دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 رجب 1430هـ/5-07-2009م, 06:22 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس الأول: التعرف على مقاصد الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما يحب أن يُحمد ، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان أما بعد:
فهذا هو الدرس الأول من دروس برنامج القراءة المنظمة؛ أسأل الله تعالى أن يوفقني فيه لحسن العرض وأن يكتب له القبول إنه هو الكريم الوهاب.
تمهيد:
قبل الإفاضة في الدرس أحب أن أشير إلى أن للقراءة أنواعاً قد يحتاج معظمها طالب العلم لكننا سنركز في المرحلة الأولى على قراءة التعلم لعظيم فائدتها في التأصيل العلمي.
وهذه القراءة هي أهم أنواع القراءات وأعظمها نفعاً ، ولكي تؤتي ثمارها ينبغي أن يتسم القارئ فيها بِسِمَات:
الأولى: أن يعرف ماذا يقرأ؟
الثانية: أن يعرف كيف يقرأ؟.
الثالثة: أن يكون ذا صبر على التحصيل فلا ينقطع دون بلوغ مأموله.
فالسمة الأولى يعينه على تحقيقها وضوح المنهج في القراءة، وهذا أرجو أن يتحقق لكم في هذا البرنامج بالإشراف العلمي على اختيار الكتب والرسائل فالخطة التي أقدمها لكم، لم تكن مرتجلة وإنما هي حصيلة خبرة سنوات من معاناة القراءة والبحوث العلمية الموسعة ، وباستشارة عدد من أهل العلم المبرزين في عدد من فنون العلم.
والسمة الثانية: هي التي نحرص على تأهيل الطلاب فيها من خلال هذا البرنامج بالدروس النظرية والتنبيهات والوصايا والتطبيق على عدد من الكتب والرسائل المقترحة حتى يكون للطلاب في القراءة مَلَكَة حَسَنَة.
وأما السمة الثالثة: فهي عليك يا طالب العلم فاصبر نفسك وحفِّزْها، وإن فترت فلا تنقطع، واقرأ من سير العلماء وفضائل العلم والتعلم ما يشحذ الهمة ويقوي العزيمة واتخذ قريناً صالحاً يعينك وتعينه ، واستأنس بالرفقة ونافسهم في المعالي، وكن كما قال الأول:
لأستسهلن الصعب أو أبلغ المنى = فما انقادت الآمال إلا لصابر
وعند الصباح يحمد القوم السرى.
وقفة:
لا تحقرن من العلم شيئاً ، ولا تحملنك العجلة على تقحم ما لا تستطيع ، فمن رام العلم جملة ذهب منه جملة، وإنما يؤخذ العلم على مر الليالي والأيام
اليوم علم وغداً مثله = من نُخَب العلم التي تلتقط
يحصل المرء بها حكمة = وإنما السيل اجتماع النقط
ومن سار على الدرب وصل، وأما المنبتُّ فلا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع.
فخذ من العلم اليوم بما يتيسر لك ، وأحسن التعلم ، وأصلح النية يبارك لك الله فيما تعلمت، ويهديك لعلم ما لم تعلم.
والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.
وسأحرص في هذه الدروس على الاختصار والاقتصار على ما أحسبه يوضح المقصود ، وينير الطريق، والله هو الذي يهدي السبيل.
وكان الأَولى أن أبدأ بدرس عن أهمية النية الصالحة، وأنواع المقاصد الحسنة للقراءة، وأسباب التوفيق لتحصيل العلم النافع لكنني خشيت أن تطول بكم الدروس النظرية قبل البدء في البرنامج فآثرت أن أبدأ في البرنامج بما يتيسر ، وأتكلم عن هذه الموضوعات المهمة في مجالس لاحقة قريباً بإذن الله تعالى.
المهارة الأولى: التعرف على مقاصد الكتاب
من أهم سمات قراءة التعلم أن يعتني طالب العلم فيها بمعرفة مقاصد الكتاب فإن لكل كاتب مقاصد فيما يكتب ورسالة يريد تأديتها للقارئ، وللعلماء طرق مختلفة في بيان هذه المقاصد فمنهم من يلخصها في أول كتابه، ومنهم من يجملها في آخره، ومنهم من يقسم كتابه إلى أبواب وفصول تتضح مقاصد الكتاب باستقرائها،ومنهم من يفرِّق ذكر هذه المقاصد في ثنايا كتابه ويكثر من الاستطرادات في المسائل والفوائد والأقوال والحجج فتتفرق تلك المقاصد في صفحات كتابه حتى تخفى على من يقرأ الكتاب قراءة عابرة لا يعتني فيها بأمر المقاصد ولا يتتبعها.
وهذه المهارة من أهم المهارات وأعظمها نفعاً فإن الطالب إذا اعتنى بها وأحسن اختيار ما يقرأ وعرف مقاصد تلك الكتب حصل تحصيلاً عظيماً في فترة وجيزة -بإذن الله تعالى -وكان ذلك أدعى لضبطه لمسائل العلم ورسوخها لديه ، مع ما يفيده التدرب على اكتساب هذه المهارة من إعمال الفكر والنظر في الكتاب.
والمداومةُ على هذا الأمر تبني ملَكة الفهم والتأمل والاستنباط وهي من أخص صفات أهل العلم؛ قال الله تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). فذكر العلماء بأخص صفاتهم.


ما هي مقاصد الكتاب؟
تطلق مقاصد الكتاب على معنيين:
المعنى الأول: غرض المؤلف من تأليف الكتاب.
المعنى الثاني: الجمل الرئيسة في الكتاب التي قصد المؤلف بيانها
فإن لكل كتاب من الكتب التي يؤلفها العلماء عِمَاداً وسِنَاداً واستطراداً
فالعِمَاد: مقاصد الكتاب التي يقوم عليها إذ هي له كالأعمدة للبنيان.
فإنَّما كتب العالم كتابه ليبين جُمَلاً ذات قيمة علمية يستدل لها بما يبينها، وكلامه في الكتاب إنما يدور على هذه المقاصد، فهي عِمادُه.
والسِّنَاد: هو ما يَسْنُد به المؤلف كلامه من الاستدلالات والتقريرات والتعليلات والقصص وغيرها مما يعتضد به لبيان تلك المقاصد.
وأما الاستطراد: فهو الكلام في مسألة لا تتصل بالعماد اتصالاً مباشراً وإنما يحصل بذكرها بعض الفوائد التي لو لم يذكرها المؤلف لم تؤثر على بيان تلك المقاصد تأثيراً كبيراً. وقد يفيد ذكرها في بيان السناد فتلتحق به.
ولبعض الاستطرادات لطافة وظرافة تستملحها النفوس فربما انصرفت هِمَّةُ القارئ إليها وغفل عن المقاصد، وهذا خطأ منهجي في القراءة والفهم. فلتجعل عنايتك الأولى لمعرفة مقاصد الكتاب وضبطها.
ثم معرفة جُمَل من السناد.
فإذا فعلت ذلك فقد نجحت في قراءة ذلك الكتاب وانتفعت به بإذن الله تعالى.


وصية:
اقرأ بنَفَس المسترشد المتعلِّم الباحث عن فهم المقاصد للانتفاع بها، لا بنَفَس المنتقد الباحث عن الإشكال لإثارته، فرب نية حرمت صاحبها الانتفاع من كتاب عظيم النفع.

تحذير:
إياك والعجلة في قراءة الكتب في هذه المرحلة، فسرعة القراءة ليست مطلباً في هذه المرحلة، بل ضررها أكبر من نفعها، فإنها تفوت على صاحبها كثيراً من العلم قد يحتاج فيما بعد إلى وقت كثير ليستدرك ما فاته. وكم من كتاب قرئ على عجل، فلم ينتفع به قارئه.
فالعجلة تحد من معرفة المقاصد فلا يجد الطالب من قراءة نفعاً يذكر
وأنت إنما التحقت بهذا البرنامج لتنتفع مما تقرأ.
فليست العبرة كم قرأت؟
وإنما العبرة ماذا قرأت؟
وكيف قرأت؟
وما ذا حصلت؟
وسرعة القراءة ستحصّلها بإذن الله تعالى حتى إني أرجو أن تقرأ المجلد الكامل في ساعة واحدة وتعرف مقاصده وسناده بالنظر السريع بإذن الله.
ولكن بعد أن تتدرب مراراً على اكتساب مهارات القراءة النافعة وتطبق ذلك على عشرات الكتب حتى تبرع فيها.
وهذه الكتب والرسائل التي أقترحها عليكم في هذه المرحلة حقها أن تقرأ بعناية ويُضبط عِمَادُها، ويعرف سِنُادها.
فقد كان علماؤنا يعتنون بها ويقرؤونها كثيراً حتى بعد أن شابت حواجبهم في العلم فلم يأنفوا من تردادها وقراءتها والتعليق عليها وإقرائها.
وبعض طلاب العلم اليوم يمر عليها مروراً سريعاً يحول بينه وبين الانتفاع بها، وبعضهم يسمع بها ولا يقرؤها.
وقد سمعت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - يقول لما شرع القارئ في قراءة الفتوى الحموية عليه: ما أحوجنا لقراءتها مراراً!!. وهو من هو في العلم والإمامة!!.
وذلك أنه عرف قيمتها، وأدرك عظيم نفعها.
وقال لي الشيخ أحمد القاضي قبل بضع سنين – وأظن أني ذكرت له كلام الشيخ ابن باز -: لقد شرحتها للطلاب ثمان مرات!.
وأخبرني بعد ذلك أنه شرحها أيضاً.
بل أخبرني الشيخ خالد الهويسين أنه شرح رسالة من رسائل الإمام محمد بن عبد الوهاب ستين مرة.
وقد درست عدداً من الرسائل على بعض علمائنا وكررت دراسة بعضها إلى عشر مرات وفي كل مرة أجد أني أنتفع بقراءتها وأستفيد فوائد جديدة لا تقدر بثمن.
وإنما قصدت ببيان ذلك أن لا تستعجل في قراءة تلك الكتب وتظن أنك بتلك العجلة تحفظ وقتك، فإنك لا تحفظ الوقت بمثل إتقان ما قرأت.
فقراءة التعلم ليست كقراءة الترويح والاستجمام.
ولا يُطلب منك في هذه المرحلة أن تحقق الكمال في معرفة المقاصد والسناد.
وإنما يكفي أن تتدرب على هذه المهارة القيمة، وتسير في طريق إتقانها، والقصدَ القصدَ تبلغ.

ولو فرضنا أنك في الرسالة الأولى فهمت ربع المقاصد من القراءة الأولى باستخام الورقة والقلم فهو إنجاز لا يستهان به، لأنك إذا قدر لك المواصلة ستترقى – بإذن الله –حتى تدرك أغلب المقاصد بالنظر السريع وتستحضرها عند فراغك من قراءة الكتاب، كما كان العلماء السابقون يفعلون ذلك؛ حتى إن منهم من يقرأ كتاباً ثم يسأل عن مسألة بعد سنوات طويلة فيحيل إلى ذلك الكتاب الذي قرأه قراءة صحيحة.
ومن قرأ فتاوى العلماء السابقين ومباحثاتهم ومذاكراتهم رأى من ذلك عجباً. بل إن من العلماء من إذا قرأ كتاباً انتفع به أكثر من انتفاع مؤلفه، وفهمه أحسن من فهمه له، ولذلك أمثلة كثيرة وأسباب علمية منهجية سنأتي على بيانها في مجالس لاحقة بإذن الله تعالى.
والأمة بحاجة إلى إعداد جيل يعيد لها مجدها وسبقها وتفوقها في العلم والعمل فكن أحد أولئك الذين تؤمل الأمة فيهم خيراً.
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وهيأ لنا من أمرنا رشداً.


التطبيق:
سأختار لتطبيق المهارات عدداً من الرسائل القيمة ليطبق عليها الطالب إلمامه بهذه المهارات.
ونظراً لما يتطلبه الإلمام بهذه المهارات من دربة جيدة فإن التطبيقات على الدرس الواحد ستكون نحو عشر تطبيقات يتبعها اختبار.
وسيكون التركيز في تطبيقات المرحلة الأولى على كتب توحيد العبادة وعلم السلوك والآداب الشرعية يقرأ فيها الطالب نخبة من الرسائل العلمية القيمة التي تبين له معالم هذه العلوم وتقدم له تأصيلا علمياً فيها - بإذن الله تعالى - مع اكتسابه لمهارات القراءة النافعة.


تطبيقات الدرس الأول:
1: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ : عبد الرحمن بن ناصر السعدي
2: الرسالة التبوكية لابن القيم
3: الوصية الجامعة لشيخ الإسلام ابن تيمية
4: أمراض القلوب وشفاؤها لشيخ الإسلام ابن تيمية


المطلوب:
1: تلخيص مقاصد الرسالة بعبارات وافية بالمراد.
2: ذكر سناد الرسالة في جمل مختصرة.

سيفتح موضوع لكل رسالة – إن شاء الله – ينشر فيه الطلاب مشاركاتهم في أداء الواجب.
علماً بأن الطلاب المشاركين سيمنحون إجازة علمية مرحلية في القراءة المنظمة بعد اجتيازهم للمرحلة الأولى.


* من سجل متأخراً أو من كان لديه ما يمنعه من المشاركة في بداية البرنامج فليبدأ بالتطبيق حتى يلحق بزملائه بإذن الله تعالى.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir