دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > كتاب البيوع

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 13 محرم 1430هـ/9-01-2009م, 07:58 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح عمدة الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

القارئ:
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال المؤلف رحمنا الله تعالى وإياه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه , أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمنعن جار جاره أن يغرز خشبة في جداره)), ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: مالي أراكم عنها معرضين , واللهِ لأرمين بها بين أكتافكم.
الشيخ:
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
هذا الحديث في حسن الجوار , وردَت أدلة وأحاديث تحثُّ المسلم على أن يحسن إلى جاره ، وأن يتحمَّل عنه ما يسمعه ، وأن يكفَّ عنه أذاه , وقد ثبتَ في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجارِ حتى ظننت أنه سيورثه)) أي يجعله من الورثَةِ .
كذلك أيضا يقول صلى الله عليه وسلم:((لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)) بوائقه: يعني غوائله وخياناته , الذي لا يأمنه جاره لا يأمن أن يخونه ، ولا يأمن أن يغتاله ، ولا يأمن أن يختلس منه جاره , فهذا ليس بمؤمن كامل الإيمان ، وإذا وردت في كف الأذى فقد وردت الأدلة في إحسان الجوار , الأمر بأن تحسن إلى جارك وأن تتحفه وتهدي إليه , وأن تطعمه إذا علِمت خصاصة به, حتى ورد قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها ، وتعاهد جيرانك)) وكذلك قال النبيصلى الله عليه وسلم:((لا يؤمنُ منْ بات شبعان وجاره جائع إلى جانبه)) أو كما في الأحاديث . وسأَلته عائشة: إن لي جارين , فإلى أيهما أهدي ؟ فقال: ((إلى أقربهما بابا)) ففضل القريب بابا على غيره , ولا شك أن هذا كله يحث على حسن الجوار .
ومن ذلك ما تضمنه هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يمنعن جار جاره أن يغرز خشبة في جداره)) وفي رواية:((أن يغرز خشبه في جداره)) ، والعلماء ذكروا أن الجار قد يحتاج إلى أن يسقِّف له حجرة أو غرفة , ويكون بحاجة إلى أن يأخذ أو أن يمدَّ خشبه إذا كان يبني على خشب أو حديده إذا كان يبني ويسقف على حديد أن يمده إلى جدار جاره الملاصق , العادة أن الجيران يأتون غالبا متلاصقين , ملاصق هذا لهذا , فإذا كان جداره ملاصقا لجدارك واحتاج إلى أن يسقف حجرة أو غرفة ، وأن يمد خشبه أو حديده ويجعله على هذا الجدار أو هذه العُمُد ويحفر لها فيه فليس لك منعه .
ولكن بشرط ألا يضر الجدار ، فإن كان الجدار مثلا لا يتحمَّل فيلزمه أن يقيم إلى جانبه جدارا ؛ لأن بعض الجدر قد تكون رقيقةدقيقة , إذا وُضع عليها خشب من هنا ومن هنا فقد لا تتحمل , فتسقط فيحتاج إلى إقامة جدار إلى جانب جدار ؛ حتى يجتمعا ويتحملا لذلك الخشب ، فأمّا إذا كان الجدار قويا يمكنه أن يتحمل فليس للجار أن يمنعه .
وحيث ورد بلفظ الجمع ((أن يغزر خشبه)) فإنه يكون على وجه العموم , متى احتاج إلى خشب ولو كثيرة فإنه له ذلك ولا يمنع ، هذا معنى قوله:((لا يمنع جار جاره أن يغرِزَ)) الغرز: هو النحت , يعني يحفر لها ثم يغرزها في الجدار ، ثم يسقف عليها بعدما يمسكها في الجدار .
وإذا كان كما كان قديما الغرف تُجعل لها سقف , والسقف تعرض عليها الخشب ,احتاج إلى أن يجعل السقف على هذا الجدار , والجدارُ يتحمَّل فله ذلك , فإن كان لا يتحمل فإنه يضع عمودا أي سارية تتحمل ذلك السقف ، ثم بعده يعرض الخُشُب عليه .
وعلى كل حال فهذا كمثال في حاجة الجار إلى شيء مما يتصل بجاره , جعله مثالا في أن الجار قد يحتاج إلى أحد حيطانِ جاره لوضعِ خُشُبه عليه , سواء كان جدار سور من الأسوار التي تحيط بالمباني أو جدارَ غرفة أو حجرة حائطها يلي هذا الجار , فإنَّه يمكنه من أن يسقف عليه .
لما حدَّثَ أبو هريرةَ بهذا الحديث كأنه استثقلَه بعضُهم , استثقله وأنكروه وقالوا: كيف أمكنه وأنا الذي بنيت هذا الجدار وقمت به وتولَّيته وينتفع به غيري ؟ فأبو هريرة لم يبالي بذلك فيقول: مَالي أراكم عنها معرضين , يعني عن هذه السنة، أو عن هذا الحديث , والله لأرمين بها بين أكتافكم ، أو بين أكنافكم , يعني لأحدثن بهذا الحديث ولا أبالي من كرِهَ ذلك , لمَّا أنه تحقق أنه من كلام النبيصلى الله عليه وسلم لم يرَ بدا من أن يحدث به ولو كره ذلك واستثقله بعضهم .
كذلك يقول بعضهم: إن الضمير يعود إلى الخشب:لأرمين بالخشبة بين أكتافكم ، يعني ولو ألا أجد إلا كتف أحدكم أضعها عليه من المبالَغة , يعني عند الحاجة لأفعلنَّ ما أمرني به الرسول الله وما أمر به الأمة وما نهاهم عنه بقوله: ((لا يمنعنَّ)).
ثم الأولى بالجيران أن يتعاونوا فيما بينهم , فإِذا كان هناك جدار حاجز بين اثنين فالأولى أن يشتركا في النفقة عليه وأن يجعلاه متحمِّلا لخشب هذا وهذا أو لصبة هذا وهذا ؛ حتى لا يقع بينهما شيء من المنافسة أو من الامتنان أو من الكراهية لانتفاع جاره به أو نحو ذلك , لكن إذا سبق أحدهم وانفرد بإقامةِ هذا السور أو بإقامة ....
...أو من الامتنان ، أو من الكراهية لانتفاع جاره به ، أو نحو ذلك ، لكن إذا سبق أحدهم وانفرد بإقامة هذا السور، أو بإقامة هذا الجدار ، ثم جاء إلى جانبه آخر وأقام منزله واحتاج إلى التسقيف على جداره فليس له منعه , هذا مقتضى الحديث .

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبي, حديث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir