وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي كِتَابِ ( الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيِّ - إِمَامِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عِلْمًا وَدِينًا مِنْ شُيُوخِ الإمام أَحْمَدَ - أنَّه ذُكِرَ عِنْدَهُ الْجَهْمِيَّةُ فَقَالَ: ( أشَرٌّ قولاً مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَقَدِ أجمعَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَأَهَّلُ الأَدْيَانِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَلَى الْعَرْشِ، وَهم قَالُوا: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، إِمَامُ الأَئِمَّةِ: ( مَنْ لَمْ يَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ وَجَبَ أَنْ يُسْتَتَابَ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى مَزْبَلَةٍ، لِئَلاَّ يَتَأَذَّى بِرِيحِهِ أَهْلُ الْقِبْلَةِ، وَلا أَهْلُ الذِّمَّةِ ) [ ذَكَرَهُ عَنْهُ الْحَاكِمُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ].
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بإسناده عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ الْوَاسِطِيِّ - إِمَامِ أَهْلِ وَاسِطَ، مِنْ طَبَقَةِ شُيُوخِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ - قَالَ: ( كَلَّمْتُ بِشْرًا الْمَرِيسِيَّ، وَأَصْحَابَ بِشْرٍ فَرَأَيْتُ آخِرَ كَلامِهِمْ يَنْتَهِي أَنْ يَقُولُوا لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ ).