دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > أنموذج جليل لابن أبي بكر الرازي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 02:50 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي سورة الكافرون

سورة الكافرون
فإن قيل: كيف قال الله تعالى: (ولا أنتم عابدون ما أعبد) ولم يقل "من " مع أنه القياس؟
قلنا: فيه وجهان: أحدهما: أنه إنما قال «ما» رعاية للمقابلة في قوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون) الثاني: أن "ما " مصدرية:
أي لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي، وقال الزمخشري: إنما قال: "ما " لأن المراد الصفة كأنه قال: لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق.
وقال غيره: "ما " في الكل بمعنى الذي، والعائد محذوف.
فإن قيل: ما فائدة التكرار؟
قلنا: فيه وجهان: أحدهما: أنه للتأكيد وقطع أطماعهم فيما طلبوه من، الثاني: أن الجملتين الأوليين لنفى العبادة في الحال، والجملتين الأخريين لنفى العبادة في الاستقبال فلا تكرار فيه، وهذا قول ثعلب والزجاج، والخطاب لجماعة علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون، وقال الزمخشري: ما يرد الوجه الثاني، وذلك أنه قال لا أعبد أريد به العبادة فيما يستقبل، لأن " لا " (لا تدخل إلا على المضارع في معنى الاستقبال كما أن "لا ") لا تدخل إلا على مضارع في معنى الحال، فالجملتان الأوليان لنفى العبادة في المستقبل، والجملتان الأخريان لنفى العبادة في الماضي، فقوله: (ولا أنا عابدٌ ما عبدتم) أي ما عهدتم من عبادة الأصنام في الجاهلية، فكيف
[أنموذج جليل: 596]
يرجى منى بعد الإسلام، وقوله: (ولا أنتم عابدون ما أعبد) أي ما عبدتم في وقت ما أنا على عبادته، ويرد على قوله والجملتان
الأخريان لنفى العبادة في الماضي أن اسم الفاعل المنون العامل عمل الفعل لا يكون إلا بمعنى الحال أو الاستقبال وعابد هنا عامل في " ما " وكذلك عابدون، وجوابه أنه على الحكاية كما قال تعالى: (وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد) وأورد على هذا التقدير فقال: فإن قيل: هلا قال تعالى: "ولا أنتم عابدون ما عبدت "، بلفظ الماضي، كما قال: (ولا أنا عابدٌ ما عبدتم)؟
قلنا: لأنهم كانوا يعبون الأصنام قبل بعثه، وهو ما كان يعبد الله تعالى قبل بعثه، بل بعد بعثه، ويرد على هذا التقدير: أن أعظم العبادة التوحيد، وكل الأنبياء كانوا موحدين بعقولهم قبل البعثة، وقال بعض العلماء: إنما جاء الكلام مكررًا لأنه ورد جوابا لسؤالهم العبادة مناوبة، وكان سؤالهم مكررًا، فإنهم قالوا: يا محمد تعبد ألهتنا كذا مدة ونعبد إلهك كذا مدة، ثم تعبد آلهتنا كذا مدة ونعبد إلهك كذا مدة، فورد الجواب مكررا ليطابق السؤال، وهذا وجه حسن لطيف.
[أنموذج جليل: 597]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكافرون, سورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir