دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 ربيع الثاني 1436هـ/25-01-2015م, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي صفحة الطالبة ابتهال للقراءة المنظمة

صفحة الطالبة ابتهال للقراءة المنظمة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 رمضان 1436هـ/30-06-2015م, 08:38 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

تلخيص مقاصد كتاب التبيان في آداب حملة القرآن


الباب الأول : بيان فضل القرآن ، وفضل تعلمه وتلاوته وتعليمه ، وفضل أصحاب القرآن .
المقصد الأول: بيان فضل القرآن:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا القرآن؛ فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن، وإن هذا القرآن مأدبة الله؛ فمن دخل فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر)) رواه الدارمي.


المقصد الثاني: بيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه:
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري.
- قال الحميدي الجمالي: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن؟ فقال: "يقرأ القرآن ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))".

المقصد الثالث: بيان فضل تلاوة القرآن :
-عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((يقول سبحانه وتعالى: [من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين] وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.

المقصد الرابع: بيان فضل صاحب القرآن :
-قال الله عز وجل: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور}.
- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب)) رواه البخاري ومسلم.
- وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا)) رواه أبو داود.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((اقرؤوا القرآن؛ فإن الله تعالى لا يعذّب قلباً وعى القرآن)) رواه الدارمي.

فضل الماهر بالقرآن، وبيان ثواب الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق :
- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)) رواه البخاري وأبو الحسين مسلم بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحهما.


رفعة أهل القرآن في الدنيا والآخرة :
- عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين)) رواه مسلم.
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة :
- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)) رواه مسلم.

غبطة صاحب القرآن :
- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في إثنتين؛ رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)) رواه البخاري ومسلم.

ذمّ من ليس في جوفه شيء من القرآن :
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح .


الباب الثاني : فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدين والدنيا وفضل قراءة القرآن على سائر الأذكار.

المقصد الأول : فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدين .
1. تقديم قارئ القرآن على غيره للإمامة في الصلاة .
2. تفاضل قراء القرآن في الإمامة للصلاة بحسب حفظهم له .
عن ابن مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى)) رواه مسلم.

المقصد الثاني : فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدنيا (تدبير شؤون المسلمين ) .
3. تقديم قارئ القرآن في مجالس إمام المسلمين .
4. تقديم قارئ القرآن في مجالس الشورى والأخذ برأيه .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا وشبابا) رواه البخاري في صحيحه

المقصد الثالث : فضل قراءة القرآن على غيرها في الثواب .
5. فضل قراءة القرآن على غيره من الأذكار .
ذكر النووي في التبيان : أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء: أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك .


الباب الثالث : بيان وجوب إكرام أهل القرآن وأسباب ذلك ، والتحذير من إيذائهم وعقوبة من آذاهم .

المقصد الأول : بيان إكرام أهل القرآن .

-أسباب وجوب إكرام أهل القرآن :
- أن إكرام أهل القرآن من إجلال الله تعالى وتعظيمه .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.

- أن إكرام القرآن وأهله من تعظيم شعائر الله .
قال تعالى : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} .

- أن إكرام اهل القرآن والكف عن إيذائهم من تعظيم حرمات الله .
قال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} .

- أن إكرام اهل القرآن هو من خفض الجناح للمؤمنين .
قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} .

- أن إكرام اهل القرآن من إنزال الناس منازلهم .
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه، والبزار في مسنده، وصححه أبي عبدالله الحاكم .

- إكرام أهل القرآن لتحقيقهم الإسلام فهم في ذمة الله .
ثبت في الصحيحين، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته).

- إكرام أهل القرآن لأنهم أولياء الله .
عن أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما، قالا: "إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي". وخير العلم وأفضله العلم بكتاب الله ، وخير العلماء حملة القرآن العاملون به .

-أوجه إكرام أهل القرآن :
- إكرام أهل القرآن بخفض الجناح ولين الجانب لهم .
قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}

- إكرام أهل القرآن عند موتهم بتقديمهم في اللحد .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن؟))، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، رواه البخاري.

-ضابط وجوب إكرام أهل القرآن :
- العمل بالقرآن وتعاهده تلاوة وعملا .
- عدم الغلو والتجاوز في تلاوته والبحث في ما تشابه منه .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.

-ثمرات إكرام أهل القرآن :
- أن إكرامهم إجلال وتعظيم لله علامة التقوى .
قال تعالى : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} .
- الوعد بالخير والثواب من الله .
قال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} .

المقصد الثاني : التحذير من أذية أهل القرآن وجزاء من آذاهم .

- أسباب النهي عن أذية أهل القرآن :
- أن إيذاء أهل القرآن هو من إيذاء للمؤمنين ؛ الذي نهى الله عنه .
قال تعالى : {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.

- أن إيذاء أهل القرآن مخالفة لأمر الله ورسوله .
قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .

- أن إيذاء أهل القرآن هو إيذاء لأولياء الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب] رواه البخاري.

- عقاب من آذى أهل القرآن :
- الإثم العظيم .
قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} .
- الحرب من الله عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب] رواه البخاري.
- العذاب .
- هتك ستر من آذاهم .
- الفتنة وموت القلب .
قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}"
و قال الحافظ ابن عساكر : عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب .


الباب الرابع : بيان الآداب التي يجب أن يتحلى بها معلم القرآن ومتعلمه.

المقصد الأول: آداب عامة لمعلم القرآن ومتعلمه
- التحلي بالإخلاص
* الإخلاص شرط كل عبادة ومنها تعلم القرآن وتعليمه
أول ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى، قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} أي: الملة المستقيمة.
- وفي الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))، وهذا الحديث من أصول الإسلام.

* الإخلاص سبب في العطاء الرباني ومنه العطاء في القرآن
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إنما يعطى الرجل على قدر نيته"،وعن غيره:"إنما يعطى الناس على قدر نياتهم".

* عقوبة انتفاء الإخلاص عن المعلم والمتعلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) رواه أبو داود بإسناد صحيح.
- وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)) رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك، وقال: ((أدخله النار)).

* مظاهر الإخلاص في الإقراء
- أن لا يبتغي بإقراءه عرضا من الدنيا.
- أن لا يطمع في رفقة من يقرأ عليه.
قال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}، وقال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} الآية.
- أن لا يقصد بإقراءه تكثير المشتغلين به.
- أن لا يكره قراءة أصحابه على غيره.
قال النووي في التبيان: (وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به، وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين الجاهلين، وهي دلالة بينة من صاحبها على سوء نيته وفساد طويته، بل هي حجة قاطعة على عدم إرادته بتعليمه وجه الله تعالى الكريم...).

- آداب المعلم والمتعلم في نفسه
* أن يراقب الله تعالى في سره وعلانيته، وأن يكون تعويله في جميع أموره على الله تعالى.
* الزهادة في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالاة بها وبأهلها.
* ملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع.
* أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره.
- فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب)).
* الحذر من الحسد والرياء والعجب، واحتقار غيره وإن كان دونه.
قال النووي في التبيان: (وطريقه في نفي العجب: أن يذكر نفسه أنه لم يحصل ما حصله بحوله وقوته وإنما هو فضل من الله، ولا ينبغي أن يعجب بشيء لم يخترعه بل أودعه الله تعالى فيه،
وطريقه في نفي الحسد: أن يعلم أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذه الفضيلة في هذا، فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمة أرادها الله تعالى ولم يكرهها).
* السخاء والجود ومكارم الأخلاق.
* طلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة.

المقصد الثاني: آداب خاصة بمعلم القرآن
- آداب المعلم مع العلم عامة ومع القرآن خاصة.
* أن لا يذل العلم.
قال الإمام النووي في التبيان: (أن لا يذل العلم فيذهب إلى مكان ينسب إلى من يتعلم منه ليتعلم منه فيه وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه، بل يصون العلم عن ذلك كما صانه عنه السلف رضي الله عنهم، وحكاياتهم في هذا كثيرة مشهورة).أ.ه

- آداب المعلم مع طلابه
*الرفق والترحيب بهم.
فعن أبي هرون العبدي، قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، فيقول: "مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا))" رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.

* بذل النصيحة لهم
عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة؛ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))رواه مسلم.
ومن النصيحة لله تعالى ولكتابه: إكرام قارئه وطالبه وإرشاده إلى مصلحته.

* الشفقة عليهم، والاعتناء بهم.
قال الإمام النووي في التبيان: (وينبغي أن يشفق على الطالب، ويعتني بمصالحه كاعتنائه بمصالح ولده ومصالح نفسه...).

* أن يحب لهم ما يحب لنفسه.
فقد ثبت في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "أكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي، لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت"وفي رواية:"إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني".

* التواضع واللين لهم.
فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه)).
وعن أبي أيوب السختياني رحمه الله، قال: "ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل".

* تأديبه لهم.
قال الإمام النووي في التبيان: (وينبغي أن يؤدب المتعلم على التدريج بالآداب السنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية، ويعوده الصيانة في جميع أموره الباطنة والجلية...).

* حرصه على تعليمهم.

* أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه غير صحيح النية.
قال سفيان وغيره: "طلبهم للعلم نية"، وقالوا: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله" معناه: كانت غايته أن صار لله تعالى.

* تقديمه الأول فالأول.
قال الإمام النووي في التبيان: (ويقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأول فالأول، فإن رضي الأول بتقديم غيره قدمه).

* يتفقد أحوالهم ويسأل عمن غاب منهم.

- آداب المعلم في الحلقة
* يصلى ركعتين قبل الجلوس سواء كان الموضع مسجدا أو غيره.
* يقعد على طهارة مستقبل القبلة ويجلس بوقار.
* يجلس متربعا إن شاء أو غير متربع.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كان يقرئ الناس في المسجد جاثيا على ركبتيه.
* يصون يديه في حال الإقراء عن العبث، وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة.
* أن يكون مجلسه واسعا ليتمكن جلساؤه فيه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير المجالس أوسعها)) رواه أبو داود في سننه.

المقصد الثالث: آداب خاصة بمتعلم القرآن
آداب الطالب مع العلم عامة ومع القرآن خاصة
* أن يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل إلا سببا لا بد منه للحاجة.

* يتواضع للعلم، فبتواضعه يدركه، وقد قالوا:

العلم حرب للفتى المتعالي ....... كالسيل حرب للمكان العالي

* أن يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الأوقات التي يتمكن منه فيها.
* أن يجتهد في التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وقبل عوارض البطالة وارتفاع المنزلة.
فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تفقهوا قبل أن تسودوا".
* أن لا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير.
* أن لا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة من الملل وضياع ما حصل.
* وينبغي أن يحافظ على قراءة محفوظه.
* أن لا يؤثر بنوبته غيره فإن الإيثار مكروه في القرب.
* أن لا يأخذ العلم إلا ممن ظهرت أهليته وديانته.
فعن محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: "هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم".

آداب الطالب مع شيخه
* أن يتواضع لمعلمه.

* أن يتأدب معه وإن كان أصغر منه سنا.
وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: "ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له".

* أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويقبل قوله.

* أن لا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلبه، وأن يغتنم أوقات نشاطه.

* أن يتحمل جفوة الشيخ وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته.

* وإن جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار إليه.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "ذللت طالبا فعززت مطلوبا".
وقد أحسن من قال:
من لم يذق طعم المذلة ساعة ....... قطع الزمان بأسره مذلولا
* أن يرد غيبة شيخه إن قدر، فإن تعذر عليه ردها فارق ذلك المجلس.

* أن لا يفتش عن عيوب شيخه.
فقد كان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء، وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني".

آداب الطالب مع زملائه
* أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ، فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه.
* ألا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقه الله إياها.

آداب الطالب في الحلقة
* أن يبكر إلى الحلقة أول النهار.
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)).

* أن يكون فارغ القلب من الأمور الشاغلة.

* أن لا يدخل بغير استئذان إذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه إلى استئذان.

* أن يسلم على الحاضرين إذا دخل ويخص شيخه دونهم بالتحية.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "من حق المعلم عليك: أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية.."

* أن لا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم.

* أن لا يقيم أحدا من موضعه، فإن آثره غيره لم يقبل اقتداء بابن عمر رضي الله عنهما، إلا أن يكون في تقديمه مصلحة للحاضرين أو أمره الشيخ بذلك.

* أن لا يجلس في وسط الحلقة إلا لضرورة، ولا يجلس بين صاحبين بغير إذنهما، وإن فسحا له قعد وضم نفسه.
* أن لا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة.
* أن لا يضحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة.
* أن لا يعبث بيده ولا بغيرها، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا من غير حاجة.
* أن يقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين.


الباب الخامس : آداب حامل القرآن في أخلاقه وعبادته وتعامله مع القرآن وتعامله مع الناس.
المقصد الأول: أدب حامل القرآن في أخلاقه
حث حامل القرآن على أكمل الأخلاق:
ومن آدابه: أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يكون مصونا عن دني الاكتساب شريف النفس مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين، وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار.

المقصد الثاني: حال حامل القرآن في عبادته:
1- الحث على المحافظة على القراءة بالليل
ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة الليل أكثر، قال الله تعالى: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين}.
- وثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)).
- وفي الحديث الآخر من الصحيح، أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عبد الله! لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه)).
- وروى الطبراني وغيره، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((شرف المؤمن قيام الليل))، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة.
- وقد جاء عن أبي الأحوص الحبشي، قال: "إن كان الرجل ليطرق الفسطاط طروقا-أي: يأتيه ليلا- فيسمع لأهله دويا كدوي النحل"، قال: "فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون".
- وعن إبراهيم النخعي، كان يقول: "اقرؤوا من الليل ولو حلب شاة".
- وعن يزيد الرقاشي، قال: "إذا أنا نمت ثم استيقظت ثم نمت فلا نامت عيناي".
وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات روى والتصرف في الحاجات، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات، مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل، فإن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلا، وحديث: ((ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي شطر الليل، فيقول: [هل من داع فأستجيب له]))الحديث.
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الليل ساعة يستجيب الله فيها الدعاء كل ليلة)).
وعن الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار".

2- الحث على استباق الخيرات
قد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: "يا معشر القراء! ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق، فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصحته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون".
المقصد الثالث: أدب حامل القرآن مع القرآن:

3- الحث على البعد عن ما نهى القرآن عنه:
وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن.

4- الحث على تدبر القرآن والعمل به:
- عن الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار".
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصحته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون".

5- الحث على إكثار حامل القرآن من تلاوة القرآن وحال السلف في ذلك:
ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها، وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه، فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة، وعن بعضهم في كل شهر ختمة، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة، وعن بعضهم في كل ثمان ليال، وعن الأكثرين في كل سبع ليال، وعن بعضهم في كل ست، وعن بعضهم في كل خمس، وعن بعضهم في كل أربع، وعن كثيرين في كل ثلاث، وعن بعضهم في كل ليلتين، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين، ومنهم من كان يختم ثلاثا، وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار.
فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون.
ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه.
وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات، وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
وقال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول: "كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات، وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة".
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده، عن منصور بن زادان، عن عباد التابعين رضي الله عنه، أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين وشيئا، وكانوا يخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أن مجاهدا كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء.
وعن منصور، قال: "كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان".
وعن إبراهيم بن سعد، قال: "كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن".
وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم؛ فمن المتقدمين: عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم، ختمة في كل ركعة في الكعبة.
وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون؛ نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله.

6- الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان
- عن أبي موسى الأشرعي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((تعاهدوا هذا القرآن؛ فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها))رواه البخاري ومسلم.
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))رواه مسلم والبخاري.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها))رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه.
- وعن سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم))رواه أبو داود والدارمي.

7- النهي عن اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها:
ومن أهم ما يؤمر به: أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن، ولا تأكلوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه)).
وعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه))رواه بمعناه من رواية سهل بن سعد، معناه: يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها.
وعن فضيل بن عمرو رضي الله عنه، قال: دخل رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا، فلما سلم الإمام، قام رجل فتلا آيات من القرآن ثم سأل، فقال أحدهما: إنا لله وإنا إليه راجعون، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيجيء قوم يسألون بالقرآن، فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه))، وهذا الإسناد منقطع، فإن الفضل بن عمرو لم يسمع الصحابة.
المقصد الرابع: أدب حامل القرآن في التعامل مع الناس

8- ترفع حامل القرآن عن الحاجة للناس:
عن الفضيل بن عياض، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم"

9- ترفع حامل القرآن عن اللهو والغفلة:
عن الفضيل بن عياض قال: "حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو، تعظيما لحق القرآن".



الباب السادس : بيان مجموعة من الآداب التي يجب أن يقوم بها قارئ القرآن قبل أن يشرع في القراءة وأثناء القراءة.

المقصد اﻷول: بيانالآداب الواجبة والمستحبة قبل الشروع في القراءة.
1- الطهارة والنظافة الواجبة والمستحبة

- الطهارة من الحدث اﻷكبر
تجب الطهارة من الحدث اﻷكبر قبل الشروع في القراءة ، ولا يجوز للجنب ولا للحائظ قراءة القرآن سواء كان آية أو أقل .
ويجوز لهما إجراء القرآن على قلبهما من غير تلفظ به، ويجوز لهما النظر في المصحف وإمراره على القلب،وأجمع المسلمون على جواز التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الأذكار، للجنب والحائض.
وكذلك يجوز لهما إن قرآه على سبيل الدعاء ولم يقصدان قراءة القرآن،
قال إمام الحرمين: فإذا قال الجنب: بسم الله والحمد لله، فإن قصد القرآن عصى وإن قصد الذكر أو لم يقصد شيئا لم يأثم، ويجوز لهما قراءة ما نسخت تلاوته، كـ"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة".
وكذلك تجوز القراءة إذا لم يجد الجنب أو الحائض ماء تيمم، ويباح له القراءة والصلاة وغيرهما، فإن أحدث حرمت عليه الصلاة ولم تحرم القراءة والجلوس في المسجد وغيرهما مما لا يحرم على المحدث.

- الطهارة من الحدث اﻷصغر
تستحب الطهارة من الحدث اﻷصغر قبل الشروع في القراءة، ولكن إذا قرأ الإنسان محدثا جاز له ذلك باﻹجماع .
قال إمام الحرمين: ولا يقال: ارتكب مكروها، بل هو تارك للأفضل، فإن لم يجد الماء تيمم، والمستحاضة في الزمن المحكوم بأنه طهر حكمها حكم المحدث.

- نظافة الفم
ينبغي لحامل القرآن أن ينظف فاه قبل الشروع في القراءة.
وتكون نظافة الفم بالسواك بعود اﻵراك أو بسائر العيدان التي ينظف بها الفم أوبكل ما ينظف كالخرقة الخشنة والأشنان وغير ذلك،
وفي حصوله بالأصبع الخشنة ثلاثة أوجه لأصحاب الشافعي رحمهم الله تعالى؛
أشهرها: أنه لا يحصل.
والثاني: يحصل.
الثالث: يحصل إن لم يجد غيرها، ولا يحصل إن وجد.
وقيل:وينبغي أن يستاك بعود متوسط لا شديد اليبوسة ولا شديد الرطوبة،
كيفية اﻹستياك: يكون الإستياك عرضا مبتدئا بالجانب الأيمن من فمه، وينوي به الإتيان بالسنة، ويستحب أن يستاك في ظاهر الأسنان وباطنها، ويمر السواك على أطراف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمرارا رفيقا.

- نظافة المكان
يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار.
عن أبي ميسرة، قال: "لا يذكر الله إلا في مكان طيب"،

القراءة في المسجد
استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعا للنظافة وشرف البقعة.

القراءة في الحمامات
واختلف السلف في كراهة القراءة في الحمام إلى قولين :
القول الأول : لا يكره
القول الثاني : يكره وقال به علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وروى بعض الصحابة عن الشعبي أنه قال :"تكره القراءة في ثلاثة مواضع: في الحمامات والحشوش وبيوت الرحى وهي تدور"،

القراءة في الطريق
القراءة في الطريق؛ فالمختار أنها جائزة غير مكروهة إذا لم يلته صاحبها،فإن التهى عنها كرهت وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه كان يقرأ في الطريق، وروى عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه أذن فيها.
وكره اﻹمام مالك القراءة في الطريق وقد روي عنه في اسناد صحيح عندما سئل عن الرجل يصلي من آخر الليل فيخرج إلى المسجد وقد بقي من السورة التي كان يقرأ فيها شيء، قال: ما أعلم القراءة تكون في الطريق، وكره ذلك.

2- وضعية الجسد
- الجلوس واستقبال القبلة
- القيام
- الاضطجاع
يستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة. فقد جاء في الحديث: ((خير المجالس ما استقبل به القبلة))ويكون ذلك بالقيام أو الجلوس أو الإضطجاع.
قال الله تعالى:{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض}.
و عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن"، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية: "يقرأ القرآن ورأسه في حجري".
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: "إني أقرأ القرآن في صلاتي، وأقرأ على فراشي".
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "إني لا أقرأ حزبي وأنا مضطجعة على السرير".

3- الإستعاذة
ويستحب إن أراد الشروع في القراءة اﻹستعاذة، فيقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" هكذا قال الجمهور من العلماء.
وقال بعض العلماء: يتعوذ بعد القراءة، لقوله تعالى: {فإذا قرأت فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، وتقدير الآية عند الجمهور: إذا أردت القراءة فاستعذ،
وهناك صيغة أخرى للإستعاذة فيقول :"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" ولا بأس بهذا، ولكن الاختيار هو الأول.

4-البسملة
ينبغي أن يحافظ على قراءة "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول كل سورة سوى براءة ،فإن أكثر العلماء قالوا إنها آية حيث تكتب في المصحف.
وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة، فإذا قرأها كان متيقنا قراءة الختمة أو السورة، فإذا أخل بالبسملة كان تاركا لبعض القرآن عند الأكثرين.


المقصد الثاني : بيان مجموعة من اﻵداب أثناء القراءة.
1- الخشوع والتدبر
إذا شرع في القراءة يجب ان يكون فيها خشوع وتدبر ولهذا نزل القرآن لنتدبره.

- بعض ما ورد في التدبر
قال تعالى :{أفلا يتدبرون القرآن}،

وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}
وقال السيد الجليل ذو المواهب والمعارف إبراهيم الخواص رضي الله تعالى عنه: "دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين".
وكان عدد من الصالحين إذا قرأوا القرآن صعقوا ومنهم من مات من قوة تدبرهم للقرآن ،
عن بهز بن حكيم، أن زرارة بن أوفى التابعي الجليل رضي الله عنه، أمهم في صلاة الفجر فقرأ حتى بلغ: {فإذا نقر في الناقور * فذلك يومئذ يوم عسير} خر ميتا، قال بهز: وكنت فيمن حمله.
وكان أحمد بن أبي الحواري رضي الله عنه وهو ريحانة الشام كما قال أبو القاسم الجنيد رحمه الله، إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق،

2-ما يعين على التدبر

- ترديد اﻵيات

من ما يعين على التدبر تكرار الآيات وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وبعض صحابته رضوان الله عليهمايضا وقد روي عنهم ذلك ،

عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، قال: "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح"، والآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} الآية، رواه النسائي وابن ماجه.
وعن تميم الداري رضي الله تعالى عنه، أنه كرر هذه الآية حتى أصبح: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.
وعن عبادة بن حمزة، قال: دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو، فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو،
ورويت هذه القصة عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
وردد ابن مسعود رضي الله عنه: {رب زدني علما}، وردد سعيد بن جبير: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، وردد أيضا: {فسوف يعلمون * إذ الأغلال في أعناقهم} الآية، وردد أيضا: {ما غرك بربك الكريم}، وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} رددها إلى السحر.

- البكاء أثناء القراءة
ومن ما يعين على التدبر البكاء ، يستحب البكاء أثناء القراءة والبكاء صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين،

قال الله تعالى: {ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
وقد وردت فيه أحاديث كثيرة وآثار السلف،
- فمن ذلك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).
- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته. وفي رواية: أنه كان في صلاة العشاء، فتدل على تكريره منه، وفي رواية: أنه بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف.
- وعن أبي رجاء، قال: "رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع".
- وعن أبي صالح، قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "هكذا كنا".
- وعن هشام، قال: "ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة".
و يكون البكاء بأن يحضر قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر الخواص، فليبك على فقد ذلك، فإنه من أعظم



- الترتيل

الترتيل يعين على التدبرحيث ينبغي على القارئ أن يرتل قراءته، وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم- على استحباب الترتيل،

- قال الله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
- وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها، أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا، رواه أبو داود والنسائي والترمذي، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
- وعن معاوية بن قرة رضي الله عنه، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح يرجع في قراءته) رواه البخاري ومسلم.
- وعن مجاهد، أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران، والآخر البقرة وحدها، وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء، فقال: (الذي قرأ البقرة وحدها أفضل).
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله".
وقد نهي عن الإفراط في الإسراع، ويسمى الهذرمة، فثبت عن عبد الله بن مسعود أن رجلا قال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: (هكذا هكذا الشعر، إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع) رواه البخاري ومسلم، وهذا لفظ مسلم في إحدى رواياته.


- الشهادة للآيات وجواب أسئلتها

من ما يعين على التدبر الشهادة للآيات وجواب أسئلتها أثناء القراءة وهذا مستحب فإذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب،
-عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ ترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ) رواه مسلم في صحيحه،


- احترام القرآن

يجب على القارئ احترام القرآن بأن يتجنب الكلام الغير الازم والضحك ، ويمتثل لقول الله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}.
و كذلك يتجنب النظر إلى المحرمات لقوله تعالى : {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}

3- ما يتعلق بالقراءة

- ماينبغي فعله
- إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء فينبغي أن يستمر على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطا، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة، والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس.
- ينبغي أن يقراء على ترتيب المصحف وجائز إن خالف ذلك

- ينبغي أن يقراء القرآن من المصحف ﻷن هذا أفضل من القراءة على ظهر القلب

- استحباب القراءة مع جماعة وفي ذلك اﻷجر الكثير وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم، وأبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.

وعن معاوية رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ((ما يجلسكم؟))، قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به، فقال: ((أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة)) رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا"


- ما لايجوز فعله

- لا تجوز قراءة القرآن بالعجمية سواء أحسن العربية أو لم يحسنها، سواء كان في الصلاة أم في غيرها، فإن قرأ بها في الصلاة لم تصح صلاته هذا مذهبنا، ومذهب مالك وأحمد وداود وأبو بكر بن المنذر، وقال أبو حنيفة: يجوز ذلك وتصح به الصلاة، وقال أبو يوسف ومحمد: يجوز ذلك لمن لم يحسن العربية، ولا يجوز لمن يحسنها.
- ولا تجوز قراءة القرآن بغير القراآت السبع.



الباب السابع : وجوب النصيحة لكتاب الله والأدب معه والحذر من القول فيه بغير علم، واستعماله وفق ما شرع الله، وصيانه عن غير المسلم .
المقصد الأول: وجوب النصيحة لكتاب الله
-وجوب الإيمان بكل حرف من القرآن .
-وجوب تعظيم القرآن وتنزيهه وصيانته.
-تلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة.
-الذب عنه .
-الوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه.
-العمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه.
-تعلم علومه وتعليمها .

المقصد الثاني : الحذر من القول في كتاب الله بغير علم
-أجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر.
-من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما فهو كافر بإجماع
-من كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين
-الحذر من التفسير بغير علم
-الحذر من المراء في القرآن بغير علم
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المراء في القرآن كفر))

المقصد الثالث: الأدب مع القرآن
-الأدب في السؤال عما اشكل عليه فهمه من القرآن.
-الأدب في الاخبار عما نسي من القرآن
ثبت في الصحيحين، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقول أحدكم: نسيت آية كذا وكذا، بل هو شيء نسي))، وفي رواية في الصحيحين أيضا: ((بئسما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)).
وثبت في الصحيحين أيضا، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ فقال: ((رحمه الله، لقد ذكرني آية كنت أسقطتها))، وفي رواية في الصحيح: ((كنت أنسيتها)).

-نفي بعض ما قيل أنه يكره
يجوز أن يقال: سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الأنعام وكذا الباقي، لا كراهة في ذلك
ثبت في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((سورة البقرة)) و((سورة الكهف))، وغيرهما مما لا يحصى، وكذلك عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
قال ابن مسعود: "هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة"، وعنه، في الصحيحين: "قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النساء"، والأحاديث وأقوال السلف في هذا أكثر من أن تحصر.
-ولا يكره أن يقال: هذه قراءة أبي عمرو أو قراءة نافع أو حمزة أو الكسائي أو غيرهم، هذا هو المختار، الذي عليه السلف والخلف من غير إنكار،
المقصد الرابع: استعمال القرآن وفق ما شرع الله

•كتابة القرآن في إناء ثم يغسل ويسقى المريض
فقال الحسن ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعي: لا بأس به،
وكرهه النخعي.

كتابة الحروز من القرآن
قال مالك: لا بأس به إذا كان في قصبة أو جلد وخرز عليه،
وقال النووي قال بعض أصحابنا: إذا كتب في الخرز قرآنا مع غيره فليس بحرام، ولكن الأولى تركه، لكونه يحمل في حال الحدث، وإذا كتب يصان بما قاله الإمام مالك رحمه الله، وبهذا أفتى الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله.

النفث مع القرآن للرقية
قال أهل اللغة: النفث: نفخ لطيف بلا ريق ، والله أعلم.
كرهه البعض منهم الصحابي أبوجحيفة، والحسن البصري وإبراهيم النخعي
قال النووي:
والمختار: أن ذلك غير مكروه بل هو سنة مستحبة
- ثبت عن عائشة رضي الله عنها، (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات).
قالت عائشة رضي الله عنها: (فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها
- وفي رواية: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث).

كتابة القرآن على الحلوى وغيرها من الأطعمة
قال القاضي حسين والبغوي وغيرهما من أصحابنا: لا بأس بأكلها،

كتابة القرآن على خشبة
قال القاضي يكره إحراقها

نقش الحيطان والثياب بالقرآن
قال النووي: مذهبنا أنه يكره
قال عطاء: لا بأس بكتب القرآن في قبلة المسجد.

المقصد الخامس: صيانة المصحف عن الكافر
-لا يمنع الكافر من سماع القرآن لقول الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}، ويمتنع من مس المصحف،
-إن كان لا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه القرآن ، وإن رجي إسلامه ففيه وجهان


الباب الثامن : بيان فضل بعض السور والآيات واستحباب قراءتها في أوقات وأحوال مخصوصة.

المقصد الأول: بيان جملة من اﻷوقات المخصوصة وما يستحب قراءته فيها .
- ما يستحب قراءته في جميع اﻷوقات
يستحب الإكثار من تلاوة آية الكرسي في جميع المواطن، وأن يقرأها كل ليلة إذا أوى إلى فراشه، وأن يقرأ المعوذتين عقب كل صلاة، فقد صح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة)، رواه أبو داود والترمذي والنسائي، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

- اﻷوقات التي يستحب فيها اﻹكثار من تلاوة القرآن
من السنة كثرة الاعتناء بتلاوة القرآن في شهر رمضان، وفي العشر آكد، وليالي الوتر منه آكد، ومن ذلك العشر الأول من ذي الحجة، ويوم عرفة، ويوم الجمعة، وبعد الصبح، وفي الليل.
وينبغي أن يحافظ على قراءة "يس" والواقعة وتبارك الملك.

- ما يستحب قراءته عند الذهاب إلى النوم
يستحب أن يقرأ عند النوم آية الكرسي و{قل هو الله أحد} والمعوذتين وآخر سورة البقرة، فهذا مما يهتم له ويتأكد الاعتناء به، فقد ثبت فيه أحاديث صحيحة عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه))، قال جماعة من العلماء: كفتاه من قيام الليل، وقال آخرون: كفتاه المكروه في ليلته.
وعن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كل ليلة يقرأ {قل هو الله أحد} والمعوذتين)، وقد قدمناه في فصل النفث بالقرآن.
وروى عن أبي داود بإسناده، عن علي كرم الله وجهه، قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل دخل في الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي).
وعن علي رضي الله عنه أيضا، قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة) إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمر بك ليلة إلا قرأت فيها {قل هو الله أحد} والمعوذتين))، فما أتت علي ليلة إلا وأنا أقرؤهن.
وعن إبراهيم النخعي قال: (كانوا يستحبون أن يقرؤوا هذه السور كل ليلة ثلاث مرات: {قل هو الله أحد} والمعوذتين)، إسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن إبراهيم أيضا: (كانوا يعلمونهم إذا أووا إلى فراشهم أن يقرؤوا المعوذتين).
وعن عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل)، رواه الترمذي، وقال: حسن.

- ما يستحب قراءته عند الإستيقاظ من النوم
يستحب أن يقرأ إذا استيقظ من النوم كل ليلة آخر آل عمران، من قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض} إلى آخرها، فقد ثبت في الصحيحين: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ خواتيم آل عمران إذا استيقظ).

- ما يستحب قراءته في سنة الفجر
ما يستحب قراءته في ركعتي سنة الفجر بعد الفاتحة الأولى {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية {قل هو الله أحد}، وإن شاء قرأ في الأولى {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية، وفي الثانية {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}، فكلاهما صحيح من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ما يستحب قراءته في ظهر صلاة الجمعة
من السنة أن يقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى سورة الجمعة بكمالها، وإن شاء {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية {هل أتاك حديث الغاشية}، فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليتجنب الاقتصار على البعض، وليفعل ما قدمناه.

- ما يستحب قراءته يوم الجمعة
يستحب أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وغيره فيه.
قال الإمام الشافعي في الأم: ويستحب أن يقرأها أيضا ليلة الجمعة، ودليل هذا ما رواه أبو محمد الدارمي بإسناده، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له النور فيما بينه وبين البيت العتيق).
وذكر الدارمي حديثا في استحباب قراءة سورة هود يوم الجمعة، وعن مكحول التابعي الجليل استحباب قراءة آل عمران يوم الجمعة.

- ما يستحب قراءته في سنة المغرب
يستحب أن يقرأ في سنة المغرب {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}

- ما يستحب قراءته في الوتر
ويقرأ من أوتر بثلاث ركعات في الركعة الأولى {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية {قل يا أيها الكافرون} وفي الثالثة {قل هو الله أحد} والمعوذتين.

- ما يستحب قراءته في ركعتي الإستخارة
يستحب قراءة {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} في ركعتي الإستخارة

- ما يستحب قراءته في ركعتي الطواف
ويستحب في ركعتي الطواف قراءة {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}

- ما يستحب قراءته في ركعتي صلاة العيد
ما يسن قراءته في صلاة العيد في الركعة الأولى سورة ق، وفي الثانية سورة الساعة بكمالها، وإن شاء "سبح"، و"هل أتاك"، فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليجتنب الاقتصار على البعض.

المقصد الثاني : بيان جملة من اﻷحوال وما يستحب قراءته فيها.
- ما يستحب قراءته عند المريض
يستحب أن يقرأ عند المريض بالفاتحة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيها: ((وما أدراك أنها رقية)).
ويستحب أن يقرأ عنده {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} مع النفث في اليدين، فقد ثبت في الصحيحين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم بيانه في فصل النفث في آخر الباب الذي قبل هذا.
وعن طلحة بن مطرف، قال: "كان المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد لذلك خفة"، فدخلت على خيمته وهو مريض فقلت: إني أراك اليوم صالحا، فقال: "إني قرئ عندي القرآن".
وروى الخطيب أبو بكر البغدادي رحمه الله بإسناده، أن الرمادي رضي الله عنه كان إذا اشتكى شيئا قال: "هاتوا أصحاب الحديث"، فإذا حضروا قال: "اقرؤوا علي الحديث"، فهذا في الحديث، فالقرآن أولى

- ما يستحب قراءته عند الميت
يستحب أن تقرأ عند الميت سورة يس، لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((اقرؤوا يس على موتاكم))، رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن ماجه بإسناد ضعيف.
وروى مجالد، عن الشعبي، قال: كانت الأنصار إذا حضروا عند الميت قرؤوا سورة البقرة، ومجالد ضعيف.


الباب التاسع : بيان آداب كتابة القرآن ، وبيان صور إكرام المصاحف ، وبيان حكم بعض الصور التي تُخالف إكرام المصاحف.

المقصد الأول: بيان آداب كتابة القرآن.
- في كتابة المصاحف وتحسين كتابتها
أجمع العلماء على استحباب كتابة المصاحف وتحسين كتابتها وتبيينها وإيضاحها وتحقق الخط دون مشقة وتعليقه.

* نقط المصحف
وقد قال العلماء أنه يستحب نقط المصحف وشكله، فإنه صيانة من اللحن فيه وتصحيفه.

- حكم كتابة المصاحف بشيء نجس
لا تجوز كتابة القرآن بشيء نجس.

- كتابة المحدث والجنب للقرآن
يحرم علي المحدث والجنب كتابة المصحف إذا كان يحمل الورقة أو يمسها حال الكتابة .أما إذا لم يحملها أو يمسها حال الكتابة ففيه ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : الجواز وهو الصحيح
الوجه الثاني : الحرمة
الوجه الثالث : يجوز للمحدث، ويحرم على الجنب.

المقصد الثاني: بيان صور إكرام المصاحف.
- صيانة المصحف واحترامه
أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه.
وقد روي عن ابن أبي مليكة، أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه، ويقول: (كتاب ربي، كتاب ربي). اسناد حسن

- استحباب القيام للمصحف
يستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه، لأن القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى، وقد قررت دلائل استحباب القيام في الجزء الذي جمعته فيه.

المقصد الثالث : بيان حكم بعض الصور التي تُخالف إكرام المصاحف.
- حكم من ألقى المصحف في القاذورات
لو القى المسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا.
- حكم توسد المصحف
يحرم توسد المصحف، بل ويحرم توسد كتب العلم أيضاً
- حكم بيع المصحف من الذمي
يحرم بيع المصحف من الذمي، فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي:
القول الأول : لا يصح،
القول الثاني: يصح، ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه،
- حكم مس المجنون والصبي الذي لا يميز للمصحف
يمنع المجنون والصبي الذي لا يميز من مس المصحف مخافة من انتهاك حرمته، وهذا المنع واجب على الولي وغيره ممن رآه يتعرض لحمله.
- حكم مس المحدث للمصحف
يحرم على المحدث مس المصحف وحمله، سواء حمله بعلاقته أو بغيرها، سواء مس نفس الكتابة أو الحواشي أو الجلد، ويحرم مس الخريطة والغلاف والصندوق إذا كان فيهن المصحف، هذا هو المذهب المختار.
وقيل: لا تحرم هذه الثلاثة، وهو ضعيف،
ولو كتب القرآن في لوح فحكمه حكم المصحف سواء قل المكتوب أو كثر، حتى لو كان بعض آية كتب للدراسة حرم مس اللوح.

* مس المحدث أو الجنب أوالحائض لكتب العلم التي بها آيات من القرآن
إذا مس المحدث أو الجنب أو الحائض أو حمل كتابا من كتب الفقه أو غيره من العلوم وفيه آيات من القرآن أو ثوبا مطرزا بالقرآن أو دراهم أو دنانير منقوشة به أو حمل متاعا في جملته مصحف أو لمس الجدار أو الحلوى أو الخبز المنقوش به فيه وجهان :
الوجه الأول: الجواز وهو المذهب الصحيح
الوجه الثاني : يحرم
وقال أقضى القضاة أبو حسن الماوردي في كتابه الحاوي: يجوز مس الثياب المطرزة بالقرآن، ولا يجوز لبسها بلا خلاف، لأن المقصود بلبسها التبرك بالقرآن، وهذا الذي ذكره أو قاله ضعيف لم يوافقه أحد عليه فيما رأيته، بل صرح الشيخ أبو محمد الجويني وغيره بجواز لبسها، وهذا هو الصواب، والله أعلم.
* مس المحدث أو الجنب أو الحائض لكتب التفسير
وأما كتب تفسير القرآن؛ فإن كان القرآن فيها أكثر من غيره حرم مسها وحملها، وإن كان غيره أكثر كما هو الغالب ففيها ثلاثة أوجه:
الوجه الأول : لا يحرم، وهو الصحيح .
والوجه الثاني: يحرم.
والوجه الثالث: إن كان القرآن بخط متميز بغلظ أو حمرة أو غيرها حرم، وإن لم يتميز لم يحرم.
وقال النووي : يحرم المس إذا استويا.
و قال صاحب التتمة من أصحاب النووي: وإذا قلنا لا يحرم فهو مكروه،
* مس المحدث أو الجنب أو الحائض لكتب الحديث
وأما كتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن لم يكن فيها آيات من القرآن لم يحرم مسها، والأولى أن لا تمس إلا على طهارة، وإن كان فيها آيات من القرآن لم يحرم على المذهب، وفيه وجه أنه يحرم، وهو الذي في كتب الفقه.
* مس المحدث أو الجنب أو الحائض للمنسوخ تلاوته من القرآن
وأما المنسوخ تلاوته كـ"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" وغير ذلك، فلا يحرم مسه ولا حمله، قال أصحابنا: وكذل التوراة والإنجيل.
- حكم تصفح المحدث أو الجنب أو الحائض للمصحف
إذا تصفح المحدث أو الجنب أو الحائض أوراق المصحف بعود أو شبهه ففي جوازه وجهان لأصحاب النووي:
الوجه الأول: الجواز، وهو الظاهر وبه قطع العراقيون من أصحاب النووي، لأنه غير ماس ولا حامل،
والوجه الثاني: تحريمه، لأنه يعد حاملا للورقة والورقة كالجميع،
وأما إذا لف كمه على يده وقلب الورقة فحرام بلا خلاف، وغلط بعض أصحابنا فحكى فيه وجهين، والصواب القطع بالتحريم، لأن القلب يقع باليد لابالكم.
- حكم مس المصحف بموضع نجاسة
يحرم بلا خلاف مس المصحف بموضع نجاسة غير معفو عنها
- حكم المسافرة بالمصحف إلى أرض العدو
تحرم المسافرة بالمصحف إلى أرض العدو إذا خيف وقوعه في أيديهم، للحديث المشهور في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.
- حكم تكليف الصبي لحمل المصحف
هل يجب على الولي والمعلم تكليف الصبي المميز الطهارة لحمل المصحف واللوح اللذين يقرأ فيهما؟
فيه وجهان مشهوران، أصحهما عند أصحاب النووي: لا يجب للمشقة.


الباب العاشر : خصص مؤلف كتاب التبان الباب العاشر والأخير في ضبط الأسماء واللغات المذكورة في الكتاب.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 رمضان 1436هـ/30-06-2015م, 11:25 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المقصد الكلي لكتاب التبيان في آداب حملة القرآن


المقصد الكلي للكتاب : فضل القرآن وحملة القرآن ، بالتحلي بآدابه ، وتلاوته وتعليمه ،وفضل حامل القرآن .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 رمضان 1436هـ/6-07-2015م, 04:20 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتهال عبدالمحسن مشاهدة المشاركة
المقصد الكلي لكتاب التبيان في آداب حملة القرآن


المقصد الكلي للكتاب : فضل القرآن وحملة القرآن ، بالتحلي بآدابه ، وتلاوته وتعليمه ،وفضل حامل القرآن [ هذا تكرار سبق ذكره ومن المهم إيضاح مقصد بيان آداب حامل القرآن وتقديمه لأنه المقصد الأساسي من الكتاب ]
.

درجة المقصد الكلي :
10 / 10
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 رمضان 1436هـ/6-07-2015م, 04:42 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتهال عبدالمحسن مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد كتاب التبيان في آداب حملة القرآن


الباب الأول : بيان فضل القرآن ، وفضل تعلمه وتلاوته وتعليمه ، وفضل أصحاب القرآن .
المقصد الأول: بيان فضل القرآن:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا القرآن؛ فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن، وإن هذا القرآن مأدبة الله؛ فمن دخل فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر)) رواه الدارمي.


المقصد الثاني: بيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه:
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري.
- قال الحميدي الجمالي: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن؟ فقال: "يقرأ القرآن ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))".

المقصد الثالث: بيان فضل تلاوة القرآن :
-عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((يقول سبحانه وتعالى: [من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين] وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.

المقصد الرابع: بيان فضل صاحب القرآن :
-قال الله عز وجل: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور}.
- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب)) رواه البخاري ومسلم.
- وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا)) رواه أبو داود.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((اقرؤوا القرآن؛ فإن الله تعالى لا يعذّب قلباً وعى القرآن)) رواه الدارمي.

فضل الماهر بالقرآن، وبيان ثواب الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق :
- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)) رواه البخاري وأبو الحسين مسلم بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحهما.


رفعة أهل القرآن في الدنيا والآخرة :
- عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين)) رواه مسلم.
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة :
- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)) رواه مسلم.

غبطة صاحب القرآن :
- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في إثنتين؛ رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)) رواه البخاري ومسلم.

ذمّ من ليس في جوفه شيء من القرآن :
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح .


الباب الثاني : فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدين والدنيا وفضل قراءة القرآن على سائر الأذكار.

المقصد الأول : فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدين .
1. تقديم قارئ القرآن على غيره للإمامة في الصلاة .
2. تفاضل قراء القرآن في الإمامة للصلاة بحسب حفظهم له .
عن ابن [ أبي ] مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى)) رواه مسلم.

المقصد الثاني : فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدنيا (تدبير شؤون المسلمين ) .
3. تقديم قارئ القرآن في مجالس إمام المسلمين .
4. تقديم قارئ القرآن في مجالس الشورى والأخذ برأيه .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا وشبابا) رواه البخاري في صحيحه

المقصد الثالث : فضل قراءة القرآن على غيرها في الثواب .
5. فضل قراءة القرآن على غيره من الأذكار .
ذكر النووي في التبيان : أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء: أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك .


الباب الثالث : بيان وجوب إكرام أهل القرآن وأسباب ذلك ، والتحذير من إيذائهم وعقوبة من آذاهم .

المقصد الأول : بيان إكرام أهل القرآن .

-أسباب وجوب إكرام أهل القرآن :
- أن إكرام أهل القرآن من إجلال الله تعالى وتعظيمه .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.

- أن إكرام القرآن وأهله من تعظيم شعائر الله .
قال تعالى : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} .

- أن إكرام اهل القرآن والكف عن إيذائهم من تعظيم حرمات الله .
قال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} .

- أن إكرام اهل القرآن هو من خفض الجناح للمؤمنين .
قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} .

- أن إكرام اهل القرآن من إنزال الناس منازلهم .
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه، والبزار في مسنده، وصححه أبي عبدالله الحاكم .

- إكرام أهل القرآن لتحقيقهم الإسلام فهم في ذمة الله .
ثبت في الصحيحين، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته).

- إكرام أهل القرآن لأنهم أولياء الله .
عن أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما، قالا: "إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي". وخير العلم وأفضله العلم بكتاب الله ، وخير العلماء حملة القرآن العاملون به .

-أوجه إكرام أهل القرآن :
- إكرام أهل القرآن بخفض الجناح ولين الجانب لهم .
قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}

- إكرام أهل القرآن عند موتهم بتقديمهم في اللحد .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن؟))، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، رواه البخاري.

-ضابط وجوب إكرام أهل القرآن :
- العمل بالقرآن وتعاهده تلاوة وعملا .
- عدم الغلو والتجاوز في تلاوته والبحث في ما تشابه منه .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.

-ثمرات إكرام أهل القرآن :
- أن إكرامهم إجلال وتعظيم لله علامة التقوى .
قال تعالى : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} .
- الوعد بالخير والثواب من الله .
قال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} .

المقصد الثاني : التحذير من أذية أهل القرآن وجزاء من آذاهم .

- أسباب النهي عن أذية أهل القرآن :
- أن إيذاء أهل القرآن هو من إيذاء للمؤمنين ؛ الذي نهى الله عنه .
قال تعالى : {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.

- أن إيذاء أهل القرآن مخالفة لأمر الله ورسوله .
قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .

- أن إيذاء أهل القرآن هو إيذاء لأولياء الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب] رواه البخاري.

- عقاب من آذى أهل القرآن :
- الإثم العظيم .
قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} .
- الحرب من الله عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب] رواه البخاري.
- العذاب .
- هتك ستر من آذاهم .
- الفتنة وموت القلب .
قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}"
و قال الحافظ ابن عساكر : عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب .


الباب الرابع : بيان الآداب التي يجب أن يتحلى بها معلم القرآن ومتعلمه.

المقصد الأول: آداب عامة لمعلم القرآن ومتعلمه
- التحلي بالإخلاص
* الإخلاص شرط كل عبادة ومنها تعلم القرآن وتعليمه
أول ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى، قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} أي: الملة المستقيمة.
- وفي الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))، وهذا الحديث من أصول الإسلام.

* الإخلاص سبب في العطاء الرباني ومنه العطاء في القرآن
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إنما يعطى الرجل على قدر نيته"،وعن غيره:"إنما يعطى الناس على قدر نياتهم".

* عقوبة انتفاء الإخلاص عن المعلم والمتعلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) رواه أبو داود بإسناد صحيح.
- وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)) رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك، وقال: ((أدخله النار)).

* مظاهر الإخلاص في الإقراء
- أن لا يبتغي بإقراءه [ بإقرائه ] عرضا من الدنيا.
- أن لا يطمع في رفقة من يقرأ عليه.
قال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}، وقال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} الآية.
- أن لا يقصد بإقراءه تكثير المشتغلين به.
- أن لا يكره قراءة أصحابه على غيره.
قال النووي في التبيان: (وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به، وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين الجاهلين، وهي دلالة بينة من صاحبها على سوء نيته وفساد طويته، بل هي حجة قاطعة على عدم إرادته بتعليمه وجه الله تعالى الكريم...).

- آداب المعلم والمتعلم في نفسه
* أن يراقب الله تعالى في سره وعلانيته، وأن يكون تعويله في جميع أموره على الله تعالى.
* الزهادة في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالاة بها وبأهلها.
* ملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع.
* أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره.
- فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب)).
* الحذر من الحسد والرياء والعجب، واحتقار غيره وإن كان دونه.
قال النووي في التبيان: (وطريقه في نفي العجب: أن يذكر نفسه أنه لم يحصل ما حصله بحوله وقوته وإنما هو فضل من الله، ولا ينبغي أن يعجب بشيء لم يخترعه بل أودعه الله تعالى فيه،
وطريقه في نفي الحسد: أن يعلم أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذه الفضيلة في هذا، فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمة أرادها الله تعالى ولم يكرهها).
* السخاء والجود ومكارم الأخلاق.
* طلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة.

المقصد الثاني: آداب خاصة بمعلم القرآن
- آداب المعلم مع العلم عامة ومع القرآن خاصة.
* أن لا يذل العلم.
قال الإمام النووي في التبيان: (أن لا يذل العلم فيذهب إلى مكان ينسب إلى من يتعلم منه ليتعلم منه فيه وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه، بل يصون العلم عن ذلك كما صانه عنه السلف رضي الله عنهم، وحكاياتهم في هذا كثيرة مشهورة).أ.ه

- آداب المعلم مع طلابه
*الرفق والترحيب بهم.
فعن أبي هرون العبدي، قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، فيقول: "مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا))" رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.

* بذل النصيحة لهم
عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة؛ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))رواه مسلم.
ومن النصيحة لله تعالى ولكتابه: إكرام قارئه وطالبه وإرشاده إلى مصلحته.

* الشفقة عليهم، والاعتناء بهم.
قال الإمام النووي في التبيان: (وينبغي أن يشفق على الطالب، ويعتني بمصالحه كاعتنائه بمصالح ولده ومصالح نفسه...).

* أن يحب لهم ما يحب لنفسه.
فقد ثبت في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "أكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي، لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت"وفي رواية:"إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني".

* التواضع واللين لهم.
فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه)).
وعن أبي أيوب السختياني رحمه الله، قال: "ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل".

* تأديبه لهم.
قال الإمام النووي في التبيان: (وينبغي أن يؤدب المتعلم على التدريج بالآداب السنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية، ويعوده الصيانة في جميع أموره الباطنة والجلية...).

* حرصه على تعليمهم.

* أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه غير صحيح النية.
قال سفيان وغيره: "طلبهم للعلم نية"، وقالوا: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله" معناه: كانت غايته أن صار لله تعالى.

* تقديمه الأول فالأول.
قال الإمام النووي في التبيان: (ويقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأول فالأول، فإن رضي الأول بتقديم غيره قدمه).

* يتفقد أحوالهم ويسأل عمن غاب منهم.

- آداب المعلم في الحلقة
* يصلى ركعتين قبل الجلوس سواء كان الموضع مسجدا أو غيره.
* يقعد على طهارة مستقبل القبلة ويجلس بوقار.
* يجلس متربعا إن شاء أو غير متربع.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كان يقرئ الناس في المسجد جاثيا على ركبتيه.
* يصون يديه في حال الإقراء عن العبث، وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة.
* أن يكون مجلسه واسعا ليتمكن جلساؤه فيه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير المجالس أوسعها)) رواه أبو داود في سننه.

المقصد الثالث: آداب خاصة بمتعلم القرآن
آداب الطالب مع العلم عامة ومع القرآن خاصة
* أن يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل إلا سببا لا بد منه للحاجة.

* يتواضع للعلم، فبتواضعه يدركه، وقد قالوا:

العلم حرب للفتى المتعالي ....... كالسيل حرب للمكان العالي

* أن يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الأوقات التي يتمكن منه فيها.
* أن يجتهد في التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وقبل عوارض البطالة وارتفاع المنزلة.
فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تفقهوا قبل أن تسودوا".
* أن لا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير.
* أن لا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة من الملل وضياع ما حصل.
* وينبغي أن يحافظ على قراءة محفوظه.
* أن لا يؤثر بنوبته غيره فإن الإيثار مكروه في القرب.
* أن لا يأخذ العلم إلا ممن ظهرت أهليته وديانته.
فعن محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: "هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم".

آداب الطالب مع شيخه
* أن يتواضع لمعلمه.

* أن يتأدب معه وإن كان أصغر منه سنا.
وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: "ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له".

* أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويقبل قوله.

* أن لا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلبه، وأن يغتنم أوقات نشاطه.

* أن يتحمل جفوة الشيخ وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته.

* وإن جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار إليه.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "ذللت طالبا فعززت مطلوبا".
وقد أحسن من قال:
من لم يذق طعم المذلة ساعة ....... قطع الزمان بأسره مذلولا
* أن يرد غيبة شيخه إن قدر، فإن تعذر عليه ردها فارق ذلك المجلس.

* أن لا يفتش عن عيوب شيخه.
فقد كان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء، وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني".

آداب الطالب مع زملائه
* أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ، فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه.
* ألا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقه الله إياها.

آداب الطالب في الحلقة
* أن يبكر إلى الحلقة أول النهار.
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)).

* أن يكون فارغ القلب من الأمور الشاغلة.

* أن لا يدخل بغير استئذان إذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه إلى استئذان.

* أن يسلم على الحاضرين إذا دخل ويخص شيخه دونهم بالتحية.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "من حق المعلم عليك: أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية.."

* أن لا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم.

* أن لا يقيم أحدا من موضعه، فإن آثره غيره لم يقبل اقتداء بابن عمر رضي الله عنهما، إلا أن يكون في تقديمه مصلحة للحاضرين أو أمره الشيخ بذلك.

* أن لا يجلس في وسط الحلقة إلا لضرورة، ولا يجلس بين صاحبين بغير إذنهما، وإن فسحا له قعد وضم نفسه.
* أن لا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة.
* أن لا يضحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة.
* أن لا يعبث بيده ولا بغيرها، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا من غير حاجة.
* أن يقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين.


الباب الخامس : آداب حامل القرآن في أخلاقه وعبادته وتعامله مع القرآن وتعامله مع الناس.
المقصد الأول: أدب حامل القرآن في أخلاقه
حث حامل القرآن على أكمل الأخلاق:
ومن آدابه: أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يكون مصونا عن دني الاكتساب شريف النفس مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين، وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار.

المقصد الثاني: حال حامل القرآن في عبادته:
1- الحث على المحافظة على القراءة بالليل
ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة الليل أكثر، قال الله تعالى: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين}.
- وثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)).
- وفي الحديث الآخر من الصحيح، أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عبد الله! لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه)).
- وروى الطبراني وغيره، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((شرف المؤمن قيام الليل))، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة.
- وقد جاء عن أبي الأحوص الحبشي، قال: "إن كان الرجل ليطرق الفسطاط طروقا-أي: يأتيه ليلا- فيسمع لأهله دويا كدوي النحل"، قال: "فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون".
- وعن إبراهيم النخعي، كان يقول: "اقرؤوا من الليل ولو حلب شاة".
- وعن يزيد الرقاشي، قال: "إذا أنا نمت ثم استيقظت ثم نمت فلا نامت عيناي".
وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات روى والتصرف في الحاجات، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات، مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل، فإن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلا، وحديث: ((ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي شطر الليل، فيقول: [هل من داع فأستجيب له]))الحديث.
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الليل ساعة يستجيب الله فيها الدعاء كل ليلة)).
وعن الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار".

2- الحث على استباق الخيرات
قد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: "يا معشر القراء! ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق، فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصحته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون".
المقصد الثالث: أدب حامل القرآن مع القرآن:

3- الحث على البعد عن ما نهى القرآن عنه:
وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن.

4- الحث على تدبر القرآن والعمل به:
- عن الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار".
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصحته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون".

5- الحث على إكثار حامل القرآن من تلاوة القرآن وحال السلف في ذلك:
ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها، وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه، فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة، وعن بعضهم في كل شهر ختمة، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة، وعن بعضهم في كل ثمان ليال، وعن الأكثرين في كل سبع ليال، وعن بعضهم في كل ست، وعن بعضهم في كل خمس، وعن بعضهم في كل أربع، وعن كثيرين في كل ثلاث، وعن بعضهم في كل ليلتين، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين، ومنهم من كان يختم ثلاثا، وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار.
فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون.
ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه.
وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات، وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
وقال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول: "كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات، وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة".
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده، عن منصور بن زادان، عن عباد التابعين رضي الله عنه، أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين وشيئا، وكانوا يخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أن مجاهدا كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء.
وعن منصور، قال: "كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان".
وعن إبراهيم بن سعد، قال: "كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن".
وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم؛ فمن المتقدمين: عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم، ختمة في كل ركعة في الكعبة.
وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون؛ نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله.

6- الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان
- عن أبي موسى الأشرعي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((تعاهدوا هذا القرآن؛ فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها))رواه البخاري ومسلم.
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))رواه مسلم والبخاري.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها))رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه.
- وعن سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم))رواه أبو داود والدارمي.

7- النهي عن اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها:
ومن أهم ما يؤمر به: أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن، ولا تأكلوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه)).
وعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه))رواه بمعناه من رواية سهل بن سعد، معناه: يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها.
وعن فضيل بن عمرو رضي الله عنه، قال: دخل رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا، فلما سلم الإمام، قام رجل فتلا آيات من القرآن ثم سأل، فقال أحدهما: إنا لله وإنا إليه راجعون، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيجيء قوم يسألون بالقرآن، فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه))، وهذا الإسناد منقطع، فإن الفضل بن عمرو لم يسمع الصحابة.
المقصد الرابع: أدب حامل القرآن في التعامل مع الناس

8- ترفع حامل القرآن عن الحاجة للناس:
عن الفضيل بن عياض، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم"

9- ترفع حامل القرآن عن اللهو والغفلة:
عن الفضيل بن عياض قال: "حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو، تعظيما لحق القرآن".



الباب السادس : بيان مجموعة من الآداب التي يجب أن يقوم بها قارئ القرآن قبل أن يشرع في القراءة وأثناء القراءة.

المقصد اﻷول: بيانالآداب الواجبة والمستحبة قبل الشروع في القراءة.
1- الطهارة والنظافة الواجبة والمستحبة

- الطهارة من الحدث اﻷكبر
تجب الطهارة من الحدث اﻷكبر قبل الشروع في القراءة ، ولا يجوز للجنب ولا للحائظ قراءة القرآن سواء كان آية أو أقل .
ويجوز لهما إجراء القرآن على قلبهما من غير تلفظ به، ويجوز لهما النظر في المصحف وإمراره على القلب،وأجمع المسلمون على جواز التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الأذكار، للجنب والحائض.
وكذلك يجوز لهما إن قرآه على سبيل الدعاء ولم يقصدان قراءة القرآن،
قال إمام الحرمين: فإذا قال الجنب: بسم الله والحمد لله، فإن قصد القرآن عصى وإن قصد الذكر أو لم يقصد شيئا لم يأثم، ويجوز لهما قراءة ما نسخت تلاوته، كـ"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة".
وكذلك تجوز القراءة إذا لم يجد الجنب أو الحائض ماء تيمم، ويباح له القراءة والصلاة وغيرهما، فإن أحدث حرمت عليه الصلاة ولم تحرم القراءة والجلوس في المسجد وغيرهما مما لا يحرم على المحدث.

- الطهارة من الحدث اﻷصغر
تستحب الطهارة من الحدث اﻷصغر قبل الشروع في القراءة، ولكن إذا قرأ الإنسان محدثا جاز له ذلك باﻹجماع .
قال إمام الحرمين: ولا يقال: ارتكب مكروها، بل هو تارك للأفضل، فإن لم يجد الماء تيمم، والمستحاضة في الزمن المحكوم بأنه طهر حكمها حكم المحدث.

- نظافة الفم
ينبغي لحامل القرآن أن ينظف فاه قبل الشروع في القراءة.
وتكون نظافة الفم بالسواك بعود اﻵراك أو بسائر العيدان التي ينظف بها الفم أوبكل ما ينظف كالخرقة الخشنة والأشنان وغير ذلك،
وفي حصوله بالأصبع الخشنة ثلاثة أوجه لأصحاب الشافعي رحمهم الله تعالى؛
أشهرها: أنه لا يحصل.
والثاني: يحصل.
الثالث: يحصل إن لم يجد غيرها، ولا يحصل إن وجد.
وقيل:وينبغي أن يستاك بعود متوسط لا شديد اليبوسة ولا شديد الرطوبة،
كيفية اﻹستياك: يكون الإستياك عرضا مبتدئا بالجانب الأيمن من فمه، وينوي به الإتيان بالسنة، ويستحب أن يستاك في ظاهر الأسنان وباطنها، ويمر السواك على أطراف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمرارا رفيقا.

- نظافة المكان
يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار.
عن أبي ميسرة، قال: "لا يذكر الله إلا في مكان طيب"،

القراءة في المسجد
استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعا للنظافة وشرف البقعة.

القراءة في الحمامات
واختلف السلف في كراهة القراءة في الحمام إلى قولين :
القول الأول : لا يكره
القول الثاني : يكره وقال به علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وروى بعض الصحابة عن الشعبي أنه قال :"تكره القراءة في ثلاثة مواضع: في الحمامات والحشوش وبيوت الرحى وهي تدور"،

القراءة في الطريق
القراءة في الطريق؛ فالمختار أنها جائزة غير مكروهة إذا لم يلته صاحبها،فإن التهى عنها كرهت وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه كان يقرأ في الطريق، وروى عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه أذن فيها.
وكره اﻹمام مالك القراءة في الطريق وقد روي عنه في اسناد صحيح عندما سئل عن الرجل يصلي من آخر الليل فيخرج إلى المسجد وقد بقي من السورة التي كان يقرأ فيها شيء، قال: ما أعلم القراءة تكون في الطريق، وكره ذلك.

2- وضعية الجسد
- الجلوس واستقبال القبلة
- القيام
- الاضطجاع
يستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة. فقد جاء في الحديث: ((خير المجالس ما استقبل به القبلة))ويكون ذلك بالقيام أو الجلوس أو الإضطجاع.
قال الله تعالى:{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض}.
و عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن"، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية: "يقرأ القرآن ورأسه في حجري".
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: "إني أقرأ القرآن في صلاتي، وأقرأ على فراشي".
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "إني لا أقرأ حزبي وأنا مضطجعة على السرير".

3- الإستعاذة
ويستحب إن أراد الشروع في القراءة اﻹستعاذة، فيقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" هكذا قال الجمهور من العلماء.
وقال بعض العلماء: يتعوذ بعد القراءة، لقوله تعالى: {فإذا قرأت فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، وتقدير الآية عند الجمهور: إذا أردت القراءة فاستعذ،
وهناك صيغة أخرى للإستعاذة فيقول :"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" ولا بأس بهذا، ولكن الاختيار هو الأول.

4-البسملة
ينبغي أن يحافظ على قراءة "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول كل سورة سوى براءة ،فإن أكثر العلماء قالوا إنها آية حيث تكتب في المصحف.
وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة، فإذا قرأها كان متيقنا قراءة الختمة أو السورة، فإذا أخل بالبسملة كان تاركا لبعض القرآن عند الأكثرين.


المقصد الثاني : بيان مجموعة من اﻵداب أثناء القراءة.
1- الخشوع والتدبر
إذا شرع في القراءة يجب ان يكون فيها خشوع وتدبر ولهذا نزل القرآن لنتدبره.

- بعض ما ورد في التدبر
قال تعالى :{أفلا يتدبرون القرآن}،

وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}
وقال السيد الجليل ذو المواهب والمعارف إبراهيم الخواص رضي الله تعالى عنه: "دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين".
وكان عدد من الصالحين إذا قرأوا القرآن صعقوا ومنهم من مات من قوة تدبرهم للقرآن ،
عن بهز بن حكيم، أن زرارة بن أوفى التابعي الجليل رضي الله عنه، أمهم في صلاة الفجر فقرأ حتى بلغ: {فإذا نقر في الناقور * فذلك يومئذ يوم عسير} خر ميتا، قال بهز: وكنت فيمن حمله.
وكان أحمد بن أبي الحواري رضي الله عنه وهو ريحانة الشام كما قال أبو القاسم الجنيد رحمه الله، إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق،

2-ما يعين على التدبر

- ترديد اﻵيات

من ما يعين على التدبر تكرار الآيات وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وبعض صحابته رضوان الله عليهمايضا وقد روي عنهم ذلك ،

عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، قال: "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح"، والآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} الآية، رواه النسائي وابن ماجه.
وعن تميم الداري رضي الله تعالى عنه، أنه كرر هذه الآية حتى أصبح: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.
وعن عبادة بن حمزة، قال: دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو، فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو،
ورويت هذه القصة عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
وردد ابن مسعود رضي الله عنه: {رب زدني علما}، وردد سعيد بن جبير: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، وردد أيضا: {فسوف يعلمون * إذ الأغلال في أعناقهم} الآية، وردد أيضا: {ما غرك بربك الكريم}، وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} رددها إلى السحر.

- البكاء أثناء القراءة
ومن ما يعين على التدبر البكاء ، يستحب البكاء أثناء القراءة والبكاء صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين،

قال الله تعالى: {ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
وقد وردت فيه أحاديث كثيرة وآثار السلف،
- فمن ذلك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).
- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته. وفي رواية: أنه كان في صلاة العشاء، فتدل على تكريره منه، وفي رواية: أنه بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف.
- وعن أبي رجاء، قال: "رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع".
- وعن أبي صالح، قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "هكذا كنا".
- وعن هشام، قال: "ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة".
و يكون البكاء بأن يحضر قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر الخواص، فليبك على فقد ذلك، فإنه من أعظم



- الترتيل

الترتيل يعين على التدبرحيث ينبغي على القارئ أن يرتل قراءته، وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم- على استحباب الترتيل،

- قال الله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
- وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها، أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا، رواه أبو داود والنسائي والترمذي، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
- وعن معاوية بن قرة رضي الله عنه، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح يرجع في قراءته) رواه البخاري ومسلم.
- وعن مجاهد، أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران، والآخر البقرة وحدها، وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء، فقال: (الذي قرأ البقرة وحدها أفضل).
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله".
وقد نهي عن الإفراط في الإسراع، ويسمى الهذرمة، فثبت عن عبد الله بن مسعود أن رجلا قال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: (هكذا هكذا الشعر، إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع) رواه البخاري ومسلم، وهذا لفظ مسلم في إحدى رواياته.


- الشهادة للآيات وجواب أسئلتها

من ما يعين على التدبر الشهادة للآيات وجواب أسئلتها أثناء القراءة وهذا مستحب فإذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب،
-عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ ترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ) رواه مسلم في صحيحه،


- احترام القرآن

يجب على القارئ احترام القرآن بأن يتجنب الكلام الغير الازم والضحك ، ويمتثل لقول الله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}.
و كذلك يتجنب النظر إلى المحرمات لقوله تعالى : {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}

3- ما يتعلق بالقراءة

- ماينبغي فعله
- إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء فينبغي أن يستمر على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطا، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة، والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس.
- ينبغي أن يقراء على ترتيب المصحف وجائز إن خالف ذلك

- ينبغي أن يقراء القرآن من المصحف ﻷن هذا أفضل من القراءة على ظهر القلب

- استحباب القراءة مع جماعة وفي ذلك اﻷجر الكثير وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم، وأبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.

وعن معاوية رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ((ما يجلسكم؟))، قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به، فقال: ((أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة)) رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا"


- ما لايجوز فعله

- لا تجوز قراءة القرآن بالعجمية سواء أحسن العربية أو لم يحسنها، سواء كان في الصلاة أم في غيرها، فإن قرأ بها في الصلاة لم تصح صلاته هذا مذهبنا، ومذهب مالك وأحمد وداود وأبو بكر بن المنذر، وقال أبو حنيفة: يجوز ذلك وتصح به الصلاة، وقال أبو يوسف ومحمد: يجوز ذلك لمن لم يحسن العربية، ولا يجوز لمن يحسنها.
- ولا تجوز قراءة القرآن بغير القراآت السبع.



الباب السابع : وجوب النصيحة لكتاب الله والأدب معه والحذر من القول فيه بغير علم، واستعماله وفق ما شرع الله، وصيانه عن غير المسلم .
المقصد الأول: وجوب النصيحة لكتاب الله
-وجوب الإيمان بكل حرف من القرآن .
-وجوب تعظيم القرآن وتنزيهه وصيانته.
-تلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة.
-الذب عنه .
-الوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه.
-العمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه.
-تعلم علومه وتعليمها .

المقصد الثاني : الحذر من القول في كتاب الله بغير علم
-أجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر.
-من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما فهو كافر بإجماع
-من كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين
-الحذر من التفسير بغير علم
-الحذر من المراء في القرآن بغير علم
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المراء في القرآن كفر))

المقصد الثالث: الأدب مع القرآن
-الأدب في السؤال عما اشكل عليه فهمه من القرآن.
-الأدب في الاخبار عما نسي من القرآن
ثبت في الصحيحين، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقول أحدكم: نسيت آية كذا وكذا، بل هو شيء نسي))، وفي رواية في الصحيحين أيضا: ((بئسما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)).
وثبت في الصحيحين أيضا، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ فقال: ((رحمه الله، لقد ذكرني آية كنت أسقطتها))، وفي رواية في الصحيح: ((كنت أنسيتها)).

-نفي بعض ما قيل أنه يكره
يجوز أن يقال: سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الأنعام وكذا الباقي، لا كراهة في ذلك
ثبت في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((سورة البقرة)) و((سورة الكهف))، وغيرهما مما لا يحصى، وكذلك عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
قال ابن مسعود: "هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة"، وعنه، في الصحيحين: "قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النساء"، والأحاديث وأقوال السلف في هذا أكثر من أن تحصر.
-ولا يكره أن يقال: هذه قراءة أبي عمرو أو قراءة نافع أو حمزة أو الكسائي أو غيرهم، هذا هو المختار، الذي عليه السلف والخلف من غير إنكار،
المقصد الرابع: استعمال القرآن وفق ما شرع الله

•كتابة القرآن في إناء ثم يغسل ويسقى المريض
فقال الحسن ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعي: لا بأس به،
وكرهه النخعي.

كتابة الحروز من القرآن
قال مالك: لا بأس به إذا كان في قصبة أو جلد وخرز عليه،
وقال النووي قال بعض أصحابنا: إذا كتب في الخرز قرآنا مع غيره فليس بحرام، ولكن الأولى تركه، لكونه يحمل في حال الحدث، وإذا كتب يصان بما قاله الإمام مالك رحمه الله، وبهذا أفتى الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله.

النفث مع القرآن للرقية
قال أهل اللغة: النفث: نفخ لطيف بلا ريق ، والله أعلم.
كرهه البعض منهم الصحابي أبوجحيفة، والحسن البصري وإبراهيم النخعي
قال النووي:
والمختار: أن ذلك غير مكروه بل هو سنة مستحبة
- ثبت عن عائشة رضي الله عنها، (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات).
قالت عائشة رضي الله عنها: (فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها
- وفي رواية: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث).

كتابة القرآن على الحلوى وغيرها من الأطعمة
قال القاضي حسين والبغوي وغيرهما من أصحابنا: لا بأس بأكلها،

كتابة القرآن على خشبة
قال القاضي يكره إحراقها

نقش الحيطان والثياب بالقرآن
قال النووي: مذهبنا أنه يكره
قال عطاء: لا بأس بكتب القرآن في قبلة المسجد.

المقصد الخامس: صيانة المصحف عن الكافر
-لا يمنع الكافر من سماع القرآن لقول الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}، ويمتنع من مس المصحف،
-إن كان لا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه القرآن ، وإن رجي إسلامه ففيه وجهان


الباب الثامن : بيان فضل بعض السور والآيات واستحباب قراءتها في أوقات وأحوال مخصوصة.

المقصد الأول: بيان جملة من اﻷوقات المخصوصة وما يستحب قراءته فيها .
- ما يستحب قراءته في جميع اﻷوقات
يستحب الإكثار من تلاوة آية الكرسي في جميع المواطن، وأن يقرأها كل ليلة إذا أوى إلى فراشه، وأن يقرأ المعوذتين عقب كل صلاة، فقد صح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة)، رواه أبو داود والترمذي والنسائي، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

- اﻷوقات التي يستحب فيها اﻹكثار من تلاوة القرآن
من السنة كثرة الاعتناء بتلاوة القرآن في شهر رمضان، وفي العشر آكد، وليالي الوتر منه آكد، ومن ذلك العشر الأول من ذي الحجة، ويوم عرفة، ويوم الجمعة، وبعد الصبح، وفي الليل.
وينبغي أن يحافظ على قراءة "يس" والواقعة وتبارك الملك.

- ما يستحب قراءته عند الذهاب إلى النوم
يستحب أن يقرأ عند النوم آية الكرسي و{قل هو الله أحد} والمعوذتين وآخر سورة البقرة، فهذا مما يهتم له ويتأكد الاعتناء به، فقد ثبت فيه أحاديث صحيحة عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه))، قال جماعة من العلماء: كفتاه من قيام الليل، وقال آخرون: كفتاه المكروه في ليلته.
وعن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كل ليلة يقرأ {قل هو الله أحد} والمعوذتين)، وقد قدمناه في فصل النفث بالقرآن.
وروى عن أبي داود بإسناده، عن علي كرم الله وجهه، قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل دخل في الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي).
وعن علي رضي الله عنه أيضا، قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة) إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمر بك ليلة إلا قرأت فيها {قل هو الله أحد} والمعوذتين))، فما أتت علي ليلة إلا وأنا أقرؤهن.
وعن إبراهيم النخعي قال: (كانوا يستحبون أن يقرؤوا هذه السور كل ليلة ثلاث مرات: {قل هو الله أحد} والمعوذتين)، إسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن إبراهيم أيضا: (كانوا يعلمونهم إذا أووا إلى فراشهم أن يقرؤوا المعوذتين).
وعن عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل)، رواه الترمذي، وقال: حسن.

- ما يستحب قراءته عند الإستيقاظ من النوم
يستحب أن يقرأ إذا استيقظ من النوم كل ليلة آخر آل عمران، من قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض} إلى آخرها، فقد ثبت في الصحيحين: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ خواتيم آل عمران إذا استيقظ).

- ما يستحب قراءته في سنة الفجر
ما يستحب قراءته في ركعتي سنة الفجر بعد الفاتحة الأولى {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية {قل هو الله أحد}، وإن شاء قرأ في الأولى {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية، وفي الثانية {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}، فكلاهما صحيح من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ما يستحب قراءته في ظهر صلاة الجمعة
من السنة أن يقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى سورة الجمعة بكمالها، وإن شاء {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية {هل أتاك حديث الغاشية}، فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليتجنب الاقتصار على البعض، وليفعل ما قدمناه.

- ما يستحب قراءته يوم الجمعة
يستحب أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وغيره فيه.
قال الإمام الشافعي في الأم: ويستحب أن يقرأها أيضا ليلة الجمعة، ودليل هذا ما رواه أبو محمد الدارمي بإسناده، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له النور فيما بينه وبين البيت العتيق).
وذكر الدارمي حديثا في استحباب قراءة سورة هود يوم الجمعة، وعن مكحول التابعي الجليل استحباب قراءة آل عمران يوم الجمعة.

- ما يستحب قراءته في سنة المغرب
يستحب أن يقرأ في سنة المغرب {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}

- ما يستحب قراءته في الوتر
ويقرأ من أوتر بثلاث ركعات في الركعة الأولى {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية {قل يا أيها الكافرون} وفي الثالثة {قل هو الله أحد} والمعوذتين.

- ما يستحب قراءته في ركعتي الإستخارة
يستحب قراءة {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} في ركعتي الإستخارة

- ما يستحب قراءته في ركعتي الطواف
ويستحب في ركعتي الطواف قراءة {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}

- ما يستحب قراءته في ركعتي صلاة العيد
ما يسن قراءته في صلاة العيد في الركعة الأولى سورة ق، وفي الثانية سورة الساعة بكمالها، وإن شاء "سبح"، و"هل أتاك"، فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليجتنب الاقتصار على البعض.

المقصد الثاني : بيان جملة من اﻷحوال وما يستحب قراءته فيها.
- ما يستحب قراءته عند المريض
يستحب أن يقرأ عند المريض بالفاتحة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيها: ((وما أدراك أنها رقية)).
ويستحب أن يقرأ عنده {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} مع النفث في اليدين، فقد ثبت في الصحيحين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم بيانه في فصل النفث في آخر الباب الذي قبل هذا.
وعن طلحة بن مطرف، قال: "كان المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد لذلك خفة"، فدخلت على خيمته وهو مريض فقلت: إني أراك اليوم صالحا، فقال: "إني قرئ عندي القرآن".
وروى الخطيب أبو بكر البغدادي رحمه الله بإسناده، أن الرمادي رضي الله عنه كان إذا اشتكى شيئا قال: "هاتوا أصحاب الحديث"، فإذا حضروا قال: "اقرؤوا علي الحديث"، فهذا في الحديث، فالقرآن أولى

- ما يستحب قراءته عند الميت
يستحب أن تقرأ عند الميت سورة يس، لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((اقرؤوا يس على موتاكم))، رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن ماجه بإسناد ضعيف.
وروى مجالد، عن الشعبي، قال: كانت الأنصار إذا حضروا عند الميت قرؤوا سورة البقرة، ومجالد ضعيف.


الباب التاسع : بيان آداب كتابة القرآن ، وبيان صور إكرام المصاحف ، وبيان حكم بعض الصور التي تُخالف إكرام المصاحف.

المقصد الأول: بيان آداب كتابة القرآن.
- في كتابة المصاحف وتحسين كتابتها
أجمع العلماء على استحباب كتابة المصاحف وتحسين كتابتها وتبيينها وإيضاحها وتحقق الخط دون مشقة وتعليقه.

* نقط المصحف
وقد قال العلماء أنه يستحب نقط المصحف وشكله، فإنه صيانة من اللحن فيه وتصحيفه.

- حكم كتابة المصاحف بشيء نجس
لا تجوز كتابة القرآن بشيء نجس.

- كتابة المحدث والجنب للقرآن
يحرم علي المحدث والجنب كتابة المصحف إذا كان يحمل الورقة أو يمسها حال الكتابة .أما إذا لم يحملها أو يمسها حال الكتابة ففيه ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : الجواز وهو الصحيح
الوجه الثاني : الحرمة
الوجه الثالث : يجوز للمحدث، ويحرم على الجنب.

المقصد الثاني: بيان صور إكرام المصاحف.
- صيانة المصحف واحترامه
أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه.
وقد روي عن ابن أبي مليكة، أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه، ويقول: (كتاب ربي، كتاب ربي). اسناد حسن

- استحباب القيام للمصحف
يستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه، لأن القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى، وقد قررت دلائل استحباب القيام في الجزء الذي جمعته فيه.

المقصد الثالث : بيان حكم بعض الصور التي تُخالف إكرام المصاحف.
- حكم من ألقى المصحف في القاذورات
لو القى المسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا.
- حكم توسد المصحف
يحرم توسد المصحف، بل ويحرم توسد كتب العلم أيضاً
- حكم بيع المصحف من الذمي
يحرم بيع المصحف من الذمي، فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي:
القول الأول : لا يصح،
القول الثاني: يصح، ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه،
- حكم مس المجنون والصبي الذي لا يميز للمصحف
يمنع المجنون والصبي الذي لا يميز من مس المصحف مخافة من انتهاك حرمته، وهذا المنع واجب على الولي وغيره ممن رآه يتعرض لحمله.
- حكم مس المحدث للمصحف
يحرم على المحدث مس المصحف وحمله، سواء حمله بعلاقته أو بغيرها، سواء مس نفس الكتابة أو الحواشي أو الجلد، ويحرم مس الخريطة والغلاف والصندوق إذا كان فيهن المصحف، هذا هو المذهب المختار.
وقيل: لا تحرم هذه الثلاثة، وهو ضعيف،
ولو كتب القرآن في لوح فحكمه حكم المصحف سواء قل المكتوب أو كثر، حتى لو كان بعض آية كتب للدراسة حرم مس اللوح.

* مس المحدث أو الجنب أوالحائض لكتب العلم التي بها آيات من القرآن
إذا مس المحدث أو الجنب أو الحائض أو حمل كتابا من كتب الفقه أو غيره من العلوم وفيه آيات من القرآن أو ثوبا مطرزا بالقرآن أو دراهم أو دنانير منقوشة به أو حمل متاعا في جملته مصحف أو لمس الجدار أو الحلوى أو الخبز المنقوش به فيه وجهان :
الوجه الأول: الجواز وهو المذهب الصحيح
الوجه الثاني : يحرم
وقال أقضى القضاة أبو حسن الماوردي في كتابه الحاوي: يجوز مس الثياب المطرزة بالقرآن، ولا يجوز لبسها بلا خلاف، لأن المقصود بلبسها التبرك بالقرآن، وهذا الذي ذكره أو قاله ضعيف لم يوافقه أحد عليه فيما رأيته، بل صرح الشيخ أبو محمد الجويني وغيره بجواز لبسها، وهذا هو الصواب، والله أعلم.
* مس المحدث أو الجنب أو الحائض لكتب التفسير
وأما كتب تفسير القرآن؛ فإن كان القرآن فيها أكثر من غيره حرم مسها وحملها، وإن كان غيره أكثر كما هو الغالب ففيها ثلاثة أوجه:
الوجه الأول : لا يحرم، وهو الصحيح .
والوجه الثاني: يحرم.
والوجه الثالث: إن كان القرآن بخط متميز بغلظ أو حمرة أو غيرها حرم، وإن لم يتميز لم يحرم.
وقال النووي : يحرم المس إذا استويا.
و قال صاحب التتمة من أصحاب النووي: وإذا قلنا لا يحرم فهو مكروه،
* مس المحدث أو الجنب أو الحائض لكتب الحديث
وأما كتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن لم يكن فيها آيات من القرآن لم يحرم مسها، والأولى أن لا تمس إلا على طهارة، وإن كان فيها آيات من القرآن لم يحرم على المذهب، وفيه وجه أنه يحرم، وهو الذي في كتب الفقه.
* مس المحدث أو الجنب أو الحائض للمنسوخ تلاوته من القرآن
وأما المنسوخ تلاوته كـ"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" وغير ذلك، فلا يحرم مسه ولا حمله، قال أصحابنا: وكذل التوراة والإنجيل.
- حكم تصفح المحدث أو الجنب أو الحائض للمصحف
إذا تصفح المحدث أو الجنب أو الحائض أوراق المصحف بعود أو شبهه ففي جوازه وجهان لأصحاب النووي:
الوجه الأول: الجواز، وهو الظاهر وبه قطع العراقيون من أصحاب النووي، لأنه غير ماس ولا حامل،
والوجه الثاني: تحريمه، لأنه يعد حاملا للورقة والورقة كالجميع،
وأما إذا لف كمه على يده وقلب الورقة فحرام بلا خلاف، وغلط بعض أصحابنا فحكى فيه وجهين، والصواب القطع بالتحريم، لأن القلب يقع باليد لابالكم.
- حكم مس المصحف بموضع نجاسة
يحرم بلا خلاف مس المصحف بموضع نجاسة غير معفو عنها
- حكم المسافرة بالمصحف إلى أرض العدو
تحرم المسافرة بالمصحف إلى أرض العدو إذا خيف وقوعه في أيديهم، للحديث المشهور في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.
- حكم تكليف الصبي لحمل المصحف
هل يجب على الولي والمعلم تكليف الصبي المميز الطهارة لحمل المصحف واللوح اللذين يقرأ فيهما؟
فيه وجهان مشهوران، أصحهما عند أصحاب النووي: لا يجب للمشقة.


الباب العاشر : خصص مؤلف كتاب التبان الباب العاشر والأخير في ضبط الأسماء واللغات المذكورة في الكتاب.

ما شاء الله ، أحسنتِ وتميزتِ جدًا أختي الفاضلة ، زادكِ الله إحسانًا وسدادًا وتوفيقًا.
بقيت ملحوظات بسيطة على العرض النهائي للتلخيص :
- من المهم عمل قائمة للمقاصد الفرعية للكتاب قبل الشروع في التلخيص ، وذلك لتسهيل مراجعة هذه المقاصد بالنظر للقائمة.
- قمنا بالعمل على تلخيص باب باب في مجالس منتدى المجموعة الثالثة ، نستخرج المقصد الكلي للباب ، ثم مقاصده الفرعية.
بالنسبة للكتاب ككل ؛ فالمقاصد الكلية لكل باب ، أضحت مقصدًا فرعية للكتاب ككل ، والمقاصد الفرعية لكل باب أضحت مسائل بالنسبة للكتاب ككل.
فبدلا من قول :
المقصد الكلي للباب الأول :
نقول :
المقاصد الفرعية لكتاب التبيان :
1:
2:
3:

تحذفين " المقصد الكلي للباب " وتستبدلينه برقم.

مثلا بالتعديل على تلخيصكِ :

المقاصد الفرعية لكتاب التبيان في آداب حملة القرآن :

1: بيان فضل القرآن ، وفضل تعلمه وتلاوته وتعليمه ، وفضل أصحاب القرآن .
2:
فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدين والدنيا وفضل قراءة القرآن على سائر الأذكار.
3:
بيان وجوب إكرام أهل القرآن وأسباب ذلك ، والتحذير من إيذائهم وعقوبة من آذاهم .
4:
بيان الآداب التي يجب أن يتحلى بها معلم القرآن ومتعلمه.

وهكذا .....


ثم تحت كل مقصد فرعي للكتاب ، تسردين المقاصد الفرعية للباب ، على أنها مسائل تحت المقصد الفرعي للكتاب.
مثال :

مثال :
المقصد الثاني :
فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدين والدنيا وفضل قراءة القرآن على سائر الأذكار.
1: فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدين .
أ: تقديمه للإمامة في الصلاة :
.... الدليل ...
2: فضل قارئ القرآن على غيره في أمور الدنيا
أ: تقديمه في المشورة :
..........
ب: تقديمهم في المجالسة :
......

ج: ...

3: فضل قراءة القرآن على غيرها من الأذكار

* بالنظر لذلك ؛ ربما تجدين مسائل وردت في أبواب أخرى بحاجة لوضعها تحت هذا المقصد فننقلها إليه.
أرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت لكِ فإذا بقي هناك أمر لم يتضح فلا تترددي في الاستفسار عنه، وأسأل الله أن يوفق هيئة الإشراف للإجابة عليكِ.


تقييم التلخيص :

الشمول : 20 / 20
الترتيب : 20 / 20
التحرير العلمي : 20 / 20
الصياغة : 12 / 15
العرض : 13 / 15
المقصد الكلي : 10 / 10
______________
المجموع الكلي = 95 %
بارك الله فيكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir