دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 14 رمضان 1432هـ/13-08-2011م, 01:48 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الرابع والعشرين (النهمة في الطلب)


من الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم "النهمة في الطلب"

* نسب عن علي رضي الله عنه أنه قال "
قيمة كل امرئ ما يحسنه": أي إن كل إنسان يحسن الفقه والشرع صار له قيمة، أحسن مما يحسن فتل الحبال مثلا. لأن كل منهما يحسن شيئا، لكن فرق بين هذا وهذا فقيمة كل امرئ ما يحسنه.
* وقد ذكر الشيخ بكر أنه قيل "
ليس كلمة أحض على طلب العلم منها" ولكن الشيخ ابن عثيمين يرى أن هذا القيل ليس بصحيح. وأن أشد كلمة في الحض على طلب العلم قول الله تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (سورة الزمر: 90). وقوله تعالى : (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (سورة المجادلة: 11). وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».وقوله صلى الله عليه وسلم :«العلماء ورثة الأنبياء » . وأشباه ذلك مما جاء في الحث على طلب العلم، لكن ما نقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هي كلمة لا شك أنها جامعة، لكن لا شك أنها ليست أحسن ما قيل في الحث على طلب العلم.

* "
فاحذر غلط القائل: ما ترك الأول للآخر. وصوابه: كم ترك الأول للآخر!":
- القول الأول خطأ لأن
«ما» إما أن تكون نافية أو استفهامية فإن كانت «نافية» فالمعنى: ما ترك الأول للآخر شيئا. وإن كانت «استفهامية» فيكون المعنى: أي شيء ترك الأول للآخر؟ وكلا المعنيين يوجب أن يتثبط الإنسان عن العلم.
- أما القول الثاني "
كم ترك الأول للآخر" فهو الصواب، فالمعنى: ما أكثر ما ترك الأول للآخر، وهذا يحملك على أن تبحث على كل ما قاله الأولون، ولا يمنعك من الزيادة على ما قال الأولون.

* "
فعليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم": ويقصد هنا العلم، لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم.

* "
وابذل الوسع في الطلب والتحصيل والتدقيق": يعني الطاقة في التدقيق، أمر مهم لأن بعض الناس يأخذ بظواهر النصوص وبعمومها دون أن يدقق. ولذلك فعلى طالب العلم أن يعلم أن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يكون بالقرآن الكريم أو بالسنة النبوية. فإن كان بالقرآن الكريم، فقد كفيت إسناده والنظر فيه، لأن القرآن لا يحتاج إلى النظر بالسند لأنه متواتر أعظم التواتر. أما إذا كان بالسنة النبوية فلا بد أن تنظر في السنة النبوية، أولا هل صحت نسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أم لم تصح؟.

* "
ومهما بلغت في العلم، فتذكر: «كم ترك الأول للآخر»! ": وهنا يرى الشيخ ابن عثيمين أن من الأفضل قول
"مهما بلغت في العلم، فتذكر قول الله عز وجل : (وفوق كل ذي علم عليم) (سورة يوسف: 76). وقوله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (سورة الإسراء: 85)".

  #27  
قديم 16 رمضان 1432هـ/15-08-2011م, 05:37 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الخامس والعشرين (الرِّحْلَةُ للطَّلَبِ)

* (من لم يكنْ رُحْلَةً لن يكونَ رُحَلَةً) فمَن لم يَرْحَلْ في طَلَبِ العلْمِ للبحْثِ عن الشيوخِ، والسياحةِ في الأَخْذِ عنهم؛ فيَبْعُدُ تأَهُّلُه ليُرْحَلَ إليه؛ لأنَّ هؤلاءِ العلماءَ الذين مَضَى وقتٌ في تَعَلُّمِهم وتَعليمِهم، والتَّلَقِّي عنهم: لديهم من التَّحريراتِ والضبْطِ والنِّكاتِ العِلْمِيَّةِ، والتجارُبِ ما يَعِزُّ الوُقوفُ عليه أو على نظائرِه في بُطونِ الأسفارِ .
الأشرطة المسجلة تغني عن الرحلة، لكن الرحلة أكبر لأن الرحلة إلى العالم، يكتسب الإنسان من علمه وأدبه وأخلاقه، ثم يترك الرجل يتكلم ليس كما يعمله إياه في الشريط
مثلا: الخطبة، أنت عند رجل يخطب وكلامه جيد... تتأثر به لكن لو تسمع هذا الكلام من الشريط لن تتأثر به تأثرك وأنت تشاهد الخطيب.


* واحْذَر القُعودَ عن هذا على مَسْلَكِ الْمُتَصَوِّفَةِ البطَّالِينَ ، الذين يُفَضِّلُونَ ( علْمَ الْخِرَقِ على علْمِ الوَرَقِ ) .
وقد قيلَ لبعضِهم: ألا تَرْحَلُ حتى تَسمعَ من عبدِ الرزاقِ ؟ فقالَ: ما يَصنَعُ بالسماعِ من عبدِ الرزَّاقِ مَن يَسمَعُ من الْخَلَّاقِ ؟!
وقال آخَرُ :
إذا خاطَبُونِـي بعِلْـمِ الـوَرَقِ = برَزْتُ عليهم بعِلْمِ الْخِرَقِ

* فاحذر هؤلاء، فإنهم لا للإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا، بل فيهم من كان بأسا وبلاء على الإسلام.
الشيخ وفقه الله هاجم الصوفية، فهم جديرون بالمهاجمة، لأن بعضهم يصل إلى حد الكفر والإلحاد بالله، حتى يعتقد أنه هو الرب كما يقول بعضهم «ما في الجبة إلا الله» يعني نفسه. ويقول:
الرب عبد والعبد رب = يا ليت شعري من المكلف
يعني هما شيء واحد.
إلى أمثال ذلك من الخرافات التي يقولونها، لكن ينبغي أيضا أن نهاجم ونركز على مهاجمة أهل الكلام الذين سلبوا الله من كماله بكلامهم انكروا الصفات، فمنهم من أنكر الصفات رأسا كالمعتزلة . ومنهم من أثبت الأسماء، لكن جعلها أسماء جامدة لا تدل على معنى، وغالى بعضهم وقال: إنها أسماء واحدة، وأن السميع هو البصير، وأن السميع والبصير هما العزيز وهما شيء واحد.
وغالى بعضهم فقال: هي أسماء متعددة، لكن لا تدل على معنى.
أيضا ينبغي أن يهاجم على أهل الكلام الذين عطلوا لله مما يجب له من صفات كمال بعقول واهية.


  #28  
قديم 16 رمضان 1432هـ/15-08-2011م, 09:39 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس السادس والعشرين (حفظ العلم كتابة)

من الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم "حفظ العلم كتابة"
*
ابذل الجهد في حفظ العلم (حفظ كتاب)، لأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع، وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج، لا سيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها، ومن أجل فوائده أنه عند كبر السن وضعف القوى يكون لديك مادة تستجر منها مادة تكتب فيها بلا عناء في البحث والتقصي: بذل الجهد في الكتابة مهم، لا سيما في نوادر المسائل أو في التقسيمات التي لا تجدها في بعض الكتب. ولكن على طالب العلم أن يحزر أن يكتب على كتابه على هامشه أو بين سطوره، كتابة تطمس الأصل. كما ذكر الشيخ بكر وفقه الله "وعليه فَقَيِّدِ العِلْمَ بالكتابِ لا سِيَّمَا بدائعَ الفوائدِ في غيرِ مَظَانِّها ، وخَبَايَا الزوايا في غيرِ مَسَاقِها ، ودُرَرًا مَنثورةً تَراهَا وتَسْمَعُها تَخْشَى فَوَاتَها … وهكذا ؛ فإنَّ الْحِفْظَ يَضْعُفُ ، والنسيانَ يَعْرِضُ .قالَ الشعبيُّ : ( إذا سَمِعْتَ شيئًا ؛ فاكْتُبْهُ ولو في الحائطِ )"

*
فاجْعَلْ لك ( كُناشًا ) أو ( مُذَكِّرَةً ) لتقييدِ الفوائدِ والفرائدِ والأبحاثِ الْمَنثورةِ في غيرِ مَظَانِّها ، وإن اسْتَعْمَلْتَ غُلافَ الكتابِ لتَقييدِ ما فيه من ذلك ؛ فحَسَنٌ ، ثم تَنْقُلُ ما يَجْتَمِعُ لك بعدُ في مُذَكِّرَةٍ ؛ مُرَتِّبًا له على الموضوعاتِ مُقَيِّدًا رأسَ المسألةِ ، واسمَ الكتابِ ، ورقْمَ الصفحةِ والمجلَّدِ ، ثم اكْتُبْ على ما قَيَّدْتَه : ( نُقِلَ ) ؛ حتى لا يَخْتَلِطَ بما لم يُنْقَلْ كما تَكتُبُ : ( بلَغَ صفحةَ كذا ) فيما وَصَلْتَ إليه من قراءةِ الكتابِ حتى لا يَفُوتَك ما لم تَبْلُغْه قراءةً: و
الكُنَّاش هو ما يسمى بالكشكول، وهو دفتر الفوائد.

*
وللعلماء مؤلفات عدة في هذا، منها :«بدائع الفوائد»، لابن القيم، و«خبايا الزوايا» للزركشي، ومنها: كتاب «الإغفال»، و«بقايا الخفايا»، وغيرها: ويضيف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كتاب «صيد الخاطر» لابن الجوزي، ويرى الشيخ أن أحسن الكتب «بدائع الفوائد» لأبن القيم أربعة أجزاء في مجلدين، فيها من بدائع العلوم ما لا تكاد تجده في كتاب أخر لكل فن. كل ما طرأ على باله قيده، لذلك تجد فيه من العقائد في التوحيد، في الفقه، في النحو، في البلاغة، في التفسير، في كل شيء.

  #29  
قديم 18 رمضان 1432هـ/17-08-2011م, 06:13 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس السابع والعشرين (حِفْظُ الرِّعايةِ)


* ابْذُل الوُسْعَ في حِفْظِ العلْمِ ( حفْظَ رِعايةٍ ) بالعمَلِ والاتِّباعِ .
* قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى: ( يَجِبُ على طالِبِ الحديثِ أن يُخْلِصَ نِيَّتَه في طَلَبِه ، ويكونَ قَصْدُه وَجْهَ اللهِ سبحانَه ، ولْيَحْذَرْ أن يَجْعَلَه سَبيلًا إلى نَيْلِ الأعراضِ )، وطريقًا إلى أَخْذِ الأعواضِ ؛ فقد جاءَ الوعيدُ لِمَن ابْتَغَى ذلك بعِلْمِه .
== يخلص الإنسان النية في طلب العلم بأن:
.. 1- ينوي امتثال أمر الله تعالى والوصول إلى ثواب طلب العلم.
.. 2- ينوي حماية الشريعة والذب عنها.
.. 3- ينوي رفع الجهل عن نفسه ورفع الجهل عن غيره.
.. 4- لا يكون قصده نيل الأعراض كالجاه والرئاسة والمرتبة، أو طريقا إلى أحد الأعواض كالمرتبات.
== جاء الوعيد لمن طلب عِلما لغير الله -وهو يُبتغًى بهِ وجه الله- لم يجد عرف الجنة، أي ريحها.

* ولْيَتَّقِّ المفاخَرَةَ والْمُباهاةَ به، وأن يكونَ قَصْدُه في طَلَبِ الحديثِ نَيْلَ الرئاسةِ واتِّخاذَ الأتباعِ وعَقْدَ المجالِسِ؛ فإنَّ الآفَةَ الداخلةَ على العُلماءِ أَكْثَرُها من هذا الوجْهِ.
- جاء الوعيد فيمن طلب ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء.
- من النيات السيئة أن تقصد بعلمك المفاخرة والمباهاة، وأن يكون قصدك أن تصرف وجوه الناس إليك.
- إذا نويت نية صالحة، قد تحصل لك هذه المفاخر؛ قد تصير إماما، أو رئيسا يشير الناس إليك ويأخذوا بقولك.

* ولْيَجْعَلْ حِفْظَه للحديثِ حِفْظَ رعايةٍ لا حِفْظَ روايةٍ؛ فإنَّ رُواةَ العُلومِ كثيرٌ، ورُعاتَها قَليلٌ، ورُبَّ حاضرٍ كالغائبِ، وعالِمٍ كالجاهِلِ، وحاملٍ للحديثِ ليس معه منه شيءٌ إذ كان في اطِّرَاحِه لِحُكْمِهِ بِمَنْزِلَةِ الذاهبِ عن مَعرفتِه وعِلْمِه.
** «رعايةٍ»: أن يفقه الحديث ويعمل به ويبينه للناس، لأن مجرد الحفظ بدون فقه للمعنى ناقص جدا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :«رُبَّ مُبلّغ أوعَى مِن سامِع» .
- ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لما أتاه الله تعالى من العلم والحكمة؛ مطر أصاب أرضا فصارت الأرض ثلاثة أقسام:
..القسم الأول: قيعان ابتلعت الماء ولم تنبت الكلأ، فهذا مثل من أتاه الله العلم والحكمة ولكنه لم يرفع به رأسا ولم ينتفع به ولم ينفع به غيره.
..القسم الثاني: أرض أمسكت الماء ولكنها لم تنبت الكلأ. هؤلاء من الرواة، امسكوا الماء فسقوا الناس واستقوا وزرعوا، لكن هم أنفسهم ليس عندهم إلا حفظ هذا الشيء.
..القسم الثالث: أرض رياض قبلت الماء فأنبتت العشب والكلأ فانتفع الناس وأكلوا وأكلت مواشيهم؛ وهؤلاء الذين مَنَّ الله عليهم بالعِلم والفِقه، فنفعوا الناس وانتفعوا به.

* يَنبغِي لطالِبِ الحديثِ أن يَتمَيَّزَ في عامَّةِ أمورِه عن طرائقِ العَوَامِّ باستمعالِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أَمْكَنَه ، وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِه ؛ فإنَّ اللهَ تعالى يقولُ : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } اهـ.
** «يَنبغِي»: أحيانا يراد بها الوجوب، لكن الشائع في استعمالها أنها للندب. وهذا في الأمور التعبدية ظاهر.
- قوله «باستمعالِ آثارِ»: هذه العبارة فيها شيء من الركاكة، ولو قال «باتباع آثار» كان ذلك أحسن وأوضح ، وهذا هو اللفظ المطابق للقرآن: { فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ }. أما استعمال الآثار فقد يتوهَّم واحد أنه استعمال ثيابه وعمامته وما أشبه ذلك .
** «توظيفِ السُّنَنِ على نفسِه»: أي تطبيق السنن على نفسه لأن الله يقول: { لَقَد كانَ لكُم في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } .
== استعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمور الاتفاقية التي وقعت اتفاقا من غير قصد >> أكثر الصحابة رأوا أنه ليس بمشروع اتباعه للإنسان.




مسائل وردت في الدرس وأجاب عنها الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:

إذا قال قائل: كل الذين يطلبون العلم في الكليات إنما يقصدون الشهادة ولذلك نرى بعضهم يريد الوصول إلى هذه الشهادات ولو بالباطل كالشهادات المزيفة والغش وما أشبه ذلك.
.. فيقال: يمكن للإنسان أن يريد الشهادة في الكلية مع إخلاص النية وذلك أن يريد الوصول إلى منفعة الخلق لأن من لم يحمل الشهادة لا يتمكن من أن يكون مدرسا أو مديرا أو ما أشبه ذلك مما يتوقف على نيل الشهادة.

فإذا قال: أنا أريد أن أنال الشهادة لأتمكن من التدريس في الكلية مثلا، ولولا هذه الشهادة ما درست. أريد الشهادة لأكون داعية، لأننا في عصر لا يمكن أن يكون الإنسان فيه داعيا إلى الله إلا بالشهادة.
.. نقول: إذا كانت هذه نية الإنسان فهي نية حسنة لا تضر إن شاء الله هذا في العلم الشرعي.
........ أما في العلم الدنيوي فانْوِ فيه ما شئت مما أحله الله.
........ فلو تعلَّم الإنسان الهندسة وقال أريد أن أكون مهندسا ليكون الراتب 10 آلاف ريال. فهل هذا حرام؟
........... ج: لا؛ لأن هذا علم دنيوي، كالتاجر يتاجر من أجل أن يحصل على ربح.

لو قال قائل: هل يُسَنّ لنا الآن ألا نقدم مكة في الحج إلا في اليوم الرابع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قدم في اليوم الرابع؟
.. نقول: الصحيح أنه لا يشرع لأنه وقع اتفاقا لا قصدا.

ما وقع عادة فهل يشرع لنا أن نتبعه فيه؟ مثلا: العمامة والرداء والإزار.
.. نقول: نعم يشرع أن نتبعه فيه.

س: لكن ما معنى الاتباع؟؟ هل معناه اتباعه في عين ما لبس؟ أو اتباعه في جنس ما لبس؟
.. الجواب: الثاني. لأنه لبس ما اعتاده الناس في ذلك الوقت.
= وعلى ذلك نقول: السنة لبس ما يعتاده الناس، ما لم يكن محرما، فإن كان محرما وجب اجتنابه.

ما وقع على سبيل التشهي فهل نتبعه فيه ؟ كان عليه الصلاة والسلام يحب الحلوى، يحب العسل، يتتبع الدباء في الأكل. هل نتبعه في ذلك؟
قال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء- يعني القرع- في الطعام، فمازلت أتتبعها منذ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبعها.
.. نقول: على هذا الحديث فالظاهر أن هذا الاتباع فيه أحرى من الاتباع فيما سبقه- وهو ما وقع اتفاقا- لأن هذا لم يقع اتفاقا، حيث أننا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين يتتبعها أنه يتتبعها قصدا لا اتفاقا، ولا شك أن الإنسان إذا تتبع الدباء من على ظهر القصعة وهو يشعر أنه يفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لا شك أن هذا يُوجِب له محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع آثاره وحينئذ نقول: إذا تتبعت هذا فإنك على الخير، وقد يكون في الدباء منفعة طبية، تسهل وتلين وتكون قدما للطعام.


  #30  
قديم 18 رمضان 1432هـ/17-08-2011م, 09:01 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الثامن والعشرين (تَعَاهُدُ المحفوظاتِ)



* تَعاهَدْ عِلْمَك من وَقتٍ إلى آخَرَ ؛ فإنَّ عَدَمَ التعاهُدِ عُنوانُ الذهابِ للعِلْمِ مهما كان.
- قوله «عَدَمَ التعاهُدِ عُنوانُ الذهابِ للعِلْمِ»: لو عبر بقوله «فإن عدم التعاهد سبب الذهاب للعلم» لكان أولى لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)). فيدل ذلك على أن عدم التعاهد سبب للنسيان، وليس عنوان الذهاب للعلم، لأن عنوان الشيء يكون بعد الشيء، وسبب الشيء يكون قبل الشيء، وعدم التعاهد سابق على عدم بقاء العلم، وإذا كان المعنى مفهوما، فالأمر يسير بالنسبة للألفاظ.

* عن ابنِ عمرَ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ رسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: (( إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعْقَلَةِ ، إن عاهدَ عليها أَمْسَكَها وإن أَطْلَقَها ذَهَبَتْ )). رواه الشيخانِ ، ومالِكٌ في ( الْمُوَطَّأِ ) .
قالَ الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ رَحِمَه اللهُ: ( وفي هذا الحديثِ دليلٌ على أنَّ مَن لم يَتَعَاهَدْ عِلْمَه ذَهَبَ عنه ، أيْ مَنْ كان ؛ لأنَّ عِلْمَهم كان ذلك الوَقْتَ القرآنَ لا غيرَ ، وإذا كان القرآنُ الْمُيَسَّرُ للذكْرِ يَذْهَبُ إن لم يُتَعَاهَدْ ؛ فما ظَنُّكَ بغيرِه من العلومِ المعهودةِ ؟! وخيرُ العلومِ ما ضُبِطَ أَصْلُه ، واسْتُذْكِرَ فَرْعُه ، وقادَ إلى اللهِ تعالى ودَلَّ على ما يَرضاهُ ) .
** ذَهَبَ عنه: نسِيَهُ.
- من لم يتعاهد الشجرة بالماء تموت، أو تذبل، وكذلك من لم يتعاهد أغصانها بالشتل، تتكاثر ويفسد بعضها بعضا فلا تستقيم وكذلك العلوم.
- (خيرُ العلومِ ما ضُبِطَ أَصْلُه، واسْتُذْكِرَ فَرْعُه) يعني كأنه يرد على القواعد والأصول، وأنا أحثكم دائما عليهما؛ عليكم بالقواعد والأصول لأن المسائل الفقهية المتفرعة كتلاقط الجراد من أرض صحراء تضيع عليك لكن الذي عنده عِلم بالأصول هذا هو العالم "من فاتته الأصول فاته الوصول".

* وقالَ بعضُهم ( كلُّ عِزٍّ لم يُؤَكَّدْ بعِلْمٍ فإلى ذُلٍّ مَصيرُه).
- يعني غالبا أن العز الذي لم يُؤَكّد بالعلم أنه يزول، وإلا فقد يكون الإنسان عزيزا بماله وإنفاقه ونفع الناس به فيبقى عزيزا إلى أن يموت.

  #31  
قديم 18 رمضان 1432هـ/17-08-2011م, 09:10 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس التاسع والعشرين (التفقه بتخريج الفروع على الأصول)

* الفقه والتفقه والفقيه:
- الفقه: هو إدراك أسرار الشريعة.
- أما التفقه: فهو طلب الفقه. وكم من إنسان عنده كثير ولكنه ليس بفقيه، ولهذا حذر ابن مسعود رضي الله عنه من ذلك فقال: «كيف لكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم».
-
الفقيه: هو العالم بأسرار الشريعة وغاياتها وحكمها حتى يستطيع أن يرد الفروع الشاردة إلى الأصول الموجودة، ويتمكن من تطبيق الأشياء على أصولها، فيحصل له بذلك خير كثير.
*
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أن رسول الله قال : «نضر الله امرؤ سمع مقالتي فحفظها، ووعاها، فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»: ونضر بمعنى: حسنه، ومنه قوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة) (سورة القيامة: 22). أي: حسنه.

*
قال ابن خير.- رحمه الله تعالى- في فقه هذا الحديث :«وفيه بيان أن الفقه هو الاستنباط والاستدراك في معاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه بيان وجوب التفقه، والبحث على معاني الحديث، واستخراج المكنون من سره». ويرى ابن عثيمين رحمه الله أن ما ذكره- وفقه الله- هو الصواب؛ لكن لا ينبغي أن يقتصر على الحديث، بل نقول من الأدلة في القرآن والسنة ودلالات القرآن أقوى من دلالات السنة وأثبت، لأنه لا يعتريه عيب النقل بالمعنى، وأما السنة فهي تنقل بالمعنى. وعلى هذا فيقال: «بالبحث عن معاني القرآن والحديث». ثم أشار الشيخ بكر إلى شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم- رحمهم الله- وبيان ما يتوصلان إليه من الأحكام الكثيرة من الأدلة القليلة، وقد أعطاهما الله فهما عجيبا في القرآن والسنة. ومن مليح كلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- قوله في مجلس للتفقه: «أما بعد، فقد كنا في مجلس التفقه في الدين، والنظر في مدارك الأحكام المشروعة، تصويرا وتقريرا، وتأصيلا، وتفصيلا».

* مثال على التفقه:
أن العلماء اتخذوا الحكم بأن أقل مدة الحمل ستة أشهر من قوله تعالى :(وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (سورة الأحقاف:15).
ومن قوله : (وفصاله في عامين) (سورة لقمان: 14). فإن ثلاثين شهرا، عامان وستة أشهر، فإذا كان حمله وفصاله (ثلاثون شهرا) وفي الآية الآخرى (في عامين) لزم أن يكون الحمل أقله ستة أشهر.

* التفقه والتفكر:

-
التفكر: هو مادعا الله سبحانه وتعالى إلى التحرك بإجالة النظر العميق في ملكوت السموات والأرض، وإلى أن يمعن النظر في نفسه، وما حوله، فتحا للقوى العقلية على مصراعيها، وحتى يصل إلى تقوية الإيمان، وتعميق الأحكام، والانتصار العلمي : (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) (سورة البقرة: 219).
- التفقه: هو
أبعد مدى من التفكر، إذ هو حصيلته وإنتاجه، وإلا: (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) (سورة النساء: 78). لكن هذا التفقه محجوز بالبرهان، محجوز عن التشهي والهوى.
_ إذن يأتي التفقه في المرتبة الرابعة بعد العلم ثم الفهم ثم التفكر.

* ذكر الشيخ بكر أن هناك
فقه النفس، وهو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية, وهو صلاح القلب والعقيدة السليمة ومحبة الخير للمسلمين, وفقه البدن: وهو معرفة ما يقوم به صلاح الجسم وصحته ومعرفة الأمراض التي تصيب الجسد وعلاجها. .
-
وهناك فقه ثالث ظهر، وهو فقه الواقع الذي علق عليه بعض الناس العلم, وقالوا: من لم يكن فقيها للواقع فليس بعالم، ونسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». ثم غفلوا عن كون الإنسان يشتغل بفقه الواقع أن ذلك يشغله عن فقه الدين.

* "
فأَجْلِ النظَرَ عندَ الوارداتِ بتَخريجِ الفُروعِ على الأصولِ ، وتَمامِ العنايةِ بالقواعدِ والضوابطِ . وأَجْمِعْ للنَّظَرِ في فَرْعٍ ما بينَ تَتَبُّعِه وإفراغِه في قالَبِ الشريعةِ العامِّ من قواعدِها وأصولِها الْمُطَّرِدَةِ ؛ كقواعدِ المصالِحِ ، ودفْعِ الضرَرِ والمشَقَّةِ وجَلْبِ التيسيرِ ، وسَدِّ بابِ الْحِيَلِ وسَدِّ الذرائعِ ".
-
لابد لطالب العلم من أصول يرجع إليها، والأصول الثلاثة: الأدلة من القرآن والسنة والقواعد والضوابط المأخوذة من الكتاب والسنة. والمهم أن يكون لدى الإنسان علم بالقواعد والضوابط حتى ينزل عليها الجزئيات.
- والفرق بين القاعدة والضابط:
# القاعدة أصل يتفرع عليه أشياء كثيرة.
# الضابط يكون لمسائل محصورة معينة.فالضابط أقل رتبة من القاعدة.
- ومن المهم
أن الإنسان يجعل فكره يتجول بتخريج الفروع على الأصول حتى يتمرن، لأن بعض الناس قد يحفظ القاعدة كما يحفظ الفاتحة ولكن لا يعرف أن يخرج عليها. وهذا لا شك نقص في التفكير. فلا بد من أن يجتهد ويجيل نظره بتخريج القواعد على الأصول.
-
وقوله «ودفع الضرر»: ونجد دف الضرر كثيرا في القرءان والسنة، قال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) (سورة النساء: 29). وهذه الآية تعم قتل النفس مباشرة بأن ينتحر الإنسان أو فعل ما يكون سببا للهلاك، ولهذا استدل عمرو بن العاص رضي الله عنه بهذه الآية على التيمم خوفا من البرد، مع أن البرد قد لا يميت الإنسان، ولكن قد يكون سببا لموته، استدل بها، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وضحك.
هذا من القرآن. وأيضا من القرآن قوله تعالى : (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا) (سورة المائدة: 6). الشاهد قوله : (مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا) يتيمم المريض وهو يقدر أن يستعمل الماء لكن لئلا يزاد مرضه أو يتأخر برأه.
- ومن
«دفع المشقة»: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى زحاما وهو في السفر، ورجلا قد ظلل عليه. فقال: ما هذا؟ قالوا: صائم. قال:«ليس من البر الصيام في السفر» . مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم وهو مسافر، ورسولنا الكريم لا يفعل غير البر, لكن إذا وصلت الحال من المشقة فإنه ليس من البر.
-
«وجلب التيسير»: كل الإسلام تيسير، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الدين يسر ولا يشاد الدين أحدا إلا غلبه»، وكان إذا بعث البعوث يقول: «يسروا لا وتعسروا، بشروا ولا تنفروا فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين».
-
«وسد الحيل وسد الذرائع»: الحيلة: أصلها حولة من حال يحول. هذا في اللغة. أما في الشرع والاصطلاح: هي التوصل إلى إسقاط واجب أو انتهاك محرم بما ظاهره الإباحة. مثال ذلك: رجل سافر في نهار رمضان، قصده أن يفطر في رمضان وليس له قصد في السفر إلا أن يفطر. ظاهر فعله أنه حلال، لكن أراد بذلك إلى إسقاط واجب وهو الصوم.
- «سد الذرائع»: الذرائع جمع ذريعة، وهي الوسيلة. والفرق بينها وبين الحيلة: أن فاعل الحيلة قد قصد التحيل. وفاعل الذريعة لم يقصد، ولكن فعله يكون ذريعة إلى الشر والفساد.

* إذن
الفقيه حقيقة هو الذي يستنبط الأحكام من النصوص وينزل الأحكام عليها، وليس من يقرأ النصوص. من يقرأ النصوص فهو كنسخة من الكتاب، كالبلاغي... وهل البلاغي هو من يبين البلاغة وأقسامها، والفصاحة وأقسامها؟ أم من يكون كلامه بليغا؟... الثاني، من يكون كلامه بليغا فهو البلاغي، حتى ولو لم يكن يعرف من البلاغة شيئا.
ولهذا ينبغي للإنسان أن يطبق المعلومات على الواقع. بمعنى: أنه إذا نزلت نازلة يعرف كيف يتصرف في النصوص حتى يعرف الحكم، وإذا عرف شيئا يمرن نفسه على أن يطبق هذا في حياته القولية والفعلية.

  #32  
قديم 18 رمضان 1432هـ/17-08-2011م, 11:19 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الثلاثين (اللجوءُ إلى اللهِ تعالى في الطَّلَبِ والتحصيلِ)


* لا تَفْزَعْ إذا لم يُفْتَحْ لك في علْمٍ من العلومِ؛ فقد تَعاصَتْ بعضُ العُلومِ على بعضِ الأعلامِ المشاهيرِ، ومنهم مَن صَرَّحَ بذلك كما يُعْلَمُ من تَرَاجِمِهم، ومنهم: الأَصْمَعِيُّ في عِلْمِ العَروضِ والرُّهاويُّ المحدِّثُ في الْخَطِّ، وابنُ صالحٍ في الْمَنْطِقِ، وأبو مسلِمٍ النحويُّ في عِلْمِ التصريفِ والسيوطيُّ في الْحِسابِ، وأبو عُبيدةَ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الباقي الأنصاريُّ، وأبو الحسَنِ القَطيعيُّ، وأبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ زِيادٍ الفَرّاءُ، وأبو حامدٍ الغزاليُّ، خَمْسَتُهُم لم يُفْتَحْ لهم بالنحوِ .
- فإن عجزت عن فن فالجأ إلى الله عز وجل، ومر علينا في خلاف الأدباء أن أحد أئمة النحو- إذا لم يكن الكسائي- فهو مثله، طلب النحو وعجز عن إدراكه في يوم من الأيام رأى نملة تريد أن تصعد بطعم لها من الجدار فكلما صعدت سقطت ثم تأخذ هذا الطعم وتمشي ثم تسقط ثم تصعد وربما كل مرة تقول: أرفع قليلا حتى اقتحمت العقبة وتجاوزته، فقال: إذا كانت هذه تحاول وتفشل عدة مرات ولكنها استمرت حتى انتهى أمرها، فرجع إلى علم النحو وتعلمه حتى صار من أئمته.
- فأنت تحاول لا تقول عجزت هذه المرة، تعجز هذه المرة، لكن المرة الثانية يقرب لك الأمر

* فيا أيُّها الطالِبُ ! ضاعِف الرَّغبةَ، وافْزَعْ إلى اللهِ في الدعاءِ واللجوءِ إليه والانكسارِ بينَ يَدَيْهِ .وكانَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى، كثيرًا ما يَقولُ في دعائِه إذا اسْتَعْصَى عليه تفسيرُ آيةٍ من كتابِ اللهِ تعالى: ( اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ آدَمَ وإبراهيمَ عَلِّمْنِي ، ويا مُفَهِّمَ سليمانَ فَهِّمْنِي ). فيَجِدُ الْفَتْحَ في ذلك .
- وهذا من باب التوسل بأفعال الله، والتوسل بأفعال الله جائز، لأن التوسل جائز وممنوع، وإن شئت فقل: مشروع وغير مشروع.
التوسل إلى الله بأسماءه وصفاته وأفعاله من المشروع، وكذلك التوسل إلى الله تعالى بذكر شكوى الحال وأنه مفتقر إليه، والتوسل إلى الله بالإيمان به، والتوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، والتوسل إلى الله تعالى بدعاء من يرجي استجابة دعاءه.كل هذا مشروع.


  #33  
قديم 19 رمضان 1432هـ/18-08-2011م, 01:02 AM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الواحد والثلاثين (الأمانة العلمية)

* يَجِبُ على طالبِ العلْمِ ، فائِقُ التحَلِّي بالأمانةِ العِلْمِيَّةِ ، في الطلَبِ والتحَمُّلِ والعمَلِ والبلاغِ ، والأداءِ.
* من أهم ما يكون في طالب العلم أن يكون أمينا في علمه ونقله ووصفه فلا يزيد ولا ينقص.
* فَلاحَ الأُمَّةِ في صَلاحِ أعمالِها ، وصلاحَ أعمالِها في صِحَّةِ عُلُومِها ، وصِحَّةَ عُلومِها في أن يكونَ رجالُها أُمناءَ فيما يَرْوُونَ أو يَصِفُونَ، فمَن تَحَدَّثَ في العِلْمِ بغيرِ أمانةٍ ؛ فقد مَسَّ العلْمَ بقُرحةٍ ووَضَعَ في سبيلِ فَلاحِ الأُمَّةِ حَجَرَ عَثْرَةٍ )
* كثير من الناس تنقصه هذه الأمانة، فتجده يصف من الأحوال ما يناسب رأيه ويحذف الباقي، وينقل من أقوال أهل العلم، بل ومن النصوص ما يوافق رأيه. وهذا لا شك أنه حجر عثرة وأنه تدليس على العلم.
* الواجب النقل بأمانة والوصف بأمانة، وما يضرك إذا كان الدليل على خلاف ما تقول، فإنه يجب عليك أن تتبع الدليل وأن تنقله للأمة حتى يكونوا على بصيرة من الأمر.
* عدم الأمانة- يوجب أن يكون الإنسان فاسقا لا يوثق له بخبر ولا يقبل له نقل لأنه مدلس.

*لا تَخلُو الطوائفُ المنتمِيَةُ إلى العلومِ من أشخاصٍ لا يَطلبونَ العِلْمَ ليَتَحَلَّوْا بأَسْنَى فضِيلَةٍ ، أو ليَنْفَعُوا الناسَ بما عَرَفُوا من حِكمةٍ
- من أهداف طلب العلم:
1/ التحلي بأسنى فضيلة أي أعلاها.
2/ نفع الناس بما يُعرف من الحكمة.

* وأمثالُ هؤلاءِ لا تَجِدُ الأمانةُ في نفوسِهم مُسْتَقَرًّا ، فلا يَتَحَرَّجُون أن يَرْوُوا ما لم يَسْمَعُوا أو يَصِفُوا ما لم يَعْلَمُوا
- يطلبون العلم من أجل نصر آرائهم فتجده يبحث في بطون الكتب ليجد شيئا يقوي به رأيه، سواء كان خطأ أم صوابا، وهذا والعياذ بالله هو المراء والجدال المنهي عنه.
- من يقلب بطون الكتب من أجل أن يعرف الحق فيصل إليه، فلا شك أن هذا هو الأمين المنصف.

* وهذا ما كان يَدْعُو جهابذةَ أهلِ العلْمِ إلى نَقْدِ الرجالِ، وتَمييزِ مَن يُسْرِفُ في القوْلِ مِمَّنْ يَصوغُه على قَدْرِ ما يَعْلَمُ، حتى أَصْبَحَ طُلَّابُ العِلْمِ على بَصيرةٍ من قِيمةِ ما يَقرؤونَه، فلا تَخْفى عليهم مَنْزِلَتُه، من القطْعِ بصِدقِه أو كَذِبِه، أو رُجحانِ أحدِهما على الآخَرِ، أو احتمالِهما على سواءٍ.





  #34  
قديم 19 رمضان 1432هـ/18-08-2011م, 08:11 AM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الثاني والثلاثين (الصدق)

* الصدق عنوان:
- الوقار.
- شرف النفس.
- نقاء السريرة.
- سمو الهمة.
- رجحان العقل.
- رسول المودة مع الخلق.
- سعادة الجماعة.
- صيانة الديانة.
* الصدق قريب من مسألة الأمانة العلمية، لأن الأمانة العلمية تكون بالصدق.
* الصدق ضده الكذب وإذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى وأنجى، والكذب لا يدوم لأنه سرعان ما يفتضح.
* الصدق عاقبته حميدة فعلى الإنسان التحلي به لأنه يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.
* الصدق فرض عين لا فرض كفاية.
* لا يجوز الكذب إلا في مواضع استثناها العلماء وهي:
^ ما جاء عن طريق التورية، ولكن لا حاجة للاستثناء، لأن التورية صدق باعتبار ما في نفس القائل، كمثل قول إبراهيم عليه السلام للملك الجبار هذه أختي. وهذا ليس بالكذب، وإن كان إبراهيم اعتذر عن الشفاعة بأنه كذب ثلاث كذبات، لكنه كذب من وجه وهو التلبيس على الظالم المعتدي، ولكنه صدق باعتبار ما في نفس القائل.
^ أيضا ما جاء في الحديث أنه لا يجوز الكذب إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث المرأة لزوجها وحديث الرجل لزوجته ولكن بعض العلماء يقول: إن هذا محمول على التورية، وليس على الحقيقة.
* العامة يقسمون الكذب إلى قسمين: كذب أبيض وكذب أسود. والأبيض حلال، والأسود حرام وليس هذا شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
* قال الأوزاعي- رحمه الله تعالي-:«تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم».
* وقال وكيع- رحمه الله تعالى-:«هذه الصنعة لا يرتفع فيها إلا صادق».
* أوصى الشيخ طالب العلم بتعلم الصدق قبل تعلم العلم.
* الصدق هو: إلقاء الكلام على وجه مطابق للواقع والاعتقاد وهو له طريق واحد أما نقيضه وهو الكذب فله ألوان ومسالك وأودية (كمثل الهداية سبيلها واحد، والضلالة سبل متفرقة. قال الله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) وأما قوله: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)(سورة المائدة:16). فقد جمعها باعتبار تنوع الشرائع... صلاة، زكاة، صيام، حج، بر، صلة، صدقة- وما أشبه ذلك فجمعها باعتبار وتوحيدها باعتبار آخر).
* الكذب بألوانه ومسالكه وأوديته يجمعها ثلاثة:
1- كذب المتملق: وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد، كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعا فيصفه بالاستقامة.
2- وكذب المنافق: وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع، كالمنافق ينطق بما يقوله أهل السنة والهداية.
ومنه قوله تعالي (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).
قولهم (نشهد إنك رسول الله) مطابق للواقع ولكن شهادتهم مخالفة لاعتقادهم. هذا باعتبار قول المنافق في غيره.
أما قول المنافق في نفسه مثلا أنه صالح، فهو يخالف الاعتقاد، ويخالف الواقع إلا ظاهرا.
3- وكذب الغبي: بما يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد، كمن يعتقد صلاح صوفي مبتدع فيصفه بالولاية.
- عبر شيخ الإسلام- رحمه الله- في كتابه الفتوى الحموية، عبر بهذا الوصف فقال:«قال بعض الأغبياء: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم».
* فالزم الجادة(الصدق)، فلا تضغط على عكد اللسان، ولا تضم شفتيك، ولا تفتح فاك ناطقا إلا على حروف تعبر عن إحساسك الصادق في الباطن، كالحب والبغض، أو إحساسك في الظاهر، كالذي تدركه الحواس الخمس: السمع، البصر، الشم، الذوق، اللمس. فالصادق لا يقول:«أحببتك» وهو مبغض، ولا يقول: «سمعت» وهو لم يسمع، وهكذا...
* واحذر أن تحوم حولك الظنون، فتخونك العزيمة في صدق اللهجة، فتسجل في قائمة الكذابين. وطريق الضمانة لهذا- إذا نازعتك نفسك بكلام غير صادق فيه: أن تقهرها بذكر منزلة الصدق وشرفه، ورذيلة الكذب ودركه، وأن الكاذب عن قريب ينكشف. واستعن بالله ولا تعجزن.
- من الناس من يدعي العلم والفهم والمعرفة ليرقى بين الناس ويعلو ويوهم الناس بأنه واسع المعرفة، فهذا جمع مع الكذب الخيانة لأنه يوهم الناس بغير الواقع وأيضًا يغرر بنفسه ويزهو بما ليس فيه وأمره لا محالة سينكشف ويفتضح.
- قال عبد الله بن مسعود:«إن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم».
وذكر بعضهم أن قول القائل:«لا أعلم» هي نصف العلم، ولكن في الواقع: العلم كله.
* من أسباب الكذب في العلم:
^ داء منافسة الأقران.
^ طيران السمعة في الأفاق.
وهذا مما لاشك فيه من مكائد الشيطان.
- القول في مسائل الدين أخطر ما يكون لأنه قول على الله بلا علم، وقد قال الله عز وجل (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).
* ومن تطلع إلى سمعة فوق منزلته فليعلم أن في المرصاد رجالا يحملون بصائر نافذة، وأقلاما ناقدة، فيزنون السمعة بالأثر، فتتم تعريتك عن ثلاثة معان:
1- فقد الثقة في القلوب.
2- ذهاب عملك وانحسار القبول.
3- أن لا تصدق ولو صدقت.
- النية في طلب العلم يجب فيها الإخلاص لله عز وجل، ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :«أن من طلب علما وهو مما يبتغي به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة. وأن من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليجاري به العلماء فليتبوء مقعده من النار».

* الخلاصة: أن الإنسان يجب أن يعرف مقدار نفسه وأن يحترم العلم، وأن لا يجعله به وسيلة للرقي الخادع.

  #35  
قديم 19 رمضان 1432هـ/18-08-2011م, 01:17 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الثالث والثلاثين (جنة طالب العلم)

* جُنَّةُ العالِمِ ( لا أَدْرِي )
- الإنسان يجب عليه إذا لم يعلم أن يقول: لا أعلم ولا يضره هذا، بل يزيده ثقة بقوله.

* ويَهْتِكُ حِجابَه الاستنكافُ منها ، وقولُه: يُقالُ ...
- أي يتكلم ويفتي بلا علم.

* وعليه؛ فإن كان نِصْفُ العلْمِ ( لا أَدْرِي ) ؛ فنِصْفُ الجهْلِ ( يُقالُ ) و( أَظُنُّ ).
- من عامة الناس من يقول عندما يسأل هل هذا حلال أو حرام يقول أظنه حرام أو إنه حرام وهو لا يعرف ما يقول، فلا لا يجوز الاعتماد على فتوى العامي أبداً، لا تستفتي إلا إنسانا تثق في علمه وأمانته.


  #36  
قديم 19 رمضان 1432هـ/18-08-2011م, 04:25 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الرابع والثلاثين (المحافظة على رأس مالك)


* يجب على طالب العلم أن يحافظ على رأس ماله وهو الوقت, وذلك بـ:
- الجد والاجتهاد وملازمة الطلب.
- ومثافنة الأشياخ.

- الاشتغال بالعلم قراءة وإقراء، ومطالعة وتدبر وحفظا وبحثا.
وليعلم طالب العلم أنه إذا اعتاد على ذلك -يعني على الجد والاجتهاد- صار طبيعة له بحيث لو أنه إذا كسل يوما من الأيام في الرحلة فإنه يستنكر هذا ويجد الفراغ.


* وأنسب وقت لذلك في أوقات شرخ الشباب، ومقتبل العمر، ومعدن العافية، فليغتنم طالب العلم هذه الفرصة الغالية، لينال رتب العلم العالية، فإنها «وقت جمع القلب، واجتماع الفكر»، لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة والترؤس، ولخفة الظهر والعيال. فإذا كثرت العيال وكثرت المشاغل ألهته لأن الإنسان بشر، والطاقة محدودة، فما دام متفرغا فليكن متفردا.

* "وإياك وتأمير التسويف على نفسك، فلا تسوف لنفسك بعد الفراغ من كذا، وبعد (التقاعد) من العمل هذا... وهكذا": فالإنسان في حالة شبابه يظن أنه لن يتعب ولن يسأم ولن يمل، لكن إذا كبر فكما قال عن زكريا :(رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا) (سورة مريم:4). لا بد أن يتعب، لا بد أن يمل، فكون الإنسان ينتهز الفرصة هذا أمر لا بد منه.


* "قول أبي الطحان القيني:
حنتني حانيات الدهر حتى = كأني خاتل أدنو لصيد
قصير الخطو يحسب من رآني = ولست مقيدا أني بقيد"
خاتل أدنو لصيد: الرجل يكسر ظهره كأنه راكب يمشي ببطء على الأرض يخشى أن الطير يحس به فيطير.
«ولست مقيدا أني بقيد» وهذا صحيح، لأن الله عز وجل قال في كتابه { الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير } (سورة الروم:54).

* "وقال أسامة بن منقذ: فإن أعملت البدار، فهذا شاهد منك على أنك تحمل «كبر الهمة في العلم»".
هذه كلها أبيات تدل على الحكمة، أن الإنسان مآله إلى هذا. يقول: «مع الثمانين عاث الضعف في جسدي» أي: انتشر وشاع.
لكن المؤمن- والحمد لله- ما دام عقله باقيا وقلبه ثابتا، فإن بلغ هذا المبلغ من العجز البدني، فالقلب حاضر يستطيع أن يشغل وقته بذكر الله عز وجل والتفكير في آياته، لأن هذا لا عجز عن مراده إلا الغفلة، والغفلة شيء مشكل.

  #37  
قديم 19 رمضان 1432هـ/18-08-2011م, 04:36 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الخامس والثلاثين (إجمام النفس)


* يجب على طالب العلم أن يعلم أن إجمام النفس وإعطاءها شيئا من الراحة حتى تنشط في المستقبل وحتى تستريح بعض الراحة مما سبق أن هذا من الأمور الشرعية التي دل عليها قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه).
- وفي المأثور عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ( أَجِمُّوا هذه القلوبَ، وابْتَغُوا لها طرائفَ الْحِكمةِ، فإنها تَمَلُّ كما تَمَلُّ الأبدانُ ).

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في حكمة النهي عن التطوع في مطلق الأوقات: ( بل في النهيِ عنه بعضَ الأوقاتِ مصالِحُ أُخَرُ من إِجمامِ النفوسِ بعضَ الأوقاتِ، من ثِقَلِ العِبادةِ؛ كما يُجَمُّ بالنوْمِ وغيرِه، ولهذا قالَ مُعاذٌ: إني لأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي، كما أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي ... ) وقالَ: ( بل قد قيلَ: إنَّ من جُملةِ حِكمةِ النهيِ عن التَّطَوُّعِ المطلَقِ في بعضِ الأوقاتِ: إجمامَ النفوسِ في وَقْتِ النهيِ لتَنْشَطَ للصلاةِ؛ فإنها تَنْبَسِطُ إلى ما كانت مَمنوعةً منه، وتَنْشَطُ للصلاةِ بعدَ الراحةِ).

* ولهذا كانت العُطَلُ الأسبوعيَّةُ للطُّلَّابِ مُنتشِرَةً منذُ أَمَدٍ بعيدٍ، وكان الأَغْلَبُ فيها يومَ الْجُمعةِ وعَصْرَ الخميسِ، وعندَ بعضِهم يومَ الثلاثاءِ ويومَ الاثنينِ، وفي عِيدَي الفطْرِ والأَضْحَى من يومٍ إلى ثلاثةِ أيَّامٍ وهكذا.

* ونَجِدُ ذلك في كُتُبِ آدابِ التعليمِ، وفي السِّيَرِ، ومنه على سبيلِ الْمِثالِ: ( آدابُ المعَلِّمِينَ ) لسُحْنونٍ ( ص 104 )، ( والرسالةُ الْمُفَصَّلَةُ ) للقابسيِّ، ( والشقائقُ النُّعْمانيَّةُ ) وعنه في: ( أَبْجَدِ العلومِ )، وكتابِ ( أَلَيْسَ الصبْحُ بقريبٍ ) للطاهرِ ابنِ عاشورٍ، ( وفتاوَى رَشيد رِضَا ) و( مُعْجَمِ البِلدانِ ) و( فتاوى شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ ).

  #38  
قديم 20 رمضان 1432هـ/19-08-2011م, 02:46 AM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)

تلخيص وترتيب الدرس السادس و الثلاثين(قراءةُ التصحيحِ والضبْطِ)


احْرِصْ على قِراءةِ التصحيحِ والضبْطِ على شيخٍ مُتْقِنٍ؛ لتأْمَنَ من التحريفِ والتصحيفِ والغلَطِ والوَهْمِ . وإذا اسْتَقْرَأْتَ تَراجمَ العُلماءِ – وبخاصَّةٍ الْحُفَّاظَ منهم – تَجِدُ عَددًا غيرَ قليلٍ مِمَّنْ جَرَّدَ المطَوَّلَاتِ في مجالِسَ أو أيَّامٍ قراءةَ ضَبْطٍ على شيخٍ مُتْقِنٍ .


وهذه الفقرة من أهم الفقرات، وهو إتقان العلم وضبطه ومحاولة الرسوخ في القلب، لأن ذلك هو العلم، ولا بد أن يكون على شيخ متقن أما الشيخ المتمشيخ فإياك إياك فقد يضرك ضررا كثيرا والإتقان يكون في كل فن بحسبه، قد نجد رجلا متقنا في الفرائض مثلا غير متقن في أحكام الصلاة، ونجد رجلا متقنا في علوم العربية غير عارف بالعلوم الشرعية وآخر بالعكس، فخذ من كل عالم ما يكون متقنا فيه ما لم يتضمن ذلك ضررا، مثل أن نجد رجلا متقنا في علوم العربية، لكنه منحرف في عقيدته وسلوكه فهذا لا ينبغي أن نجلس إليه لأننا إذا جلسنا إليه اغتر به الآخرون وظنوا أنه على حق، فنحن نطلب العلم من غيره إن كان أجود الناس في هذا الفن، لكن ما دام منحرفا فلا ينبغي أن نجلس إليه.

  #39  
قديم 20 رمضان 1432هـ/19-08-2011م, 02:54 AM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس السابع و الثلاثين (جَرْدُ الْمُطَوَّلَاتِ)


الْجَرْدُ للمُطَوَّلاتِ من أَهَمِّ الْمُهِمَّاتِ ؛ لتَعَدُّدِ المعارِفِ ، وتوسيعِ الْمَدَارِكِ واستخراجِ مَكنونِها من الفوائدِ والفرائدِ ،والخبرةِ في مَظَانِّ الأبحاثِ والمسائلِ ، ومَعرِفَةِ طرائقِ الْمُصَنِّفِينَ في تآليفِهم واصطلاحِهم فيها .

وقد كان السالِفون يَكتبون عندَ وُقوفِهم : ( بَلَغَ ) حتى لا يَفوتَه شيءٌ عندَ الْمُعاوَدَةِ ، لا سيَّمَا مع طُولِ الزَّمَنِ .

هذه فيها نظر – يعني جرد المطولات- قد يكون فيه مصلحة للطالب وقد يكون فيه مضرة، فإذا كان الطالب مبتدئا، فإن جرد المطولات له هلكة، كرجل لا يحسن السباحة يرمي نفسه في البحر.

أما كتابة «بلغ» فهذا طيب إنك إذا راجعت كتابا فاكتب عند المنتهى «بلغ» لتستفيد فائدتين:
الأولى- ألا تنسى ما قرأت، لأن الإنسان ربما ينسى فلا يدري هل بلغ هذه الصفحة أم لا؟ وربما يفوته بعض الصفحات إذا ظن أنه قد تقدم في المطالعة.
والفائدة الثانية- أن يعلم الآتي بعدك الذي يقرأ هذا الكتاب أنك قد أحصيته وأكملته فيثق به أكثر.

  #40  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 06:46 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الثامن والثلاثين (حُسْنُ السؤالِ)


* الْتَزِمْ أَدَبَ الْمُباحَثَةِ، من حُسْنِ السؤالِ، فالاستماعِ، فصِحَّةِ الفَهْمِ للجَوابِ، وإيَّاكَ إذا حَصَلَ الجوابُ أن تَقولَ: لكنَّ الشيخَ فلانًا قالَ لي كذا، أو قالَ كذا، فإنَّ هذا وَهَنٌ في الأَدَبِ، وضَرْبٌ لأَهْلِ العِلْمِ بعضِهم ببعضٍ، فاحْذَرْ هذا.
وإن كنتَ لا بُدَّ فاعلاً، فكنْ واضحًا في السؤالِ، وقل ما رأيُك في الفَتْوَى بكذا، ولا تُسَمِّ أَحَدًا.
** حُسْنِ السؤالِ، حسن الإلقاء: مثل أن يقول: أحسن الله إليك ما تقول في كذا، وإن لم يقل هذه العبارة فليكن قوله رقيقا بأدب.
** فصِحَّةِ الفَهْمِ للجَوابِ: بعض طلبة العلم إذا سأل وأُجِيب؛ يستحيي أن يقول "ما فهمت".
- بعض الناس بعدما يستمع للجواب يقول: لكن قال الشيخ الفلاني كذا وكذا.. في وسط الحلقة؛ وهذا من سوء الأدب، معنى هذا إنك لم تقتنع بجوابه، ومعنى هذا إثارة البلبلة بين العلماء.
- وإن كان لا بد فيقول: قال قائل... ثم يورد ما قاله الشيخ فلان.
= في قول المؤلف: «لكن إذا كنت لا بد فاعلا فقل ما رأيك في الفتوى بكذا» يرى الشيخ ابن عثيمين أنه ما هو بحسن ،، أحسن منه أن تقول (فإن قال قائل)، لأنك إذا قلت: ما رأيك في الفتوى بكذا- وهي خلاف ما أفتاك به- فيعني إنك تريد أن تعارض فتواه بفتوى آخر، لكن هي أحسن من قولك: قال الشيخ الفلاني كذا.


* قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وقيلَ : إذا جَلَسْتَ إلى عالِمٍ ؛ فسَلْ تَفَقُّهًا لا تَعَنُّتًا ) اهـ .
وقالَ أيضًا : ( وللعلْمِ سِتَّةُ مَراتِبَ ) .
أوَّلُها: حسْنُ السؤالِ: إذا دعت الحاجة إلى حسن السؤال أما إذا لم تدع إلى السؤال فلا تلق السؤال، لأنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل إلا إذا احتاج هو إلى السؤال، أو أظن أن غيره يحتاج إلى السؤال، والسائل من أجل حاجة غيره كالمُعلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها، قال «هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم».
=== أما إذا سأل ليقول الناس: ما شاء الله فلان عنده حرص على العلم كثير السؤال، وابن عباس رضي الله عنه يقول: لما سئل بما أدركت العلم؟ قال :«بلسان سؤول وقلب عقول وبدن غير ملول»، فهذا غلط، وتفربط.
=== وعلى عكس من ذلك من يقول: لا أسأل حياء. فهذا مفرط.
"" وخير الأمور الوسط ""
الثانيةُ: حسْنُ الإنصاتِ والاستماعِ .
الثالثةُ: حسْنُ الْفَهْمِ .
الرابعةُ: الْحِفْظُ: وهذا الحفظ ينقسم إلى قسمين:
.................- قسم غريزي: يهبه الله لمن يشاء، فتجد الإنسان يمر عليه المسألة والبحث فيحفظه ولا ينساه.
.................- وقسم آخر كسبي: بمعنى أن يمرن الإنسان نفسه على الحفظ ويتذكر ما حفظ، فإذا عود نفسه تذكر ما حفظ، سهل عليه الحفظ.
الخامسةُ: التعليمُ: والذي يراه الشيخ ابن عثيمين أن تكون هي السادسة وأن العمل بالعلم قبل السادسة، فيعمل بالعلم ليصلح نفسه قبل أن يبدأ بإصلاح غيره ثم بعد ذلك يعلم الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ابدأ بنفسك ثم بمَن تعول».
فالعمل به قبل تعليمه، بلى قد تقول أن تعليمه من العمل به، لأن من جملة العمل بالعلم أن تفعل ما أوجب الله عليك فيه من بثه ونشره.
السادسةُ: وهي ثَمَرَتُه؛ العمَلُ به ومُراعاةُ حُدودِه.

  #41  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 02:00 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي


الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس التاسع والثلاثين (الْمُناظَرَةُ بلا مُمَارَاةٍ)

إيَّاكَ والْمُمَارَاةَ ؛ فإنها نِقْمَةٌ ، أمَّا المناظَرَةُ في الْحَقِّ ؛ فإنها نِعْمَةٌ إذ الْمُناظَرَةُ الْحَقَّةُ فيها إظهارُ الحقِّ على الباطلِ ، والراجِحِ على المرجوحِ ، فهي مَبْنِيَّةٌ على الْمُناصَحَةِ والْحِلْمِ ، ونَشْرِ العلْمِ ، أمَّا الْمُماراةُ في المحاوَرَاتِ والمناظَرَاتِ ؛ فإنها تَحَجُّجٌ ورِياءٌ ، ولَغَطٌ وكِبرياءُ ومُغالَبَةٌ ومِراءٌ ، واختيالٌ وشَحْنَاءُ ، ومُجاراةٌ للسفهاءِ ، فاحْذَرْها واحْذَرْ فاعِلَها ؛ تَسْلَمْ من المآثِمِ وهَتْكِ الْمَحارِمِ ، وأَعْرِضْ تَسْلَمْ وتَكْبُت الْمَأْثَمَ والْمَغْرَمَ .

- المناظرة والمناقشة تشحذ الفهم وتعطي الإنسان قدرة على المجادلة.
- والمجادلة في الحق مأمور بها كما قال الله تعالى: { ادعُ إلى سبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَة وجادِلْهُم بالَّتي هِيَ أحْسَن }.
فإذا تمرن الإنسان على المناظرة والمجادلة حصل على خير كثير، وكم من إنسان جادل بالباطل فغلب صاحب الحق لعدم قدرته على المجادلة.

- المجادلة نوعان:
1- مجادلة المماراة، يماري بذلك السفهاء ويجادل الفقهاء ويريد أن ينتصر قوله > هذه مذمومة.
==== علامتها: المجادل الذي يريد الانتصار لنفسه تجده لو بان الحق، وكان ظاهر الحق مع خصمه؛ يورد إيرادات: لو قال قائل. ثم إذا أجيب. قال: ولو قال قائل. ثم إذا أجيب، قال: ولو قال قائل. ثم تكون سلسلة لا منتهي لها، ومثل هذا عليه خطر أن لا يقبل قلبه الحق حتى في خلوته، فربما يورد الشيطان عليه هذه الإيرادات.
قال الله تعالى: { ونُقلِّبُ أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا بهِ أولّ مرَّة ونذرُهم في طُغيانهم يعمَهون } ، وقال الله تعالى: { فإن تَوَلَّوْا فأعلم أنمَّا يُريدُ اللهُ أن يُصيبهم ببعض ذنوبهم }.
2- مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه > هذه محمودة مأمور بها.

==== علامتها: أن الإنسان إذا بلغه الحق اقتنع وأعلن الرجوع،

- عليك ابتغاء الحق سواء كان بمجادلة غيرك أو بمجادلة نفسك، متى تبين قل: سمعنا وأطعنا.
- جادَلَ رجل عبد الله بن عمر فقال له: أرأيت؟! قال له: «اجعل أرأيت في اليمن». لأنه من أهل اليمن.
وعندما سأل أهل العراق عن دم البعوضة، وهل يجوز قتل البعوضة؟ قال: « سبحان الله !! أهل العراق يقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتون يسألون عن دم البعوضة!! » هذه مجادلة ولا شك.

  #42  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 02:47 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الأربعين (مُذاكَرَةُ العِلْمِ)


تَمَتَّعْ مع البُصَرَاءِ بالْمُذاكَرَةِ والْمُطارَحَةِ ؛ فإنها في مَواطِنَ تَفوقُ الْمُطالَعَةَ وتَشْحَذُ الذهْنَ وتُقَوِّي الذاكرةَ ؛ مُلْتَزِمًا الإنصافَ والملاطَفَةَ مُبْتَعِدًا عن الْحَيْفِ والشَّغَبِ والمجازَفَةِ .
وكُنْ على حَذَرٍ ؛ فإنها تَكْشِفُ عُوارَ مَن لا يَصْدُقُ .
فإن كانت مع قاصرٍ في العِلْمِ ، باردِ الذهْنِ ؛ فهي داءٌ ومُنافَرَةٌ ، وأمَّا مُذاكرَتُك مع نفسِك في تقليبِك لمسائِلِ العلْمِ ؛ فهذا ما لا يَسوغُ أن تَنْفَكَّ عنه.
وقد قيلَ : إحياءُ العِلْمِ مُذاكرَتُه .

- المذاكرة نوعان: مذاكرة مع النفس. ومذاكرة مع الغير.
1- المذاكرة مع النفس: تجلس مثلا جلسة واحدة، ثم تفرض مسألة من المسائل أو تكون مسألة مرت عليك، ثم تحاول ترجيح ما قيل في هذه المسألة بعضه على بعض.. وهذه سهلة على الإنسان، وهي أيضا تساعد على مسألة المناظرة السابقة.
2- المذاكرة مع الغير: يختار الإنسان من إخوانه الطلبة من يكون عونا له على طلب العلم، مفيدا له فيجلس معه ويتذاكرا، يقرءان مثلا ما حفظاه، كل واحد يقرأ على الآخر قليلا أو يتذاكرن في مسألة من المسائل بالمراجعة أو بالمفاهمة إن قدرا على ذلك، فإن هذا مما ينمي العلم ويزيده.

- وإياك والشغب والصلف، لأن هذا لا يفيد. فأنت الآن في مقام الإقناع، واعلم أنه لن يقتنع كلما اشتد غضبك عليه، بل ربما إذا اشتد غضبك عليه، اشتد غضبه عليك ثم ضاع الحق بينكما.
- أما لو كنت أنت أعلم منه وتفهم من العلم ما لا يفهم، وعرفت أن هذا الرجل يريد العنت. فحينئذ لك أن تشتد عليه وأن تقول: لن أفهمك، لقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ((فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم)) ، ولهذا قال المؤلف « فإن كانت مع قاصرٍ في العِلْمِ ، باردِ الذهْنِ ؛ فهي داءٌ ومُنافَرَةٌ ».
بعض الناس أكثر علما من الآخر لكن الثاني أفهم منه في معرفة النصوص والثالث أعقل منهم أيضا في معرفة مصادر الشريعة ومواردها لأنه قد يفهم الإنسان النص فهما كاملا لكن ليس عنده ذاك العقل الذي يجمع بين أدلة الشريعة وبين مقاصدها وأسرارها فتجده يأخذ بظاهر اللفظ ولو كان بعيدا عن مقاصد الشرع وهذا خلل عظيم.


  #43  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 08:03 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الواحد والأربعين (بين الكتاب والسنة)


* طالبُ العلْمِ يَعيشُ بينَ الكتابِ والسُّنَّةِ وعلومِها:
فهما له كالْجَناحينِ للطائرِ ، فاحْذَرْ أن تكونَ مَهيضَ الْجَناحِ.
- الكتاب والسنة لطالب العلم كالجناحين للطائر والطائر لا يطير إلا بجناحين إذا انكسر أحدهما لم يطر.
- يجب على طالب العلم أن لا يرعى القرآن ويهمل السنة ولا يرعى السنة ويهمل القرآن وإن كان القرآن هو الجناح الأصل.

- وعلومِها: أي كلام العلماء فيجب على طالب العلم أن لا يهمل كلام العلماء ولا يغفل عنه لأن العلماء أشد منه رسوخا في العلم، وعندهم من قواعد الشريعة وضوابط الشريعة وأسرارها ما ليس عنده فلا يغفله.
* أمران على طالب العلم مراعتهما لأهميتهما:
1/ مخالفة الجمهور.
- كان العلماء الأجلاء المحققون إذا ترجح عندهم قول يقولون: «إن كان أحد قال به وإلا فلا نقول به».
- إذا رأيت مسألة من المسائل اختلف فيها العلماء وأكثرهم يقول بكذا، والآخرون يقولون بكذا، وترجح عندك قول الأقل ، لا تأخذ به مباشرة ، فكر، ما أدلة الآخرين؟ لأن الأكثر في الغالب يكون معهم الحق ، ففكر أولا ، ثم إذا تبين لك أن الحق مع الأقل فاتبع الحق ، لكن كونك تأخذ مباشرة بما ترجح عندك والجمهور على خلافه هذا لا ينبغي أبدا.
2/ مخالفة القواعد في الشريعة الإسلامية.
تأتي مثلا أدلة شواذ تخالف الأدلة التي هي كالجبال في الشريعة والدلالة فيأخذ الإنسان بهذا الدليل الشاذ، ولعله لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ثبت وهو منسوخ ، أو ثبت وهو مخصوص، فنقول ارفق ما دام هذا يخالف الأدلة التي هي كالجبال للشريعة فلا تتعجل في الأخذ به، انتظر وتمهل.

  #44  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 08:24 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الثاني والأربعين (استكمال أدوات كل فن)


لن تكونَ طالبَ عِلْمٍ مُتْقِنًا مُتَفَنِّنًا – حتى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الْخِياطِ – ما لم تَستكمِلْ أدواتِ ذلك الفَنِّ ،
* إذا أراد الإنسان أن يكون طالب علم في فن معين، وهو ما يعرف بالتخصص، فلا بد أن يكون مستكملا أدوات ذلك الفن، يعني عنده علما به.

ففي الفِقْهِ بينَ الفقْهِ وأصولِه،
* مثلًا الفقه من أراد أن يكون عالمًا به فلابد أن يقرأ الفقه وأصول الفقه ليكون متبحرًا فيه وإلا من الممكن معرفة الفقه بدون علم الأصول ولكن لا يمكن أن يعرف أصول الفقه بدون الفقه يعني يمكن أن يستغني الفقيه عن أصول الفقه، لكن لا يمكن أن يستغني الأصولي عن الفقه، إذا كان يريد الفقه.
* اختلف العلماء، علماء الأصول: هل الأولى لطالب العلم أن يبدأ بأصول الفقه لابتناء الفقه عليه أو بالفقه لدعاء الحاجة إليه، حيث أن الإنسان يحتاجه في عمله، حاجاته، ومعاملاته قبل أن يفطن إلى أصول الفقه.

والثاني- هو الأولى وهو المتبع غالبا أي يبدأ بالفقه قبل الأصول.

وفي الحديثِ بينَ عِلْمَي الروايةِ والدِّرايةِ .... وهكذا ، وإلا فلا تَتَعَنَّ .
* يعني بذلك الرواية في أسانيد الحديث ورجال الحديث. والدراية في فهم معناه.
قالَ اللهُ تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ } فيُستفادُ منها أنَّ الطالِبَ لا يَتْرُكُ عِلْمًا حتى يُتْقِنَهُ .
* التلاوة هنا:
- التلاوة اللفظية.
- التلاوة المعنوية.
- التلاوة العملية.
* التلاوة مأخوذة من تلاه إذا اتبعه، فالذين آتاهم الكتاب لا يمكن أن يوصفوا بأنهم أهل الكتاب حتى يتلوه حق تلاوته.


  #45  
قديم 23 رمضان 1432هـ/22-08-2011م, 06:57 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل السادس (التحلي بالعمل)
تلخيص وترتيب الدرس الثالث والأربعين (علامات العلم النافع)


من علامات العلم النافع:

1- العمل به:
وهذا بعد الإيمان، أن تؤمن بما علمت ثم تعمل إذ لا يمكن العمل إلا بإيمان، فإن لم يوفق الإنسان لذلك، بأن كان يعلم الأشياء ولكن لا يعمل بها فعلمه غير نافع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «القرآن حجة لك أو عليك».

2- كراهية التزكية، والمدح، والتكبر على الخلق: وهذا ابتلي به بعض الناس، فيزكي نفسه ويرى أن ما قاله هو الصواب وأن غيره إذا خالفه فهو مخطئ وما أشبه ذلك، كذلك التكبر على الخلق، بعض الناس- والعياذ بالله – إذا آتاه الله علما تكبر. ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم : العائل المستكبر من الذين لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.

3- تكاثر تواضعك كلما ازددت علما: وهذا في الحقيقة فرع من الثاني، وينبغي كلما ازددت علما تزداد تواضعا.

4- الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا: هذه قد تكون متفرعة عن كراهية التزكية والمدح، يعني لا تحاول أن تكون رئيسا لأجل علمك، لا تحاول أن تجعل علمك مطية إلى نيل الدنيا.

5- هجر دعوى العلم: لا تدعي العلم. لا تقول أنا العالم.

6- إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس، تنزها عن الوقوع بهم: أن يسيء الظن بنفسه لأنها ربما تغره وتأمره بالسوء فلا يحسن الظن بالنفس، وكلما أملت عليه أخذ بها.
أما قوله «إحسانه بالناس»: الأصل إحسان الظن بالناس وإنك متى وجدت محملا حسنا لكلام غيرك فاحمله عليه ولا تسيء الظن، لكن إذا علم عن شخص من الناس أنه محل لإساءة الظن، فهنا لا حرج أن تسيء الظن من أجل أن تحترس منه.


  #46  
قديم 24 رمضان 1432هـ/23-08-2011م, 02:02 AM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل السادس (التَحَلِّي بالعَمَلِ)
تلخيص وترتيب الدرس الرابع والأربعين (زكاة العلم)

- أَدِّ ( زَكاةَ العِلْمِ ): صادعًا بالحَقِّ، أمَّارًا بالمعروفِ، نَهَّاءً عن الْمُنْكَرِ، مُوازِنًا بينَ الْمَصالِحِ والْمَضَارِّ، ناشرًا للعِلْمِ، وحبِّ النفْعِ وبَذْلِ الجاهِ، والشفاعةِ الحسَنَةِ للمسلمينَ في نوائِبِ الحقِّ والمعروفِ .
* زكاة العلم تكون بأمور:
- نشر العلم: كما يتصدق الإنسان بشيء من ماله، فهذا العالم يتصدق بشيء من علمه، وصدقة العلم أبقى دواما وأقل كلفة ومؤنة.
> أبقى دواما لأنه ربما كلمة من عالم تسمع ينتفع بها فئات من الناس وما زلنا الآن ننتفع بأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولم ننتفع بدرهم واحد من الخلفاء الذين كانوا في عهده.
وكذلك العلماء تنتفع بكتبهم وعلومهم، فهذه زكاة. وهذه الزكاة لا تنقص العلم بل تزيده.
- العمل به: لأن العمل به دعوة إليه بلا شك، وكثير من الناس يتأسون بالعالم وبأعماله، أكثر مما يتأسون بأقواله وهذا بلا شك زكاة أيما زكاة، لأن الناس يشربون منها وينتفعون.
- أن يكون صداعا للحق. وهذا من جملة النشر، ولكن النشر قد يكون في حال السلامة والأمن على النفس، وقد يكون في حالة الخطر، فيكون صداعا بالحق.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هو عارف بالمعروف وعارف بالمنكر، ثم قائم بواجبه نحو هذه المعرفة.
والمعروف: كل ما أمر به الله ورسوله. والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله. موازنا بين المصالح والمضار. لأنه قد يكون من الحكمة ألا تنهي حسب ما تقتضيه المصلحة، فالإنسان ينظر إلى المصالح والمضار.

- وقوله: «ناشرا للعلم وحب النفع» يعني تنشر العلم بكل وسيلة للنشر من قول باللسان وكتابة بالبنان. وبكل طريق، وفي عصرنا هذا سخر الله لنا الطرق لنشر العلم، فعليك أن تنتهز هذه الفرصة من أجل أن تنشر العلم الذي أعطاك الله إياه، فإن الله تعالى أخذ على أهل العلم ميثاق أن يبينوه للناس ولا يكتموه،

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال : «إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». رواه مسلم وغيره.
الشاهد في قوله « أو علم ينتفع به»

-قوله: [ قال بعض أهل العلم: هذه الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه، فبذله صدقة، ينتفع بها، والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه. ] هذا قصور.
والصواب خلاف ذلك:
- المراد بالصدقة الجارية، صدقة المال.
- وأما صدقة العلم فذكرها بعده بقوله «أو علم ينتفع به».
- «أو ولد صالح» المراد به الولد بالنسب، لا الولد بالتعليم.
فحَمْلُ الحديث على أن المراد بالعالِم يُعلّم فيكون صدقة ويبقى علمه بعد موته ينتفع به ويكون طلابه أبناء له، فهذا لا شك تقصير في تفسير الحديث.
- والصواب: أن الحديث دل على ثلاثة أجناس مما ينتفع به الإنسان بعد موته.

* الصدقة الجارية
والصدقة إما جارية وإما مؤقتة.
فإذا أعطيت فقيرا يشتري طعاما فهذه صدقة لكنها مؤقتة، وإذا حفرت بئرا ينتفع به المسلمون بالشرب، فهذه صدقة جارية.

- فاحرص على هذه الحلية، فهي رأس ثمرة علمك. ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق، وآفته الكتمان.
- ولشرف العلم
والأولى أن يقال «ولبركة العلم» فهذا أمثل:
أولا:لكونه يزيد بكثرة الإنفاق، ووجه زيادته أن الإنسان إذا علّم الناس مكث عِلمه في قلبه واستقر، وإذا غفل نسي.
ثانيا: أنه إذا علم الناس فلا يخلو هذا التعليم من الفوائد الكثيرة، بمناقشة أو سؤال، فينمي علمه ويزداد، وكم من أستاذ تعلم من تلاميذه. قد يذكر التلميذ مسألة ما جرت على بال الأستاذ وينتفع بها الأستاذ فلهذا كان بذل العلم سببا في كثرته وزيادته.

- ولا تحملك دعوى فساد الزمان، وغلبة الفساق، وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت، فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة، ورفع لواء الرذيلة.
لا تيأس ولا تقل: إن الناس غلب عليهم الفسق والمجون والغفلة، لا! أبذل النصيحة ما استطعت ولا تيأس لأنك إذا تقاعست واستحسرت فسيفرح بذلك الفساق والفجار.


  #47  
قديم 24 رمضان 1432هـ/23-08-2011م, 11:37 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل السادس (التَحَلِّي بالعَمَلِ)
تلخيص وترتيب الدرس الخامس والأربعين (عِزَّةُ العُلماءِ)

* التَّحَلِّي بـ ( عِزَّةِ العُلَمَاءِ ): صيانةُ العِلْمِ وتَعظيمُه، وحمايةُ جَنابِ عِزِّه وشَرَفِه وبِقَدْرِ ما تَبْذُلُه في هذا يكونُ الكَسْبُ منه ومن العَمَلِ به، وبِقَدْرِ ما تُهْدِرُه يكونُ الفَوْتُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيمِ .
وعليه ؛ فاحْذَرْ أن يَتَمَنْدَلَ بك الكُبراءُ، أو يَمْتَطِيَكَ السفهاءُ، فتُلَايِنَ في فَتْوَى أو قضاءٍ أو بَحْثٍ أو خِطابٍ .
** يَتَمَنْدَلَ (في قاموس اللغة العربية المعاصر) معناه: تَمَنْدَلَ بِمِنْدِيل أي مسح به وجهه ويديه، أو شده على رأسه كالعمامة.
- صيانة العلم وتعظيمه وحماية جنابه، لا شك أنه عز وشرف. فإن الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس، وعن بذل نفسه فهو أشرف له وأعز.

* ولا تَسْعَ به إلى أهلِ الدنيا ، ولا تَقِفْ به على أَعتابِهم ، ولا تَبْذُلْه إلى غيرِ أهلِه وإن عَظُمَ قَدْرُه .
- هذا القول فيه تفصيل.. فيقال:
== إذا سعيت به إلى أهل الدنيا وكانوا ينتفعون بذلك فهذا خير، وهو داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
== أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم وأخذ يحدثهم بأمور شرعية، موقف الساخر المتململ، وشاهدهم يتغامزون؛ فهنا لا ينبغي أن يهدي العلم إلى هؤلاء، لأنه إهانة له وإهانة لعلمه.
أما إذا دخل على هؤلاء وجلس وتحدث، ووجد وجوها تهش، وأفئدة تطمئن، ووجد منهم إقبالا، فها هنا يجب أن يفعل، ولكل مقام مقال.
لو كان دخل طالب علم صغير على هؤلاء المترفين، فلربما يقفون منه موقف الإستهزاء والسخرية، لكن لو دخل عليهم من له وزن عندهم وعند غيرهم لكان الأمر بالعكس، فلكل مقام مقال.

* ومَتِّعْ بَصَرَك وبَصِيرَتَكَ بقِراءةِ التراجِمِ والسيَرِ لأَئِمَّةٍ مَضَوْا ، تَرَ فيها بَذْلَ النفْسِ في سبيلِ هذه الحمايةِ لا سِيَّمَا مَن جَمَع مُثُلًا في هذا ؛ مثلَ كتابِ ( من أخلاقِ العُلماءِ ) لِمُحَمَّدٍ سليمانَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وكتابِ ( الإسلامِ بينَ العُلماءِ والحكَّامِ ) لعبدِ العزيزِ البَدْرِيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وكتابِ ( مَناهِجِ العُلماءِ في الأمْرِ بالمعروفِ والنهيِ عن الْمُنكَرِ ) لفاروقٍ السامَرَّائيِّ .
وأرجو أن تَرى أضعافَ ما ذَكَرُوه في كتابِ ( عِزَّةِ العُلَمَاءِ ) يَسَّرَ اللهُ إتمامَه وطَبْعَه .
- ومن أحسن ما رأى الشيخ ابن عثيمين في هذا كتاب «روضة العقلاء» للبسني، وقال أنه كتاب عظيم على اختصاره، فيه فوائد عظيمة ومآثر كريمة للعلماء المحدثين وغيرهم.
ويرى الشيخ ابن عثيمين أن بعض الكتب التي ذكرها الشيخ بكر مختصرة جدا، لا يستفيد الإنسان منه كثير فائدة.
لكن سير أعلام النبلاء مفيد فائدة كبيرة، ومراجعته عظيمة.
- كتاب «عزة العلماء» هو من كتابات المؤلف، وهو يدعو إلى الله تعالى أن ييسر إتمامه وطبعه.


* وقد كان العلماءُ يُلَقِّنُونَ طُلَّابَهُم حِفْظَ قصيدةِ الْجُرجانيِّ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ رَحِمَه الله تعالى... ومَطْلَعُها:
يـقـولـونَ لـــي فـيــك انـقـبـاضٌ وإنـمــا = رَأَوْا رجُلًا عن مَوْضِعِ الذلِّ أَحْجَمَا
أرى الناسَ مَن داناهُم هانَ عِنْدَهمْ = ومَـــن أَكـرَمَـتْـهُ عِـــزَّةُ الـنـفْـسِ أُكْـرِمَــا
ولـو أنَّ أهـلَ العلْـمِ صانُـوه صانَهُـمْ = ولــو عَظَّـمُـوه فـــي الـنـفـوسِ لعَـظَّـمَـا
( لعَظَّمَا ) بفتحِ الظاءِ المعجَمَةِ الْمُشالَةِ .
- هذا الضبط فيه نظر، والظاهر: ولو عظموه في النفوس لعظما؛ يعني لكان عند الناس عظيما، لكنهم لم يعظموه في النفوس، بل أهانوه وبذلوه لكل غال ورخيص.

  #48  
قديم 24 رمضان 1432هـ/23-08-2011م, 01:20 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Post

الفصل السادس (التَحَلِّي بالعَمَلِ)
تلخيص وترتيب الدرس السادس والأربعين (صِيانةُ العِلْمِ)


* إن بَلَغْتَ مَنْصِبًا فتَذَكَّرْ أنَّ حَبْلَ الوَصْلِ إليه طَلَبُكَ للعِلْمِ ، فبِفَضْلِ اللهِ ثم بسببِ عِلْمِك بلَغْتَ ما بَلَغْتَ من وَلايةٍ في التعليمِ ، أو الفُتْيَا أو القضاءِ ...
وهكذا فأَعْطِ العِلْمَ قَدْرَه وحَظَّهُ من العمَلِ به وإنزالَه مَنْزِلَتَهُ.
* واحْذَرْ مَسْلَكَ مَن لا يَرْجُونَ للهِ وَقَارًا ، الذين يَجْعَلون الأساسَ ( حِفْظَ الْمَنْصِبِ ) فيَطْوُونَ أَلْسِنَتَهُم عن قولِ الحَقِّ ، ويحملُهم حُبُّ الوَلايةِ على الْمُجَارَاةِ.
* فالْزَمْ – رَحِمَكَ اللهُ – المحافَظَةَ على قِيمَتِكَ بحِفْظِ دِينِك ، وعِلْمِك وشَرَفِ نفسِكَ ،
- المراد بهذه الأداب: أن الإنسان يصون علمه، فلا يجعله مبتذلا، بل يجعله محترما، معظما، فلا يلين في جانب من لا يريد الحق، بل يبقى طورا شامخا، ثابتا، وأما أن يجعله الإنسان سبيلا إلى المداهنة وإلى المشي فوق بساط الملوك وما أشبه ذلك، فهذا أمر لا ينبغي، ولم يكن الإنسان صائنا لعلمه إذا سلك الإنسان هذا المسلك.
- والواجب قول الحق، لكن قول الحق قد يكون في مكان دون مكان، والإنسان ينتهز الفرصة فلا يفوتها، ويحذر الذلة فلا يقع فيها.
* «بحكمة ودراية وحسن سياسة»
- لكل مقام مقال.
- لا بد أن الإنسان يكون عنده علم ومعرفة وسياسة، بحيث يتكلم إذا كان للكلام محل، ويسكت إذا كان ليس للكلام محل.

* ( احْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ ) ( احْفَظِ اللهَ في الرخاءِ يَحْفَظْكَ في الشدَّةِ ... ).
- «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة» هذا نص الحديث.
- وفي الحديث «احفظ الله يحفظك» يعني: احفظ حدود الله كما قال الله تعالى في سورة التوبة : {والحافظون لحدود الله} (سورة التوبة: 112). فلا ينتهكونها بفعل محرم، ولا يضيعونها بترك واجب.
- وقوله «يحفظك» يعني في دينك ودنياك وفي أهلك ومالك. فإن قال قائل: إننا نرى بعض الحافظين لحدود الله يصيبهم ما يصيبهم. فنقول: هذا زيادة في تكفير سيئاتهم ورفعة درجاتهم، ولا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة»
* «يعرفك» لا تظن أن الله تعالى لا يعرف الإنسان إذا لم يتعرف إليه، لكن هذه معرفة خاصة، فهي كالنظر الخاص المنفي عمن نفي عنه كما في قوله تعالى : {ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم} (سورة آل عمران: 77). مع أن الله لا يغيب عن نظره شيء، لكن النظر، نظران:
- نظر خاص
- ونظر عام.
كذلك المعرفة:
- معرفة خاصة،
- ومعرفة عامة.
والمراد هنا المعرفة الخاصة.
^ يقال: إن المشهور عند أهل العلم أن الله تعالى لا يوصف بأنه عارف.
يقال: عالم، ولا يقال عارف.
وفرقوا بين العلم والمعرفة. بأن المعرفة تكون للعلم اليقيني والظني وأنها- أي المعرفة- انكشاف بعد خفاء. وأما العلم فليس كذلك.
فنقول ليس المراد بالمعرفة هنا ما أراده الفقهاء أو أراده الأصوليون إنما المراد بالمعرفة هنا: أن الله تعالى يزداد عناية لك ورحمة بك، مع علمه بأحوالك- عز وجل.


* وإن أَصْبَحْتَ عاطلًا من قِلادةِ الوِلايةِ – وهذا سبيلُك ولو بعدَ حينٍ – فلا بأسَ ؛ فإنه عَزْلُ مَحْمَدَةٍ لا عَزْلُ مَذَمَّةٍ ومَنْقَصَةٍ .
- وهذا سبيلُك ولو بعدَ حينٍ- يعني سوف تترك الولاية ولو بقيت في الولاية حتى الموت فإنك ستتركها لا بد.
- وقوله : «فلا بأس، فإنه عزل محمدة لا عزل مذمة ومنقصة». هذا أيضا ليس على عمومه، لأن من الناس من يعزل عزل محمدة وعزة لكونه يقوم بالواجب عليه من الملاحظة والنزاهة، لكن يضيق على من تحته فيحفرون له حتى يقع، وهذا كثير مع الأسف. ومن الناس من يعزل لأنه قد تبين أنه ليس أهلا للولاية، فهل هذا العزل عزل محمدة أم عزل مذمة؟ عزل مذمة لا شك.

* ومن العجيبِ أنَّ بعضَ مَن حُرِمَ قَصْدًا كبيرًا من التوفيقِ لا يكونُ عندَه الالتزامُ والإنابةُ والرجوعُ إلى اللهِ إلا بعدَ ( التقاعُدِ ) ، فهذا وإن كانت تَوبَتُه شرعيَّةً ؛ لكن دِينَه ودِينَ العجائزِ سواءٌ ، إذ لا يَتَعَدَّى نَفْعُه ، أمَّا وَقْتُ وِلايتِه حالَ الحاجةِ إلى تَعَدِّي نَفْعِه ؛ فتَجِدُه من أَعْظَمِ الناسِ فُجورًا وَضَرَرًا ، أو باردَ القلْبِ أَخْرَسَ اللسانِ عن الْحَقِّ .فنَعوذُ باللهِ من الْخِذلانِ .
- بعض الناس إذا عزل عن الولاية وترك المسؤولية ازداد إنابة إلى الله عز وجل، لأنه إن عزل في حالة يحمد عليها لجأ إلى الله وعرف أنه لا يغنيه أحد عن الله عز وجل، وعرف افتقاره إلى الله تبارك وتعالى، فصلحت حاله. وإن كان انفصاله إلى غير ذلك فلربما يمن الله عليه بالتوبة لتفرغه وعدم تحمله المسئولية، فيعود إلى الله تبارك وتعالى.

  #49  
قديم 24 رمضان 1432هـ/23-08-2011م, 03:10 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل السادس (التحلي بالعمل)
تلخيص وترتيب الدرس السابع والأربعين (المداراة لا المداهنة)

"الْمُداهَنَةُ خُلُقٌ مُنْحَطٌّ ، أمَّا الْمُدارَاةُ فلا ، لكن لا تَخْلِطْ بينَهما فتَحْمِلَك المداهَنَةُ إلى حَضَارِ النفاقِ مُجاهَرَةً ، والْمُداهَنَةُ هي التي تَمَسُّ دِينَك"
الفرق بين المداهنة والمداراة:
* المداهنة: أن يرضى الإنسان بما عليه قبيله، كأنه يقول: لكم دينكم ولي دين، ويتركه. فإنها الموافقة ولهذا جاءت بلفظ الدهن، لأن الدهن يسهل الأمور لأن الإنسان يترك خصمه وما هو عليه ولا يحاول إصلاحه يقول ما دام أنت ساكت عني فأنا أسكت عنك، {ودوا لو تدهن فيدهنون}.

* وأما المداراة: فهو أن يعزم بقلبه على الإنكار عليه، لكنه يداريه فيتألفه تارة، ويؤجل الكلام معه تارة أخرى، وهكذا حتى تتحقق المصلحة. فالمداراة يراد بها الإصلاح لكن على وجه الحكمة والتدرج في الأمور فيشتد أحيانا ويلين أحيانا وينطق أحيانا ويسكت أحيانا ، والمطلوب من طالب العلم المداراة.

  #50  
قديم 25 رمضان 1432هـ/24-08-2011م, 12:46 AM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل السادس (التَحَلِّي بالعَمَلِ)
تلخيص وترتيب الدرس الثامن والأربعين (ما يختص بالكتب من توجيهات)
1- غرام الكتب
شرف العلم معلوم، لعموم نفعه، وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس، وظهور النقص بقدر نقصه، وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله، ولهذا اشتد غرام الطلاب بالطلب، والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء، ولهم أخبار في هذا تطول، وفيه مقيدات في «خبر الكتاب» يسر الله إتمامه وطبعه.

وعليه، فأحرز الأصول من الكتب، واعلم أنه لا يغني منها كتاب عن كتاب، ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية، لا سيما كتب المبتدعة، فإنها سم ناقع.
جمع الكتب مما ينبغي لطالب العلم أن يهتم به، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم. فإذا كان الإنسان قليل الراتب فليس من الخير ولا من الحكمة أن يشتري كتبا كثيرة يلزم نفسه بغرامة قيمتها، فإن هذا من سوء التصرف.
- ولذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي أراد أن يزوجه ولم يجد شيئا، أن يقترض ويستدين.
واحرص على كتب الأمهات، الأصول، دون المؤلفات الحديثة لأن بعض المؤلفين حديثا ليس عنده علم راسخ، ولهذا إذا قرأت كتابا ما تجد أنه سطحي، قد ينقل الشيء بلفظه، وقد يحرفه إلى عبارة طويلة، لكنها غثاء.
فعليك بالأمهات، عليك بالأصل ككتب السلف، فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف.
* ثم احذر أن تضم مكتبتك الكتب التي ليس فيها خير، لا أقول التي فيها ضرر، بل أقول التي ليس فيها خير
-لأن الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام: خير، وشر، ولا خير ولاشر.
هناك كتب يقال أنها كتب أدب، لكنها تقطع الوقت وتقتله من غير فائدة، هناك كتب غامضة ذات أفكار معينة ومنهج معين، فهذه أيضا لا تدخل مكتبتك.
_________________________________________________________
2- قوام مكتبتك
عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال، والتفقه في علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل،ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.
هذا أيضا منهم، أن يختار الإنسان في مكتبته الكتب الأصيلة القديمة، لأن غالب المتأخرين قليلة المعاني، كثيرة المباني، تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها في سطر أو سطرين مع التعريج والمطآب والتغريزات في بعض الكلمات التي لا تفهم إلا بعد افتراض، لكن كتب السلف تجدها سهلة لينة رصينة، لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى.
_________________________________________________________

3- التعامل مع الكتاب
لن تستفد من كتاب حتى تعرف اصطلاح مؤلفه فيه، وكثيرا ما تكون المقدمة كاشفة عن ذلك، فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته.
التعامل مع الكتاب يكون بأمور:
-الأول: معرفة موضوعه، حتى يستفيد الإنسان منه لأنه يحتاج إلى التخصص.
-الثاني: أن تعرف مصطلحاته، وهذا في الغالب يكون في المقدمة، لأن معرفة المصطلحات يحصل بها في الواقع أنك تحفظ أوقات كثيرة، وهذا يفعله الناس في مقدمات الكتب
- فمثلا نعرف أن صاحب بلوغ المرام إذا قال: متفق عليه، يعني رواه البخاري ومسلم. لكن صاحب المنتقى إذا قال: متفق عليه في الحديث يعني أنه رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم
- كذلك أيضا كتب الفقه يفرق بين القولين، الوجهين،الروايتين، والاحتمالين، كما يعرف الناس من تتبع كتب الفقهاء. الروايتين عن الإمام، والوجهين عن أصحابه، لكن أصحاب المذهب الكبار أهل التوجيه، والاحتمالين للتردد بين قولين: والقولين أعم من ذلك كله.
- كذلك يحتاج أن تعرف إذا قال المؤلف: إجماعا أو إذا قال: وفاقا. إذا قال: إجماعا يعني بين الأمة، وفاقا مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح صاحب الفروع في فقه الحنابلة.
- الثالث: معرفة أسلوبه وعباراته، ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرأ لا سيما من الكتب العلمية المملوءة علما، تجد أنك تمر بك العبارات تحتاج إلى تأمل وتفكير في معناها،لأنك لم تألفها فإذا كررت هذا الكتاب ألفته، وانظر مثلا إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، الإنسان الذي لا يتمرن على كتبه يصعب أن يفهمها لأول مرة، لكن إذا تمرن عرفها بيسر وسهولة.
-أما ما يتعلق بأمر خارجي عن التعامل مع الكتاب، وهو التعليق بالهوامش أو بالحواشي، فهذا أيضا مما يجب لطالب العلم أن يغتنمه، وإذا مرت به مسألة تحتاج الىشرح أو دليل أو إلى تعليق ويخشى أن ينساها فإنه يعلقها، إما بالهامش وهو الذي على يمينه أو يساره وإما بالحاشية، وهي التي تكون بأسفل.
-وكذلك أيضا إذا كان الكتاب فيه فقه مذهب من المذاهب ورأيت أنه يخالف المذهب في حكم هذه المسألة، فإنه من المستحسن أن تقيد المذهب في الهامش أو الحاشية حتى تعرف أن الكتاب خرج عن المذهب، ولا سيما إذا كان المذهب أقوى مما ذهب إليه صاحب الكتاب.
_________________________________________________________
4- ومنه
إذا حزت كتابا، فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا، أو قراءة لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه، أما إن جعلته مع فنه في المكتبة، فربما مر زمان وفات العمر دون النظر فيه، وهذا مجرب، والله الموفق.
أكثر مايكون في حال الإنسان إذا جاءه كتاب جديد بتصفحه، أو إذا كان كثيرا يقرأ الفهرس.
قل أن تجد شخصا- مثلا- أو مر بك حال من حين يأتيك الكتاب أن تقرأه. هذا قليل.
وإنما قال الشيخ هذا، لأجل إن احتجت إلى مراجعته عرفت أنه يتضمن حكم الذي تريد، أما إذا لم تجرده مراجعة ولو مرورًا فإنك لا تدري ما فيه من الفوائد والمسائل، فيفوتك شيء كثير موجود في هذا الكتاب الذي عندك في الرف.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تلخيص, وترتيب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir