دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > أنموذج جليل لابن أبي بكر الرازي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 02:19 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي سورة الرحمن

سورة الرحمن عز وجل
فإن قيل: أي مناسبة بين رفع السماء ووضع الميزان حتى قرن ينهما؟
قلنا: لما صدر هذه السورة بتعديد نعمه سبحان على عبيده، ذكر من جملتها وضع الميزان الذي به نظام العالم وقوامه، لاسيما أن المراد بالميزان العدل في قول الأكثرين، والقرآن في قول، وكل ما تعرف به المقادير في قول كالميزان والمكيال والذراع المعروف ونحوها.
فإن قيل: قوله تعالى: (ألّا تطغوا في الميزان) أي لا تجاوزوا فيه العدل مغن عما بعده من الجملتين فما فائدتهما؟
قلنا: المراد بالطغيان فيه أخذ الزائد، وبالإخسار فيه إعطاء الناقص وأمر بالتوسط الذي هو إقامة الوزن بالقسط، ونهي عن الطرفين المذمومين.
فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار) وهو الطين اليابس الذي لم يطبخ لكن له صلصلة: أي صوت إذا نقر، وقال تعالى في موضع آخر: (من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ) وقال تعالى: (من طينٍ لازبٍ) وقال
تعالى: (من ترابٍ)؟
قلنا: الآيات كلها متفقة في المعنى، لأنه تعالى خلقه من تراب جعله
[أنموذج جليل: 498]
طينًا ثم حمًا مسنونًا ثم صلصالًا.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (ربّ المشرقين وربّ المغربين)
فكرر ذكر الرب ولم يكرره في سورة المعارج بل أفرده فقال تعالى: (فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب) وكذا في سورة المزمل: (ربّ المشرق والمغرب)، (لا إله إلّا هو فاتّخذه وكيلًا)؟
قلنا: إنما كرر ذكر الرب تأكيدًا، وكان التأكيد بهذا الموضع أليق منه بذينك الموضعين، لأنه موضع الامتنان وتعديد النعم، ولأن الخطاب فيه مع جنسين وهما الإنس والجن.
فإن قيل: بعض الجمل المذكورة في هذه السورة ليست من النعم كقوله تعالى: (كلّ من عليها فانٍ) وقوله تعالى: (يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران) فكيف حسن
الامتنان بعدها بقوله تعالى: (فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان)؟
قلنا: من جملة الآلاء دفع البلاء وتأخير العقاب، فإبقاء من هو مخلوق للفناء نعمة، وتأخير العقاب عن العصاة أيضًا نعمة فلهذا امتن علينا بذلك.
[أنموذج جليل: 499]
فإن قيل: كيف قال تعالى: (سنفرغ لكم أيّه الثّقلان)
والله تعالى لا يشغله شيء؟
قلنا: قال الزجاج: الفراغ في اللغة على ضربين: أحدهما: الفراغ من شغل، والآخر: القصد للشيء والإقبال عليه، وهو تهديد ووعيد، ومنه قولهم: سأتفرغ لفلان: أي سأجعله قصدي، فمعنى الآية سنقصد لحسابكم ومعاقبتكم.
فإن قيل: كيف وعد سبحانه الخائف جنتين فقط؟
قلنا: لأن الخطاب للثقلين، فكأنه قيل لكل خائفين من الثقلين جنتان، جنة للخائف الإنسي، وجنة للخائف الجني، وقيل: المراد به أن لكل خائف جنتين، جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي، وقيل: جنة يثاب بها، وجنة يتفضل بها عليه زيادة لقوله تعالى: (للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ) أي الجنة وزيادة.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فيهنّ قاصرات الطّرف) ولم يقل سبحانه فيهما والضمير للجنتين؟
قلنا: الضمير لمجموع الآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة
وغيرها مما سبق ذكره، وقيل: هو للجنتين، وإنما جمعه لاشتمال الجنتين على قصور ومنازل، وقيل: الضمير للمنازل والقصور التي دل عليها ذكر الجنتين، وقيل: الضمير لمجموع الجنان التي دل عليها ذكر الجنتين، وقيل: الضمير عائد إلى الفرش لأنها أقرب، وعلى هذا القول "في" بمعنى على، كما في قوله تعالى: (أم لهم سلّمٌ يستمعون فيه).
[أنموذج جليل: 500]
فإن قيل: كيف قال الله تعالى: (لم يطمثهنّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ) أي لم يفتضهن، ونساء الدنيا لا يفتضهن الجان أيضًا، فما فائدة تخصيص الحور بذلك؟
قلنا: معناه أن تلك القاصرات الطرف إنسيات للإنس وجنيات للجن، فلم يطمث الإنسيات إنسي، ولا الجنيات جني، وفى هذه الآية دليل على أن الجن يواقعون كما يواقع الإنس، وقيل فيها دليل على أن الجني يغش الإنسية في الدنيا.
[أنموذج جليل: 501]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرحمن, سورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir