تفسير قوله تعالى:( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) بالأسلوب الاستنتاجي..
روى البخاري عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، أَوْ بَعْضُهُ، قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَرَأَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ} "
وفي رواية لابن حبان عن عائشة ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ... }»..
تفسير الآيات
قوله : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)
الخلق مصدر من الفعل خَلق يخلق خلقا ؛ والخلق إيجاد من العدم ؛ابتداع الشيء على غير مثال سبق؛ قال ابن عثيمين " إيجاد الشيء على غير مثال سبق يسمى خلقا".
ويحتمل قوله " خلق " وجهان :
- أحدهما : أنه مصدر على أصْله ، مضاف إلى مفعوله ؛أي صنعة هذه المخلوقات وإيجادها من العدم آية
-الثاني : أنه بمعنى المفعول ، أي : مخلوقات السموات والأرض وتكون إضافته في المعنى إلى الظرف ، أي : المخلوقات التي أودعهما الله في السموات والأرض من الكواكب النيرة والأفلاك و الحيوانات والنبات والمعادن وغير ذلك آية
وفيه دلالة أن السموات والأرض وما فيهما وما بينهما كل ذلك مخلوق؛ موجود من عدم بعد أن لم موجود. فالكون كله حادث.
قوله : ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)
وبعد ما ذكر خلق السماوات والأرض لفت العقول إلى أمر مما يكون في الأرض وهو اختلاف الليل والنهار . فهذا تخصيص بعد تعميم لأن ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ )من جملة الآيات الكونية الموجودة في السموات والأرض
واليل والنهار آتيتن من آيات الله شاهدتان على وجوده وكمال قدرته وعلمه وإحاطته وحكمته وإرادته
أوجدهما مختلفين ؛ كل واحد منهما مخالفا صاحبه، فجعل هذا فيه ظلمة أسود وهذا فيه نور أبيض؛ وهذا طويل وهذا قصير هذا بارد وهذا حار مخالفة بينهما حاصلة من جهة الطول والقصر و البرد و الحر والظلمة والنور.والشدة والرخاء..فهما متضادان لكن الخالق خلقهما وجمع بينهما ...وفيه دلالة أن خالقها قادر لا يعجزه شيء
وهما يتعقبان فأحدهما يخلف الأخر ويعقبه ؛ إذا ذهب هذا جاء هذا، متعاقبان لا يفتران يجيء الليل بعد النهار ويجيء النهار بعد الليل؛ لا يسبق أحدهما الأخر البتة ؛في نظام بديع بالغ الدقة و الإحكام والإتقان.
كما قَالَ تعالى : {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} .....يغشى أحدهما صاحبهفيطلبه حثيثا حَتّى يُزِيلهُ عَن سُلْطَانه ثمَّ يَجِيء الآخر عَقِيبه فيطلبه حثيثا حَتّى يهزمه، ويزيله عَن سُلْطَانه فهما دَائِما يتطالبان وَلَا يدْرك أحدهما صَاحبه.
قوله " (لآيَات) . الآيات جمع آية ؛ و الآية العلامة . والتنوين للتفخيم كما وكيفا أي آيات كثيرة عظيمة ...فكل ما في السموات والأرض علامة عظيمة وَاضِحَة دالة على الخالق وَعظم قدرته وباهر حكمته وعَلى وحدانيته.
وقوله : ( لأولي الألباب ) معناه لذوي العقول الكاملة . واللب : العقل سمي به لأنه خير ما في الإنسان واللب من كل شيء خيره ، وخالصه .
.
قال صاحب العين :" ولُبُّ الرَّجل ما جُعِل في قلبه من العَقْل" اهـ
والمراد به عقل الرشد لا عقل التكليف
و"اللام" للتخصيص أختص أولوا الألباب بفهم وتعقل الآيات
فوائد الآية:
1. الكون كله حادث بعد أن لم يكن.لا يصح استثناء شيء.لقوله "خلق السموات والأرض"
2. في الآية دليل على إثبات الصانع لهذا الكون أوجده وأخرجه من العدم إلى الوجود؛ فالكون كله حادث بعد أن لم يكن ؛ وكل حدث مفتقر إلى محدث ضرورة ؛ لاستحالة وجود محدث لا محدث له، كاستحالة وجود مضروب لا ضارب له.
3. أن الخالق موجود قديم أزلي ؛ لأن صحة وجود السموات والأرض متعلقة بصانع قديم. لأنه لو لم يكن كذلك لكان محدثا ولاحتاج إلى محدث ، فيؤدي إلى التسلسل فِي الفاعلين وهو بَاطِلِ ببديهة العقل قال ابن القيم بعدما بين بطلان التسلسل في الفاعلين قال: وَلَا بُدَّ أَنْ يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلَى خَالِقٍ غَيْرِ مَخْلُوقٍ وَغَنِيٍّ عَنْ غَيْرِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ فَقِيرٌ إِلَيْهِ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ مَوْجُودٌ بِذَاتِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مَوْجُودٌ بِهِ. قَدِيمٌ لَا أَوَّلَ لَهُ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ فَوُجُودُهُ بَعْدَ عَدَمِهِ بَاقٍ بِذَاتِهِ، وَبَقَاءُ كُلِّ شَيْءٍ بِهِ فَهُوَ الْأَوَّلُ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ، وَالْآخِرُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، الظَّاهِرُ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، الْبَاطِنُ الَّذِي لَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ..." اهـ
4. أن خالقهما مباين عنهما مفارق لهما في ذواتهما وصفاتهما ؛ و إلا لزم أن يوجد الشيء نفسه وهذا في غاية البطلان و الفساد لكونه مناقض مناف للعقل
5. -أن خلقهما عالم قدير حكيم صاحب إرادة .فالإيجاد دليل على القدرة و ما فيهما من إبداع ونظام محكم دقيق دليل على أن مبدعهما عالم حكيم لأن الفعل المحكم المنتظم ، لا يصح إلا من عالم حكيم. ودل التباين الحاصل بين السماوات والأرض على إرادة خالقهما
6. -أن خالق قادر لا يعجزه شيء لقوله ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) فهو جمع بين المتضادين
7. -أن خالق السموات والأرض هو المدبر المتصرف فيهما لقوله ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) فتعاقب اليل والنهار مؤذن بوجود حركة في الكون؛ لأنه لا يحصل ليل ولا نهار إلا بوجود سير في الكون وحركة ؛ حركة الكواكب والأجرام والنجوم؛ وما دام تلك الأفلاك موجودة في السموات فهي مخلوقة لدخلوها في قوله " خلق السموات والأرض " فتبن من ذلك أن الخالق هو المدبر المصرف القائم على هذا الخلق ..
8. -فيه دليل على تفرد الخالق ووحدانيته بتدبير وتصريف ما خلق لقوله:" ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) نص على " الاختلاف " وهو لأنه من خصائص الخالق فجميع المخلوقات لو اجتمعوا على أن يأتوا بالليل بدلا من النهار ، أو النهار بدلا من الليل أو ينقصوا ، أو يزيدوا من أحدهما في الآخر لما قدروا عليه ،..كما قال : ( قل أرأيتم أن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون . ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ) الآية
9. -في الآية دليل على إثبات البعث لقوله ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) لأنهما يفنيان ويرجعان؛ فالذي قدر على إنشاء الليل مرة أخرى بعد فنائه من غير أثر باق له ؛ والذي قدر على إنشاء النهار مرة أخرى من غير أثر باق له فإنه لقادر على أن ينشئ الخلق ثانيا ويحييهم وإن فنوا وهلكوا ولم يبق منهم أثر. ..وبعبارة أخرى كما أن الليل يبدأ صغير ثم يكبر شيء فشيء حتى يبلغ أقصاه وأكمله ثم يولي قهقري ويتنازل في الصغر حتى يذهب ويغيب عن الأنظار ثم سرعان ما يرجع في اليوم الموالى وكذا الأمر مع النهار فهذا يبعث في نفس العبد أن يفكر و يتدبر ؛ فحالك أيها العبد مثل حال الليل والنهار تولد صغير ثم تكبر حتى تبلغ كمال قوتك ثم ترجع إلى ضعفك إلى أن تموت ؛ فالذي قدر على إرجاع الليل والنهار مرة أخرى قادر على إرجاعك.
10. -إفراد "اختلاف اليل والنهار" بالذكر دون باقي الآيات الكونية مع تخصيص ذكر "أولي الألباب" دون قوله لقوم يعقلون ؛ مناسبة أن اختلاف الليل والنهار حادث وناشئ عن حركة وسير حاصلة في الكون؛ حركة الكواكب والنجوم والأرض ذاتها تتحرك ؛فالأفلاك تتبدل أوضعها وتتغير وتسير وتتحرك ؛ فلا ينتبه لهذا السر في الكون إلا أصحاب العقول الخالصة أصحاب اللب الذين فاقوا أصحاب العقول لما لهم من مزيد فكر ونظر في إدراك إسرار الكون..أما أصحاب العقول فيحتاجون إلى مزيد ذكر من الآيات حتى ينتبهوا ويتفطنوا إلى أسرار الكون
11. قوله " ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) " فيه إشارة إلى اختلاف حال الإنسان من رخاء إلى شدة وبالعكس ؛ ومن صحة إلى مرض ومن عزل إلى ذل و من فقر إلى غنى وعكس ذلك لأن اختلاف الليل والنهار اختلاف في ذاتهما وما يقع فيهما.
12. -وفي الآية رد على جميع الطوائف الملاحدة المنكرة لوجود الله كالدهرين (مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ) والقائلين بالصدفة ؛ الكون وجد صدفة ؛ والقائلين أن الكون وجد بمقتضى طبيعة المادة وقوانينهاأو القائلين بأن الكون أوجد نفسه وقد أنكر الله عليهم في كتابه قال تعالى : { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36} .}
13. وأيضا فيها رد على كل من جعل لله شريكا مدبرا متصرفا معه في الكون أو ظهيرا أو معينا له وطوائفهم كثيرة منهم مشركي العرب الذين يعتقدون في آلتهم شيء من النفع والضر و التدبير في الكون؛ و غلاة القدرية القائلون بأن العبد يخلف أفعاله فأثبتوا خالقين مع الله؛ و غلاة الصوفية الذين يزعمون بأن الأولياء ينفعون ويضرون ويتصرفون في الكون ؛ والمجوس القائلون بوجود إلهين أحدهما إله الخير والأخر إله الشر ؛و من جعل للكواكب تصرفا وتدبيرا في الكون وغيرهم كثُر
14. و في تقديم اليل على النهار فيه إشارة إلى تقدمه في الخلفية على النهار كما قال تعالى { وآية لهم اليل نسلخ منه النهار فإذا هم مبصرون}
15. قوله "آيات" جاء بلفظ الجمع للدلالة على كثرة وتنوع الآيات الكونية.
16. أصحاب العقول هم الذين ينتفعون الآيات الكونية ويستدلون بها على وحدانية الله عزوجل
17. كلما كان العبد أعقل كان بالله وآياته أعلم . وبالعكس يُقال من كان أكثر انتفاعا بالآيات الكونية و تدبرا تفهما له دل ذلك على راجحة عقله وكماله وأنه أكمل الناس عقلا
18. لا علاقة بين الذكاء و كمال العقل ؛لأن كثير من أذكياء العالم لم ينتفعوا بالآيات الكونية وذلك لأنه لم يكتمل لديهم عقلهم
19. -آيات الله الكونية دالة على وحدانية الله تعالى وعلى كماله في صفاته وعلى استحقاقه العبادة والذل لقوله : ..(لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) لأن كمال العقل يوصل إلى الغايات والمطالب العالية
قال ابن عاشور :...لأن الاستدلال بهاته الدلائل وأمثالها على وجود الصانع لا يدل على كمال عقل بخلاف الاحتجاج بها على الوحدانية.."اهـ
20-عادة القران أن يذكر الأشخاص بصفاتهم لا بأعيانهم وأسماءهم لأجل أن يكونوا قدوة لنا في عملهم ، وأسوة في سيرتهم ، أي لا في ذواتهم وأشخاصهم .
( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران : 191]
شروع في ذكر صفات أولى الألباب
{ الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِياما وَقُعُودا } ؛أي الذاكرين الله في كل أحوالهم ؛ يذكرون الله حال قيامهم ويذكرون الله حال قعودهم ويذكرون الله حال اضطجاعهم على جنوبهم .
وذكر الله عام يشمل ذكر القلبي و الذكر اللساني وحتى الذكر بالجوارح الذي هو امتثال أمر الله واجتناب نهيه
قال عبد الرزاق البدر ."..ذكره سبحانه عند أمره فيبادر إليه، وعند نهيه فيهرب منه، فامتثال العبد لأوامر الله وانقياده لشرعه وإذعانه لحكمه واجتنابه لنواهيه، كلُّ ذلك من إقامة ذكر الله تعالى، فذكر أمره ونهيه شيءٌ، وذكره عند أمره ونهيه شيءٌ آخر."اهـ
والمرادُ أنهم يذكرون الله كثيرا ؛ لا يفترون ولا يسأمون ؛عمروا أوقاتهم بذكر الله ومجيء "يذكرون " بصيغة المضارع الدال على الاستمرار دليل على ذلك ..ألسنتهم لا تفتر من ذكره والثناء عليه بأسمائه وصفاته لما له من نعوت الجلال والجمال و الصفات الكمال مع حضور القلب وشهوده بل هو ممتلئ محبة وتعظيما وإجلالا لله عزوجل وجوارحهم ممتثلة أمره منتهية عن نهيه هيبة وخشية وطاعة ومحبة وذلا له .وهذه حالهم مستمرة في جميع أوقاتهم وأوضاعهم .
قال مجاهد : لا يكون العبد ذاكرا له حتى يذكر الله قائما ، وقاعدا ، وعلى جنبه
وقال قتادة:وهذه حالاتك كلها يا ابن آدم ، اذكر الله وأنت قائم ، فإن لم تستطع فاذكره وأنت قاعد ، فإن لم تستطع فاذكره وأنت على جنبك ، يسر من الله وتخفيف .
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) أي يديمون الفكر والنظر في خلق السموات والأرض
فبذلك يعتبرون بصنعة صانع ذلك الكون ، فيعلمون أنه لا يصنع ذلك إلا من ليس كمثله شيء ، ومن هو مالك كل شيء ورازقه ، وخالق كل شيء ومدبره ، من هو على كل شيء قدير ، وبيده الإغناء والإفقار ، والإعزاز والإذلال ، والإحياء والإماتة ، والشقاء والسعادة .
و لفظ "خلق" في الآية إما مصدر ؛أي يتفكرون في إنشائهما وإبداعِهما ..و إما بمعنى مفعول أي مخلوق والمعنى والسموات والأرض ضرف له والمعنى يتفكرون فيما أودع الله من المخلوقات في السماوات والأرض من كواكب ونجوم وأفلاك وجبال و البحار وغير ذلك
، قائلين : { رَبّنا ما خَلَقْتَ هَذَا باطِلاً } أي " يا ربنا" ؛ على النداء ؛والرب هو الخالق المدبر المالك المتصرف والمعنى لم تخلق هذا الخلق عبثا ولا لعبا؛ عاريا عن الحكمة غاليا عن المصلحة
و"باطلا " نكرة في سياق النفي لإرادة العموم و الاستغراق فانتفي في خلق الله أدنى الباطل وجميعه وكله وذلك في كل جزء من أجزاء خلقه ومخلوقاته وما ذلك إلا لكماله حكمته وإتقانه
ونظير هذا قوله تعالى :{{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)} .
(سبحانك ) التسبيح التنزيه ؛ والتنزيه هو إبعاده عن العيب وتبرئته منه وتطهيره .المتضمن للتعظيم والإجلال فانتقلوا بقولهم " سبحانك" إلى مقام التقديس وهو كمال العبودية والألوهية .
(فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ضراعة إلى الله تعالى أن يقيهم عذاب النار.
والفاء للتفريع
وهي إما تفريع عن قولهم سبحانك والمعنى أي : نزهناك عما يقول الجاهلون فقنا عذاب النار .
أو تفريعا عن قولهم " ( ما خلقت هذا باطلا ) والمعنى بعدما تفكروا في الكون ظهر لهم أن الكون خُلق لأمر عظيم من ثواب وعقاب ومحاسبة ومجازاة ..فمتلأت قلوبا خوفا من أن ينالهم عقاب
أو أنهم بعدما تفكروا في خلق السموات والأرض ظهر لهم و تبين عظم شأن الخالق؛ وكبير ملكه وعظيم سلطانه ونفوذ أمره وتدبيره في الكون ؛ وأنه لا بد أن يكون متصف بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه . هنا عرفوا قدر أنفسهم وأنهم لن يقدروا على يوفي شكر المنعم عليه بكل شيء يتمتع به ؛ وعن القيام بما يوجد لهم المغفرة
وأن العمل الذي يقومون به وهو ذكر الله قياما وقعودا وعلى جنب لا يوفي أبدا حقه ؛ ولا يبلغ لتكفير ذنوبهم فاعترفوا بالتقصير فقالوا ربنا اغفر لنا.
.وقولهم هذا عقيب قولهم ما خلقت هذا باطلا بيان وإيضاح للمراد ب الباطل فهو ما كان يعتقده المشركون انه خلقوا ولا بعث ولا نشور ولا عقاب ولا حساب
أن هذا الكون لا يمكن أن يخلق باطلا أي لا يكون لغير غاية ، ولا لغير حكمة ، فمعنى البطلان هنا العبث وعدم الغاية
والوقاية من عذاب النار لها سبيلان التوفيق لتترك المعاصي و العمل الصالح والإكثار من الحسنات الماحية للسيئات التي تستوجب النار ؛ و أن يغفر الله ذنوب العبد ويمحوها لما أتى العبد من أسباب مغفرة الذنوب أو بمحض فضل الله ومنة
..قال أبو زهرة : والوقاية من عذاب النار تكون بأمرين : أولهما- أن يوفقهم لتجنب ما لا يرضيه ، والثاني- أن يغفر لهم ما أفرطوا في جنبه سبحانه وتعالى اهـ
و فصار معنى فقنا عذاب النار: جنبنا السيئات ، ووفقنا للأعمال الصالحات ، واغفر لنا تقصيرنا في أعمالنا .
فوائد الآية
1. -فضيلة ذكر الله عزوجل والمداومة على ذلك في كل الأحوال
2. -جواز ذكر الله عزوجل على جنب لقوله (الذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ)؛ ويعد ذلك استهانة بالذكر ؛ومنه جواز قراءة القران على جنب لأن قراءة القران من الذكر وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضى الله عنها " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ يَتَّكِئُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَقْرَأُ القُرْآنَ»
- وروى أحمد ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ "
3-فيه إشارة إلى جواز تخفيف الصلاة على العبد و أن له أن يصليها على ما حسب استطاعته وقدرته
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ قَالَ: إِنَّمَا هَذِهِ فِي الصَّلاةِ إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ قَائِماً فَقَاعِداً، وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ قَاعِداً فعلى جنب.
4-لا يفتر العبد من ذكر الله عزوجل بل هو ملازم مداوم له في جميع أحواله؛ ومن شغله وألهاه ماله و ولده و دنياه عن ذكر الله فهو من الخاسرين " فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْر ومن يفعل ذلك فهو من الخاسرين"
5- فضيلة اجتماع القلب واللسان عند ذكر الله عزوجل؛ فهي المرتبة العليا التي يسعى إليها العارفون بربهم
6- العارفون بربهم ممتثلون أوامر الله طائعون له لأن ذكره وذكر شرعه حاضر دائم
7- اخْتِصَاصُ الذَّاكِرِينَ بِالِانْتِفَاعِ بِآيَاتِهِ وَهُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ وَالْعُقُولِ .
8- الخلق كله ناطق بوحدانية الله ودال على كمال صفاته ونعوت جماله وجلاله ؛ قال ابن القيم " فأمّا المفعولات فَإِنَّهَا دالّة على الْأَفْعَال وَالْأَفْعَال دالّة على الصِّفَات فَإِن الْمَفْعُول يدل على فَاعل فعله وَذَلِكَ يسْتَلْزم وجوده وَقدرته ومشيئته وَعلمه لِاسْتِحَالَة صُدُور الْفِعْل الِاخْتِيَارِيّ من مَعْدُوم أَو مَوْجُود لَا قدرَة لَهُ وَلَا حَيَاة وَلَا علم وَلَا إِرَادَة ثمَّ مَا فِي المفعولات من التخصيصات المتنوعة دالّ على إِرَادَة الْفَاعِل وَأَن فعله لَيْسَ بالطبع بِحَيْثُ يكون وَاحِدًا غير متكرر وَمَا فِيهَا من الْمصَالح وَالْحكم والغايات المحمودة دَال على حكمته تَعَالَى..."
9- فضيلة التفكر والنظر في خلق الله.
10- التفكر عبادة من صفات أولياء الله العارفين
11-انتفاء الباطل واللعب في خلق الله . كما قال تعالى { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}]
قال الشافعي معطلا لا يؤمر ولا ينهى وقيل لا يثاب ولا يعاقب .
12- ومفهوم قوله "باطلا" أن الله خلق السموات والأرض للحكمة وهو الحق كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) } .
-قال ابن القيم " ...فخلق مخلوقاته بسبب الحق ولأجل الحق وخلقها ملتبس بالحق وهو في نفسه حق فمصدره حق وغايته حق وهو يتضمن للحق..)
13- انتفاء العبث واللعب في أفعال الله عزوجل؛ وما ذلك إلا لكمال حكمته ؛ فالصفات السلبية المنفية عن الله لا يراد بها مجرد النفي بل يراد بها لنفي مع إثبات كمال الضد فأفعال الله عزوجل كلها مقرونة بالحكمة ؛ ويمكن ،تعبير بعبارة أخرى إثبات الحكمة في أفعال الله.
14-في الآية بيان أن الخلق كله خلق لحكمة بالغة والمخلوقات كلها خلقت لحكمة علويها وسفليها صغيرها وكبيرها جميلها وقبيحا بل كل جزء من أجزاء المخلوقات لم تخلق إلا لحكمة وجه ذلك قوله وبقوله " باطلا" نكرة في سياق النفي فأفادة العوم و والاستغراق ؛ فإذا انتفي جنس الباطل وعمومه وكله وصغيره وكبيره لم يحل مكانه إلا ضده وهو الحق وهو الحكمة قال ابن القيم " (..وَتَأمل كَيفَ أخبر سُبْحَانَهُ عَنهُ بِنَفْي الباطلية عَن خلقه دون إِثْبَات الْحِكْمَة لِأَن بَيَان نفي الْبَاطِل على سَبِيل الْعُمُوم والاستغراق أوغل فِي الْمَعْنى الْمَقْصُود وأبلغ من إِثْبَات الحكم لِأَن بَيَان جَمِيعهَا لَا يَفِي بِهِ إفهام الخليقة وَبَيَان الْبَعْض يُؤذن بتناهي الْحِكْمَة وَنفى الْبطلَان والخلو عَن الْحِكْمَة والفائدة تفِيد أَن كل جُزْء من أَجزَاء الْعَالم عُلْوِيَّهُ وسفليه مُتَضَمّن لحكم جمة وآيات باهرة ثمَّ أخبر سُبْحَانَهُ عَنْهُم بتنزيهه عَن الْخلق بَاطِلا خلوا عَن الْحِكْمَة ..).
15-وهذا يفيد التأدب مع الله لما يُشاهد أن بعض المخلوقات قد يكون فيها عيب أو نقص أو تشويه فيقال الجاهل منهم لماذا خلق الله هذا؟؟ لو لم يخلقه الله لكان أفضل !!!.. ونسي المسكين أن حكمة الله أعظم و أكبر من أن يدركه عقله الناقص القاصر.
16-وفيه بيان أن الشر المحض الذي لا خير فيه لا ينسب إلى الله بل أفعاله كلها موافقة للحكمة وفي ذلك تسلية عظيمة لما يصيب العبد من أقدار مؤلمة ومصائب موجعة فيعزى العبد نفسه : إن فعل الله كله موافق للحكمة ؛ لم يرد الله آن يصيبني بشر محض الذي لا خير فيه ولا حكمة ....فذلك من أكبر الأشياء التي تعينه على الصبر
17-تنزيه الله عن كل نقص أو عيب من كل وجه وعن مشابهة المخلوقين لقوله "سبحانك" والنفي المجرد لا مدح فيه إلا بإثبات كمال ضده فانتفاء النقائص والعيوب عن الله ما ذلك إلا لثبوت كمال صفاته ونعوت جلاله وجماله ؛ فصفاته عليا وأسماءه بلغت الحسنى غايتها وأفعاله موافقة للحكمة
18-ثناء الله على عباده المؤمنين الذين نزهوه عن إيجاد الخلق لا لشيء ولا لغاية ؛ وفيه ذم نقيض أولئك العباد الذين يدعون النقص والخلل والعيب في الخلق وأنه خلق لغير غاية ولا حكمة
19-تقديم التسبيح بين يدي الدعاء وطلب الحاجات.
20- جواز أن يتوسل العبد في دعائه لربه بإيمانه به و أسمائه وصفاته لقوله " ربنا" ؛ ولقوله "سبحانك فقنا " ... الفاء للتفريع فرعوا دعائهم على قولهم سبحانك ...فتوسلوا إلى الله بتنزيهه عن العيوب والنقائص لما له من صفات الكمال والجلال والعظمة والكبرياء
21-جماع صفات العارفون بربهم دوام ذكر الله؛ التفكر في خلق السموات الأرض التسبيح؛ دعاء الله بالوقاية من عذابه
-22-اقتران الذكر والتسبيح . فالذكر فيه إثبات نعوت الجلال والعظمة والجمال لله عزوجل و التسبيح تنزيه لله من العيوب والنقائص ومشابهة المخلوق المتضمن للتعظيم ففيه إشارة أن صفات الله عزوجل جمعت أمرين : بلغت كمال الحسن وغايته وأنه لا يعتريها نقص ولا عيب بأي وجه من الوجوه .
هذا في عدد من آيات كتاب الله؛قال تعالى :{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) } .. وقوله (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26))
23-ففيه بيان أن العارفين بربهم لهم أدب جم في وصف ربهم ؛ إثبات الكمال مع نفي النقائص فهذا الغاية في إثبات صفات الكمال وما ذلك إلا لمعرفتهم ربهم
24-و اقتران ذكر مع التفكر للإشارة والتنبيه أن التفكر عبادة من أجل العبادات لاقترانه مع الذكر والذكر عباده... و أن آيات الله في الكون ، لا تتجلى على حقيقتها الموحية ، إلا للقلوب الذاكرة العابدة . وأن هؤلاء الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم وهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار - هم الذين تتفتح لبصائرهم الحقائق الكبرى المنطوية في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار.
25-وفيه إشارة إلى أن من تفكر وتدبر في الكون دون أن يربطه بخالقه ومدبره لن ينتفع بتدبره ولن يصل إلى معرفة خالقة. ولن يشعر بلذة العبودية وحلاوة التذلل بين الله ؛ هو شأن وحال الكفار الذين ينظرون ويتفكرون في الكون فيكتفون بظاهر من الحياة الدنيا ، فهم يصلون إلى أسرار بعض القوى الكونية لكن دون وصله بخالقه فأقصى ما وصلوا إليه الانبهار بالكون والتمتع بجماله
قال رشيد رضا :" وكم من ناظر إلى صنعة بديعة لا يخطر في باله صانعها اشتغالا بها عنه ، فالذين يشتغلون بعلم ما في السماوات والأرض هم غافلون عن خالقهما ذاهلون عن ذكره يمتعون عقولهم بلذة العلم ولكن أرواحهم تبقى محرومة من لذة الذكر ومعرفة الله عز وجل.... .....؛يعني أن الفكر وحده وإن كان مفيدا لا تكون فائدته نافعة في الآخرة إلا بالذكر ، والذكر وإن أفاد في الدنيا والآخرة لا تكمل فائدته إلا بالفكر " اهـ
26-أن اقتران الذكر السليم والتفكر الصحيح في الكون يورثان تحرك نفسي جداني وإقبال على الله بالدعاء و الابتهال
قال الغَزَّالِيُّ : ونهايةُ ثمرة الدِّين في الدُّنيا تَحْصيلُ معرفة اللَّه ، وتحصيلُ الأُنُس بذكْرِ اللَّهِ تعالى ، والأنسُ يَحْصُلُ بدوامِ الذِّكْر ، والمعرفَةُ تحصُلُ بدوامِ الفِكْرِ . انتهى من «الإحياء » .
26- قوله (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). فيه دليل أنه فَلَا بُدَّ مِنْ جَزَاءِ الْعِبَادِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ
27-شأن ذوى العقول سؤال الله أن يقيهم عذاب النار وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ كَثِيرًا مِنْ عَذَابِ النَّارِ. وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَمَرَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْتَعِيذُوا فِي تَشَهُّدِهِمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ...
28-وفي الآية بيان رباني في كيفية التعامل مع الآيات الكونية..وذكر نمودج ممن أحسن في التعامل معها وهم أولوا الألباب
المصادر والمراجع
1-كتاب العين أحمد الفراهيدي (170هـ)
2-جامع البيان لابن جرير. (310)
3-الكشف والبيان للثعلبي.(427)
4- معالم التنزيل البغوي (516هـ).
5-الكشّاف للزمخشري (538)
6-المحرر الوجيز لابن عطية.(542)
7-مفاتيح الغيب للرازي (606ـ).
8-أحكام القرآن للقرطبي.(671)
9-مجموع الفتاوى ابن تيمية الحراني (728هـ).
10قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة ابن تيمية الحراني (728هـ).
11-البحر المحيط لأبي حيّان ( 745)
12 -زاد المعاد في هدي خير العباد ابن قيم الجوزية (751هـ)
13كتاب الفوائد ابن قيم الجوزية (751هـ)
13مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة ابن قيم الجوزية (751هـ)
15-الدرّ المصون للسمين الحلبي (.756)
16-تفسير ابن كثير. (774)
17-إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود (ت 982هـ).
19-روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للآلوسي (ت 1270هـ).
20- -تفسير المنار لرشيد رضا. (ت 1354هـ)
21-تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي (ت 1376 هـ).
22-زهرة التفاسير لأبي زهرة. (ت 1394هـ)
23- التحرير والتنوير لابن عاشور ( 1393)
24– -تفسير ابن العثيمين ( 1421)
25-فقد الأدعية والأذكار عبد الرزاق البدر