دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو القعدة 1441هـ/22-06-2020م, 12:04 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله آل عثمان مشاهدة المشاركة
كتاب فضل القرآن ومعالمه وأدبه
المقصد الرئيسي:
بيان فضل القرآن وتعلمه وتعليمه وحملته ،وآداب حمله وتلاوته،وبيان نزول القرآن وجمعه وكتابته وقراءاته وأحكام المصاحف
المقاصد الفرعية:
- فضل القرآن
- آداب حمله وتلاوته
- نزول القرآن
- جمع القرآن وكتابته
- تفسيره وبيانه
- أحكام المصاحف

باب فضل القرآن وتعلمه وتعليمه الناس والأدب معه
فضل القرآن:
- عصمة ونور وخير واعظ
- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد ؛ فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر»
-عن عمرو بن قيس السكوني، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: «عليكم
بالقرآن فتعلموه، وعلموه أبناءكم، فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل»
-كتاب كريم:
- حدثنا أبو عبيد حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، في قوله تعالى: إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون قال: «الملائكة
- أدب الله
- عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، قال: «إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله القرآن»
ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم
-
عن الأعمش، قال: مر أعرابي بعبد الله بن مسعود، وهو يقرئ قوما القرآن، أو قال: وعنده قوم يتعلمون القرآن، فقال: ما يصنع هؤلاء ؟ فقال ابن مسعود: «يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم»
حب القرآن دليل حب الله
- عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: «لا يسأل عبد عن نفسه، إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله»
خير ما على الأرض:
- عن أبي عبيدة، عن عبد الله، أنه كان يقرأ القرآن، فيمر بالآية، فيقول للرجل: «خذها، فوالله لهي خير مما على الأرض من شيء»
أحسن الحديث:
-
عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا. فأنزل الله تبارك وتعالى: الله نزل أحسن الحديث قال: ثم نعته فقال: كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله إلى آخر الآية. قال: ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا شيئا فوق الحديث ودون القرآن، يعنون القصص، فأنزل الله تبارك وتعالى: (الر تلك آيات الكتاب المبين) إلى قوله تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) قال: فإن أرادوا الحديث دلهمعلى أحسن الحديث، وإن أرادوا القصص دلهم على أحسن القصص: القرآن)
شفاء ورحمة
-عن قتادة، قال: «ما جالس أحد القرآن إلا فارقه بزيادة أو نقصان». قال: ثم قرأ: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)
-عن عبد الله بن مسعود، قال: «عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل»
- عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، في قوله تعالى: قل بفضل الله قال: «الإسلام»، وبرحمته قال: «القرآن»
- عن عطية العوفي، عن ابن عباس، في قوله: (قل بفضل الله قال: «القرآن»، وبرحمته قال: «أن جعلكم من أهله»
- عن ابن جريج، في قوله عز وجل: يختص برحمته من يشاء قال: «القرآن والإسلام». وفي قوله: فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات قال: «الإسلام والقرآن»
الداعي للإيمان
-
عن موسى بن عبيدة الربذي، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول في قول الله تبارك وتعالى إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان قال: «هو القرآن، ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم»
فضل تعلمه:
- عنعقبة بن عامر الجهني، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق، فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين في غير إثم، ولا قطيعة رحم» ؟ قلنا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك. قال: «فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد، فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، ومن ثلاث، ومن أعدادهن من الإبل»
فضل تعلمه وتعليمه:

عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه»
باب القارئ يعلم المشركين القرآن أو يحمله في سفر نحو بلاد العدو
- - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسافروا بالقرآن، فإني أخاف أن يناله العدو»
- عن عباد بن العوام، قال: حدثنا عمر بن حفص من أهل واسط قال: وكان أبواه مجوسيين فدفعه أبوه إلى معلم يقال له صالح، من جلساء الحسن، فقال: علمه القرآن فذهب به صالح إلى الحسن، فسأله عن ذلك، فقال: «علمه فإنه عسى». قال عباد: فسألت أبا حنيفة عن ذلك، فقال: «لا بأس أن تعلمه القرآن صغيرا أو كبيرا»
- عن حبيب المعلم، قال: سألت الحسن قلت: أعلم أولاد أهلالذمة القرآن؟ فقال: «نعم، أو ليس يقرءون التوراة والإنجيل وهما من القرآن». أو قال: «وهما من كتاب الله عز وجل»
فضل حامل القرآن ووجوب إكرام أهل القرآن:
- عن عبد الله بن عثمان بن الحكم، أن مروان بن الحكم، سمع كعب الأحبار، يقول:( إن في التوراة أن الفتى إذا تعلم القرآن وهو حديث السن، وحرص عليه، وعمل به، وتابعه، خلطه الله بلحمه ودمه، وكتبه عنده من السفرة الكرام البررة، وإذا تعلم الرجل القرآن وقد دخل في السن، فحرص عليه، وهو في ذلك يتابعه، ويتفلت منه، كتب له أجره مرتين(
-
عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذي يقرأ القرآن وهو به ماهر مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه فله أجران».
-عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كان القرآن في إهاب ، ثم ألقي في النار ما احترق» قال أبو عبيد: وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالإهاب قلب المؤمن وجوفه الذي قد وعى القرآن

-
عن معفس بن عمران بن حطان، قال: سمعت أم الدرداء، تقول: سألت عائشة رضوان الله عليها وكرامته عمن دخل الجنة ممن جمع القرآن: ما فضله على من لم يجمعه ؟ فقالت: «إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن، فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد»
- عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك في آخر آية تقرؤها
»
-
عن عائشة، رضوان الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن، وهو به ماهر، مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن، وهو يشتد عليه، فله أجران»
- عن أنس بن مالك، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تعالى أهلين من الناس» قيل: من هم يا رسول الله ؟ قال: «أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته»
باب إعظام أهل القرآن وتقديمهم وإكرامهم
-
توقيرهم
- عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سبحانه وتعالى جواد يحب الجود ، ويحب معالي الأخلاق، ويبغض أو قال: ويكره سفسافها، فإن من تعظيم جلال الله تعالى إكرام ثلاثة: الإمام المقسط، وذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه»
- تقديمهم في اللحد
-
عن هشام بن عامر الأنصاري، قال: شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرح يوم أحد، وقالوا: كيف تأمر بقتلانا ؟ فقال: «احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة، وقدموا أكثرهم قرآنا». قال: فقدم أبي بين يدي ثلاثة حدثنا أبو عبيد حدثنا أبو النضر، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
- تقديمهم في الإمامة
- عن مسعر بن حبيب الجرمي، قال: سمعت عمرو بن سلمة الجرمي، يقول: لما قدم وفد قومي على رسولالله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله من يصلي لنا أو بنا ؟ فقال: «أكثرهم جمعا أو أخذا للقرآن»
- عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله عز وجل»
- عن عائشة، رضوان الله عنها قالت: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى، وأقدمهم هجرة، فإن كانوا في ذلك سواء فليؤمهم أحسنهم وجها».
قال أبو عبيد: لا أراها أرادت إلا حسن السمت والهدي
-
عن ابن عمر، أن سالما، كان يؤم المهاجرين والأنصار في مسجد قباء فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وزيد بن حارثة، وعامر بن ربيعة. قال أبو عبيد: يعني بسالم مولى أبي حذيفة
)
وذلك لحفظه)
تقديمهم في الإمارة
عن عامر بن واثلة، أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي، تلقى عمر بن الخطاب كرم الله وجهه بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فسلم على عمر، فقال له: «من استخلفت على أهل الوادي ؟» فقال نافع: استخلفت عليهم يا أمير المؤمنين ابن أبزى. فقال عمر: «وما ابن أبزى ؟» فقال نافع: هو من موالينا. فقال عمر: «استخلفت عليهم مولى ؟» فقال: يا أمير المؤمنين: إنه قارئ لكتاب الله تعالى، عالم بالفرائض. فقال عمر: «أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله سبحانه وتعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين».
باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه
- عن عبد الله بن مسعود، قال: «تعلموا القرآن واتلوه، فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات. أما إني لا أقول الم ، ولكن ألف ولام وميم».
- عن عبد الله بن مسعود، مثل ذلك إلا أنه قال: «ألف ولام وميم ثلاثون سنة
(
-
عن أبي وائل، قال: قيل لعبد الله: إنك لتقل الصوم ؟ قال: «إنه يضعفني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي منه»
-
عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: «من سمع آية من كتاب الله عز وجل تتلى كانت له نورا يوم القيامة»
-
عن أسيد بن حضير، قال: (بينا هويقرأ من القرآن بسورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت، فانصرف إلى ابنه يحيى، وكان قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره ، رفع رأسه إلى السماء، فإذا هو بمثل الظلة ، فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدري ما ذاك» ؟ قال: لا يا رسول الله، قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم».
-
عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال: «فلعله قرأ بسورة البقرة». قال: فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة
باب فضل قراءة القرآن نظرا وقراءة الذي لا يقيم القرآن
عن سليمان بن مسلم، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرؤه ظاهرا كفضل الفريضة على النافلة»
- عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله: «أديموا النظر في المصحف»
- عن ابن عمر، أنه قال: «إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف فليقرأ
-عن عبد الله بن مسعود أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم.
- عن عمر أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه
باب فضل ختم القرآن
عن الحكم بن عتيبة، قال: (كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي وإلى سلمة، فقالوا: إنا كنا نعرض المصاحف فلما أردنا أن نختم أحببنا أن تشهدوا، لأنه كان يقال: «إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته، أو حضرت الرحمة عند خاتمته».
- عن أبي قلابة، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد الغنائم حين تقسم، ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحا في سبيل الله»).
- عن قتادة: (كان بالمدينة
رجل يقرأ القرآن من أوله إلى آخره على أصحاب له، فكان ابن عباس يضع عليه الرقباء، فإذا كان عند الختم جاء ابن عباس فشهده)
-
عن إبراهيم التيمي قال: (قال عبد الله بن مسعود: «من ختم القرآن فله دعوة مستجابة». قال: فكان عبد الله إذا ختم القرآن جمع أهله ثم دعا وأمنوا على دعائه)
-
عن أنس بن مالك: أنه كان يجمع أهله عند الختم
-
عن إبراهيم التيمي، قال: كان يقال: «إذا ختم الرجل القرآن في أول النهار صلت عليه الملائكة بقية يومه، وإذا ختمه أول الليل صلت عليه الملائكة بقية ليلته، قال: فكانوا يحبون أن يختموا في أول النهار أو في أول
وقت استحباب الختم
عن محمد بن جحادة قال: «وكانوا يستحبون إذا ختموا من الليل أن يختموا في الركعتين بعد المغرب، وإذا ختموا من النهار أن يختموا في الركعتين قبل صلاة الفجر
.
باب فضل الحض على القرآن والإيصاء به وإيثاره على ما سواه
-
عن يحيى بن ميمون، أن وداعة الغافقي، حدثه أنه، كان بجنب مالك بن عبادة الغافقي، وعقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقال مالك: إن صاحبكم لعاقل أو هالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا في حجة الوداع فقال: «عليكم بالقرآن فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئا فليحدث به، ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا أو قال مقعدا من جهنم». قال: لا أدري أيهما قال.
-
عن سهل بن سعد الأنصاري، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نقترئ، يقرئ بعضنا بعضا، فقال: «الحمد لله، كتاب الله عز وجل واحد فيه الأحمر والأسود، اقرءوا، اقرءوا، اقرءوا، قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، لا يجاوز تراقيهم ، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه».
-عن عقبة بن عامر، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، ونحن في المسجد، نتدارس القرآن، فقال: «تعلموا كتاب الله عز وجل واقتنوه». قال: وحسبت أنه قال: «واغنوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض من العقل».
وفي رواية أخرى عن عقبة بن عامر مثل ذلك، إلا أنه قال: «واقتنوه وتغنوا به»، ولم يشك فيه.
-
عن المهاصر بن حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وتغنوه، وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون».
قال أبو عبيد: قوله: تغنوه، يقول: اجعلوه غناكم من الفقر، ولا تعدوا الإقلال معه فقرا. وقوله: تقنوه، يقول: اقتنوه كما تقتنون الأموال، واجعلوه مالكم.
-
عن عمرو بن قيس السكوني، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: «إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل، وإن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار، وإن من أشراط الساعة أن تقرأ المثناة على رءوس الملأ لا تغير». قيل: وما المثناة ؟ فقال: «ما استكتب من غيركلام الله». قيل: يا أبا عبد الرحمن، وكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «ما أخذتموه عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن كان يعقل».
قال أبو عبيد: المثناة أراه يعني كتب أهل الكتابين التوراة والإنجيل
- عن أبي قلابة، أن رجلا من أهل الكوفة لقي أبا الدرداء فقال: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام، ويأمرونك أن توصيهم. فقال: «أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة»
-
عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، قال: أصبت أنا وعلقمة، صحيفة، فانطلقنا إلى ابن مسعود بها، وقد زالت الشمس، أو كادت تزول، فجلسنا بالباب، ثم قال للجارية: «انظري من بالباب ؟» فقالت: علقمة والأسود. فقال: «ائذني لهما». قال: فدخلنا، فقال: «كأنكما قد أطلتما الجلوس». قلنا: أجل. قال: «فما منعكما أن تستأذنا ؟» قالا: خشينا أن تكون نائما، فقال: «ما أحب أن تظنا بي هذا، إن هذه الساعة كنا نقيسها بصلاة الليل». فقلنا: هذه صحيفة فيها حديث حسن. فقال: «هاتها يا جارية، هاتي الطست، فاسكبي فيها ماء». قال: فجعل يمحوها بيده، ويقول: نحن نقص عليك أحسن القصص. فقلنا: انظر فيها، فإن فيها حديثا عجيبا فجعل يمحوه ويقول: «إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره».
قال أبو عبيد: إن هذه الصحيفة أخذت من بعض أهل الكتاب، فلهذا كرهها عبد الله.
- عن أبي حصين، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: علمني كلمات جوامع نوافع. فقال: «نعم، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتزول مع القرآن أينما زال، ومن جاءك بصدق من صغير أو كبير، وإن كان بعيدا بغيضا، فاقبله منه، ومن جاءك بكذب وإن كان حبيبا قريبا فاردده عليه»
-عن مسعر بن كدام، قال: حدثني عون، أو معن، أو أحدهما قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: أوصني. فقال: «إذا سمعت الله تبارك وتعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك ؛ فإنه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه»
-
عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: «إن هذا الصراط محتضر، تحضره الشياطين، يقولون: هلميا عبد الله ؛ ليصدوا عن سبيل الله، فعليكم بكتاب الله فإنه حبل الله».
قال أبو عبيد: أراد عبد الله بقوله: فإنه حبل الله قول الله تبارك وتعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا
-
عن أبي بكر بن عياش، قال: سمعت أبا حصين، يقول كذا وكذا، وذكر كلاما، ثم قال: «جردوا القرآن، وأقلوا الرواية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم». أو قال: «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»
-
عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: «جردوا القرآن ليربو فيهصغيركم، ولا ينأى عنه كبيركم، فإن الشيطان يفر من البيت يسمع فيه سورة البقرة»
-
عن فروة بن نوفل الأشجعي، قال: (كان خباب بن الأرت لي جارا، فقال لي يوما: «يا هناه، تقرب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنك لست تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه»
-عن كعب، أنه قال: «عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل، ونور الحكم، وأحدث الكتب عهدا بالرحمن»
-
عن حطان بن عبد الله السدوسي، قال: (قدم علينا جندب بن عبد الله البصرة، فلما أراد أن يخرج شيعناه إلى خص المكاتب، فقلنا له: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصنا. فقال: «من استطاع منكم ألا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه. ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه كأنما يذبح به دجاجة لا يأتي بابا من أبواب الجنة إلا حال بينه وبينه، فليفعل، وعليكم بالقرآن ؛ فإنه هدى النهار ونور الليل المظلم، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة ، فإن عرض بلاء فقدموا أموالكم دون دمائكم فإن تجاوزها البلاء فقدموا دماءكم دون دينكم، فإن المحروب من حرب دينه، وإن المسلوب من سلب دينه. إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار. إن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها، والسلام عليكم»
- عن يونس بن عبيد، قال:( كتبت إلى ميمون بن مهران بعد طاعون كان ببلاده، أسأله عن أهله، فأتاني كتابه: «كتبت إلي تسألني عن أهلي، وإنه مات من حامتي سبعة عشر، وإني أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن. وعليك بكتاب الله تعالى، فإن الناس قد بهوا به واختاروا عليه الأحاديث ؛ أحاديث الرجال. ولا تمارين به عالما ولا جاهلا ؛ فإنك إذا ماريت الجاهل خشن بصدرك، ولم يطعك، وإذا ماريت العالم خزن عنك علمه، ولم يبال ما صنعت»
-عن عمر بن عبد العزيز، رحمه الله أنه وضع رجله في الغرز ثم قال أحسبه قال لأصحابه: «إياي والمزاح، فإنه يجر القبيحة، ويورث الضغينة، وتحدثوا بكتاب الله، فإن ثقل عليكم، فأحاديث الرجال. اندفعوا على اسم الله).
باب فضل اتباع القرآن وما في العمل به من الثواب وما في تضييعه من العقاب
فضل اتباعه:
- عن واصل الأحدب، عن إبراهيم، قال: مرت امرأة على عيسى ابن مريم عليه السلام، فقالت: طوبى لحجر حملك، ولثديين رضعت منهما فقال عيسى: «طوبى لمن قرأ كتاب الله ثم اتبع ما فيه»
- عن أبي هريرة، أنه قال: «نعم الشفيع القرآن». قال: قال شعبة: وأحسبه قال: «يقول يوم القيامة: يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيكسى حلة الكرامة، فيقول: يا رب ارض عنه، فإنه ليس بعد رضاك شيء. قال: فيرضى عنه
»
-عن عبد الله بن عثمان بن الحكم، أن مروان بن الحكم، سمع كعب الأحبار وذكر قارئالقرآن، فقال: «إذا بعث تكلم القرآن فقال: يا رب إن عبدك هذا كان حريصا على أن يتبعني ويعمل بي فآته أجره. قال: فيكسى حلة الكرامة ويتوج بتاج الوقار، فيقول الله تبارك وتعالى: هل رضيت لعبدي هذا ما أعطيته ؟ فيقول القرآن: يا رب ما رضيت ما أعطيته، فيعطى النعمة في يمينه، والخلد في شماله، فيقول الله عز وجل: هل رضيت ما أعطيت عبدي هذا ؟ فيقول: نعم». قال أبو عبيد: إنما هذا ثوابه، فأما القرآن فهو كلام الله سبحانه وتعالى
-عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: «إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول: هل تعرفني ؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر ، وأسهرت ليلك، إن كل تاجر من وراء تجارته، وإني اليوم من وراء كل تجارة». قال: «فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا ؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها. قال: فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا»
عقوبة من ضيعه:
عن أبي موسى الأشعري، رحمه الله أنه قال: «إن هذا القرآن كائن لكم ذكرا، أو كائن لكم أجرا، أو كائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن، ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذفه في نار جهنم».
-عن أنس بن مالك، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه»
باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه
- عن مرة، عن عبد الله، قال: «إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين»
عن مسروق بن الأجدع، قال: «ما نسأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه»
- عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن الحسن، قال: «ما أنزل الله عز وجل آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت، وما أراد بها». ثم قال حجاج: أو نحو هذا. وأحسبه قال: عن أبي جعفر، عن عمرو بن مرة قال: «إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل ولا أعرفه، فأغتمبه لقول الله عز وجل: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون»
-
عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله عز وجل آية إلا لها ظهر وبطن، وكل حرف حد ، وكل حد مطلع». قال: وقال الحسن: كان أهل الجاهلية إذا حزب أحدهم الأمر قال: قد ضربت أمري ظهرا لبطن، فما وجدت له فرجا. وقال حجاج عن الحسن تفسيرا آخر أنه قال: الظهر هو الظاهر، والبطن هو السر، والحد هو الحرف الذي فيه علم الخير والشر، والمطلع الأمر والنهي. حدثنا أبو عبيد قال: هذا الكلام الأخير لا أدري أهو في حديث المبارك أو في حديث غيره
- عن علي بن زيد، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله تعالى آية إلا لها ظهر وبطن، وكل حرف حد ، وكل حد مطلع». قال: قلت: يا أبا سعيد، ما المطلع ؟ قال: يطلع قوم يعملون به.
-
عن زبيد الإيامي، قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن للقرآن منارا كمنار الطريق، فما عرفتم منه فتمسكوا به، وما يشبه عليكم أو قال شبه عليكم فكلوه إلى عالمه»
- عن الربيع بن خثيم، قال: «وجدت هذا القرآن في خمس: حلال، وحرام، وخبر ما قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم، وضرب الأمثال»
- عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل القرآن على خمسة أحرف: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وضرب الأمثال، فأحلواحلاله، وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله»
-
عن سلمة بن أبي سلمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزل القرآن على سبع». ثم ذكر مثل ذلك وزاد فيه: «وخبر ما كان قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم»
-
عن مجاهد في قوله تعالى: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به قال: «الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به». وفي غير قول مجاهد قال: انتهى علمهم إلى أن قالوا آمنا به كل من عند ربنا
-
عن حبيب بن صالح، قال: سمعت مجاهدا، يقول: «استفرغ علمي القرآن»
-
عن حسان بن عطية، قال: قال أبو الدرداء: «لو أعيتني آية من كتاب الله عز وجل، فلم أجد أحدا يفتحها علي إلا رجلا ببرك الغماد لرحلت إليه». قال: وهو أقصى هجر باليمن.
-
عن ابن سيرين، قال: نبئت أن ابن مسعود، قال: «لو أعلم أن أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه»
-
عن عبد الله بن بريدة، قال: شتم رجل ابن عباس رحمة الله عليه فقال: «أما إنك تشتمني وفي ثلاث خلال: إني لأسمع بالحكم من حكام المسلمين يعدل فأفرح، وعلي ألا أقاضي إليه أبدا، وإني لأسمع بالغيث يصيب من بلدان المسلمين فأفرح به ومالي به من سائمة ، وإنيلآتي على الآية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم»
-
عن إبراهيم التيمي، قال: خلا عمر ذات يوم فجعل يحدث نفسه كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ؟ فأرسل إلى ابن عباس فقال: «كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ؛ وقبلتها واحدة ؟» فقال ابن عباس: «يا أمير المؤمنين، إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه، وعلمنا فيم نزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا». قال: فزبره عمر وانتهره ، فانصرف ابن عباس. ونظر عمر فيما قال، فعرفه، فأرسل إليه، فقال: «أعد علي ما قلت». فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه
باب إعراب القرآن والكلام وما يستحب للقارئ من ذلك وما يؤمر به
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن».
- عن عبد الله بن مسعود، قال: أعربوا القرآن، فإنه عربي.
- عن الليث بن سعد، قال: حدثني أبو الأزهر، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: لأن أعرب آية من القرآن أحب إلي من أن أحفظ آية.
- عن واصل مولى أبي عيينة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه, وعن أبي بن كعب، أنه قال مثل ذلك
-
عن مورق العجلي، قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا اللحن والفرائض والسنن كما تعلمون القرآن.
- عن محمد بن زيد، قال: سمعت أبا جعفر: يقول: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا الكلام كي تعربوا القرآن». قال: ثم قال أبو جعفر: لولا القرآن وإعرابه ما باليت أني لا أعرف منه شيئا.
-
عن يحيى بن عتيق، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته؟ فقال: حسن يا ابن أخي، فتعلمها، فإن الرجل ليقرأ الآية فيعيا بوجهها، فيهلك فيها.
-
عن مكحول، أنه سئل عن قراءة القرآن بالعربية فقال: حسن ما لم تبغ فيها
-
عن خارجة، عن زيد بن ثابت، قال: نزل القرآن بالتفخيم
-
عن خليد العصري، قال: لما ورد علينا سلمان أتيناه نستقرئه القرآن فقال: إن القرآن عربي فاستقرئوه رجلا عربيا. قال: فكان زيد بن صوحان يقرئنا، ويأخذ عليه سلمان، فإذا أخطأ غير عليه، وإذا أصاب قال: نعم أتم الآية.
باب تأول القرآن بالرأي وما في ذلك من الكراهة والتغليظ
- عن إبراهيم التيمي، أن أبا بكر الصديق، سئل عن قوله: (وفاكهة وأبا) فقال: أي سماء تظلني، أو أي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟
- عن أنس، أن عمر بن الخطاب، قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا) فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر.
-عن ابن أبي مليكة، قال: سأل رجل ابن عباس عن (يوم كان مقداره ألف سنة)؟ فقال ابن عباس: فما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟ قال الرجل: إنما سألتك لتحدثني. فقال ابن عباس: «هما يومان ذكرهما الله في كتابه، الله أعلم بهما». فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم.
- عن عمرو بن مرة، قال: قال رجل لسعيد بن جبير: أما رأيت ابن عباس حين سئل عن هذه الآية (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) فلم يقل فيها شيئا، فقال سعيد: كان لا يعلمها.
-
عن سعيد بن المسيب، أنه كان إذا سئل عن شيء من القرآن قال: أنا لا أقول في القرآن شيئا.
- عن عمرو بن مرة، قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل عنه من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء. يعني عكرمة.
- عن ابن سيرين، قال: سألت عبيدة عن شيء من القرآن فقال: اتق الله، وعليك بالسداد، فقد ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن.
- عن الشعبي، عن مسروق، قال: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية على الله تعالى.
- عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه مسلم قال: إذا حدثت عن الله حديثا فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده.
- عن إبراهيم، قال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه
- عن هشام بن عروة، قال: ما سمعت أبي يتأول آية من كتاب الله قط.
فضائل سور القرآن
باب فضل فاتحة الكتاب
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: «والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». أو قال: «السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت».
-
عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان»
- عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: «هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم».
قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم قال: فقلت لأبي: أفأخبرك سعيد أن ابن عباس قال له: بسم الله الرحمن الرحيم إنها من القرآن؟ قال: نعم
-
عن مكحول، قال: «أم القرآن قراءة ومسألة ودعاء»
- عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن عبد الله بن زهرة، أخبره أنه سمع أبا هريرة، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثنا ابن أبي مريم، وابن بكير، عن مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا السائب مولى هشام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم دخل كلام بعضهم في بعض قال: «قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ يقوم العبد فيقول: الحمد لله رب العالمين فيقول اللهعز وجل: حمدني عبدي، ويقول العبد: الرحمن الرحيم فيقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، ويقول العبد: مالك يوم الدين فيقول الله عز وجل: مجدني عبدي، ويقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين فيقول الله: هذه بيني وبين عبدي، أولها لي وآخرها لعبدي، وله ما سأل، ويقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم إلى آخرها، فيقول الله عز وجل: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل»
-
عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله. فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال: «من أخذ برقية باطل لقد أخذت برقية حق. خذوا واضربوا لي معكم بسهم»
باب فضائل السبع الطول
- عن سعيد بن جبير، في قوله: ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: «هي السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس». قال: وقال مجاهد: «هي السبع الطول»
- عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل»
- عن عائشة، رضوان الله عليها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أخذ السبع فهن له خير»
باب فضل سورة البقرة وخواتيمها وآية الكرسي
-عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أنه سمع مغيثا القاص الشامي، يخبر عن كعب، أن محمدا، صلى الله عليه وسلمأعطي أربع آيات لم يعطهن موسى، وأن موسى أعطي آية لم يعطها محمد صلى الله عليهما. قال: والآيات التي أعطيها محمد صلى الله عليه وسلم (لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) حتى ختم البقرة. فتلك ثلاث آيات، وآية الكرسي حتى تنقضي قال: والآية التي أعطيها موسى عليه السلام: (اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه، من أجل أن لك الملكوت والأيد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء الدهر الداهر أبدا أبدا آمين آمين.(
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»
- عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام، يحدث عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرءوا البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة»
- عن جرير بن حازم، عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس، لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: «فلعله قرأ سورة البقرة». فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة
فضل آية الكرسي:
- عن عبد الله بن رباح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال لأبي بن كعب: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟ فقال: الله ورسوله أعلم، أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» فقال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) قال: فضرب صدره وقال: «ليهنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده، إن لها للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش»
- عن الشعبي، قال: التقى مسروق بن الأجدع وشتير بن شكل، فقال شتير لمسروق: إما أن أحدثك عن عبد الله وتصدقني،أو تحدثني وأصدقك. فقال مسروق: حدث به وأصدقك. فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: «ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار أعظم من آية في سورة البقرة: الله لا إله إلا هو الحي القيوم ثم قرأها حتى أتمها. فقال مسروق: صدقت».
- عن يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير، حدثه أنه سمع سلمة بن قيصر، وكان أول أمير كان على إيلياء يقول على منبرها: «ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور أعظم من الله لا إله إلا هو الحي القيوم» حتى ختم الآية.
- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه أنه قال: «ما أرى رجلا ولد في الإسلام أو أدرك عقله الإسلام يبيت أبدا حتى يقرأ هذه الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم الآية، ولو تعلمون ما هي، إنما أعطيها نبيكم صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، ولم يعطها أحد قبل نبيكم صلى الله عليه وسلم، وما بت ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات؛ أقرؤها في الركعتين بعد العشاء الآخرة، وفي وتري، وحين آخذ مضجعي من فراشي».
- عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»
- عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش»، وروي نحوه عن ابن مسعود
- عن معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
-
عن محمد بن المنكدر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر سورة البقرة: «إنهن قرآن، وإنهن دعاء، وإنهن يرضين الرحمن»
-
عن أبي ميسرة، أن جبريل لقن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خاتمة القرآن أو قال: عند خاتمة البقرة: آمين
-
عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلته كفتاه»
- عن أبي الفرات مولى صفية أم المؤمنين، أن عبد الله بن مسعود قال: «في القرآن آيتان ما قرأهما عبد مسلم عند ذنب إلا غفر له». قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة، فأتياه، فقال: ائتيا أبي بن كعب فإني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما شيئا إلا وقد سمعه أبي بن كعب، فأتيا أبي بن كعب فقال لهما: «اقرآ القرآن فإنكما ستجدانهما». فقرآ حتى بلغا آل عمران: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم.....) إلى آخر الآية، وقوله: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) فقالا: قد وجدناهما. فقال أبي: «أين؟» فقالا: في آل عمران والنساء. فقال: «هما، هما»
-
عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها؛ قوله عز وجل (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما )وقوله (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما)، وقوله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وقوله (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)، وقوله (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما). قال: قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها»
فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء
- عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، أنه سمع جده أبا سلام، يقول: سمعت أبا أمامة الباهلي، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه، اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما». قال أبو عبيد: يعني ثوابهما.
- عن عبد الملك بن عمير، قال قال حماد بن سلمة أحسبه عن أبي منيب، عن عمه،أن رجلا، قرأ البقرة وآل عمران، فلما قضى صلاته قال له كعب: «أقرأت البقرة وآل عمران؟» قال: نعم. قال: «فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعي به استجاب». قال: فأخبرني به. قال: لا والله لا أخبرك ولو أخبرتك لأوشكت أن تدعو بدعوة أهلك فيها أنا وأنت».
- عن سليم بن عامر، أنه سمع أبا أمامة، يقول: «إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل»
-
عن أبي عمران، أنه سمع أم الدرداء، تقول: «إن رجلا ممن قد قرأ القرآن أغار على جار له فقتله، وإنه أقيد منه فقتل، فما زال القرآن ينسل منهسورة سورة، حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعة، ثم إن آل عمران انسلت منه، وأقامت البقرة جمعة، فقيل لها: (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد) قال: (فخرجت كأنها السحابة العظيمة».
قال أبو عبيد: أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره تدفعان عنه وتؤنسانه، فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن
.
- عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، أن يزيد بن الأسود الجرشي، كان يحدث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم، برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح». قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئه
- عن سليم بن حنظلة، عن عبد الله بن مسعود، قال: «من قرأ سورة آل عمران فهو غني
»
- عن مسعر بن كدام، قال: حدثنا جابر، قبل أن يقع فيما وقع فيه، عن الشعبي، عن عبد الله قال: «نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران يقوم بها الرجل من آخر الليل». قال الأشجعي: يعني بقوله: «قبل أن يقع فيما وقع فيه»: ما كان من تغير عقله
- عن سعيد بن جبير، قال: قال لي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين»
-
عن حارثة بن مضرب، قال: كتب إلينا عمر أن «تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور»
فضل المائدة
- عن محمد بن كعب القرظي، قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-
عن عطية بن قيس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها»
- عن أبي ميسرة، قال: «في المائدة إحدى عشرة فريضةوفي رواية : (ثماني عشرة فريضة، وليس فيها منسوخ»
فضل سورة الأنعام:
- عن عمر بن الخطاب، قال: «الأنعام من نواجب القرآن»
- عن ابن عباس، قال: «نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح»
-عن ابن عباس، في قوله: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب) قال: «هي الثلاث الآيات في سورة الأنعام: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) إلى ثلاث آيات، والتي في بني إسرائيل: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) إلى آخر الآيات»
- عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، أن أبا الدرداء، كان يقرئ في مسجد حمص، وفيهم كعب الأحبار، فمروا بقول الله عز وجل (قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم قال كعب: «ردها علي». فردها عليه، فقال كعب: «صدق الله ورسوله، والذي بعث بالحق محمدا صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله قبلها في التوراة إلا بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا»
- عن منذر الثوري، قال: قال لي الربيع بن خثيم: «أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم، عليها خاتمه؟ قلت: نعم، وأنا أرى أنه سيطرفني، قال: فما زادني على هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخر الآيات»
- عن صفوان بن عسال، قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صاحبه: لا تقل نبي، فإنه لو سمعك كان له أربع أعين. قال: فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألاه عن تسع آيات بينات فقال: «لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان فيقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنة». قال: أو قال: «ولا تولوا يوم الزحف، وعليكم خاصة يهود أن لا تعدوا في السبت». قال: فقبلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنك نبي. قال: «فما يمنعكما أن تتبعاني؟». فقالا: إن داود النبي عليه السلام دعا ألا يزال من ذريته نبي، وإنا نخاف إن تابعناك أن تقتلنا يهود.
فضل سورة براءة
- عن أبي عطية، قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب أن «تعلموا سورة التوبة، وعلموا نساءكم سورة النور»
- عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة. قال: «تلك الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم... ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا». قال: قلت: فسورة
الأنفال؟ قال: «نزلت في قتال بدر». قلت: فسورة الحشر؟ قال: «نزلت في بني النضير»
- عن إبراهيم، قال: خرج عبد الرحمن بن يزيد مرة، وهو يريد أن يجاعل في بعث خرج عليه، ثم أصبح فتجهز، فقلت: ألم تكن أردت أن تجاعل؟ فقال: «بلى، ولكن قرأت البارحة سورة براءة، فسمعتها تحث على الجهاد»
فضل سورة هود:
- عن ابن شهاب، قال: قالوا يا رسول الله، إنا نرى في رأسك شيبا، فقال: «كيف لا أشيب وأنا أقرأ سورة هود، وإذا الشمس كورت؟»
فضل سورة النحل
- عن الشعبي، قال: التقى مسروق بن الأجدع واسمه مسروق،وشتير بن شكل، فقال شتير لمسروق: إما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك، وإما أن أحدثك وتصدقني. فقال مسروق: حدث وأصدقك. فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: «ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا جنة ولا نار، أعظم من آية في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم»، ثم قرأها حتى أتمها، قال مسروق: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن أجمع لخير ولا لشر من آية في سورة النحل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أكثر تفويضا من آية في سورة النساء الصغرى(ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا» قال: صدقت
فضل سورة الإسراء
-عن ابن عباس، في قوله: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب) قال: «هي الثلاث الآيات في سورة الأنعام: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) إلى ثلاث آيات، والتي في بني إسرائيل: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) إلى آخر الآيات»
- عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «إن بني إسرائيل والكهف ومريم وطه من تلادي وهن من العتاق الأول». قال أبو عبيد: قوله: «من تلادي»، يعني من قديم ما أخذت من القرآن، وذلك أن هذه السور نزلت بمكة
.
فضل سورة الكهف:
- عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «إن بني إسرائيل والكهف ومريم وطه من تلادي وهن من العتاق الأول». قال أبو عبيد: قوله: «من تلادي»، يعني من قديم ما أخذت من القرآن، وذلك أن هذه السور نزلت بمكة
.
- عن أبي سعيد الخدري، قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق». قال أبو عبيد: كان شعبة فيما يروى عنه يزيد في هذا الحديث عن أبي هاشم بهذا الإسناد قوله: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت... قال: وقرأها أبو مجلز: (وكان وراءهم ملك يأخذكل سفينة صالحة غصبا) قال: وهي قراءة أبي بن كعب. قال أبو عبيد: وسمعت في غير حديث شعبة: (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين وكان كافرا) فهذا تأويل قوله: كما نزلت
-
حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن أم موسى، قالت: (كان الحسن أو الحسين بن علي رضي الله عنهم يقرأ سورة الكهف كل ليلة، وكانت مكتوبة له في لوح يدار بلوحه على حيثما دار من نسائه في كل ليلة).
- عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال» وفي رواية عنه «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، ثم أدرك الدجال لم يضره، ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة»
- عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت زر بن حبيش، يقول: «من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها». قال: قال عبدة: فجربناه، فوجدناه كذلك.
وقال ابن كثير: وقد جربناه أيضا في السرايا غير مرة، فأقوم في الساعة التي أريد. قال: وأبتدئ من قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين..) إلى آخرها.
فضل سورة طه:
- عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «إن بني إسرائيل والكهف ومريم وطه من تلادي وهن من العتاق الأول». قال أبو عبيد: قوله: «من تلادي»، يعني من قديم ما أخذت من القرآن، وذلك أن هذه السور نزلت بمكة.
- عن شهر بن حوشب، قال: «يرفع القرآن عن أهل الجنة، إلا طه و يس»
فضل سورة الحج
- عن عمر، رحمة الله عليه، أنه سجد في الحج سجدتين، وقال: «إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين(وروي نحوه عن ابن عباس.
-
عن عقبة بن عامر، قال: قلت: يا رسول الله، أفي الحج سجدتان؟ قال: «نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأها»
- عن ابن عمر، قال: «لو كنت تاركا إحداهما لتركت الأولى»
فضل سورة النور
عن أبي عطية، قال: كتب إلينا عمر أن «علموا نساءكم سورة النور»
- عن أبي وائل، قال: قرأ ابن عباس سورة النور، وجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت الديلم هذا لأسلمت
- عن عائشة، أنها ذكرت نساء الأنصار، وأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: «لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنها فجعلن منها خمرا»
فضل سورة الأحزاب:
-عن حارثة بن مضرب، قال: كتب إلينا عمر أن «تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور»
باب فضل تنزيل السجدة
- عن المسيب بن رافع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجيء آلم تنزيل السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها، تقول: لا سبيل عليك، لا سبيل عليك»
- عن ابن عمر، أنه كان يقول في( آلم تنزيل السجدة) و( تبارك الذي بيده الملك) قال: «فيهما ستين درجة على غيرهما من سور القرآن»
- عن أبي خيثمة، قال: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابر بن عبد الله يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ( آلم تنزيل السجدة) و( تبارك الذي بيده الملك)؟ فقال: ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثنيه صفوان أو ابن صفوان. شك أبو خيثمة.
- عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة( آلم تنزيل) و (هل أتى على الإنسان)
فضل سورة يس:
- عن شهر بنحوشب، قال: «يرفع القرآن عن أهل الجنة، إلا طه ويس»
- عن التيمي، عن أبي عثمان، وليس بالنهدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوها على موتاكم» يعني يس.
فضل سورة الزمر
- عن الشعبي، قال: التقى مسروق بن الأجدع واسمه مسروق،وشتير بن شكل، فقال شتير لمسروق: إما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك، وإما أن أحدثك وتصدقني. فقال مسروق: حدث وأصدقك. فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: «ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا جنة ولا نار، أعظم من آية في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم»، ثم قرأها حتى أتمها، قال مسروق: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن أجمع لخير ولا لشر من آية في سورة النحل «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف «يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أكثر تفويضا من آية في سورة النساء الصغرى«ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا» قال: صدقت
باب فضل آل حم
- عن ابن عباس، قال: «إن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن آل حم، أو قال: الحواميم»
- عن المهلب بن أبي صفرة، قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بيتم الليلة فقولوا: حم لا ينصرون».
- عن مجاهد، قال: قال عبد الله: «آل حم ديباج القرآن»
- عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن»
- عن مسعر بن كدام، عمن حدثه قال: مر رجل بأبي الدرداء وهو يبني مسجدا له، فقال له: «أبني هذا المسجد لآل حم». وقال مسعر: (بلغني أنهن كن يسمين العرائس)
- عن محمد بن قيس، قال: «رأى رجل في المنام سبع نسوة حسان في مكان واحد فقال:
(من أنتن بارك الله فيكن؟) فقلن: (إننا لك إن شئت ذلك، نحن الحواميم، أو قال: آل حم»
- عن ابن سيرين، أنه كان يكره أن يقول الحواميم، ويقول: آل حم. قال أبو عبيد: آل حم كما تقول: هؤلاء آل فلان، كأنك أضفتهم إليه
باب فضل سورة الواقعة
- عن مسروق بن الأجدع، قال: «من أراد أن يعلم نبأ الأولين، ونبأ الآخرين، ونبأ أهل الجنة، ونبأ أهل النار، ونبأ الدنيا، ونبأ الآخرة فليقرأ سورة الواقعة»
-
عن عبد الله بن مسعود، قال: «إني قد أمرت بناتي أن يقرأن سورة كل ليلة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة»
- عن سليمان التيمي، قال: قالت عائشة رضي الله عنها للنساء: «لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة»
فضل المسبحات:
- عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: «إن فيها آية كألف آية»
- عن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني نسيت أفضل المسبحات» فقال أبي بن كعب فلعلها (سبح اسم ربك الأعلى) قال: «نعم»
فضل سورة الطلاق:
- عن الشعبي، قال: التقى مسروق بن الأجدع واسمه مسروق،وشتير بن شكل، فقال شتير لمسروق: إما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك، وإما أن أحدثك وتصدقني. فقال مسروق: حدث وأصدقك. فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: «ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا جنة ولا نار، أعظم من آية في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم»، ثم قرأها حتى أتمها، قال مسروق: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن أجمع لخير ولا لشر من آية في سورة النحل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أكثر تفويضا من آية في سورة النساء الصغرى) ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا» قال: صدقت
فضل (تبارك الذي بيده الملك)
عن عبد الله بن مسعود، قال: «إن الميت إذا مات أوقدت نيران حوله، فتأكل كل نار ما يليها إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلا مات لم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية، فأتته من قبل رأسه فقالت: إنه كان يقرأ بي، فأتته من قبل رجليه فقالت: إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت: إنه كان وعاني. قال: فأنجته». قال: فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا (تبارك الذي بيده الملك).
-
عن قتادة، قال: سمعت عباسا الجشمي، يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك»
فضل سورة الإنسان:
- عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة( آلم تنزيل) و (هل أتى على الإنسان
فضل سورة التكوير:

- عن ابن شهاب، قال: قالوا يا رسول الله، إنا نرى في رأسك شيبا، فقال: «كيف لا أشيب وأنا أقرأ سورة هود، وإذا الشمس كورت؟
»
فضل سورة (إذا زلزلت) والعاديات
- عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، والعاديات تعدل نصف القرآن»
- عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقرئني شيئا من القرآن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئك من ذوات آلر؟» فقال: يا رسول الله، إني قد كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ من المسبحات» فقال الرجل مثل مقالته الأولى وقال: يا رسول الله، أقرئني سورة فاذة جامعة. قال: فقرأ (إذا زلزلت) حتى فرغ من آخرها، فأدبر الرجل وهو يقول: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا. ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح الرويجل» مرتين أو ثلاثا.
- عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن»
فضل قل يا أيها الكافرون
-عن فروة بن نوفل، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «مجيء ما جاء بك». قال: قلت: جئت لتعلمني كلمات أقولهن عند منامي. فقال: «اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك»
-
عن أبي مسعود الأنصاري، قال: «من قرأ قل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطيب»
- عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرآن»
فضل قل هو الله أحد
1- قراءتها توجب الجنة:
- عن عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت». فسألته ماذا يا رسول الله؟ قال: «الجنة». قال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إلى الرجل، فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآثرت الغداء معه ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب».
- تعدل ثلث القرآن
-عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي جارا يقوم الليل فما يقرأ إلا( قل هو الله أحد) كأنه يقللها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن»
- عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ الله الواحد الصمد»
-
عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قل هو الله أحد ثلث القرآن» ، وروي نحوه عن ابن عباس.
- عن أبي بن كعب، أو رجل من الأنصار، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن».

- عن أبي الدرداء، قال: جزأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء، فقال: «قل هو الله أحد جزء منها»
- عن أبي عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وقد أسنده بإسناد لا أحفظه، عن الربيع بن خثيم، قال: «سورة يراها الناس قصيرة، وأراها طويلة، وثناء بحت لا يخلطه شيء، الله الواحد الصمد إلى آخرها» حدثنا يزيد، عن زكريا، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، مثل ذلك، ولم يرفعه
- عن ابن مسعود، قال: «إذا ابتدأت بسورة فأردت أن تحول منها إلى غيرها فتحول، إلا قل هو الله أحد، فلا تحول منها حتى تختمها»
فضل المعوذتين وما جاء فيهما
- عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة، ومعه أصحابه، فوقعت علينا ضبابة من الليل حتى سترت بعض القوم عن بعض، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل يا ابن خبيب» فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فقال: (قل أعوذ برب الفلق) فقرأها، وقرأتها، ثم قال: «قل» فقلت: ما أقول؟ فقال: (قل أعوذ برب الناس) وقرأها، وقرأتها حتى فرغ منها، ثم قال: «ما استعاذ، أو استعان أحد بمثل هاتين السورتين قط»
- عن ابن عابس الجهني، قال: قال ليرسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن عايش، ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟» قلت: بلى يا رسول الله. قال: «قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس»
-
عن عقبة بن عامر الجهني، قال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني من سورة هود، أو من سورة يوسف. فقال: «لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب الفلق»
-
عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلت علي آيات لم تنزل علي مثلهن قط: المعوذتان»
-
عن أبي بن كعب، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين، فقال: «قيل لي فقلت». قال أبي: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نقول
-
عن أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها قالت: «من صلى الجمعة ثم قرأ بعدها (قل هو الله أحد) والمعوذتين حفظ، أو كفي من مجلسه ذلك إلى مثله»
- عن ابن شهاب، قال: «من قرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم، سبعا سبعا، كان ضامنا». قال أبو عبيد: أراه قال: على الله هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة).
فضل آيات من القرآن:
- عن محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، قالا: التقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو، فقال ابن عباس: «أي آية في كتاب الله أرجى؟» فقال عبد الله بن عمرو: «قول الله عز وجل: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا الآية». فقال ابن عباس: «لكن قول الله عز وجل «وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) قال: قال ابن عباس: «فرضي منه بقوله بلى» . قال: «فهذا لما يعترض في الصدر مما يوسوس به الشيطان».
- عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في مجلس، ومعه أعرابي جالس (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره *ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) فقال الأعرابي: يا رسول الله، أمثقال ذرة؟ قال: «نعم». فقال الأعرابي: واسوأتاه. مرارا، ثم قام وهو يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان»
-
عن حنش الصنعاني، أن رجلا مصابا مر به على عبد الله بن مسعود، فقرأ في أذنه (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) حتى ختم الآية، فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماذا قرأت في أذنه؟» فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قرأ بها على جبل لزال»
-
عن المعلى بن زياد، قال: قال عامر بن عبد قيس: «أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم)، وقوله: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله)، و (سيجعل الله بعد عسر يسرا)، وقوله: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).
آداب تلاوة القرآن وحمله:
أدب حامل القرآن:
- ألا يكون له حاجة إلى أحد من أهل الدنيا
قال أبو عبيد: وجلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته. فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك. أو كلام هذا معناه

-
عن محمد بن كعب القرظي، قال: «كنا نعرف قارئ القرآن، أو كان يعرف قارئ القرآن بصفرة اللون». قال أبو عبيد: ولا أرى هذا إلا للخلال التي تكون في قراء القرآن مما يرون صفتهم فيه، عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو.
- عن مالك بن مغول، عن رجل، أما علي فلم يسمه لنا وسماه غيره قال: أبو يعفور، عن المسيب بن رافع قال: قال عبد الله بن مسعود: «ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون. قال: وأحسبه قال: وبحزنه إذا الناس يفرحون»
- عن عبد الله بن عمرو، قال: «من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، وقد استدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه، ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يحد فيمن يحد، ولا يجهل فيمن يجهل ، وفي جوفه كلام الله عز وجل»
وفي رواية (فلا ينبغي أن يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث، ولا يتبطل مع من يتبطل، ولا يجهل مع من يجهل».
- أن يترك التطلع لزينة الدنيا:
قال أبو عبيد: وحكي لي عن سفيان بن عيينة أنه قال: «من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم وقوله أيضا: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى. قال: يعني القرآن، وقوله أيضا: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ، قال: وقوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون قال: هو القرآن. قال: ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنفق عبد من نفقة أفضل من نفقة في قول».
قال أبو عبيد: يذهب إلى أن القول نفقة، ويروى عن شريح أنه سمع رجلا يتكلم فقال: أملك عليك نفقتك، أو أمسك عليك نفقتك
- أن يكون شجاعًا:
-
عن الحكم بن محمد - وكان من أهل العلم- أسنده إلى سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، قال: فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار، فقال: «بئس حامل القرآن أنا إذا»
- أن يكرم القرآن ويعظمه وينزهه
- عن عائشة الصديقة، عليها السلام والرضوان قالت: «ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما منذ أنزل عليه القرآن»
- عن سعيد بن أبي عروبة، قال: سمعت قتادة، يقول: «ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن»
- عن مسافر، قال: سمعت يزيد بن أبي مالك، يقول: «إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم». قال: فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن.
- أن يتأدب بأدب القرآن
- عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، قال: «إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله عز وجل القرآن»
-
عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه»
-
عن مجاهد، في قوله تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم قال: «الدين». وفي غير حديث ابن جريج، عن مجاهد: وإنك لعلى خلق عظيم قال: «أدب القرآن»
- عن حسان بن عطية، قال: صحب رجل أم الدرداء فقالت له: «هل تحسن من القرآن شيئا ؟» قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها. قال: فقالت: «وإن القرآن ليدبر ؟» فكفت دابتها، وقالت: «خذ أي طريق شئت»
- ترك ما يوهم الاستخفاف بالقرآن:
عن إبراهيم، قال: «كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا». قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: جئت على قدر يا موسى وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: «لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم». قال أبو عبيد: يقول: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل
عدم تصغير القرآن:
-
عن عاصم، قال: قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: «أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم»
- عن عاصم، قال: قال خالد الحذاء لابن سيرين: سورة خفيفة. قال ابن سيرين: «من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول: ولقد يسرنا القرآن للذكر».
- تلاوته بالقراءة والقيام به في الصلاة
-
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في الليل والنهار»
- عن المهاصر بن حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن واتلوه آناء الليل والنهار»
قال أبو عبيد: وقد ذكرنا تفسير التوسد عن الحسن، أنه سئل عمن جمع القرآن ثم ينام عنه، فقال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك.
- عن الحسن قال: «قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة كثر هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم فوكدوا به في محاريبهموحنوا به في برانسهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث ، وينصر بهم على الأعداء، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر»
- عن عبد الله بن المبارك، قال: قال معضد: «لولا ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل، ما باليت أن أكون يعسوبا»
- عن أبي الأحوص، قال: «إن كان الرجل ليطرق الخباء فيسمع فيه كدوي النحل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون ؟»
- قال أبو عبيد: وسمعت شجاع بن الوليد، يحدث بإسناد له أن رجلا أدخلت عليه امرأته فقام يصلي حتى أصبح وما التفت إليها، قال: فعوتب في ذلك فقال: «إني قمت وأنا أريد أن أصلي الركعتين اللتين من السنة عند دخول أهل الرجل عليه، فما زلت في عجائب القرآن حتى نسيتها». أو كما قال.
تلاوته بالاتباع والطاعة له والعمل به

- عن ابن عباس في قول الله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال: «يتبعونه حق اتباعه». قال: وقال عكرمة: «ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا، أي يتبعه ؛ والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها أي تبعها»
- عن ابن جريج في قوله تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم قال: «القرآن» فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به قال: «بالقرآن»
-
عن الشعبي في قوله تعالى فنبذوه وراء ظهورهم قال: «أما إنه كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به»
- عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟» قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت»
-
عن جبلة بن سحيم، قال: حدثني من سمع سلمان يقول لزيد بن صوحان: «كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان ؟» قال: أكون مع القرآن. قال: «أنت إذا أنت يا ابن أم زيد»
-
عن أبي الزاهرية، أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه، فقال: يا أبا الدرداء إن ابني هذا قد جمع القرآن. فقال: «اللهم غفرا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع»
-عن محمدبن أبي لبيبة، قال: حدثني نافع أبو سهيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه». أو قال: «فلا تقرأه ، وروي نحوه عن الحسن بن علي، قال: «اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه»
- عن الحسن، قال: «إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
ألا ينسى القرآن بعد أن قرأه وما في ذلك من التغليظ
- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله عز وجل، أوتيها رجل فنسيها، وروي بنحوه عن سلمان الفارسي.
- عن عيسى بن فائد، عمن سمع سعد بن عبادة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله أجذم
»
- عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: «إني لأمقت القارئ أن أراه سمينا نسيا للقرآن»
- عن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم، يقول: «ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله عز وجل يقول: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب»
- عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، ليس هو نسي ولكن نسي، فاستذكروا القرآن، فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله»
- عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القرآن كمثل الإبل المعقلة، إذا عاهد صاحبها على عقلها أمسكها عليه، وإذا أغفلها ذهبت»
- عن الحسن، قال: مات عمر بن الخطاب ولم يجمع القرآن، قال: «أموت وأنا في زيادة، أحب إلي من أن أموت وأنا في نقصان». قال الأنصاري: يعني نسيان القرآن
.
- ألا يستأكل بالقرآن ويرزأ عليه الأموال
- عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به» أو تستكبروا به «. قد شك أبو عبيد
- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل»
- عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح يتعجلون أجره ولا يتأجلونه» ، وروي نحوه عن أنس بن مالك
- عن عبادة بن الصامت، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي
قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «جمرة بين كتفيك تقلدتها»
- عن أبي الدرداء، أن أبي بن كعب، أقرأ رجلا من أهل اليمن سورة، فرأى عنده قوسا. فقال: بعنيها. فقال: لا، بل هي لك. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: «إن كنت تريد أن تقلد قوسا من نار فخذها».
- عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «ألم أنهك عن فلان، فاردد القوس عليه». قال: فرددتها عليه. وزاد في الحديث قال: وقال أبي: كنت أختلف إلى رجل مكفوف أقرئه القرآن، فكنت إذا أقرأته دعا لي بطعام، فأكلت منه، فحاك في نفسي منه شيء، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقلت: يا رسول الله، إني آتي فلان بن فلان فأقرئه القرآن فيدعو لي بطعام لا آكل مثله بالمدينة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله الذي يأكلون فكل، وإن كان طعاما يتحفك به فلا تأكل». قال: فأتيته نحوا مما كنت آتيه، فلما فرغ قال: يا جارية، هلمي طعام أخي. فقلت له: أهذا طعامك

وطعام أهلك الذي تأكل ويأكلون؟ فقال: لا، ولكني أتحفك به. قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاني عنه.
-
عن زاذان، قال: «من قرأ القرآن ليستأكل الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم»
-
عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، قال: أمر مصعب بن الزبير عبد الله بن مغفل أن يصلي، بالناس في شهر رمضان، فلما أفطر أرسل إليه بخمسمائة درهم وحلة، فردها وقال: «ما كنت لآخذ على القرآن أجرا»
-
عن عبد الله بن مسعود، قال: «سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن فإذا سألوكم فلا تعطوهم»
- عن أسير بن عمرو، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعدا، قال: «من قرأ القرآن ألحقته في العين فقال: أفا أفا، أيعطى على كتاب الله عز وجل؟»
- عن عبد الله بن أبي نهيك. قال حسام: ولقيت عبد الله بن أبي نهيك فسألته عن هذا الحديث، فقال: دخلت على سعد فرأيته رث المتاع رث المال، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»
قال أبو عبيد: قوله: «من لم يتغن» التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما.
- آداب تلاوته
- تطييب الفم لقراءته وترك أكل الثوم وماشابهه
- عن مجاهد، أنه كان يكره لمن يريد قيام الليل أن يأكل الثوم والبصل والكراث
- ترك القراءة عند خروج الريح أو التثاؤب
- عن مجاهد: أنه كان إذا صلى فوجد ريحا أمسك عن القراءة
- عن مجاهد، قال: «إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسك عن القراءة، حتى يذهب تثاؤبك»
- عدم قراءته منكوسًا
-عن أبي وائل، قال: قيل لعبد الله رحمه الله: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا. قال: «ذاك منكوس القلب.
- البكاء عند قراءته
- عن عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة». فقرأها، فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية ثم الثالثة فقال: «ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»
- عن أبي صالح، قال: لما قدم أهل اليمن في زمن أبي بكر رحمة الله عليه فسمعوا القرآن فجعلوا يبكون، فقال أبو بكر الصديق: «هكذا كنا ثم قست القلوب»
-عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال:انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني من البكاء
-
عن حمران بن أعين، قال: «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ: إن لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما قال: فصعق رسول الله صلى الله عليه وسلم»
-
عن الحسن، قال: «قرأ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع قال: فربا منها ربوة عيد منها عشرين يوما»
-
عن عبيد بن عمير، قال: «صلى بنا عمر بن الخطاب كرم الله وجهه صلاة الفجر فافتتح سورة يوسف فقرأها حتى إذا بلغ وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم بكى حتى انقطع فركع».
-
عن علقمة بن وقاص، عن عمر، مثله. إلا أنه قال: «العتمة». ويروى: أنه لما انتهى إلى قوله سبحانه وتعالى: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف.
- عن سليمان بن سحيم، قال: أخبرني من رأى ابن عمر يصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه غيرنا ممن يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا أو شبه ذلك
- عن أبي وائل، أنه قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود رحمة الله عليه ومعنا الربيع بن خثيم، فمررنا على حداد، فقام عبد الله ينظر إلى حديدة في النار، فنظر الربيع إليها فتمايل ليسقط. ثم إن عبد الله مضى كما هو حتى أتينا على شاطئ الفرات على أتون، فلما رآه عبد الله، والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية (إذا رأتهم من مكان بعيد) إلى قوله تعالى: (هنالك ثبورا قال: فصعق الربيع، فاحتملناه، فجئنا به إلى أهله، قال: ورابطه عبد الله إلى الظهر فلم يفق، فرابطه إلى المغرب فأفاق، ورجع عبد الله إلى أهله
-
عن يحيى بن أبي كثير، قال: استمع كعب على رجل قراءته أو دعاءه أو بكاءه أو نحو هذا فمضى وهو يقول: «واها للنواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة»
-
عن عبد الأعلى التيمي، قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه ؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال سبحانه وتعالى إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا»
-
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قرأ سورة مريم حتى انتهى إلى السجدة خروا سجدا وبكيا فسجد بها، فلما رفع رأسه قال: «هذه السجدة قد سجدناها فأين البكاء؟
- إذا مر في قراءته بذكر الجنة سأل، وإذا مر بذكر النار تعوذ، ويدعو عند التلاوة
- عن حذيفة، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبحانه وتعالى سبح.
-
عن عمرو بن قيس الكندي، أنه سمع عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك، يقول: (قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فبدأ، فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه، فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم قرأ آل عمران، ثم قرأ سورة النساء أو قال: ثم قرأ سورة يفعل مثل ذلك(
وروي نحوه عن عائشة –رضي الله عنها
-
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ؛ فإذا مر بآية فيها ذكر النار قال: «أعوذ بالله من النار»وروي نحوه عن أنس رضي الله عنها.
حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن رجل، قال: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه إذا ختم سورة البقرة فانصرنا على القوم الكافرين قال: آمين

- يستحب لقارئ القرآن أن يكرر الآية ويرددها
- عن جسرة بنت دجاجة العامرية، قالت: حدثنا أبو ذر، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم، وبها يركع، وبها يسجد. فقال القوم لأبي ذر: أي آية هي؟ فقال: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)
- عن تميم الداري، أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية:( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءمحياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) فلم يزل يرددها حتى أصبح.
-عن ابن عون، قال: حدثني رجل، من أهل الكوفة أن عبد الله بن مسعود صلى ليلة قال: فذكروا ذلك، فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم منذ الليلة يردد آية حتى أصبح. قال ابن عون: بلغني أن الآية : (رب زدني علما (
- عن أبي المنهال سيار بن سلامة، أن عمر بن الخطاب، كرم الله وجهه، سقط عليه رجل من المهاجرين، وعمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيدعليها ويكبر ويسبح ثم يركع ويسجد، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر، فقال له عمر: «لأمك الويل أليست تلك صلاة الملائكة؟»
- عن قدامة أبو محمد، عن امرأة، من أهل بيت عامر بن عبد قيس أن عامرا، قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) قالت: فكظم حتى أصبح، أو قالت: فلم يزل يرددها حتى أصبح.
-
عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة، عن أبيه، عن جده، قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر سورة الطور، فلما انتهت إلى قوله تعالى (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) ذهبت إلى السوق في حاجة، ثم رجعت وهي تكررها (ووقانا عذاب السموم) قال: وهي في الصلاة.
-
عن القاسم بن أبي أيوب، قال: سمعت سعيد بن جبير، يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون(
-
عن العلاء، قال: حدثني رجل، قال: كنت بمكة فلما صليت العشاء إذا رجل أمامي قد أحرم في نافلة فاستفتح (إذا السماء انفطرت) قال: فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر؟ فسألت عنه فقيل لي: هو سعيد بن جبير.
يستحب لقارئ القرآن الجواب عند الآية والشهادة لها
-
عن عبد الله بن السائب، قال: أخر عمر بن الخطاب كرم الله وجهه العشاء الآخرة فصليت، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: (والذاريات ذروا) حتى أتيت على قوله: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فرفع صوته حتى ملأ المسجد: «أشهد»
-
عن صالح أبي الخليل، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه سمع رجلا، يقرأ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: «يا ليتها تمت»
- عن يزيد بن أبي زياد، أن عبد الله بن مسعود، سمع رجلا قرأ (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) فقال: «إي وعزتك، فجعلته سميعا بصيرا، وحيا وميتا»
- عن صالح بن مسمار، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذهالآية يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم فقال: «جهله»
-
عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن آخر، عن آخر، أنه كان يقرأ فوق بيت له فرفع صوته (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) فقال: «سبحانك اللهم وبلى». فسئل عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
-
عن ابن عباس، أنه قرأ في الصلاة (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )فقال: «سبحانك وبلى»
- عن عبد الرحمن بن القاسم، قال: قال أبو هريرة: «من قرأ (لا أقسم بيوم القيامة) فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها:
(أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) فليقل: بلى. وإذا قرأ (والمرسلات) فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: (فبأي حديث بعده يؤمنون) فليقل: " آمنت بالله وما أنزل". ومن قرأ (والتين والزيتون) فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها:( أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل: بلى»
- عن عمر بن عطية، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول: «إذا قرأت (قل هو الله أحد) فقل أنت: الله أحد الله الصمد. وإذا قرأت (قل أعوذ برب الفلق) فقل أنت: أعوذ برب الفلق. وإذا قرأت (قل أعوذ برب الناس) فقل أنت: أعوذ برب الناس».
- ويروى عن معمر بن راشد، أن حجرا المدري قام ليله يصلي، فاستفتح الواقعة، فلما انتهى إلى قوله تعالى (أفرأيتم ما تمنون* أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون) فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ (أفرأيتم ما تحرثون* أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ أفرأيتم (الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ (أفرأيتم النار التي تورون* أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون) فقال: بل أنت يا رب»
- عن عبد خير، قال: سمعت عليا، قرأ في الصلاة (سبح اسم ربك الأعلى فقال: «سبحان ربي الأعلى»، وورد مثل فعله عن أبي موسى، وابن عمر، وابن عباس، وسعيد بن جبير.
-
صلة بن أشيم، قال: «إذا أتيت على هذه الآية ) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) فقف عندها وسل الله الجليل»
-قال أبو عبيد وحدثنا يوسف بن الغرق، بإسناد لا أحفظه قال: «كان يستحب للقارئ إذا أتى على هذه الآية، أو على هؤلاء الآيات (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أن يرفع بها صوته)
- يستحب لقارئ القرآن الترسل في قراءته والترتيل والتدبر
- عن مجاهد في قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) قال: «ترسل فيه ترسيلا»
- عن أم سلمة، أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: قراءة مفسرة حرفا حرفا، وفي رواية عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. (ملك يوم الدين) هكذا قال ابن أبي مليكة.
- عن إبراهيم، قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: «فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن» قال: وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن.
-
عن أبي حمزة، قال: قلت لابن عباس: (إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث فقال: «لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول» قال أبو عبيد حدثنا حجاج، عن شعبة، وحماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، نحو ذلك. إلا أن في حديث حماد: «أحب إلي من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة»
- عن يحيى بن سعيد، عن رجل، حدثه عن أبيه، أنه سأل زيد بن ثابت عن قراءة القرآن في سبع، فقال: «حسن،ولأن أقرأه في عشرين أو في النصف أحب إلي من أن أقرأه في سبع، وسلني عن ذلك، أردده، وأقف عليه(
-
عن عبيد المكتب، قال: قلت لمجاهد: رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة؛ قيامهما واحد، وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ فقال: «الذي قرأ البقرة». ثم قرأ (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)
- عن أبي وائل، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قرأت البارحة المفصل في ركعة. فقال عبد الله: «أنثرا كنثر الدقل، وهذا كهذالشعر؟
يستحب للقارئ تحسين القرآن وتزيينه بصوته
- عن شعبة، قال: حدثني معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح. ثم قرأ معاوية قراءة لينة ورجع، ثم قال: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن
- عن البراءابن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم». قال: نسيتها، فذكرنيها الضحاك، ورواه أبو هريرة بنحوه.
-عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به»
-
عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته».
-عن أبي هريرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فسمع قراءة رجل، فقال: «من هذا؟» قيل: عبد الله بن قيس، فقال: «لقد أوتي هذا من مزامير آل داود»
- قال أبو عبيد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان التيمي، أو نبئت عنه قال: حدثنا أبو عثمان النهدي، قال: «كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج قط، ولا صوت بربط قط، ولا شيئا قط أحسن من صوته»
-
عن أبي عبد الرحمن الحبلي، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: قال: وكان عقبة أحسن الناس صوتا بالقرآن. قال عمر: «يا عقبة، اعرض علي سورة». قال: فعرض عليه (براءة من الله ورسوله(
حكم القراءة بالألحان
-تجوز إذا كانت حسن الصوت من طريق الحزن والتخويف والتشويق.
- عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: «وما بأس ذلك؟ سمعت عبيد بن عمير يقول: كان داود يفعل كذا وكذا لشيء ذكره يريد أن يبكي بذلك ويبكي. وذكر شيئا كرهته».
- في حديث أبي موسى: (أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استمعن قراءته، فأخبر بذلك، فقال: لو علمت لشوقت تشويقا، أو حبرت تحبيرا).
-
عن طاوس، عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: «الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى». أو قال: سئل أي الناس أحسن قراءة؟ فقال: «الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله عز وجل»»
- لا تجوز إذا كانت من الألحان المطربة الملهية.
- عن حصين بن مالك الفزاري، قال: سمعت شيخا، يكنى أبا محمد يحدث عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم»
- عن عليم، قال: كنا على سطح، ومعنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال يزيد: لا أعلمه إلا قال: عبس الغفاري فرأى الناس يخرجون في الطاعون، فقال: ما لهؤلاء؟قالوا: يفرون من الطاعون. فقال: يا طاعون، خذني. فقالوا: أتتمنى الموت، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يتمنين أحدكم الموت؟» فقال: «إني أبادر خصالا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته؛ بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم، ليس بأفقههم ولا أفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء» وذكر خلتين أخريين .
-
عن أنس بن مالك، أنه سمع رجلا، يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك، ونهى عنه.
-
عن شعبة، قال: «نهاني أيوب أن أحدث، بهذا الحديث: «زينوا القرآن بأصواتكم».
قال أبو عبيد: وإنما كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة، ولهذا نهاه أن يحدث به.
-
قال أبو عبيد سمعت أبا الحارث المكفوف، يسأل يزيد بن هارون في التعبير، فقال: «بدعة وضلالة». قال: «ما تقول في قراءة الحزن؟» قال: «فاذهب فحزن نفسك في بيتك». قال: ما تقول في قراءة الألحان؟ قال: «بدعة». قال: يا أبا خالد، يشتهيه الناس. قال: «لك غيره.
باب القارئ يجهر على أصحابه بالقرآن فيؤذيهم بذلك
- عن أبي حازم التمار، عن البياضي، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن»
- عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها، يغلط أصحابه

-
عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: جاء الأعلم المؤذن فرفع صوته بالقراءة، فحصبه سعيد بن المسيب وقال: «أتريد أن تكون فتانا؟»
-
عن لقمان بن عامر، قال: صلى رجل إلى جنب أبي مسلم الخولاني، فجهر بالقراءة، فلمافرغ أبو مسلم من صلاته قال: «يا ابن أخي، أفسدت علي وعلى نفسك»
باب القارئ يمد صوته بالقرآن ليلا في الخلوة به
- عن أبي هريرة، قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا، ويخفض طورا
- عن عبد الله بن قيس، قال: سألت عائشة رحمة الله عليها: كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أيسر القراءة، أم يجهر؟ فقالت: «كل ذلك قد كان يفعله؛ ربما أسر، وربما جهر». قال: قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
- عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: «كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي». قال أبو عبيد: تعني بالليل
-
عن محمد بن يحيى بن حبان، عمن حدثه، أن رجلا كان يصلي قريبا من معاذ بن جبل رحمة الله عليه يجهر بالقراءة ففقده معاذ فقال: «ما فعل الذي يطرد الشيطان، ويوقظ الوسنان؟»
-
عن علقمة، قال: بت عند عبد الله ذات ليلة، فقالوا: كيف كانت قراءته؟ فقال: «كان يسمع أهل الدار»
-
عن أبي بكر بن حزم، قال: باتت عندنا عمرة ذات ليلة لمريض كان فينا، فقمت من الليل أصلي، فلما أصبحت فسألت، قالت: «ما منعك أن ترفع صوتك؟ فما كان يوقظنا من الليل إلا قراءة معاذ القارئ، وأفلح مولى أبي أيوب»
-
عن الليث، قال: كان ابن أبي الكنود الأزدي يسمع قراءة خالد بن ثابت الفهمي من الليل إذا صلى على ظهر بيته. قال الليث: وكان بين منزليهما ذود في البعد
حكم القارئ يقرن بين السورتين من القرآن معا في الركعة:
- الذي عليه أمر الناس أن الجمع بين السور في الركعة حسن واسع غير مكروه، وهذا الذي فعله عثمان وتميم الداري وغيرهما هو من وراء كل جمع
ومما يقوي ذلك :

- حديث عبد الله «قد علمت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن».
- عن ابن عمر، أنه كان يقرأ في الركعة من الفريضة بالسورتين والثلاث والأربع.، وفي رواية (أنه كان يقرأ عشر سور في الركعة)
- ما روي من كراهة ذلك:
- عن ابن عمر، أنه كان يقرأ عشر سور في الركعة. قال عاصم: فذكرت ذلك لأبي العالية قال: قد كنت أفعله، حتى حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لكل سورة حظها من الركوع والسجود
»
- عن ابن عمر، أن رجلا، أتاه فقال: قرأت القرآن في ليلة أو قال: في ركعة فقال ابن عمر: «أفعلتموها؟ لو شاء الله لأنزله جملة واحدة، وإنما فصله لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود»
-قال أبو عبيد حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني قباث بن رزين، عن شيخ من المعافر، ذكر منه صلاحا وفضلا، حدثه أن رجلايقال له عباد كان يلزم عبد الله بن عمرو، وكان امرأ صالحا، فكان يقرأ القرآن فيقرن بين السور في الركعة الواحدة، فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو، فأتاه عباد يوما، فقال له عبد الله بن عمرو: «يا خائن أمانته» ثلاث مرات، فاشتد ذلك على عباد، فقال: غفر الله لك، أي أمانة بلغك أني خنتها؟ قال: «أخبرت أنك تجمع بين السورتين في الركعة الواحدة، فقال: إني لأفعل ذلك. فقال: «كيف بك يوم تأخذك كل سورة بركعتها وسجدتها؟ أما إني لم أقل إلا ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم»
باب القارئ يختم القرآن كله في ليلة أو في ركعة:
-
عن السائب بن يزيد، أن رجلا، سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد الله، فقال: إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان. فقال: نعم. قال: قلت: لأغلبن الليلة على الحجر، يعني المقام، فقمت. فلما قمت، إذا أنا برجل متقنع يزحمني، فنظرت، فإذا عثمان بن عفان، رحمة الله عليه وبركاته، فتأخرت عنه، فصلى، فإذا هو يسجد بسجود القرآن، حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر، أوتر بركعة لم يصل غيرها. ثم انطلق.
-
حدثنا أبو عبيد حدثنا هشيم قال: أنا منصور، عن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حيث دخلوا على عثمان،رضي الله عنه، ليقتلوه، فقالت: «إن تقتلوه أو تدعوه، فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن»
-
عن ابن سيرين، أن تميما الداري، قرأ القرآن في ركعة.
-
عن سعيد بن جبير، أنه قال: «قرأت القرآن في ركعة في البيت»
-
عن علقمة، أنه قرأ القرآن في ليلة. طاف بالبيت أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ الطول، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، ثم قرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن.
- عن بكر بن مضر، أن سليم بن عتر التجيبي، كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات، ويجامع ثلاث مرات. قال: فلما مات، قالت امرأته: رحمك الله إنك كنت لترضي ربك، وترضي أهلك. قالوا: وكيف ذلك؟ قالت: كان يقوم من الليل فيختم القرآن، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل ويعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ثم يعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل فيخرج إلى صلاة الصبح..
باب القارئ يحافظ على جزئه وورده من القرآن بالليل والنهار في صلاة أو غير صلاة
(التحزيب)
إلا أن الذي أختار من ذلك ألا تقرأ القرآن في أقل من ثلاث، للأحاديث التي ذكرناها عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الكراهة لذلك

- عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، قال: حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده، أنه كان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك فأنزلهم في قبة له في المسجد أو قال بين المسجد وبين أهله قال: فكان يأتينا فيحدثنا بعد العشاء، وهو قائم حتى يراوح بين قدميه من طول القيام، وكان أكثر ما يحدثنا شكايته قريشا وما كان يلقى منهم. ثم قال: كنا مستضعفين بمكة، فلما قدمنا المدينة، انتصفنا من القوم، وكانت سجال الحرب بيننا علينا ولنا. قال: فاحتبس عنا ليلة، فقلنا: يا رسول الله، لبثت عنا الليلة أكثر مما كنت تلبث فقال: «نعم طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج من المسجد حتى أقضيه»
- حدثني أبو نعيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. وزاد في حديثه قال: فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن، فكيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه: ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل ما بين قاف فأسفل

- عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الرحمنبن عبد القاري، أن عمر، قال: «من فاته حزبه من الليل فقرأه حتى تزول الشمس إلى صلاة الظهر، فكأنه لم يفته، أو كأنه أدركه»
- عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: استأذنت على عمر بالهاجرة، فحبسني طويلا، ثم أذن لي، وقال: «إني كنت في قضاء وردي»
- عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو وهو يقرأ في المصحف، فقلت له، فقال: «هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة»
- عن أم موسى، أن الحسن بن علي كان يقرأ ورده من أول الليل، وأن حسينًا كان يقرؤه من آخر الليل.
- عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني أبو الخير، قال: سمعت عقبة بن عامر، يقول: «ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن»
-
عن ابن عباس وابن عمر، أنهما كانا يقرآن أجزاءهما بعدما يخرجان من الخلاء قبل أن يتوضآ.
-
عن عائشة، قالت: «إني لأقرأ جزئي أو قالت سبعي وأنا جالسة على فراشي، أو على سريري»
- عن أبي بردة، أن معاذا، قال لأبي
موسى: «كيف تقرأ القرآن؟» فقال: «أتفوقه تفوق اللقوح، فكيف تقرأ أنت؟» قال: «أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت كراي، فأقرأ ما كتب لي، فأحتسب نومي كما أحتسب قومي». أو قال: «أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي»
-
عن إبراهيم، قال: «كان أحدهم إذا بقي عليه من جزئه شيء، فنشط، قرأه بالنهار، أو قرأه من ليلة أخرى». قال: «وربما زاد أحدهم.
باب القارئ يقرأ القرآن من مواضع مختلفة أو يفصل القراءة بالكلام
- عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأبي بكر وهو يخافت، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة. فقال لأبي بكر: «مررت بك وأنت تخافت». فقال: إني أسمع من أناجي. قال: «ارفع شيئا». وقال لعمر: «مررت بك وأنت تجهر». قال: أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان. فقال: «اخفض شيئا». وقال لبلال: «مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة». فقال: اخلط الطيب بالطيب. فقال: «اقرأ السورة على وجهها». أو قال: «على نحوها» حدثنا حجاج، عن ليث بن سعد، عن عمر مولى عفرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مر بأبي بكر وعمر وبلال مثل ذلك. إلا أنه قال لبلال: «إذا قرأت السورة فأنفدها»
-
عن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثني رجل، أثق به قال: أم الناس خالد بن الوليد بالحيرة فقرأ من سور شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: «شغلني الجهاد عن تعلم القرآن»
-
عن ابن عون، قال: سألت ابن سيرين عن الرجل، يقرأ من السورة آيتين، ثم يدعها ويأخذ في غيرها، ثم يدعها ويأخذ في غيرها، فقال: «ليتق أحدكم أن يأثم إثما كبيرا وهو لا يشعر»
-
عن ابن مسعود، قال: «إذا ابتدأت في سورة فأردت أنتحول منها إلى غيرها فتحول، إلا قل هو الله أحد فإذا ابتدأت فيها فلا تحول منها حتى تختمها»
-
عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: «كانوا يكرهون أن يقرؤوا بعض الآية ويدعوا بعضها».
قال أبو عبيد: الأمر عندنا على الكراهة لقراءة هذه الآيات المختلفة كما أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم على بلال، وكما اعتذر خالد من فعله، ولكراهة ابن سيرين له. وأما حديث عبد الله فإنما وجهه عندي على أن يبتدئ الرجل في السورة يريد إتمامها، ثم يبدو له في أخرى، فأما من ابتدأ القراءة وهو يريد التنقل من آية إلى آية وترك التأليف لآي القرآن فليس هذا عندنا من فعل أهل العلم، إنما يفعله الأحداث ومن لا علم له؛ لأن الله لو شاء لأنزله على ذلك، أو لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. على أن حجاجا حدثنا عن ابن جريج، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وبلال مثل الحديث الذي ذكرناه عنهم.
إلا أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ذلك حسن». قال أبو عبيد: وذلك أثبت عندي لأنه أشبه بفعل العلماء
- عن ابن عون، قال: كان ابن سيرين يكره أن يقرأ الرجل القرآن، إلا كما أنزل؛ يكره أن يقرأ، ثم يتكلم، ثم يقرأ.
-
عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأه قال: فدخل يوما فقال: أمسك علي سورة البقرة فأمسكها عليه. فلما أتى على مكان منها قال: «أتدري فيم أنزلت؟» قلت: لا. قال: «في كذا وكذا» ثم مضى في قراءته.
قال أبو عبيد: إنما رخص ابن عمر في هذا لأن الذي تكلم به من تأويل القرآن وسببه، كالذي ذكرناه عن ابن مسعود أن أصحابه كانوا ينشرون المصحف فيقرءون، ويفسر لهم، ولو كان الكلام من أحاديث الناس وأخبارهم كان عندي مكروها أن تقطع القراءة به
باب ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن والتعمق في إقامة حروفه وتعليمه غير أهله
-عن حكيم بن جابر، قال: قال حذيفة: «إن أقرأ الناس للقرآن منافق يقرؤه لا يترك منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، لا يجاوز ترقوته»
- عن ابن مسعود، أنه قال
: أعربوا القرآن فإنه عربي، وسيأتي قوم يثقفونه وليسوا بخياركم»
-
عن عبد الرحمن بن شريح أبي شريح، أنه سمع أبا قبيل المعافري، يقول: حدثني أبو مسكينة، قال: قال لي فضالة بن عبيد الأنصاري: «خذ هذا المصحف، وأمسك علي، ولا تردن علي ألفا ولا واوا، فإنه سيكون قوم يقرءون القرآن لا يسقطون منه ألفا ولا واوا. قال: ثم رفع فضالة يديه فقال: «اللهم لا تجعلني منهم»
وفي رواية عن فضالة بن عبيد، مثل ذلك إلا أنه قال: «لا تأخذن علي حرفا إلا آية كاملة»
- عن رجاء بن حيوة، قال: قال الذي يعلم ولد يزيد بن معاوية لمعاوية: قد تعلم من ولد يزيد كذا وكذا القرآن. فقال معاوية: «إن أغر الضلالة الرجل يقرأ القرآن لا يفقه فيه، فيعلمه الصبي والمرأة والعبد، فيجادلون به أهل العلم»
- عن الحسن، قال: «تعلم هذا القرآن عبيد وصبيان لم يأتوه من قبل وجهه، لا يدرون ما تأويله، قال الله تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وما تدبر آياته إلا اتباعه بعلمه،وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه، ثم يقول أحدكم: تعال يا فلان، أقارئك متى كانت القراء تفعل هذا؟ ما هؤلاء بالقراء ولا الحكماء ولا الحلماء، لا أكثر الله في الناس أمثالهم»
باب القارئ يصعق عند قراءة القرآن ومن كره ذلك وعابه
-حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، قال: سمعت أبا حازم، يقول: مر ابن عمر برجل من أهل العراق ساقطا، والناس حوله، فقال: «ما هذا؟» فقالوا: إذا قرئ عليه القرآن أو سمع الله يذكر خر من خشية الله. فقال ابن عمر: «والله إنا لنخشى الله وما نسقط»
- عن عكرمة، قال: سئلت أسماء هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ فقالت: «لا، ولكنهم كانوا يبكون»
-
عن هشام بن حسان، قال: قيل لعائشة: إن قوما إذا سمعوا القرآن صعقوا. فقالت: «القرآن أكرم أن تنزف عنه عقول الرجال، ولكنه كما قال الله عز وجل تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله»
-
عن أنس بن مالك، أنه سئل عن القوم يقرأ عليهم القرآن فيصعقون. فقال: «ذلك فعل الخوارج»
-
عن حمران بن عبد العزيز، وجرير بن حازم، أنهما سمعا محمد بن سيرين، وقد سئل عن الرجل يقرأ عنده القرآن فيصعق، فقال: «ميعاد ما بيننا وبينه أن نجلس على حائط ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره فإن وقع فهو كما يقول» .
باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره
بدء نزول القرآن
- عن ابن عباس، قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة وقرأ: وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا
قال أبو عبيد: ولا أدري كيف قرأ يزيد في حديثه (فرقناه) مشددة أم لا؟ إلا أنه لا ينبغي أن تكون على هذا التفسير إلا (فرقناه) بالتشديد
-
عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان
-
عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزلت صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام أول ليلة من شهر رمضان، ونزلت التوراة على موسى عليه الصلاة والسلام في ست من شهر رمضان ونزل الزبور على داود عليه الصلاة والسلام في اثنتي عشرة من شهر رمضان، ونزل الإنجيل على عيسى عليه الصلاةوالسلام في ثماني عشرة من شهر رمضان، وأنزل الله الفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم في أربع وعشرين من شهر رمضان»
أول مانزل:
فيها قولان:
1- الآيات الخمس الأولى من سورة العلق (اقرأ باسم ربك )

- عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، عن بعض علمائهم، أن أول ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) إلى قوله (علم الإنسان ما لم يعلم) قالوا: هذا صدرها الذي أنزل عليه يوم حراء، ثم أنزل الله آخرها بعد ذلك.
- عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول شيء أنزل من القرآن (اقرأ باسم ربك)
- عن مجاهد: إن أول ما نزل من القرآن (اقرأ باسم ربك الذي خلق) و (نون والقلم)
- عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: (اقرأ باسم ربك) هو أول شيء نزل على محمد صلى الله عليه وسلم
2- سورة المدثر
- عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي فقال: بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا، فأتيت خديجة فقلت: زملوني زملوني قال فزملوني، فأنزل الله عز وجل (يا أيها المدثر، قم فأنذر)
- عن عبد الله بن إبراهيم، أن جابر بن عبد الله، أخبره أن أول شيء نزل من القرآن (يا أيها المدثر، قم فأنذر(
أوائل مخصوصة:
- أول ما نزل في القتال:
- عن الزهري، قال: أول آية أنزلت في القتال: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) ثم ذكر القتال في آي كثير.
المكي والمدني:
- عن علي بن أبي طلحة، قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون يريد الصف والتغابن، و(يا أيها النبي إذا طلقتم)، (ويا أيها النبي لم تحرم)، والفجر، والليل، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر)، و(لم يكن)، و(إذا زلزلت)، و(إذا جاء نصر الله)؛ وسائر ذلك بمكة.
-عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: إن بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه من تلادي ومن العتيق الأول. قال أبو عبيد: قوله من تلادي، يقول من أول ما أخذت من القرآن شبهه بتلاد المال القديم، ومعناه أن ذلك كان بمكة
- قول عائشة (إنما أنزل أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام. ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر، ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا. ولقد نزل على محمد صلى عليه وسلم - وإني لجارية بمكة ألعب
(والساعة أدهى وأمر)، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. قال: فأخرج المصحف، فأمليت عليه أنا السور.
- عن مجاهد، قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة
ضابط المكي والمدني:
- عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ما كان من حد أو فريضة، فإنه أنزل بالمدينة، وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة

- عن علقمة، قال: كل شيء من القرآن (يا أيها الذين آمنوا) فإنه أنزل بالمدينة، وما كان (يا أيها الناس) فإنه أنزل بمكة
-
عن ميمون بن مهران، قال: ما كان في القرآن (يا أيها الناس) أو (يا بني آدم) فإنه مكي، وما كان (يا أيها الذين) آمنوا فإنه مدني
ما نزل ليلًا:
- عن ابن عباس، قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاجملة، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح
آخر ما نزل:
- عن عطاء بن أبي رباح، قال: آخر أية أنزلت من القرآن: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)
- عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)
قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه.
- عن ابن عباس، قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس

-
عن ابن شهاب، قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين
- عن البراء بن عازب، قال: آخر آية أنزلت (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة)

آخر سورة نزلت كاملة:
- عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا

جماع أحاديث القرآن وإثباته في كتابه وتأليفه وإقامة حروفه
جمع القرآن في عهد النبي:
عن عثمان بن عفان، رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة، دعا بعض من يكتب، فقال: «ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا»
جمع القرآن في عهد أبي بكر:
- عن علي، قال: «رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن».
- عن عبد خير، قال: «أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه»
- عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت، حدثه قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عنده عمر، فقال أبو بكر: «إن عمر أتاني فقال:» إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوماليمامة، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها، فيذهب بقرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن». قال: فقلت له: «كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ «قال لي: هو والله خير». فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري له، ورأيت فيه الذي رأى عمر. قال: قال زيد: وقال أبو بكر: «إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن، فاجمعه». قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذلك». فقلت: «كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله؟» فقال أبو بكر: «هو والله خير». فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح صدورهما. فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف ومن صدور الرجال، فوجدت آخر سورة براءة من خزيمة بن ثابت: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم( حتى ختم السورة. قال عبد الرحمن: فحدثني رجل عن إبراهيم بن سعد في هذا الحديث قال: فكانت الصحف عند أبي بكر حتى مات، ثم كانت عند عمر حتى مات، ثم كانت عند حفصة.
جمع عثمان
- عن أنس بن مالك، أن حذيفة بن اليمان، كان يغازي أهل الشام مع أهل العراق في فتح أرمينية وأذربيجان، فأفزعه اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن «أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها عليك». فأرسلت حفصةبالصحف إلى عثمان، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وإلى عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فأمرهم أن ينسخوا الصحف في المصاحف، ثم قال للرهط القرشيين الثلاثة: «ما اختلفتم فيه أنتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم». قال: ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، بعث عثمان في كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوها، ثم أمر بما سوى ذلك من القرآن، كل صحيفة أو مصحف أن تخرق أو تحرق.
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت، قال: «فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها»
- عن مصعب بن سعد، قال: «أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد
»
- عن سويد بن غفلة، قال: قال علي رضي الله عنه: «لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان»
- عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا، من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ فقال محمد: «قد قبضه عثمان». فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: «قد قبضه عثمان رضي الله عنه»
- عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: «ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟فقال عثمان: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: «ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا»، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطول «
-
عن محمد بن شعيب بن شابور، قال أبو عبيد: لا أدري إلى من أسنده، «أن الأنفال وبراءة جمعتا؛ لأن فيهما ذكر القتال». قال: يقول: «فهما جميعا سورة واحدة»
- عن هانئالبربري مولى عثمان قال: كنت عند عثمان، وهم يعرضون المصاحف، فأرسلني بكتف شاة إلى أبي بن كعب، فيها «لم يتسن»، وفيها «لا تبديل للخلق»، وفيها «فأمهل الكافرين». قال: فدعا بالدواة فمحا إحدى اللامين، وكتب لخلق الله، ومحا «فأمهل»، وكتب فمهل، وكتب لم يتسنه ألحق فيها الهاء «
- عن هانئ مولى عثمان قال: كنت الرسول بين عثمان، وزيد بن ثابت، فقال زيد: سله عن قوله: «لم يتسن» أو لم يتسنه؟» فقال عثمان: «اجعلوا فيها الهاء»
- عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيها حروفا من اللحن، فقال: «لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال: ستعربها بألسنتها، لو كان الكاتب من ثقيف، والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف»
- عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن: عن قوله (إن هذان لساحران)، وعن قوله (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) فقالت: «يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب»
-
عن هارون، قال: «في قراءة أبي بن كعب مكان قوله (إن الذين آمنوا): (يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون». قال أبو عبيد: ويروى عن حماد بن سلمة، عن الزبير أبي عبد السلام قال: قلت لأبان بن عثمان: ما شأنها كتبت والمقيمين؟ قال: إن الكاتب لما كتب قال: ما أكتب؟ فقيل له: اكتب (والمقيمين الصلاة).
- موقف ابن مسعود:
قال قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال: «يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل
كافر؟» يعني زيدا. قال: وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة». فألقوا إليه المصاحف. قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: «ثكلتك أمك ألا أراك تصلي وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟». قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدار فلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله لا أدفعه». فقال: «ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا». فقال: «والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ والله لا أدفعه إليهم
»
- عن ابن شهاب، قال: أخبرني ابن السباق، عن زيد بن ثابت، ثم ذكر مثل حديث أبي اليمان عن ابن شهاب، عن ابن السباق، عن زيد، ومثل حديثه عن أنس، ولم يذكر ما سوى ذلك، إلا أنه قال في آخره: فلما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها الصحف ليمزقها، وخشي أن يخالف الكتاب بعضه بعضا، فمنعته إياها. قال: قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله، إنه لما توفيت حفصة أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلنها، فأرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف لما نسخ عثمان. قال أبو عبيد: لم يسمع في شيء من الحديث أن مروان هو الذي مزق الصحف إلا في هذا الحديث.
باب عرض القراء للقرآن وما يستحب لهم من أخذه عن أهل القراءة واتباع السلف فيها والتمسك بما تعلمه به منها
- عن الشعبي، أن جبريل، كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بما أنزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.
-
عن ابن سيرين، قال: نبئت أن القرآن كان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين. قال ابن سيرين: فيرون، أو فيرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءتين عهدا بالعرضة الآخرة.
-
عن شعبة، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «إني أمرت أن أقرأ عليك أو قال: إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا) فقال: أوسماني؟ قال:» نعم «. قال: فبكى
- عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمرني أن أعرض القرآن عليك» فقال: أسماني لك ربك؟ قال: «نعم» فقال أبي: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون) هكذا القراءة بالتاء.
قال أبو عبيد: معنى هذا الحديث عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك العرض على أبي أن يتعلم أبي منهالقراءة، ويستثبت فيها، وليكون عرض القرآن سنة، وليس هذا على أن يستذكر النبي صلى الله عليه وسلم منه شيئا بذلك العرض.
- عن هشام بن عمار، قال: حدثني أبو الضحاك عراك بن خالد بن صالح بن صبيح المري قال: سمعت يحيى بن الحارث الذماري، يقول: كنت ختمت القرآن على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأه عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأه المغيرة على عثمان بن عفان ليس بينه وبينه أحد.
-
عن عاصم ابن بهدلة، أنه قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش،قال: وقرأ أبو عبد الرحمن على علي، وقرأ زر على عبد الله(ابن مسعود).
- عن مجاهد، قال: ( عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات(
-
عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، أنه أخذ القراءة عن يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم الليثي.
-
عن إسماعيل بن جعفر، أنه قرأ القرآن على عيسى بن وردان الحذاء. قال: وقرأت القرآن أيضا على سليمان بن مسلم بن جماز، وقرأ سليمان على أبي جعفر يزيد بن القعقاع
مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. قال: قال سليمان: وأخبرني أبو جعفر أنه كان يمسك المصحف على عبد الله بن عياش، وعنه أخذ القراءة. قال سليمان: وأخبرني أبو جعفر أنه كان يقرئ القرآن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحرة، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين. قال إسماعيل: وقرأت القرآن على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة. قال: وكان إمام أهل المدينة في القراءة. قال: وكان قديما. قال إسماعيل: أخبرني سليمان بن مسلم أن شيبة أخبره أنه أتى به أم سلمة، وهو صغير، فمسحت رأسه، وبركت عليه. قال إسماعيل: ثم هلك شيبة، فتركت قراءته، وقرأت بقراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم
-
قال أبو عبيد: حدثني عدة من أهل العلم دخل حديث بعضهم في بعض، عن أبي عمرو بن العلاء، أنه قرأ القرآن على مجاهد، وسعيد بن جبير.
- وعن سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج أنه قال: إنما أقرأ القرآن على قراءة مجاهد.
- وعن الأعمش أنه قرأ على يحيى بن وثاب.
- وعن حمزة الزيات أنه قرأ على حمران بن أعين، وكانت هذه الحروف التي يرويها عن الأعمش إنما أخذها عن الأعمش أخذا، ولم يبلغنا أنه قرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره. -- وعن أبي بكر بن عياش أنه قرأ على عاصم ابن بهدلة
.
شروط القراءة الصحيحة المقبولة:
1- صحة السند ) قال أبو عبيد: وإنما نرى القراء عرضوا القراءة على أهل المعرفة بها، ثم تمسكوا بما علموا منها مخافة أن يزيغوا عما بين اللوحين بزيادة أو نقصان)
2- موافقة رسم المصحف ( ولهذا تركوا سائر القراءات التي تخالف الكتاب، ولم يلتفتوا إلى مذاهب العربية فيها إذا خالف ذلك خط المصحف، وإن كانت العربية فيها أظهر بيانا من الخط، ورأوا تتبع حروف
المصاحف، وحفظها عندهم كالسنن القائمة التي لا يجوز لأحد أن يتعداها
- عن علي، رضي الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم»
-
عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، وإياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال
-
عن عروة بن الزبير، قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه.
-
عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال لي زيد بن ثابت: القراءة سنة.
باب ذكر قراء القرآن ومن كانت القراءة تؤخذ عنه من الصحابة والتابعين بعدهم
من الصحابة:
ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة وزيد بن ثابت، وأبو زيد
- عن عمر، قال: سمرنا ليلة عند أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بيني وبين أبي بكر، فلما انتهينا إلى المسجد، إذا رجل يقرأ، فقام يستمع، فقلت: يا رسول الله، أعتمت، فغمزني بيده، فسكت. فقرأ، وركع، وسجد، وجلس يدعو ويستغفر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه» ثم قال: «من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه كما قرأه ابن أم عبد». قال: فعلمت أنا وصاحبي أنه عبد الله. قال: فلما أصبحت غدوت عليه لأبشره، فقال: قد سبقك أبو بكر. قال: وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه.
-
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة»
-
عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤهم للقرآن أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت. وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».
-
عن الحسن، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «علي أقضى أمتي، وأبي أقرؤهم، وأبو عبيدة آمنهم». أو قال: «أمينهم»
- عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس، يقول: قال عمر: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي
-
عن أنس بن مالك، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبي بن كعب
من التابعين:
علقمة والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس وعامر بن عبد قيس

-
عن إبراهيم، قال: (كان الذين يقرئون الناس القرآن ويعلمونهم من أصحاب عبد الله ستة: علقمة والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس)
- عن الحسن، قال: كان عامر بن عبد قيس يصلي الصبح في المسجد، يقوم في ناحية منه فيقول: من أقرئ؟ فيأتيه ناس فيقرئهم القرآن حتى تطلع الشمس، وتمكن الصلاة، فيقوم فيصلي حتى يصلي الظهر، ثم يصلي حتى تصلى العصر، ثم يقوم إلى مجلسه من المسجد فيقول: من أقرئ؟ فيأتيه ناس فيقرئهم القرآن حتى يقوم لصلاة المغرب، ثم يصلي حتى تصلى العشاء، ثم ينصرف إلى منزله، فيأخذ أحد رغيفيه من سلته، فيأكله، ويشرب عليه، ثم يضع رأسه، فينام نومة خفيفة، ثم يقوم لصلاته، فإذا كان من السحر أخذ رغيفه الآخر فأكل وشرب، ثم خرج إلى المسجد
حكم ترتيب السور في القراءة:
- عن ابن جريج، قال: أخبرني يوسف بن ماهك، قال: إني لعند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاء أعرابي فقال: يا أم المؤمنين، أرني مصحفك. فقالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنا نقرؤه غير مؤلف. قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل؟
باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن
عن عمر بن الخطاب، أنه كان يقرأ: (غير المغضوب عليهم وغير الضالين)
- عن محمد بن عقبة اليشكري، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن الزبير، يقرأ: (صراط من أنعمت عليهم)
- عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما)
- عن عكرمة، أنه كان يقرأ: «وعلى الذين يطوقونه». وقال: «يكلفونه ولا يطيقونه»
-
عن مجاهد، قال: كان ابن عباس يقرؤها: «يطوقونه». وقال: «الشيخ الكبير يطعم عنه نصف صاع»
-
عن علقمة، قال: هي قراءة عبد الله: (وأتموا الحج والعمرة إلى البيت). قال: «لا يجاوز بالعمرة البيت»
-عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج» ، وروي كذلك عن عكرمة.
- عن ابن جريج، قال: «هي في مصحف ابن مسعود: «ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى الله».
- عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها: «للذين يقسمون من نسائهم تربص أربعة أشهر»
- عن أبيبن كعب، أنه قرأها: «فإن فاءوا فيهن فإن الله غفور رحيم»
-
عن ابن أسلم، أن عمرو بن رافع، قال: أمرتني حفصة فكتبت لها مصحفا، فقالت: إذا بلغت آية الصلاة فأخبرني. فلما بلغت (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) قالت: «(وصلاة العصر)، أشهد أني سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، وفي رواية عنها قالت: (صلاة العصر): بغير واو، ومثله جاء عن عائشة
و أبي بن كعب وابن عباس.

-
عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ: «الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة»
-
عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: «ولم تجدوا كتابا»
- عن يزيد بن أبي مالك، قال: «هو إبراهام وإبراهيم، مثل يعقوب وإسرائيل». قال: وكان سعيد بن عبد العزيز يشتد في ترك ذلك. قال أبو مسهر: وكان عبد الله بن عامر اليحصبي وعطية بن قيس يشتدان في ذلك أيضا. قال أبو عبيد: يعني ألا يقرأ إبراهام في موضعه، يقول: سمي باسمين كما سمي يعقوب وإسرائيل.
قال أبو عبيد: وتتبعت اسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصة إبراهم بغير ياء
- عن عمر، أنه صلى العشاء الآخرة فاستفتح آل عمران فقرأ: «آلم الله لا إله إلا هو الحي القيام». قال هارون: هي في مصحف عبد الله مكتوبة: «الحي القيم
».
- عن إبراهيم، عن علقمة، أنه قرأها: «الحي القيام». قال: قلت: «أأنت سمعتها منه؟ قال: لا أدري»
- عن عطاء، قال: سمعت ابن عباس، يقرأ (فيه آيات بينات)،ثم قال: لا، «فيه آية بينة مقام إبراهيم»، وهو هذا الذي في المسجد»
- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قرأ: «فيه آية بينة»
- عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقرأ: «وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت من أمه»
-
عن ابن عباس، أنه قرأ: «فما استمتعتم به منهن إلى أجل فآتوهن أجورهن»
-عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال: في قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: «ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك»
- عن عائشة، أنها كانت تقرأ: «إن يدعون من دونه إلا أوثانا»
-
عن الحكم، قال: في قراءة عبد الله: «بل يداه بسطان»
-
عن حامية بن رئاب، قال: سألت سلمان عن هذه الآية (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) فقال: دع القسيسين في الصوامع والخرب، أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا»
- عن إبراهيم: في قراءة عبد الله: «فصيام ثلاثة أيام متتابعات»
-عن أبي الزاهرية، أن عثمان، كتب في آخر المائدة: «لله ملك السماوات والأرض والله سميع بصير»، وكتب: «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا»
- عن مجاهد: في قراءة ابن مسعود: (يدعونه إلى الهدى بينا)
- عن هارون، قال: وحدثنا في قراءة أبي بن كعب: (وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا) التي في الأنعام
- عن هارون، قال: في جزء أبي بن كعب: {هذه أنعام وحرث} حرج.
- عن هارون، قال: في حرف ابن مسعود: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذين أحسنوا)
- عن لهيعة بن عقبة، قال: سمعت أبان بن عثمان، يقرأ يوم الجمعة على المنبر سورة الأنعام ويقول: (من الضأن اثنان)
- عن مجاهد، قال: في قراءة ابن مسعود: (حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط)
- عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (حتى يلج الجمل في سم الخياط) قال: «القلس من قلوس البحر». قال: وكان يقرأ ) ويذرك وإلاهتك) قال هارون: وفي حرف أبي بن كعب في مصحفه (وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك)
-
عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح، وإن تنتهوا فهو خير لكم، وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم من الله شيئا)
-
عن أبي سفيان الكلاعي، أن مسلمة بن مخلد الأنصاري، قال لهم ذات يوم: أخبروني بآيتين من القرآن لم تكتبا في المصحف، فلم يخبروه، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال مسلمة: (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون، والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم الذينغضب الله عليهم أولئك ما تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)
-
عن هارون، قال: أخبرني حبيب بن الشهيد، وعمرو بن عامر الأنصاري، أن عمر بن الخطاب، قرأ: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصارُ الذين اتبعوهم بإحسان) فرفع الأنصار، ولم يلحق الواو في الذين، فقال له زيد بن ثابت: (والذين اتبعوهم بإحسان) فقال عمر: (الذين اتبعوهم بإحسان) فقال زيد: أمير المؤمنين أعلم. فقال عمر: «ائتوني بأبي بن كعب، فسأله عن ذلك فقال أبي: (والذين اتبعوهم بإحسان) فقال عمر:» فنعم إذا «. فتابع أبيا.
- عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، يقرأ هذه الآية (إنما مثلالحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض)..... إلى قوله: (كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها) قال: هكذا قرأها أبي بن كعب.
- عن هارون: في حرف أبي بن كعب: (ما أتيتم به سحر) وفي حرف ابن مسعود: (ما جئتم به سحر)
- عن محمد بن عباد بن جعفر، قال: سمعت ابن عباس، يقرأ: (ألا إنهم يثنوني صدورهم)
- عن مجاهد، أنه قرأ «لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين» قال: قال هارون: وفي حرف أبي بن كعب «عبرة للسائلين» تصديق لقول مجاهد، أو قال: لقراءة مجاهد.
-
عن ابن عباس، أنه كان يقرأ «أفلم يتبين الذين آمنوا( ، وعن ابن أبي مليكة، قال: «إنما هي» أفلم يتبين.
-
عن هارون، قال: وفي قراءة أبي بن كعب (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه يقرؤه يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا)
-
عن مجاهد، قال: كنت لا أدري ما الزخرف؟ حتى وجدت في قراءة عبد الله (أو يكون لك بيت من ذهب)
- عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، أنه قرأ (فسأل موسى فرعون أن أرسل معي بني إسرائيل). قال أبو عبيد: يعني في قوله: (فاسأل بني إسرائيل)
- عن أبي الزاهرية، قال: كتب عثمان: (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا). قال أبو عبيد: وكذلك يحدث هذا الحرف عن شعبة، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري.
-
عن هارون، قال: في حرف عبد الله: لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال: وفي حرف أبي بن كعب: (لأوتيت عليه أجرا)
-
عن إبراهيم، عن علقمة، أنه قرأها (فخاطبها من تحتها)
-
عن سليمان التيمي، قال: سمعت أنس بن مالك، يقرأ: (إني نذرت للرحمن صوما وصمتا)
-
عن عكرمة، أن عمر بن الخطاب، كان يقرؤها (وإن كاد مكرهم) بالدال، ورويت هذه القراءة عن علي .
- عن هارون، قال: قراءة أبي بن كعب (فإذا أردنا أن نهلك قرية بعثنا أكابر مجرميها فمكروا فيها فحق عليها القول) قال: وفي قراءته (كل ذلك كان سيئاته عند ربك)
- عن الزبير بن خريت، عن عكرمة، قال أبو عبيد: لا أدري أهو عن ابن عباس أم لا، أنه كان يقرأ (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرى) ويقول: حولوا الواو إلى موضعها (والذين يحملون العرش ومن حوله)
- عن هارون، قال: وفي مصحف أبي بن كعب (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله......... لله)، كلهن بغير ألف
- عن هارون، قال: حدثني عاصم الجحدري، قال: كانت في الإمام مصحف عثمان الذي كتبه للناس (لله... لله) كلهن بغير ألف. فقال: قال عاصم: وأول من ألحق هاتين الألفين في المصحف نصر بن عاصم الليثي. قال أبو عبيد: وقرأت أنا في مصحف بالثغر قديم، بعث به إليهم، فيما أخبروني به قبل خلافة عمر بن عبد العزيز، فإذا كلهن (لله لله) بغير ألف.
- عن ميمون بن مهران، قال: في قراءة ابن مسعود (فاذكروا اسم الله عليها صوافن). وروي عن ابن عمر، مثل ذلك (صوافن) وقال: قياما
- عن ابن عباس، أن عمر، سأله عن قول اللهلأزواج النبي صلى الله عليه وسلم (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى): «هل كانت جاهلية غير واحدة؟» فقال ابن عباس: «يا أمير المؤمنين، أوما سمعت أولى إلا لها آخرة؟» فقال: «هات من كتاب الله ما يصدق ذلك». فقال ابن عباس: «إن الله يقول: (جاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة)
- عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها (حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا) وقال: (وتستأنسوا) وهم من الكتاب.
-
عن مجاهد، أنه كان يقرؤها (مثل نور المؤمن كمشكاة فيها مصباح)
-
عن أبي العالية، قال: هي في قراءة أبي بن كعب (مثل نور من آمن به) أو قال (مثل من آمن به)
-
عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (فليس عليهن جناح أن يضعن من ثيابهن غير متبرجات) ويقول: «هو الجلباب»
-
عن عقبة بن عامر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ الآية في خاتمة النور، وهو جاعل أصابعه بين عينيه يقول: (بكل شيء بصير)
- عن أبي سفيان، عن جابر: (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم) قال: كذلك قرأها.
-
عن ابن جريج، قال: في قراءة ابن مسعود: (فعلتها إذًا وأنا من الجاهلين)
- عن مجاهد، قال: في قراءة ابن مسعود: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أنظر في كتاب ربي وآتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)
- عن أبي جمرة، قال: قال لي ابن عباس في هذه الآية(بل ادارك علمهم في الآخرة )قال: (بلى آدرك علمهم في الآخرة) «أي لم يدرك». قال أبو عبيد: يعني أنه قرأها بالاستفهام.
-
عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (أم تدارك علمهم في الآخرة)
-
عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (أخرجنا لهم دابة من الأرض تنبئهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)
-
عن هارون، قال: في حرف ابن مسعود (وأن اتل القرآن) على الأمر، وفي حرف أبي بن كعب (واتل عليهم القرآن)
-
عن عكرمة، قال: في القراءة الأولى: (فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب)
- عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنه قرأها (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرات أعين)
- عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (يا حسرة العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون)
- عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس،أنه كان يقرأ (والشمس تجري لا مستقر لها)
-
عن ابن سيرين، قال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة) وفي قراءتنا (إن كانت إلا صيحة واحدة(
-
عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (فمنها ركوبتهم ومنها يأكلون)، وكذلك ورد عن عائشة.
- عن ابن جريج، قال: في قراءة ابن مسعود (ثم إن مقليهم لإلى الجحيم)
- عن أسماء بنت يزيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (إنه عمل غير صالح)
وفي حديث غير ابن كثير بهذا الإسناد قال: لقد سمعته يقرأ (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم)
- عن هارون، قال: في قراءة ابن مسعود (على قلب كل متكبر جبار (
-
عن هارون، قال: في قراءة أبي بن كعب (وجعلوا الملائكة عباد الرحمن إناثا) ليس فيه (الذين هم(
- عن عون بن عبد الله بن عتبة، أن ابن مسعود، أقرأ رجلا (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) فقال الرجل: (طعام اليتيم) فرددها عليه، فلم يستقم به لسانه. فقال: «أتستطيع أن تقول (طعام الفاجر)؟» قال: نعم. قال: «فافعل»
- عن ابن جريج، قال: في قراءة ابن مسعود (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نحيا ونموت)
- عن هارون، قال: في قراءة ابن مسعود (ويعزروه ويوقروه ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). قال أبو عبيد: وبعض أهل اليمن يقرأ هذا الحرف (وتعززوه) كلتاهما زاي
- عن عائشة، قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت بيتا:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه = ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر: بل (جاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد) قال أبو عبيد: هكذا أحسبه قرأها؛ قدم الحق وأخر الموت.
- عن ابن لهيعة، قال: سمعت أبا طعمة، يقرأ (على رفارف خضر وعباقري حسان) قال: وكان أبو طعمة من قراء أهل المدينة. قال أبو عبيد: وهذا الحرف يروى مرفوعا يحدثونه عن الأرطباني، عن عاصم الجحدري، عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمحدثون يحدثونه بالإجراء، ولا أدري أمحفوظ هو أم لا، إلا أنه في العربية على ترك الإجراء.
-
عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون)
-
عن خرشة بن الحر، أن عمر بن الخطاب، رأى معه لوحا مكتوبا فيه (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) فقال: من أقرأك أو من أمل عليك هذا؟ فقال: أبي بن كعب. فقال: إن أبيا كان أقرأنا للمنسوخ. اقرأها (فامضوا إلى ذكر الله)
- عن إبراهيم، قال: قرأها عبد الله (فامضوا إلى ذكر الله) قال: وقال: «لو كانت: (فاسعوا) لسعيت حتى يسقط ردائي»
- عن عباد بن راشد، قال: سمعت الحسن، يقول: «فاسعوا إلى ذكر الله) أما والله ما هو بالسعي على الأقدام، ولقد أمروا أن يأتوا الصلاة،وعليهم السكينة والوقار، ولكنه السعي بالنية، والإخلاص لله عز وجل»
-
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن)
-
عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أنه قرأها (فطلقوهن لقبل عدتهن)
-
عن مجاهد، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (فطلقوهن لقبل عدتهن)
-
عن ابن جريج، قال: سمعت مجاهدا، يقرؤها (فطلقوهن لقبل عدتهن).
-
عن عبد الله، أنه قرأ (ليزهقونك)
-
عن عبد الله، أنه قرأ: (يا أيها الكفار ما سلككم في سقر). قال أبو عبيد: وهذا الحرف عن عمر: (يا أيها المرء ما سلكك في سقر)
- عن علقمة، قال: لقيت أبا الدرداء فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: أتقرأ علي قراءة عبد الله؟ قلت: نعم، قال: فاقرأ (والليل إذا يغشى)، فقرأت: (والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى) قال: فضحك وقال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها.

- عن خالد بن أبي عثمان الأموي، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقرأ (كالصوف المنفوش)
- عن عمرو ذي مر، عن علي، أنه قرأ (والعصر، ونوائب الدهر، لقد خلقنا الإنسان لخسر، وإنه فيه إلى آخر الدهر)
- عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسولصلى الله عليه وسلم يقرأ (ويل أمكم قريش إيلافهم، رحلة الشتاء والصيف)
- عن ابن عباس، أنه قرأ (إذا جاء فتح الله والنصر)
- عن ابن سيرين، قال: كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين، و(اللهم إنا نستعينك)، و(اللهم إياك نعبد). وتركهن ابن مسعود، وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب والمعوذتين.
- عن عزرة، قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب هاتين السورتين (اللهم نستعينك) و (اللهم إياك نعبد)
- عن ميمون بن مهران، قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب (اللهم نستعينك ونستغفرك) إلى قوله (بالكافرين ملحق.
باب ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف

- عن ابن عمر، قال: «لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه»
- عن عائشة، قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن.
-
عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: يا زر، كأين تعد؟ أو قال: كأين تقرأ سورةالأحزاب؟ قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: «إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم». قلت: وما آية الرجم؟ قال: (إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله. والله عزيز حكيم
-
عن أبي أمامة بن سهل، أن خالته، قالت: لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة)
-
عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال: «ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتابالله الجلد؟ وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت»
-
عن عمر، قال: «لقد هممت أن أكتب في ناحية المصحف: شهد عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا»
- عن بجالة، أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وهو أبوهم) فقال عمر: «لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب». فأتيا أبي بن كعب فقال: «يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟» فقال أبي: «كانت فيما أسقط». قال عمر: «فأين كنت عنها؟ فقال: شغلني عنها ما لم يشغلك»
- عن أبي واقد الليثي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم، فقال: «إن الله يقول: (إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون له الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون له الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب
- عن أبي موسى الأشعري، قال: نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها (إن الله سيؤيد هذاالدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب)
-
عن زيد بن أرقم، قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث. ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب)
- عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: كنا نقرأ (لو أن لابن آدم ملء واد مالا، لأحب إليه مثله. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب)
- عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، قال: سمعت ابن عباس، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل ذلك. قال: قال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟

- عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى) قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف. وعن عبد الرحمن بن هرمز وغيره مثل ذلك في مصحف عائشة.
-
عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: كنا نقرأ (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) ثم قال لزيد بن ثابت: أكذاك يا زيد؟ قال: نعم.
- عن نافع بن عمر الجمحي، قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم نجد فيما أنزل علينا أن (جاهدوا كما جاهدتم أول مرة)؟ فإنا لا نجدها فقال: أسقطت فيما أسقط من القرآن.
حكم القراءات الشواذ والروايات عن الصحابة التي لم تثبت في المصحف الإمام
فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه، وذلك كقراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) وكقراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم)، ومثل قراءة أبي بن كعب (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...)، وكقراءة سعد (فإن كان له أخ أو أخت من أمه) وكما قرأ ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج)، وكذلك قراءة جابر (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيفإذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم صار في نفس القراءة؟ فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل. على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله. إنما يعرف ذلك العلماء. وكذلك يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ (يقص الحق )فلما وجدتها في قراءة عبد الله (يقضي بالحق) علمت أنت أنما هي (يقضي الحق)، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة. وكذلك قراءة من قرأ (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) لما وجدتها في قراءة أبي (تنبئهم) علمت أن وجه القراءة تكلمهم.
ولم يجعلوا من جحدها كافرا. إنما تقرأ في الصلاة. ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار، وإسقاط لما سواه ثم أطبقت عليه الأمة، فلم يختلف في شيء منه، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم، وتوارثه القرون بعضها عن بعض، وتتعلمه الولدان في المكتب.
- عن عمران بن حدير، قال: قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ قال أبو عبيد: يقول: إنه كان مأمونا على ما أسقط، كما هو مأمون على ما نسخ.
والذي ألفه عثمان، هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بمايحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل
حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق

وهي اثنا عشر حرفا

- عن إسماعيل بن جعفر المديني، أن أهل الحجاز، وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف.قال
1- كتب أهل المدينة في سورة البقرة (وأوصى بها إبراهيم بنيه) بالألف، وكتب أهل العراق ووصى بغير ألف.
2- وفي آل عمران، كتب أهل المدينة (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو، وأهل العراق: (وسارعوا) بالواو.
3- وفي المائدة (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) بغير واو، وأهل العراق: (ويقول) بالواو.
4- وفيها أيضا أهل المدينة (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه) بدالين، وأهل العراق (من يرتد) بدال واحدة.
5- وفي سورة براءة، أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) بغير واو، وأهل العراق: (والذين اتخذوا) بالواو.
6- وفي الكهف أهل المدينة (لأجدن خيرا منهما منقلبا) على اثنين، وأهل العراق
: (خيرا منها منقلبا) على واحدة.
7- وفي الشعراء، أهل المدينة (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء، وأهل العراق: (وتوكل) بالواو
.
8- وفي المؤمن، أهل المدينة (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف، وأهل العراق (أو أن) بألف.
9- وفي عسق، أهل المدينة: (بما كسبت أيديكم) بغير فاء. وأهل العراق (فبما كسبت) بالفاء.
10- وفي الزخرف أهل المدينة: (تشتهيه الأنفس) بالهاء، وأهل العراق (تشتهي الأنفس) بغير هاء.
11- وفي الحديد أهل المدينة (إن الله الغني الحميد) بغير هو، وأهل العراق: هو الغني الحميد.
12- وفي الشمس وضحاها أهل المدينة: (فلا يخاف عقباها) بالفاء، وأهل العراق: (ولا يخاف عقباها) بالواو

باب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق وقد وافقت أهل الحجاز في بعض وفارقت بعضا
- عن هشام بن عمار، عن أيوب بن تميم، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن عبد الله بن عامر اليحصبي، قال هشام: وحدثناه سويد بن عبد العزيز، أيضا، عن الحسن بن عمران، عن عطية بن قيس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن هذه الحروف في مصاحف الشام، وقد دخل حديث أحدهما في حديث الآخر، وهي ثمان وعشرون حرفا في مصاحف أهل الشام:
1- في سورة البقرة: (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) بغير واو.
وفي سورة آل عمران: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو.
وفيها أيضا: (جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب) كلهن بالباء.
وفي النساء: (ما فعلوه إلا قليلا منهم) بالنصب.
وفي المائدة: (يقول الذين
آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا) بغير واو.
وفيها أيضا: (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم) بدالين.
وفي الأنعام: (ولدار الآخرة خير) بلام واحدة.
وفيها أيضا: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بنصب الأولاد وخفض الشركاء، ويتأولونه قتل شركائهم أولادهم.
وفي الأعراف: (قليلا ما تتذكرون) بتاءين.
وفيها أيضا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي) بغير واو.
وفيها أيضا: في قصة صالح: (قال الملأ الذين استكبروا) بغير واو.
وفيها أيضا: في قصة شعيب: (وقال الملأ) بالواو.
وفيها أيضا: (وإذا أنجاكم من آل فرعون) بغير نون.
وفي براءة: (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير واو.
وفي يونس: (هو الذي ينشركم في
البر والبحر) بالنون والشين.
وفيها: (إن الذين حقت عليهم كلمات ربك) على الجمع.
وفي بني إسرائيل: (قال سبحان ربي هل كنت) بالألف على الخبر.
وفي الكهف: (خيرا منهما منقلبا) على اثنين.
وفي سورة المؤمنين: (سيقولون لله لله لله) ثلاثتهن بغير ألف.
وفي الشعراء: (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء.
وفي النمل: (إننا لمخرجون) على نونين بغير استفهام.
وفي المؤمن: (كانوا هم أشد منكم قوة) بالكاف.
وفيها أيضا: (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف.
وفي عسق: (ما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم) بغير فاء.
وفي الرحمن: (والحب ذا العصف والريحان) بالنصب.
وفيها أيضا: (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام
) بالرفع.
وفي الحديد: (إن الله الغني الحميد) بغير هو
وفي الشمس وضحاها (فلا يخاف عقباها) بالفاء.
الخلاف بين مصاحف العراق (بين مصاحف الكوفة والبصرة).
الخلاف بينهم في خمسة أحرف فقط.
- كتب الكوفيون :
1- في سورة الأنعام: (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين) بغير تاء، وكتبها البصريون: (لئن أنجيتنا بالتاء)
2- وفي سورة الأنبياء: (قال ربي يعلم القول) بالألف على الخبر. وكتبها البصريون: (قل ربي يعلم القول) على الأمر، بغير ألف.
3 - وفي سورة المؤمنين: (قل كم لبثتم في الأرض) على الأمر بغير ألف. وكتبها البصريون: (قال كم لبثتم في الأرض
( بالألف على الخبر.
4- وفيها (قل لبثنا يومًا أو بعض يوم ) على الأمر بغير ألف، وكتبها البصريون: (قال لبثنا ) بالألف على الخبر.
5- وفي الأحقاف: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا )، وكتبها البصريون: (بوالديه حسنا) بغير ألف
قال أبو عبيد: هذه الحروف التي اختلفت في مصاحف الأمصار، ليست كتلك الزوائد التي ذكرناها في البابين الأولين؛ لأن هذه مثبتة بين اللوحين، وهي كلها منسوخة من الإمام الذي كتبه عثمان رضي الله عنه، ثم بعث إلى كل أفق مما نسخ بمصحف، ومع هذا إنها لم تختلف في كلمة تامة، ولا في شطرها. إنما كان اختلافها في الحرف الواحد من حروف المعجم كالواو والفاء والألف وما أشبه ذلك، إلا الحرف الذي في الحديد وحده: قوله (فإن الله الغني الحميد) فإن أهل العراق زادوا على ذينك المصرين (هو). وأما سائرها فعلى ما أعلمتك ليس لأحد إنكار شيء منها ولا جحده. وهي كلها عندنا كلام الله، والصلاة بها تامة إذ كانت هذه حالها.
جماع أبواب المصاحف وما جاء فيها مما يؤمر به وينهى عنه
حكم بيع المصاحف:
القول الأول: الكراهة:
- عن ابن عمر، أنه كره بيع المصاحف
- عن ابن عباس، قال: أشتري المصاحف، ولا أبيعها
- عن ابن جريج، قال: أخبرنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول في بيع المصاحف: أبتاعها أحب إلي من أن أبيعها
- عن سعيد بن جبير، قال: اشترها، ولا تبعها
- عن إبراهيم، أنه كره بيعها وشراءها
- عن ابن سيرين، عن عبيدة، أنه كره بيعها وشراءها
- عن ابن عون، عن ابن سيرين، أنه كره بيعها وشراءها
- عن أبي الضحى، قال: (سألت ثلاثة من أهل الكوفة عن شراءالمصاحف: عبد الله بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وشريحا، فكلهم قال: لا تأخذ لكتاب الله ثمنا)
- عن عمران بن حدير، قال: سألت أبا مجلز عن بيع المصاحف، فقال: إنما بيعت في زمن معاوية. قال: قلت أفأكتبها؟ قال: استعمل يدك بما شئت.
-
عن مطر الوراق، أنه سئل عن بيع المصاحف، فقال: كان حبرا أو خيرا هذه الأمة، لا يريان ببيعها بأسا، الحسن والشعبي.
- عن الحسن، أنه كان لا يرى بأسا ببيع المصاحف واشترائها
- عن الشعبي، أنه سئل عن ذلك، فقال: إنما يأخذ ثمن ورقه وأجر كتابته
- عن أبي شهاب، موسى بن نافع قال: قال سعيد بن جبير: هل لك في مصحف عندي، قد كفيتك عرضه، تشتريه؟
حكم نقط المصحف:
القول الأول : الكراهة
- عن إبراهيم، أنه كان يكره نقط المصحف، ويقول لنا: (جردوا القرآن، لا تخلطوا به ما ليس منه)
- عن أبي الزعراء، عن عبد الله، قال: جردوا القرآن، ولا تخلطوه به.
- عن الحسن، وابن سيرين، أنهما كانا يكرهان نقط المصاحف
- وكرهه ابن سيرين
القول الثاني: الجواز
- عن الحسن، قال: لا بأس بنقط المصاحف.
- عن منصور، قال: سألت الحسن عن نقط المصاحف، فقال: لا بأس به ما لم تبغوا
- عن خالد الحذاء، قال: كنت أمسك على ابن سيرين في مصحف منقوط
حكم تعشير المصاحف وفواتح السور والآي
- عن مسروق، عن عبد الله، أنه كان يكره التعشير في المصحف
- عن مسروق، عن عبد الله، أنه كان يحك التعشير من المصحف
- عن مجاهد، أنه كره التعشير والطيب في المصحف
- عن ابن سيرين، أنه كان يكره الفواتح والعواشر التي فيها قاف وكاف
- عن أبي بكر السراج، قال: قلت لأبي رزين: اكتب في مصحفي سورة كذا وكذا قال: لا، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنوا أنه من القرآن
-عن يحيى بن أبي كثير، قال: ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في هذه المصاحف، إلا هذه النقط الثلاث على رءوس الآيات
حكم تزيين المصاحف وحليتها بالذهب والفضة
القول الأول: الكراهة
- عن أبي وائل، قال: مر على عبد الله بمصحف قد زين بالذهب فقال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق
-عن ابن عباس، أنه كان إذا رأى المصحف قد فضض أو ذهب قال: أتغرون به السارق، وزينته في جوفه؟
- عن شعيب بن أبي سعيد مولى قريش قال: قال أبو ذر: إذا حليتم مصاحفكم، وزوقتم مساجدكم، فالدبار عليكم.
- عن أبي الدرداء، أنه قال مثل ذلك سواء
- عن إبراهيم، أنه كان يكره أن يكتب، المصحف بذهب قال: وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن
القول الثاني: الجواز والرخصة
- عن ابن سيرين، أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى

باب كتابة المصاحف وما يستحب من عظمها، ويكره من صغرها
- عن أبي الأسود، أن عمر بن الخطاب، وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق، فقال: ما هذا؟ قال: القرآن كله فكره ذلك، وضربه، وقال: عظموا كتاب الله. قال: وكان عمر إذا رأى مصحفا عظيما سر به
- عن أبي حكيمة العبدي، قال: كنت أكتب المصاحف، فبينا أنا أكتب مصحفا، إذ مر بي علي رضي الله عنه، فقام ينظر إلى كتابي، فقال: أجلل قلمك. قال: فقصمت من
قلمي قصمة، ثم جعلت أكتب، فقال: نعم، هكذا نوره كما نوره الله عز وجل
- عن إبراهيم، أن عليا، رضي الله عنه كان يكره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير
- عن عمر بن عبد العزيز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكتبوا القرآن إلا في شيء طاهر». قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ
- عن ابن سيرين، أنه كره أن تكتب المصاحف مشقا
- عن الحسن، أنه رخص لمالك بن دينار ومطر في الأخذ على كتاب المصاحف
حكم مس المسلم غير المتوضئ للقرآن:
أولًا : المنع
-عن عبد الله بن أبي بكر، قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجدي أن: «لا يمس القرآن إلا طاهر»
-
عن ابن عمر، أنه كان لا يأخذ المصحف إلا وهو طاهر
-
عن مالك، قال: لا يحمل المصحف أحد بعلاقته ولا على وسادة إلا وهو طاهر، إكراما للقرآن. قال أبو عبيد: وهذا عندنا هو المعمول به.
ثانيًا: الرخصة
- عن الحسن، أنه كان لا يرى بأسا أن يمس المصحف على غير وضوء، ويحمله إن شاء
- عن الشعبي، أنه كان لا يرى بأسا أن يأخذ المصحف بعلاقته، وهو على غير وضوء
- عن عطاء، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أضع المصحف على الثوب الذي أجامع عليه؟ قال: نعم
حكم مس المشرك للقرآن
أولًا: الجواز
- عن علقمة، أنه أراد أن يتخذ مصحفا، فأعطاه نصرانيا، فكتبه له
- عن إسماعيل بن إبراهيم، عن شعبة، عن رجل، لم يسمه إسماعيل قال: كان سعيد بن جبير معه غلام مجوسي يخدمه، فكان يأتيه بالمصحف في علاقته. حدثنا حفص النجار، من أهل واسط، عن شعبة، عن القاسم الأعرج، عن سعيد بن جبير، مثل ذلك).
ثانيًا المنع:
قال أبو عبيد: الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر» أولى بالاتباع من هذا كله، وكيف تكون الرخصة لأهل الشرك أن يمسوه مع نجاستهم، وقد كره المسلمون أن يمسه أحد من أهل الإسلام وهو جنب أو غير طاهر؟.
حكم مخالفة رسم المصحف:
قال زيد (القراءة سنة)

قال أبو عبيد: فقول زيد هذا يبين لك ما قلنا؛ لأنه الذي ولي نسخ المصاحف التي أجمع عليها المهاجرون والأنصار، فرأى اتباعها سنة واجبة. ومنه قول ابن عباس أيضا.
- عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل السنة قد علمت، غير أني لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا، ولا أدري كيف يقرأ هذا الحرف وقد بلغت من الكبر عتيا أو قال: (عسيا)؟
قال أبو عبيد: فرأى ابن عباس أن السنة قد لزمت الناس في تتبع الحروف في القراءة، حتى ميز فيها ما بين السين والتاء من العتي والعسي، على أن المعنى فيهما واحد، فأشفق أن تكون إحدى القراءتين خارجة من السنة. فكيف يجوز لأحد أن يتسهل فيما وراء ذلك مما يخالف الخط، وإن كان ظاهر العربية على غير ذلك؟.
حكم ترتيب آي السور:
- عن ابن جريج، قال: أخبرني يوسف بن ماهك، قال: إني لعند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاء أعرابي فقال: يا أم المؤمنين، أرني مصحفك. فقالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنا نقرؤه غير مؤلف. قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل؟ إنما أنزل أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام. ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر، ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا. ولقد نزل على محمد صلى عليه وسلم - وإني لجارية بمكة ألعب(والساعة أدهى وأمر)، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. قال: فأخرج المصحف، فأمليت عليه أنا السور.
حكم تعليق القرآن:
- عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغيره، قال: وسألت إبراهيم فقلت: أعلق في عضدي هذه الآية: (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) من حمى كانت بي، فكره ذلك
.
- عن حجاج، قال: سألت عطاء عن الرجل يعلق الشيء من القرآن أو كله هذا النحو، فقال: ما سمعنا بكراهة ذلك إلا من قبلكم معاشر أهل العراق حدثنا هشيم، عن ليث، عن مجاهد، وخالد، عن أبي قلابة، أنهما لم يريا بذلك بأسا حدثنا عفيف بن سالم، عن شعبة، عن حماد، عن إبراهيم، قال: «إنما كره ذلك من أجل الجنب والحائض
»
حكم الاسترقاء بالقرآن:
القول الأول: الكراهة
-عن ابن عون، قال: سألت إبراهيم عن رجل كان بالكوفة يكتب من الفزع آيات، فيسقي المريض، فكره ذلك. قال أبو عبيد: وأحسبه ذكر عن ابن سيرين مثله.
-
عن الحسن، أنه كان يكره أن يغسل القرآن، ويسقاه المريض، أو يتعلق القرآن.
-
عن هشام، عن الحسن، نحو ذلك. وقال: أجعلتم كتاب الله رقى؟
القول الثاني: الرخصة في الاستشفاء بالقرآن، والتماس بركته
(وهذا القول أرجح لعلو الأحاديث الواردة فيه(
- عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.
-
عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: «من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق. خذوا، واضربوا لي معكم بسهم»
-
عن قيس بن أبي حازم، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رقيت فلانا، كانت به ريح فبرأ، والله إن رقيته إلا بالقرآن،فأمر لي بقطيع من الغنم، فأخذته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق»
- عن عائشة، أن أبا بكر، دخل عليها، وعندها يهودي يرقيها، فقال: ارقها بكتاب الله عز وجل

- عن خيثمة، قال: قال عبد الله: عليكم بالشفاءين؛ القرآن والعسل.
-
عن طلحة بن مصرف، قال: كان يقال: إذا قرئ القرآن عند المريض، وجد لذلك خفة. قال: فدخلت على خيثمة،وهو مريض، فقلت: إني أراك اليوم صالحا، فقال: إنه قرئ عندي القرآن.

أحسنتِ في اجتهادك نفع الله بكِ مع ملحوظة أنّه يكفي ذكر خلاصة القول لكل مقصد فمثلا:
مقصد كراهة بيع المصاحف:
- ذكر أبو عبيد أنه كره بيع المصاحف: ابن عمر، ابن عباس، جابر بن عبد الله، سعيد بن جبير، إبراهيم، عبيدة، ابن سيرين، عبد الله بن يزيد، مسروق، شريح، وكان شراؤه أحب إليهم من بيعه.
- وذكر أنه لم ير في ذلك بأسا: الحسن، الشعبي، وقيل: سعيد بن جبير.
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبةأم, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir