دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > تفسير غريب القرآن لابن قتيبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 شوال 1431هـ/2-10-2010م, 10:31 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الكلام عن أسماء الله تعالى وصفاته العلى



بسم اللّه الرحمن الرحيم
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (نفتتح كتابنا هذا بذكر أسمائه الحسنى، وصفاته العلا، فنخبر بتأويلهما واشتقاقهما، ونتبع ذلك ألفاظا كثر تردادها في الكتاب لم نر بعض السّور أولى بها من بعض، ثم نبتدئ في تفسير غريب القرآن، دون تأويل مشكله: إذ كنا قد أفردنا للمشكل كتابا جامعا كافيا، بحمد اللّه.
وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا هذا: أن نختصر ونكمل، وأن نوضّح ونجمل، وأن لا نستشهد على اللفظ المبتذل ، ولا نكثر الدّلالة على الحرف المستعمل، وأن لا نحشو كتابنا بالنحو وبالحديث والأسانيد. فإنّا لو فعلنا ذلك في نقل الحديث: لاحتجنا إلى أن نأتي بتفسير السلف - رحمة اللّه عليهم - بعينه، ولو أتينا بتلك الألفاظ كان كتابنا كسائر الكتب التي ألفها نقلة الحديث، ولو تكلّفنا بعد اقتصاص اختلافهم، وتبيين معانيهم، وفتق جملهم بألفاظنا، وموضع الاختيار من ذلك الاختلاف، وإقامة الدلائل عليه، والإخبار عن العلة فيه -: لأسهبنا في القول، وأطلنا الكتاب، وقطعنا منه طمع المتحفّظ وباعدناه من بغية المتأدّب، وتكلّفنا من نقل الحديث، ما قد وقيناه وكفيناه.
[تفسير غريب القرآن: 3]
وكتابنا هذا مستنبط من كتب المفسرين، وكتب أصحاب اللغة العالمين. لم نخرج فيه عن مذاهبهم، ولا تكلّفنا في شيء منه بآرائنا غير معانيهم، بعد اختيارنا في الحرف أولى الأقاويل في اللغة، وأشبهها بقصة الآية.
ونبذنا منكر التأويل، ومنحول التفسير. فقد نحل قوم ابن عباس، أنه قال في قول اللّه جل وعز: {إذا الشّمس كوّرت} [سورة التكوير آية: 1]
إنها غوّرت، من قول الناس بالفارسية: كوربكرد.
وقال آخر في قوله: {عيناً فيها تسمّى سلسبيلًا} [سورة الإنسان آية: 18]: أراد سلني سبيلا إليها يا محمد.
وقال الآخر في قوله: {ويلٌ للمطفّفين} [سورة المطففين آية: 1]: إن الويل: واد في جهنم.
وقال الآخر في قوله: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} [سورة الغاشية آية: 17]: إن الإبل: السحاب.
[تفسير غريب القرآن: 4]
وقال الآخر في قوله: {ثمّ لتسئلنّ يومئذٍ عن النّعيم} [سورة التكاثر آية: 8]: إن النعيم: الماء الحار في الشتاء.
وقال الآخر في قوله: {خذوا زينتكم عند كلّ مسجدٍ} [سورة الأعراف آية: 31]: إن الزينة: المشط.
وقال آخر في قوله: {وأنّ المساجد للّه} [سورة الجن آية: 18]:
إنها الآراب التي يسجد عليها المرء، وهي جبهته ويداه، وركبتاه وقدماه.
وقال الآخر في قوله: {أن تضلّ إحداهما، فتذكّر إحداهما الأخرى} [سورة البقرة آية: 282]: أن تجعل كلّ واحدة منهما ذكرا، يريد: أنهما يقومان مقام رجل، فإحداهما تذكّر الأخرى.
مع أشباه لهذا كثيرة، لا ندري: أمن جهة المفسرين لها وقع الغلط؟
أو من جهة النقلة؟
وباللّه نستعين، وإيّاه نسأل التوفيق للصواب.
[تفسير غريب القرآن: 5]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 شوال 1431هـ/2-10-2010م, 10:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي اشتقاق اسماء اللّه وصفاته، وإظهار معانيها


اشتقاق اسماء اللّه وصفاته، وإظهار معانيها

1 - «الرحمن الرحيم»: صفتان مبنيتان من «الرحمة». قال أبو عبيدة: وتقديرهما: ندمان، ونديم.
2 - ومن صفاته: «السّلام». قال: {السّلام المؤمن المهيمن} [سورة الحشر آية: 23]، ومنه سمي الرجل: عبد السلام، كما يقال: عبد اللّه.
ويرى أهل النظر - من أصحاب اللغة -: أن «السلام» بمعنى السلامة، كما يقال: الرّضاع والرّضاعة، واللّذاذ واللّذاذة، قال الشاعر:
تحيّي بالسلامة أمّ بكر فهل لك - بعد قومك - من سلام؟
فسمى نفسه - جل ثناؤه - «سلاما»: لسلامته ممّا يلحق الخلق: من العيب والنقص، والفناء والموت.
قال اللّه جل وعز: {واللّه يدعوا إلى دار السّلام} [سورة يونس آية: 25]، فالسلام: اللّه، وداره.: الجنة. يجوز أن يكون سماها «سلاما»:
لأن الصائر إليها يسلم فيها من
[تفسير غريب القرآن: 6]
كل ما يكون في الدنيا: من مرض ووصب، وموت وهرم، وأشباه ذلك. فهي دار السلام. ومثله: {لهم دار السّلام عند ربّهم} [سورة الأنعام آية: 127].
ومنه يقال: السلام عليكم. يراد: اسم السلام عليكم. كما يقال: اسم اللّه عليكم.
وقد بيّن ذلك لبيد ، فقال:
إلى الحول، ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا، فقد اعتذر
ويجوز أن يكون [معنى] «السلام عليكم»: السلامة لكم. وإلى هذا المعنى، يذهب من قال: «سلام اللّه عليكم، وأقرئ فلانا سلام الله».
وقال: {وأمّا إن كان من أصحاب اليمين، فسلامٌ لك من أصحاب اليمين} [سورة الواقعة الآية: 90 - 91]، يريد: فسلامة لك منهم، أي: يخبرك عنهم بسلامة. وهو معنى قول المفسرين.
ويسمّى الصواب من القول «سلاما»: لأنه سلم من العيب والإثم.
قال: {وإذا خاطبهم الجاهلون، قالوا سلاماً} [سورة الفرقان آية: 63]، أي: سدادا من القول.
3 - ومن صفاته: «القيّوم» و«القيّام». وقرئ بهما جميعا.
وهما «فيعول» و«فيعال». من «قمت بالشيء»: إذا وليته. كأنه القيّم بكل شيء. ومثله في التقدير قولهم: ما فيها ديّور وديار.
[تفسير غريب القرآن: 7]
4 - ومن صفاته: «سبّوح».
وهو حرف مبنى على «فعول»، من «سبّح اللّه»: إذا نزّهه وبرّأه من كل عيب.
ومنه قيل: سبحان اللّه، أي: تنزيها للّه، وتبرئة له من ذلك.
ومنه قوله: {يسبّح للّه ما في السّماوات، وما في الأرض} [سورة الجمعة الآية: 1، سورة التغابن الآية: 1].
وقال الأعشى:
أقول لمّا جاءنا فخره سبحان من علقمة الفاخر
أراد: التبرؤ من علقمة. وقد يكون تعجب [بالتسبيح من فخره، كما يقول القائل إذا تعجب] من شيء: سبحان اللّه.
فكأنه قال: عجبا من علقمة الفاخر.
5 - ومن صفاته: «قدّوس».
وهو حرف مبنى على «فعول»، من «القدس» وهو: الطهارة.
ومنه قيل: «الأرض المقدّسة» ، يراد: المطهّرة بالتبريك. ومنه قوله حكاية عن الملائكة: {ونحن نسبّح بحمدك، ونقدّس لك} [سورة البقرة آية: 30]، أي: ننسبك
[تفسير غريب القرآن: 8]
إلى الطهارة. و«نقدّسك ونقدّس لك» و«نسبح لك ونسبحك» بمعنى واحد.
وحظيرة القدس - فيما قاله أهل النظر - هي: الجنة. لأنها موضع الطهارة من الأدناس التي تكون في الدنيا: من الغائط والبول والحيض، وأشباه ذلك.
6 - ومن صفاته: «الرّب».
والرب: المالك. يقال: هذا ربّ الدار، وربّ الضّيعة، وربّ الغلام. أي: مالكه، قال اللّه سبحانه: {ارجع إلى ربّك} [سورة يوسف آية: 50]، أي: إلى سيدك.
ولا يقال لمخلوق: هذا الرب، معرّفا بالألف واللام، كما يقال للّه.
إنما يقال: هذا ربّ كذا. فيعرّف بالإضافة. لأن اللّه مالك كل شيء. فإذا قيل: الربّ، دلّت الألف واللام على معنى العموم. وإذا قيل لمخلوق:
ربّ كذا وربّ كذا، نسب إلى شيء خاص: لأنه لا يملك [شيئا] غيره.
ألا ترى أنه قيل: «اللّه»، فألزم الألف واللام: ليدلّ بها على أنه إله كل شيء. وكان الأصل: «الالاه». فتركت الهمزة: لكثرة ما يجري ذكره - عز وجل - على الألسنة، وأدغمت لام المعرفة في اللام التي لقيتها، وفخّمت وأشبعت حتى طبّق اللسان بها الحنك: لفخامة ذكره تبارك وتعالى:
وليفرق أيضا - عند الابتداء بذكره - بينه وبين اللّات [والعزّى].
7 - ومن صفاته: «المؤمن».
وأصل الإيمان: التصديق. قال: {وما أنت بمؤمنٍ لنا ولو كنّا صادقين} [سورة يوسف آية: 17]، أي: وما أنت بمصدّق ولو كنا
[تفسير غريب القرآن: 9]
صادقين. ويقال [في الكلام]: ما أومن بشيء مما تقول، أي: ما أصدق بذلك.
فإيمان العبد باللّه: تصديقه قولا وعملا وعقدا. وقد سمى اللّه الصلاة - في كتابه - إيمانا، فقال: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} [سورة البقرة آية: 143]، أي: صلاتكم إلى بيت المقدس.
فالعبد مؤمن، أي: مصدّق محقّق. واللّه مؤمن، أي: مصدّق ما وعده ومحقّقه، أو قابل إيمانه.
وقد يكون «المؤمن» من «الأمان»، لاي لا يأمن إلا من أمنه [اللّه].
وقد ذكرت الإيمان ووجوهه، في كتاب «تأويل المشكل».
وهذه الصفة - من صفات اللّه جل وعزّ - لا تتصرّف تصرّف غيرها، لا يقال: أمن اللّه، كما يقال: تقدّس اللّه. ولا يقال: يؤمن اللّه، كما يقال:
يتقدّس اللّه.
وكذلك يقال: «تعالى اللّه». وهو تفاعل من «العلو». و«تبارك اللّه» هو تفاعل من «البركة» و«اللّه متعال». ولا يقال: متبارك. لم نسمعه.
وإنما ننتهي في صفاته إلى حيث انتهى، فإن كان قد جاء من هذا شيء - عن الرسول صلّى اللّه عليه وعلى آله، أو عن الأئمة -: جاز أن يطلق، كما أطلق غيره.
[تفسير غريب القرآن: 10]
8 - ومن صفاته: «المهيمن».
وهو: الشهيد. قال اللّه: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحقّ مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب، ومهيمناً عليه} [سورة المائدة آية: 48]، أي: شاهدا عليه. هكذا قال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه.
وروى عنه - من غير هذه الجهة - أنه قال: «أمينا عليه».
وهذا أعجب إليّ، وإن كان التفسيران متقاربين. لأن أهل النظر - من أصحاب اللغة - يرون: أن «مهيمنا» اسم مبنى من «آمن»، كما بني «بطير» ومبيطر و«بيطار» من «بطر» قال الطّرمّاح:
كبزغ البطير الثقف رهص الكوادن
[تفسير غريب القرآن: 11]
وقال النابغة:
شكّ المبيطر إذ يشفي من العضد وكان الأصل، «مؤيمن»، ثم قلبت الهمزة هاء: لقرب مخرجهما، كما تقلب في «أرقت الماء»، فيقال: «هرقت الماء. وقالوا: ماء مهراق، والأصل: ماء مراق. وقالوا: «إبرية وهبرية، وأيهات وهيهات، وإيّاك وهياك». فأبدلوا من الهمز هاء. وأنشد الأخفش:
فهياك والأمر الذي إن توسعت موارده، ضاقت عليك مصادره
و«آمين» اسم من أسماء اللّه. وقال قوم من المفسرين - في قول المصلي بعد فراغه من قراءة أمّ الكتاب: «آمين» -: [أمين] قصر من ذلك، كأنه قال: يا اللّه، وأضمر «استجب لي» -: لأنه لا يجوز أن يظهر هذا في هذا الموضع من الصلاة، إذ كان كلاما.. ثم تحذف ياء النداء.
وهكذا يختار أصحاب اللغة في «أمين»: أن يقصروا الألف، ولا يطوّلوا. وأنشدوا فيه:
[تفسير غريب القرآن: 12]
تباعد مني فطحل إذ سألته أمين، فزاد اللّه ما بيننا بعدا
ويفتحونها: لانفرادها، وانقطاعها يضمر فيها: من معنى النداء. حتى صارت عندهم معنى «كذلك فعل اللّه».
وقد أجازوا أيضا «آمين» مطوّلة الألف. وحكوها عن قوم فصحاء.
وأصلها: «يا أمين» بمعنى: يا اللّه. ثم تحذف همزة «أمين» استخفافا لكثرة ما تجري هذه الكلمة على ألسنة الناس. ومخرجها مخرج «آزيد».
يريد: يا زيد. و«آ راكب» يريد: يا راكب. وقد سمعنا من فصحاء العرب: «آ خبيث»، يريدون: يا خبيث.
وفي ذلك قول آخر، يقال: إنما مدت الألف فيها، ليطول بها الصوت. كما قالوا: أوه» مقصورة الألف، ثم قالوا: «آوه» [ممدودة].
يريدون تطويل الصوت بالشكاية. وقالوا: «سقط على حاق رأسه»، أي: على حقّ رأسه. وكذلك «آمين»: أرادوا تطويل الصوت بالدعاء.
وهذا أعجب إليّ.
وأما قول العباس بن عبد المطّلب ، في مدح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سلم:
[تفسير غريب القرآن: 13]
حتى احتوى بيتك المهيمن من خندف، علياء تحتها النّطق
فإنه أراد: حتى احتويت - يا مهيمن - من خنف علياء، فأقام البيت مقامه: لأن بيته إذا حلّ بهذا المكان، فقد حل هو به. وهو كما يقال: بيته أعزّ بيت. وإنما يراد: صاحبه. قال النابغة:
وحلت بيوتي في يفاع ممنع تخال به راعي الحمولة طائرا
ولم يكن بيته في جبل بهذه الصفة، إنما أراد: أني ممتنع على من أرادني، فكأني حللت في يفاع ممنّع.
9 - ومن صفاته: «الغفور».
وهو من قولك: «غفرت الشيء» إذا غطيته. كما يقال: «كفرته»:
إذا غطّيته. ويقال: كذا أغفر من كذا، أي: أستر. و«غفر الخزّ والصوف» ما علا فوق الثوب منها: كالزّئبر. سمي «غفرا»: لأنه ستر الثوب. ويقال لجنّة
[تفسير غريب القرآن: 14]
الرأس: «مغفر»، لأنها تستر الرأس. فكأن «الغفور»: الساتر لعبده برحمته، أو الساتر لذنوبه.
ونحو منه قولهم: «تغمدني برحمتك»، أي: ألبسني إياها. ومنه قيل: «غمد السيف»، لأنه يغمد فيه، أي: يدخل.
10 - ومن صفاته: «الواسع».
وهو الغنيّ. والسعة: الغنى. قال اللّه: (لنفق ذو سعة من سعته) [سورة الطلاق آية: 7]، أي: يعط من سعته.
11 - ومن صفاته: «البارئ».
ومعنى البارئ»: الخالق. يقال: برأ اللّه الخلق يبرؤهم.
و«البريّة»: الخلق. وأكثر العرب والقراء: على ترك همزها، لكثرة ما جرت على الألسنة. وهي «فعيلة» بمعنى «مفعولة».
ومن الناس من يزعم: أنها مأخوذة من «بريت العود».
ومنهم من يزعم: أنها من «البرى»، وهو: التراب أي: خلق من التراب. وقالوا: لذلك لم يهمز.
[تفسير غريب القرآن: 15]
وقد بينت هذا في كتاب «القراءات»، وذكرت موضع الأخبار منه.
12 - ومثل البارئ: «الذّاريّ».
وهو: الخالق. يقال: ذرأ اللّه الخلق. وقال: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً} [سورة الأعراف آية: 179]، أي: خلقنا. و«الذّرية» منه، لأنها خلق اللّه من الرجل.
وأكثر القراء والعرب: على ترك همزها، لكثرة ما يتكلم بها.
ومنهم من يزعم: أنها من «ذروت» أو «ذريت».
13 - ومن صفاته ما جاء على «فعيل» بمعنى «فاعل»، نحو:
«قدير» بمعنى «قادر»، و«بصير» بمعنى «باصر»، وسميع» بمعنى «سامع»، و«حفيظ» بمعنى «حافظ» و«بدىء» بمعنى «بادئ الخلق»، و«شهيد» بمعنى «شاهد»، و«عليم» بمعنى «عالم»، و«رقيب» بمعنى «راقب» - وهو: الحافظ - و«كفيل» بمعنى «كافل»، و«خبير» بمعنى «خابر»، و«حكيم» بمعنى «حاكم»، و«مجيد» بمعنى «ماجد» وهو: الشريف.
14 - ومن صفاته ما جاء على «فعيل» بمعنى «مفعل»، نحو:
[تفسير غريب القرآن: 16]
«بصير» بمعنى «مبصر»، و«بديع الخلق» بمعنى «مبدع الخلق». كما قالوا: «سميع» بمعنى «مسمع». قال عمرو بن معديكرب:
أمن ريحانة الداعي السّميع و«عذاب أليم» أي: مؤلم، و«ضرب وجيع» أي: موجع.
[ومنه]: {إنّ اللّه كان على كلّ شيءٍ حسيباً} [سورة النساء آية: 86]، أي: كافيا. من قولك: «أحسبني هذا الشيء»، أي: كافني. و«اللّه حسيبي وحسيبك» أي: كافينا، أي: يكون حكما بيننا كافيا. قال الشاعر:
ونقفي وليد الحي: إن كان جائعا ونحسبه: إن كان ليس بجائع
أي: نعطيه ما يكفيه، حتى يقول: حسبي.
وقال بعض المفسرين - في قوله: {إنّ اللّه كان على كلّ شيءٍ حسيباً} - أي: محاسبا. وهو - على هذا التأويل - في مذهب «جليس» و«أكيل» و«شريب» و«نديم» و«قعيد».
15 - ومن صفاته ما جاء على «فعيل»: لا يكون منها غير لفظها، نحو:
[تفسير غريب القرآن: 17]
«قريب» و«جليل» و«حليم» و«عظيم» و«كبير» و«كريم» - وهو الصّفوح عن الذنوب - و«وكيل» وهو الكفيل. قال: {واللّه على ما نقول وكيلٌ} [سورة القصص آية: 28]، {وكفى باللّه وكيلًا} [سورة النساء الآيات: 81/ 132/ 171، وسورة الأحزاب الآيات: 3/ 48]، {وتوكّل عليه} [سورة هود آية: 132]، أي: اجعله كافلك، واعتمد على كفالته لك. ووكيل الرجل في ماله هو الذي كفله له، وقام به.
16 - ومن صفاته: «الودود».
وفيه قولان، يقال: هو «فعول» بمعنى «مفعول»، كما يقال: رجل هيوب، أي مهيب، يراد به: مودود.
ويقال: هو «فعول» بمعنى «فاعل» كقولك: غفور، بمعنى غافر.
أي: يودّ عباده الصالحين.
وقد تأتى الصفة بالفعل للّه ولعبده، فيقال: «العبد شكور للّه» أي:
يشكر نعمه. و«اللّه شكور للعبد» أي: يشكر له عمله. و«العبد توّاب إلى اللّه من الذنب»، و«اللّه توّاب عليه».
17 - و«كبرياء اللّه» شرفه. وهو من «تكبّر»، إذا أعلا نفسه.
[تفسير غريب القرآن: 18]
18 - و«جدّ اللّه»: عظمته. ومنه قوله: {تعالى جدّ ربّنا} [سورة الجن آية: 3].
ومنه يقال في افتتاح الصلاة: «تبارك اسمك، وتعالى جدّك».
يقال: جدّ الرجل في صدور الناس وفي عيونهم، إذا عظم. ومنه قول أنس: «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران، جدّ فينا»، أي: عظم.
19 - و«مجد اللّه»: شرفه، وكرمه.
20 - و«جبروته»: تجبره، أي تعظّمه.
21 - و«ملكوته»: ملكه. ويقال: دار ملكه.
وزيدت التاء فيهما، كما زيدت في «رهبوت» و«رحموت». تقول العرب: «رهبوت خير من رحموت»، أي: [أن] ترهب خير من أن ترحم.
22 - و«فضل اللّه»: عطاؤه. وكذلك «منه» هو: عطاؤه. يقال:
اللّه ذو منّ عظيم. ومنه قوله: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} [سورة ص آية: 39]، أي أعط أو أمسك. وقوله: {ولا تمنن تستكثر} [سورة المدثر آية: 6]، أي: لا تعط لتأخذ من المكافأة أكثر مما أعطيت.
23 - و«حمد اللّه»: الثناء عليه بصفاته الحسنى. و«شكره»:
[تفسير غريب القرآن: 19]
الثناء عليه بنعمه وإحسانه. تقول: «حمدت الرجل»: إذا أثنيت عليه بكرم وحسب وشجاعة: وأشباه ذلك، و«شكرت له»: إذا أثنيت عليه بمعروف أولاكه.
وقد يوضع الحمد موضع الشكر. ولا يوضع الشكر موضع الحمد.
24 - و«أسماء اللّه الحسنى» : الرحمن، والرحيم، والغفور، والشكور، وأشباه ذلك.
25 - والإلحاد في أسمائه: [الجور عن الحق والعدول عنه، وذكر] اللّات والعزّى، وأشباه ذلك.
26 - و«مثله الأعلى» لا إله إلّا اللّه. ومعنى المثل - هاهنا - معنى الصفة، أي: هذه صفته. وهي أعلى من كل صفة: إذ كانت لا تكون إلّا له.
ومثل هذا - مما المثل فيه بمعنى الصفة - قوله في صفة أصحاب رسوله: {ذلك مثلهم في التّوراة} [سورة الفتح آية: 29]، أي:
صفتهم. وقوله: {مثل الجنّة الّتي وعد المتّقون} [سورة الرعد آية 35]، أي: صفتها. وقد بينت هذا في كتاب «المشكل».
[تفسير غريب القرآن: 20]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكلام, عن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir