دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > شرح أصول السنة لأبي القاسم اللالكائي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 رجب 1434هـ/21-05-2013م, 01:12 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 220
افتراضي سياق ما روي في بيعة أبي بكرٍ وترتيب الخلافة وكيفيّة البيعة

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في بيعة أبي بكرٍ وترتيب الخلافة وكيفيّة البيعة
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1360]
2436 - أخبرنا محمّد بن الحسن الفارسيّ، قال: أنا أحمد بن سعيدٍ الثّقفيّ، قال: نا محمّد بن يحيى الذّهليّ، قال: نا عبد الرّزّاق، قال: أنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاسٍ، قال: كنت أقرئ عبد الرّحمن بن عوفٍ في خلافة عمر، فلمّا كان في آخر حجّةٍ حجّها ونحن بمنًى، أتاني عبد الرّحمن بن عوفٍ منزلي عشاءً فقال: لو شهدت أمير المؤمنين اليوم، وأتاه رجلٌ فقال: إنّي سمعت فلانًا يقول: لو قد مات أمير المؤمنين، لقد بايعت فلانًا، فقال عمر: إنّي لقائمٌ العشيّة في النّاس فمحذّرهم هؤلاء الرّهط الّذين يريدون أن يغتصبوا المسلمين أمرهم، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ الموسم مجمع رعاع النّاس وغوغائهم، وإنّهم الّذين يغلبون على مجلسك، وإنّي أخشى إن قلت اليوم مقالةً أن يطيّروا بها كلّ مطيّرٍ، ولا يعوها، ولا يضعوها على مواضعها، ولكن أمهل يا أمير المؤمنين حتّى تقدم المدينة فإنّها دار الهجرة والسّنّة، وتخلص بالمهاجرين والأنصار، فتقول ما قلت متمكّنًا، فيعوا مقالتك، ويضعوها على مواضعها. فقال عمر: أما واللّه إن شاء اللّه لأقومنّ بها في أوّل مقامٍ أقومه بالمدينة، قال: فلمّا قدم المدينة وجاء يوم الجمعة، هجّرت لمّا حدّثني عبد الرّحمن بن عوفٍ، فوجدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ قد سبقني بالتّهجير جالسًا إلى جنب المنبر، فجلست إلى جنبه تمسّ ركبتي ركبته ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1360]
فلمّا زالت الشّمس خرج علينا عمر، قال: فقلت وهو مقبلٌ: أما واللّه ليقولنّ أمير المؤمنين على هذا المنبر اليوم مقالةً لم تقل قبله، قال: فغضب سعيد بن زيدٍ فقال: وأيّ مقالةٍ يقول لم يقل قبله؟ قال فلمّا جاء عمر المنبر أخذ المؤذّن في أذانه، فلمّا فرغ المؤذّن من أذانه قام عمر فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي أريد أن أقول مقالةً قد قدّر لي أن أقولها، لا أدري لعلّها بين يدي أجلي، فمن وعاها وعقلها وحفظها، فليحدّث بها حيث تنتهي راحلته، ومن خشي أن لا يعيها فإنّي لا أحلّ لأحدٍ أن يكذب عليّ، إنّ اللّه بعث محمّدًا بالحقّ، وأنزل معه الكتاب، فكان فيما أنزل آية الرّجم، فرجم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ورجمنا بعده، وإنّي خائفٌ أن يطول بالنّاس زمانٌ، فيقول قائلٌ: واللّه ما نجد الرّجم في كتاب اللّه؛ فيضلّوا بترك فريضةٍ أنزلها اللّه، ألا وإنّ الرّجم حقٌّ على من زنى إذا أحصن، وقامت البيّنة أو كان الحمل والاعتراف، ثمّ قد كنّا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفرٌ بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ثمّ إنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: " لا تطروني كما أطرت النّصارى عيسى ابن مريم؛ فإنّما أنا عبد اللّه، فقولوا: عبد اللّه ورسوله "، ثمّ إنّه بلغني أنّ قائلًا منكم يقول: لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلانًا، فلا يغترّنّ امرؤٌ أن يقول: إنّ بيعة أبي بكرٍ كانت فلتةً، وقد كانت كذلك إلّا أنّ اللّه تعالى وقى شرّها، وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكرٍ؛ فإنّه كان خيرنا حين توفّي رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم. إنّ عليًّا، والزّبير، ومن معهما تخلّفوا عنّا في بيت فاطمة، وتخلّفت عنّا الأنصار بأسرها في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكرٍ، فقلت: يا أبا بكرٍ انطلق
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1361]
بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا نؤمّهم، فلقينا رجلين صالحين من الأنصار قد شهدا بدرًا فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار قالا: فارجعوا، فاقضوا أمركم بينكم، فقلت: واللّه لنأتينّهم فأتيناهم، فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة بين أظهرهم رجلٌ مزمّلٌ، فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة، قلت: وشأنه؟ قالوا: هو وجعٌ. قال: فقام خطيب الأنصار، فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثمّ قال: أمّا بعد، فنحن الأنصار، وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر قريشٍ رهطٌ منّا، وقد دفّت إلينا منكم دافّةٌ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، ويحضنونا من الأمر، وقد زوّرت في نفسي مقالةً، وكنت أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكرٍ، وكنت أداري من أبي بكرٍ بعض الحدّة، وكان أوقر منّي وأحلم فلمّا أردت الكلام قال: على رسلك، فكرهت أن أعصيه، فحمد اللّه أبو بكرٍ، وأثنى عليه، ثمّ قال: واللّه ما ترك كلمةً كنت زوّرتها إلّا جاء بها أو بأحسن منها في بديهته، ثمّ قال: أمّا بعد، فما ذكرتم فيكم من خيرٍ يا معشر الأنصار، فأنتم له أهلٌ، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلّا لهذا الحيّ من قريشٍ، وهم أوسط العرب دارًا ونسبًا، وإنّي قد رضيت لكم أحد هذين الرّجلين، فبايعوا أيّهما شئتم، وأخذ بيدي، وبيد أبي عبيدة بن الجرّاح قال: فواللّه ما كرهت ممّا قال شيئًا غير هذه الكلمة، كان واللّه أن أقدّم فتضرب عنقي لا يقرّبني ذلك إلى إثمٍ أحبّ إليّ من أن أتأمّر على قومٍ فيهم أبو بكرٍ، فلمّا قضى أبو بكرٍ مقالته قام رجلٌ من الأنصار، فقال: أنا جزيلها المحكّك، وعذيقها المرجّب، منّا أميرٌ، ومنكم أميرٌ يا معشر قريشٍ وإلّا أحلنا الحرب بيننا وبينكم جذعةً. قال: معمرٌ عن قتادة: فقال عمر بن الخطّاب: إنّه لا يصلح سيفان
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1362]
في غمدٍ واحدٍ، ولكن منّا الأمراء، ومنكم الوزراء. قال الزّهريّ في حديثه: فارتفعت الأصوات بيننا، وكثر اللّغط حتّى أشفقت الاختلاف، فقلت: يا أبا بكرٍ ابسط يدك أبايعك. قال: فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون، وبايعته الأنصار قال: ونزونا على سعدٍ، حتّى قال قائلٌ: قتلتم سعدًا قال: قلت: قتل اللّه سعدًا، وإنّا واللّه ما رأينا فيما حضرنا من أمرنا أمرًا كان أقوى من مبايعة أبي بكرٍ خشينا إن فارقنا القوم أن يحدثوا ببيعةٍ بعدنا، فإمّا أن نبايعهم على ما لا نرضى، وإمّا أن نخالفهم، فيكون فسادًا، فلا يغرّنّ امرأً أن يقول: إنّ بيعة أبي بكرٍ كانت فلتةً، فقد كانت كذلك غير أنّ اللّه وقى شرّها، وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكرٍ، فمن بايع رجلًا عن غير مشورةٍ من المسلمين، فإنّه لا يبايع له ولا هو، ولا الّذي بايعه تغرّة أن يقتلا قال الزّهريّ: وأخبرني عروة أنّ الرّجلين اللّذين لقياهما من الأنصار عويمر بن ساعدة، ومعن بن عديٍّ، والّذي قال: أنا جذيلها المحكّك، وعذيقها المرجّب حباب بن المنذر. أخرجه البخاريّ ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1363]
2437 - أنا عبد اللّه بن مسلم بن يحيى، قال: أنا الحسين بن إسماعيل، قال: نا أحمد بن الوليد السّالميّ، قال: نا إسماعيل بن أبي أويسٍ ح
2438 - وأنا عبد الرّحمن بن عمر، قال: أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، قال: نا جدّي يعقوب قال: حدّثني إسماعيل بن أبي أويسٍ، قال: نا سليمان بن بلالٍ، عن هشام بن عروة، قال: أخبرني عروة، عن عائشة
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1363]
أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مات، وأبو بكرٍ بالسّنح فقام عمر فقال: واللّه ما مات رسول اللّه. قال عمر: ما كان يقع في نفسي إلّا ذاك، وليبعثنّه اللّه فليقطعنّ أيدي رجالٍ وأرجلهم. فجاء أبو بكرٍ فكشف عن وجه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقبّله وقال: بأبي أنت وأمّي طبت حيًّا وميّتًا، لا والّذي نفسي بيده لا يذيقك اللّه الموتتين أبدًا. ثمّ خرج فقال: أيّها الحالف، على رسلك. فلمّا تكلّم أبو بكرٍ جلس عمر، فحمد اللّه أبو بكرٍ وأثنى عليه ثمّ قال: ألا من كان يعبد محمّدًا فإنّ محمّدًا قد مات، ومن كان يعبد اللّه فإنّ اللّه حيٌّ لا يموت، قال: {إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون} [الزمر: 30]، وقال: {وما محمّدٌ إلّا رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئًا وسيجزي اللّه الشّاكرين} [آل عمران: 144]، فنشج النّاس، واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منّا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فذهب إليهم أبو بكرٍ، وعمر بن الخطّاب، وأبو عبيدة، فذهب عمر يتكلّم فأسكته أبو بكرٍ، وكان عمر يقول: واللّه ما أردت بذلك إلّا أنّي قد هيّأت كلامًا وأعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكرٍ، ثمّ تكلّم أبو بكرٍ فتكلّم أبلغ النّاس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فقال الحباب بن المنذر: واللّه لا نقبل أبدًا، منّا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فقال أبو بكرٍ: لا، ولكنّا الأمراء وأنتم الوزراء؛ هم أوسط العرب دارًا وأعزّهم أحسابًا، بايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيّدنا وخيرنا، وأحبّنا إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم. فأخذ عمر يده فبايعه وبايعه النّاس، قال قائلٌ: قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر: قتله اللّه واللّفظ ليعقوب أخرجه البخاريّ عن إسماعيل
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1364]
2439 - أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قال: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ، قال: نا أبو سعيدٍ أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ قال: نا يحيى بن آدم، قال: حدّثني حميد بن عبد الرّحمن الرّويانيّ، عن سلمة بن نبيطٍ الأشجعيّ، عن نعيمٍ يعني ابن أبي هندٍ، عن نبيطٍ، يعني ابن شريطٍ، عن سالم بن عبيدٍ، وكان رجلًا من أهل الصّفّة، قال: أغمي على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في مرضه فأفاق فقال: حضرت الصّلاة؟ فقالوا: نعم. فقال: مروا بلالًا فليؤذّن، ومروا أبا بكرٍ فليصلّ بالنّاس. ثمّ أغمي عليه، ثمّ أفاق فقال مثل ذلك، فقالت عائشة: إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أسيفٌ. فقال: إنّكنّ صواحب يوسف، مروا بلالًا فليؤذّن، ومروا أبا بكرٍ فليصلّ بالنّاس. فأقيمت الصّلاة، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: أقيمت الصّلاة؟ قالوا: نعم. قال: " ادعوا إليّ إنسانًا أعتمد عليه. فجاءت بريرة وآخر معها فاعتمد عليهما، وإنّ رجليه لتخطّان في الأرض، حتّى أتوا أبا بكرٍ وهو يصلّي بالنّاس، فجلس إلى جنبه، فذهب أبو بكرٍ يتأخّر، فحبسه حتّى فرغ من الصّلاة، فلمّا توفّي نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال عمر: لإن تكلّم أحدٌ بموته لأضربنّه بسيفي هذا. فأخذ بساعد أبي بكرٍ، ثمّ أقبل يمشي حتّى دخل فأوسعوا له، حتّى دنا من نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم فانكبّ عليه، حتّى كاد يمسّ وجهه وجهه، حتّى استبان له أنّه قد توفّي، فقال: {إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون} [الزمر: 30]، فقالوا: يا صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم توفّي نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم. فعلموا أنّه كما قال، فقالوا: يا صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، هل تصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم. قالوا: يا صاحب رسول اللّه، بيّن لنا كيف نصلّي عليه؟ قال: يجيء قومٌ فيصلّون، ثمّ يجيء آخرون. قالوا: يا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1365]
صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، هل يدفن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم. قالوا: وأين؟ قال: حيث قبض اللّه روحه، فإنّه لم يقبض روحه إلّا في مكانٍ طيّبٍ، فعلموا أنّه كما قال، ثمّ قال: عندكم صاحبكم. وخرج أبو بكرٍ، فاجتمع المهاجرون فجعلوا يبكون يتدارون بينهم، فقالوا: انطلقوا بنا إلى إخواننا الأنصار؛ فإنّ لهم في هذا الحقّ نصيبًا. فأتوهم، فقالت الأنصار: منّا أميرٌ ومنكم أميرٌ. فقال عمر وأخذ بيد أبي بكرٍ: سيفان في غمدٍ واحدٍ لا يصطلحان، أو قال: لا يصلحان، وأخذ بيد أبي بكرٍ، فقال له: من له هذه الثّلاثة: {إذ يقول لصاحبه} [التوبة: 40] من صاحبه؟ {إذ هما في الغار} [التوبة: 40] من هما؟ {لا تحزن إنّ اللّه معنا} [التوبة: 40] مع من؟ ثمّ بسط يده فبايعه، ثمّ قال: بايعوا. فبايع النّاس بأحسن بيعةٍ، وأجملها
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1366]
2440 - أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، قال: نا أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي باللّه قال: نا يحيى بن جعفرٍ، قال: نا محمّد بن خالدٍ، قال: نا جعفر بن سليمان، عن إسماعيل بن أميّة، عن سعيد بن المسيّب، قال: خرج عليّ بن أبي طالبٍ لبيعة أبي بكرٍ، والنّاس يتكلّمون والأنصار، فنادى فيهم فأسمعهم: أيّكم يؤخّر من قدّم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ يعني أبا بكرٍ، فجاء عليٌّ بكلمةٍ لم يأت أحدٌ بمثلها
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1366]
2441 - أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، قال: نا محمّد بن عمرٍو، قال: نا محمّد بن أبي العوّام، قال: سمعت عبد العزيز القرشيّ يقول: سمعت سفيان الثّوريّ يقول: من قدّم على أبي بكرٍ وعمر رضوان اللّه عليهم أحدًا فقد أرزى على اثني عشر ألفًا من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، قبض رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو عنهم راضٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1366]
2442 - أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، قال: أنا محمّد بن
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1366]
هارون الرّويانيّ، قال: نا أحمد بن عبد الرّحمن، قال: نا عمّي، قال: أخبرني يونس، عن الزّهريّ، قال: أخبرني عبد اللّه بن كعب بن مالكٍ، أنّ ابن عبّاسٍ أخبره أنّ عليّ بن أبي طالبٍ خرج من عند رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في وجعه الّذي توفّي فيه، فقال النّاس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: أصبح بحمد اللّه بارئًا. فأخذ بيد عبّاس بن عبد المطّلب، فقال: ألا ترى؟ إنّك واللّه بعد ثلاثٍ عبد العصا، واللّه إنّي لأرى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سيتوفّى في وجعه هذا، وإنّي لأعرف في وجوه بني عبد المطّلب الموت، فاذهب إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فسل فيمن يكون هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أمرته فأوصى بنا. قال عليٌّ: واللّه لئن سألناها رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فمنعناها لا يعطيناها النّاس أبدًا، وإنّي واللّه لا أسألها رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أخرجه البخاريّ عن أحمد بن صالحٍ، عن ابن وهبٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1367]
أخبرنا أحمد بن عمر بن محمّدٍ الأصبهانيّ، قال: أنا عبد اللّه بن محمّد بن زيادٍ، قال: نا أحمد بن عبد الرّحمن الوهبيّ، قال: نا ابن وهبٍ، عن أويسٍ، عن الزّهريّ، أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا حضرت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم الوفاة وفي البيت رجالٌ منهم عمر فقال: «هلمّوا لكتابٍ أكتب لكم كتابًا لن تضلّوا بعده». فقال عمر: إنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللّه. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا له يكتب
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1367]
لكم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف عند رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، قال: «قوموا عنّي». قال عبيد اللّه: فكان ابن عبّاسٍ يقول: إنّ الرّزيّة كلّ الرّزيّة ما حال بين رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب باختلافهم ولغطهم أخرجه البخاريّ عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهبٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1368]
2443 - أنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أنا أحمد بن سعيدٍ الثّقفيّ، قال: نا محمّد بن يحيى، قال: نا نعيم بن حمّادٍ، نا ابن المبارك، أنا يونس، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: خرج أبو بكرٍ، ثمّ قال: من كان عنده عهدٌ من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فليأتنا. قال عمر: لو كان منه عهدٌ كان عهده إلى اللّه ثمّ إليك
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1368]
2444 - أنا عبد اللّه بن أحمد المقرئ، قال: نا الحسين بن إسماعيل، قال: نا يعقوب الدّورقيّ، قال: نا وكيعٌ، قال: نا مالك بن مغولٍ، عن طلحة بن مصرّفٍ، قال: قلت لعبد اللّه بن أبي أوفى: " هل أوصى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: لا. قال: فكيف أمر المسلمين بالوصيّة؟ فقال: أوصى بكتاب اللّه عزّ وجلّ " قال الهذيل بن شرحبيل: وأبو بكرٍ كان يتأمّر على وصيّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ ودّ أبو بكرٍ أنّه وجد من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عهدًا فخزم أنفه بخزامٍ. أخرجه البخاريّ ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1368]
2445 - أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمّد بن نصيرٍ، قال: نا يحيى بن محمّد بن البختريّ، قال: نا محمّد بن عبيد بن حسّابٍ، قال: نا يوسف بن يعقوب الماجشون، قال: أخبرني ابن شهابٍ، قال: كان من فضائل أبي بكرٍ الصّدّيق أنّه لم يكفر بالسّاعة قطّ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1369]
2446 - أنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أنا الحسين بن يحيى، قال: نا الفضل بن سهلٍ، قال: نا يزيد بن هارون، قال: نا مبارك بن فضالة، سمعت الحسن حلف باللّه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استخلف أبا بكرٍ. قال: وسمعت معاوية بن قرّة يقول: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استخلف أبا بكرٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1369]
2447 - أنا محمّد بن عثمان بن محمّدٍ الدّقيقيّ، قال: نا محمّد بن نوحٍ، قال: نا هارون بن إسحاق، قال نا وكيعٌ، عن الأعمش، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: قال أبو بكرٍ في مرضه الّذي مات فيه: انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي، وكلمةً تكلّمها، وقد كنت أصبت من الودك نحوًا ممّا كنت أصبت في التّجارة. قالت عائشة: فلمّا مات نظرنا، فإذا عبدٌ قويٌّ كان يحمل صبيانه، وناضحٌ كان يستقي عليه. قالت: فبعثنا به إلى عمر. قالت: فبكى عمر، وقال: رحمة اللّه على أبي بكرٍ، لقد أتعب من بعده تعبًا شديدًا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1369]
2448 - أنا أحمد بن عمر بن محمّدٍ، أنا الحسين بن أحمد بن الرّبيع، قال: نا حميد بن الرّبيع، قال: نا هشيمٌ، أنا حصين بن عبد الرّحمن ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1369]
عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: قال عمر بن الخطّاب: «خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكرٍ، فمن قال غير هذا فهو مفترٍ، وعليه ما على المفتري»
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1370]
2449 - أنا عيسى بن عليٍّ، قال: أنا عبد اللّه بن محمّدٍ، قال: نا داود بن عمرٍو، قال: نا عبد الجبّار، عن ابن أبي مليكة، قال: قالت عائشة: لمّا حضر أبي دعاني، فقال: يا بنيّة إنّي قد كنت أعطيتك خيبر، ولم تكوني حزتيها، وإنّي أحبّ أن تردّيها عليّ. قالت: فقلت: قد غفر اللّه لك يا أبت، واللّه لو كانت خيبر ذهبًا جميعًا لرددتها عليك. قال: فهي على كتاب اللّه يا بنيّة، إنّي كنت أتجر قريشٍ وأكثرهم مالًا، فلمّا شغلتني الإمارة رأيت إن أصبت من المال، فذكر داود كلمتين أو ثلاثةً لم أحفظ أنا، ثمّ قال: العباءة القطوانيّة، والخلاب، والعبد، فإذا قضيت فأسرعي به إلى ابن الخطّاب، يا بنيّة، ثيابي هذه فكفّنيني بها. قالت: فبكيت، فقلت: يا أبت نحن أيسر من ذلك. فقال: غفر اللّه لك، وهل ذلك إلّا للمهل؟ قالت: فلمّا مات بعثت بذلك إلى ابن الخطّاب، فقال: يرحم اللّه أباك، لقد أحبّ أن لا يترك لقائلٍ مقالًا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1370]
2450 - أنا محمّد بن عليّ بن النّضر، قال: نا عليّ بن عبد اللّه بن مبشّرٍ، قال: نا عبد الحميد بن بيانٍ، قال: نا خالد بن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرٍ، أنّه رأى في المنام كأنّ عليه حلّةً حبرةً، وعلى صدره كتبانٌ، فقصّها على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «حلّةٌ حبرةٌ خيرٌ لك من ولدك، والكتبان إمارة سنتين أو تلي أمر النّاس سنتين»
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1370]
2451 - أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، قال: أنا محمّد بن عبد اللّه، قال: نا معاذ بن المثنّى، قال: نا محمّد بن عبّادٍ، قال: نا سفيان، عن الوليد بن كثيرٍ، عن ابن صيّادٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: لمّا قبض رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ارتجّت مكّة بصوتٍ واحدٍ، فسمع ذلك أبو قحافة، فقال: ما هذا؟ قالوا: قبض رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم. قال: ما صنع النّاس بعده؟ قالوا: ولّوا ابنك. قال: أفرضيت بذلك بنو عبد شمسٍ وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم. قال: فلا مانع لما أعطى اللّه، ولا معطي لما منع. فلمّا مات ابنه ارتجّت مكّة بموته ووفاته، قال: ما هذا؟ قالوا: توفّي ابنك. قال: هذا خبرٌ جليلٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1371]
2452 - أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، قال: أنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، قال: نا الزّبير بن بكّارٍ، قال: حدّثني محمّد بن محمّد بن أبي قدامة، عن عثمان بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، قال: لمّا حضر أبا بكرٍ رضي اللّه عنه الوفاة، دعا عثمان بن عفّان، فأملى عليه عهده: هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدّنيا خارجًا منها، وأوّل عهده بالآخرة داخلًا فيها، وحتّى يؤمن الكافر، ويتوب الفاجر، إنّي استخلفت من بعدي عمر بن الخطّاب، فإن عدل فذلك رأيي فيه وظنّي، وإن جار وبدّل فالحقّ أردت، ولا أعلم الغيب، {وما توفيقي إلّا باللّه} [هود: 88]، {وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون} [الشعراء: 227]
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1371]
كلام أهل البيت في أبي بكرٍ وعمر
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1372]
2453 - أنا عبد الرّحمن بن عمر، قال: ثنا الحسين بن إسماعيل، قال: نا سعيد بن محمّد بن ثوّابٍ، قال: نا أزهر، عن ابن عونٍ، قال: سمعت يحيى بن شدّادٍ يقول: سمعت عليًّا يقول: أفضلنا أبو بكرٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1372]
2454 - أنا أحمد بن عبيدٍ، قال: أنا أحمد بن عبد اللّه بن بحيرٍ، قال: نا هلال بن العلاء، قال: نا أبي قال: نا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد بن أبي حسينٍ، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كنت في ناسٍ نترحّم على عمر حين وضع على سريره، فجاء رجلٌ من خلفي، فوضع يده على منكبي، فترحّم عليه وقال: ما من أحدٍ أحبّ أن ألقى اللّه بمثل عمله أحبّ إليّ منه، وإن كنت لأظنّ ليجعلك اللّه مع صاحبيك؛ فإنّي كنت كثيرًا أسمع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: «كنت أنا وأبو بكرٍ وعمر، وفعلت أنا وأبو بكرٍ وعمر»، فظننت أن يجعلك اللّه معهما. فإذا هو عليّ بن أبي طالبٍ " أخرجه البخاريّ ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1372]
2455 - أنا إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الإسماعيليّ، قال: أنا أحمد بن سلمان، قال: نا أبو عمر هلال بن العلاء بن هلالٍ، نا أبو العلاء بن هلالٍ، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: نا أبو سنانٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن النّزّال بن سبرة، قال: وافقنا من عليٍّ ذات يومٍ طيب نفسٍ ومزاجٍ، فقلنا له: يا أمير المؤمنين، حدّثنا عن أصحابك خاصّةً. قال: كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1372]
أصحابي. فقالوا: حدّثنا عن أبي بكرٍ الصّدّيق. قال: ذاك امرؤٌ أسماه اللّه صدّيقًا على لسان جبريل ولسان محمّدٍ، كان خليفة رسول اللّه على الصّلاة، رضيه لديننا، ورضيناه لدنيانا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1373]
2456 - أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، قال: أنا عليّ بن محمّد بن أحمد بن يزيد الرّياحيّ، قال: أنا أبي قال: نا الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سويد بن غفلة، قال: مررت بنفرٍ من الشّيعة يتناولون أبا بكرٍ وعمر وينتقصونهما، فدخلت على عليّ بن أبي طالبٍ فقلت: يا أمير المؤمنين، مررت بنفرٍ من أصحابك يذكرون أبا بكرٍ وعمر بغير الّذي هما له أهلٌ، ولولا أنّهم يرون أنّك تضمر لهما على مثل ما أعلنوا ما اجترءوا على ذلك. قال عليٌّ: أعوذ باللّه أن أضمر لهما إلّا الّذي نختار عليه المضيّ، لعن اللّه من أضمر لهما إلّا الحسن الجميل، أخوا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وصاحباه ووزيراه، رحمة اللّه عليهما. ثمّ نهض دامع العينين يبكي قابضًا على يدي حتّى دخل المسجد، فصعد المنبر، وجلس عليه متمكّنًا قابضًا على لحيته، وهو ينظر فيها، وهي بيضاء حتّى اجتمع له النّاس، ثمّ قام فتشهّد بخطبةٍ موجزةٍ بليغةٍ، ثمّ قال: ما بال أقوامٍ يذكرون سيّدي قريشٍ وأبوي المسلمين ما أنا عنه متنزّهٌ، وممّا قالوه بريءٌ، وعلى ما قالوا معاقبٌ، أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة لا يحبّهما إلّا مؤمنٌ تقيٌّ، ولا يبغضهما إلّا فاجرٌ رديءٌ، صحبا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم على الصّدق والوفاء، يأمران وينهيان، ويعفيان ويعاقبان، فما يجاوزان فيما يصنعان رأي رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ولا كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يرى كرأيهما رأيًا، ولا يحبّ كحبّهما أحدًا، مضى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو راضٍ عنهما، ومضيا والمؤمنون عنهما راضون، أمّره رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم على صلاة المؤمنين، فصلّى بهم تسعة أيّامٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1373]
في حياة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا قبض نبيّه، واختار له ما عنده، ولّاه المؤمنون ذلك، وفوّضوا إليه الزّكاة؛ لأنّهما مقرونتان، ثمّ أعطوه البيعة طائعين غير مكرهين، أنا أوّل من سنّ له ذلك من بني عبد المطّلب، وهو لذلك كارهٌ يودّ أنّ أحدًا منّا كفاه ذلك، وكان واللّه خير من بقي، أرحمه رحمةً، وأرأفه رأفةً، وأكيسه ورعًا، وأقدمه سنًّا وإسلامًا، شبّهه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بميكائيل رأفةً ورحمةً، وبإبراهيم عفوًا ووقارًا، فسار بسيرة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حتّى مضى على ذلك رحمة اللّه عليه، ثمّ ولي الأمر من بعده عمر، فاستأمر المسلمين في ذلك، فمنهم من رضي، ومنهم من كره، وكنت فيمن رضي، فلم يفارق عمر الدّنيا حتّى رضي به من كان كرهه، فأقام الأمر على منهاج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه، يتّبع آثارهما كما يتّبّع الفصيل أثر أمّه، فكان واللّه رقيقًا رحيمًا بالضّعفاء، وللمؤمنين عونًا، وناصرًا للمظلومين على الظّالمين، لا تأخذه في اللّه لومة لائمٍ، وضرب اللّه بالحقّ على لسانه، وجعل الصّدق من شأنه، حتّى إن كنّا لنظنّ أنّ ملكًا ينطق على لسانه، أعزّ اللّه بإسلامه الإسلام، وجعل هجرته للدّين قوامًا، ألقى له في قلوب المنافقين الرّهبة، وفي قلوب المؤمنين المحبّة، شبّهه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بجبريل فظًّا غليظًا على الأعداء، وبنوحٍ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حنيفًا مغتاظًا على الكافرين، الضّراء في طاعة اللّه آثر عنده من السّرّاء على معصية اللّه، فمن لكم بمثلهما رحمة اللّه عليهما، ورزقنا المضيّ على سبيلهما، فإنّه لا يبلغ مبلغهما إلّا باتّباع آثارهما والحبّ لهما، فمن أحبّني فليحبّهما، ومن لم يحبّهما فقد أبغضني، وأنا منه بريءٌ، ولو كنت تقدّمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشدّ العقوبة، ولكن لا ينبغي أن أعاقب قبل التّقدّم، ألا فمن أتيت به يقول بعد هذا اليوم إنّ عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكرٍ وعمر، ثمّ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1374]
اللّه أعلم بالخير أين هو، أقول قولي هذا، ويغفر اللّه لي ولكم
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1375]
2457 - أنا عبيد اللّه بن محمّدٍ، قال: نا عليّ بن محمّد بن أحمد، قال: نا أبي قال: نا أبو العوّام، قال: نا عمر بن إبراهيم الهاشميّ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول اللّه صلّى عليه وسلّم، قال: لمّا توفّي أبو بكرٍ رضي اللّه عنه ارتجّت المدينة بالبكاء ودهش القوم، كيوم قبض رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجاء عليّ بن أبي طالبٍ باكيًا مسترجعًا، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النّبوّة. حتّى وقف على باب البيت الّذي فيه أبو بكرٍ، فقال: رحمك اللّه يا أبا بكرٍ، كنت أوّل القوم إسلامًا، وأخلصهم إيمانًا، وأشدّهم نفسًا، وأخوفهم للّه، وأعظمهم غنًى، وأحوطهم على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، أحسنهم صحبةً، وأفضلهم مناقب، وأكبرهم سوابق، وأرفعهم درجةً، وأقربهم من رسوله، وأشبههم به هديًا وخلقًا وسمتًا وفعلًا، وأشرفهم منزلةً، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده، جزاك اللّه عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرًا، صدّقت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حين كذّبه النّاس، فسمّاك اللّه في كتابه صدّيقًا {والّذي جاء بالصّدق} [الزمر: 33]: محمّدٌ، {وصدّق به} [الزمر: 33]: أبو بكرٍ، آسيته حين يخلو، وقمت معه حين عنه قعدوا، صحبته في الشّدّة أكرم الصّحبة ثاني اثنين، وصاحبه والمنزّل عليه السّكينة، رفيقه في الهجرة ومواطن الكره، خلفته في أمّته أحسن الخلافة حين ارتدّ النّاس، وقمت بدين اللّه قيامًا لم يقمه خليفة نبيٍّ قطّ، قويت حين ضعف أصحابك، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسوله إذ همّ أصحابه، كنت خليفته حقًّا تنازع ولم تصدّع برغم المنافقين، وصغر الفاسقين، وغيظ المنافقين، وكره
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1375]
الحاسدين، قمت بالأمّة حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور اللّه إذ وقفوا، اتّبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتًا، وأعلاهم قوّةً، وأقلّهم كلامًا، وأصونهم منطقًا، أطولهم صمتًا، وأبلغهم قولًا، كنت أكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبًا، وأشدّهم يقينًا، وأحسنهم عملًا، وأعرفهم بالأمور، كنت واللّه للدّين يعسوبًا أوّلًا حين تفرّق النّاس عنه، وأخيرًا حين أقبلوا، كنت للمؤمنين أبًا رحيمًا إذ صاروا عليك عيالًا، فحملت أثقالًا عنها ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، فرعيت ما أهملوا، وشمّرت إذ خنعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا أدركت ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابًا صبًّا ولهبًا، وللمسلمين غيثًا وخصبًا؛ فطرت واللّه بغنائها، وفزت بحبائها، وذهبت بفضائلها، أحرزت سوابقها، لم تفلل حجّتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخن، كنت كالجبل لا تحرّكه العوّاصف، ولا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أمنّ النّاس عليه في صحبتك وذات يدك، وكما قال ضعيفًا في بدنك، قويًّا في أمر اللّه، متواضعًا في نفسك، عظيمًا عند اللّه، جليلًا في الأرض، كبيرًا عند المؤمنين، لم يكن لأحدٍ فيك مهمزٌ، ولا لقائلٍ فيك مغمزٌ، ولا لأحدٍ فيك مطمعٌ، ولا عندك هوادةٌ لأحدٍ، الضّعيف الذّليل عندك قويٌّ عزيزٌ حتّى تأخذ له بحقّه، والقويّ العزيز عندك ذليلٌ حتّى تأخذ منه الحقّ، القريب والبعيد عندك في ذلك سواءٌ، بيانك الحقّ والصّدق والرّفق، وقولك حكمٌ وحتمٌ، وأمرك حلمٌ وحزمٌ، ورأيك علمٌ وعزمٌ، فأقلعت وقد نهج السّبيل، وسهل العسير، وأطفيت النّيران، فاعتدل بك الدّين، وقوي الإيمان، وظهر أمر اللّه ولو كره الكافرون، وثبت الإسلام والمؤمنون؛ فسبقت واللّه سبقًا بعيدًا، وأتعبت من بعدك تعبًا شديدًا، وفزت بالخير فوزًا مبينًا؛ فجللت عن البكاء، وعظمت رزيّتك في
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1376]
السّماء، وهدّت مصيبتك الأنام؛ فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، رضينا عن اللّه قضاءه، وسلّمنا للّه أمره، فواللّه لن يصاب المسلمون بعد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مثلك أبدًا، كنت للدّين عزًّا وكهفًا، وللمؤمنين عزًّا وفيئةً وأنسًا، وعلى المنافقين غلظةً وغيظًا؛ فألحقك اللّه بنبيّك، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلّنا بعدك، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون. وسكت النّاس حتّى انقضى كلامه، ثمّ بكى أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، وقالوا: صدقت يا ختن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1377]
2458 - سمعت أبا أحمد عبيد اللّه بن أحمد الفرائضيّ يقول: سمعت أبا بكرٍ الأبهريّ الفقيه يقول: دخلت إلى أبي الحسن محمّد بن صالح بن أمّ شيبان القاضي لتهنئته في بعض الأعياد، فدخل أبو الحسن عبد الباقي بن نافعٍ لتهنئته، فتحدّث فقال: اجتمعت مع أبي طاهرٍ العلويّ، فقال: أحبّ أن تخرج لي حديث أسيد بن صفوان، يعني قول عليٍّ في أبي بكرٍ حين مات، قال: فقلت: نعم، فلمّا صرت إلى منزلي، فكّرت في نفسي، وقلت: رجلٌ علويٌّ، وفضيلةٌ لأبي بكرٍ لا آمنه، أو معنى هذا، قال: وكنت صحبت أبا الفضل بن عبد السّميع الهاشميّ إمام سامرّاء في كتب الحديث والعلم، فإذا أنا به يدقّ عليّ الباب في بعض الأيّام في السّحر، ففتحت له فدخل، فقال لي: ما الّذي أحدثت؟ قال: فقلت: ما أحدثت أمرًا ولا مكروهًا، قال: فإنّي رأيت كأنّي أنا وأنت دخلنا مسجد الجامع، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جالسٌ في الرّواق الّذي بين الصّحنين وحوله أصحابه، فسلّمت أنا عليه فردّ عليّ، وسلّمت فلم يردّ عليك...، فقلت: يا رسول اللّه إنّه ممّن لا يتّهم، قال: فقال لي: إنّه كما قلت، ولكنّه قد ضجع، قال عبد الباقي: فأخبرته بالّذي كان منّي ومن ابن طاهرٍ، فقال لي: أخرجه واحمله إليه هذا لفظه ومعناه
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1377]
قول عبد اللّه بن جعفرٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1378]
2459 - أنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أنا الحسين بن يحيى، قال: نا الفضل بن سهلٍ، قال: نا الحميديّ، ثنا يحيى، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفرٍ، قال: ولينا أبو بكرٍ، خير خليفةٍ، أرحمه بنا، وأحناه علينا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1378]
قول عليّ بن الحسين
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1378]
2460 - أنا عليّ بن محمّد بن أحمد بن يعقوب، قال: نا أحمد بن سعدان، قال: نا عبد اللّه الضّرير والمعروف بأبي العيناء محمّد بن القاسم، قال: نا يعقوب بن محمّدٍ الزّهريّ، عن ابن أبي حازمٍ، عن أبيه قال: قيل لعليّ بن الحسين: كيف كانت منزلة أبي بكرٍ وعمر من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: كمنزلتهما اليوم وهما ضجيعاه
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1378]
2461 - أنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: نا أحمد بن محمّد بن مخلدٍ، قال: نا عبد اللّه بن شبيب بن خالدٍ، قال: نا يحيى العتكيّ، قال: قال هارون الرّشيد لمالكٍ: كيف كان منزلة أبي بكرٍ وعمر من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: كقرب قبرهما من قبره بعد وفاته. قال: شفيتني يا مالك
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1378]
قول محمّد بن عليّ بن الحسين
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1378]
2462 - أنا محمّد بن رزق اللّه، وعبيد اللّه بن محمّدٍ، قالا: أنا عبد الصّمد بن عليٍّ، قال: نا محمّد بن غالبٍ، قال: نا محمّد بن الصّبّاح، قال:
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1378]
نا أبو عقيلٍ، يعني يحيى الحذّاء، عن كثيرٍ النّوّاء، قال: قلت لأبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ: جعلني اللّه فداك، أرأيت أبا بكرٍ وعمر هل ظلماكم من حقّكم من شيءٍ أو ذهبا به؟ قال: لا والّذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، ما ظلمانا من حقّنا شيئًا. قال: قلت: جعلني اللّه فداك، فأتولّاهما؟ قال: ويحك تولّهما، لعن اللّه مغيرة وبيانًا؛ فإنّهما كذبا علينا أهل البيت
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1379]
2463 - أنا عبد الرّحمن بن عمر إجازةً، قال: أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، قال: نا يعقوب، قال: نا يزيد بن هارون، قال: أنا شريكٌ، قال: ونا محمّد بن سعيدٍ الأصبهانيّ، قال: نا شريكٌ، عن جابرٍ، قال: قلت لأبي جعفرٍ: جعلت فداك، هل كان أحدٌ منكم تبرّأ من أبي بكرٍ وعمر؟ وفي حديث ابن الأصبهانيّ: يسبّ أبا بكرٍ وعمر. قال: لا. ثمّ قال: أحبّهما واستغفر لهما وتولّاهما
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1379]
قول جعفر بن محمّدٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1379]
2464 - أنا عبيد اللّه بن محمّدٍ، أنا جعفر بن محمّد بن عمر، وقال: نا محمّد بن الحسين الحنينيّ، قال: نا عبد العزيز بن محمّدٍ، يعني الأزديّ، قال: نا حفصٌ، قال: سمعت جعفر بن محمّدٍ يقول: ما يسرّني بشفاعة أبي بكرٍ رضي اللّه عنه هذا العمود ذهبًا، يعني ساريةً من سواري المسجد
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1379]
2465 - أنا القاسم بن جعفرٍ، قال: أنا محمّد بن أحمد بن حمّادٍ، قال: نا عليّ بن حربٍ، قال: نا ابن فضيلٍ، قال: نا سالم بن أبي حفصة، قال: قال جعفر بن محمّدٍ: أبو بكرٍ جدّي، فيسبّ الرّجل جدّه؟ لا نالتني شفاعة محمّدٍ إن لم
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1379]
أكن أتولّاهما، وأبرأ من عدوّهما
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1380]
2466 - وأنا عبد الرّحمن بن عمر إجازةً، قال: أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، قال: نا يعقوب، قال: نا أبو النّضر، وسريج بن النّعمان، قالا: نا محمّد بن طلحة بن مصرّفٍ، عن خلف بن حوشبٍ، عن سالم بن أبي حفصة، قال: دخلت على جعفر بن محمّدٍ وهو مريضٌ فأراه قال من أجلي: اللّهمّ إنّي أحبّ أبا بكرٍ وعمر وأتولّاهما، اللّهمّ إن كان لي، يعني خلاف هذا، فلا نالتني شفاعة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1380]
2467 - وأنا عبيد اللّه بن محمّدٍ، قال: نا محمّد بن عمرٍو، قال: نا محمّد بن الحسن الكوفيّ، قال: نا عبد العزيز بن محمّدٍ الأزديّ، قال: نا جعفر بن غياثٍ، قال: سمعت جعفر بن محمّدٍ يقول: ما أرجو من شفاعة عليٍّ شيئًا إلّا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكرٍ مثله، ولقد ولدني مرّتين قلت: معنى هذا الكلام أنّ أبا بكرٍ جدّه مرّتين؛ وذلك أنّ أمّ جعفر بن محمّدٍ هي أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكرٍ الصّدّيق، وهي زوجة أبيه محمّد بن عليّ بن الحسين، وأمّ أمّ فروة هي أسماء بنت عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ الصّدّيق، فأبو بكرٍ جدّه من وجهين
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1380]
قول زيد بن عليٍّ في أبي بكرٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1380]
2468 - أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، قال: نا محمّد بن عبد اللّه، قال: نا أحمد بن بشرٍ، قال: نا أحمد بن عمران، قال: حدّثني ابن فضيلٍ، قال: نا عمّار بن رزيقٍ، عن هاشم بن البريد، عن زيد بن عليٍّ، قال:
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1380]
أبو بكرٍ الصّدّيق إمام الشّاكرين، ثمّ قرأ: {وسيجزي اللّه الشّاكرين} [آل عمران: 144]
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1381]
2469 - أنا محمّد بن الحسين بن يعقوب، قال: نا عثمان بن أحمد، قال: نا إسحاق بن إبراهيم بن...، قال: نا سريج بن يونس، قال: نا عليّ بن هاشمٍ، عن هشام بن الزّبير، عن زيد بن عليٍّ، قال: البراءة من أبي بكرٍ وعمر البراءة من عليٍّ عليه السّلام
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1381]
قول عبد اللّه بن الحسن بن الحسن
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1381]
2470 - أنا عبد اللّه بن عمر إجازةً، قال: أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، قال: نا جدّي، قال: نا يعلى بن عبيدٍ، قال: نا أبو خالدٍ، يعني الأحمر، قال: سئل عبد اللّه بن الحسن عن أبي بكرٍ وعمر، فقال: صلّى اللّه عليهما، ولا صلّى على من لا يصلّي عليهما
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1381]
2471 - أنا محمّد بن الحسين بن يعقوب، أنا دعلج بن أحمد، نا أحمد بن عليٍّ، ثنا أحمد بن هشامٍ الرّمليّ، ثنا ضمرة، عن ابن شوذبٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، قال: أدركت الشّيعة الأولى ما يفضّلون على أبي بكرٍ وعمر أحدًا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1381]
2472 - أنا محمّد بن عبد الرّحمن، قال: نا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، قال: نا الزّبير بن بكّارٍ، قال: حدّثني رجلٌ، عن عبد الرّحمن بن موسى بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمّد بن القاسم مولى هاشمٍ قال: بلغ عائشة أنّ أناسًا يتناولون أبا بكرٍ، فبعثت إلى أزفلةٍ منهم، فلمّا حضروا سدلت أستارها، ثمّ دنت، فحمدت اللّه وأثنت عليه، وصلّت على نبيّها صلّى الله عليه وسلّم، وعذلت وقرعت، وقالت: أبي وما أبيه أبي، واللّه لا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1381]
تعطوه الأيدي ذاك طودٌ منيفٌ، وفرعٌ مديدٌ، هيهات كذبت الظّنون، أنجح إذ كذبتم، وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد، فتى قريشٍ ناشئًا، وكهفها كهلًا، يفكّ عانيها، ويريش مملّقها، ويرأب شعثها، حتّى حلّته قلوبها، ثمّ استشرى في دينه، فما برحت شكيمته في ذات اللّه حتّى اتّخذ بفنائه مسجدًا، يحيي فيه ما أماته المبطلون؛ فكان رحمة اللّه عليه غزير الدّمعة، وقيد الجوارح، شجيّ النّشيج، فانقصفت إليه نسوان مكّة وولدانها يسخرون منه ويستهزئون به، {اللّه يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15]، فأكبرت ذلك رجالات قريشٍ، فحنت له قسيّها، وفوّقت له سهامها، وامتثلوه غرضًا، فما فلّوا له سيفًا، ولا وصفوا له قناةً، ومرّ على سيسبائه، حتّى إذا ضرب الدّين بجرانه، وألقى بركته، وأرسيت أوتاده، ودخل النّاس فيه أفواجًا، ومن كلّ فرقةٍ أشتاتًا وأرسالًا، اختار اللّه لنبيّه ما عنده، فلمّا قبض اللّه نبيّه صلّى الله عليه وسلّم نصب الشّيطان رواقه، ومدّ طنبه، ونصب حبائله، وأجلب عليهم بخيله ورجله، فظنّ رجالٌ أن قد تحقّقت أطماعهم، ولات حين يرجون، وأنّى والصّدّيق بين أظهرهم، فقام حاسرًا مشمّرًا، فجمع حاشيته، فردّ بشير الإسلام على غربةٍ، ولمّ شعثه بطيّه، وأقام أوده بثقافه، فابدعر النّفاق بوطأته، وانتاش الدّين فنعشه، فلمّا راح الحقّ على أهله، وأقرّ الرّؤوس على كواهلها، وحقن الدّماء في أهبها، أتته منيّته، فسدّ ثلمته بنظيره في الرّحمة، وشقيقه في السّيرة والمعدلة، ذاك ابن الخطّاب، للّه أمٌّ حملت به ودرّت عليه، لقد أوحدت به، ففتح الكفرة وذيّحها، وشرّد الشّرك شذر مذر، وبعج الأرض وبخعها، فقاءت أكلها، ولفظت خبيثها ترأمه، ويصدف عنها، وتصّدّى له ويأباها، ثمّ وزّع فيها فيئها، وودّعها كما صحبها، فأروني ماذا يرثون؟ وأيّ يومي أبي تنقمون: يوم مقامه إذ عدل فيكم، أو يوم ظعنه
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1382]
وقد نظر لكم؟ وأستغفر لي ولكم
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1383]
2473 - أنا محمّد بن عبد الرّحمن، قال: نا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، قال: نا الزّبير بن بكّارٍ، قال: نا أحمد بن محمّدٍ الأسديّ، عن محمّد بن عبد اللّه الهاشميّ، عن أبي عبد الرّحمن الأزديّ، قال: لمّا انقضى الجمل قامت عائشة، فتكلّمت، فقالت: أيّها النّاس إنّي لي عليكم حرمة الأمومة، وحقّ الموعظة، لا يهمّني إلّا من عصى ربّه، قبض رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بين سحري ونحري، وأنا إحدى نسائه في الجنّة، له ادّخرني ربّي، وخصّني من كلّ بضاعةٍ، والصّواب: بضعٍ، ميّز بي مؤمنكم من منافقكم، وفي رخّص لكم في صعيد الأقراء، وأبي رابع أربعةٍ من المسلمين، وأوّل مسمًّى صدّيقًا، قبض رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو عنه راضٍ، فتطوّقه... واهق الإمامة، ثمّ اضطرب حبل الدّين، فأخذ بطرفيه، وربق لكم أسلمه، فوقذ النّفاق، وأغاض نبع الرّدّة، وأطفأ ما خبّأت يهود، وأنتم حينئذٍ جحظٌ تنتظرون الغدوة، وتستمعون الصّيحة، فرأب الثّأي، وأوذم العطلة، وامتاح من المهواة، واجتهد دفن الرّواء، فقبض واللّه أطفأ على هامة.. النّفاق، مذكيًا نار الحرب للمشركين، يقظان في نصرة الإسلام، صفوحًا عن الجاهلين
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 7/1383]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, سياق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir