7: قصيدة ابن لجَأ التَّيميِّ: أنعتُهَا إنيَ من نُعَّاتهَا = مُندحَّةَ السُّرَّاةِ وادقَاتهَا

[ريم الحربي]

وَأَنْشَدَنَا أَبُو سَعِيدٍ لابْنِ لَجَإٍ التَّيْمِيِّ

أَنْعَتُهَا إِنِّيَ مِنْ نُعَّاتِهَا = مُنْدَحَّةَ السُّرَّاةِ وَادِقَاتِهَا
مَكْفُوفَةَ الأَخْفَافِ مُجْمَرَاتِهَا = سَابِغَةَ الأَذْنَابِ ذَيَّالاَتِها
طَوَتْ لِيَوْمِ الْخِمْسِ أَسْقِيَاتِهَا = غَابِرَ مَا فِيهَا عَلَى بُلاَّتِهَا
كَأَنَّمَا نِيطَتْ إِلَى ضَرَّاتِها = مِنْ نَخِرِ الطَّلْحِ مُجَوَّفَاتِها
وَاتَّقَتِ الشَّمْسَ بِجُمْجُمَاتِها = تَمْشِي إِلَى رِوَاءِ عَاطِنَاتِهَا
تَمَشِّيَ الْعَانِسِ فِي رَيْطَاتِهَا

[محمد أبو زيد]

7

وأنشدنا أبو سعيد لابن لجأ التيمي *:

1: أنعتها إني من نعاتها = 2: مندحة السرات وادقاتها
3: متفوقة الأخفاف مجمراتها = 4: سابغة الأذناب ذيالاتها
5: طوت ليوم الخمس أسقياتها = 6: غابر ما فيها على بلاتها
7: كأنما نيطت إلى ضراتها = 8: من نخر الطلح مجوفاتها
9: واتقت الشمس بجمجماتها = 10: تمشي إلى رواء عاطناتها
11: تمشي العانس في ريطاتها

---

(*) ترجمته: هو عمر بن لجإ بن حدير بن مصاد بن ذهل بن تيم بن عبد مناة بن أد بن طابخة. فصيح إسلامي، عده الجاحط فيمن جمع الرجز والقصيد، الحيوان 4: 23 والبيان 1: 180 ووقع الشر والمهاجاة بينه وبين جرير، وكان جرير أسن منه، حتى ضربهما أبو بكر بن مرم بالمدينة بأمر الوليد بن عبد الملك. وهجا جريرًا ببيتين لم يقلهما، نحلهما إياه الفرزدق، فأدرك ملك جرير، في قصة طريفة في الأغاني 19: 22. ويظهر أنه كان عارفًا بمثالب القبائل، حتى نما إليه الفرزدق يسأله عن مثالب بن جعفر بن كلاب ليهجوهم. وانظر النقائض 487 – 491 و907 – 909 والجحمي 150 – 153 وشرح القاموس 1: 115 والأغاني 7: 64 – 69. ووقع اسمه في بعض المواضع في النقائض «عمرو» وهو خطأ. ووقع اسم أبيه في الأصمعيات طبعة أوربة «نجاء» وفي الزهرة «نجا» وهو خطأ.
جو القصيدة: هذه الأرجوزة في صفة إبل، ينعت سمنهان وأخفافها، وأذنابها، وصبرها على العطش، ويصف قوائمها وحسن مشيتها. وفي البيت الأول منها يتمدح بجودة نعته للإبل.
تخريجها: هي في طبعة أوروبة برقم 18. والبيت 2 في الأنباري 249 والأٍاس 2: 326 ولم ينسبه. والبيتان 7، 8 في الكنز اللغوي 87 وديوان المعاني 2: 127. والبيت 10 في اللسان 17: 159. والبيتان 10، 11 فيه 1: 65، وهما في ابن السكيت 283 وقبلهما بيت وبعدهما آخر.
(1) أنعتها: يعني الإبل.
(2) السرات: جمع سرة، واندحت: اتسعت، وذلك من كثرة ما رعت. وادقاتها: يقال «إبل وادقة البطون والسرر: اندلقت لكثرة شحمها، ودنت من الأرض».
(3) مكفوفة: مجموعة. مجمراتها: خف مجمر: صلب شديد مجتمع.
(4) ذيالاتها: طويلة الذيول.
(5) أسقياتها: السقاء يجمع على «أسقية» وجمع «أسقية» «أسقيات».
(6) الغابر: الباقي في الأسقية. بلاتها: جمع بلة، بضم الباء وتشديد اللام، يقال «اطو السقاء على بلته» أي اطوه وهو ندى، لأنه إذا طوى وهو جاف تكسر.
(7) نيطت: علقت. ضراتها: جمع ضرة، وهي أصل الضرع.
(8) النخر: المجوف: الطلح: شجر عظام. أراد: كأنما نيطت جذوع من نخر الطلح. شبه قوائمها بجذوع الطلح.
(9) جمجمات: جمع جمجمة.
(10) الرواء: جمع ريان وريا. العاطنات: اللاتي قد رويت من الماء ثم بركت في موضع يقرب من الماء، فذلك الموضع هي العطن.
(11) العانس: ألتي في بيت أبويها لم تزوج. الريطات: جمع ريطة، وهي الملاءة التي ليست لفقين. يريد أنها تمشي مشي العانس إذا تبخرت، لأن العانس قد زادت على البلوغ، فمشيها أثقل من مشي التي حين بلغت. عن التبريزي في شرح تهذيب الألفاظ 283.

[شرح الأصمعيات: 34-35]