دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1438هـ/22-02-2017م, 07:48 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

الأسلوب المقاصدي:
قال تعالى :
((أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))سورة الملك (22)

هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، فالكافر مثله فيما هو فيه كمثل من يمشي مكبا على وجهه ، أي يمشي منحنيا لا مستويا على وجهه ،أي لايدري أين يسلك ولا كيف يذهب بل تائه حائر ضال ، ( أمن يمشي سويا ) :أي منتصب القامة على صراط مستقيم أي طريق واضح بين ، وهو في نفسه مستقيم طريقه مستقيم .

فالناس على قسمين :
القسم الأول :كالمنكب على وجهه لايدري في أي طريق يمشي وتائه ضال، فهو كالمشرك الذي يتوجه إلى عبادة آلهات كثيرة ، كما قال تعالى : ( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )، وكالإنسان الضال الذي يمشي بدون هدى من الله ويتبع هواه ، كما قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ).
القسم الثاني : يمشي بطريقة سوية وواضحة ومستقيم في أقواله وأفعاله وأعماله وجميع أحواله ،كالمتصب القامة ، فهذا مثل الإنسان المؤمن الذي يمشي على هدى من الله متبع للكتاب والسنة ، كما قال تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي).
وقال تعالى أيضا : ( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .

هل يمشي الكافر على وجهه يوم القيامة وكيف ؟!
الجواب ، نعم ، كما قال تعالى : ((لَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا )).
كيف يمشي الكافر على وجهه يوم القيامة ؟!
الجواب : من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الصحيح ، عن أنس : أن رجلا قال : يا رسول الله ، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ فقال : " إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيامة " وهكذا قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، وغير واحد من المفسرين.
فنجد أن الجزاء من جنس العمل ، فكما كان الكافر في الدنيا يمشي مكبا على وجهه ، لايهتدي إلى الصراط المستقيم وتائه ، فالله تعالى يحشره يوم القيامة كذلك ، كما قال تعالى أيضا في موضع آخر : (( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا )).



ماهو الصراط المستقيم :

الصراط المستقيم هو نوعان :
النوع الأول : نوع حسي ، وهو المنصوب على ظهر جهنم والتي يردها المؤمن والكافر ، فالمؤمن يمشي فيها على قدر أعماله ، فمنهم من يشمي سرعة البرق ومنهم من هو بسرعة الراكب ، ومنهم من تخطفه النار بالكلاليب ، قال تعالى ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) [مريم :17].
النوع الثاني : معنوي ، وهو الذي يراد بها الطريق المستقيم الذي أنعم الله به على النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين ، كما قال تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم ) [الفاتحة 5-6].
وهو طريق الإسلام والقرآن والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضا، كما قال تعالى : قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 69، 70].

جاء في حديث النَّواس بن سمعان مرفوعًا وَصفُ الصراط بأنه هو الإسلام، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ضرب اللهُ مثلاً صراطًا مُستقيمًا، وعلى جنبتَي الصِّراط سُوران، فيهما أبوابٌ مُفتَّحةٌ، وعلى الأبواب ستُورٌ مُرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقولُ: أيُّها الناسُ، ادخُلُوا الصِّراط جميعًا، ولا تتعرَّجُوا، وداعٍ يدعُو من فوق الصِّراط، فإذا أراد يفتحُ شيئًا من تلك الأبواب؛ قال: وَيحك لا تفتحهُ؛ فإنَّك إن تفتحهُ تلِجهُ، والصِّراطُ: الإسلامُ، والسُّوران: حُدُودُ الله، والأبوابُ المُفتَّحةُ: محارمُ الله، وذلك الدَّاعي على رأس الصِّراط: كتابُ الله، والدَّاعي من فوق الصِّراط: واعظُ الله في قلب كُلِّ مُسلمٍ))، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده .


أعداء الصراط المستقيم :
1) ابليس ، كما قال تعالى : ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الأعراف: 16].
2) شياطين الإنس ، كما قال تعالى : (( وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )) ، وكما جاء وفي الحديث : عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: " هذا سبيل الله "، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: " هذه سبل - قال يزيد: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه "، ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل، فتفرق بكم عن سبيله) .رواه الإمام أحمد في مسنده .


طرق الإهتداء إلى الصراط المستقيم :
1) منها موافقة الكتاب والسنة والإعتصام به وترك السبل التي تدعو بخلافه ، كما قال تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )، وفي الحديث جاء وفي الحديث : عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: " هذا سبيل الله "، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: " هذه سبل - قال يزيد: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه "، ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل، فتفرق بكم عن سبيله) .رواه الإمام أحمد في مسنده .

والدليل على أن الإعتصام بالكتاب والسنة سببا في الهداية إلى الصراط المستقيم ، في قوله تعالى : {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران:101]، وكقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 66 - 68]،وكقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 175]

2) ومنها الإخلاص لله و حده لاشريك له ،ملة إبراهيم حنيفا ، كما قال تعالى : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ، وقال أيضا : (( إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ))،وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 161]

3) متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛لأنه يهدي إلى الصراط المستقيم كما قال تعالى : قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾،وكقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].


نسأل الله أن يهدينا إلى الصرط المستقيم ، ويوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 شوال 1438هـ/5-07-2017م, 10:01 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
الأسلوب المقاصدي:
قال تعالى :
((أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))سورة الملك (22)

هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، فالكافر مثله فيما هو فيه كمثل من يمشي مكبا على وجهه ، أي يمشي منحنيا لا مستويا على وجهه ،أي لايدري أين يسلك ولا كيف يذهب بل تائه حائر ضال ، ( أمن يمشي سويا ) :أي منتصب القامة على صراط مستقيم أي طريق واضح بين ، وهو في نفسه مستقيم طريقه مستقيم .

فالناس على قسمين :
القسم الأول :كالمنكب على وجهه لايدري في أي طريق يمشي وتائه ضال، فهو كالمشرك الذي يتوجه إلى عبادة آلهات كثيرة ، كما قال تعالى : ( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )، وكالإنسان الضال الذي يمشي بدون هدى من الله ويتبع هواه ، كما قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ).
القسم الثاني : يمشي بطريقة سوية وواضحة ومستقيم في أقواله وأفعاله وأعماله وجميع أحواله ،كالمتصب القامة ، فهذا مثل الإنسان المؤمن الذي يمشي على هدى من الله متبع للكتاب والسنة ، كما قال تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي).
وقال تعالى أيضا : ( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .

هل يمشي الكافر على وجهه يوم القيامة وكيف ؟!
الجواب ، نعم ، كما قال تعالى : ((لَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا )).
كيف يمشي الكافر على وجهه يوم القيامة ؟!
الجواب : من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الصحيح ، عن أنس : أن رجلا قال : يا رسول الله ، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ فقال : " إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيامة " وهكذا قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، وغير واحد من المفسرين.
فنجد أن الجزاء من جنس العمل ، فكما كان الكافر في الدنيا يمشي مكبا على وجهه ، لايهتدي إلى الصراط المستقيم وتائه ، فالله تعالى يحشره يوم القيامة كذلك ، كما قال تعالى أيضا في موضع آخر : (( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا )).



ماهو الصراط المستقيم :

الصراط المستقيم هو نوعان :
النوع الأول : نوع حسي ، وهو المنصوب على ظهر جهنم والتي يردها المؤمن والكافر ، فالمؤمن يمشي فيها على قدر أعماله ، فمنهم من يشمي سرعة البرق ومنهم من هو بسرعة الراكب ، ومنهم من تخطفه النار بالكلاليب ، قال تعالى ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) [مريم :17].
النوع الثاني : معنوي ، وهو الذي يراد بها الطريق المستقيم الذي أنعم الله به على النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين ، كما قال تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم ) [الفاتحة 5-6].
وهو طريق الإسلام والقرآن والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضا، كما قال تعالى : قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 69، 70].

جاء في حديث النَّواس بن سمعان مرفوعًا وَصفُ الصراط بأنه هو الإسلام، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ضرب اللهُ مثلاً صراطًا مُستقيمًا، وعلى جنبتَي الصِّراط سُوران، فيهما أبوابٌ مُفتَّحةٌ، وعلى الأبواب ستُورٌ مُرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقولُ: أيُّها الناسُ، ادخُلُوا الصِّراط جميعًا، ولا تتعرَّجُوا، وداعٍ يدعُو من فوق الصِّراط، فإذا أراد يفتحُ شيئًا من تلك الأبواب؛ قال: وَيحك لا تفتحهُ؛ فإنَّك إن تفتحهُ تلِجهُ، والصِّراطُ: الإسلامُ، والسُّوران: حُدُودُ الله، والأبوابُ المُفتَّحةُ: محارمُ الله، وذلك الدَّاعي على رأس الصِّراط: كتابُ الله، والدَّاعي من فوق الصِّراط: واعظُ الله في قلب كُلِّ مُسلمٍ))، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده .


أعداء الصراط المستقيم :
1) ابليس ، كما قال تعالى : ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الأعراف: 16].
2) شياطين الإنس ، كما قال تعالى : (( وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )) ، وكما جاء وفي الحديث : عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: " هذا سبيل الله "، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: " هذه سبل - قال يزيد: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه "، ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل، فتفرق بكم عن سبيله) .رواه الإمام أحمد في مسنده .


طرق الإهتداء إلى الصراط المستقيم :
1) منها موافقة الكتاب والسنة والإعتصام به وترك السبل التي تدعو بخلافه ، كما قال تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )، وفي الحديث جاء وفي الحديث : عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: " هذا سبيل الله "، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: " هذه سبل - قال يزيد: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه "، ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل، فتفرق بكم عن سبيله) .رواه الإمام أحمد في مسنده .

والدليل على أن الإعتصام بالكتاب والسنة سببا في الهداية إلى الصراط المستقيم ، في قوله تعالى : {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران:101]، وكقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 66 - 68]،وكقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 175]

2) ومنها الإخلاص لله و حده لاشريك له ،ملة إبراهيم حنيفا ، كما قال تعالى : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ، وقال أيضا : (( إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ))،وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 161]

3) متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛لأنه يهدي إلى الصراط المستقيم كما قال تعالى : قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾،وكقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].


نسأل الله أن يهدينا إلى الصرط المستقيم ، ويوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه .


التقويم : د+ :
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة.
لتكن مقدمة الرسالة بالأسلوب المقاصدي في بيان المقصد العام للآية وقد جاءت هذه الآية في معرض التعريف بالله عز وجل بأفعاله وربوبيته ، وفي هذه الآية تعريف به من خلال بيان مصير من اتبع هداه ، ومن ضل عن ذلك ووصف لحال كل منهما ؛ ففيها ترغيب في توحيد الله عز وجل واتباع هداه ، وترهيب من الضلال والشرك به.
ومن هذا المدخل تفسرين الآية ببيان هذه المقاصد دون التشعب إلى مسائل استطرادية تصرف القارئ عن المقصد المطلوب.

وقد أحسنتِ ببيان معنى المثل في بداية رسالتك لكن استطردتِ بعد ذلك في بيان مسائل متعلقة بالصراط المستقيم وكان الأولى بيان علاقة ضرب هذا المثل بمقصد الآية كما بينتُ سابقًا.

زادكِ ربي إحسانًا وتوفيقًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir