دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م, 04:34 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن عطية –رحمه الله-
المقصد العام: بيان أهمية علم التفسير وفضل تعلمه وأهتمام السلف بشتى علومه ..

المقاصد الفرعيه :
1-بيان ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح عن فضل القرآن وطرق الإعتصام به
2_ باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائقمعانيه
باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتبالمفسرين
4_باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعةأحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
5_باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
6_باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
7_الإعجاز في القرآن وماقاله عنه العلماء
8_باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب اللهتعالى
9_باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية

اولاً- بيان ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح عن فضل القرآن وطرق الإعتصام به
*بيان طوق النجاة من الفتن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فماالنجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكموحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيرهأضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هوالذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يملهالأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلىصراط مستقيم (( .

*فضل قراءة القرآن وثوابه
_قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسناتأما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف((. .
_وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتبمن القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجهالقرآن((. .

*وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعاهد القرآن
روي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تاركفيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكمكتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابههوأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهمفتهلكوا((.

*فضل تعاهد القرآن وأجر من شق عليه :
_قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذييقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة((. .
_ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم .
_وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءةالقرآن أحب إلي منه.

*فضل قراءة سورة البقرة :
_قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لمتزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورةالبقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
_وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءةسورة البقرة.

*أكثر ماأهتم به النبي الكريم والسلفالصالح وأوصوا به :
_قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ))عليكم بالقرآن)) .
_.وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أنتوصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصدوالسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
_وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيهاالذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه .

*مالواجب عمله تجاه القرآن :
_قال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}[المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل بهوالقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم .
_كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملاإن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العملبه.
_وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منهفاعمل به.

ثانياً_باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائقمعانيه
· *اللغة العربية هي الطريق لفهم معاني القرآن :
_روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليهوسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوهافي الشعر(( .
_وقال أيضا صلى الله عليهوسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب(( . .
_ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجلكل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة(( .
_قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآنأصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.

*فضل تفسير القرآن الكريم وتعلمه :
_ قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤتالحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}[البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادةالحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
_ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبدالله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كانيعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}[القصص179. .
_وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرةفي تفسيرآية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علمتفسيرها.
_وقال إياس بن معاوية مثل الذينيقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهممصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهمبمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
_وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذييهذ الشعر.
_وقال مجاهد: أحب الخلق إلىالله أعلمهم بما أنزل.
_وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها .

ثالثا ـباب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتبالمفسرين :
*المنهج النبوي في تفسير القرآن :
_روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كانرسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهنجبريل.
_قال القاضي أبو محمد عبد الحقرضي الله عنه: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لاسبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيامالساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السمواتوالأرض.

*ضوابط التفسير بالرأي :
_قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ((. .
_قال ابن عطيه رحمه الله :ومعنىهذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قالالعلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسراللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني علىقوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه .

*احوال السلف مع تفسير القرآن :
_ذكر ابن عطيه أنه كان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبيوغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهموتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضيالله عنهم .

*مراتب المفسرين وماأشتهر منهم من الصحابة والتابعين والإئمة المتأخرين :
_الصحابة :
_ ذكر ابن عطيه أن صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بنالعباس رضي الله عنهما.
_ وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بنأبي طالب.
*فضل ومنزلة ابن عباس في التفسير :
_ كان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباسويحث على الأخذ عنه,حتى قال عنه :( ابن عباس كأنما ينظرإلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبدالله بن عمرو بن العاص .
_وقال عنه عبد الله بنمسعود : نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلىالله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
_التابعين :
_ذكر ابن عطيه :ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة .
_ ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير .
_ وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليهوعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر .
_ ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدولكل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاريوغيرهم.
*المتأخرين :
_ ومن ابرز المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبوعلي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا مااستدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدويرحمه الله .

رابعاً _باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعةأحرف فاقرؤوا ما تيسر منه :
*الخلاف في أقوال العلماء في ماهية الأحرف السبعه :
_ذهب فريق من العلماء إلى أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجهفما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب .
_وقال ابن شهاب في كتاب مسلم: بلغني أن تلك السبعةالأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
_وقال فريق من العلماء: إن المراد بالسبعة الأحرفمعاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
وقد ضعف ابن عطيه هذه الأقوال , فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء منالمعاني المذكورة.

*الأحرف السبعة وآراء العلماء فيها:
_ذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعةالأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب علىسبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامهوائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)) .
_وقال ايضاً أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إنيأقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شافوكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أورحمة بعذاب )) .
_ثم أورد ابن عطيه كلاماً للقاضي وقال : وزعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءةفيها فإنها على سبعة أوجه وإلا بطل معنى الحديث.
_وقال قوم ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجهفإذا حصل ذلك تم معنى الحديث.
_ورأى ابن عطيه من فهمه لهذا الحديث, أنه ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهةوالطريقة .

*معنى الأحرف السبعه والمقصود بها في رأي ابن عطيه :
قوله رحمه الله تعالى : والشرط الذييصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام ومال كثير من أهل العلم كأبيعبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيهمن كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهمقبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلامنظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.

*الإختلاف في تحديد هذه القبائل :
_قال ابن عطيه : فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأنالنبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهويخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكةوتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب ,فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزلعليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرفوهي اختلافاتها في العبارات حسبما تقدم.
_قال ثابت بن قاسم: لو قلنا من هذه الأحرف لقريشومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيسلكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بهاالقرآن.
_واستطرد ابن عطيه رحمه الله بقوله: فبقيت القبائل المذكورة سليمة اللغات لم تكدر صفوكلامها أمة من العجم ويقوي هذا المنزع أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأممالعرب وتجرد أهل المصرين البصرة والكوفة لحفظ لسان العرب وكتب لغتها لم يأخذوا إلاعن هذه القبائل الوسيطة المذكورة ومن كان معها, فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عباراتسبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارةهذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظ .

*سد الذريعة في القراءات السبع :
لما انتشرت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف, ذكر حذيفة بن اليمانرضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لهافاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأىمنهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أنيدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: في ماذا؟ قال: في كتاب الله إنيحضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى ,أمر عثمان رضي الله عنه أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغةقريش".

*الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف :
وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته,لأنهم أميون
ولتشريف هذه الأمه,ورحمته بها .

خامساً_باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره :

_الفرق بين جمع القرآن في مراحله الثلاث :
*في عهد النبوة :
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلممتفرقا في صدور الرجال ,وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد, وفي اللخاف ,وفي خزفوغير ذلك .
*في عهد ابي بكر رضي الله عنه وسبب جمعه :
لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضيالله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهبفندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي اللهعنه.
*في عهد عثمان رضي الله عنه :
لما قدم حذيفة بعد غزوة ارمينيه الى المدينة ,دخل إلى عثمان بن عفان قبل أنيدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: في ماذا؟ قال: في كتاب الله إنيحضرت هذه الغزوة, فقرأت كل طائفة بما روي لهافاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ, وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى ,فأمر عثمان رضي الله عنه أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغةقريش".

*معجزة ترتيب السور والآيات :
قال القاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليومهو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه , وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليهوسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة .
*تشكيل المصاحف وتنقيطها :
روي أن عبد الملك بن مروان اول من أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزادتحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب فيالقراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زماناطويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
_وقيل أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطهله يحيى بن يعمر .
_ وأما عن وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أنالمأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثمخمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

سادساً: باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
*حقيقة الألفاظ الأعجميه في القرآن الكريم :
_ اختلف الناس في هذه المسألة فقال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة .
_ وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلةوالحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بهاالعرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد .

*رأي وأقوال ابن عطيه في هذه المسأله :
_وقاعدة ابن عطيه في هذه المسألة قوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلامالعرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كانللعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بالتجارة, وبرحلتيقريش .
_ واستطرد قائلاً أن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتهافهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيدبل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلاشاذا.

سابعاً_ الإعجاز القرآن وماقاله عنه العلماء :
*أوجه الخلاف في وقوع الإعجاز في القرآن الكريم :
_ اختلف الناس في إعجاز القرآن بم هو؟ فقال قوم: إنالتحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاقوفيه وقع عجزها .
_ وقال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالىمن الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
_وأورد ابن عطيه رحمه الله أن هذان القولان إنما يرى العجز فيهما من قد تقررتالشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه .

*وجه الإعجاز في القرآن :
_ القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمهوصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه .
_ ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماوأحاط بالكلام كله علما .
_ جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة .
_ والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرةأحد من المخلوقين ويظهر لك قصور البشر, لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد .

*قيام الحجه بالقرآن على العرب :
أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: {فأتوا بسورة من مثله}(البقرة:23)قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميزمنه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولابالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر على مثله فصح عنده أنه من عنداللهتعالى .
_ وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أربابالفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسىبالسحرة .

*باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب اللهتعالى
_رأي ابن عطيه في هذه الألفاظ وموضحاً إياها : اعلم أن القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلمفي التفسير إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجلالمؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذريةآدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم}[الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلىالله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
_وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثونوالفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقالحكى الله ولا ما جرى مجراه .
*سبب تقديم هذا الباب :
_قال ابن عطيه :وهذا على تقرير هذهالصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياقالكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناسوأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادراواعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.

تاسعاً _باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
*اسماء القرآن وصفاته ومعانيه:
_ القرآن معناه التأليف ,قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا .
_وقيلفالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا .
_ الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها .
_ الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
_ الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهموقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرفلمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به .

*معنى السورة والقراءات فيها :

-منهم من همز, فيقولون سؤر وسؤرة فهي عندهكالبقية من الشيء والقطعة منه,كقبيلة تميم .
_ومنهم لم يهمز, فيراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناءأي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورةالقرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها, كقريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل ,وسعد بن بكر, وكنانة .

*معنى الآيه وسبب تسميتها وأصلها :
معناها_ الآية فهي العلامة في كلام العرب .
سبب تسميتها :
_سميت آية لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدقالآتي بها وعلى عجز المتحدى بها .
_ وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
_ وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية .
*اصلها :
_ عند سيبويه على وزن فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءتآية.
_وعند الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها منالإدغام ما لزم في دابة.
_ وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسرالعين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبه, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir