{ولا أنتم عابدون ما أعبد (3) و(5)} كاف. والمعنى في الأول على قول محمد بن يزيد: لا أعبد ما تعبدون في هذا الوقت ولا أنتم كذلك. وفي الثاني ولا أنا عابد فيما أستقبل ولا أنتم فيما تستقبلون. وقد كرر هذا اللفظ لمعنى التغليظ كما قال: {كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون} وقيل: نزلت السورة في قوم سبق في علم الله أن لا يؤمنوا، وهم المقتسمون.
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الفرائضي قال: حدثنا علي بن محمد بن أحمد بن نصير البغدادي قال: حدثنا أبو يزيد خالد بن النضر القرشي البصري قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي
[المكتفى: 633]
قال: حدثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى قال: حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس: أن قريشًا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء أن يكون عقيبًا فقالوا: هذا لك يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء. فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة وهي لنا ولك فيها صلاح. فقال: ((وما هي))؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة. فقال: ((حتى أنظر ما يأتيني من ربي عز وجل)) قال: فجاء الوحي من الله عز وجل من اللوح المحفوظ بـ: {قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون} السورة كلها. وأنزل الله تعالى: {قل أغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} إلى قوله تعالى: {ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين}). [المكتفى: 634]