في تفسيره.
-فهم أعلم الناس بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم عاصروا النبوة، وشهدوا وقائع التنزيل، وعرفوا النبي صلى الله عليه وسلم أحواله وجهاده ودعوته، وتنوعت معارفهم حتى شملت شئونه العامة والخاصة، وهذه المعاصرة من الصحابة ومعرفتهم بأحواله صلى الله عليه وسلم أتم ممن نقلت إليهم ذلك.
-وكذلك صحة لسانهم العربيّ وفصاحتهم، وسلامتهم من اللحن والعجمة، وهذا أمر مهم في معرفة معاني ألفاظ القرآن وأساليبه .
-وكذلك لما لهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح، فهم أهل استجابة لدعوة الله ورسوله، وكانوا أهل خشية وإنابة، وقد وعد الله أهل الاستجابة بأنهم ينتفعون أكثر من غيرهم، فمن عقوبة المعرضين أنهم لا يفقهون.
فالصحابة عملوا بالخشية والإنابة، ففهمهم للقرآن أحسن من فهم غيرهم.
-كذلك النبي صلى الله عليه وسلم علّمهم وأدّبهم وزكّاهم، حتى فقهوا شيئا كثيرًا من العلم المبارك، وظهر أثر ذلك عليهم.
فالصحابة رضي الله عنهم لهذه الأوجه وغيرها كان لهم تميّز واختصاص في فهم التفسير لا يدركه فيه غيرهم.
2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانت لهم طرق في تدارس التفسير:
1: منها طريقة السؤال والجواب: أن يطرح العالم سؤالًا في مسائل التفسير، ثم يسمع جوابهم ويصحح لمن أخطأ، وهذه طريقة حسنة في التعليم.
من ذلك ما رواه ابن جرير عن أبي بكر أن سألهم عن قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قالوا: ربنا الله ثم استقاموا من الذنب، فقال لهم : لقد حملتم على غير محمله، قال: قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره.
2: وقد تقرأ الآية عند العالم فيفسرها، وهو ما جاء في الرواية الأخرى عند ابن جرير أن أبا بكر قرأ هذه الآية ثم فسّرها. [باعتبار أن هذه الرواية كانت في مجلس آخر]
3: النوع الآخر: هو تصحيح الخطأ: فقد يجد المفسّر خطأ في فهم آية ويلحظه، فينصح ويبيّن المعنى الصحيح، ومن ذلك مارواه الإمام أحمد: أن أبابكر خطب فقال: يا أيها الناس إنكم تضعون هذه الآية في غير موضعها: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم }، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم ولم ينكروه، يوشك أن يعمّهم الله بعقابه)
4: وقد يجتهد بعضهم فيخطئ ، فإذا عرفه غيره من الصحابة أنكروا على المخطئ، ومن ذلك ما رواه النسائي في قصة قدامة بن مظعون وشربه للخمر تأوّلا لقوله تعالى: { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات.. } فأنكرعليه الصحابة هذا الفهم.
5: ومن ذلك: أن من يشكل عليه شيء فإنه يسأل عنه فيجد من يجيبه، فالصحابة لم يكن لديهم كتب لدراسة التفسير، ولكنهم كانوا أهل حفظ وفهم ورواية.

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
علقمة، والأسود، وعبيدة السلماني، وعمرو بن شراحبيل

(9 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
- كان التفسير يتلقّى في مجالس العلم، ولم يكن يدوّن في كتب ولا صحائف.
-وإنما يفسّر المفسّر في مجلس تفسيره ويحفظ أصحابه ما يحفظون، كما كان في مجلس ابن عباس، كان يفسر في مجالسه ويجيب من يسأله، وكذلك كان ابن مسعود يفسّر ويجيب من يسأله، وكذلك غيرهم ممن لهم عناية بالتفسير من الصحابة والتابعين يفسّرون ولا يكتبون.
-ثم دوّنت صحف متفرقة في التفسير، كان يدوّن فيها التفسير تدوينًا يسيرًا، يُعزّى فيه بالرواية إلى صاحبه، وهكذا بدأ التدوين شيئًا فشيئًا.
-فكتب ابن جريج تفسيرًا عن عطاء، وكذلك كتب يونس عن عطاء، وكتب نافع بن نعيم عن شيوخه عن ابن عباس، وكتب غير واحد.
-وقبلهم كتب مقاتل بن سليمان تفسيرًا كبيرًا من أكبرها في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس.
-فإلى نهاية القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية تقل أو تكثر بحسب اجتهاد مؤلفيها؛ إلا تفسير مقاتل بن سليمان فإنه فسره كاملًا، لكنه منتقد.
-ثم كتب أئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن أبي شيبة، وكانوا يروون التفسير بأسانيدهم.
-فجعل البخاري في صحيحه كتابًا للتفسير، وكذلك الترمذي وابن أبي شيبة.
-وأفرد عبدالرزاق كتابًا في التفسير، طُبع باسم: (تفسير عبد الرزاق)
-جاء بعدهم بقي بن مخلد وكتب كتابًا كبيرًا في التفسير، لكنه مفقود، وتفسيره هذا أثنى عليه ابن حزم ثناءً جليلًا.
-وكذلك الحسين بن فضل البجلي وهو من أئمة أهل السنة له تفسير كبير مفقود، لم يقتصر فيه على المرويّات بل كان يذكر فيه من فهمه.
-فإلى نهاية القرن الثالث الهجري جميع التفاسير التي دوّنت لم تكن كاملة، إلا ما كان من تفسير بقي بن مخلد وتفسير الحسين بن فضل، ولكن لم يصل إلينا منهما شيء.
-وظهر في أواخر القرن الثالث الهجري نوع آخر من أنواع تفسير القرآن، وهو تفسير أحكام القرآن، صنف فيه أبو إسحاق الجهضمي المالكي كتابه : (أحكام القرآن) وهو مختصر.
-فكانت كتب التفسير إلى نهاية هذا القرن على ثلاث أنواع:
تفاسير المحدثين والأئمة وكان اعتناؤهم بالمرويات
تفاسير القصاص وكانوا يدخلون فيها المرويات من الإسرائيليات والأخبار الباطلة والمرسلة كتفسير مقاتل والكلبي والضحاك
التفسير المقتصر على أحكام القرآن، كتفسير الجهضمي
-كذلك كان هناك نوع رابع من التفسير له نشأة مختلفة، وهي تفاسير اللغويين، وهؤلاء كانت لهم عناية بالقرآن لم يعتمدوا فيها المرويات، ولكن كانوا يفسرون بالعربية والقراءات وأشعار العرب، وكانوا يعرضون لمعاني القرآن عرضًا، فتكون الأصل المسألة نحوية ثم يعرض لمفردة من القرآن.
-ومن أشهرهم:
-أبو عمرو بن العلاء، وهو تابعي أحد القرّاء السبعة.
-بعده الخليل بن أحمد وله كتاب: (العين) أصله معجم لغوي عرض فيه لكثير من المفردات الواردة في القرآن بما يعرفه من لغة العرب.
-ثم سيبويه وهو من تلاميذ الخليل
-ثم يونس بن حبيب الظبي: وهو من علماء اللغة الكبار، وكان يتحاشى الكلام في التفسير، ويبيّن معنى المفردة بما يعرفه من معناه اللغوي.
-ثم الكسائي: وهو أحد القرّاء السبعة، وله كتاب في (معاني القرآن) مفقود.
-ثم الفراء، له كتاب: (معاني القرآن) وهو كتاب نفيس، من أهم مراجع العلماء في تفسير القرآن.
-المقصود: أن كتب التفاسير هذه كلها كانت قبل ابن جرير الطبري ، فصار عند ابن جرير أنواع من المؤلفات في التفسير:
صحائف المحدثين بالمرويات،
وتفاسير القصاص،
وكتب للتفسير لا يُعلم إن كان ابن جرير قد اطلع عليها أو لا كتفسير بقي بن مخلد والحسين بن فضل وغيرهم.
-وهذه التفاسير لما جمعت احتيج إلى دراستها وتمييز المرويات فيها، ورأى ابن جرير الحاجة إلى تأليف كتاب جامع للتفسير، يجمع بين هذه المدارس المختلفة في التفسير.
-فكتب ابن جرير رحمه الله تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) وهو من أهم الكتب المؤلفة في القرن الرابع الهجري ،حيث كان له منهج حسن في الموازنة بين الأقوال والترجيح بينها وتمييزها، وإذا كان في المسألة خلاف ذكرها مع أدلة القولين.

(25 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
كتابه جامع لأنواع من العلوم، وله منهج حسن في الموازنة بين الأقوال والترجيح بينها، ويذكر الخلاف في المسألة مع أدلة كل قول.

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
ابن عطية رحمه الله بارع في إعمال أصول التفسير، والترجيح بين الأقوال.
وكانت فيه أشعرية ليست كتعصّب الأشعرية، يظهر أنه يريد الحق ولكنه أخطأ.
(3) معاني القرآن للزجاج.
كتابه جامع لكثير من تفاسير اللغويين، وهو من أوسع ما كُتب في معاني القرآن، فتفسيره أكبر من تفسير الفرّاء.
والزجاج من أهل السنة، من أئمة اللغة فهو من كبار اللغويين.
(4) تفسير الثعلبي.
كتاب جليل، قيمته ليس في تحريره العلمي، فهو منتقد فيه، ولكن في كثرة مصادره، فهو جامع لتفاسير كثيرة، وكان الثعلبي متمكّنا من التفسير فكان يلقّب: (بالأستاذ المفسر)، وتفسيره أصل لعدد من التفاسير كتفاسير الواحدي، وتفسير السمعاني، ولخص تفسيره البغوي وهذبه.
(5) أضواء البيان للشنقيطي
من أجلّ التفاسير في القرن الرابع عشر الهجري، والشنقيطي من علماء أهل السنة.

(25 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
في تفسيره اعتزال واضح ومخفي، فهو معتزلي جلد مفتخر باعتزاله، سليط اللسان على أهل السنة.
(2) التفسير الكبير للرازي.
الرازي من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين، وقد ندم في آخر حياته لاشتغاله بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة كالزمخشري، فوافقهم في بعض أقوالهم وردّ بعضها.
ينتقد عليه:
انتهاجه طريقة المتكلمين
ضعفه في الحديث
ضعفه في القراءات
(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطأ من وجهين:
-أنه إذا رأى ابن جرير روى بإسناد عن ابن عباس مثلًا والإسناد ضعيف واه، فهو يذكر القول ويقول قال ابن عباس دون ذكر الإسناد، فيكون فيه جزم بنسبة هذا القول لابن عباس، فيأتي من بعد الماوردي كابن عطية والرازي وغيرهما فيسري عليهم هذا الخطأ، في نسبة هذا القول لابن عباس.
-أنه يزيد أوجه في التفسير من باب الاحتمال، ويكون في بعضها تكلّف.
كما يؤخذ على الماوردي تأثره بالمعتزلة.
(4) تفسير الثعلبي.
منتقد في أمور:
تحريره العلمي في المسائل، وعدم توقيه، فيورد بعض الموضوعات دون تمييز
الإكثار من الإسرائيليات
وكذلك مما ينتقد فيه: أنه يجمع بين حديث صحيح وآخر ضعيف ويسوقها مساقًا واحدًا، دون تمييز.
(5) تنوير المقباس.
ما فيه من الروايات هو من طريق ما رواه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والكلبي متهم بالكذب، وقد أقرّ أن كل ما رواه عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، بل ربما ظهر للكلبي وجه في التفسير فيسنده لابن عباس، وروى عن الكلبي السدي الصغير محمد بن مروان وقد جمع هذه الروايات المجد الفيروزآبادي في كتابه التنوير المقباس من هذه الطريق الواهية، فكلّ ما فيه كذب، ولا يصح عن ابن عباس.
إجمالي الدرجات = 100 / 100
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين
.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م, 05:55 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة


إجابة الأسئلة
إجمالي الدرجات = 100 / 100
(24 / 24 )
السؤال الأول : أكمل ما يلي
:
1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :يدل عليه المعنى اللغوي لعلوم القرآن، والمقصود به كل العلوم المتعلقة بالقرآن سواء كان خادما له أو مستنبطًا فهو من علوم القرآن، وليس هو المقصود هنا.
المعنى الخاص :أبحاث كليّة تتعلق بالقرآن من نواحٍ شتى يصلح كل مبحث منها أن يكون علمًا مستقلًا، وهو المقصود هنا.
وهذه النواحي الشتّى ترجع إلى ثمانية أشياء:
حقيقة القرآن، ومصدره، ونزوله، وحفظه، ونقله، وبيانه أو تفسيره، ولغته وأساليبه، وأحكامه.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ.كتب ومؤلفات تضمنت بعض مسائل هذا العلم، وأهم هذه الكتب: كتب الحديث وكتب اللغة وكتب أصول الفقه، وكتب أصول التفسير، وهذا القسم من المؤلفات له أهميته: أنه أول مراحل تدوين علوم القرآن، وأن فيه الكثير من التحريرات والتأصيلات والتحقيقات التي قد لا توجد في كتب علوم القرآن الأخرى (هذه المرحلة يسميها البعض: بالتدوين أو التأليف الضمني)
ب.الكتب المؤلّفة تأليفا خاصّا في هذا العلم، مع جمع موضوعاته، أي الكتب التي تخصصت في علوم القرآن. (بعضهم يسميها المؤلفات الجامعة في علوم القرآن)
ج. الكتب الموسوعية في علوم القرآن، وهي كتب أفردت نوعًا من أنواع علوم القرآن.

3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب (فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن) لـ ابن الجوزي 597 هــ
4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ:(الناسخ والمنسوخ في القرآن) لأبي عبيد القاسم، مؤلف على الأبواب
ب:(الناسخ والمنسوخ) للنحاس
ج:(نواسخ القرآن) لابن الجوزي
د: من كتب المتأخرين: (الآيات المنسوخة في القرآن) للشيخ عبدالله بن الشيخ الأمين الشنقيطي

(24 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
هو من مهمّات طلب العلم ؛ لأنه يساعد طالب العلم على اختيار الأمثل منها والأنسب لمستواه وحاجته ، فالأعمار قليلة ولا يمكن قراءة كل الكتب، فمعرفته للكتب التي يحتاجها تفيده من جهتين:
- جهة القراءة والتحصيل: وهذه الجهة يختار لها الكتب المناسبة التي يختارها في الغالب أهل الشأن والعلم وينصحون بها الطلاب ومن يسألهم من المهتمين بالعلم؛ وذلك أن الطالب قد يقرأ في كتب لا تناسب مستواه، أو يكون غيره أفضل له، فيكون ذلك من تضييع الأوقات أحيانًا، أو من تقديم المفضول على الفاضل، كما قد يكون في بعضها شبه وانحرافات تؤثر على مسار الطالب وفهمه لكتاب الله تعالى، وتكوينه العلمي، فالتكوين العلمي يحتاج لمنهج علمي صحيح.
فالكتب يجب أن تكون مناسبة لمستوى الطالب، والمادة العلمية محررة وصحيحة، وأيضا تكون متوفرة متاحة للطالب.
وهذه الجهة لا يشترط أن تكون الكتب فيها كثيرة، ولكن يشترط فيها أن تكون مما يحكم عليها أنها الأصل والمرجع في دراسة هذا العلم أو الفن.
- الجهة الثانية: جهة البحث العلمي، وهذا بابه أوسع من الأول، فطالب العلم إذا دخل غمار البحث ومنّ الله عليه بالتخصص في علم من العلوم فهو بحاجة إلى المكتبة العلمية؛ لأنه يحتاج إلى أمهات المصادر وإلى كتب كثيرة في بحثه لأجل التوثيق والاطلاع، وليكون على تصور كامل بالمسألة التي يريد أن يكتب فيها، فيطلع على ما كُتب فيها في كتب المتقدمين والمتأخرين.
2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
حقيقة القرآن، ومصدره، ونزوله، وحفظه، ونقله، وبيانه أو تفسيره، ولغته وأساليبه، وأحكامه.
3: اذكر سبب كثرة التأليف فيعلوم القرآن في العصر الحديث.
وذلك لأن علوم القرآن صار علما مقرّرًا مستقلًا في الجامعات، ابتداء بجامعة الأزهر، وكذلك غيرها من الجامعات التي فيها كليات شرعية تُعنى بالدراسات الإسلامية والقرآنية، فكثرت المؤلفات.

(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.
هو من أحسن الكتب تحريرًا وتحقيقًا وترتيبًا للمسائل، وفيه من النفائس والتحقيقات مما لا يكاد يوجد في غيره، مع حرص مؤلفه على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن، وهذه ميزة يندر وجودها في كتب علوم القرآن، فالمصنف لا يذكر إلا الآثار والأحاديث الصحيحة.
فهو كتاب مفيد جدا ومن أحسن ما ألف في الوقت الحاضر.
2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
امتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها والرد على الأشياء التي فيها ضعف ونظر، فهو من الكتب التي يظهر فيها علم المؤلف وتمكّنه من هذا العلم، كما يذكر المؤلف الكتب التي ألفت في كل نوع، فالكتاب ملئ بالفوائد والتنبيهات.

(16 / 16 ) السؤال الرابع : بينأهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
الكتاب غير محرّر، فالتحرير والتدقيق فيه قليل، فمؤلفه وإن كان يرجع إلى مصادر كثيرة لكنه لا يحرّر ولا يحقق، فهو كتاب جامع لكنه من ناحية قيمته العلمية ليس ذو بال عند المتخصصين.
جاء في مقدمة التحقيق ذكر بعض المآخذ عليه:
- أنه نقل عن السيوطي بالنص دون أن يضيف شيئا.
- يذكر الروايات ولا يحكم عليها بأنها ضعيفة أو باطلة.
- لا يبيّن المصنف رأيه في أيّ مسألة
- يذكر أشياء لا تليق، أشياء بدعية ولا تجوز، نقلها من بعض الكتب التي هي للصوفية الغلاة، ولم يحكم عليها ولم يبيّن بطلانها، والمصنف حنفي المذهب، صوفي النزعة.
فالكتاب لا يُنصح به لفقده للتحرير، ولأن ما فيه مغني عنه ما في الإتقان والبرهان.
2: أسباب النزول للواحدي.
هو كتاب رواية فقط، وفيه كثير من الأسانيد المنقطعة والضعيفة.

(20 / 20) السؤال الخامس :
1: اذكرالفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟
- كتاب البرهان للزركشي 794هـ وهو المتقدم: يعتبر نقلة نوعية للمؤلفات في علوم القرآن ، وهو من أهم الكتب في علوم القرآن، إلا أنه ينقصه بعض الأشياء.
وضمنه 47 نوعًا.
أما كتاب الإتقان للسيوطي 911هـ وهو المتأخر: فهو أكبر كتاب في مؤلفات علوم القرآن، ويصلح أن يكون هو الكتاب الجامع الأصل في علوم القرآن،
وضمنه 80 نوعًا من مباحث علوم القرآن استخلصها مما سبقه من المؤلفات، وكثير من هذه الأنواع يمكن دمج بعضها ببعض.
- المباحث المشتركة بين البرهان والإتقان بلغت 39 مبحثا، وعدد ما انفرد به البرهان ثمانية لم ترد في الإتقان ، وأما ما انفرد به الإتقان على نوعان؛ منه ما كان أصله في البرهان، ومنه نوع مبتكر ، وهذا النوع الأخير معظمه مسائل فرعية يمكن الاستغناء عنها كتعلق بعضها بعلم التجويد، ومنها ما فيه نوع من التكلف وقد بنيت على أحاديث وآثار لا تصح، وكتاب البرهان أوسع من الناحية اللغوية، فنصفه أو أكثر منه متعلق بالنواحي والأساليب اللغوية التي في القرآن.
وأهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما: (كتاب علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة) للباحث: حازم سعيد حيدر.
2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه؟
هو من أبرز كتب الأزهر المؤلفة في القرن الرابع عشر ، بل هو أفضلها، كتبه مصنفه بأسلوب شيّق، وعرض ممتع لا يملّ القارئ منه، وهو كتاب بديع نفيس محرر تحريرا فائقا للمسائل التي اشتمل عليها، فهو جدير بالعناية، كما تميّز باقتصاره على الموضوعات الرئيسية في علوم القرآن، ومما تميّز به أيضا أنه يذكر الموضوع وبعده يذكر ما ورد فيه من شبهات المستشرقين وغيرهم ويردّ عليهم ردّا مفصلًا، وهذا مما تميّز به كذلك.
ومما أخذ عليه: ما وقع فيه من الشطحات والأخطاء في بعض المسائل العقدية، وفي بعض المسائل العلمية.
أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه: رسالة الشيخ الدكتور: خالد السبت بعنوان: (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم) ذكر فيه مزاياه، والأخطاء التي وقع فيها.
إجمالي الدرجات = 100 / 100
بارك الله فيكِ ، وأدام تميزكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 ذو القعدة 1436هـ/17-08-2015م, 11:28 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي إجابة أسئلة محاضرة: (البناء العلمي)

بسم الله الرحمن الرحيم




إجابة الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
طالب العلم في طلبه للعلم يمرّ بثلاث مراحل تعليمية في أثناء دراسته، ولكلّ مرحلة منها أهميتها وسماتها التي تميّزه، فأوّل هذه المراحل مرحلة التأسيس وفيها يتعرّف الطالب على المسائل العلمية، وكيف يحسن دراستها، ويكفيه في هذه المرحلة دراسة مختصر يلمّ فيه بمسائل العلم الذي يدرسه.
ثم بعدها تأتي مرحلة البناء العلمي، وبعدها مرحلة العرض العلمي، ومرحلة البناء العلمي هي لب طلب العلم، ولب التحصيل العلمي للطالب، ومن أبرز سماتها: سرعة التحصيل العلمي والقدرة العالية على التصنيف، ومن كان كذلك كان مؤهّلًا بإذن الله لأن يسير سيرًا حسنًا في بنائه العلمي، فهذه المرحلة تعدّ أهم المراحل بعد مرحلة التأسيس، ومن أحسن مرحلة التأسيس العلمي بالتعرّف على المسائل ودراستها أحسن مرحلة البناء العلمي.
ومرحلة البناء العلمي تكون في الغالب في فترة الشباب، فهي السنوات الذهبية للطالب في بنائه العلمي، ومن فرّط في بنيانه العلمي في وقت نشاطه وصحته، صعُب عليه تعويض ذلك فيما بعد.
ومن أمثلة عناية العلماء بمرحلة البناء العلمي:
- الإمام أحمد صاحب المسند كان له أصل فيه سبعمائة ألف حديث، فلما أراد كتابة المسند استخرجه منه، ففي مسنده ثلاثون ألف حديث.
- الإمام إسحاق بن راهويه كان يقول: كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي، وثلاثون ألف أسردها. أي أن له أصلًا يرجع إليه.
- الإمام الدارقطني صاحب كتاب العلل، كان إذا سئل عن حديث، قال: رواه فلان وفلان، ويحصر الأسانيد ويبيّن علّتها، وهذا لا يحصّله العالم من قراءات متفرّقة وإن كانت كثيرة، لا يحصّله إلا أن يكون لديه أصل جامع، جمع فيه الأحاديث والروايات ورتّبها ودرسها فيما بعد، فإذا سئل بعد ذلك أجاب بسهولة مراجعته لها.
- شيخ الإسلام ابن تيمية كان يسرد أقوال السلف في التفسير، وذُكر أنه قد وقف على 25 تفسيرًا مسندًا تروى بالإسناد، وأنه كتب نقول السلف مجرّدة عن الاستدلال على جميع القرآن، أي لخّص أقوال السلف في جميع القرآن من التفاسير المسندة، وجعلها أصل له.
وهذا أمر مهم لطالب العلم في التفسير، فالذي يكون لديه معرفة بأقوال السلف في جميع القرآن، هذا لديه كنز علمي عظيم، ثم بعدها إذا رزق مع ذلك حسن الفهم والمعرفة لمسائل العلم التفسيرية واللغوية ومسائل الحديث ... فإنه يكون بإذن الله قد اكتمل بنيانه العلمي.

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
النوع الأول: أن يتخذ الطالب أصلًا في العلم الذي يدرسه، يدمن دراسته والنظر في مسائله.
فمثلًا في الفقه يختار كتاب في الفقه وفي العقيدة يختار كتاب ... وهكذا، فيختار من الكتب الجامعة التي تمتاز بكثرة المسائل وحسن التحرير، ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه ويزيد عليه الأمثلة والتوضيحات.
وهذه الطريقة سلكها جماعة من العلماء: كابن فرحون، ومن المعاصرين: ابن عثيمين، كان صاحب قراءة حسنة، كثير المراجعة، ويحفظ بعض الكتب كالزاد.
النوع الثاني: أن ينشئ الطالب له أصلًا، وهذا الأصل له أنواع:
- أن يبني أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة وحسن الفهم، فيقبل على كتبه، ويلخّص مسائله، حتى يكون لديه أصل علمي من كتب ذلك الإمام، وتكون لديه معرفة حسنة بأقواله في المسائل، ومنهجيته في الاستدلال، وهذا مثل ما فعله ثعلب بكتب الفراء، وكفعل السعدي بكتب ابن تيمية وابن القيم.
- أن يبني أصله من عدة كتب، يجمع مسائلها، ويحررها.
وينتبه أن هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها حتى يصبر عليها الطالب مدة طويلة من الزمن وهو يلخّص، ويحرر، ويقرأ، ويستمر على ذلك، حتى يستظهر مسائل ذلك الأصل.
ويمثّل لهذا: بفعل السبكي في كتابه (جمع الجوامع) حيث بناه بالرجوع إلى مئة كتاب في أصول الفقه، وابن تيمية لخّص تفسيره من أقوال السلف.
النوع الثالث: التأليف.
كالسيوطي ألف كتابه التحبير وعمره 23 سنة، جمع في كتابه مسائل كثيرة في علوم القرآن من كتب متفرقة، حتى صار الكتاب أصلا له، ثم لما تقدم في العلم ألف كتابه الإتقان.


س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
الأول: دراسة مختصر في هذا العلم، والغرض من دراسة المختصر أمران:
- أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
- أن يكون على إلمام على وجه الإجمال بمسائل ذلك العلم.
الثاني: الزيادة على هذا المختصر بدراسة كتاب أوسع منه قليلا، ويستفيد من ذلك فائدتين:
- مراجعة الأصل الذي درسه وضبطه بطريقة أخرى.
- زيادة تفسير لها، وبيان للمسائل التي سبق له دراستها.
الثالث: تكميل جوانب التأسيس؛ أي أنه يحتاج لدراسة بعض العلوم ليكمّل بعض جوانب التأسيس لديه.
الرابع: قراءة كتاب جامع، أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه.
الخامس: القراءة المبوّبة؛ أي أنه يجد في باب من أبواب العلم مؤلّف طيّب، فيقرأه قراءة حسنة ويلخّصه ويستفيد منه بإضافة مسائله إلى أصله العلمي ... وهكذا.
السادس: مرحلة المراجعة المستمرة والتصنيف للمسائل، فعلى الطالب مراجعة أصله وفهرسته ليسهل عليه الوصول إلى المسائل التي يريد.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 ذو القعدة 1436هـ/5-09-2015م, 02:35 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي إجابة أسئلة محاضرة: آداب تلاوة القرآن وأحكامها

بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة آداب تلاوة القرآن وأحكامها
لفضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن صالح الحميضي



إجابة الأسئلة:
س1: تنقسم آداب تلاوة القرآن الكريم إلى آداب واجبة وآداب مستحبّة ؛ مثّل لكلّ نوع بثلاثة أمثلة.
آداب واجبة:
1: كالطهارة لمس المصحف؛ وهذا قول الأئمة الأربعة رحمهم الله أنه يجب الطهارة عند مسّ المصحف، أما للقراءة فهو مستحبّ، فيستحبّ للمسلم القارئ أن يتطهّر عند قراءة القرآن الكريم.
2: تعظيم المصحف.
3: العمل بالقرآن الكريم.
آداب مستحبة:
1: السواك وتطيب الفم عند القراءة.
2: استقبال القبلة إن تيسر ذلك في حال القراءة.
3: البسملة والاستعاذة.

س2: بيّن فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن، وما شروط حصول أثرها؟
فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن: هو طرد الشيطان حتى لا يوسوس للمسلم، فيمنعه أو يصرفه عن القراءة وتدبّر الآيات، والعمل بها.
وكذلك هي علامة على أن المتلوّ هو كلام الله عز وجل.
وبعد القراءة لها فائدة: أنها تعين على العمل بالقرآن، مع التخلّص من وساوس الشيطان وتثبيطه.
ومن شروط حصول أثرها: أن يستعيذ الإنسان بربه من الشيطان الرجيم وهو حاضر القلب موقن بأثر هذه الاستعاذة، مستشعرًا معناها، فمعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أي ألتجئ وأستجير بجناب الله العظيم من الشيطان الرجيم أن يضلني أو يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه، والشيطان: هو كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب.

س3: ما حكم دعاء ختم القرآن؟
دعاء ختم القرآن مستحب خارج الصلاة، وقد ورد أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ودعا لهم، وورد مثل ذلك عن جملة من السلف، فختم القرآن من آكد مواطن الدعاء وقبوله بإذن الله، فيدعو المسلم إذا ختم ختمة كاملة بالأدعية المأثورة وبخيري الدنيا والآخرة، ولكن لو ضاق الوقت عليه ونحو ذلك، ولم يدعو فالأمر في ذلك واسع.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 22 ذو الحجة 1436هـ/5-10-2015م, 09:54 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل الاعتقاد في التفسير
لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الرحمن بن صالح الذيب.

حل الأسئلة:
س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها.
- تفسير ابن جرير الطبري.
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
- تفسير البغوي.
- تفسير عبد الرزاق.
- تفسير ابن المنذر.
وكتبهم موجودة إما كاملة أو بعضها، وكلها على عقيدة السلف.

س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسربن في أبواب الاعتقاد؟
من أبرز أبواب الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسرين:
- باب الأسماء والصفات.
فمثلًا المعتزلة ينفون جمع الصفات ويحملونها على معان أخرى، والأشاعرة يحرّفون أو يأوّلون جميع آيات الصفات، ماعدا الصفات السبع التي يقرّون بها.
- باب القدر.
فمن انحرف في باب القدر من المفسرين فإنه سيفسّر الآيات التي تناولت القدر بناء على معتقده؛ فمثلًا: المعتزلي سيتبنّى نفي القدر؛ لأنهم في باب القدر نفاة، والأشعري سيقرر الجبر؛ لأنهم جبرية في باب القدر، ولكن قولهم ليس كقول الجبرية الغلاة.
- باب الإيمان.
فمثلًا: المعتزلة في باب الإيمان قولهم قريب من قول الخوارج، والأشاعرة مرجئة.

س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر
أ: عقيدة المعتزلة
- الكشاف للزمخشري.
ب: عقيدة الأشاعرة
- كتاب البيضاوي.
- الفخر الرازي.
ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات.
- صديق خان: وقع في تأويل بعض الصفات.
- القاسمي: لديه بعض الأقوال التي لا تجري على قول أهل السنة.
- الشوكاني في الفتح القدير: يؤوّل في بعض المواضع.
- رشيد رضا: يقع في تأويل بعض الصفات؛ كالإتيان والمجئ.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:28 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل الاعتقاد في التفسير
لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الرحمن بن صالح الذيب.

حل الأسئلة:
س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها.
- تفسير ابن جرير الطبري.
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
- تفسير البغوي.
- تفسير عبد الرزاق.
- تفسير ابن المنذر.
وكتبهم موجودة إما كاملة أو بعضها، وكلها على عقيدة السلف.

س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسربن في أبواب الاعتقاد؟
من أبرز أبواب الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسرين:
- باب الأسماء والصفات.
فمثلًا المعتزلة ينفون جمع الصفات ويحملونها على معان أخرى، والأشاعرة يحرّفون أو يأوّلون جميع آيات الصفات، ماعدا الصفات السبع التي يقرّون بها.
- باب القدر.
فمن انحرف في باب القدر من المفسرين فإنه سيفسّر الآيات التي تناولت القدر بناء على معتقده؛ فمثلًا: المعتزلي سيتبنّى نفي القدر؛ لأنهم في باب القدر نفاة، والأشعري سيقرر الجبر؛ لأنهم جبرية في باب القدر، ولكن قولهم ليس كقول الجبرية الغلاة.
- باب الإيمان.
فمثلًا: المعتزلة في باب الإيمان قولهم قريب من قول الخوارج، والأشاعرة مرجئة.

س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر
أ: عقيدة المعتزلة
- الكشاف للزمخشري.
ب: عقيدة الأشاعرة
- كتاب البيضاوي.
- الفخر الرازي.
ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات.
- صديق خان: وقع في تأويل بعض الصفات.
- القاسمي: لديه بعض الأقوال التي لا تجري على قول أهل السنة.
- الشوكاني في الفتح القدير: يؤوّل في بعض المواضع.
- رشيد رضا: يقع في تأويل بعض الصفات؛ كالإتيان والمجئ.
أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك

أ+

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:30 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم




إجابة الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
طالب العلم في طلبه للعلم يمرّ بثلاث مراحل تعليمية في أثناء دراسته، ولكلّ مرحلة منها أهميتها وسماتها التي تميّزه، فأوّل هذه المراحل مرحلة التأسيس وفيها يتعرّف الطالب على المسائل العلمية، وكيف يحسن دراستها، ويكفيه في هذه المرحلة دراسة مختصر يلمّ فيه بمسائل العلم الذي يدرسه.
ثم بعدها تأتي مرحلة البناء العلمي، وبعدها مرحلة العرض العلمي، ومرحلة البناء العلمي هي لب طلب العلم، ولب التحصيل العلمي للطالب، ومن أبرز سماتها: سرعة التحصيل العلمي والقدرة العالية على التصنيف، ومن كان كذلك كان مؤهّلًا بإذن الله لأن يسير سيرًا حسنًا في بنائه العلمي، فهذه المرحلة تعدّ أهم المراحل بعد مرحلة التأسيس، ومن أحسن مرحلة التأسيس العلمي بالتعرّف على المسائل ودراستها أحسن مرحلة البناء العلمي.
ومرحلة البناء العلمي تكون في الغالب في فترة الشباب، فهي السنوات الذهبية للطالب في بنائه العلمي، ومن فرّط في بنيانه العلمي في وقت نشاطه وصحته، صعُب عليه تعويض ذلك فيما بعد.
ومن أمثلة عناية العلماء بمرحلة البناء العلمي:
- الإمام أحمد صاحب المسند كان له أصل فيه سبعمائة ألف حديث، فلما أراد كتابة المسند استخرجه منه، ففي مسنده ثلاثون ألف حديث.
- الإمام إسحاق بن راهويه كان يقول: كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي، وثلاثون ألف أسردها. أي أن له أصلًا يرجع إليه.
- الإمام الدارقطني صاحب كتاب العلل، كان إذا سئل عن حديث، قال: رواه فلان وفلان، ويحصر الأسانيد ويبيّن علّتها، وهذا لا يحصّله العالم من قراءات متفرّقة وإن كانت كثيرة، لا يحصّله إلا أن يكون لديه أصل جامع، جمع فيه الأحاديث والروايات ورتّبها ودرسها فيما بعد، فإذا سئل بعد ذلك أجاب بسهولة مراجعته لها.
- شيخ الإسلام ابن تيمية كان يسرد أقوال السلف في التفسير، وذُكر أنه قد وقف على 25 تفسيرًا مسندًا تروى بالإسناد، وأنه كتب نقول السلف مجرّدة عن الاستدلال على جميع القرآن، أي لخّص أقوال السلف في جميع القرآن من التفاسير المسندة، وجعلها أصل له.
وهذا أمر مهم لطالب العلم في التفسير، فالذي يكون لديه معرفة بأقوال السلف في جميع القرآن، هذا لديه كنز علمي عظيم، ثم بعدها إذا رزق مع ذلك حسن الفهم والمعرفة لمسائل العلم التفسيرية واللغوية ومسائل الحديث ... فإنه يكون بإذن الله قد اكتمل بنيانه العلمي.

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
النوع الأول: أن يتخذ الطالب أصلًا في العلم الذي يدرسه، يدمن دراسته والنظر في مسائله.
فمثلًا في الفقه يختار كتاب في الفقه وفي العقيدة يختار كتاب ... وهكذا، فيختار من الكتب الجامعة التي تمتاز بكثرة المسائل وحسن التحرير، ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه ويزيد عليه الأمثلة والتوضيحات.
وهذه الطريقة سلكها جماعة من العلماء: كابن فرحون، ومن المعاصرين: ابن عثيمين، كان صاحب قراءة حسنة، كثير المراجعة، ويحفظ بعض الكتب كالزاد.
النوع الثاني: أن ينشئ الطالب له أصلًا، وهذا الأصل له أنواع:
- أن يبني أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة وحسن الفهم، فيقبل على كتبه، ويلخّص مسائله، حتى يكون لديه أصل علمي من كتب ذلك الإمام، وتكون لديه معرفة حسنة بأقواله في المسائل، ومنهجيته في الاستدلال، وهذا مثل ما فعله ثعلب بكتب الفراء، وكفعل السعدي بكتب ابن تيمية وابن القيم.
- أن يبني أصله من عدة كتب، يجمع مسائلها، ويحررها.
وينتبه أن هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها حتى يصبر عليها الطالب مدة طويلة من الزمن وهو يلخّص، ويحرر، ويقرأ، ويستمر على ذلك، حتى يستظهر مسائل ذلك الأصل.
ويمثّل لهذا: بفعل السبكي في كتابه (جمع الجوامع) حيث بناه بالرجوع إلى مئة كتاب في أصول الفقه، وابن تيمية لخّص تفسيره من أقوال السلف.
النوع الثالث: التأليف.
كالسيوطي ألف كتابه التحبير وعمره 23 سنة، جمع في كتابه مسائل كثيرة في علوم القرآن من كتب متفرقة، حتى صار الكتاب أصلا له، ثم لما تقدم في العلم ألف كتابه الإتقان.


س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
الأول: دراسة مختصر في هذا العلم، والغرض من دراسة المختصر أمران:
- أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
- أن يكون على إلمام على وجه الإجمال بمسائل ذلك العلم.
الثاني: الزيادة على هذا المختصر بدراسة كتاب أوسع منه قليلا، ويستفيد من ذلك فائدتين:
- مراجعة الأصل الذي درسه وضبطه بطريقة أخرى.
- زيادة تفسير لها، وبيان للمسائل التي سبق له دراستها.
الثالث: تكميل جوانب التأسيس؛ أي أنه يحتاج لدراسة بعض العلوم ليكمّل بعض جوانب التأسيس لديه.
الرابع: قراءة كتاب جامع، أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه.
الخامس: القراءة المبوّبة؛ أي أنه يجد في باب من أبواب العلم مؤلّف طيّب، فيقرأه قراءة حسنة ويلخّصه ويستفيد منه بإضافة مسائله إلى أصله العلمي ... وهكذا.
السادس: مرحلة المراجعة المستمرة والتصنيف للمسائل، فعلى الطالب مراجعة أصله وفهرسته ليسهل عليه الوصول إلى المسائل التي يريد.
أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك

أ+

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة آداب تلاوة القرآن وأحكامها
لفضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن صالح الحميضي



إجابة الأسئلة:
س1: تنقسم آداب تلاوة القرآن الكريم إلى آداب واجبة وآداب مستحبّة ؛ مثّل لكلّ نوع بثلاثة أمثلة.
آداب واجبة:
1: كالطهارة لمس المصحف؛ وهذا قول الأئمة الأربعة رحمهم الله أنه يجب الطهارة عند مسّ المصحف، أما للقراءة فهو مستحبّ، فيستحبّ للمسلم القارئ أن يتطهّر عند قراءة القرآن الكريم.
2: تعظيم المصحف.
3: العمل بالقرآن الكريم.
آداب مستحبة:
1: السواك وتطيب الفم عند القراءة.
2: استقبال القبلة إن تيسر ذلك في حال القراءة.
3: البسملة والاستعاذة.

س2: بيّن فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن، وما شروط حصول أثرها؟
فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن: هو طرد الشيطان حتى لا يوسوس للمسلم، فيمنعه أو يصرفه عن القراءة وتدبّر الآيات، والعمل بها.
وكذلك هي علامة على أن المتلوّ هو كلام الله عز وجل.
وبعد القراءة لها فائدة: أنها تعين على العمل بالقرآن، مع التخلّص من وساوس الشيطان وتثبيطه.
ومن شروط حصول أثرها: أن يستعيذ الإنسان بربه من الشيطان الرجيم وهو حاضر القلب موقن بأثر هذه الاستعاذة، مستشعرًا معناها، فمعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أي ألتجئ وأستجير بجناب الله العظيم من الشيطان الرجيم أن يضلني أو يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه، والشيطان: هو كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب.

س3: ما حكم دعاء ختم القرآن؟
دعاء ختم القرآن مستحب خارج الصلاة، وقد ورد أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ودعا لهم، وورد مثل ذلك عن جملة من السلف، فختم القرآن من آكد مواطن الدعاء وقبوله بإذن الله، فيدعو المسلم إذا ختم ختمة كاملة بالأدعية المأثورة وبخيري الدنيا والآخرة، ولكن لو ضاق الوقت عليه ونحو ذلك، ولم يدعو فالأمر في ذلك واسع.

بارك الله فيك
أ+

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 05:45 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

جمع عثمان رضي الله عنه


عناصر الموضوع:
· الآثار الواردة في جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن
· أسباب جمع عثمان بن عفان رحمه الله
· شرح أثر أنس بن مالك في جمع عثمان رضي الله عنه
· أقوال العلماء في جمع عثمان رضي الله عنه
· هل اجتهد عثمان رضي الله عنه في ترتيب السور؟
· سبب تحريق عثمان رضي الله عنه للمصاحف الأخرى
· انتزاع عثمان رضي الله عنه المصاحف.
· اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف.
· توجيه ما روي عن ابن مسعود في شأن جمع عثمان رضي الله عنه.
- موافقة مصحف عبد الله لمصحف الإمام
- رضا ابن مسعود لجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف
· حكم ما خالف المصحف الإمام.
· عدد المصاحف العثمانية.
· عدد السور في المصاحف العثمانية.
· موافقة المصاحف العثمانية للعرضة الأخيرة.
· المصاحف العثمانية.
· إطلاق عثمان رضي الله عنه القراءة على غير مصحفه.
· الإمام الذي كتب منه عثمان المصاحف وهو مصحفه
· اختلاف مصاحف الأمصار التي نسخت من الإمام.
· شبهات وأجوبتها


تلخيص مسائل جمع عثمان رضي الله عنه


1: الآثار الواردة في جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن
- عن أنس بن مالك: (أن حذيفة بن اليمان قَدِم على عثمانَوكان يُغازِي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَاختلافُهم في القراءة، فقال حذيفةُ لعثمانَ: يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأمة قبلأن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى! فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسليإلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمرزيدَ بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام،فنسخوها في المصاحف. وقال عثمانُ للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بنثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذانسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ ممانسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.) رواه البخاري، والترمذي والنسائي بألفاظ متقاربة دون ذكر حرق عثمان لما سواه من القرآن، وبزيادة ذكر ردّه الصحف إلى حفصة.
- قال علي رضي الله عنه: (لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان) رواه أبو عبيد القاسم.
- عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: (أتى علي رجل، وأنا أصلي،فقال: ثكلتك أمك ألا أراك تصلي, وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟، قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدارفلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله , لا أدفعه». فقال: ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا، فقال: والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ , والله لا أدفعه إليهم) رواه أبو عبيد القاسم.
- قال ابن عباس :(قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) راه أبو عبيد القاسم.
- قال عبد الله بن مسعود:(يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقدأسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟) ,يعني : زيدا. وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها،فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». رواه أبو عبيد القاسم، والترمذي
- قال مصعب بن سعد:(أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد) رواه أبو عبيد القاسم
- عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ .فقال محمد:(قد قبضه عثمان). فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: (قد قبضه عثمان رضي الله عنه). رواه أبو عبيد القاسم
- قال زيد بن ثابت: (فُقدت آية من سورة «الأحزاب» كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}، فالتمستُها فوجدتُها مع خزيمةَ بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها). رواه الترمذي
- قال الزهري: (فاختلفوا يومئذ في التابوت و التابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت؛ فإنه نزل بلسان قريش) رواه الترمذي.

2: أسباب جمع عثمان بن عفان رحمه الله
- ذكر بعض العلماء من أسباب عدم جمع القرآن في العهد النبوي:
1. عدم انقطاع الوحي فينسخ الله تعالى منه ما يشاء، ويثبت ما يشاء.
قال الزركشي: (فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدّى إلى الاختلاف واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاءالراشدين)
2. نزول الوحي الجديد.
3. ولأنه كان من الصحابة من جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- ومن أسباب جمعه في عهد أبي بكر: مقتل كثير من القرّاء في وقعة اليمامة فجُمع خشية أن يذهب كثير من القرآن بذهاب حملته.
قال النووي: (فلما أمن أبوبكر وسائر أصحابه ذلك التوقع –أي الذي كان في العهد النبوي من الزيادة والنسخ- واقتضت المصلحة جمعه فعلوه رضي الله عنهم)
- إلاّ أن أبابكر لم يمنع من بيده شيء من الصحف التي كتبها من القرآن.
- قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (لأن اختلاف الصحابة كان مأمونا لما أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم ولما عقلوا من نهيه عن الاختلاف في القرآن وأن يقرأ كل واحد منهم كما عُلّم، وقد ورد في ذلك أحاديث(.
- ومن أسباب جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه: ما حدث في عهده من الاختلاف في القراءة كما جاء في حديث أنس عند البخاري وغيره.
- وفيه قال حذيفة لعثمان: (أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى)
- قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (والاختلاف هنا مجمل في هذه الرواية وقد فصّل في روايات أخرى وآثار أخرى.)
- ومن ذلك:
·تكفير أهل الشام والعراق بعضهم لبعض، قال حذيفة لعثمان: (غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرأون بقراءة أُبيّ بن كعب ويأتون بما لم يسمعأهل العراق، وإذا أهل العراق يقرأون بقراءة ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشامفيكفر بعضهم بعضًا.) ذكره ابن حجر والعيني والقسطلاني من رواية عمارة بن غزية، وقال العيني: (وكان هذا سببا لجمع عثمان القرآن في مصحف).
· وفي رواية يونس: (أنهم تذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة) رواه ابن أبي داود
· ما بلغ عثمان أن بعضهم يقول: (قراءتي خير من قراءتك)، فاستشار الصحابة في جمع الناس على مصحف واحد، وقال: (نرى أن نجمع النّاس على مصحفٍ واحدٍ، فلا تكون فرقةٌ، ولا يكون اختلافٌ، قالوا: فنعم ما رأيت). رواه ابن أبي داود.
- قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (وقد استوعب ابن حجر الروايات والآثار في أسباب جمع القرآن في عهد عثمان بما لم أجده عند غيره، وقد أحسن في ذلك).
ومن ذلك:
1: قوله: (وأخرج بن أبى داود أيضا من طريق يزيد بن معاوية النخعي قال: إنى لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة فسمع رجلا يقول قراءة عبد الله بن مسعود وسمع آخر يقول قراءة أبى موسى الأشعري فغضب ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (هكذا كان من قبلكم اختلفوا والله لأركبن إلى أمير المؤمنين)).
2: ومن طريق أخرى عنه: أن اثنين اختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا {وأتموا الحج والعمرة لله} وقرأ هذا {وأتموا الحج والعمرة للبيت} فغضب حذيفة واحمرت عيناه.
3: ومن طريق أبى الشعثاء قال: قال حذيفة: (يقول أهل الكوفة قراءة ابن مسعود ويقول أهل البصرة قراءة أبى موسى والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لآمرنه أن يجعلها قراءة واحدة.)
4: ومن طريق أخرى أن ابن مسعود قال لحذيفة: (بلغني عنك كذا!!)
قال: (نعم، كرهت أن يقال: قراءة فلان وقراءة فلان؛ فيختلفون كما اختلف أهل الكتاب).
5: ومن طريق أبى قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلم قراءة الرجل والمعلّم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلّمين حتى كفّر بعضهم بعضا؛ فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال: (أنتم عندي تختلفون فمن نأى عنى من الأمصار أشد اختلافا).
6: وفى رواية مصعب بن سعد فقال عثمان: (تمترون في القرآن تقولون قراءة أبيّ قراءة عبدالله ويقول الآخر والله ما تقيم قراءتك).
7: ومن طريق محمد بن سيرين قال: كان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرتُ بما تقول فرفع ذلك إلى عثمان فتعاظم في نفسه.
- وعند بن أبى داود أيضا من رواية بكير بن الأشج أن ناسا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال: ألا إنى أكفر بهذه ففشا ذلك في الناس؛ فكُلِّم عثمان في ذلك).ا.ه
ذكر ذلك الشيخ عبد العزيز الداخل وقال: (وهذا يدلّ على أن هذه الأسباب اجتمعت وتظافرت وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى).
- فإن قيل: ما وجه حمل عثمان الناس على مصحفه وقد سبقه أبوبكر إلى ذلك وفرغ منه؟
- فالجواب: أن أبابكر قصد من جمعه أن يجمعه في موضع واحد خوفًا من ذهاب شيء من القرآن بذهاب حملته، فجمعه في صحائف مرتبًا لآيات سوره.
وأما جمع عثمان فكان للاختلاف في وجوه القراءة وتخطئة بعضهم لبعض، حتى أظهر بعضهم إكفار بعض، وتلاعن أهل الشام والعراق، فشاور عثمان المهاجرين والأنصار في جمع الناس على ما صحّ من القراءات المشهورة، وطرح ما سواها، فاستصوبوا رأيه، فنسخ الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره، واقتصر على لغة قريش، وهذا حاصل ما قاله ابن التين وابن بطال والسيوطي والسفاقسي والقسطلاني وغيرهم.

3: شرح أثر أنس بن مالك في جمع عثمان رضي الله عنه
- ذكر ابن حجر تخريجات القصص الثلاث التي رواها ابن شهاب وطرقها ومن تفرد بها في كتب الحديث والمسانيد، وهذا ملخصه:
- فلابن شهاب قصتين مختلفتين في كتابة القرآن وجمعه، وثالثة عن خارجة بن زيد عن أبيه قصة الآية التي من الأحزاب
- أخرج البخاري القصة الأولى في تفسير التوبة، والثالثة في تفسير سورة الأحزاب.
- وأخرج القصة الثانية البخاري والطبراني وابن أبي داود، وأخرجها الخطيب من طريق أبي اليمان.
- روي عن ابن شهاب:
من طريق إبراهيم بن سعد
ومن طريق شعيب، وروى آخر التوبة مفردًا يونس بن يزيد
ومن طريق ابن عيينة عن ابن شهاب
وروى قصة آية الأحزاب معمر وهشام بن الغاز ومعاوية بن يحيى ثلاثتهم عن ابن شهاب.
ومن طريق ابن أبي عتيق عن ابن شهاب.
- قال ابن حجر: (وكانت هذه القصة في سنة خمس وعشرين في السنة الثالثة أو الثانية من خلافة عثمان)
- يؤكّد ذلك قول عثمان: (أيها الناس، إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة، وقد اختلفتم في القراءة ..) رواه ابن أبي داود، وفي رواية: (منذ ثلاثة عشرة سنة)
- قال بن حجر: (فيجمع بينهما بإلغاء الكسر في هذه، وجبره في الأولى، فيكون ذلك بعد مضي سنة واحدة من خلافته، فيكون ذلك في أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين، وهو الوقت الذي ذكر أهل التاريخ أن أرمينية فتحت فيه).
- وقوله: (في فتح أرمينية وأذربيجان): (فأرمينية) بلد معروف سميت بكون الأرمن فيها، وهي أمة كالروم، قاله أبو عبيد وذكره ابن الملقن.
(وأذربيجان): بلد بالجبال من بلاد العراق يلي كور إرمينينة من جهة المغرب.
- جاء ذكر معناهما عند ابن الملقن ، وابن حجر، والعيني، والقسطلاني.
- وسبب مقدم حذيفة على عثمان أنه أفزعه اختلاف أهل الشام والعراق في القراءة، فقال لعثمان: (يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهودوالنصارى) رواه البخاري وغيره.
- وقد وقع نحو ذلك لعثمان؛ ومن ذلك ما كان من اختلاف الغلمان والمعلمين في خلافته حتى كفّر بعضهم بعضا، كما تقدم (في أسباب جمع عثمان).
- قال ابن حجر: (فكأنه لما جاءه حذيفة وأعلمه باختلاف أهل الأمصار تحقق عنده ما ظنّه من ذلك).
- قوله لحفصة: (أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف) قال ابن حجر: والفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبى بكر، وكانت سورًا مفرقةكل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفًا.) وذكر ذلك العيني وقال: (فلم يكن مصحفًا إلا في عهد عثمان)
- اختار عثمان لنسخ المصحف: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث.
- ومن طريق آخر: (جمع اثنى عشر رجلًا من قريش والأنصار منهم أبيّ بن كعب) رواه ابن أبي داود
- واختار عثمان زيدًا ليكتب؛ لأنه أكتب الناس، وكان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختار سعيدًا ليملي لأنه أفصح الناس وكان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعدّ من الصحابة.
- والمراد(بالرهط القرشيين): سعيد وعبد الله وعبد الرحمن، فالأول أموي والثاني أسدي والثالث مخزومي، وكلها من بطون قريش.
- وممّن ذكر فيمن كتب أو أملى في جمع عثمان:
مالك بن أبي عامر (جد مالك بن أنس)
كثير بن أفلح
أبي بن كعب
أنس بن مالك
عبد الله بن عباس، وجميعهم إمّا قريشي أو أنصاري.
- قوله:(في شيء من القرآن): أي في عربيته.
قال ابن شهاب: (فاختلفوا يومئذٍ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال: اكتبوه التابوت، فإنه نزل بلسان قريش) ذكره ابن حجر.
- قوله: (فإنما أنزل بلسانهم) أي بلسان قريش، أي معظم القرآن.
- وعزم عثمان على الناس من كان عنده شيء من القرآن مما أملاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجئ به، ثم دعاهم رجلًا رجلًا فناشدهم لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول نعم. رواه ابن أبي داود.
- ولما نسخ عثمان المصاحف ردّها إلى حفصة، فكانت عندها حتى توفيت فأخذها مروان فشققها وأحرقها وقال: (إنما فعلت هذا لأني خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب)، وفي رواية: (أو يقول إنه قد كان شيء منها لم يكتب) رواه ابن أبي داود
- قوله: (ثم أمر عثمان بحرق ما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف) أي: أمر بحرق كل ما يخالف المصحف الذي أرسل.
- وقوله: (وأمر بما سواه): أي بما سوى المصحف الذي استكتبه، والمصاحف التي نقلت منه، وسوى الصحف التي كانت عند حفصة.
- قيل: فحرقت المصاحف بالعراق بالنار، وفي رواية: (فأمر بجمع المصاحف فأحرقها) رواه ابن أبي داود
- قال علي: (لا تقولوا لعثمان في إحراق المصاحف إلا خيرا) ابن أبي داود
- قال مصعب بن سعد: (أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد) رواه ابن أبي داود
- ولما فرغ عثمان من المصحف كتب لأهل الأمصار: (إني قد صنعت كذا وكذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم) رواه ابن أبي داود
- قال ابن حجر: (وأكثر الروايات صريح في التحريق)
- وقال: (وقد جزم عياض بأنهم غسلوها بالماء ثم أحرقوها مبالغة في إذهابها)
- قوله: (وأرسل إلى كلّ أفق) أي: إلى كلّ جند من أجناد المسلمين بمصحف.

4: أقوال العلماء في جمع عثمان رضي الله عنه
- قال النووي: (فلما كان في زمن عثمان رضي الله عنه وانتشر الإسلام خاف عثمان وقوع الاختلاف المؤدي إلى ترك شيء من القرآن أو الزيادة فيه فنسخ من ذلك المجموع الذي عند حفصة الذي أجمعت الصحابة عليه مصاحف، وبعث بها إلى البلدان وأمر بإتلاف ما خالفها وكان فعله هذا باتفاق منه ومن علي بن أبي طالب وسائر الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم).
- قال العيني: (وفي رواية عمارة بن غزية: أن حذيفة قدم من غزوة فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان فقال: يا أمير المؤمنين، أدرك الناس! قال: وما ذاك؟ قال: غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبي بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة عبدالله بن مسعود، فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضا انتهى)، قال العيني: (وكان هذا سببًا لجمع عثمان القرآن في المصحف.)
- قال الزركشي: (واشتهر أن عثمان هو أول من جمع المصاحف وليس كذلك)
- فالصحيح: أن أول من جمع القرآن في مصحف أبو بكر ثم نسخها عثمان في مصاحف لمّا خاف الاختلاف، قال البيهقي: (وروينا أن الجمع في المصحف كان في زمن أبي بكر، والنسخ في المصاحف في زمن عثمان) ذكره الزركشي.
- فعثمان إنما حمل الناس على قراءة واحدة بإجماع من شهده من المهاجرين والأنصار، لما خشي الفتنة باختلاف أهل الشام والعراق، وقبل جمع عثمان كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقة على الحروف السبعة التي نزل القرآن بها، قاله الحارث المحاسبي وذكره السيوطي.
- قال زيد : (فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ بها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} فألحقناها في سورتها وخزيمة الأنصاري شهادته بشهادتين). رواه الترمذي، وأورده الزركشي وقال: (وقول زيد"لم أجدها إلامع خزيمة" ليس فيه إثبات القرآن بخبر الواحد؛ لأن زيدا كان قد سمعها وعلم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك غيره من الصحابة، ثم نسيها، فلما سمع ذكره وتتبعه للرجال كان للاستظهار لا لاستحداث العلم.)
- وقال ابن الجوزي: (وزيد من جملة من حفظ القرآن قبل موت رسول الله غير أن الحافظ قد يستعين بغيره وبالمسطور)
- قال أنس بن مالك: (كنت فيمن أملى عليهم فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقّاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلّه أن يكون غائبا، أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها حتى يجئ أو يرسل إليه) رواه ابن أبي داود
- وقيل: كانوا إذا تدارؤا في شيء أخّروه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الأخيرة ليكتبوه على قوله، رواه ابن أبي داود.

5: هل اجتهد عثمان رضي الله عنه في ترتيب السور؟
- عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهيمن المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها فيالسبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانمما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورةيدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال منأوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهماسطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) رواه أبو عبيد القاسم والواحدي، وابن جرير والثعلبي بألفاظ متقاربة
- وفي رواية أخرى بزيادة: قول عثمان: فظننت أنّها منها قال: وكانتا تدعيان في زمان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم القرينتين فلذلك جعلتهما في السّبع الطّوال.
- روى أثر ابن عباس أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي من حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس، ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وأحمد، وابن راهويه، وأبو يعلى والبزار في مسانيدهم، ورواه البيهقي.
- ذكر هذه التخريجات لأثر ابن عباس: الزيعلي وابن حجر، وقالا: (وقوله وكانت تدعيان القرينتين) لم يذكرها إلا إسحاق.
- ولم يذكر ابن حجر الحاكم والبيهقي.
- والشوكاني ذكر تخريجه عند ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم.
- قال أبو جعفر: (ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أن الأنفال من براءة، وتحقيق ابن عباس أنها ليست منها) ذكره النحاس.
- وقال: (وفيه البيان أن تأليف القرآن من الله جل وعزّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا مدخل لأحدٍ فيه)
- ذكر الأدلة على ذلك:
فالأول: الأحاديث المتوارترة في ذكره صلى الله عليه وسلم السور مرتبة، وصلاته بها.
الثاني: صحّ عن أربعة أنهم حفظوا القرآن، ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلفًا، قال أنس: (جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ) رواه ابن جرير.
وقال الشّعبيّ: (وأبو الدّرداء حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومجمّع بن جارية بقيت عليه سورتان أو ثلاثٌ، قال: ولم يحفظ القرآن أحدٌ من الخلفاء إلّا عثمان، وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ). ذكره النحاس.
الثالث: حديث أبي رافع مرفوعا: (أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل). رواه ابن جرير، وقال: (فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه).
- وقوله: (وكانت قصتها شبيهة بقصتها)، قال أبي بن كعب: (إنما توهموا ذلك لأن في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نبذ العهود) ذكره الزمخشري.
- والمراد بالسبع الطول: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، يونس، وقيل براءة، ذكره السخاوي وقال: (وقد توهّم عثمان أن الأنفال وبراءة سورة واحدة فلذلك وضعهما في السبع الطوال ولم يكتب بينهما البسملة، وكانتا تدعيان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم القرينتين)
- قال الزركشي: (ثبت أن القرآن مجموعه محفوظ كله في صدور الرجال أيام حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مؤلفا على هذا التأليف إلا سورة براءة.)
- وقال: (وإنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعض.)
- وقال: ([فالصحابة]كتبوه كما سمعوه من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير أن قدموا شيئا أو أخروا، وهذا الترتيب كان منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتوقيف لهم على ذلك وأن هذه الآية عقب تلك الآية، فثبت أن سعي الصحابة في جمعه في موضع واحد لا في ترتيب؛ فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب الذي هو في مصاحفنا الآن)
- وروي عن زيد بن ثابت أن التأليف كان في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ، قاله البيهقي، وذكره الزركشي.
- فيتحصّل من هذه الأقوال أن القرآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة، وهو معنى ما قاله البيهقي، وذكره السيوطي.
- وسبب سقوط البسملة من أول براءة:
اختلف فيها العلماء على أقوال:
الأول: أن براءة نزلت بالسيف وبنقض العهد الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين، قاله المبرد والزمخشري وابن الجوزي وغيرهم، قال علي: (لأنّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمانٌ. وبراءة نزلت بالسّيف.) أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه، وأورده الشوكاني.
الثاني: لظن عثمان أنهما سورة واحدة، قال الزجاج: (والشبه الذي بينهما أن في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نقضها) ذكره ابن الجوزي، وقال: كان قتادة يقول: (هما سورة واحدة).
الثالث: أنهم لمّا لم يقبلوا كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في صلح الحديبية وردّوها، فما ردّها الله عليهم، قاله عبد العزيز المكي وذكره ابن الجوزي.
الرابع: أنها كانت تعدل سورة البقرة أو قريبًا منها، وأنه لما سقط أولها سقطت البسملة، روي هذا عن مالك وابن عجلان، ذكره الشوكاني.
الخامس: لاختلاف الصحابة هل هما سورة واحدة أو سورتان، فتركت بينهما فجوة لقول من قال أنهما سورتان، وتركت: (بسم الله الرحمن الرحيم) لقول من قال أنهما سورة، فرضي الفريقان. قاله خارجة وأبو عصمة وذكره الشوكاني، وقال: (وقول من جعلهما سورة واحدة أظهر؛ لأنهما جميعا في القتال، وتعدّان جميعا سابعة السبع الطوال)
- وعن الحسن هما سورتان، أخرجه أبو الشيخ، وذكره الشوكاني.
- وقد توهّم بعضهم أن جمع عثمان هو التأليف.
- فالجواب: أنه أمر بجمعه وهو مجموع؛ لأنه أراد بذلك أن يختار حرفا واحدا ليزيل الخلاف، قال ابن جرير: (وهذا من أصحّ ما قيل فيه؛ لأنّه مرويٌّ عن زيد بن ثابتٍ أنّه قال هذا).
- فائدة حديثية: قال البزار: (لا نعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عثمان، ولا رواه ابن عباس عن عثمان إلا هذا الحديث) ذكره الزيعلي.

6: سبب تحريق عثمان رضي الله عنه للمصاحف الأخرى.
- قال يحيى الشيباني: (فإنه لم يرد بذلك إلا الإشعار بشدة عزمه فيه وصلابته في العمل بمقتضاه؛ لئلا يجري بين الأمة اختلاف في شيء منه).
- وقال ابن عطية: (وما فعله عثمان رضي الله عنه؛ فلاختلاط الشاذ بالمتواتر وخشية التحريف أيضًا أو الإحراق لإذهاب عينه رأسًا) ذكره ابن الملقن.
- وقال النوويُّ: (وكان ذلك صيانة لمصحف عثمان) ذكره ابن الملقن.
-ويؤخذ من تحريق عثمان للمصحف: جواز تحريق الكتب التي فيها أسماء الله تعالى وأن ذلك إكرام لها، وصيانة من الوطء بالأقدام وطرحها في ضياع من الأرض، قاله ابن بطال.
- وروي عن طاوس وعروة أنهم حرقا ما كان فيه اسم الله، وكرهه إبراهيم، ذكره ابن بطال وقال: (وقول من حرقها أولى بالصواب).
- وقال ابن عطية: وهذا حكمُهُ في ذلك الزمن، أما الآن قيل: الغسل أولى إذا دعت الحاجة إلى إزالته، ذكره ابن الملقن.
وقيل: يدفن في مكان طاهر بعيد عن وطء الناس، وهو قول الحنفية، وذكره ابن الملقن.
- قال عياض: (قد أحرق عثمان والصحابة المصاحف بعد أن غسلوا منها بالماء ما قدروا عليه) ذكره ابن الملقن
- وفي رواية: (غسلوها ثم أحرقوها مبالغة في إذهابها) ذكره العيني
وقال القسطلاني: (وسدّا لمادة الاختلاف)
- قال ابن حجر: (واستدل بتحريق عثمان الصحف على القائلين بقدم الحروف والأصوات لأنه لا يلزم من كون كلام الله قديما أن تكون الأسطر المكتوبة في الورق قديمة ولو كانت هي عين كلام الله لم يستجز الصحابة إحراقها)

7: انتزاع عثمان رضي الله عنه المصاحف.
- أخرج أبو عبيد القاسم عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: ثكلتك أمك ألا أراك تصلي, وقد أمر بكتاب الله أنيمزق؟، قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدارفلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله , لا أدفعه». فقال: ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا، فقال: والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ , والله لا أدفعه إليهم.
- وعن محمد بن أبي بن كعب: أن ناسًا من أهل العراق قدموا يسألونه عن مصحف أبي فقال: (قد قبضه عثمان) مرتين، رواه أبوعبيد القاسم، وابن أبي داود.
- وقيل: دفن عثمان المصاحف بين القبر والمنبر، رواه ابن أبي داود.

8: اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف.
- قال علي: (لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان.) رواه أبو عبيد القاسم
- وقال: (لو لم يصنعه عثمان لصنعته) رواه ابن أبي داود
- وقال: (لا تقولوا في عثمان إلا خيرا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا) رواه ابن أبي داود
- قال عثمان لما رأى اختلاف الناس في القراءة: (يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما، فاجتمعوا فكتبوا) أخرجه ابن أشته
- قال بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لما نسخ عثمان المصاحف: (قد أحسن) رواه ابن أبي داود
- قال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد. رواه أبوعبيد القاسم وابن أبي داود.
- قال غنيم بن قيس: (قرأت القرآن على الحرفين جميعًا، واللّه ما يسرّني أنّ عثمان لم يكتب المصحف) رواه ابن أبي داود
- وقال أبو مجلز: (لولا أنّ عثمان كتب القرآن لألفيت النّاس يقرءون الشّعر) رواه ابن أبي داود
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: (خصلتان لعثمان بن عفّان ليستا لأبي بكرٍ ولا لعمر، صبره نفسه حتّى قتل مظلومًا، وجمعه النّاس على المصحف) رواه ابن أبي داود

9: توجيه ما روي عن ابن مسعود في شأن جمع عثمان رضي الله عنه.
- قال ابن مسعود:(يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟, يعني : زيدا) رواه أبو عبيد القاسم وابن أبي داود
- وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .رواه أبوعبيد القاسم وابن أبي داود
- قال أبو الدرداء: (كنا نعدّ عبد الله حنّانا فما باله يواثب الأمراء) رواه ابن أبي داود
- وتوجيه ذلك: أنه شقّ على ابن مسعود صرفه وعزله عن كتابة المصحف، وكره أن يولّى زيد بن ثابت نسخ المصاحف وقد تقدّمه في الإسلام، ومن ذلك قول ابن مسعود:
- (أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟, يعني : زيدا) رواه أبو عبيد القاسم وابن أبي داود
- وقوله: (كيف تأمروني أن أقرأ قراءة زيد، ولقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة) رواه ابن أبي داود
- وفي رواية: (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت) ابن أبي داود
- وقال لحذيفة لما أمر عثمان بقبض المصاحف: (والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ , والله لا أدفعه إليهم). رواه أبو عبيد القاسم
- ومما يظهر علم ابن مسعود رضي الله عنه في كتاب الله قوله: (وما من كتاب اللّه آيةٌ إلّا أعلم حيث نزلت، وفيم نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب اللّه منّي، تبلّغنيه الإبل لرحلت إليه ) جاء ذلك في روايات متقاربة، قال شقيق: (فما سمعت أحدًا من أصحاب محمد يعيب عليه شيئا مما قاله ولا ردّه) وفي رواية: (فما أحد ينكر ما قال) رواه ابن أبي داود
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود: (من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبدٍ) فتأويله: هو الحضّ على ترتيل مثل ترتيله لا غير، فليس المراد القراءة بحرف ابن مسعود، قاله ابن جرير، وذكره النحاس.
- ويعذر عثمان في أمر ابن مسعود:
1: أنه في المدينة، وابن مسعود في الكوفة، ولم يؤخّر عثمان ما عزم عليه إلى أن يرسل إليه ويحضر.
2: أن عثمان اختار زيدًا لكونه هو من كتب الصحف لأبي بكر، ولكونه كاتب الوحي فله من الأولية ما ليس لغيره.
· موافقة مصحف عبدالله لمصحف الإمام:
- قال ابن جرير: (حرف عبد اللّه الصّحيح أنّه موافقٌ لمصحفنا؛ يدلّك على ذلك أنّ أبا بكر بن عيّاشٍ قال: قرأت على عاصمٍ وقرأ عاصمٌ على زرٍّ وقرأ زرٌّ على عبد اللّه.) ذكره النحاس
· رضا ابن مسعود لجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف:
- لما صنع بالمصاحف ما صنع فزع الناس إلى ابن مسعود فقال: (إنّ القرآن أنزل على نبيّكم من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ -أو حروفٍ-، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من بابٍ واحدٍ على حرفٍ واحدٍ، معناهما واحدٌ) رواه ابن أبي داود
- قال الشيخ عبدالعزيز الداخل: (وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى، وماكان من خلاف ابن مسعود في أوّل الأمر فإنّه رجع عنه).

10: حكم ما خالف المصحف الإمام.
- يحكم عليه بالشذوذ لمخالفته ما اتفقت عليه الأمة، قاله ابن عاشور.
- جاء عن طاوس وعمر بن عبد العزيز أنهما كانا يقرآن سورتي الشرح والضحى لا يفصلان بينهما، ذكره ابن عاشور وقال: (وهذا شذوذ).

11: عدد المصاحف العثمانية.
- قال ابن حجر: (واختلفوا في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق).
1: قيل: أربعة؛ للكوفة والبصرة والشام وواحدا بالمدينة، وهذا اختيار أبو عمرو الداني وصححه وقال: (وعليه الأئمة) ذكره النووي والزركشي.
2: وقيل: خمسة، قال ابن حجر: (فالمشهور أنها خمسة)
3: وقيل: سبعة، بزيادة مكة واليمن والبحرين، قاله أبو حاتم السجستاني، وذكر ذلك ابن حجر والعيني والسيوطي والقسطلاني.
- وذُكر أن مصحف الشام والبصرة أضبط من مصحف أهل الكوفة، قيل: لأن عثمان بعثه قبل أن يُعرض. رواه ابن أبي داود
- وأرسل عثمان مصحفا وأمر الصحابة كابن مسعود وأبي موسى أن يقيموا مصاحفهم عليه، فقال أبو موسى: (ما وجدتم في مصحفي هذا من زيادةٍ فلا تنقصوها، وما وجدتم من نقص انٍف اكتبوه) رواه ابن أبي داود

12: عدد السور في المصاحف العثمانية.
- قال الزركشي: (واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد: مائة وأربع عشرة سورة، كما هي في المصحف العثماني: أولها الفاتحة وآخرها الناس)
- وقيل: ثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة؛ لاشتباه الطرفين وعدم البسملة. ويرده تسمية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا منهما
- وعدد السور في مصحف ابن مسعود: اثنا عشر؛ فلم يكن فيها المعوذتان.
- وعدد السور في مصحف أبيّ: ست عشرة، بزيادة دعاء الاستفتاح والقنوت في آخره كالسورتين. قال الزركشي: (ولا دليل فيه).

13: موافقة المصاحف العثمانية للعرضة الأخيرة.
- قال الزركشي: (واختلف في الحرف الذي كتب عثمان عليه المصحف:
فقيل:حرف زيد بن ثابت،
وقيل:حرف أبي بن كعب؛ لأنه العرضة الأخيرة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعلى الأول أكثر الرواة، ومعنى حرف زيد، أي: قراءته وطريقته)
- قال أبو عبد الرحمن السلمي: (كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف) ذكره الزركشي

14: المصاحف العثمانية.
- قال عثمان لما رفع إليه المصحف: (إنّ فيه لحنًا، وستقيمه العرب بألسنتها) رواه ابن أبي داود
- (بألسنتها) يعني: بلغتها.
- عن سعيد بن جبير: (في القرآن أربعة أحرفٍ لحنٌ:{الصّابئون}،{والمقيمين}[النساء: 162]،{فأصّدّق وأكن من الصّالحين}[المنافقون: 10]،و{إنهذان لساحران}[طه: 63]) . رواه ابن أبي داود
- سئل أبان بن عثمان عن اللحن في قوله تعالى: {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، فقال: (من قبل الكتّاب، كتب ما قيل له). رواه ابن أبي داود
- وعن عائشة قالت: (هذا عمل الكتّاب أخطئوا في الكتاب) رواه ابن أبي داود

15: إطلاق عثمان رضي الله عنه القراءة على غير مصحفه.
- قال عثمان لمّا عاتبه أهل مصر على أمور منها حمله الناس على قراءة واحدة، فقال: (أمّا القرآن فمن عند اللّه، إنّما نهيتكم لأنّي خفت عليكم الاختلاف، فاقرءوا علىأيّ حرفٍ شئتم ..) رواه ابن أبي داود

16: الإمام الذي كتب منه عثمان المصاحف وهو مصحفه.
- ذُكر أن مصحف عثمان خالف مصاحف أهل المدينة في اثنى عشر حرفا.
- ذِكر هذه الأحرف التي خالف فيها مصحف عثمان مصاحف أهل المدينة.

17: اختلاف مصاحف الأمصار التي نسخت من الإمام.
- ذكر الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل المدينة والكوفة والبصرة، وبيان مواضعها في القرآن.
- ذكر الحروف التي اختلف فيها أهل المدينة وأهل العراق.
- ذكر الحروف التي اختلف فيها أهل الشام وأهل العراق.
- قيل: أن بين مصحف أهل مكة وأهل البصرة اختلاف حرفان، وقيل: خمسة.
- ذكر هذه الحروف.
- وقيل: بين مصحف أهل الكوفة وأهل البصرة حرفان وقيل: بل عشرة أحرف.
- وذكر هذه الحروف.
- ما اتفقت فيه مصاحف أهل الكوفة والمدينة والبصرة من الحروف وما اختلفوا فيها.
- أخرج ابن أبي داود بإسناد صحيح إلى إبراهيم النخعي قال: قال لي رجل من أهل الشام مصحفنا ومصحف أهل البصرة أضبط من مصحف أهل الكوفة، قلت: لم؟
قال: لأن عثمان بعث إلى الكوفة لما بلغه من اختلافهم بمصحف قبل أن يعرض وبقي مصحفنا ومصحف أهل البصرة حتى عرضا.

18: شبهات وأجوبتها
· فإن قيل: لم خصّ عثمان زيد بن ثابت بهذا وفي الصحابة من هو أكبر منه كابن مسعود وأبي موسى الأشعري.
قال أبو جعفر: والجواب عن هذا: أنّ زيد بن ثابتٍ قدّم لأشياء لم تجتمع لغيره؛
منها أنّه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم،
ومنها أنّه كان يحفظ القرآن في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم،
ومنها أنّ قراءته كانت على آخر عرضةٍ عرضها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السّلام.

· فإن قيل: كيف حرقت المصاحف وهي معظّمة؟
فالجواب: قال ابن الجوزي: أن ذلك لتعظيم القرآن وصيانته عن التغيير ورب فساد في الظاهر تضمنه صلاح.
وقال العيني: المحروق هو القرآن المنسوخ أو المختلط بغيره من التفسير أو بلغة غير قريش أوالقراءات الشاذة، وفائدته أن لا يقع الاختلاف فيه.

· جاء في رواية أنهم وجدوا مع خزيمة آخر التوبة، وفي رواية أخرى أنها آية من الأحزاب، فأيهما أصح؟
قال ابن الجوزي: فالجواب أن كليهما صحيح والآيتان وجدتا مع خزيمة فآخر التوبة وجدوها معه في زمن أبي بكر والآية من الأحزاب وجدوها معه في زمن عثمان.

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
تلخيص رائع ومفيد جدًا ، زادكِ الله من فضله.
التعليق فقط على الترتيب :
أليس من الأفضل أن نذكر أولا الآثار ثم شرح أثر أنس ثم الأسباب ثم انتزاع المصاحف ثم تحريق المصاحف الأخرى ثم اتفاق الصحابة معه ثم اختلاف ابن مسعود ورجوعه بعد ذلك ثم أقوال العلماء في جمع عثمان ،
ثم ما يخص ترتيب السور في المصحف العثماني والقراءة التي جاء بها ، وعدد المصاحف العثمانية ، والاختلاف بينها وبين المصاحف الأخرى ... وغير ذلك ؟

التقويم :
أ+
وفقكِ الله ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 24 محرم 1438هـ/25-10-2016م, 11:00 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة الأحرف السبعة


الأحاديث والآثار الواردة في الأحرف السبعة
- ما جاء في لفظ الحديث مقتصرًا: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
- أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأن يقرئ أمته على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل إني بعثت إلى أمة أميّة، فقال جبريل: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ.
- أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: كقولك: هلمّ وتعال، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
- أن الصحابة اختصموا فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمع لقراءة كل واحد منهم، ثم صوّبها وأمر كلا أن يقرأ كما علم.
- النهي عن التنازع والاختلاف والمراء في القرآن، وأن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
- المراد بالأحرف السبعة.
- ما جاء بلفظ : (لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع)
- أن من قرأ بحرف منه فلا يتحول عنه.
- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على ثلاثة أحرف.
- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على سبعة أبواب من أبواب الجنة.



تلخيص الأحاديث والآثار الواردة في الأحرف السبعة
تم تصنيف الأحاديث على الموضوعات؛ وتحت كل موضوع كان ترتيبها بناء على الصحة والضعف إن وجد ذلك.
فقُدّمت الأحاديث المخرجة في الصحيحين، ثم ما خرجه الإمام النسائي لكون سننه من أصح السنن بعد الصحيحين، ثم ما يصححه المحدثون كالترمذي والمقدسي والألباني.
ويستثنى ما رواه صحابي واحد فأحاديثه تكون متتالية.
- ما جاء في لفظ الحديث مقتصرًا: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
(1) عن حميدٍ، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) رواه ابن جرير في تفسيره، وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن سريج الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، والطبراني في المعجم الأوسط وقال: "لم يرو هذا الحديث عن حميدٍ إلّا حمّاد بن سلمة "، وأبو الشيخ الأصبهاني في ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا، وتمام ابن الجنيد البجلي في الفوائد.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أنس عن أبي من دون عبادة بن الصامت بلفظ: (اقرأ القرآن) بدل (أنزل القرآن).
- طريق آخر: رواه يحيى بن الحسين الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية من طريق آخر عن بكير بن الأخنس، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال السيد: (قال لنا أبو القاسم، قال لنا أبو الشّيخ: تفرّد به أبو مسعودٍ الرّازيّ أحمد بن الفرات بن خالدٍ)
(2) عن الزّهريّ، عن عروة، عن المسور، وعبد الرّحمن بن عبدٍ القارئ، عن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أنزل القرآن على سبعةٍ أحرفٍ)) رواه أبوبكر البزار في مسنده وقال: هذا الحديث إسناده حسنٌ، ولا نعلمه يروى عن عمر إلّا من هذا الوجه، وهذا الكلام قد روي عن أبي، وعن حذيفة وعن أبي هريرة، وعن غيرهم، فذكرناه عن عمر لجلالة عمر وحسن إسناده.
(3) عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرّحمن بن عبد القاري، قالا: سمعنا عمر بن الخطّاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ فاقرؤوا ما تيسّر منه) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو سعيد ابن الأعرابي في معجمه ولكن عنده في الإسناد: عبد اللّه بن عبدٍ القارئ بدل عبد الرحمن بن عبد القارئ.
* والصحيح عبد الرحمن لأنه المذكور عند الجميع.
(4) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
(5) عن الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: (نزل القرآن على سبعة أحرفٍ) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأن يقرئ أمته على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
(6) عن مجاهدٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان عند أضاة بني غفارٍ فأتاه جبريل صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على حرفٍ واحدٍ قال: «أسأل اللّه معافاته ومغفرته فإنّ أمّتي لا تطيق ذلك» ، ثمّ أتاه الثّانية فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على حرفين قال: «أسأل اللّه معافاته ومغفرته وإنّ أمّتي لا تطيق ذلك» ... ثمّ جاء الرّابعة قال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على سبعة أحرفٍ فأيّما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا). رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، ومسلم في صحيحه، وأبو داود السجستاني في سننه، والنسائي في سننه الصغرى والكبرى، وابن جرير في تفسيره، وأبو عوانة الإسفراييني في مستخرجه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، والطبراني في المعجم الصغير والكبير بلفظ مختصر، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار، وأبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم، والبيهقي في الأسماء والصفات، ويحيى الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية.
ورواه محمد بن إسحاق الفاكهي عن الحكم عن ابن أبي ليلى دون مجاهد في أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه.
وأورد الحديث البيهقي في سننه الكبرى برواية مسلم.
معنى الأضاة: الأضاة المستنقع من مسيل ما غيره والأضنين جمع أضاةٍ وأضا وهي الغدير، ذكره أبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه.
- طريق آخر: عن زبيدٍ، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.
(7) عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: أخبرني أبيّ بن كعبٍ: " أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أتاه جبريل فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على سبعة أحرفٍ فأيّما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا " رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في موضعين أحدهما بالطريق المذكور هنا، والثاني من طريق: مجاهد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ.

- ما جاء في لفظ الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل إني بعثت إلى أمة أميّة، فقال جبريل: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ.
(8) عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ جبريل، صلّى الله عليه وسلّم أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند أحجار المرى فقال له: ((يا جبريل إنّي بعثت إلى أمّةٍ أمّيّةٍ فيهم العجوز والشّيخ والغلام والجارية والرّجل القاسي الّذي لم يقرأ كتابًا قطّ)) ، قال: فقال جبريل: (إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ). رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، والترمذي في سننه وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ قد روي من غير وجهٍ عن أبيّ بن كعبٍ، وفي الباب عن عمر، وحذيفة بن اليمان، وأمّ أيّوب وهي امرأة أبي أيّوب، وسمرة، وابن عبّاسٍ، وأبي هريرة، وأبي جهيم بن الحارث بن الصّمّة، وعمرو بن العاص، وأبي بكرة، ورواه ابن جرير في تفسيره، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وأبو الفضل البغدادي في حديث الزهري، والسخاوي في جمال القرّاء، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه وقال: (رواه التّرمذيّ عن أحمد بن منيعٍ وقال حديثٌ حسنٌ صحيحٌ قد ذكر في الصّحيح ذكر سبعة أحرف ولم يذكر ما قبله)، وذكره البغوي في شرح السنة.
والحديث رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر هو: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ جبريل لقيه فقال: ((مرهم فليقرؤوه على سبعة أحرفٍ)).
(9) عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية ؛ الرجل, والمرأة , والغلام , والجارية , والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والطبراني في المعجم الكبير بلفظ مختصر.
ورواه البزار في مسنده بزيادة: فقال جبريل: «إنّ اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ» ، فقال ميكائيل: «استزده» ، فقال: «اقرأ على حرفين» ، فقال ميكائيل: «استزده» : حتّى بلغ سبعة أحرفٍ " قال: وهذا الحديث قد رواه أبو عوانة، وشيبان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن أبيّ بن كعبٍ، وقال حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن حذيفة.

- ما جاء في لفظ الحديث: أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف.
(10) عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عن أمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شاف كاف)). رواه ابن جرير في تفسيره
(11) عن أبي عيسى بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، كل كاف شاف)) رواه ابن جرير في تفسيره.
(12) عن عوفٌ قال: بلغني أنّ عثمان قال على المنبر: أذكر اللّه رجلًا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ «القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍّ» إلّا قام , فقاموا حتّى لم يحصوا , فشهدوا بذلك , ثمّ قال عثمان , وأنا أشهد معكم , لأنا سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك. رواه الحارث بن داهر في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث واللفظ له، والهيثمي في المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي عن عوف عن أبي المنهال ثم ذكر حديث عثمان، ورواه أبو يعلى في مسنده ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير .
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
(13) عن يحيي بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: "يا أبيّ، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب" رواه أبو داود السجستاني في سننه، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وذكره البغوي في شرح السنة.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: كقولك: هلمّ وتعال، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
(14) عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن أبيه، أنّ جبريل، قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: اقرإ القرآن على حرفٍ، فقال له ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. ثمّ قال: استزده، حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، كلّها شافٍ كافٍ؛ كقولك: هلمّ وتعال، ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ برحمةٍ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء عن علي بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه "أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال .." الحديث.

- أن الصحابة اختصموا فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمع لقراءة كل واحد منهم، ثم صوّبها وأمر كلا أن يقرأ كما علم.
(15) عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرّحمن بن عبدٍ القاريّ، أنّهما سمعا عمر بن الخطّاب -وذلك في حادثة خلافه مع هشام بن حكيم في سورة الفرقان في حديث طويل تم اختصاره -قال: فانطلقت أقوده إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللّه، إنّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروفٍ لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال: رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام» ، فقرأ عليه القراءة الّتي سمعت، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هكذا أنزلت» ثمّ قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة الّتي أقرأني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: «هكذا أنزلت» ثمّ قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ، فاقرءوا منه ما تيسّر)). رواه معمر الأزدي في الجامع، والشافعي في كتاب الرسالة ومسنده، وأبو داود الطيالسي في مسنده، وأبو عبيد القاسم في فضائل القرآن فذكر طريقين كالمذكور هنا، وفيه طريق لم يذكر فيه المسور بن مخرمة، ورواه الإمام أحمد في مسنده في ثلاثة مواضع ففي موضع لم يذكر المسور، وفي الموضع الآخر لم يذكر عبد الرحمن وفي الثالث ذكرهما جميعا، ورواه البخاري في خمسة مواضع من صحيحه لم يذكر المسور في الإسناد في باب كلام الخصوم بعضهم في بعضٍ، ورواه مسلم في صحيحه بثلاثة أسانيد لم يذكر في إسناد منها المسور، وإسماعيل المزني في السنن المأثورة للشافعي لم يذكر في إسناده المسور، وأبو داود السجستاني في سننه بإسناد لم يذكر فيه المسور، والترمذي في سننه وصححه وذكر رواية مالك لهذا الحديث عن الزّهريّ بإسنادلم يذكر فيه المسور بن مخرمة، والنسائي في فضائل القرآن بإسناد لم يذكر فيه المسوّر وفي السنن الصغرى والكبرى فيهما ثلاثة أسانيد: إسنادلم يذكر فيه عبدالرحمن وآخر لم يذكر فيه المسور وآخر ذكرهما جميعًا وكرر الحديث في سننه الكبرى في ثلاثة مواضع، ورواه ابن جرير في تفسيره، وأبو عوانة الاسفراييني في مستخرجه بإسنادين لم يذكر في أحدهما المسور بن مخرمة، والطحاوي في شرح مشكل الآثار وفيه أسانيد لم يذكر فيها المسور بن مخرمة، وابن حبان في صحيحه بإسناد لم يذكر فيه المسور وصححه الألباني، والآجري في الشريعة بإسناد لم يذكر فيه المسور، والطبراني في مسند الشاميين، وعبد الرحمن الجوهري في مسند الموطأ بإسناد لم يذكر فيه المسور، وأبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم بثلاثة أسانيد لم يذكر المسور بن مخرمة في إسناد منها، والبيهقي في شعب الإيمان وفي معرفة السنن والآثار وفي السنن الكبرى وذكر أنه مخرج في الصحيحين، والبغوي في شرح السنة بإسنادين لم يذكر في أحدهما المسوّر وقال:" هذا حديثٌ متّفقٌ على صحّته، وأخرجاه من طرقٍ، عن الزّهريّ"، وابن الجوزي في فنون الأفنان ولم يذكر في إسناده عبد الرحمن وقال: هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.
وذكر المهلب في المختصر النّصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصّحيح الأبواب التي خرّج البخاري فيها هذا الحديث وهي خمسة مواضع من صحيحه كما سبق، وذكر الحديث الألباني في مختصره على صحيح البخاري.
وروى الحديث الشافعي وأورده البيهقي في السنن الكبرى، ورواه الإمام أحمد وأورده ابن كثير في مسند أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب مع ذكر من رواه من المحدثين كالبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه وذكر طرق الحديث وألفاظه، وأنه قال فيه ابن المديني أنه ثبت صحيح.
وذكر الحديث السخاوي في جمال القراء برواية أبو عبيد، وذكره السيوطي في الدر المنثور وذكر أنه أخرجه مالك والشافعي والبخاري ومسلم، وَابن جَرِير، وَابن حبان والبيهقي في "سُنَنِه" عن عمر بن الخطاب ، وذكره في التحبير.
(16) عن عبيد الله -يعني ابن عمر- عن نافع، عن ابن عمر، قال:( سمع عمر بن الخطاب رجلا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف)) رواه ابن جرير في تفسيره.
(17) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: (قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي. قال: فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: ((بلى!)) قال: فوقع في صدر عمر شيء، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره وقال: ((ابعد شيطانا)) -قالها ثلاثا- ثم قال: ((يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة)) رواه ابن جرير في تفسيره
(18) عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن جدّه، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: كنت في المسجد، فدخل رجلٌ يصلّي، فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل آخر فقرأ قراءةً سوى قراءة صاحبه، فلمّا قضينا الصّلاة دخلنا جميعًا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقرآ، فحسّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شأنهما، فسقط في نفسي من التّكذيب، ولا إذ كنت في الجاهليّة، فلمّا رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففضت عرقًا وكأنّما أنظر إلى الله عزّ وجلّ فرقًا، فقال لي: " يا أبيّ أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرفٍ، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّالثة اقرأه على سبعة أحرفٍ، فلك بكلّ ردّةٍ رددتكها مسألةٌ تسألنيها، .." رواه مسلم واللفظ له، وابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر، وابن جرير في تفسيره وفيه من طريق عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومن طريق عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ورواه أبو عوانة يعقوب الإسفراييني في مستخرجه، والهيثم بن سريج بن الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وابن بطّة في الإبانة الكبرى، وأبو نعيم الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح مسلم، ورواه البغوي في شرح السنة وصححه.
وخرّجه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب
وأورد الحديث البيهقي في سننه الكبرى وقال: (رواه مسلم في الصّحيح، عن محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، عن أبيه، عن إسماعيل إلّا أنّه قال: فسقط في نفسي من التّكذيب ولا إذ كنت في الجاهليّة، وقال غيره: سقط في نفسي وكبر عليّ، ولا إذ كنت في الجاهليّة ما كبر عليّ).
- طريق آخر: من طريق سقير عن سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر، ورواه ابن جرير في تفسيره ولفظ إسناده: (عن فلان العبدي -قال أبو جعفر: ذهب عنى اسمه-، عن سليمان بن صرد)، ورواه الهيثم الشاشي في مسنده، ورواه أبو عبد الله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وروايته عن أبي إسحاق عن سليمان فأسقط سقير العبدي، وقال أبو عبد الله المقدسي: رواه النّسائيّ في عمل يومٍ وليلةٍ عن أبي داود سليمان بن سيفٍ الحرّانيّ عن يزيد بنحوه -وهو الحديث التالي برقم 19-، رواه عبد الله بن أحمد عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سقيرٍ العبديّ عن سليمان بن صرد فزاد في إسناده (سقير)، فيه ألفاظٌ لم ترد في الصّحيح منه دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسّلم له، وقوله شافٍ كافٍ وغير ذلك واللّه أعلم .
وخرّج هذا الطريق كذلك أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن: عن أبي إسحاق عن شقير عن سليمان، وعن أبي إسحاق عن سليمان دون شقير.
*فسيقير العبدي: ذكره أبو عبيد القاسم بالشين، وابن أبي شيبة وغيره بالسين وهو الصحيح لأنه المذكور عند الجميع.
(19) عن أبي اسحق الهمداني عن سليمان بن صرد عن أبي بن كعب أنه أتي النّبي صلى الله عليه وسلم برجلين قد اختلفا في القراءة كلّ واحدٍ منهما يزعم أن النّبي صلى الله عليه وسلم أقرأه قال فاستقرأهما النّبي صلى الله عليه وسلم فاختلفا فقال لهما أحسنتما، قال أبيّ: فدخلني من الشّك أشدّ ممّا كنت عليه في الجاهليّة، فقلت: أحسنتما أحسنتما، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري بيده ثمّ قال: ((اللّهمّ اذهب عنه الشّيطان)) قال: فارفضضت عرقاً وكأنّي أنظر إلى الله فرقاً ثمّ قال: ((إنّي أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)). رواه النسائي في سننه الكبرى وفي عمل اليوم والليلة
(20) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: ما حك في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية , وقرأها آخر غير قراءتي، فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني كذا وكذا،...إلى قوله: فقال صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل وميكائيل أتياني , فقعد جبريل عن يميني، وقعد ميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف شاف كاف» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، وابنُ أبي شيبةَ في مصنفه بلفظ مختصر، وعبد الحميد الكسّي في المنتخب من مسنده، والنسائي في فضائل القرآن وسننه الصغرى والكبرى في موضعين، وابن جرير في تفسيره، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه وقال: (قد ذكر في الصّحيح بنحو هذا الحديث غير أنّ في هذا ذكر وقوله كل شاف كاف لم يذكر فيه).
- طريق آخر: عن عكرمة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ رواه النسائي في سننه الصغرى والكبرى، وقال: معقل بن عبيد الله، ليس بذاك القويّ.
*معقل بن عبيد الله هو الراوي عن عكرمة بن خالد.
(21) عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قرأت آيةً وقرأ ابن مسعودٍ قراءةً خلافها فأتينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: «بلى» قال ابن مسعودٍ: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ قال: «بلى، كلاكما محسنٌ مجملٌ»، فقلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل قال: فضرب صدري وقال: " يا أبيّ، إنّي أقرئت القرآن فقيل لي أعلى حرفٍ أم على حرفين؟ فقال الملك الّذي معي على حرفين، فقلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أم ثلاثةٍ؟، فقال الملك الّذي معي: على ثلاثةٍ، فقلت: ثلاثةٌ حتّى بلغ سبعة أحرفٍ قال: ليس فيها إلّا شافٍ كافٍ قلت: غفورٌ رحيمٌ، عليمٌ حكيمٌ، سميعٌ عليمٌ، عزيزٌ حكيمٌ نحو هذا ما لم يختم آية عذابٍ برحمةٍ أو رحمةٍ بعذابٍ " رواه البيهقي في السنن الصغير، وفي السنن الكبرى واللفظ له، وقال: (ورواه معمرٌ، عن قتادة فأرسله)، وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء بلفظ مختصر.
- طريق آخر: ورواه معمر الأزدي في الجامع من طريق معمرٍ، عن قتادة، عن أبيّ بن كعبٍ
(22) عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: سمعت عبد الله قال سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فأخذت بيده وأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كلاكما محسن). رواه عثمان الداني في البيان
ورواه البغوي في شرح السنة وصححه وزاد فيه: "فلا تختلفوا، فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا».
(23) عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله بن مسعود: (تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية. قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدنا عليا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم)). قال: ثم أسر إلى علي شيئا، فقال لنا علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرأوا كما علمتم).) رواه ابن جرير في تفسيره بإسنادين أحدهما بهذا اللفظ والثاني بلفظ قريب، وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني، والهيثمي في موارد الظمآن، كليهما بلفظ قريب وفيه تعيين السورة بأنها سورة الرحمن.
وجاء الحديث بلفظ مختصر: عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، قال: سمعت رجلًا يقرأ آيةً أقرأنيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خلاف ما قرأ، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يناجي عليًّا، فذكرت له ذلك، فأقبل علينا عليٌّ وقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأمركم أن تقرؤوا كما علّمتم. رواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني، والآجري في الشريعة بتعيين السورة بأنها سورة الأحقاف.

- النهي عن التنازع والاختلاف والمراء في القرآن، وأن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
(24) عن يزيد بن خصيفة، عن مسلم بن سعيدٍ ، وقال غيره: عن بسر بن سعيدٍ، عن أبي جهيمٍ الأنصاريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ هذا القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، فلا تماروا فيه، فإنّ مراءً فيه كفرٌ». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
(25) عن زبيد، عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: (لا تنازعوا في القرآن، فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا يتفه لكثرة الرد. ..) رواه ابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وإسناده: عن زبيد عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، عن رجلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ.
(26) عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه، قال: ((إنّي قد استمعت إلى القراءة فلم أسمعهم إلا متقاربين، فاقرؤا على ما علّمتم، وإيّاكم والتنطّع والاختلاف، فإنّما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلمّ، وتعال)). رواه سعيد بن منصور في التفسير من سننه، وابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الكبرى من طريقين من طريق الأعمش عن شقيق، وعن الأعمش عن أبي وائل، ورواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود.
(27) عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال:( من كفر بحرف من القرآن، أو بآية منه، فقد كفر به كله) رواه ابن جرير في تفسيره
(28) عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية الرياحي: أنه كان إذا قرأ عنده إنسان لم يقل: ليسه هكذا ولكن يقول: أما أنا فأقرأ هكذا قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم [فقال]: أري صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف فقد كفر به كله. رواه أبو عبيد القاسم في غريب الحديث، وابن جرير في تفسيره

- المراد بالأحرف السبعة.
(29) عن يحيي بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: "يا أبيّ، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب" رواه أبو داود السجستاني في سننه، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وذكره البغوي في شرح السنة. [مكرر برقم 13]
(30) عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن أبيه، أنّ جبريل، قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: اقرإ القرآن على حرفٍ، فقال له ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. ثمّ قال: استزده، حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، كلّها شافٍ كافٍ؛ كقولك: هلمّ وتعال، ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ برحمةٍ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، ؟؟ والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء عن علي بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه "أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال .." الحديث. [مكرر برقم 14]
(31) عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه، قال: ((إنّي قد استمعت إلى القراءة فلم أسمعهم إلا متقاربين، فاقرؤا على ما علّمتم، وإيّاكم والتنطّع والاختلاف، فإنّما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلمّ، وتعال)) ). رواه سعيد بن منصور في التفسير من سننه، وابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الكبرى من طريقين من طريق الأعمش عن شقيق، وعن الأعمش عن أبي وائل، ورواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود. [مكرر برقم 26]
(32) عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: نزل القرآن على سبعة أحرفٍ فهو كقول أعجل أسرع توّخ . رواه البيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الصغير دون لفظ:توّخ.
(33) وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فقال الرجل: طعام اليتيم فردها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال " أتستطيع أن تقول طعام الفاجر" قال نعم قال "فافعل " ذكره السيوطي في الإتقان.

- أن لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع.
(34) عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لو كنت متّخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتّخذت أبا بكر بن أبي قحافة خليلًا، ولكنّ صاحبكم خليل اللّه وإنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلّ حدٍّ مطلعٌ» رواه أبو يعلى في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير والأوسط، والبغدادي المخلّص في المخلصيات.
(35) عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: " أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلّ حدٍّ مطلعٌ". رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن جرير في تفسيره بإسنادين لم يعيّن في أحدهما الراوي عن أبي الأحوص، والآخر من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص
(36) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ) رواه البزار في مسنده، وأبو يعلى في مسنده عن سليمان عن أبي الأحوص من دون ابن عجلان وأبي إسحاق، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن حبان في صحيحه وضعفه الألباني، والهيثمي في موارد الظمآن وفي المقصد العلي بإسنادين ليس فيهما أبي إسحاق فأحدهما عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، والآخر عن سليمان عن أبي الأحوص.
(37) عن عمرو بن مرة، عن مرة ، عن عبد الله، أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، وذكره البغوي في شرح السنة.
(38) عن عبيدة، عن شقيقٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: «إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ، ما منها حرفٌ إلّا له ظهرٌ وبطنٌ، ..) رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.

- أن من قرأ بحرف منه فلا يتحول عنه.
(39) عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، فمن قرأ على حرفٍ منها فلا يتحوّل إلى غيره رغبةً عنه» رواه الطبراني في المعجم الكبير، ويحيى الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية.
- وبنصه موقوفا:
عن شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن رجل من أصحاب عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، قال: (من قرأ القرآن على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره) رواه ابن جرير في تفسيره، وفيه من طريق: شعبة عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود فذكر قول ابن مسعود بلفظ قريب.

- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على ثلاثة أحرف.
(40) عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل القرآن على ثلاثة أحرف». رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن وقال: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة. وروى الحديث ابن أبي شيبة في مصنفه.

- نزوله على سبعة أبواب من أبواب الجنة.
(41) عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال ..)) رواه ابن جرير في تفسيره وقال: وروي عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا غير ذلك ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار, ، وابن حبان في صحيحه، والبغدادي المخلّص في المخلصيات، والحاكم في مستدركه وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والهيثمي في موارد الظمآن.
وذكره السيوطي في الإتقان برواية الحاكم والبيهقي، وفي التحبير برواية ابن جرير.
(42) عن عثمان بن حسّان العامريّ، عن فلفلة الجعفيّ قال: " فزعت فيمن فزع إلى عبد الله بن مسعودٍ في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجلٌ من القوم: إنّا لم نأتك زائرين؛ ولكنّا جئنا حين راعنا هذا الخبر، قال: " إنّ القرآن أنزل على نبيّكم من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ، وإنّ الكتاب كان ينزل أو ينزل من بابٍ واحدٍ على حرفٍ واحدٍ". رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، ورواه النسائي بلفظ مختصر في سننه الكبرى وعنده القاسم بن حسان بدل عثمان بن حسان.
*والصحيح أنه عثمان لأنه المذكور عند الجميع
(43) عن الأحوص بن حكيم، عن القاسم، عن عبد الله بن مسعود، قال:«نزل القرآن على خمسة أحرف، حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، ...» رواه محمد الضريس في فضائل القرآن، وابن جرير في تفسيره عن عن الأحوص بن حكيم، عن ضمرة، عن القاسم.
(44) عن عيسى الهمدانيّ، عن المسيّب بن عبد خيرٍ، عن أبيه قال: قال عمر: «...ألّا إنّ القرآن نزل من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ».رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.




تلخيص مسائل موضوع الأحرف السبعة
عناصر الموضوع:
- تواتر الأحاديث على نزول القرآن على سبعة أحرف
- مخالفة لفظ حديث سمرة في نزوله على ثلاثة أحرف للأحاديث المتواترة الثابتة في نزوله على سبعة أحرف
- المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم سبعة أحرف.
- القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
- المراد بالمراء في القرآن الذي هو كفر.
شرح بعض ألفاظ الحديث:
معنى (كلها كافٍ شاف)
معنى المطلع في قوله صلى الله عليه وسلم:(لكلّ حد من ذلك مطلعا)
معنى الظهر والبطن في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ)
معنى الحد في قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن: (إن لكل حرف منه حدا)
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة)).
استدلال الشافعي على جواز اختلاف ألفاظ التشهد بما ورد من اختلاف بعض ألفاظ القرآن لنزوله على سبعة أحرف
الإجماع على الحرف الذي كتب به عثمان مصحفه الإمام
ليس المراد بالأحرف السبعة ما يوجد من الاختلاف في القراءات اليوم من رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة
شبهات وأجوبتها



تلخيص مسائل موضوع الأحرف السبعة

تواتر الأحاديث على نزول القرآن على سبعة أحرف
- عن عثمان أنه قال على المنبر: أذكّر اللّه رجلًا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ «القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍّ» إلّا قام , فقاموا حتّى لم يحصوا , فشهدوا بذلك , ثمّ قال عثمان , وأنا أشهد معكم , لأنا سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك. سبق تخريجه برقم 12
- وفي الباب أحاديث عمر، وأبي بن كعب بطرق وألفاظ مختلفة وعمرو بن العاص، وأبي جهيم الأنصاري، وحذيفة، وابن عباس، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وسمرة، وأنس، وعمر بن أبي سلمة، وأبي طلحة الأنصاري، وسليمان بن صرد، والخزاعي.
- خرّج طائفة منها أبو عبيد عبيد القاسم في كتاب فضائل القرآن وقال: قد تواترت هذه الأحاديث كلّها على الأحرف السّبعة إلّا حديثًا واحدًا يروى عن سمرة .
- واستقصى السيوطي في كتابه التحبير والإتقان بعض الألفاظ المختلفة لحديث أبي بن كعب في الأحرف السبعة؛ فذكر لفظه الوارد عند مسلم والنسائي والترمذي وأبي داود وابن جرير في التحبير، وفي الإتقان ذكر لفظي مسلم والنسائي.

مخالفة لفظ حديث سمرة في نزوله على ثلاثة أحرف للأحاديث المتواترة الثابتة في نزوله على سبعة أحرف
- عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل القرآن على ثلاثة أحرف». سبق برقم 40
- قال أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة.

المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم سبعة أحرف.
فيه أقوال:
القول الأول: أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة، باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو اختيار ابن جرير، وهو ظاهر ترجيح الآجري في الشريعة.
فهو كقول القائل: هلم، وتعال، وأقبل، وإلي، وقصدي، ونحوي، وقربي، ونحو ذلك، مما تختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فيه المعاني، وإن اختلفت بالبيان به الألسن، قاله ابن جرير في تفسيره.
أدلة هذا القول:
النوع الأول من أدلتهم: الروايات الثابتة عن عمر وابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، دون ما في ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأ كل رجل منهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها.
النوع الثاني من أدلتهم: الأخبار والآثار الصحيحة عن جماعة من السلف والخلف أن اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ باتفاق المعاني، ومن ذلك:
1: عن ابن مسعود قال: (إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال).سبق تخريجه برقم (26)
2: و عن ابن مسعود، قال: (من قرأ القرآن على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره)وعنى رضي الله عنه بالحرف القراءة، وسبق تخريجه برقم (39)
3: قال ابن سيرين: لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل، قال: وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة} [يس: 29]، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة). رواه ابن جرير، وأبو عبيد في فضائل القرآن دون قوله: (لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي)
4: عن أنس أنه قرأ هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي: {وأقوم} فقال: أقوم وأصوب وأهيأ، واحد. رواه ابن جرير في تفسيره.
5: وعن مجاهد: (أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف). رواه ابن جرير في تفسيره
6: عن سالم:( أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين). رواه ابن جرير في تفسيره
7: وعن مغيرة قال: (كان يزيد بن الوليد يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف). رواه ابن جرير في تفسيره

وأنكر هذا القول أبو عبيد القاسم قال: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود، قاله في فضائل القرآن، وفي غريب الحديث قال: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه هذا لم يسمع به قطّ.
القول الثاني: هي في الأمر الّذي يكون واحدًا لا يختلف في حلالٍ ولا حرامٍ، وهو قول ابن شهاب ذكره أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، ورواه أبو داود في سننه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار.
هذا القول قد يكون موافقًا للقول الأول.
القول الثالث: أنها سبع لغات من لغات العرب متفرقة في جميع القرآن، واختاره أبو عبيد القاسم
قال أبو عبيد في فضائل القرآن: عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما ، كذلك إلى السبعة. وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض.
من أدلة هذا القول:
الأول: قول ابن مسعود: إنّي قد سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم فإنّما هو كقول أحدكم هلمّ، وتعال. سبق برقم (26)
قال أبو عبيد في غريب الحديث: وكذلك قال ابن سيرين: إنّما هو كقول أحدكم: هلمّ، وتعال، وأقبل، ثم فسّره ابن سيرين فقال:هو في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلّا زقيةً واحدةً) وفي قراءتنا: {إن كانت إلّا صيحةً واحدةً} [يس: 29]. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وقال في غريب الحديث عند هذا الأثر: والمعنى فيهما واحد وعلى هذا سائر اللّغات.
الثاني: الاحتجاج بما في القرآن من كلام العرب مما هو ليس على لغة قريش، ومن ذلك:
- عن الحسن، قال: كنّا لا ندري ما الأرائك حتّى لقينا رجلًا من أهل اليمن فأخبرنا أنّ الأريكة عندهم الحجلة فيها السّرير. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله {ولو ألقى معاذيره} [القيامة: 15] قال: ستوره، أهل اليمن يسمّون السّتر المعذار. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وأنتم سامدون} [النجم: 61] قال: «الغناء». قال: " وهي يمانيةٌ , اسمدي لنا: تغنّي لنا " رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {فإذا هم بالسّاهرة} [النازعات: 14] قال: «الأرض». قال: قال أميّة بن أبي الصّلت: عندهم لحم بحرٍ ولحم ساهرةٍ. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، قال: كنت لا أدري ما فاطر السّموات حتّى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئرٍ، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن علقمة، في قوله: {ختامه مسكٌ} [المطففين: 26] قال: ليس بخاتمٍ يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطّيب خلطه مسكٌ، خلطه كذا وكذا. رواه أبو عبيدٍ في فضائل القرآن وقال: وأحسب يحيى أسند الحديث إلى عبد اللّه.
- عن الحسن، في قوله تعالى: {قد جعل ربّك تحتك سريًّا} [مريم: 24] قال: كان واللّه سريًّا؛ يعني عيسى. فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيدٍ، إنّ العرب تسمّى الجدول السّريّ. فقال: صدقت. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
الثالث: أن ابن عباس كان يُسأل عن القرآن فينشد فيه الشّعر يستشهد به على التفسير، ومن ذلك:
- ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {واللّيل وما وسق} [الانشقاق: 17] قال: «ما جمع». وأنشد: فلا تسقن لو تجدن سائقًا.
وأنكر هذا القول ابن جرير في تفسيره واحتج على بطلانه:
بصحة الأخبار عن الصحابة أنهم اختلفوا في قراءة سورة من القرآن، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر كلا أن يقرأ كما علم، فالأحرف السبعة إذا كانت لغات متفرقة في جميع القرآن، فغير موجب حرف من ذلك اختلافا بين تاليه؛ لأن كل تال فإنما يتلو ذلك الحرف تلاوة واحدة على ما هو به في المصحف، وعلى ما أنزل.
الثاني: معنى هذا القول أن الذي نزل به القرآن عنده إحدى القراءتين إما "صيحة"، وإما "زقية" وإما "تعال" أو "أقبل" أو "هلم" - لا جميع ذلك؛ لأن كل لغة من اللغات السبع عنده في كلمة أو حرف من القرآن، غير الكلمة أو الحرف الذي فيه اللغة الأخرى.
وإذ كان ذلك كذلك، بطل الاستدلال بقول من قال: ذلك بمنزله "هلم" و "تعال" و "أقبل"، لأن هذه الكلمات هي ألفاظ مختلفة، يجمعها في التأويل معنى واحد.
القول الرابع: أن السبع لغات هي من لسان قريش، لا ما سواه من الألسن العربيّة أو غيرها، وهو ما رجحه الطحاوي في شرح مشكل الآثار.
واستدلّ لقوله:
1: بقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: 4] . وجه الاستدلال: أنّ الرّسل إنّما تبعث بألسن قومها، فاللّسان الّذي بعث به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم هو لسان قومه وهم قريشٌ.
يدل لذلك قوله تعالى: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} [الزخرف: 44]، وقوله عزّ وجلّ: {وكذّب به قومك وهو الحقّ} [الأنعام: 66]، وقوله جلّ وعزّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] . ففي جميع هذه الآيات المراد بهم قريش لا من سواها, فدلّ ذلك أنّ قومه الّذين بعثه الله عزّ وجلّ بلسانهم هم قريشٌ دون من سواهم.
2: حديث عمر رضي الله عنه لما اختلف مع هشام بن حكيم في سورة الفرقان، حيث خالفت قراءة كل منهما ألفاظ القراءة الأخرى وهما قرشيان لسانهما لسان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي به نزل القرآن عليه، فتحاكما إليه فأقرّ كل منهما على قراءته.
ويرد على هذا بما في القرآن من كلام العرب مما هو ليس على لغة قريش، كما سبق في القول الثالث.
القول الخامس: قالوا: هي سبعة أنحاءٍ، فمنها حرفٌ زاجرٌ، ومنها حرف أمرٍ، ومنها حرف حلالٍ، ومنها حرف حرامٍ، ومنها حرف محكمٍ، ومنها حرف متشابهٍ، ومنها حرف أمثالٍ.
ودليلهم:
1: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)). سبق برقم 31
2: وعنه رضي الله عنه موقوفًا :«نزل القرآن على خمسة أحرف، حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحل حلاله، وحرم حرامه، واعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، واعتبر بالأمثال» سبق برقم 43، وفي هذه الرواية أنها خمسة أحرف.
وأنكر هذا القول كل من أبو عبيد القاسم، وابن جرير، والطحاوي.
قال أبو عبيد القاسم في غريب الحديث: ولو كان الاختلاف في الحلال والحرام لما جاز أن يقال في شيء هو حرام: هكذا نزل ثمّ يقول آخر في ذلك بعينه: إنّه حلال فيقول: هكذا نزل، وكذلك الأمر والنّهي، وكذلك الأخبار، قال: ومن توهم أن في هذا شيئا من الاختلاف فقد زعم أن القرآن يكذب بعضه بعضًا ويتناقض.
وهذا معنى ما قاله ابن جرير والطحاوي
القول السادس: أن يقول: «عليمًا حكيمًا»، «غفورًا رحيمًا»، «سميعًا بصيرًا» أحدهما بدل الآخر ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ بآية رحمة، نسب ابن شهاب هذا القول لسعيد بن المسيب ذكره ابن جرير، وذهب إليه جماعة من المتأخرين منهم أبو بكر بن خزيمة، ذكره البيهقي في السنن الصغير
وحجتهم: أن كل ذلك من من أسامي الرّبّ عزّ وجلّ فلا بأس أن يقول أحدهما بدل الآخر ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ بآية رحمة.
- وهذا لا يُقرأ به الآن.
القول السابع: أنها سبع لغات من الألسن العربية وغيرها، ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار فيما حكاه له ابن أبي عمران
وحجتهم: أنّه قد ذكر في القرآن غير شيءٍ بلغاتٍ مختلفةٍ من لغات العرب , ومنه ما ذكر بما ليس من لغاتهم غير أنّه عرّب فدخل في لغتهم، مثل {طور سينين} [التين: 2]
واستدل الطحاوي على بطلان هذا القول بقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: 4] . قال: فالرّسل إنّما تبعث بألسن قومها، لا بألسن سواها.
- وأرجح هذه الأقوال والله أعلم: القول الأول و القول الثالث.

القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
- نزل القرآن ببعض ألسنة العرب دون جميعها، فألسنة العرب ولغاتها أكثر من سبعة، بما يعجز عن إحصائه، قاله ابن جرير
- وقيل إن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة، روى ذلك عن ابن عباس من لا يجوز الاحتجاج بنقله، فالذي روى: "أن خمسة منها من لسان العجز من هوازن"، الكلبي عن أبي صالح، والذي روى: "أن اللسانين الآخرين لسان قريش وخزاعة"، قتادة، وقتادة لم يلقه ولم يسمع منه، ملخصًا من قول ابن جرير
- والمراد بالعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، ذكره ابن جرير في تفسيره
- وعن أبي العالية قال: قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم. ابن جرير
- واختار الطحاوي: أنه لسان قومه وهم قريشٌ، لا ما سواه من الألسن العربيّة وغيرها، وسبق ذكر الأدلة التي ساقها والرد عليها.

الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
- السعة والتيسير في ذلك، لعجز الناس في أول الأمر على أخذ القرآن على غير ما ينطقون، فكان في نزوله على سبعة أحرف سعة وتيسيرًا عليهم، ملخصا من قول أبو جعفر الطحاوي
- تخفيفًا من اللّه تعالى بأمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، إذ كانت كلّ قبيلةٍ من العرب تلقّن القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم، قاله الآجري في الشريعة

المراد بالمراء في القرآن الذي هو كفر.
- هو الاختلاف في اللّفظ بأن يقرأ الرجل القراءة على حرف فيقول له الآخر: ليس هكذا ولكنه كذا على خلافه وقد أنزلهما اللّه جميعًا، قاله أبو عبيد القاسم في غريب الحديث، وهو معنى قول الآجري في الشريعة.
- فإذا جحد هذان الرّجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يؤمن، فيكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى، قاله أبو عبيد القاسم في غريب الحديث.
- ويستدلّ لذلك بالأحاديث برقم: 24 إلى 28
- التوجيه النبوي للصحابة عند اختلافهم في القراءة.
- قيل لهم: ليقرأ كلّ إنسانٍ كما علم، ولا يعب بعضكم قراءة غيره، واتّقوا اللّه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله، وأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، قاله الآجري في الشريعة.
- ويستفاد من الأحاديث النبوية في هذا الباب:
ترك الجدال والمراء في القرآن.
ألا يقول الإنسان في القرآن برأيه، فلا يفسره برأيه، ولا يماري ولا يجادل فيه. قاله الآجري في الشريعة

شرح بعض ألفاظ الأحاديث
- معنى ( أن كلها شاف كاف)
أي جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وساوس الشيطان وخطراته، فيكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته، كما قال تعالى:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}[يونس: 57]، قاله ابن جرير
- معنى المطلع في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ حد من ذلك مطلعا)
فيه أقوال:
الأول: أي يطلع قوم يعملون به، وهو قول الحسن، ولقوله هذا وجه لقول ابن مسعود: ما من حرف أو قال آية إلّا وقد عمل بها قوم أو لها قوم سيعملون بها،سبق برقم 37، وذكره أبو عبيد القاسم في غريب الحديث
الثاني: أن يفسّر بمعنى المطلع في كلام العرب، فيكون بمعنى المأتى الّذي يؤتى منه حتّى يعلم علم القرآن من كل ذلك المأتى والمصعد، فسّره بذلك أبو عبيد القاسم ذكره في غريب الحديث.
الثالث: يعني أن لكل حد من حدود الله التي حدها فيه مقدارا من ثواب الله وعقابه يطلع عليه ويلاقيه يوم القيامة، وهو اختيار ابن جرير واستدل له بقول عمر رضي الله عنه: "لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع"، يعني: ما يطلع عليه ويهجم عليه من أمر الله بعد وفاته.
- معنى الظهر والبطن في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ)
اختلفوا في معناه على ثلاثة أقوال:
الأول: هو من قول العرب: قد قلبت أمري ظهرا لبطن، قاله الحسن
الثاني: قيل: الظّهر لفظ القرآن والبطن تأويله، وهو اختيار ابن جرير.
الثالث: أن الظهر: هو ما أخبر الله تعالى وقصّ علينا من أخبار الأمم الظالمة فهذا هو الظاهر، وأما البطن فهو ما في تلك الأخبار من التنبيه والعظة والتحذير أن تفعل كفعلهم فهذا هو الباطن.
ذكر هذه الأقوال أبو عبيد القاسم في غريب الحديث واختار القول الثالث وقال: هو عندي أشبه الأقاويل بالصّواب.
الرابع: أن الظهر هو ما يظهر من معناها، والبطن منها هو ما يبطن من معناها، وهو اختيار الطحاوي كما جاء في شرح مشكل الآثار.
قال الطحاوي: دلّ ذلك على أنّ على النّاس طلب باطنها، كما عليهم طلب ظاهرها، ليقفوا على ما في كلّ واحدٍ منهما ممّا تعبّدهم الله به، وما فيه من حلالٍ ومن حرامٍ.
- معنى الحد:في قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن: ((إن لكل حرف منه حدا))
- أي حداً حده الله جل ثناؤه، لا يجوز لأحد أن يتجاوزه. قاله ابن جرير في تفسيره

استدلال الشافعي على جواز اختلاف ألفاظ التشهد بما ثبت من اختلاف بعض ألفاظ القرآن لنزوله على سبعة أحرف
- روي التشهد عن النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ وحروف يخالف بعضها بعضًا، مع اتفاقها في المعنى.
- واستدلّ الشافعي لصحّة تلك الألفاظ: بأنه اختلف بعض أصحاب النّبيّ في بعض لفظ القرآن عند رسول اللّه، ولم يختلفوا في معناه فأقرّهم، لنزوله على سبعة أحرف.

- قال الشافعي: فما سوى القرآن من الذّكر أولى أن يتّسع هذا فيه، إذا لم يختلف المعنى.
مجموعا من كلام الشافعي في اختلاف الحديث وكتاب الرسالة

معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة)).
- هذا الحديث اختلفت النقلة في ألفاظه المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قاله ابن جرير في تفسيره
- ومن ذلك :
1: حديث ابن مسعود مرفوعا: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال ..)) برقم 31

2: وحديث أبي بن كعب مرفوعًا: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عن أمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شاف كاف)) برقم 10
3: وحديث ابن مسعود موقوفًا: (إن الله أنزل القرآن على خمسة أحرف: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال. فأحل الحلال، وحرم الحرام، واعمل بالمحكم، وآمن بالمتشابه، واعتبر بالأمثال. سبق برقم 43
- وهذه الأخبار كلها متقاربة المعاني،تأويلهما غير مختلف في هذا الوجه.
- فالمعنى: الخبر منه صلى الله عليه وسلم عما خصه الله به وأمته، من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله.
-
فالمراد بنزول الكتاب الأول على حرف، ونزول القرآن على سبعة أحرف:
- أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلى الله عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك له ترجمة وتفسيرا لا تلاوة له على ما أنزله الله.
- وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي، كان له تاليا على ما أنزله الله لا مترجما ولا مفسرا.
- والمراد بنزول الكتاب الأول من باب واحد، ونزول القرآن من سبعة أبواب:
أن مما أُنزل من الكتب السابقة على الأنبياء، كان خاليا من الحدود والأحكام والحلال والحرام، كزبور داود، الذي إنما هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض -دون غيرها من الأحكام والشرائع-، فهذه الكتب نزلت ببعض المعاني السبعة التي يحوي جميعها كتابنا.
وأما القرآن فخص الله جل وعز به نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته، بأن أنزله عليهم من سبعة أوجه، وكل وجه من هذه الأوجه السبعة باب من أبواب الجنة الذي نزل منه القرآن؛ لأن العامل بكل وجه من أوجهه السبعة، عامل على باب من أبواب الجنة، وطالب من قبله الفوز بها.
فالأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل، وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب به الجنة.
فالخلاصة: أن جميع ما في القرآن -من حروفه السبعة، وأبوابه السبعة التي نزل منها- جعله الله لعباده إلى رضوانه هاديا، ولهم إلى الجنة قائدا.
هذا حاصل ما قاله ابن جرير في هذه المسألة في تفسيره.

الإجماع على الحرف الذي كتب به عثمان مصحفه الإمام
- مصحف عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه أجمعت عليه الأمّة والصّحابة، ومن بعدهم من التّابعين، وأئمّة المسلمين في كلّ بلدٍ، وإجماعهم قد قامت به الحجة، فمن كفر بحرفٍ منه كان كافرًا حلال الدّم.
والتعليل: أنه خالف الإجماع الذي عليه الجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بخلاف الأخبار الّتي يرويها الآحاد بما يخالف شيئًا ممّا في المصحف فإن من كفر بشيء من ذلك لا يكون كافرًا.
وهذا حاصل قول الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والآجري في الشريعة.


ليس المراد بالأحرف السبعة ما يوجد من الاختلاف في القراءات اليوم من رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة
- هذا الاختلاف ليس من معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) قاله ابن جرير في تفسيره
وتعليله: لأنه معلوم أن الاختلاف في حرف من القرآن على هذا المعنى لا يوجب المراء به كفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة.

شبهات وأجوبتها
1: هل يوجد حرفا في كتاب الله مقروءا بلغات سبع مختلفات الألفاظ، متفقات المعنى.
الجواب: قال ابن جرير في تفسيره: لا ندّع أن ذلك موجود اليوم، وإنما أخبرنا أن ذلك هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، على نحو ما جاءت به الأخبار.
2: لم لم تحفظ الأمة جميع الأحرف السبعة وهي مأمورة بحفظ كتاب الله تعالى؟
الجواب: قال ابن جرير في تفسيره:لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الأمة وهي مأمورة بحفظها.
ولكن الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت، فرأت لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات والقراءة بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية.
3: ما العلة التي أوجبت عليها الثبات على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟
فالجواب: ما جاء في رواية أنس وزيد وغيرهما من حصول الاختلاف في القراءة في زمن عثمان، حتى أظهر بعضهم إكفار بعض، وتلاعن أهل الشام والعراق، فرأى عثمان رضي الله عنه لما بلغه ذلك أن يجمع الناس على مصحف واحد، فيحملهم على حرف واحد إشفاقا منه عليهم، ورأفة منه بهم، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام، والدخول في الكفر بعد الإيمان، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها، طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها، لدثورها وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منها صحتها وصحة شيء منها ولكن نظرا منها لأنفسها ولسائر أهل دينها.
حاصل قول ابن جرير وغيره
4: فإن قيل: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها؟
فالجواب: قيل:إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة، وفي تركهم نقل ذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين،
وإذ اكان ذلك كذلك،لم يكن القوم بتركهم نقل جميع القراءات السبع، تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما يكون فيه النظر للإسلام وأهله من النصح ودرء الاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى ومن ذلك ما اجتمعوا عليه من الاقتصار على حرف واحد دون بقية الأحرف.
حاصل قول ابن جرير وغيره
5: هل يكون مناظرة الفقهاء في الفقه، فيقول أحدهم: قال اللّه تعالى كذا، وقال النّبيّ كذا وكذا، فهل يكون هذا من مراءٍ في القرآن؟
الجواب: ليس هذا مراءً، مادام الفقيه يقوله على جهة البيان والنّصيحة مبيّنا حجّته فيه بقال اللّه تعالى كذا وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جهة النّصيحة والبيان، لا على جهة المماراة، قال الحسن: المؤمن لا يداري ولا يماري، ينشر حكمة اللّه، فإن قبلت حمد اللّه وإن ردّت حمد اللّه عزّ وجلّ وعلا. قاله الآجري في الشريعة


بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
بالنسبة لتلخيص الآثار والأحاديث
كما تعلمين إما أن نذكر الحديث من مخرجه - الراوي الذي التقت عند طرق الحديث - ، أو نذكره من رواية الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
مثال :

اقتباس:

(4) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
(5) عن الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: (نزل القرآن على سبعة أحرفٍ) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُنزل القرآن على سبعة أحرف ". رواه الطبراني في المعجم الكبير ، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ " نزل القرآن .." .

التقويم :
95 %

وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 08:29 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
رفع القرآن في آخر الزمان
عناصر الموضوع:
ما روي في بيان رفع القرآن في آخر الزمان
... حديث أبي هريرة مرفوعا: (يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ)
... أثر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
... أثر حذيفة رضي الله عنه
... أثر إبراهيم رحمه الله

بيان مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ)*
الأدلة على أنه من الله بدأ
بيان مراد السلف بقولهم: (وإليه يعود)*
• حاصل مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ وإليه يعود)*
ذكر الإجماع على ذلك
• أقوال العلماء*
• سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن من الله بدأ ومنه خرج.


فهرسة مسائل: (رفع القرآن في آخر الزمان)

- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله، فنحن نقولها.)) رواه جماعةٌ، عن فضيلٍ، منهم المقدّم، وأورده ابن منده.
- قال عبد الله بن مسعود: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , وآخر ما يبقى الصلاة , وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم أوشك أن يرفع".
قالوا: وكيف وقد أثبته الله في قلوبنا , وأثبتناه في المصاحف.
قال: "يسرى عليه ليلا فيذهب ما في قلوبكم , ويرفع ما في المصاحف , ثم قرأ عبد الله: {ولئن شئنا لنذهب [ لنذهبن ] بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا}" رواه سعيد بن منصور، ورواه ابن بطة بألفاظ متقاربة، وفي رواية عنده بزيادة: «يصبح النّاس كأمثال البهائم»
- قال عبد الله: (إنّ هذا القرآن الّذي بين أظهركم يوشك أن ينزع منكم، قال: قلت: كيف ينزع منّا وقد أثبته اللّه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا قال: يسرى عليه في ليلةٍ واحدةٍ فينتزع ما في القلوب ويذهب ما في المصاحف ويصبح النّاس منه فقراء، ثمّ قرأ {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}. رواه ابن أبي شيبة
- قال عبد الله: (كيف أنتم إذا أسري على كتاب الله فذهب به ؟ قال: يا أبا عبد الرّحمن، كيف بما في أجواف الرّجال، قال: يبعث اللّه ريحًا طيّبةً فتكفت كلّ مؤمنٍ) رواه ابن أبي شيبة
- قال حذيفة: يوشك أن يبلى الإسلام كما يبلى الثّوب الخلق، ويقرأ النّاس القرآن لا يجدون له حلاوةً فيبيتون ليلةً ويصبحون وقد أسري بالقرآن، وما كان قبله من كتابٍ حتّى ينزع من قلب شيخٍ وعجوزٍ كبيرةٍ، فلا يعرفون وقت صلاةٍ، ولا صيامٍ، ولا نسكٍ، ولا شيءٍ ممّا كانوا عليه) رواه اللالكائي
- قال إبراهيم: "يسرى بالقرآن ليلا فيرفع من أجواف الرجال فيصبحون : ولا يصدقون حديثا , ولا يصدقون النساء , يتسافدون تسافد الحمير , فيبعث الله ريحا فتقبض روح كل مؤمن"). رواه سعيد بن منصور

2: بيان مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ)*
حاصل قولهم مشتمل على الجمل التالية:
- أنه خرج من الله تعالى فهو المتكلّم به سبحانه
- أنه من الله ليس بباين عنه
- أنه كلام الله غير مخلوق.
- أنه من عند الله جاء.
- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:" مِنْهُ " أَيْ هُوَ المُتَكَلِّمُ بِهِ، ذكره الشيخ الفياض
- وجمع ذلك الشيخ الفياض فقال: وَأَمَّا مَعْنَاهُ فَإِنَّ قَوْلَهُمْ (مِنْهُ بَدَأَ) أَيْ هُوَ المُتَكَلِّمُ بِهِ وَهُوَ الذي أَنْزَلَهُ مِن لدُنْه.

3: الأدلة على أنه من الله بدأ.
- قال تعالى: (وَلَـكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنَّي) وجه الاستدلال: إخباره أنَّ القولَ منه لا مِن غيرِه مِن المخلوقاتِ، و (مِن) لابتداءِ الغايةِ، وإذا كان المجرورُ بها صفةً ولم يُذكَرْ لها مَحلٌّ كان صفةً لِلَّهِ، ذكره الشيخ الرشيد
- وقال: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ).
- عن جُبيرِ بنِ نُفيرٍ، قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ)) رواه أحمد، وذكره الشيخ الرشيد
- وَرُوِيَ عَن أَبِي أُمَامَةَ عَن النَّبِيِّ صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ " - يَعْنِي القُرْآنَ، ذكره الشيخ الفياض

4: بيان مراد السلف بقولهم: (وإليه يعود)*
- أي يرجع ويعود، وذلك بأنْ يُسْرَى به في آخرِ الزَّمانِ، ويُرفَعُ فلا يَبْقى في الصُّدورِ مِنه ولا في المصاحِفِ منه آيةٌ، كما جاء ذَلِكَ في عِدَّةِ آثارٍ، وهُوَ أحدُ أشراطِ السَّاعةِ الكِبارِ، ذكر ذلك الشيخ الرشيد والفياض وهو معنى ما ورد في الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين.

5: حاصل مراد السلف بقولهم في القرآن: (منه بدأ وإليه يعود)*
- أَيِ أن اللَّهُ تعالى هو المُتَكَلِّمُ بِالقُرْآنِ ابْتِدَاءً حَقِيقَةً وَإِلَيْهِ يَعُودُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَذَلكَ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَأَمَارَاتِهَا. قاله الفياض.
- فهذا القول هو المأثور الثابت عن السلف، الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة كما سبق.

6: ذكر الإجماع على ذلك
قال الشيخ الفياض: وَمَذْهَبُ سَلَفِ الأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا مِن الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لهُمْ بِإِحْسَانٍ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ المُسْلمِينَ كَالأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَهُوَ الذي يُوَافِقُ الأَدِلَّةَ العَقْليَّةَ الصَّرِيحَةَ، أَنَّ القُرْآنَ كَلامُ الَّلهَ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ.
- قال عمرو بن دينارٍ: أدركت مشايخنا والنّاس منذ سبعين سنةً يقولون: القرآن كلام اللّه، منه بدأ وإليه يعود. رواه اللالكائي، ورواه عن ابن عيينة بهذا اللفظ.
- وممن جَمَـعَ الآثَارِ في ذلك عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَيْنِ الحَافِظِ أَبِي الفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، وَالحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ المَقْدِسِيِّ، ذكره الشيخ الفياض

7: أقوال العلماء*
- قال ابن تيمية: (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ)
- قال الشيخ الرشيد: (منه بَدَا) أي: ظَهَر وخَرجَ منه -سُبْحَانَهُ- أي: هُوَ المتكلِّمُ به، وهُوَ الذي أنْزَلَه مِن لَدُنْه.
- قال الشيخ الفياض: القُرْآنَ كَلامُ الَّلهَ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، فَهُوَ المُتَكَلِّمُ بِالقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِن كَلامِهِ ليْسَ مخلوقاً منفصلاً عَنْهُ، وقال: فَالقُرْآنُ العَرَبِيُّ كَلامُ اللَّهِ وَقَدْ بَيَّنَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الكِتَابَ وَالقُرْآنَ العَرَبِيَّ نَزَلَ مِن اللَّهِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ السَّلَفِ: " مِنْهُ بَدَأَ ".

8: سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن من الله بدأ ومنه خرج.
- للرد على الجهمية -ومن نحا نحوهم- لقولهم أنه خلقه في غيره فيكون قد بدا وخرج من ذلك المحل لا من الله، فبيّن السلف أن القرآن من الله بدا وخرج أي هو المتكلّم به، وهذا حاصل كلام السلف وأهل العلم.
- قال الشيخ الرشيد: مَن قال: إنَّه مخلوقٌ يقولُ: إنَّه خُلِقَ في بعضِ المخلوقاتِ القائمةِ بنَفْسِها، فمْن ذَلِكَ المخلوقِ نَزَلَ وبَدَأَ، ولم يَنْزِلْ مِن اللَّهِ، فإخبارُ اللَّهِ أنَّه مَنَزَّلٌ مِن اللَّهِ يُناقِضُ أنْ يكونَ قد نَزَلَ مِن غيرِه.
-قال الشيخ الفياض: ليْسَ كَمَا تَقُولُهُ الجَهْميَّةُ: إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي الهَوَاءِ أَوْ غَيْرِهِ وَبَدَأَ مِن عِنْدِ غَيْرِهِ.
________________________
* استفدت بعض العناوين من تلخيص الأخت: هِند.


أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- ورد في هذا الموضوع كثير من النقول المتعلقة بمسألة خلق القرآن ضمن شرح عبارة " منه بدأ وإليه يعود " ، والمطلوب في فهرسة هذا الموضوع التركيز على ما يخص " وإليه يعود " ، لأنه المعني بموضوع رفع القرآن في آخر الزمان ، وما سوى ذلك من المسائل الاستطرادية.
- مثلا نبين هنا معنى رفع القرآن ، ووقته ، وكيفيته ، وآثاره .... وكلها مسائل تستنبط من الأحاديث والآثار وكلام العلماء.

التقويم : 95%.
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 09:04 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة مسائل أحكام المصاحف







إجابة الأسئلة:
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
معنى المصحف: من أُصحف أي جُمع بعضه إلى بعض، ذكره الأزدي، وهو معنى قول الفراء ذكره الأزهري، وقول الجوهري ذكره الأفريقي.
ومعناه: الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين، قاله الخليل، والليث ذكره الأزهري، والأفريقي.

- وأما اللغات في المصحف، ففيه ثلاث لغات:
ضم الميم وكسرها وفتحها، قاله النووي، وهو معنى ما ذكره الأفريقي.
فالضم لغة أهل نجد وقيس، ذكره الأزدي، وأبو زيد ذكره الأزهري، وأبو عبيد ذكره الأفريقي.
والكسر لغة تميم، ذكره الأزدي، وأبو زيد ذكره الأزهري، وأبو عبيد ذكره الأفريقي.
والضم والكسر هما المشهورتان، قاله النووي
قال الفراء: (يُقَال: مُصحفٌ ومِصْحَف، قَالَ: فاستثقلت العربُ الضمة فِي حُرُوف فَكسرت الْمِيم، وَأَصلهَا الضَّم، فَمن ضَمّ جَاءَ بِهِ على أَصله، وَمن كَسره فلاستثقاله الضمة.) ذكره الأزهري
وأما الفتح، ذكره النووي عن النحاس وغيره، وذكره الأفريقي عن اللحياني عن الكسائي، وقال:( وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، وقال: وَلَمْ يَذْكُرْ [أبو عبيد] مَنْ يَفْتَحُهَا وَلَا أَنها تُفْتَحُ)

- معنى الربعة: صُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، ذكره الفيروزآبادى في القاموس المحيط.

- معنى الرصيع: زِرّ عُرْوة الْمُصحف، ذكره الأزهري والأفريقي.


2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟
حكمه: كافر، قاله النووي وشيخ الإسلام وزاد فيه أنه: (مباح الدم)


[ فصَّل الشيخ صالح بن محمد الرشيد في حكم من تعمد إلقاء المصحف في القاذورات ، فذكر أن الحكم عليه بالردة مرتبط بمن ألقاه استخفافًا لا لعلةٍ أخرى قد يُعذر به كمن قصد إخفاءه ، قال :
" على أن بعض الفقهاء قد قيد الحكم بحصول الردة الفعلية بالإلقاء المذكور مصحوبا بقصد الامتهان , لا أن يكون الحامل عليه خوفا من تلف جزئى أو كلى هدده به قادر على مثله , أو حمله على مثل هذا الصنيع ضرورة ملجئة , فلا كفر إذا .
ثم اختلفوا فى تأثيمه والحالة هذه ... " ]

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
فيها أقوال:
1: أنها تدفن، رواه أبو عبيد القاسم عن إبراهيم النخعي، ونقله الزركشي والسيوطي عن بعض الحنفية، ونقل عن الإمام أحمد ذكره الزركشي وقال: (وقد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام).
2: وقيل: لا يجوز وضعها في شق أو غيره؛ لأنه قد يسقط ويوطأ، ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب، قاله الحليمي، وذكره الزركشي والسيوطي.
3: وقيل: تغسل بالماء وإن أحرقها بالنار فلا بأس، واستدلوا بإحراق عثمان للمصاحف، قاله الحليمي وذكره الزركشي والسيوطي.
4: وقيل:الإحراق أولى من الغسل؛ لأن الغسالة قد تقع على الأرض، ذكره الزركشي والسيوطي.
5: وقيل: بمنع الإحراق وأنه خلاف الاحترام، جزم به القاضي حسين، وكرهه النووي، ذكره الزركشي والسيوطي.



التقويم : أ+



السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار
عناصر الموضوع:
الأحاديث والآثار الواردة في السفر بالمصاحف إلى بلاد الكفار.
... حديث ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا: {نهى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ}
... مرسل الأوزاعي: {كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف...}
... أثر الحسن: {كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم}
- طرق حديث ابن عمر وألفاظه

...قوله في حديث ابن عمر: (مخافة أن يناله العدو) أمدرج هو أم من أصل الحديث؟

... سبب قول البخاري في ترجمته لحديث ابن عمر: (( وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ العَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ القُرْآنَ))
حكم السفر بالمصحف إلى أرض الكفار.
... مجمل الخلاف

...مسألة: هل يُعطى ملك الكفار المصحف لو طلبه للتدبر؟
...مسألة: هل يكون من الكفار استخفاف بالقرآن وهم يرون بلاغته وإعجازه؟
- حكم السفر بكتب الحديث

مسائل أوردها أهل العلم في شرحهم لحديث ابن عمر متعلقة ببيع المصحف من الكافر وتعليمه إياه ونحو ذلك.
- حكم بيع المصحف من الكافر



- حكم تعليمه الكافر
- معاملة الكفار بالنقود التي عليها اسم الله تعالى











تلخيص مسائل موضوع: (السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار)





1- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» رواه مالك والبخاري ومسلم والنسائي وأبو عبيد القاسم وابن أبي داود بألفاظ مختلفة ومتقاربة، وذكر صالح الرشيد أنه أخرجه كذلك من الأئمة: الشافعي وأحمد.


2- قال الأوزاعيّ: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار) رواه ابن أبي داود
3- قال الحسن: (كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم). رواه ابن أبي داود

تعدد طرق حديث ابن عمر وألفاظه
- قال الدارقطني والبرقاني: لَمْ يَرْوِهِ بِلَفْظِ الْكَرَاهَةِ إِلَّا مُحَمَّدُ بن بشر، وَلَفْظُهُ: كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ، رواه إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ، ذكره ابن حجر وقال:لَفْظَ الْكَرَاهِيَةِ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ.

- وأَفَادَ هذا اللفظ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقُرْآنِ الْمُصْحَفُ لَا حَامِل الْقُرْآن، قاله ابن حجر

- قال صالح الرشيد : (وقد روى حديث ابن عمر من طرق كثيرة لدى طائفة من المصنفين فى الحديث وبألفاظ مختلفة تتضمن النهى عن السفر بالقرآن تارة , أو شئ منه تارة أخرى , أو المصاحف تارة ثالثة.

وقد استقصى أبو بكر ابن أبى داود فى كتاب المصاحف تلك الطرق عن السفر بالقرآن والمصاحف إلى أرض العدو مرفوعًا وموقوفًا .)
قوله: (مخافة أن يناله العدو) أمدرج هو أم من أصل الحديث؟




- قال النووي: ( وَهَذِهِ الْعِلَّةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْحَدِيثِ هِيَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَلِطَ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ فَزَعَمَ أَنَّهَا مِنْ كَلَامِ مَالِكٍ)
- فأَكْثَرُ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ جَعَلُوا التَّعْلِيلَ مِنْ كَلَامِهِ وَلَمْ يرفعوه، قاله أبو عمر وَأَشَارَ إِلَى أَن ابن وَهْبٍ تَفَرَّدَ بِرَفْعِهَا، ذكره ابن حجر وقال: وَلَيْسَ كَذَلِكَ، قال:فهَذِه الزِّيَادَة رَفعهَا بن إِسْحَاقَ، وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيّ وابن مَاجَهْ فَصَحَّ أَنَّهُ مَرْفُوعٌ وَلَيْسَ بِمُدْرَجٍ.
- والسبب أن أكثر الرواة عن مالك جعلوا التعليل من كلامه ولم يرفعوه:


قال ابن حجر: (وَلَعَلَّ مَالِكًا كَانَ يَجْزِمُ بِهِ ثُمَّ صَارَ يَشُكُّ فِي رَفْعِهِ فَجَعَلَهُ مِنْ تَفْسِيرِ نَفسه.)
بيان سبب قول البخاري في ترجمته لهذا الحديث: ( وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ العَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ القُرْآنَ)
قال ابن حجر: أَشَارَ الْبُخَارِيُّ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّهْيِ عَنِ السَّفَرِ بِالْقُرْآنِ السَّفَرُ بِالْمُصْحَفِ خَشْيَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ لَا السَّفَرُ بِالْقُرْآنِ نَفْسِهِ، قال: وَادَّعَى الْمُهَلَّبُ أَنَّ مُرَادَ الْبُخَارِيِّ بِذَلِكَ تَقْوِيَةُ الْقَوْلِ بِالتَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْعَسْكَرِ الْكَثِيرِ وَالطَّائِفَةِ الْقَلِيلَةِ فَيَجُوزُ فِي تِلْكَ دُونَ هَذِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.



2
حكم السفر بالمصحف إلى أرض الكفار.


مجمل الخلاف في هذه المسألة
- أجمل صالح الرشيد الأقوال الواردة في هذه المسألة، قال:(والمتأمل للنصوص السالفة الذكر فى مسألة السفر بالمصاحف إلى أرض الكفر يخلص إلى أن لأهل العلم فى هذه المسألة أقوالا ثلاثة :
"أحدها " أن السفر بالمصحف إلى دار الكفر محظور مطلقا , لافرق فى ذلك بين أن تكون دار حرب أو دار عهد لعموم النهى الوارد فى هذا الشأن , وللتعليل الذى تضمنته بعض ألفاظه والمتمثل فى الخوف من أن يناله الكفار بأيديهم وهو محتمل لامتهان والاستخفاف بالمصحف وحصول تحريف فيه ووضع أيديهم عليه .. وكل هذه المحاذير يتعين اتقاؤها .
" القول الثانى " أن محل النهى إذا خيف على المصحف وهو منتف مع الجيش والعسكر الكبير ذى الشوكة والمنعة .
" والقول الثالث " أن السفر بالمصحف إلى دار الكفر مباح سواء كانت دار حرب دخلها بأمان أو كانت دار عهد وعرف عن أهلها أنهم يوفون بالعهد , وقد نسب إلى أبى جعفر الطحاوى وأبى الحسن القمى من فقهاء الحنفية قول بأن النهى محمول على الزمن الأول حين كانت المصاحف قليلة مخافة أن يفوت شئ من القرآن فى دار الكفر , فيتأثر المسلمون بفواته.)
- وممن قال بالقول الأول: وهو المنع مطلقا: مالك، ذكره ابن عبد البر، وابن حجر، والنووي وقال: (وَقَالَ مَالِكٌ وَجَمَاعَةٌ من أصحابنا بالنهى مطلقا)، وظاهر قول السخاوي أنه يرجحه.
وحجتهم:
- أنه ظاهر الحديث فيمنع مطلقا، ذكره الهيتمي، ونقل ذلك صالح الرشيد.
- الخوف من تمكن الكفار من المصحف والخشية من وقوعه بين أيديهم وما يكون في ذلك من تعريضه للامتهان، ذكره ابن حجر عن بعض المالكية، ونقله صالح الرشيد: فيما حكاه الأنصاري في شرح الروض، وذكره الهيتمي، وقاله الخرشي في شرحه على خليل.
- أنه هو المختار الأحوط ، قاله الأذرعي، وذكره الهيتمي، ونقله صالح الرشيد.
- وقال بالقول الثاني: أبو حنيفة والبخاري، ذكره ابن عبد البر وابن حجر عن أبي حنيفة، وذكره النووي واختاره وقال: ( هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالْبُخَارِيُّ وَآخَرُونَ، قال: وحكى بن الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ الْجَوَازَ مُطْلَقًا وَالصَّحِيحُ عَنْهُ مَا سَبَقَ)، واختار هذا القول الزركشي.
وهو ما ذهب إليه الشافعية إذ أداروا الكراهة مع الخوف وجودا وعدما، ذكره ابن حجر.
حجتهم:
- أن اِلْعِلَّةِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْحَدِيثِ هِيَ خَوْفُ أَنْ يَنَالُه الكفار فَيَنْتَهِكُوا حُرْمَتَهُ فَإِنْ أُمِنَتْ هَذِهِ الْعِلَّةُ فَلَا كَرَاهَةَ وَلَا مَنْعَ مِنْهُ، قاله النووي وغيره، وجاء نحو هذا المعنى فى كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن مع شرحه للسرخسى،كما تعرض له السرخسى فى المبسوط، ونقل ذلك صالح الرشيد.
مسألة: هل يُعطى ملك الكفار المصحف لو طلبه للتدبر؟
- يحرم إرسال مصحف لهم ولو طلبه الملك ليتدبره خشية الإهانة، قاله العدوي في حاشيته على الخرشي، ومثله في الدردير مع الدسوقي ومثله في المنح، ذكره صالح الرشيد
- قال العدوى فى حاشيته على الخرشى : (" قوله خشية الإهانة " أى : بوضعه فى الأرض والمشى عليه بنعالهم) ، ذكره صالح الرشيد
- والمراد بالمصحف: ما قابل الكتاب الذى فيه الآية ونحوها، ذكره العدوي في حاشيته على الخرشي، وذكره فى الدردير مع الدسوقى ومثله فى المنح، ذكره صالح الرشيد.
قال صالح الرشيد: وقد روى حديث ابن عمر من طرق كثيرة لدى طائفة من المصنفين فى الحديث وبألفاظ مختلفة تتضمن النهى عن السفر بالقرآن تارة , أو شئ منه تارة أخرى , أو المصاحف تارة ثالثة .
مسألة: هل يكون من الكفار استخفاف بالقرآن وهم يرون بلاغته وإعجازه؟
قال السرخسى فى المبسوط: (فإن قيل: أهل الشرك وإن كانوا يزعمون أن القرآن ليس بكلام الله تعالى فيقرون أنه كلام حكيم فصيح فكيف يستخفون به؟
" قلنا ": إنما يفعلون ذلك مغايظة للمسلمين , وقد ظهر ذلك من فعل القرامطة فى الموضع الذي أظهروا فيه اعتقادهم على ماذكره ابن رزام فى كتابه أنهم كانوا يستنجون بالمصاحف)، وجاء نحوه فى كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن مع شرحه للسرخسى ، ذكره صالح الرشيد.
حكم السفر بكتب الحديث

- ومثل المصحف كتب الحديث فيما يظهر، جاء في الدردير مع الدسوقي ومثله في المنح، ذكره صالح الرشيد.
- وقال العدوى فى حاشيته على الخرشى : (وينبغى تحريم السفر بكتب الحديث كالبخارى لاشتماله على آيات كثيرة) ذكره صالح الرشيد.





3: مسائل أوردها أهل العلم في شرحهم لحديث ابن عمر متعلقة ببيع المصحف من الكافر وتعليمه إياه ونحو ذلك.
- حكم بيع المصحف من الكافر
- يحرم، وهو قول المالكية استدلالا بحديث ابن عمر، وحجتهم: قالوا: لِوُجُودِ الْمَعْنَى الْمَذْكُورِ فِيهِ وَهُوَ التَّمَكُّنُ مِنَ الِاسْتِهَانَةِ بِهِ.، ذكره ابن حجر وقال: (وَلَا خِلَافَ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ)، وهو قول محمد بن الحسن واختاره النووي وقال: (ويحرم بيعه من الذمى)، ذكر ذلك صالح الرشيد
- وَإِنَّمَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ هَلْ يَصِحُّ لَوْ وَقَعَ وَيُؤْمَرُ بِإِزَالَةِ مِلْكِهِ عَنْهُ أَمْ لَا؟ ذكره ابن حجر
ففى صحة البيع قولان:
الأول: لا يصح , وهو قول الشافعي.
والثانى: يصح .
ذكر هذه الأقوال النووي وصحح القول الأول ، وقال في الثاني: ويؤمر فى الحال بإزالة ملكه عنه، وهو كذلك قول محمد بن الحسن: قال: (لو اشتراه ذمى أجبر على بيعه) ، ذكر ذلك صالح الرشيد
- وقال محمد بن الحسن: (وكذلك كتب الفقه بمنزلة المصحف فى هذا الحكم.) جاء فى كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن مع شرحه للسرخسى، نقله صالح الرشيد.
- حكم تعليمه الكافر
- وَاسْتُدِلَّ بهذا الحديث عَلَى مَنْعِ تَعَلُّمِ الْكَافِرِ الْقُرْآنَ، وفيه أقوال:
1: المَنَعَ مُطْلَقًا، قول مالك، واختاره السخاوي قال: (وإذا كان المسلم لا يمس القرآن وهو محدث؛ فكيف يجوز أن يعلمه المشرك فيكتبه. وإذا كان المسلم الجنب لا يقرأه؛ فكيف يجوز أن يقرأه الكافر.)
2: الجواز مطلقًا، قول الحنفية.
3: وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَوْلَانِ.
4: التفصيل: بَيْنَ الْقَلِيلِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ فَأَجَازَهُ وَبَيْنَ الْكَثِيرِ فَمَنَعَهُ، وهذا قول بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ، وَيُؤَيِّدُ ذلك قِصَّةُ هِرَقْلَ حَيْثُ كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ الْآيَاتِ، وَقَدْ نَقَلَ النَّوَوِيُّ الِاتِّفَاقَ عَلَى جَوَازِ الْكِتَابَةِ إِلَيْهِمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ .
ذكر هذه الأقوال ابن حجر.
- معاملة الكفار بالنقود التي عليها اسم الله تعالى
قال النووي: (وَكَرِهَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ مُعَامَلَةَ الْكُفَّارِ بِالدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ الَّتِي فِيهَا اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى وَذِكْرُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى)

التقويم : أ+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 10:19 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل آداب التلاوة

إجابة الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
الأول: يجب الإخلاص في تلاوة القرآن
- لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، والأمر للوجوب، والدليل: حديث جابر مرفوعا: (اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل ..) رواه الإمام أحمد، وأبو داود وأورده محمد بن عبد الوهاب في فضائل القرآن.
- ولأن من قرأه رياءً لينال ثناء الناس ويُقال قارئ؛ فإنه متوعّد بالعذاب في النار، والدليل: حديث أبي هريرة مرفوعا: ( ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) رواه مسلم وأورده محمد بن عبد الوهاب في فضائل القرآن.
- ومن تعلّم علماً ممّا يبتغى به وجه الله تعالى، لا يتعلّمه إلا ليصيب به عرضاً من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة، رواه الآجري عن أبي هريرة مرفوعا.
- جاء في أحاديث مرفوعة يرويها عدد من الصحابة بألفاظ مختلفة ومتقاربة ذم من يتعجّل أجر تلاوته، وأن ذلك من خصال المنافقين، ومن ذلك حديث جابر مرفوعا: (وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه) رواه سعيد بن منصور، والإمام أحمد، والفريابي، والآجري، وأبو داود وأورده محمد بن عبد الوهاب، ورواه أبو عبيد القاسم عن سهل بن سعد مرفوعًا، ورواه عبدالرزاق وسعيد بن منصور عن محمد بن المنكدر مرسلًا، ورواه أبو عبيد القاسم والفريابي عن أنس وسهل مرفوعا في معناه، ورواه الآجري عن سهل مرفوعا في معناه.
- جاء في أحاديث مرفوعة الأمر بسؤال الله تعالى بالقرآن، والنهي عن سؤال الناس به، أو التأكل والمباهاة به، والدليل: حديث أبي سعيد مرفوعا: (تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا) رواه أبو عبيد.
ورواه أبو عبيد القاسم، والآجري، ورواه أحمد وأورده محمد بن عبد الوهاب من حديث عبد الرحمن بن شبل مرفوعا وفيه:(ولا تأكلوا به)
- جاء عن عمر رضي الله عنه أنهم كانوا لا يعلمون أن أحدًا يقرأه لغير الله تعالى، وأمر رضي الله عنه بالإخلاص في قراءته وحضّ على ذلك قال: ( فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم ) رواه سعيد بن منصور والفريابي والآجريّ والرّازي والسخاوي.
- قسم السلف القرّاء إلى ثلاثة؛ منهم من قرأه لله تعالى فكان محل ثناء، والباقي قرأه لغير الله تعالى فكان محل ذمّ، جاء ذلك في آثار عن علي والحسن البصري رضي الله عنهم رواها الآجري.
- ما جاء في وصف الخوارج الذين قاتلهم علي رضي الله عنه أنهم قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم،رواه الفريابي عن أبي ذر، وعن جابر بن عبد الله، وعن سهل بن حنيف ، وعن عمر، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وأبي برزة الأسلمي، وعبد الله بن عمرو، وسهل بن سعد، وعقبة بن عامر مرفوعا، ورواه النسائي عن سهل بن حنيف وأبي سعيد الخدري مرفوعًا.
الثاني: السؤال بالقرآن منهي عنه وكذلك التأكل والمباهاة به، وصاحبه مذموم ومتوعد.
- جاء في أحاديث مرفوعة يرويها عدد من الصحابة بألفاظ مختلفة ومتقاربة ذم من يتعجّل أجر تلاوته، وأن ذلك من خصال المنافقين، كما سبق.
- وكذلك ذم من يتأكل بالقرآن ويباهي به، وسبق ذكر ما فيه من الأحاديث المرفوعة عن أبي سعيد الخدري، وعبدالرحمن بن شبل.
- ومن تأكل به فذلك من خصال غير المؤمنين، رواه الآجري عن أبي سعيد الخدري.
- وكذلك جاء ذم من يسأل الناس بالقرآن، كما في حديث عمران بن حصين مرفوعا: (فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس) رواه سعيد بن منصور، والترمذي، والآجريّ، وأورده عبد الرزاق في تفسيره، ورواه أحمد وأورده محمد بن عبد الوهاب، ورواه أبو عبيد القاسم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
قال ابن مسعود: "سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم".رواه أبو عبيد القاسم
- ومن يستأكل به فهو متوعد على ذلك، رواه أبو عبيد القاسم من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا، وحديث أبيّ بن كعب مرفوعًا.
- قال زاذان:" من قرأ القرآن ليستأكل الناس , جاء يوم القيامة , ووجهه عظم ليس عليه لحم" رواه أبوعبيد وابن أبي شيبة والآجري
الثالث: للإخلاص آثار حسنة على حامل القرآن في نفسه وعلمه ومن حوله.
- الإخلاص سبيل لصيانة علم صاحبه، ووضعه عند أهله، وسيادته على أهل زمانه، رواه الآجري عن ابن مسعود.
- من كان همّه الله تعالى والدار الآخرة، كفاه الله هم الدنيا، دليله حديث ابن مسعود مرفوعا: (من جعل الهمّ همّاً واحداً؛ همّ آخرته، كفاه الله عزّ وجلّ همّ دنياه) رواه الآجريّ
- الإخلاص سبيل لحامل القرآن لأن يكون من أولياء الله تعالى الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء، وهؤلاء في حملة القرآن أعز من الكبريت الاحمر، رواه الآجري عن الحسن
- من أخلص لله تعالى فإنه يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما، قاله أبو عبيد في بيان معنى (التغن) في مرسل سعيد بن أبي سعيد.
-الإخلاص يحمل صاحبه على إكرام القرآن والعلم الذي آتاه الله تعالى فلا يسعى بهما في قضاء حوائجه، رواه أبو عبيد القاسم عن معمر بن سليمان النخعي وجاء عن الآجري والنووي وغيرهم نحوه.
- المخلص يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى فيجتهد في شكرها؛ قاله الزركشي في البرهان.
- حامل القرآن المخلص لله تعالى لا يسأل بهذا القرآن إلا الله تعالى متبعا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وغير المخلص فإنه يسأل بهذا القرآن الناس، ويتأكل ويباهي به، وجاء ذم ذلك في الأحاديث المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
- حامل القرآن المخلص معظّم لآيات الله والقرآن فلا يؤثر عليها الدنيا، قال حذيفة المرعشي: ( من قرأ القرآن ثم آثر الدنيا لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين) رواه الآجري.
- حامل القرآن المخلص يطلب الرّفعة من الله عزّ وجلّ لا من المخلوقين، ماقتاً للكبر، خائفاً على نفسه منه، قاله الآجري.
- وذكر الآجري في كتابه: (أخلاق حملة القرآن) جملة من الأخلاق الشريفة التي ينبغي لحملة القرآن الاتصاف والتعلّق بها، وذكر كذلك غيرها من قبيح الأخلاق التي يجب عليهم أن يتجافوا عنها، قال: أهل القرآن ينبغي أن تكون أخلاقهم مباينةً لأخلاق من سواهم ممّن لم يعلم كعلمهم، إذا نزلت بهم الشّدائد لجؤوا إلى الله الكريم فيها، ولم يلجؤوا فيها إلى مخلوقٍ، وكان الله عزّ وجلّ أسبق إلى قلوبهم، قد تأدّبوا بأدب القرآن والسّنّة، فهم أعلامٌ يقتدى بفعالهم، لأنّهم خاصّة الله وأهله.
الرابع: من قرأ القرآن لغير الله تعالى كان لذلك آثار سيئة في نفسه وعلمه ومن حوله.
- أنهم لما طلبوا بهذا القرآن شرف الدّنيا حرموا شرف الآخرة، وبطل سعيهم إذ بذلوه لأهل الدّنيا طمعاً في دنياهم، أعاذ الله حملة القرآن من ذلك، قاله الآجريّ
- من أخلاق هذا الصنف من القرّاء: أن يكون حافظاً لحروف القرآن، مضيّعاً لحدوده، متعظّماً في نفسه، متكبّراً على غيره، قاله الآجري
- أنه يفخر على النّاس بالقرآن، ويحتجّ على من دونه في الحفظ بفضل ما معه من القراءات، قاله الآجري
- أنه كثير الكلام بغير تمييزٍ، يعيب كلّ من لم يحفظ كحفظه، ومن علم أنّه يحفظ كحفظه طلب عيبه، قاله الآجري
- أنه ليس للخشوع في قلبه موضعٌ، كثير الضّحك والخوض فيما لا يعنيه، قاله الآجري
- أنه راغبٌ في الدّنيا، وما قرّب منها، لها يغضب ويرضى، يستقضي من الناّس حقّ نفسه، ولا يستقضي من نفسه ما لله عليها، يغضب على غيره زعم لله، ولا يغضب على نفسه لله، قاله الآجري
- لا يتأدّب بأدب القرآن، ولا يزجر نفسه عن الوعد والوعيد، لاهٍ غافلٌ عمّا يتلو أو يتلى عليه، همّته حفظ الحروف، إن أخطأ في حرفٍ ساءه ذلك، لئلا ينقص جاهه عند المخلوقين، وما قد ضيّعه فيما بينه وبين الله تعالى ممّا أمر به في القرآن، أو نهي عنه، غير مكترثٍ به، قاله الآجري
- أخلاقه في كثير من أموره أخلاق الجهّال الّذين لا يعلمون، لا يأخذ نفسه بالعمل بما أوجب عليه القرآن، قاله الآجري
- وقد ذكر الآجري في كتابه: (أخلاق حملة القرآن) جملة من الأخلاق الدنيّة التي يجب لحامل القرآن المجافاة عنها.
ومن علامات سوء نيّة قارئ القرآن
- أنه يقرأه ويتعلمه ليسأل به الناس، كما في حديث عمران بن حصين أورده عبد الرزاق في تفسيره.
- أنه يقيم قراءته فلا يترك واوا ولا ألفًا لكنه لا يجاوز ترقوته، فلا يفقهه ولا يعمل به، جاء ذلك في آثار عن حذيفة وفضالة رواه أبو عبيد القاسم.
- أنه يعلّمه من يجادل به أهل العلم، رواه أبو عبيد القاسم عن معاوية
- أنه يباهي بقراءته وحفظه، ويقارئ غيره ليغلبه ، رواه أبو عبيد القاسم عن الحسن
- أنه ينبذ العمل به، رواه أبوعبيد القاسم عن الشعبي، وهو معنى مارواه سعيد بن منصور عن عمر
- أنهم يستحلون محارمه، رواه الترمذي عن صهيب
- أنهم يقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم، رواه أبو عبيد عن ابن مسعود
- أنهم لا يعلمون السنة، رواه أبو عبيد القاسم عن الحسن
- أنه يقصد التكثر بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه، ويكره قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به، قاله النووي.
- أنهم يقرأون القرآن وهي أثقل عليهم من نقل الحجارة، رواه ابن أبي شبية عن أبي الجوزاء
- عن العبّاس بن عبد المطلّب رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يظهر هذا الدّين حتّى يجاوز البحار، وحتّى يخاض بالخيل في سبيل الله، ثمّ يأتي قومٌ يقرأون القرآن، فإذا قرأوه قالوا: قد قرأنا القرآن، فمن أقرأ منّا !، فمن أعلم منّا !»، ثمّ التفت إلى أصحابه، فقال: «هل ترون في أولئك من خيرٍ؟»، قالوا: لا، قال: «فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمّة، وأولئك هم وقود النّار»). رواه الآجري
- قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«ليرثنّ هذا القرآن قومٌ، يشربونه كما يشرب الماء، لا يجاوز تراقيهم». رواه الآجري
- وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)). رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك وقال: أدخله النار، أورده النووي
وصية العلماء من السلف والخلف لحملة القرآن بالإخلاص لله تعالى وصيانة القرآن وإجلاله
- قال الفضيل بن عياض: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو. رواه الآجري
- قال ميمون بن مهران: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس. رواه الآجري
- قال الحسن بن الرّبيع البورانيّ: كنت عند عبد الله بن إدريس، فلمّا قمت، قال لي: سل عن سعر الأشنان ، فلمّا مشيت ردّني، فقال: لا تسل، فإنّك تكتب منّي الحديث، وأنا أكره أن أسأل من يسمع منّي الحديث حاجةً.رواه الآجري
- قالَ السيوطيُّ في التحبير: (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال).

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
خارج الصلاة:
مستحب فيما ثبت فيه النص من الآيات وما كان في معناه، وهو قول النووي وابن عثيمين، وهو كذلك اختيار القرطبي، والإيجي الشافعي، ومحمد الجاوي، ومحمد الرعيني، ومحمد المباركفوري.
داخل الصلاة:
فيه أقوال:
القول الأول: من قال بالتفريق بين الفرض والنفل، قالوا: هو مستحب في النفل دون الفرض، وهو قول ابن عثيمين.
وحجته: قال: أنه لم ينقل في صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يفعل ذلك في الفرض ، ولو كان سنة لفعله ، ولو فعله لنقل ؛ فلما لم ينقل علمنا أنه لم يفعله ، ولما يفعله علمنا أنه ليس بسنة.
القول الثاني: لم يفرّقوا بين الفرض والنفل، فهو مستحب في الصلاة عمومًا، وهو الظاهر من قول النووي والجاوي، والمباركفوري.
- ومن أصحاب هذا القول من اقتصر فيه على الآيات التي ثبتت بالنص:
- فنقل البهوتي: أنه يقول: سُبْحَانَكَ ، فَبَلَى إذَا قَرَأَ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } نَصًّا ، فَرْضًا كَانَتْ أَوْ نَفْلًا ؛ لِلْخَبَرِ ؛ وَأَمَّا { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فَفِي الْخَبَرِ فِيهَا نَظَرٌ.
- واقتصر مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ على سورة التين.
حكم قول ذلك للمأموم:
صحيح ، وهو قول محمد الحطّاب الرعيني وابن عثيمين، وقال ابن عثيمين: إلا أن يشغله ذلك عن الاستماع إلى الإمام فلا يفعله، لكن إن جاء ذلك في آخر الآية التي يقف عليها الإمام فإنه لا يشغله.

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
يجب عليه الرد باللفظ، وهو قول النووي
وحجته: أنه إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين، فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام، ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى.
ورد السلام واجب بالجملة والله أعلم
وفيه قول آخر: أنه يكفيه الرد بالإشارة، وإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة، قاله أبو الحسن الواحدي، وذكره النووي وضعفه.
- والأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قاله أبو الحسن الواحدي وذكره النووي

التقويم :
أ+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 10:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
تعظيم القرآن


عناصر الموضوع:
بيان عظمة القرآن
ما جاء في عظمة قَدْرِه
ما جاء في عظمة صفاته
اللوازم التي تقتضيها هذه العظمة في قلب المؤمن به
الإجماع على وجوب تعظيم القرآن وصيانته
الاعتصام بالقرآن
من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالله العظيم
حكم من استخف بشيء من القرآن
حكم من أهان المصحف
من النصيحة لكتاب الله تعالى تعظيمه وتنزيهه واحترامه
عناية السلف الصالح بكتاب الله تعالى
بيان هدي السلف الصالح في تعظيم القرآن
إكرام القرآن والتأدب معه
حكم من أساء الأدب مع القرآن
حكم القيام للمصحف
حكم قول: سورة صغيرة
الرضا بالقرآن
تعظيم الحلف بالقرآن
النهي عن الاختلاف في القرآن
التحذير من الفجور بالقرآن
التحذير من الجفاء عن القرآن



تلخيص مسائل موضوع: (تعظيم القرآن)


1●بيان عظمة القرآن
- هو حياة القلوب وغذاؤها، ودواؤها من عللها وشفاؤها، وأنسها من وحشتها وبهاؤها، وميزانها الذي تزن به الأمور، وتدرك به حقائق الأمور، وعواقب الأمور.
- ولعَظَمَة القرآن مظاهر ولوازم وآثار تجل عن الوصف والعد، وتفوت على الحصر والحد، ولا تحيط بها معرفة العبد، ولها أصول جامعة تدل اللبيب على ما تتضمنه من المعاني الكثيرة الجليلة.
- ووصفه بأنه عظيم؛ يتضمن عظمة قَدْرِهِ وَعَظَمَةَ صفاته
- ومن عظمة قَدْرِه:
أنه كلام الله تعالى؛ الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن، فكلامه تعالى صفة من صفاته اللائقة بعظمته ومجده.
أنه فرقان بين الهدى والضلال، والحق والباطل؛ فمَن قال به صدق، ومن حَكَم به عدل، ومن جاهد به نُصر، ومن حاجَّ به غَلب.
أنه {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}، وهو الفصل ليس بالهزل.
أنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه، فهو شامل لجميع ما يحتاجه الفرد وتحتاجه الأمة من الهداية في كل شأن من الشؤون.
أن من اعتصم به عُصِمَ من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه، وهدي إلى سبل السلام من كل شر يخشى منه.
كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها.
إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته.
أنه أفضل الكتب المنزلة، قد اختار الله له أفضل رسله، وخير الأمم، وأفضل البقاع، وخير الليالي لنزوله، وفي ذلك من الإنباء عن عظمة قدره ما يكفي .
أن خصه الله بأحكام ترعى حرمته وتبين جلالة شأنه؛ كالندب إلى التطهر من الحدث عند تلاوته، وتحريم تلاوته في الأماكن النجسة وفي حال السجود والركوع، ومن حلف به انعقدت يمينه؛ ومن استهزأ به أو بشيء منه ولو بكلمة فقد كفر وخرج من الملة فإن مات ولم يتب حرمت عليه الجنة، وكان من الخالدين في النار.
أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة لا يساميها كتاب؛ فهو عزيز عليهم، عظيم القدر عندهم، يجلُّونه إجلالاً عظيماً ويؤمنون به، وينصتون عند تلاوته، بل إنهم من إجلالهم للقرآن يجلُّون قارئ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه.
أن تحدَّى الله تعالى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا.
- ومن عظمة قدر القرآن في الآخرة:
أنه يظلّ صاحبه في الموقف العظيم حين تدنو الشمس من الخلائق.
أنه يشفع لصاحبه، ويحاجّ عنه؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )).
أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسند والسنن من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
- وأما عظمة صفاته:
وصفه الله تعالى بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته؛ إذ عظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف، فوصفه بأنه عزيز وكريم، وعليٌّ وحكيم، ومبارك ومجيد، إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة.
واجتماع هذه الصفات الجليلة في موصوف واحد دليل ظاهر على عظمته.
واتصافه في كل صفة من هذه الصفات بالعظمة فيها دليل آخر على عظمة تملأ قلب من يتأملها ويوقن أنه عظيم جد عظيم؛ فهو عظيم في عزته، عظيمٌ في علوّه، عظيم في إحكامه وحكمه، عظيم في مجده، عظيم في بركته، عظيم في كرمه، وكذلك سائر صفاته الجليلة العظيمة، كل صفة منها قد حاز هذا القرآن العظمةَ فيها.
- اللوازم التي تقتضيها هذه العظمة في قلب المؤمن به:
أن يعرف له قدره ويعظّمه في قلبه
أنه يعظمه إذا تحدث عنه، وإذا تلاه، وإذا تلي عليه
أنه يتبع ما أنزل الله فيه من البينات والهدى، ويهتدي بهداه ، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}. ملخصًا وبتصرف يسير من كلام الشيخ عبد العزيز الداخل في عدة المفسّر.


2● الإجماع على وجوب تعظيم القرآن وصيانته
- أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته، ذكره النووي
- كما أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه، ذكره النووي


3● الاعتصام بالقرآن
جاء في آثار عن الصحابة رضوان الله عليهم الأمر بالاعتصام بالقرآن والسنة والرجوع إليهما عند الاختلاف وحصول الفتن وظهور البدع والضلالات.
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إن ناسا يجادلونكم بشبيه القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى» رواه الآجري.
- كان معاذ بن جبل، رضي الله عنه يقول في كل مجلس يجلسه: «هلك المرتابون، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد، والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول: ما بال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، فيقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة» رواه الآجري
- قال سلمان لزيد بن صوحان: « كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان؟ »
قال: « إذاً أكون مع القرآن »، قال: « نعم الزيد إذاً أنت» رواه ابن أبي شيبة
- قال ابن جريج في قوله تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به}, قال: «بالقرآن». رواه أبو عبيد القاسم
- رأى حذيفة من الناس كثرة , فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟».
قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت». رواه أبو عبيد القاسم


4● من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالله العظيم
- أجمع المسلمون على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر، ذكره النووي، وقاله القاضي عياض ذكره النووي، وروى نحوه أبو عبيد القاسم عن إبراهيم النخعي.
- قال أبو عثمان بن الحذاء: (جميع أهل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر). ذكره النووي.
- وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ لقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف، ذكره النووي


5● من النصيحة لكتاب الله تعالى تعظيمه وتنزيهه واحترامه
- عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)). رواه مسلم، وأورده النووي. من النصيحة لكتاب الله تعالى هنا: الإيمان بأنه كلام الله تعالى، وتنزيهه لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها، إلى آخر ما ذكره العلماء من النصيحة لكتاب الله تعالى، ذكره النووي في التبيان.
6● حكم من استخف بشيء من القرآن
- من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحد حرفا منه أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، قاله القاضي عياض ذكره النووي
- حكم من أهان المصحف
- من لعن المصحف فإنه يقتل. أفتى محمد بن أبي زيد، ونقله القاضي عياض رحمه الله، وذكره النووي في التبيان.
- ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا، ذكره النووي



7● عناية السلف الصالح بكتاب الله تعالى
- كان الصحابة يحرصون على أخذ القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، ويعرضون عليه ما لديهم، رواه محمد الضريس عن ابن مسعود
- واعتنى السلف بفهم القرآن، ومعرفة معاني آياته، رواه أبو عبيد القاسم عن ابن عباس، وأبي الدرداء
- كما حرصوا على الازدياد من علوم القرآن، ولو كلفهم ذلك الرحلة إليه، رواه أبو عبيد القاسم ومحمد الضريس عن ابن مسعود.
- وكانوا يغتمّون إذا مرّ بهم من الأمثال والآيات ما لا يعرفون معناه، رواه أبو عبيد القاسم عن عمرو بن مرة
- ومنهم من استفرغ علمه القرآن، رواه أبو عبيد القاسم عن مجاهد


8● بيان هدي السلف الصالح في تعظيم القرآن
- قال إبراهيم النخعي : "كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا". رواه أبو عبيد القاسم وقال: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، فيأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى} وهذا من الاستخفاف بالقرآن.
- وكانوا ينهون عن أن يناظر بالكتاب أو السنة، فيجعل لهما نظيرًا من القول أو الفعل، قاله ابن شهاب ذكره أبو عبيد القاسم.
- وكان من هديهم إكرام القرآن والعلم وتعظيمهما وصيانتهما عن أن يستقضوا به حوائجهم أو يأتوا به إلى الملوك، رواه أبو عبيد عن معمر بن سليمان
- جمع أبو موسى الأشعري الّذين قرأوا القرآن، وهم قريبٌ من ثلاثمائةٍ، فعظّم القرآن،وأوصاهم باتباعه، رواه الآجري
- وكانوا يرون أنه لا ينبغي لحامل القرآن أن يلهو أو يسهو أو يلغو كغيره تعظيما للقرآن، قاله الفضيل ذكره النووي في التبيان



9● إكرام القرآن والتأدب معه
- من إكرام القرآن والعلم أن لا يسعى بهما صاحبه في قضاء حوائجه، أو يأتي به إلى الملوك، كما سبق من رواية أبو عبيد القاسم عن معمر بن سليمان النخعي
- وكان السلف يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا، كما سبق من رواية أبو عبيد عن إبراهيم النخعي
- قال النووي: أكرم الله تعالى هذه الأمة بكتابه، وأمرها بالاعتناء به والإعظام، وملازمة الآداب معه، وبذل الوسع في الاحترام.
- عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: (كتاب ربي كتاب ربي)، رواه الدارمي بإسناد صحيح ، وأورده النووي.
- وإكرام القرآن والتأدب معه هو من معنى النصيحة لكتاب الله تعالى، كما سبق فيما ذكره النووي.
- كما لا ينبغي لحامل القرآن أن يلهو أو يسهو أو يلغو كغيره تعظيما لحق القرآن، قاله الفضيل وأورده النووي وقد سبق.
- ومن استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما فهو كافر بإجماع المسلمين، كما سبق مما قاله القاضي عياض وذكره النووي.
- وأجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه، ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا. كما سبق فيما ذكره النووي
- كما ويحرم توسده، بل توسد آحاد كتب العلم حرام، ذكره النووي
- ومن إكرام القرآن والتأدب معه ومعرفة حقه أن يستحضر صاحب القرآن علو شأنه بكونه طريقا لكتاب الله تعالى وصدره مصحفا له فيكفّ نفسه عن الرذائل، ويقبل على العمل الصالح ، مع حسن ترتيله وتلاوته، هو من قول الزركشي في البرهان
- حكم القيام للمصحف
- القيام للمصحف لا يُعلم فيه شيء مأثور عن السلف، قاله ابن تيمية.
- وذهب بعضهم إلى استحباب القيام للمصحف إذا قدم به عليه ، وهذا اختيار النووي وغيره، وظاهر كلام ابن تيمية الميل إليه قال: فأما إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض، فقد يقال: لو تركوا القيام للمصحف مع هذه العادة لم يكونوا محسنين في ذلك ولا محمودين، بل هم إلى الذم أقرب، حيث يقوم بعضهم لبعض، ولا يقومون للمصحف الذي هو أحق بالقيام، حيث يجب من احترامه وتعظيمه ما لا يجب لغيره.
- وحجتهم: القياس؛ أن القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى
- حكم قول: سورة صغيرة
- كرهه بعض السلف تعظيمًا للقرآن.
- قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: (أنت أصغر منها وألأم، القرآن كله عظيم.). رواه أبو عبيد القاسم
حكم من أساء الأدب مع القرآن
- من قال لصبي: "لعن الله معلمك وما علمك"، يريد سوء الأدب ولم يرد القرآن، فإنه يؤدّب، أفتى محمد بن أبي زيد، ونقله القاضي عياض رحمه الله، وذكره النووي في التبيان


10●الرضا بالقرآن
- من أُعطي القرآن فلا يمد عينيه إلى شيء مما صغره القرآن، بل يعتقد أن ما أعطاه الله تعالى من القرآن خير وأبقى من الدنيا وما فيها، قاله سفيان بن عيينة وذكره السخاوي.

11● تعظيم الحلف بالقرآن
- عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها يمين صبر فمن شاء بر ومن شاء فجر))). رواه ابن أبي شيبة وأورده السيوطي واللفظ له، ورواه ابن بطة عن الحسن مرسلًا.
- وروى حنظلة بن خويلد عن ابن مسعود أنه مرّ في السوق برجلٍ يحلف بسورةٍ من القرآن أو آيةٍ، فقال: "يا حنظلة أترى هذا يكفر عن يمينه, إن لكل آية كفارة , أو قال : يمين" رواه سعيد بن منصور، واللالكائي، وفي رواية أبي كنف: أن الرجل كان يحلف بسورة من القرآن أ بسورة البقرة، رواه سعيد بن منصور، وابن بطة.
- قال عبد الله : "من حلف بالقرآن, فعليه بكل آية يمين , ومن كفر بآية من القرآن فقد كفر به كله"). رواه سعيد بن منصور، واللالكائي.

12● النهي عن الاختلاف في القرآن
- قال ابن مسعود: (إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.) رواه مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ
- قال عبد الله بن مسعود لرجل: (أتكذب بكتاب الله , وتشرب الخمر ؟!, والله لا تبرح حتى أجلدك الحد) رواه النسائي

13● التحذير من الفجور بالقرآن
- جاء في حديث عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا أنه يخرج في هذه الأمة قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم وحلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، قال: وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق وقال : "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" أخرجاه وأورده محمد بن عبد الوهاب.


14● التحذير من الجفاء عن القرآن
- عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال : (( أتاني الليلة اثنان فذهبا بي قالا : انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان . ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى فقلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا : هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة)).
وفي رواية : ((الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة)) رواه البخاري
- عن أبي موسى أنه قال لقراء البصرة : " اتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم "رواه مسلم
- وعن ابن مسعود قال : " إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم" رواه مسلم
ذكر هذه الآثار الشيخ محمد بن عبد الوهاب

التقويم : أ+
زادكِ الله علمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir