باب السين
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب السين
السوء – سواء – سعي – سلطان – سبيل – سميع – سريع – سوى – سلام – سيئات – سنين – سلم – سورة – سجدة – سعة – سؤال – سر – سحر – سماء – سكر – ساق – سفه – سيد – سرابيل – سبح – سراج – سلك – سبب – سبحان – سقط – سار – سكينة – سلف – سبق
تفسير (السوء) على أحد عشر وجها:
الشدة – العقر – الزنى – البرص – العذاب – الشرك – الشتم – ستر الذنب – الشر – القتل – الضر
فوجه منها: السوء يعني: الشدة، قوله تعالى في سورة البقرة {يسومونكم سوء العذاب} يعني: شدة العذاب، وكقوله تعالى في سورة الأعراف {يسومونكم}، مثلها في سورة الرعد {أولئك لهم سوء الحساب} يعني: شدة الحساب، قوله تعالى {ويخافون سوء الحساب}.
والوجه الثاني: السوء العقر, قوله تعالى في سورة الأعراف {هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء} يعني: بعقر, نظيرها في سورة الشعراء 156.
والوجه الثالث: السوء يعني: الزنى، قوله تعالى في سورة يوسف {ما علمنا عليه من سوء} يعني: من زنى، مثلها فيها {ما جزاء من أراد بأهلك سوآ}، وكقوله تعالى في سورة مريم {ما كان أبوك امرأ سوء} يعني: زان.
والوجه الرابع: السوء: البرص, قوله تعالى في سورة القصص {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء}، نظيرها في سورة النمل يعني: من غير برص.
والوجه الخامس: السوء يعني: العذاب، كقوله تعالى في سورة النحل {إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين} يعني: العذاب، كقوله تعالى في سورة الزمر {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء} يعني: العذاب, وكقوله تعالى في سورة الرعد {وإذا أراد الله بقوم سوءا} يعني: عذابا, وكقوله تعالى في سورة الروم {الذين أساؤوا السوأى} يعني: العذاب.
والوجه السادس: السوء يعني: الشرك, قوله تعالى في سورة النحل {ما كنا نعمل من سوء} يعني: من شرك، وكقوله تعالى في سورة النجم {ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا} يعني: أشركوا، وقوله تعالى في سورة النحل {ثم إن ربك للذين عملوا السوء} يعني: الشرك.
والوجه السابع: السوء يعني: الذنب من المؤمنين, قوله تعالى في سورة النساء {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} أي: الذنب، وكقوله تعالى في سورة الأنعام {أنه من عمل منكم سوءا بجهالة} يعني: الذنب.
والوجه الثامن: السوء يعني: أشر الدار، قوله تعالى في سورة الرعد {ولهم سوء الدار} يعني: أشر الدار دراهم، وكقوله تعالى {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار} يعني: شر الدار.
والوجه التاسع: السوء يعني: الشتم، قوله تعالى في سورة الممتحنة {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} من القول, يعني: بالشتم، وكقوله تعالى {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} يعني: بالشتم.
والوجه العاشر: السوء بمعنى: القتل والهزيمة، كقوله تعالى في سورة الأحزاب {إن أراد بكم سوءا} أي: قتلا وهزيمة، وكقوله تعالى في سورة آل عمران {لم يمسسهم سوء} يعني: القتل والهزيمة.
والوجه الحادي عشر: السوء يعني: الضر، قوله تعالى في سورة الأعراف: {وما مسني السوء} يعني: الضر، قوله تعالى في سورة النمل {ويكشف السوء} يعني: الضر.
تفسير (سواء) على ستة أوجه:
عدل – وسط – أمر بين – شرع – قصد – سواء بعينه
فوجه منها: سواء يعني: عدلا، قوله تعالى في سورة آل عمران {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء} يعني: عدلا، وكقوله تعالى في سورة ص {واهدنا إلى سواء الصراط} يعني: عدل الطريق, وكقوله تعالى في سورة حم السجدة {سواء للسائلين} يعني: عدلا لمن سأل الرزق.
والوجه الثاني: سواء يعني: في وسطا، قوله تعالى في سورة الصافات {فرآه في سواء الجحيم} يعني: في وسط الجحيم, مثلها في الدخان.
والوجه الثالث: سواء يعني: أمرا بينا, قوله تعالى في سورة الأنفال {فانبذ إليهم على سواء} يعني: على أمر بين, وكقوله تعالى في سورة الأنبياء {فقل آذنتكم على سواء} يعني: على أمر بين.
والوجه الرابع: سواء يعني: شرعا، قوله تعالى في سورة الحج {سواء العاكف فيه والباد} يعني: مكة سواء شرعا واحدا، يعني: العاكف والبادي، وكقوله تعالى في سورة النساء {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونوا سواء} فتكونوا أنتم والكفار في الكفر سواء: شرعا، وكقوله تعالى في سورة الروم {هل لكم من ما ملكت أيمانكم} يعني: العبيد {من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء} يعني: شرعا سواء, وقوله تعالى في سورة النحل {فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء} يعني: شرعا.
والوجه الخامس: سواء يعني: قصد السبيل، كقوله تعالى في سورة المائدة: {وضلوا عن سواء السبيل}، وكقوله تعالى في سورة القصص {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} يعني: قصد الطريق.
والوجه السادس: سواء بعينه, قوله تعالى في سورة البقرة {سواء عليهم أأنذرتهم} مثلها في سورة يس.
تفسير (السعي) على ثلاثة أوجه:
المشي – العمل – السعي يعني: الإسراع
فوجه منها: السعي: المشي، قوله تعالى في سورة البقرة {ثم ادعهن يأتينك سعيا} يعني: مشيا على أرجلهن, وكقوله تعالى في سورة الصافات {فلما بلغ معه السعي} قال: المشي، مثلها في سورة الجمعة {فاسعوا إلى ذكر الله} يعني: فامشوا إلى الصلاة.
والوجه الثاني: السعي يعني: العمل، قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {وسعى لها سعيها وهو مؤمن} يقول: وعمل لها عملا, وكقوله تعالى {فأولئك كان سعيهم مشكورا} يعني: عملهم مقبولا, وكقوله تعالى {في سورة الليل إذا يغشى (إن سعيكم لشتى} يقول: إن عملكم لشتى, وكقوله تعالى في سورة الحج {والذين سعوا في آياتنا} الذين عملوا في القرآن، نظيرها في سورة سبأ.
والوجه الثالث: يسعى: يسرع، قوله تعالى في سورة عبس وتولى {وأما من جاءك يسعى} يعني: يسرع، وكقوله تعالى في سورة القصص {وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى}، نظيرها في سورة يس، وكقوله تعالى في سورة طه {فإذا هي حية تسعى}.
تفسير (السلطان) على وجهين:
الحجة – الملك
فوجه منهما: السلطان: الحجة، فذلك قوله تعالى {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين} هود 96، وغافر 23، يعني: حجة بينه, وكل سلطان في القرآن من أمر موسى يعني به: حجة موسى، وقال تعالى في سورة الأنعام {ما لم ينزل به عليكم سلطانا} يعني: حجة في كتاب الله تعالى بأن مع الله شريكا, ليس لهم حجة، وقال سليمان عليه السلام للهدهد {أو ليأتيني بسلطان مبين} يعني: بحجة بينه, وكقوله تعالى في سورة الحاقة {هلك عني سلطانيه} يعني: حجتي, ونحوه كثير.
والوجه الثاني: السلطان يعني: الملك, قوله تعالى في سورة إبراهيم {وما كان لي عليكم من سلطان} يعني: من ملك قاهركم على الشرك، قال تعالى في سورة الصافات {وما كان عليكم من سلطان} يعني: من ملك فيقهركم على الشرك.
تفسير (السبيل) على أربعة عشر وجها:
الطاعة – البلاغ – المخرج – المسلك – العلل – الدين – الهدى – الحجة – الطريق – طريق الهدى – العدوان – الطاعة – الملة – الإثم
فوجه منها: السبيل: الطاعة لله تعالى، قوله تعالى في سورة البقرة {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله} يعني: طاعة الله، وكقوله تعالى {وأنفقوا في سبيل الله} يعني: طاعة الله، وكقوله تعالى {الذين آمنوا يقاتلون سبيل الله} يعني: طاعة الله.
والوجه الثاني: السبيل يعني: البلاغ، قوله تعالى في سورة آل عمران {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} يعني: بلاغا.
والوجه الثالث: السبيل: المخرج، قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} يعني: مخرجا، وقال تعالى في سورة الفرقان مثل ذلك 9, وكقوله تعالى في سورة النساء {أو يجعل الله لهن سبيلا} يعني: مخرجا من الحبس.
والوجه الرابع: السبيل: المسلك، قوله تعالى في سورة النساء {إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا} يعني: وبئس المسلك, نظيرها في سورة بني إسرائيل {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا} يعني: وبئس المسلك.
والوجه الخامس: السبيل: العلل، قوله تعالى في سورة النساء {واللاتي تخافون نشوزهن} إلى قوله تعالى {فلا تبغوا عليهن سبيلا} يعني: عللا.
والوجه السادس: السبيل يعني: الدين، قوله تعالى في سورة النساء {ويتبع غير سبيل المؤمنين} يعني: دين المؤمنين, ونظيرها فيها {ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا}، وكقوله تعالى في سورة النحل {ادع إلى سبيل ربك} يعني: دين ربك, ونحوه كثير.
والوجه السابع: السبيل يعني: الهدى، كقوله تعالى في سورة النساء {ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا}، وكقوله تعالى في سورة حم عسق {ومن يضلل الله فما له من سبيل}.
والوجه الثامن: السبيل: الحجة، قوله تعالى في سورة النساء {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} يعني: حجة, نظيرها {فما جعل الله لكم عليهم سبيلا} يعني: حجة.
والوجه التاسع: السبيل يعني: الطريق، كقوله تعالى في سورة النساء {لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا} يعني: لا يعرفون طريقا إلى المدينة، وقال موسى في سورة القصص {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} يعني: قصد الطريق إلى مدين.
والوجه العاشر: السبيل يعني: طريق الهدى، كقوله تعالى في سورة المائدة: {أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} يعني: قصد الطريق للهدى، نظيرها فيها {وضلوا عن سواء السبيل}.
والوجه الحادي عشر: السبيل: العدوان، قوله تعالى في سورة حم عسق {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} يعني: من عدوان {إنما السبيل} يعني: العدوان.
والوجه الثاني عشر: السبيل بمعنى: الطاعة لله, قوله تعالى في سورة الفرقان {إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} يعني: طاعة ربه, نظيرها في سورة المزمل 19، وسورة الإنسان 29.
والوجه الثالث عشر: السبيل يعني: الملة، قوله تعالى في سورة يوسف {قل هذه سبيلي} يعني: ملتي {أدعوا إلى الله على بصيرة}.
والوجه الرابع عشر: السبيل: الإثم، قوله تعالى في سورة آل عمران {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} يعني: إثما، وكقوله تعالى في سورة براءة {ما على المحسنين من سبيل} يعني: إثما في القعود عن الغزو بالعذر.
تفسير (السمع) على وجهين:
سمع القلب – وسمع الأذن
فوجه منهما: سمع الإيمان بالقلب، قوله تعالى في سورة هود {ما كانوا يستطيعون السمع} يعني: لم يطيقوا سمع الإيمان بالقلب, وكقوله تعال في سورة الكهف {وكانوا لا يستطيعون سمعا} يعني: لم يطيقوا سمع الإيمان بالقلب.
والوجه الثاني: السمع يعني: سمع الأذنين, قوله تعالى في سورة هل أتى على الإنسان {فجعلناه سميع بصيرا} يعني: سمع الأذنين, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {إننا سمعنا مناديا ينادي} ونحوه كثير.
تفسير (السريع) على وجهين:
مجيء الحساب – وسرعة الفراغ
فوجه منهما: سريع يعني: مجيء الحساب، قوله تعالى في سورة المائدة {واتقوا الله إن الله سريع الحساب} يول: قد جاء الحساب، وكقوله تعالى في سورة البقرة {أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب} وقال تعالى في سورة النور {ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} يعني: قد جاء الحساب.
والوجه الثاني: سريع الحساب يعني: سريع الفراغ من الحساب إذا أخذ فيه, قوله تعالى في سورة المؤمنين {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب} يعني: سريع الفراغ منه إذا أخذ فيه، قال مقاتل عن ابن عباس: يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق على قدر نصف يوم من أيام الدنيا, فذلك قوله تعالى {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} يقول: يقيل أهل الجنة في الجنة, وأهل النار في النار, وكقوله تعالى {وهو أسرع الحاسبين}.
تفسير (السوي) على ثلاثة أوجه:
الصحيح من الداء – السوي الخلقة – العدل
فوجه منها: السوي يعني: الصحيح من الداء، فذلك قوله تعالى في سورة مريم {قال آيتك ألا تلم الناس ثلاث ليال سويا} يعني: صحيحا من غير خرس ولا داء.
والوجه الثاني: سوي يعني: سوي الخلق في صورة البشر، قوله تعالى في سورة مريم {فتمثل لها بشرا سويا} يعني: سوي الخلق في صورة البشر, وقال في سورة تنزيل السجدة {ثم سواه ونفخ فيه من روحه} يعني: سوي خلقه, وفي سورة إذا السماء انفطرت {خلقك فسواك} يعني: فسوى خلقك.
والوجه الثالث: السوي: العدل قوله تعالى في سورة طه {فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} يعني: العدل، وقال تعالى في سورة تبارك {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم} يعني: عدلا مهتديا.
تفسير (السلام) على خمسة أوجه:
الله – الخير – الثناء – الحسن – السلامة – التحية
فوجه منها: السلام: هو الله تعالى فذلك قوله تعالى في سورة الحشر {السلام المؤمن المهيمن}، وقال تعالى في سورة المائدة {سبل السلام} يعني: الله عز وجل وقال تعالى في سورة يونس {والله يدعوا إلى دار السلام} يعني: دار الله, وكقوله تعالى {لهم دار السلام}.
والوجه الثاني: السلام يعني: الخير, قوله تعالى في سورة الزخرف {فاصفح عنهم وقل سلام} يعني: وقل خيرا, وقال تعالى في سورة الفرقان {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} يعني: خيرا، وقال تعالى في قصة إبراهيم {قال سلام عليك} يعني: خيرا, وقال تعالى في سورة هود {قالوا سلاما} يعني: خيرا.
والوجه الثالث: السلام يعني: الثناء الحسن, قوله تعالى لنوح من بعده {سلام على نوح في العالمين} يعني: الثناء الحسن، وقال تعالى {سلام على موسى وهارون}، وقال تعالى {سلام على إل ياسين} فهو الثناء الحسن.
والوجه الرابع: السلام يعني: السلامة من الشر, فذلك قوله تعالى في سورة هود لنوح {اهبط بسلام منا} يعني: بسلامة من الشر والغرق, وقال تعالى في سورة الأنبياء {يا نار كوني بردا وسلاما} يعني: وسلامة, وقال تعالى في سورة الواقعة {فسلام لك من أصحاب اليمين} يعني: حين يخلو من سيئاتهم، ويجازيهم بالحسنات، وقال تعالى في سورة الحجر {ادخلوها بسلام آمنين} وقال تعالى في سورة ق {ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود}.
والوجه الخامس: السلام يعني: التحية التي يحيى بها المسلمون بعضهم بعضا وهي تحية أهل الجنة, فذلك قوله تعالى في سورة النور {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم}، وقال تعالى أيضا في سورة الرعد {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} وهي: التحية.
تفسير (السيئات) على خمسة أوجه:
الشرك – العذاب – الضر – الفاحشة – الصغائر من الذنوب
فوجه منها: السيئات: الشرك، قوله تعالى في سورة يونس {والذين كسبوا السيئات} يعني: عملوا الشرك, وقال تعالى في سورة النساء {وليست التوبة للذين يعملون السيئات}، وكقوله تعالى {أم حسب الذين اجترحوا السيئات} يعني: الشرك.
والوجه الثاني: السيئات يعني: العذاب, قوله تعالى في سورة الزمر {فأصابهم سيئات} يعني: عذاب {ما كسبوا} وعملوا أيضا وكقوله تعالى {والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا} يعني: عذاب ما كسبوا،وكقوله تعالى {فوقاه الله سيئات م مكروا}.
والوجه الثالث: السيئات يعني: الضر، قوله تعالى في سورة هود {ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني} يعني: ذهب الضر عني, مثلها في سورة الأعراف {وبلوناهم بالحسنات والسيئات} يعني: الضر.
والوجه الرابع: السيئات يعني: الفاحشة، قوله تعالى في سورة هود {ومن قبل كانوا يعملون السيئات} يعني: إتيان الرجال من أدبارهم.
والوجه الخامس: السيئات يعني: الصغائر من الذنوب، قوله تعالى في سورة هود {إن الحسنات يذهبن السيئات}، وكقوله تعالى {ونتجاوز عن سيئاتهم}.
تفسير (السنين) على أربعة أوجه:
الجدوبة – الأيام والدهور – سنة – السنين بعينها
فوجه منها: السنين يعني: الجدوبة، قوله تعالى في سورة الأعراف {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} يعني: بالجدوبة.
والوجه الثاني: السنين: الأيام والدهور، قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {ولتعلموا عدد السنين} يعني: الدهور والأيام، مثلها في سورة يونس: {لتعلموا عدد السنين والحساب}.
والوجه الثالث: السنين يعني: السنة بعينها, قوله تعالى في سورة الكهف {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} يعني: ثلاثمائة سنة {وازدادوا تسعا}.
والوجه الرابع: السنين بعينها, قوله تعالى {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين}، مثلها في سورة الروم {سيغلبون في بضع سنين}.
تفسير (السلم) على ثلاثة أوجه:
السلم: الصلح – الإخلاص – شرائع الدين
فوجه منها: السلم: الصلح, قوله تعالى {وإن جنحوا للسلم} أي الصلح، وكقوله تعالى في سورة النساء {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام} أي: الصلح.
والوجه الثاني: السلم: الإخلاص, قوله تعالى في سورة الزمر {ورجلا سلما لرجل}، وقرئ: سالما يعني: خالصا.
والوجه الثالث: السلم: شرائع دين محمد صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} أي: في دين محمد صلى الله عليه وسلم.
تفسير (السورة) على وجهين:
السورة: القطعة من القرآن – السور – بغير هاء -: الحاجز
فوجه منهما: القطعة من القرآن, قوله تعالى في سورة البقرة {فأتوا بسورة من مثله} أي: بقطعة، وقال تعالى في سورة النور {سورة أنزلناها}، ونحوه كثير.
والوجه الثاني: السوء: الحاجز، قوله تعالى في سورة الحديد {فضرب بينهم بسور} يعني: بحاجز, وهو الأعراف, وأصل السورة في اللغة: الارتفاع سميت بذلك, لأنها ترفع من منزلة إلى منزلة كسور البناء.
تفسير (السجود) على خمسة أوجه:
الصلاة – الأنبياء – الانقياد – الركوع – السجود بعينه
فوجه منها: السجود: الصلاة، كقوله تعالى في سورة الرعد {ولله يسجد} يقول: يصلي، مثلها في سورة النحل.
والوجه الثاني: الساجد من الأنبياء، قوله تعالى في سورة الشعراء {وتقلبك في الساجدين} يقول: الأنبياء يعني: في أصلاب الأنبياء عليهم السلام.
والوجه الثالث: السجود: الانقياد والاستسلام، قوله تعالى في سورة الرحمن: {والنجم والشجر يسجدان} يعني: يستسلمان وينقادان.
والوجه الرابع: السجود يعني: الركوع, قوله تعالى في سورة الأعراف {وادخلوا الباب سجدا} يعني: ركعا, وكقوله تعالى في سورة البقرة.
والوجه الخامس: السجود بعينه, قوله تعالى في سورة العلق {واسجد واقترب}، وقوله تعالى في سورة النجم {فاسجدوا لله واعبدوا}، وكقوله تعالى في سورة السجدة {لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله}، مثلها في سورة النمل {ألا يسجدوا لله}.
تفسير (السعة) على سبعة أوجه:
الطاقة – الغنى – الإصابة – الأمن – عرض الشيء – القدرة – الرزق
فوجه منها: الوسع: الطاقة، قوله تعالى في سورة البقرة {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} يعني: إلا طاقتها، مثلها أيضا فيها {لا تكلف نفس إلا وسعها} وكقوله تعالى في سورة الأنعام.
والوجه الثاني: السعة: الغنى، قوله تعالى في سورة الطلاق {لينفق ذو سعة من سعته} أي: غني من غناه, مثلها في سورة البقرة {على الموسع قدره وعلى المقتر قدره} أي: على الغني.
والوجه الثالث: وسعت كل شيء أي: أصابت ونالت، كقوله تعالى في سورة المؤمنين {ربنا وسعت كل شيء} أي: أصبت {رحمة وعلما}.
والوجه الرابع: واسعة يعني: آمنة, قوله تعالى في سورة النساء {ألم تكن أرض الله واسعة} يعني: آمنة، وكقوله تعالى في سورة العنكبوت {إن أرضي واسعة} يعني: آمنة.
والوجه الخامس: وسع أي: عرضه, قوله تعالى في سورة البقرة {وسع كرسيه السماوات والأرض} يعني: عرض الكرسي أعرض من السماوات والأرض.
والوجه السادس: واسع يعني: قادرا، قوله تعالى في سورة البقرة {إن الله واسع عليم}، مثلها في سورة النساء {وكان الله واسعا حكيما} يعني: قادرا.
والوجه السابع: السعة: الرزق، قوله تعالى في سورة النساء {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته} يعني: من رزقه {وكان الله واسعا} أي: قادرا على أن يرزقها.
تفسير (السؤال) على سبعة أوجه:
الاستفتاء – الاستماحة – الدعاء – المراجعة – الطلب – الحساب – المخاصمة
فوجه منها: السؤال يعني: الاستفتاء، قوله تعالى في سورة البقرة {يسألونك} يعني: يستفتونك، ويستخبرونك, مثلها في سورة الأنفال، والنازعات، وفي سورة طه, وكل موضع {يسألونك} فعلى هذا المعنى.
والوجه الثاني: السؤال: هو الاستماحة، قوله تعالى في سورة والضحى {وأما السائل فلا تنهر} يعني: المستميح فلا تنهر, قوله تعالى في سورة البقرة {والسائلين وفي الرقاب}، ومثلها في سورة المعارج {للسائل والمحروم}.
والوجه الثالث: السؤال: الدعاء، قوله تعالى {سأل سائل} يعني: دعا داع.
والوجه الرابع: السؤال: المراجعة في الكلام والاعتراض, قوله تعالى في سورة هود {فلا تسألن ما ليس لك به علم} يعني: لا تراجعني، وكقوله تعالى {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء} يعني: لا تراجعني, ومثلها في سورة الأنبياء {لا يسأل عما يفعل} أي: لا يعترض عليه في فعله {وهم يسألون}.
والوجه الخامس: السؤال يعني: الطلب، قوله تعالى في سورة الرحمن {يسأله من في السماوات والأرض كل يوم} يعني: يطلب من في السماوات المغفرة, ومن في الأرض الرزق, وكقوله تعالى {قل ما سألتكم} أي: ما طلبت منكم {من أجر فهو لكم}، ونحوه كثير.
والوجه السادس: السؤال: الحساب، قوله تعالى في سورة الأعراف {فلنسألن الذين أرسل إليهم}، وكقوله تعالى {فوربك لنسألنهم} أي: لنحاسبهن على ما كان منهم.
والوجه السابع: السؤال: المخاصمة, قوله تعالى {عم يتساءلون} يقول: عم يتخاصمون, وكقوله تعالى {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} يعني: يتخاصمون.
تفسير (السر) على وجهين:
الجماع – الإخفاء
فوجه منهما: السر: الجماع, قوله تعالى في سورة البقرة {ولكن لا تواعدوهن سرا} يعني: الجماع {إلا أن تقولوا قولا معروفا} وقيل: السر هاهنا: الزنى.
والوجه الثاني: السر يعني به: الإخفاء, قوله تعالى {وأسروا قولكم}
وقوله تعالى {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية} يعني: خفيا وجهرا، ونحوه كثير.
تفسير (السحر) على خمسة أوجه:
العلم – الكذب – الأخذ بالعين – الجنون – الصرف عن الحق
فوجه منها: السحر: العلم، قوله تعالى في سورة الزخرف {وقالوا يا أيه الساحر} يعني: العالم.
والوجه الثاني: السحر: الكذب، قوله تعالى في سورة الأعراف {وجاءوا بسحر عظيم} يعني: بكذب عظيم, وكقوله تعالى في سورة الساعة {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} يعني: كذبا.
والوجه الثالث: السحر: الأخذ بالعين، قوله تعالى في سورة الأعراف {فلما ألقوا سحروا أعين الناس} يعني: أخذوا أعين الناس.
والوجه الرابع: المسحور: المجنون، قوله تعالى {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجل مسحورا} يعني: مغلوب العقل مجنونا.
والوجه الخامس: السحر: الصرف، قوله تعالى في سورة المؤمنون: {قل فأنى تسحرون} أي: تصرفون عن الحق.
تفسير (السماء) على خمسة أوجه:
السقف – السحاب – المطر – السماء بعينها – سماء الجنة والنار
فوجه منها: السماء يعني: السقف، قوله تعالى في سورة الحج {فليمدد بسبب إلى السماء} يعني: إلى سقف البيت.
والوجه الثاني: السماء يعني: السحاب, قوله تعالى {وأنزلنا من السماء ماء} يعني: من السحاب، ونحوه.
والوجه الثالث: السماء يعني: المطر، قوله تعالى في سورة نوح {يرسل السماء عليكم} يعني: المطر, وقوله تعالى في سورة هود {يرسل السماء عليكم} مثلها في سورة الأنعام.
والوجه الرابع: السماء بعينها, قوله تعالى في سورة الذاريات {والسماء بنيناها} ونحوه كثير.
والوجه الخامس: السماوات: سماء الجنة وسماء النار, قوله تعالى في سورة هود {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} مثلها فيها 180، فسماء الجنة: العرش، وسماء النار: الطبق.
تفسير (السكر) على ستة أوجه:
الغفلة – الحيرة – السحر – النزع – الطعم – الغطاء
فوجه منها: السكر: الغفلة، قوله تعالى في سورة الحجر {لعمرك إنهم لفي سكرتهم} يعني: غفلتهم {يعمهون} يترددون.
والوجه الثاني: السكر: الحيرة، قوله تعالى في سورة الحج {وترى الناس سكارى} أي: حيارى {وما هم بسكارى} من الشراب, ولكن حيرهم أهوال القيامة.
والوجه الثالث: سكرت أبصارهم أي: سحرت وأخذت، قوله تعالى في سورة الحجر {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} أي: أخذت أبصارنا، ويقال: سكرت بالتخفيف سحرت.
والوجه الرابع: السكرة: النزع، قوله تعالى في سورة ق {وجاءت سكرة الموت بالحق} يعني: النزع عند الموت بالحق.
والوجه الخامس: السكر: المسكر، قوله تعالى في سورة النحل {تتخذون منه سكرا} يعني: مسكرا. ويقال: طمعا.
والوجه السادس: السكر: الغطاء على العقل, وهو السكر المعروف، قوله تعالى في سورة النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} يعني: نشاوى من الشرب.
تفسير (الساق) على وجهين:
الشدة – الساق المعروفة بعينه
فوجه منهما: الساق يعني: الشدة، قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق} يعني: عن الشدة، وكقوله تعالى في سورة القيامة {والتفت الساق بالساق} يعني: الشدة بالشدة.
والوجه الثاني: السوق جمع: الساق، قوله تعالى في سورة ص {فطفق مسحا بالسوق والأعناق} يعني: الساق المعروف.
تفسير (السفه) على وجهين:
الجهل – الخسران
فوجه منهما: السفه: الجهل، قوله تعالى في سورة البقرة {ألا إنهم هم السفهاء} مثلها {سيقول السفهاء من الناس} يعني: الجهال.
والوجه الثاني: السفيه: الخاسر, قوله تعالى في سورة البقرة {إلا من سفه نفسه} أي: خسر نفسه.
تفسير (السيد) على وجهين:
الزوج – الحليم
فوجه منهما: السيد: الزوج, قوله تعالى في سورة يوسف {وألفيا سيدها لدى الباب} يعني: زوجها.
والوجه الثاني: السيد: الحليم عن الجهل, قوله تعالى في سورة آل عمران {وسيدا} يعني: حليما عن الجهل {وحصورا} لم يكن له شهوة النساء.
تفسير (سرابيل) على وجهين:
الدروع – القميص
فوجه منهما: سرابيل يعني: الدروع, قوله تعالى في سورة النحل {سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} يعني: الدروع.
والوجه الثاني: السرابيل: القمص، فذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم {سرابيلهم من قطران} يعني: قمصهم من قطران، وهي نار سود.
ويقال: من قطران: من صفر حار قد انتهى حره.
تفسير (السبح) على ثلاثة أوجه:
الفراغ – الدوران – السفن
فوجه منها: السبح: الفراغ، قوله تعالى في سورة المزمل {إن لك في النهار سبحا طويلا} يعني: فراغا طويلا.
والوجه الثاني: السبح: الدوران، قوله تعالى في سورة يس {وكل في فلك يسبحون} في دوران يدورون في مجراه, مثلها في سورة الأنبياء {كل في فلك يسبحون} يجرون ويدورون.
والوجه الثالث: السابحات هي سفن الغزاة في البحر, قوله تعالى في سورة والنازعات {والسابحات سبحا} يعني: السفن في البحر.
تفسير (السراج) على وجهين:
الشمس – محمد صلى الله عليه وسلم
فوجه منهما: السراج يعني: الشمس، قوله تعالى في سورة الفرقان {وجعل فيها سراجا} يعني: شمسا, وكقوله تعالى {وجعلنا سراجا وهاجا}
والوجه الثاني: السراج يعني: محمد صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى في سورة الأحزاب {وسراجا منيرا} يعني: النبي صلى الله عليه وسلم.
تفسير (سلك) على أربعة أوجه:
أدخل – جعل – كلف – ترك
فوجه منها: فاسلك يدك يعني: أدخل يدك، قوله تعالى {اسلك يدك في جيبك}، ومثلها قوله تعالى في سورة المدثر {ما سلككم في سقر} أي: ما أدخلكم؟ وكقوله تعالى في سورة الحاقة {فاسلكوه} يعني: فادخلوه في فيه, وأخرجوه من دبره.
والوجه الثاني: سلك بمعنى: جعل، قوله تعالى في سورة الجن {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} أي: يجعل.
والوجه الثالث: السلك: التكليف، قوله تعالى {يسلكه عذابا صعدا} يعني: يكلفه عذابا صعدا.
والوجه الرابع: السلك: الترك, قوله تعالى {كذلك نسلكه} أي: نتركه {في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين}.
تفسير (السبب) على أربعة أوجه:
الباب – المنازل – العلم – الحبل
فوجه منها: الأسباب: الأبواب، قوله تعالى في سورة ص {فليرتقوا في الأسباب} يعني: في الأبواب، وكقوله تعالى فرعون في سورة حم المؤمن: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات} أي: أبواب السماوات.
والوجه الثاني: الأسباب: المنازل، قوله تعالى في سورة البقرة {وتقطعت بهم الأسباب} يعني: المنازل التي كانوا يجتمعون فيها على معصية الله تعالى وكقوله تعالى في سورة الكهف {فأتبع سببا} يعني: منازل الطرق.
والوجه الثاني: السبب: العلم، قوله تعالى في سورة الكهف {وآتيناه من كل شيء سببا} يعني: علما {فأتبع سببا} يعني: علم المنازل.
والوجه الرابع: السبب يعني: الحبل، قوله تعالى في سورة الحج {فليمدد بسبب} يعني: بحبل {إلى السماء} إلى سقف البيت.
تفسير (سبحان) على سبعة أوجه:
الصلاة – العجب – الذكر – التوبة – الاستثناء – براءة الله من السوء – التنزيه
فوجه منها: التسبيح بمعنى: الصلاة، قوله تعالى في سورة الروم {فسبحان الله} يعني: صلوا لله, مثلها {سبح لله} (الحديد 1، الحشر 1، الصف 1) ونحوه كثير.
والوجه الثاني: سبحان يعني: العجب، قوله تعالى في سورة الإسراء {سبحان الذي أسرى بعبده} يعني: العجب الذي أسرى بعبده {لئلا}
والوجه الثالث: التسبيح: الذكر، قوله تعالى في سورة الرعد {ويسبح الرعد بحمده} يعني: ويذكر الرعد, مثلها في سورة البقرة {ونحن نسبح بحمدك} أي: نذكرك, وكقوله تعالى في سورة الأنبياء {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} وكقوله تعالى في سورة الإسراء {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح} يعني: يذكر، ونحوه كثير.
والوجه الرابع: التوبة، قوله تعالى في سورة الأعراف {قال سبحانك تبت إليك} وكقوله تعالى في سورة النور {ولولا إذ سمعتموه قلتم مايكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك} أي: توبة إليك {هذا بهتان عظيم}.
والوجه الخامس: التسبيح: الاستثناء، قوله تعالى في سورة القلم {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} يقول: هلا تستثنون؟
والوجه السادس: سبحان الله: براءة عز وجل من السوء، قوله تعالى {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء} يعني: براءة الله من السوء.
والوجه السابع: التسبيح: التنزيه, قوله تعالى في سورة الفتح {وتسبحوه بكرة وأصيلا} أي: تنزهوه بكرة وأصيلا.
تفسير (سقط) على أربعة أوجه:
الندامة – الوقوع في الشرك – الانتشار – الوقوع بعينه
فوجه منها: السقوط: الندامة، قوله تعالى في سورة الأعراف {ولما سقط في أيديهم} يعني: لما ندموا على عبادتهم العجل.
ويقال: للنادم المتحير: سقط في يده, وأسقط، وقرئ أيضا {ولما أسقط في أيديهم}.
والوجه الثاني: سقط أي: نافق وأشرك، قوله تعالى في سورة براءة {ألا في الفتنة سقطوا} أي: نافقوا وأشركوا.
والوجه الثالث: تساقط أي: تناثر، فذلك قوله تعالى في سورة مريم {تساقط عليك} يعني: تتناثر عليك {رطبا جنيا}.
والوجه الرابع: السقوط: الوقوع بعينه، قوله تعالى في سورة الإسراء إخبارا عنهم {أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا} ونحوه كثير.
تفسير (سار وأسرى) على خمسة أوجه:
الحفظ – الإدلاج – السفر – المقيل – النهر الصغير
فوجه منها: سير أي: حفظ، قوله تعالى في سورة يونس {هو الذي يسيركم} يعني: يحفظكم {في البر والبحر}.
والوجه الثاني: السير: الإدلاج, قوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده} أي: أدلج بعبده.
والوجه الثالث: سار أي: سافر, قوله تعالى في سورة القصص {وسار بأهله} وكقوله تعالى {أولم يسيروا في الأرض} أي: أو لم يسافروا؟ وكقوله تعالى {قل سيروا في الأرض فانظروا} أي: سافروا في الأرض، ونحوه كثير.
والوجه الرابع: السير: المقيل والمبيت, قوله تعالى في سورة سبأ {وقدرنا فيها السير سيروا} يعني: المقيل والمبيت.
والوجه الخامس: سريا يعني: النهر الصغير، قوله تعالى في سورة مريم {قد جعل ربك تحتك سريا} يعني: الجدول، وهو النهر الصغير.
تفسير (السكينة) على وجهين:
الطمأنينة – شيء كرأس الهر له جناحان
فوجه منهما: السكينة: الطمأنينة، قوله تعالى في سورة براءة {فأنزل الله سكينته} يعني: طمأنينته، وكقوله تعالى في سورة الفتح {فأنزل الله سكينته على رسوله} ونحوه كثير.
والوجه الثاني: السكينة يعني: شيئا كرأس الهر له جناحان، قوله تعالى في سورة البقرة {إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم}.
تفسير (السلف) على وجهين:
العبرة – ما تقدم
فوجه منهما: السلف: العبرة والعظة، قوله تعالى في سورة الزخرف {فجعلناهم سلفا} يعني: عظة وعبرة لمن يأتي بعدهم.
والوجه الثاني: السلف: ما تقدم من الزمن الأول، قوله تعالى في سورة النساء {وإن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} أي: مضى من الزمن الأول.
تفسير (السبق) على ستة أوجه:
وجبت – نصطاد – بادر – الفوات – بأرواح المؤمنين أو الكافرين إلى الجنة أو النار – السبق إلى الجنة
فوجه منها: سبق بمعنى وجب، قوله تعالى {ولقد سبقت} يعني: وجبت، وكقوله تعالى {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} مثلها {ولولا كلمة سبقت من ربك}.
والوجه الثاني: نستبق يعني: نصطاد وننتضل. قوله تعالى في سورة يوسف {وإنا ذهبنا نستبق} يعني: نصطاد وننتضل.
والوجه الثالث: استبق يعني: بادر, قوله تعالى في سورة يوسف {واستبقا الباب} يعني: تبادرا.
والوجه الرابع: أن يسبقونا يعني: يفوتوا من عذابنا، قوله تعالى في سورة العنكبوت {أن يسبقونا ساء ما يحكمون}.
والوجه الخامس: السابقات سبقا, أي: بأرواح المؤمنين أو الكفار إلى الجنة أو النار، قوله تعالى {فالسابقات سبقا}.
والوجه السادس: السبق إلى الجنة، قوله تعالى {والسابقون السابقون} السابقون: هم السابقون إلى الجنة). [الوجوه والنظائر: 255-281]