دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > رسائل التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شعبان 1443هـ/26-03-2022م, 11:14 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

● ذكر بعض ما تضمنته هذه الآية الكريمة من الفوائد السلوكية
في هذه الآية فوائد سلوكية جليلة منها:
1: تبصير المؤمن بأنّ كلّ نور حسّيّ ومعنوي في السموات والأرض فإنما هو من الله تعالى أمراً وتدبيراً أو خلقاً وتقديراً.
2: التنبيه إلى أنّ واهب النور أعظم نوراً، بل لو جمعت أنوار المخلوقات من أوّلها إلى آخرها ثمّ نُسبت إلى نوره لكانت نسبة ضعيفة لا تكاد تذكر، أو كما وصفها ابن القيم رحمه الله كنسبة سراج ضعيف إلى ضوء الشمس.
3: في الآية إخبار بما يملأ قلب المؤمن محبّة لله تعالى، وتعظيماً لشأنه، وتسليماً لحكمته في تدبيره وتقديره؛ فالله نور السموات والأرض الذي لولا نوره وتنويره لكان الكون في ظلام مطبق، وحيرة مهلكة، واضطراب مقلق، وكذلك نوره تعالى في قلب المؤمن يستنير بتوحيده وعبادته وذكره، ويكون له فرقان بين الحق والباطل، وتمييز بين الهدى والضلال.
4: التنبيه على ما يزداد به المؤمن نوراً، لأن ذلك النور وصف بصفات تطابق أحوال المؤمن ويقع فيها التفاضل؛ فذكر مثل مداد النور من شجرة الإخلاص، والإخلاص يتفاضل؛ وكذلك نور المصباح الذي هو مثل القرآن والإيمان في قلب المؤمن يتفاضل نوره بتفاضل الإيمان، والتبصّر ببصائر القرآن والاهتداء بهداه، وكذلك الزجاجة التي ضرب بها المثل في صفائها ورقّتها وصلابتها وهذه الأمور مما تتفاضل فيه القلوب كثيراً؛ فمن عقل هذا المثل عرف كيف يعظم نوره ويزداد، واجتهد في تعظيم نصيبه من ذلك النور.
5: بيان توافق أنوار الفطرة والوحي والعقل الرشيد وعدم تعارضها؛ فهي أنوار مصدرها من نور الله تعالى؛ فهو الذي فطر الناس على الدين الخالص، وخلق العقول التي تميز الصواب من الخطأ، وأنزل الوحي حاكماً على الناس ومبيّناً للهدى أتم بيان؛ فلا يمكن أن يقع بين هذه الأنوار تعارض، ومتى وجد تعارض واختلاف فهو لفساد في الفطرة أو خطأ في الفهم، أو أنّ الدليل المعارض به غير صحيح.
6: في الآية الجمع بين الشرع والقدَر، والردّ على الجبرية والقدرية، وذلك في قوله تعالى: {يهدي الله لنوره من يشاء} فجعل الهداية إليه تعالى هو الذي يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء، وفي ذلك ردّ على القدرية، ومقصد قوله تعالى: {ويضرب الله الأمثال للناس} أي ليعقلوها ويتّبعوا ما فيها من الهدى ردّ على الجبرية.
7: بيان إحكام الدين واطّراد قواعده وانتظامها وتناسبها، ولذلك صلحت لأن يضرب بها الأمثال المعروفة المنتظمة التي يبصرها الناس في عالمهم.

تمّ تفسير هذه الآية الجليلة، واللهَ أسأل العفو والقبول، والتوفيق لفهم كتابه، والاهتداء بهداه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رسالة, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir