دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 محرم 1438هـ/2-10-2016م, 12:11 AM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي سيرة الإمام العابد الزاهد : سهل بن عبدالله التستري ( أبو محمد)

بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة الإمام العابد الزاهد: سهل بن عبدالله التستري .


● اسمه ونسبه

أبو محمد سهل بن عبد اللّه بن يونس بن عيسى بن عبد اللّه بن رفيع التّستري*1 . ترجع نسبته (التستري) وإلى مدينة تستر , وهي من أعظم مدن خوزستان, أما أسرته فلم تفدنا المصادر بشيء عنها ، سوى ما ذكره ابن بطوطة الذي قال إنه رأى حفدة للتستري في تستر*2

● مولده ونشأته
ولد بمدينة تستر في سنة مائتين ، وقيل : إحدى ومائتين*3 . (و تفرد بعض الناس بجعل تستر مع الأهواز ، وبعضهم يجعلها مع البصرة ... وجعلها عمر بن الخطاب من أرض البصرة لقربها منها)*4 .
نشأ سهل التستري في تستر ، ولا ندري كم من الزمن أقام في تستر ، فإنه هجرها ورحل إلى البصرة وأقام فيها حتى وفاته*5 .
وعن سبب انتقاله إلى البصرة قال ابن الجوزي : (حكى رجل عن سهل أنه يقول : إن الملائكة والجن والشياطين يحضرونه ، وإنه يتكلم إليهم ، فأنكر ذلك عليه العوام ، حتى نسبوه إلى القبائح ، فخرج إلى البصرة ، فمات بها)*6 .

بداية تصوفه:

كانت بدايات اتجاهه إلى التصوف في سن مبكرة جدا , نقل عنه اليافعي أنه قال : (كنت ابن ثلاث سنين ، وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوّار ، وكان يقوم بالليل ، وكان يقول : يا سهل ، اذهب ونم ، فقد شغلت قلبي. وقال لي يوما خالي : ألا تذكر اللّه الذي خلقك؟ فقلت : كيف أذكره؟ فقال : قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك : اللّه معي ، اللّه ناظر إلي ، اللّه شاهدي. فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته ، فقال : قلها في كل ليلة سبع مرات ، فقلت ذلك ، فوقع في قلبي حلاوة. فلما كان بعد سنة قال لي خالي : احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر ، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة ، فلم أزل على ذلك سنين ، فوجدت لها حلاوة في سري. ثم قال لي خالي يوما :
يا سهل ، من كان اللّه معه وهو ناظر إليه وشاهده لا يعصيه ، إياك والمعصية.

● تنسكه وطلبه للعلم:

كما نقل عنه اليافعي أنه قال : (...........حفظت القرآن وأنا ابن ست أو سبع ، وكنت أصوم الدهر ، وقوتي خبز الشعير اثنتي عشرة سنة ، فوقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة ، فسألت أن يبعثوا بي إلى البصرة أسأل عنها ، فجئت البصرة ، وسألت علماءها ، فلم يشفني ما سمعت. فخرجت إلى عبادان إلى رجل يعرف بأبي حبيب حمزة بن عبد اللّه العبادي ، فسألته عنها فأجابني. وأقمت عنده مدة أنتفع بكلامه وأتأدب بأدبه. ثم رجعت إلى تستر ، فجعلت قوتي اقتصارا على أن يشترى لي بدرهم فرقان الشعير ، فيطحن ويختبز ، فأفطر عند السحر كل ليلة على أوقية واحدة بغير ملح ولا إدام ، و كان يكفيني ذلك الدرهم سنة. ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال ، ثم جعلتها خمسا ، ثم سبعا ، حتى بلغت خمسا وعشرين ليلة ، وكنت على ذلك عشرين سنة. ثم خرجت أسيح في الأرض سنين ، ثم عدت إلى تستر ، وكنت أقوم الليل كله)*7 .
يتضح من هذا النص أن بدايات التستري الصوفية كانت على يد خاله الذي لا تفيدنا المصادر بشيء عنه ، سوى أنه لقّن التستري مبادئ التصوف ، ثم تلقى التصوف على يد شيخه حمزة العبادي في عبادان.
وتفيد مصادر أخرى أنه صحب ذا النون المصري الذي كان له دور- لا نعلم مداه- في رعاية بذرة التصوف لديه ، فقد ذكرت بعض المصادر أن التستري لقيه في الحج وصحبه*8 .
وثمت متصوف آخر هو إدريس بن أبي خولة الأنطاكي ، أفادت المصادر أن التستري حكى عنه ، ولم تضف إلى ذلك شيئا آخر*9 .

نبذة يسيرة عن مذهب التصوف*10 :

ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي:على وجه الإجمال .....
الطبقة الأولى: وتمثل التيار الذي اشتهر بالصدق في الزهد إلى حد الوساوس، والبعد عن الدنيا والانحراف في السلوك والعبادة على وجه يخالف ما كان عليه الصدر الأول من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بل وعن عبّاد القرن السابق له، ولكنه كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف , وإن كان ورد عن بعضهم ـ مثل الجنيد ـ بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات، ومن أشهر رموز هذا التيار:
ـ الجنيد: هو أبو القاسم الخراز المتوفى 298هـ يلقبه الصوفية بسيد الطائفة، ولذلك يعد من أهم الشخصيات التي يعتمد المتصوفة على أقواله وآرائه وبخاصة في التوحيد والمعرفة والمحبة. وقد تأثر بآراء ذي النون النوبي، فهذبها، وجمعها ونشرها من بعده تلميذه الشبلي، ولكنه خالف طريقة ذي النون والحلاّج و البسطامي في الفناء ، حيث كان يُؤْثر الصحو على السكر وينكر الشطحات، ويؤثر البقاء على الفناء، فللفَناءِ عنده معنى آخر، وقد أنكر على المتصوفة سقوط التكاليف. وقد تأثر الجنيد بأستاذه الحارث المحاسبي الذي يعد أول من خلط الكلام بالتصوف، وبخاله السري السقطي ت 253هـ.
_وهناك آخرون تشملهم هذه الطبقة أمثال: أبو سليمان الداراني عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العني ت205هـ، وأحمد بن الحواري، والحسن بن منصور بن إبراهيم أبو علي الشطوي الصوفي وقد روى عنه البخاري في صحيحه، والسري بن المغلس السقطي أبوالحسن ت253هـ، سهل بن عبد الله التستري ت273هـ، معروف الكرخي أبو محفوظ 200هـ، وقد أتى من بعدهم ممن سار على طريقتهم مثل: أبي عبد الرحمن السلمي 412هـ محمد بن الحسين الأزدي السلمي، محمد بن الحسن بن الفضل بن العباس أبويعلى البصري الصوفي 368هـ شيخ الخطيب البغدادي.
_ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة: بداية التمييز عن جمهور المسلمين والعلماء، وظهور مصطلحات تدل على ذلك بشكل مهَّد لظهور الطرق من بعد، مثل قول بعضهم: علمُنا، مذهبنا ، طريقنا، قال الجنيد: (علمنا مشتبك مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهو انتساب محرم شرعاً حيث يفضي إلى البدعة والمعصية بل وإلى الشرك أيضاً، وقد اشترطوا على من يريد السير معهم في طريقتهم أن يَخرُجَ من ماله، وأن يُقلَّ من غذائه وأن يترك الزواج مادام في سلوكه.
ـ كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونُسَّاك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين. ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبَّب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية. وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة في مثل: كتب أبو طالب المكي قوت القلوب وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني، وكتب الحارث المحاسبي. وقد حذر العلماء الأوائل من هذه الكتب لاشتمالها على الأحاديث الموضوعة والمنكرة، واشتمالها على الإسرائيليات وأقوال أهل الكتاب. سئل الإمام أبو زرعة عن هذه الكتب فقيل له: في هذه عبرة ؟ قال: من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة.
_ ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها ما يسمونه (الذوق)، والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم، فلم يستطيعوا أن يحموا نهجهم الصوفي من الاندماج أو التأثر بعقائد وفلسفات غير إسلامية، مما سهَّل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها.
الطبقة الثانية:
خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات: الوحدة، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر، والصحو، والكشف ، والبقاء، والمريد، والعارف، والأحوال، والمقامات، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم مما زاد العداء بينهما، وغير ذلك .......
الطبقة الثالثة:
وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، على أن الموجود الحق هو الله وما عداه فإنها صور زائفة وأوهام وخيالات موافقة لقول الفلاسفة، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي. وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت به مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية ......

● شيوخه

_خاله محمد بن سوّار
_أبو حبيب حمزة بن عبد اللّه العبادي
_ذا النون المصري
_إدريس بن أبي خولة الأنطاكي

● تلاميذه وأصحابه : (رواة أخباره)*11

ابن درستويه ,أبو جعفر المصيصي المغازلي , أبو الحسن البشري, أبو الحسن البغدادي المزين, أبو الحسن النخاس, أبو علي البصري, أبو محمد الجريري_اسمه: أحمد بن محمد بن الحسين _، أبو يعقوب السوسي , أحمد بن سالم , أيوب الحمال , البربهاري ,بكر بن محمد ابن العلاء أبو الفضل القشيري , الحلاج , عبد الجبار بن شيراز بن يزيد العبدي النهربطي ,علي بن عبد العزيز الضرير الصوفي البغدادي أبو الحسن , عمر بن واصل العنبري ، محمد بن الحسن بن أحمد الجوري , محمد بن الحسن, محمد بن أحمد بن سالم أبو عبد اللّه, علي بن محمد المزين.
- ورد في حلية الأولياء 10/ 198- 211 أسماء خمسة وعشرين رجلا سمعوا سهل التستري ونقلوا أقواله. وكذلك وردت بعض الأسماء في طبقات الصوفية 1/ 166- 171 وصفوة الصفوة 4/ 64- 66.

عقيدته :

_ اعتقاده عن الذات الإلهية:
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ فِي رِسَالَتِهِ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ أبا عبد الرحمن السلمي، سمعت أبا مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيَّ، سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيَّ يَقُولُ، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ ذَاتِ اللَّهِ فَقَالَ: ذَاتُ اللَّهِ مَوْصُوفَةٌ بِالْعِلْمِ، غَيْرُ مُدْرَكَةٍ بِالْإِحَاطَةِ، وَلَا مَرْئِيَّةٍ بِالْأَبْصَارِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَهِيَ مَوْجُودَةٌ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ، مِنْ غَيْرِ حَدٍّ وَلَا إِحَاطَةٍ وَلَا حُلُولٍ، وَتَرَاهُ الْعُيُونُ فِي الْعُقْبَى، ظَاهِرًا فِي مُلْكِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَقَدْ حَجَبَ الْخَلْقَ عَنْ مَعْرِفَةِ كُنْهِ ذَاتِهِ، وَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ بِآيَاتِهِ، فَالْقُلُوبُ تَعْرِفُهُ، وَالْعُيُونُ لَا تُدْرِكُهُ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُ بِالْأَبْصَارِ، مِنْ غَيْرِ إِحَاطَةٍ وَلَا إِدْرَاكِ نهاية.*12

_ اعتقاده في التوحيد والقدر:
سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن اعتقاد الشافعي فأجاب بقوله:
«اعتقاد الشافعي - رضي الله عنه - واعتقاد سلف الأمة كمالك والثوري والأوزاعي وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه هو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وسهل بن عبد الله التستري وغيرهم، فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أصول الدين.*13


● أقوال العلماء فيه:

_قد جمع ابن تيميه بين أئمة السلف ومشايخ الصوفية فى نص واحد فيقول*14 :
( وأئمة الهدى الذين جعل الله تعالى لهم لسان صدق فى الأمة مثل سعيد بن المسبب والحسن البصرى وعد منهم مالكا والشافعى وأحمد وبشرا الحافى والجنيد بن محمد وسهلا بن عبد الله التسترى وعمر بن عثمان المكى ، وأمثال هؤلاء المشايخ ، كل هؤلاء متفقون على أن الله سبحانه ليس هو خلقه ولا جزءا من خلقه ولا صفة لخلقه ، بل هو سبحانه متميز بنفسه بائن بذاته المعظمة )*15 .
فأثنى على عدد كبير من مشايخ الصوفية الأوائل وعدهم من أئمة السلف الصالح وأن عقيدتهم ومنهجهم واحد وهو الاقتداء والالتزام بما فى الكتاب والسنة ، وأقوالهم هى أقوال سلف الأمة *16.

_ وفي موضع آخر يقول ابن تيمية : فأما "شيوخ الصوفية" المشهورون عند الأمة الذين لهم في الأمة لسان صدق: مثل أبي القاسم الجنيد وسهل بن عبد الله التستري وعمرو بن عثمان*17.

_ويبدو أن ابن الجوزي كان يتحامل على التستري ، فقد أنكر عليه تفسير قوله تعالى :
وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ [النساء : 36] فقد فسرها التستري على أنها القلب والنفس والجوارح*18 ،(و ابن الجوزي اكتفى بإنكار هذا التفسير ، دون أن يذكر مبررا لإنكاره)*19

● من أقواله :
_كَمَا سُئِلَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ عَنِ الْإِيمَانِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ وَسُنَّةٌ ,لِأَنَّ الْإِيمَانَ إِنْ كَانَ قَوْلًا بِلَا عَمَلٍ فَهُوَ كُفْرٌ، وَإِذَا كَانَ قَوْلًا وَعَمَلًا بِلَا نِيَّةٍ فَهُوَ نِفَاقٌ، وَإِذَا كَانَ قَوْلًا وَعَمَلًا وَنِيَّةً بِلَا سُنَّةٍ فَهُوَ بِدْعَةٌ*20.
_سئل سهل بن عبد الله التستري ، أي شيء أشد على النفس ؟ قال : الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيبٌ*21.
_قَالَ سهل بن عبد الله التسترِي رَحمَه الله تَعَالَى مَا أحدث أحد فِي الْعلم شَيْئا إِلَّا يسْأَل عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة فَإِن وَافق السّنة وَإِلَّا فَهُوَ العطب*22.
_وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيِّ قَالَ: مَنْ دَقَّ الصِّرَاطُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا عَرُضَ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ عَرُضَ عَلَيْهِ الصِّرَاطُ فِي الدُّنْيَا دَقَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ.*23
_َقَالَ سهل بن عبد الله التسترِي لَا يتَمَنَّى الْمَوْت إِلَّا ثَلَاثَة رجل جَاهِل بِمَا بعد الْمَوْت أَو رجل يفر من أقدار الله أَو مشتاق محب للقاء الله*24.
_سُئِلَ سهل بن عبد الله التسترِي من الصُّوفِي فَقَالَ من صفا من الكدر وامتلأ من الْفِكر وَانْقطع إِلَى الله من الْبشر واستوى عِنْده الذَّهَب والمدر*25.

● مؤلفاته *26 :
يرى بعض الدارسين أن التستري لم يقم بكتابة مؤلفاته بنفسه *27 ، وقال كمال جعفر : (إن المؤرخين قد نسبوا إليه عددا من المؤلفات التي تختلف كما وكيفا. وأغلب الظن أن هذه الكتب والرسائل إنما هي خلاصة انتقاها ونقلها تلامذته من بعده ، وبخاصة ابن سالم)*28 .
و مجموع مؤلفات التستري هو أربع عشرة كتابا ، وهي حسب ترتيبها الهجائي :
1- تفسير القرآن العظيم : ذكر سزكين أن لهذا التفسير ست نسخ خطية.
2- جوابات أهل اليقين : وهو من الكتب المفقودة.
3- دقائق المحبين أو "رقائق المحبين".
4- رسالة في الحروف
5- رسالة في الحكم والتصوف
6- سلسبيل سهلية
7- الغاية لأهل النهاية : من الكتب المفقودة..
8- لطائف القصص في قصص الأنبياء .
9- كتاب المعارضة والرد على أهل الفرق وأهل الدعاوى في الأحوال.
10- كتاب الميثاق .
11- كلام سهل .
12- مقالة في المنهيات.
13- مناقب أهل الحق ومناقب أهل اللّه عزّ وجلّ .
14- مواعظ العارفين .

● نماذج من تفسيره
_تفسيره لقول الله تعالى ( وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين ):
عن التستري قصد السبيل طريق السنه ومنها جائر يعني الي النار وذلك الملل والبدع*29.
_أمثلة على التفسير الإشارى :
ما ذكره سهل بن عبد الله التسترى فى قوله تعالى : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِي وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [الشعراء/81:80] قال : ( يعنى إذ تحركت بغيره لغيره عصمنى ، وإذا ملت إلى شهوة من الدنيا منعها عنى ، وقوله والذى يميتنى ثم يحين أى الذى يميتنى بالغفلة ثم يحينى بالذكر )*30 وفى قوله : { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا } [النمل/52] قال : ( الإشارة فى البيوت إلى القلب فمنها ما هو عامر بالذكر ، ومنها ما هو خرب بالغفلة ومن ألهمه الله عز وجل بالذكر فقد خلصه من الظلم )*31 .
_ قوله تعالى : "يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ"[سورة التوبة : آية 32]
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ : يعني يريدون أن يردوا القرآن بتكذيبهم بألسنتهم ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ : أي يظهر دينه الإسلام.*32
_ "إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) " [سورة الشعراء : آية 89]
قوله عزّ وجلّ : إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [89] قال : الذي سلم من البدع مفوض إلى اللّه أمره راض بقدر اللّه.*33

● وفاته
أما وفاته فكانت بالبصرة سنة (283 هـ) وقيل سنة (273 هـ)*34 ، وقيل (293 هـ)*35 .

والحمد لله رب العالمين


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-حلية الأولياء 10/ 190 وطبقات الصوفية 1/ 166 والفهرست ص 263 ومعجم البلدان 2/ 31 (تستر) ووفيات الأعيان 2/ 429.
2-رحلة ابن بطوطة 1/ 209 ، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 6/ 13.
3-الكامل في التاريخ 6/ 389 (حوادث سنة 283) والوافي بالوفيات 16/ 17.
4-معجم البلدان 2/ 30.
5-معجم البلدان 2/ 31 (تستر) ووفيات الأعيان 2/ 429.
6-تلبيس إبليس ص 207.
7-مرآة الجنان 2/ 249 (حوادث سنة 283) وذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان 2/ 429 من هذا الخبر قصته مع خاله فقط وانظر : التصوف في الإسلام 66- 67 وحركة التصوف الإسلامي ص 110.
8-البداية والنهاية 11/ 174 وسير أعلام النبلاء 13/ 330 ووفيات الأعيان 2/ 429 ومعجم البلدان 2/ 31 (تستر).
9-بغية الطلب 3/ 1134.
10-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة . (48_47/ 1) (48/ 2) (48/ 3)
11- تفسير التستري ( المقدمة)
12-شرح الطحاوية - ط دار السلام (ص: 219)
13-اعتقاد الأئمة الأربعة (ص: 6)
14-موسوعة الرد على الصوفية (195/ 13)
15-كتاب توحيد الربوبية لابن تيمية ص 474 .
16-انظر الاستقامة لابن تيمية حـ 1 ص 142 ، وانظر الفتوى الحموية ص 35 37 ، 38 ، 42 .
17-بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (2/ 260)
18-تفسير التستري ص 45.
19-من التراث الصوفي ص 102
20-لوامع الأنوار البهية (1/ 406 _407)
21-الإخلاص والشرك الأصغر (ص: 5)
22-تحريم النظر في كتب الكلام (ص: 70)
23-لوامع الأنوار البهية (2/ 194)
24- شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص: 23)
25-التعرف لمذهب أهل التصوف (ص: 25)
26-تفسير التستري ـ موافقا للمطبوع (ص: 10_11)
27-حركة التصوف الإسلامي ص 109 ومن التراث الصوفي ص 79.
28-من التراث الصوفي ص 79.
29-الاعتصام ـ للشاطبى موافق للمطبوع (1/ 59)
30-تفسير القرآن العظيم ، لسهل بن عبد الله التسترى ، طبعة دار الكتب العربية الكبرى القاهرة سنة 1329هـ ، ص70.
31-السابق ص70 .
32-تفسير التستري ـ موافقا للمطبوع (ص: 73)
33-السابق (ص: 115)
34- البداية والنهاية 11/ 74
35- طبقات الصوفية 1/ 167.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمام, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir