دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1432هـ/22-02-2011م, 11:27 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب قول الله عز وجل {لله الأمر من قبل ومن بعد

باب قول الله عز وجل {لله الأمر من قبل ومن بعد}

قول الله عز وجل: {لله الأمر من قبل ومن بعد} وهذا كله وإن كان نزوله على سبب خاص فظاهره يدل على أن أمره قبل كل شيء سواه، ويبقى بعد كل شيء سواه، وما هذا صفته لا يكون إلا قديما، وقوله تعالى: {ولولا كلمة سبقت من ربك}.
وقوله عز وجل: {لولا كتاب من الله سبق}.
وقوله جل وعلا: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}، والسبق على الإطلاق يقتضي سبق كل شيء سواه، وقوله تعالى: {حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} يعني- والله أعلم- إنا سميناه- يريد كلامه- قرآنا عربيا، وأفهمناكموه بلغة العرب لعلكم تعقلون وهو كقوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} أي سموهم.
وقوله: {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه} أي سموا له شركاء ثم إن الله تعالى نفى عن كلامه الحدث بقوله: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} فأخبر أنه كان موجودا مكتوبا قبل الحاجة إليه في أم الكتاب.
وقوله عز وجل: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} فأخبر أن القرآن كان في اللوح المحفوظ يريد مكتوبا فيه، وذلك قبل الحاجة إليه، وفيه ما فيه من الأمر والنهي والوعد والوعيد، والخبر والاستخبار، وإذا ثبت أنه كان موجودا قبل الحاجة إليه ثبت أنه لم يزل كما كان، وقوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} يريد به ذكر القرآن لهم وتلاوته عليهم وعلمهم به، فكل ذلك محدث.
[الأسماء والصفات: 1/560]
والمذكور المتلو المعلوم غير محدث كما أن ذكر العبد لله عز وجل محدث والمذكور غير محدث، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} {11} يريد به- والله أعلم- إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل، وقوله تبارك وتعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، يريد به حفظ رسومه وتلاوته.
وقوله: {وأنزلنا الحديد} والحديد جسم لا يستحيل عليه الإنزال، ويجوز أن يكون ابتداء خلقه وقع في علو، ثم نقل إلى سفل، فأما الإنزال بمعنى الخلق فغير معقول، وأما النسخ والإنشاء والنسيان والإذهاب، والترك والتبعيض، فكل ذلك راجع إلى التلاوة أو الحكم المأمور به، وبالله التوفيق
486- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدّثنا عثمان بن سعيد، حدّثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} يقول: ما نبدل من آية أو نتركها، أي لا نبدلها {نأت بخير منها} يقول: خير لكم في المنفعة، وأرفق بكم
487- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عبيد بن عمير الليثي، في قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها} يقول: أو نتركها نرفعها من عندهم فنأتي بمثلها أو بخير منها
وعن ابن أبي نجيح، عن أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه
[الأسماء والصفات: 1/561]
في قوله: {ما ننسخ من آية} أي نثبت خطها ونبدل حكمها، أو ننسها أي: نرجئها عندنا نأت بخير منها أو مثلها قلت: وفي هذا بيان لما قلنا والمخايرة لا تقع في عين الكلام، وإنما هي في الرفق والمنفعة كما أشار إليه ابن عباس رضي الله عنهما، وكذلك المفاضلة إنما تقع في القراءة على ما جاء من وعد الثواب والأجر في قراءة السور والآيات، والله أعلم
488- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفراييني ابن السقا، أخبرنا أبو يحيى عثمان بن محمد بن مسعود، أخبرني إسحاق بن إبراهيم الجلاب، حدّثنا محمد بن هانئ، حدّثنا الحسين بن ميمون، حدّثنا الهذيل، عن مقاتل، قال: تفسير} {جعلوا} على وجهين: فوجه منهما: جعلوا الله يعني وصفوا الله، فذلك قوله عز وجل في سورة الأنعام} {وجعلوا لله شركاء} يعني وصفوا لله شركاء، وكقوله في الزخرف: {وجعلوا له من عباده جزءا} يعني وصفوا له وكقوله في سورة النحل: {ويجعلون لله البنات} يعني ويصفون لله البنات وكقوله في الزخرف: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} يعني وصفوا الملائكة إناثا، فزعموا أنهم بنات الرحمن تبارك وتعالى
[الأسماء والصفات: 1/562]
والوجه الثاني: وجعلوا يعني: قد فعلوا بالفعل، فذلك قوله عز وجل في الأنعام: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} يعني قد فعلوا ذلك، وقوله في سورة يونس: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق} يعني الحرث والأنعام: {فجعلتم منه حراما وحلالا}.
وقوله: {ثم جعل منها زوجها} يعني خلق قلت: وأما قوله عز وجل: {إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون}.
وقوله: {ذي قوة عند ذي العرش مكين} فقد قال في آية أخرى: {فأجره حتى يسمع كلام الله} {11} فأثبت أن القرآن كلامه، ولا يجوز أن يكون كلامه وكلام جبريل عليه السلام، فثبت أن معنى قوله: {إنه لقول رسول كريم} أي تلقاه عن رسول كريم، أو قول سمعه من رسول كريم أو نزل به عليه رسول كريم
489- أخبرنا أبو عمرٍو محمّد بن عبد الله الأديب، أخبرنا أبو بكرٍ الإسماعيليّ، حدّثنا القاسم، يعني ابن زكريّا حدّثنا أبو كريبٍ، ويعقوب، والمخرمي، قالوا: حدّثنا أبو معاوية.
[الأسماء والصفات: 1/563]
حدّثنا الأعمش، عن جامع بن شدّادٍ، عن صفوان بن محرزٍ، عن عمران بن حصينٍ رضي اللّه عنه، قال: إنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: اقبلوا البشرى يا بني تميمٍ قالوا: قد بشّرتنا فأعطنا فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن قالوا: قد بشّرتنا، فأخبرنا عن أوّل هذا الأمر كيف كان؟ فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: كان اللّه قبل كلّ شيءٍ، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذّكر كلّ شيءٍ وأتاني آتٍ، فقال: يا عمران انحلّت ناقتك من عقالها، فقمت فإذا السّراب منقطعٌ بيني وبينها، فلا أدري ما كان بعد ذلك.
أخرجه البخاريّ في "الصّحيح" من وجهٍ آخر، عن الأعمش، وزاد فيه: ثمّ خلق السّماوات والأرض ولعلّه سقط من كتابي، والقرآن ممّا كتب في الذّكر لقوله: بل هو قرآنٌ مجيدٌ في لوحٍ محفوظٍ
490- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، حدّثنا عفّان بن مسلمٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا الأشعث بن عبد الرّحمن، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن النّعمان بن بشيرٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى كتب كتابًا قبل أن يخلق السّماوات والأرض
[الأسماء والصفات: 1/564]
بألفي عامٍ، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دارٍ، فيقرّ بها شيطانٌ ثلاث ليالٍ
[الأسماء والصفات: 1/565]
491- أخبرنا أبو سهلٍ أحمد بن محمّد بن إبراهيم المهرانيّ، وأبو النّصر بن قتادة، قالا: أنا محمّد بن إسحاق بن أيّوب الصّبغيّ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن زيادٍ السّرّيّ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، حدّثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمارٍ، حدّثني عمرو بن حفص بن ذكوان، عن مولى الحرقة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم عليه السّلام بألف عامٍ، فلمّا سمع الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمّةٍ ينزل هذا عليها، وطوبى لجوفٍ يحمل هذا، وطوبى لألسنٍ تكلّم بهذا
[الأسماء والصفات: 1/566]
492- وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو الحسن السّرّاج، حدّثنا مطيّنٌ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، فذكره بإسناده نحوه، إلاّ أنّه قال: عن مولى الحرقة يعني عبد الرّحمن بن يعقوب، وقال في متنه: بألفي عامٍ ولم يذكر قوله: طوبى لجوفٍ يحمل هذا تفرّد به إبراهيم بن المهاجر قوله: قرأ طه ويس يريد به تكلّم وأفهمها ملائكته وفي ذلك، إن ثبت، دليلٌ على وجود كلامه قبل وقوع الحاجة إليه
493- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب، وأبو الفضل بن إبراهيم، قالا: حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاريّ، حدّثنا أنس بن عياضٍ، قال: حدّثني الحارث بن أبي ذبابٍ، عن يزيد بن هرمز، وعن عبد الرّحمن الأعرج، قالا: سمعنا أبا هريرة رضي اللّه عنه، يقول: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: احتجّ آدم وموسى، عليهما الصّلاة والسّلام، عند ربّهما فحجّ آدم موسى، فقال موسى: أنت الّذي خلقك اللّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنّته، ثمّ أهبطت النّاس
[الأسماء والصفات: 1/567]
بخطيئتك إلى الأرض، قال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك اللّه تعالى برسالاته وكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كلّ شيءٍ، وقرّبك اللّه نجيًّا، فبكم وجدت اللّه كتب التّوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدم: فهل وجدت فيها وعصى آدم ربّه فغوى، قال: نعم، قال: أفتلومني أن أعمل عملا كتب اللّه عليّ عمله قبل أن يخلقني بأربعين سنةً؟ قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فحجّ آدم موسى.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن إسحاق بن موسى الأنصاريّ، والاختلاف في هذه التّواريخ غير راجعٍ إلى شيءٍ واحدٍ، وإنّما هو على حسب ما كان يظهر لملائكته ورسله، وفي كلّ ذلك دلالةٌ على قدم الكلام
494- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرٍو، قالا: أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن عليٍّ الورّاق، حدّثنا عبد الله بن رجاءٍ، أخبرنا عمران هو ابن داورٍ القطّان، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع رضي اللّه عنه، قال: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: نزلت صحف إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام أوّل ليلةٍ من رمضان.
[الأسماء والصفات: 1/568]
وأنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشر خلت من رمضان، وأنزلت الزّبور لثماني عشر خلت من رمضان، والقرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان خالفه عبيد الله بن أبي حميدٍ، وليس بالقويّ، فرواه عن أبي المليح، عن جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما من قوله، ورواه إبراهيم بن طهمان، عن قتادة من قوله، لم يجاوز به، إلاّ أنّه قال: لاثنتي عشرة بدل ثلاث عشرة وكذلك وجده جرير بن حازمٍ في كتاب أبي قلابة دون ذكر صحف إبراهيم قلت: وإنّما أراد، واللّه أعلم، نزول الملك بالقرآن من اللّوح المحفوظ إلى سماء الدّنيا
495- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا موسى بن إسحاق القاضي، حدّثنا أبو بكر، وعثمان، ابنا أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
[الأسماء والصفات: 1/569]
قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، فكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}
496- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، حدّثنا أبو طاهر محمد بن عبد الله بن الزبير الأصفهاني، حدّثنا الحسين بن حفص، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن حسان بن حريث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، فجعل جبريل عليه الصلاة والسلام ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلا
[الأسماء والصفات: 1/570]
497- أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ببغداد، أخبرنا أبو جعفر الرزاز، حدّثنا علي بن إبراهيم الواسطي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}
[الأسماء والصفات: 1/571]
498- وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدّثنا علي بن عيسى الحيري، حدّثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدّثنا محمد بن المثنى، حدثني عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدّثنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: أنزل الله تعالى القرآن إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، فكان الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يوحي في الأرض منه شيئا أوحاه، أو يحدث منه شيئا أحدثه قلت: هذا يدل على أن الإحداث المذكور في قوله عز وجل: {وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} إنما هو في إعلامهم إياه بإنزال الملك المؤدي له على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرأه عليه
499- وأخبرنا أبو الحسن المقرئ، أخبرنا أبو عمرو الصفار، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو الحسن الميموني، قال: خرج إلى يوما أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فقال:
[الأسماء والصفات: 1/572]
ادخل فدخلت منزله فقلت: أخبرني عما كنت فيه مع القوم وبأي شيء كانوا يحتجون عليك؟ قال: بأشياء من القرآن يتأولونها ويفسرونها، هم احتجوا بقوله: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} قال: قلت قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه هو المحدث قلت: والذي يدل على صحة تأويل أحمد بن حنبل رحمه الله ما
500- حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن الحسن بن فوركٍ، أخبرنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة، عن عاصمٍ، عن أبى وائلٍ، عن عبد الله هو ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: أتيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فسلّمت عليه، فلم يردّ عليّ، فأخذني ما قدم وما حدّث فقلت: يا رسول الله، أحدث فيّ شيءٌ؟ فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه عزّ وجلّ يحدث لنبيّه من أمره ما شاء، وإنّ ممّا أحدث ألا تكلّموا في الصّلاة في هذا بيانٌ واضحٌ لمّا قدّمنا ذكره، حيث قال: يحدث لنبيّه، وباللّه التّوفيق
[الأسماء والصفات: 1/573]
501- أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو بكر القطان، حدّثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن محمد بن أبي المجالد، عن مقسم، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: سأله عطية بن الأسود، فقال: إنه قد وقع} في قلبي الشك في قول الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
وقوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
وقوله: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم وشهر ربيع الأول فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان، وفي ليلة القدر، وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم: رسلا في الشهور والأيام
[الأسماء والصفات: 1/574]
502- أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ، أخبرني محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، حدّثنا عبد الله بن صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفيرٍ، عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ رضي اللّه عنه، قال: إنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم تلا: إنّ الّذين كفروا بالذّكر لمّا جاءهم وإنّه لكتابٌ عزيزٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّكم لن ترجعوا إلى الله تعالى بشيءٍ أحبّ إليه من شيءٍ خرج منه يعني: القرآن
503- وأخبرنا أبو عبد الله أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن محمّد بن زيادٍ العدل، حدّثنا جدّي أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، حدّثنا سلمة بن شبيبٍ، حدّثني أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفيرٍ، عن أبي ذرٍّ الغفاريّ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم:
[الأسماء والصفات: 1/575]
إنّكم لا ترجعون إلى الله بشيءٍ أفضل ممّا خرج منه يعني: القرآن، قال أبو عبد الله: هذا حديثٌ صحيح الإسناد قلت: ويحتمل أن يكون جبير بن نفيرٍ.
رواه عنهما جميعًا، ورواه غيره، عن أحمد بن حنبلٍ دون ذكر أبي ذرٍّ رضي اللّه عنه في إسناده، وقوله خرج منه يريد يريد أنّه وجد منه بأن تكلّم به، وأنزله على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأفهمه عباده، وليس ذلك الخروج ككلامنا، فإنّه عزّ وجلّ صمدٌ لا جوف له تعالى اللّه عن
[الأسماء والصفات: 1/576]
شبه المخلوقين علوًّا كبيرًا، وإنّما كلامه صفةٌ له أزليّةٌ موجودةٌ بذاته لم يزل كان موصوفًا
[الأسماء والصفات: 1/577]
به، ولا يزال موصوفًا به، فما أفهمه رسله وعلّمهم إيّاه، ثمّ تلوه علينا وتلونا، واستعملنا موجبه ومقتضاه، فهو الّذي أشار إليه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فيما روّينا عنه، وباللّه التّوفيق
504- أخبرنا أبو طاهرٍ الفقيه، أخبرنا أبو طاهرٍ محمّد بن الحسن المحمّدأباديّ، حدّثنا حامد بن محمودٍ، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، قال: سمعت الجرّاح الكنديّ، يحدّث عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه قال أبو عبد الرّحمن: فذاك الّذي أجلسني هذا المجلس، وكان يقرئ القرآن، قال: وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّبّ على خلقه، وذلك بأنّه منه كذا.
رواه حامد بن محمودٍ ورواه يحيى بن أبي طالبٍ، عن إسحاق بن سليمان، فجعل آخر الخبر من قول أبي عبد الرّحمن مبيّنًا، وتابعه على ذلك غيره، ورواه الحمّانيّ، عن إسحاق بن سليمان مبيّنًا في رفع آخر الخبر إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
[الأسماء والصفات: 1/578]
505- أخبرناه عليّ بن أحمد بن عبدان، حدّثنا أحمد بن عبيدٍ الصّفّار، حدّثنا عبّاس بن الفضل، حدّثنا الحمّانيّ، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، حدّثنا الجرّاح، عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عثمان رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله عزّ وجلّ على خلقه، وذاك أنّه منه
[الأسماء والصفات: 1/579]
تابعه يعلى بن المنهال، عن إسحاق في رفعه، ويقال: إنّ الحمّانيّ منه أخذ ذلك، واللّه أعلم، والجرّاح هو ابن الضّحّاك الكنديّ قاضي الرّيّ، وكان كوفيًّا
506- أخبرنا أبو عمرٍو البسطاميّ، حدّثنا أبو بكرٍ الإسماعيليّ، حدّثنا الحضرميّ، حدّثنا يعلى بن المنهال السّكونيّ، حدّثنا السّكونيّ، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، عن الجرّاح بن الضّحّاك الكنديّ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عثمان رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وذلك أنّه منه قال الحضرميّ سمعه يحيى الحمّانيّ من يعلى بن المنهال هذا
[الأسماء والصفات: 1/580]
507- وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، وأبو الحسين بن الفضل القطّان، ببغداد، قالا: أخبرنا أبو سهلٍ أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زيادٍ، حدّثنا محمّد بن بشر بن مطرٍ، حدّثنا الحسن بن حمّادٍ الورّاق، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمذانيّ، عن عمرو بن القيس، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: يقول اللّه عزّ وجلّ: من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ثواب السّائلين، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه لفظ حديثهما سواءٌ، إلاّ أنّ القطّان قال في رواية محمّد بن بشرٍ أخو خطّابٍ:
[الأسماء والصفات: 1/581]
508- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا أبو أسامة الكلبيّ، حدّثنا شهاب بن عبّادٍ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد المشعاريّ، قال أبو أسامة المشعار فخذٌ من همذان، فذكر بإسناده نحوه إلاّ أنّه قال: أفضل ما أعطي السّائلين وقال: وفضل كلام الله ولم يقل: عن ذكري قلت: تابعه الحكم بن بشيرٍ، ومحمّد بن مروان، عن عمرو بن قيسٍ، وروي من وجهٍ آخر، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعًا
[الأسماء والصفات: 1/582]
509- أخبرنا أبو سعدٍ أحمد بن محمّدٍ المالينيّ، أخبرنا أبو أحمد بن عديٍّ الحافظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا شيبان، حدّثنا عمر الأبحّ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الأشعث الأعمى، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله عزّ وجلّ على خلقه تفرّد به عمر الأبحّ وليس بالقويّ، وروي عن يونس بن واقدٍ البصريّ، عن سعيدٍ دون ذكر الأشعث في إسناده، ورواه عبد الوهّاب بن عطاءٍ، ومحمّد بن سواءٍ، عن سعيدٍ، عن الأشعث دون ذكر قتادة فيه، قال أبو عبد الله الحافظ: قال الشّيخ أبو بكرٍ أحمد بن إسحاق، فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّ فضل كلام الله على سائر الكلام كفضله على خلقه، وكان فضله لم يزل، فكذلك فضل كلامه لم يزل
[الأسماء والصفات: 1/583]
قلت: ونقل إلينا عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه مرفوعًا: القرآن كلام الله غير مخلوقٍ، وروي ذلك أيضًا، عن معاذ بن جبلٍ، وعبد الله بن مسعودٍ، وجابر بن عبد الله رضي اللّه عنهم مرفوعًا، ولا يصحّ شيء من ذلك، أسانيده مظلمةٌ لا ينبغي أن يحتجّ بشيءٍ منها، ولا أن يستشهد بشيءٍ منها، وفيما ذكرناه كفايةٌ، وباللّه التّوفيق
[الأسماء والصفات: 1/584]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, قول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir