دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1431هـ/26-04-2010م, 02:12 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس الثاني: التعرف على جوانب القوة العلمية لدى الكاتب

الدرس الثاني: التعرف على جوانب القوة العلمية لدى الكاتب:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فكان درسنا السابق في التعرف على مقاصد الكتاب وهو اللبنة الأولى في بناء القراءة الصحيحة ، وفي هذا الدرس نبدأ سلسلة الاستفادة مما وراء الكتاب من الفوائد العلمية التي تعود ثمارها على طالب العلم .
وهذه الدروس التي نتعلمها في المرحلة الأولى تعنى بتصحيح طريقة القراءة وتعلم المهارات التي تفيد القارئ وتبصره بطرق الاستفادة المثلى من الكتاب الذي يقرؤه ، وتفتح له آفاق الاستفادة من مدلولاته التي قد تكون ثمارها أعظم من ثمار قراءة الكتاب الذي بين يديه، وهذه المرتبة ينالها القراء الألباء؛ فتجد همتهم إذا قرؤوا كتاباً أن يتعرفوا على ما وراء الكتاب من الفوائد العلمية التي تبين لهم مسالك العلم الذي يقرؤون فيه، وتوضح لهم مناراته التي متى تبينت لهم أبصروا الهدف الذي إذا وصلوه عرفوا أنهم أدركوا بغيتهم وقضوا نهمتهم.
فقراء الكتب على مرتبتين:
المرتبة الأولى: قراء وجهوا عنايتهم وهمتهم لفهم الكتاب الذي يقرؤونه، وهؤلاء هم غالب القراء.
المرتبة الثانية: قراء توجهت عنايتهم لمعرفة مسالك ما يحتاجون إليه من العلم من خلال الكتاب الذي يقرؤونه؛ فأتقنوا مهارة التعرف عليها ، ولم ينحصر نظرهم في فهم مسائل الكتاب الذي بين أيديهم.
فأصحاب المرتبة الأولى يحصلون تحصيلاً جيداً لكنهم بحاجة إلى وقت أطول وخطة منهجية في القراءة قد يطول أمدها في بعض العلوم.
وأما أصحاب المرتبة الثانية فهم القراء السباقون إلى المعرفة وحسن التحصيل، ومن رزق منهم ملكة حسنة في هذه الطريقة نبغ نبوغاً مبكراً وانفتحت له آفاق واسعة من العلم النافع.
والذي نسعى إليه في هذه الدروس هو تكوين هذه الملكة لدى طلاب العلم وصقلها وتنميتها بإذن الله تعالى، حتى إذا ما قرأ الطالب كتاباً انتفع به انتفاعاً عظيماً أعظم من مجرد فهم مسائل الكتاب.
وسنتعرف في هذا الدرس على طريقة من طرق الاستفادة مما وراء الكتاب، بل هي من أعظم طرق القراءة نفعاً لأنها تعين الطالب على المنهجية المثلى في القراءة وهي التي تناسب حاله وعنايته العلمية فينميها بكثرة الاطلاع على ما يفيده فيها.
وقبل الولوج في هذا الدرس لا بد من تقديم مقدمتين مهمتين، وسأوجز الكلام فيهما.
المقدمة الأولى: هي بيان أركان عملية القراءة .
القراءة هي اتصال معرفي ذو اتجاه واحد بين الكاتب والقارئ .
فلها أربعة أركان:
الركن الأول: الكاتب.
الركن الثاني: الكتاب.
الركن الثالث: القارئ
الركن الرابع: طريقة القراءة.
وقولي: (اتصال معرفي ذو اتجاه واحد) لأن انتقال المعرفة فيه يسير باتجاه واحد من الكاتب إلى كتابه ومن ثم إلى القارئ بواسطة القراءة ، ولا ينعكس هذا الاتجاه في عملية القراءة.
وهذا التفصيل يفيدنا في فهم عملية القراءة ومعرفة معايير القراءة الناجحة، لأن منها ما يتعلق بالركن الأول، ومنها ما يتعلق بالركن الثاني ، ومنها ما يتعلق بالركن الثالث، ومنها ما يتعلق بالركن الرابع.
وخلاصة الكلام في هذه المقدمة أن الكاتب صاحب رسالة يريد أداءها بواسطة كتابه، والقارئ الجيد هو الذي يفهم مقصد الرسالة، ويتعرف على الكاتب من خلال كتابه، فيعرف جوانب القوة العلمية لديه، ويعرف استمداده المعرفي، ويتعرف على جوانب التوافق المعرفي بينه وبين الكاتب، ويستفتح بذلك آفاقاً من العلم والمعرفة من خلال قراءته للكتاب.
والقراء يختلفون في اهتماماتهم العلمية وجوانب الإجادة لديهم وما يرغبون في تحصيله من العلوم، وهذا العنصر مهم في سلوك المنهج الأمثل للقارئ فيما يقرأ من الكتب.
ومنه تعرف أن المنهجية المثلى في القراءة ليست منهجية موحدة لجميع القراء، بل يحصل بينهم من التفاضل والتفاوت في المناهج كما حصل بينهم من التفاوت في المهارات والقدرات.
لكن من الخطأ الكبير أن يكون صاحب المهارات العالية والملكات الحسنة متذبذباً في القراءة فيضيع وقته وجهده، أو هاضماً نفسه في المنهج الذي يسير عليه في القراءة فلا يراعي مناسبته لما أنعم الله به عليه من المهارات والقدرات.
المقدمة الثانية: وهي مهمة أيضاً بل هي معيار عظيم النفع في رسم المنهج الملائم للقارئ، وهي أن في كل علم من العلوم منارات يهتدي بها الطالب لتحصيله، وليختصر الطالب على نفسه كثيراً من الجهد والوقت ينبغي له أن يتعرف على منارتين في كل علم:
المنارة الأولى: العلماء الراسخون في ذلك العلم، الذين هم أئمته وهداة طريقه، فيقرأ سيرهم، ويستخرج طرق تعلمهم لذلك العلم ونبوغهم فيه، ويحرص على سلوك أوفق الطرق لتحصيل ما قدر له من علومهم.
المنارة الثانية: الكتب الأصول في ذلك العلم التي هي مرجع مسائله، ومهوى أفئدة طلابه، يتدارسونها جيلاً بعد جيل، فيحرص على اقتنائها، وقراءتها ، وفهمها جيداً، وضبط مسائلها ودلائلها.
فإذا حقق الطالب معرفة هاتين المنارتين في كل علم، وعمل بما أرشد إليه فيهما أصبح من أهل ذلك العلم بإذن الله تعالى.
وليكن طالب العلم صاحب تيقظ لما ينفعه، وعناية بالعلم الذي يدرسه ويريد النبوغ فيه، فإذا سمع فيه بفائدة جديدة أرعاها سمعه ووعاها قلبه، وأعمل فكره فيما وراءها، حتى يفهم نظائرها، وهذه كانت طريقة الحذاق من العلماء، قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: أخبرنا إسماعيل ابن إبراهيم عن أيوب [السختياني] قال: قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة، فينفتح لي خمسون باباً من العلم.
ولنبدأ الآن درسنا وهو : التعرف على جوانب القوة العلمية لدى الكاتب .
هذا الدرس موجه لطلاب العلم في علوم الشريعة واللغة العربية، وسنعتني بادئ الأمر بكتب العلماء المتقدمين رحمهم الله، فالغالب عليهم أنهم لا يتصدون للتأليف إلا بعد تمكن وتأهل للكتابة ، وغالبهم إنما يؤلف في العلم الذي يتقنه ويبرع فيه.
وإذا ما كتب بعضهم في علم آخر تجده يستطرد إلى ذكر مسائل في العلم الذي يتقنه ويبرع فيه.
وهذه فائدة مهمة لطالب العلم في توظيف استفادته من المسائل الاستطرادية في الكتب التي يقرؤها فإذا وجد عالماً من العلماء يكثر من الاستطراد في مسائل تتعلق بعلم من العلوم فاعلم أن له بهذا العلم عناية كبيرة، وقد قيل: (من أكثر من شيء عرف به)
فعلى سبيل المثال: نجد شيخ الإسلام ابن تيمية إذا ما كتب كتاباً يستطرد كثيراً في ذكر مسائل تتعلق بالعقيدة وأقوال الفرق والرد عليهم وبيان فساد أقوالهم فيعلم القارئ بذلك أن له عناية كبيرة بهذا العلم ، فإذا عرضت له مسألة في العقيدة حرص على الرجوع لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية لما عرف عنه من العناية بهذا العلم، مع إجادة لعلوم كثيرة لكن غلب عليه هذا العلم في أكثر مؤلفاته.
ولبعض العلماء ملكات حسنة في جوانب من التأليف عظيمة النفع لطلاب العلم ، وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (قيمة كل امرئ ما يحسنه) وهذه الكلمة ميزان نقدي مهم في كثير من الأمور، وهذا المعنى نظمه بعض الشعراء فيما أورده البيهقي صاحب كتاب المحاسن والمساوئ:


قال علي بن أبي طالب = وهو اللبيب الفطن المتقن
كلّ امريءٍ قيمته عندنا = وعند أهل العلم ما يحسن
فقيمة الكاتب فيما يحسنه،وقيمة الكتاب في جوانب الإحسان فيه.
وهذا الإحسان قد يكون مباشراً فيعرف بالتعرف على مقاصد الكتاب كما في تعلمنا في الدرس السابق، وقد يكون غير مباشر؛ فيُعرف بدلالة الكتاب عليه.
فيقرأ طالب العلم كتاباً فيجده يدله على كتاب آخر نافع فيحرص على قراءته ، وإذا بذلك الكتاب يدله على كتاب نافع آخر أو عدة كتب في ذلك العلم فلا يزال طالب العلم يقرأ منها كتاباً فكتاباً حتى يحصل خيراً كثيراً .
لكن من فقه طالب العلم أن يعلم أن العالم المتمكن في فن من فنون العلم إذا أثنى على كتاب في ذلك الفن فهي شهادة قيمة لذلك الكتاب فيحرص على قراءته والاستفادة منه، لكن إذا أثنى على كتاب في علم تبين للقارئ أن الكاتب غير مجيد له فلا يقتضي ذلك حسن الكتاب بل غاية ما يدل عليه أنه أعجب الكاتب وهو كتاب في فن لا يجيده، وإنما يؤخذ كل علم عن أهله.

وينبغي لطالب العلم أن يعود نفسه على أخذ أحسن ما في الكتاب إما من مقاصده أو دلائله اهتداء بقول الله تعالى: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأؤلئك هم أولوا الألباب}.
فبعض الكتب قوتها العلمية فيما تتضمنه من مباحث جليلة القدر، عظيمة النفع.
ومنها كتب قوتها في حسن دلائلها على مواضع نفيسة من العلم.
ومنها كتب جمعت بين الحسنيين.
وسنذكر أمثلة وتطبيقات لكل ذلك توضح ما أردنا بيانه ويستجلي بها الطالب هذه الحقيقة النافعة.
لكن ينبغي أن ننبه إلى أمرين مهمين:
الأمر الأول: أن بعض العلماء كثير التأليف مجيد لعلوم كثيرة فلا يتعجل طالب العلم بالحكم على جوانب القوة العلمية لديه من خلال كتاب أو كتابين من كتبه، بل ينبغي أن يستقرئ غالب كتبه ليتبين بجلاء جوانب القوة العلمية لديه ، وما يحصل بين تآليفه من تفاوت فيها، أو يأخذ بيان جوانب القوة العلمية لديه من عالم يثق به قرأ كتب ذلك الكاتب وسبر غورها، واعتنى بها جيداً.
الأمر الثاني: أن العالِم متعدد العلوم لديه من التفاوت في إتقانها ما يكون ظاهرا للقارئ البصير ، فيجده إماماً مقدماً في بعض العلوم، ومجتهداً مشاركاً في بعضها، وهذا يفيده في معرفة طبقات العلماء في المعرفة في العلم الذي يبحث فيه، وهي مَلَكَةٌ يحتاجها طالب العلم المتقدم كثيراً.

اللهم إنا نسألك حسن التعلم ، وحسن العمل، وحسن التعليم.
وأن تجعل لك محيانا ومماتنا ، وتسلم لك وجوهنا وقلوبنا إنك سميع الدعاء.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 01:15 AM
سعيد سعيد غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 3
افتراضي

السلام عليكم

شيخنا .. انا طالب جديد وقد حضرت متاخرا واستفدت من الدرس الاول كثيرا وقمت بتطبيقه خارجيا ولله الحمد في 5 كتب.
لكن لي طلب في الدرس الثاني وهو ان يتم التوضيح اكثر وبايجاز اقل لانني لم افهم العلاقة بين اركان القراءة والمنارتين اللتين وضعتهما ورابطهما مع القراءة المنظمة التي نحن بصددها.

ثم ... أين الاخوة والاخوات عن هذا الدرس ولماذا هذا الهدوء . أيصح قول الغرب عنا أننا كسعفة تشتعل قليلا ثم لايطول اشتعالها أم ماذا؟

ومايلقاها الا الذين صبروا ومايلقاها الا ذو حظ عظيم.

وفق الله الجميع
لرضاه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 03:08 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
شيخنا .. انا طالب جديد وقد حضرت متاخرا واستفدت من الدرس الاول كثيرا وقمت بتطبيقه خارجيا ولله الحمد في 5 كتب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وحياك الله .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد مشاهدة المشاركة
لكن لي طلب في الدرس الثاني وهو ان يتم التوضيح اكثر وبايجاز اقل لانني لم افهم العلاقة بين اركان القراءة والمنارتين اللتين وضعتهما ورابطهما مع القراءة المنظمة التي نحن بصددها.
ثم ... أين الاخوة والاخوات عن هذا الدرس ولماذا هذا الهدوء . أيصح قول الغرب عنا أننا كسعفة تشتعل قليلا ثم لايطول اشتعالها أم ماذا؟
ومايلقاها الا الذين صبروا ومايلقاها الا ذو حظ عظيم.
وفق الله الجميع لرضاه
سنوضح أفكار الدرس بالأمثلة التطبيقية حتى يتبين المقصود بجلاء، ولعلي أضع هذه الأمثلة قريباً إن شاء الله تعالى.

وأما التأخر في وضع هذه الأمثلة فسببه أن كل قسم في المعهد له ما يقتضيه من الأعمال العاجلة، وعند تزاحم المهام أحرص على تقديم عمل لكل قسم حتى لا نتأخر على طلاب العلم المستفيدين منه.
فنحن لا زلنا في وضع الإعداد العلمي للمعهد، وأرجو -إذا استقرت أعمال الإعداد - أن نكون أكثر تفرغاً للتدريس وإعطاء هذا البرنامج ونظائره ما يستحقه من العناية بإذن الله.

والإخوة المسجلون في هذا البرنامج أغلبهم من طلاب الدورات العلمية بالمعهد ، وقد صرفوا أكثر عنايتهم لدراسة المتون العلمية مع حرصهم على أداء ما يتيسر لهم من التطبيقات في دروس هذا البرنامج، فلعل هذا يفسر تأخر بعضهم في أداء التطبيقات.

وأُعلِمهم بأنه يمكنهم المشاركة في مناقشة الدرس الثاني وأداء تطبيقاته وإن لم يتموا تطبيقات الدرس الأول، لأن الغرض من إقامة هذه الدروس إفادة الطلاب، والوصول إلى الطريقة المثلى في القراءة .
وهذه المناقشة تفيدنا في تحسين إلقاء هذه الدورس مستقبلاً إن شاء الله.

لكن ينبغي أن يكون أداؤهم للاختبارات متسلسلاً.

وأما إجابة سؤالك عن بيان العلاقة بين أركان القراءة والمنارتين وصلتهما ببرنامج القراءة المنظمة
فأقول: إن القراءة المنظمة تقوم على أساسين مهمين:
1: كيف يقرأ الطالب؟
2: وماذا يقرأ؟
ودروس المرحلة الأولى تعنى بالإجابة على السؤال الأول، مع شيء من إجابة السؤال الثاني.
وفي المراحل التالية يكون التركيز - بإذن الله - على السؤال الثاني، بعد أن يجتاز الطالب مرحلة التأسيس التي نهدف من خلالها إلى بيان القواعد المهمة للقراءة الصحيحة في علوم الشريعة واللغة العربية، والإفادة من طرق العلماء السابقين في القراءة وسبكها في دروس تعليمية تفيد طلاب العلم.

وبيان أركان عملية القراءة يفيد الطالب في فهم دروس مرحلة التأسيس وتأصيلها، لأن القراءة الصحيحة لها معايير علمية ، وهذه المعايير العلمية لا بد أن تكون راجعة إلى ركن من أركان عملية القراءة.

فالدرس الأول في التعرف على مقاصد الكتاب راجع إلى الركن الثاني وهو الكتاب.
والدرس الثاني: وهو التعرف على جوانب القوة العلمية لدى الكاتب راجع إلى الركن الأول وهو الكاتب.

وهذه الدروس المرتبطة بأركان القراءة تفيد بمجموعها الجواب على السؤال الأول وهو: كيف نقرأ؟
وتعين على التعرف على حسن التخطيط للإجابة على السؤال الثاني: ماذا نقرأ؟

وقد بينا في هذا الدرس أنه لا توجد منهجية مثلى موحدة لجميع القراء وذلك لتفاضل القراء في المهارات والقدرات وتنوع أوجه عنايتهم العلمية.
ومن الدروس المهمة التي سنأتي عليها في هذه المرحلة أن يتعرف القارئ على جوانب الإجادة العلمية لديه، والملكات التي وهبه الله إياها، وكيف ينميها، وهذا عائد إلى الركن الثالث وهو القارئ.
وبمعرفة هذه الدروس التأسيسية يتمكن الطالب بإذن الله من رسم منهجية مثلى خاصة به.

والمناهج الخاصة تختلف من قارئ لآخر ويحصل بينهم من التفاضل والتفاوت في منهج القراءة ما يناسب ما بينهم من التفاوت والتفاضل في المهارات والملكات.
لكن ينبغي أن يُعلم أن المناهج الصحيحة في القراءة على تنوعها واختلاف اختيارات أصحابها فيها ثوابت ومتغيرات.
والمنارتان المذكورتان في هذا الدرس هما من الثوابت في المناهج الصحيحة في القراءة، فإذا اضطربت معرفة القارئ لهاتين المنارتين أثَّر ذلك نقصاً كبيراً في قراءته وتعلمه.


ويمكنك الإسهام في تلخيص الدرس وعرضه بأسلوب ميسر لإفادة إخوانك ومن يقرأ هذه الدروس من طلاب العلم، فربما يفهم بعض الطلاب من الملخص ما لا يفهمه من الدرس الأصلي.

وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 09:57 PM
سعيد سعيد غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 3
افتراضي

شكر الله لكم شيخنا ونفع بعلمكم وجعلكم مباركين اينما كنتم, وقد اجدت وافدت,
ونسأل الله ان يعيننا على فهم المقصود والعمل به والدعوة اليه وهو نعم المولى ونعم النصير.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 شعبان 1431هـ/9-08-2010م, 03:27 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

كيف نتعرف على جوانب القوة العلمية للكاتب؟
جوانب القوة العلمية لدى الكاتب هي قضايا منهجية تظهر إجادته لها من خلال كتاباته، ولتسهيل التعرف على تلك الجوانب ينبغي أن نعرف المراحل العامة تمر بها الكتابة وهي ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: التحصيل العلمي لمادة الكتاب.
المرحلة الثانية: المعالجة العلمية.
المرحلة الثالثة: العرض العلمي.
وفهم هذه المراحل يفيد في معرفة ما يتميز به الكاتب لأن جوانب قوته العلمية يمكن إرجاعها إلى عنصر من هذه العناصر، وهذه العناصر يتفاضل الكتاب في إجادتها تفاضلا كبيراً؛ فأعلى مراتب الكُتَّاب من يحقق الدرجات العالية في كل مرحلة من تلك المراحل، ومنهم تكون له براعة في بعضها دون بعض.
ولنقف عند كل مرحلة من هذه المراحل بشيء من البيان:

· أولاً: التحصيل العلمي لمادة الكتاب
والقوة العلمية فيه في أمرين: سعة الاطلاع، وتميز الاطلاع.
وسعة الاطلاع تحصل بأمرين:
الأمر الأول: كثرة القراءة وتنوعها مدة طويلة من الزمن يثري بها المؤلف مخزونه المعرفي؛ فيظهر أثر ذلك في مؤلفاته.
الأمر الثاني: كثرة إيراد النقول عن العلماء؛ فتجده إذا تكلم في مسألة أورد من النقول ما يدل على سعة اطلاعه.

وسعة الاطلاع عنصر مهم من عناصر القوة العلمية ، لكن من المؤلفين من يكون قمَّاشاً لما تقع عينه عليه فيورد الغث والسمين، ومنهم من يكون لديه تميز في الاطلاع فإذا ما بحث مسألة رجع فيها إلى أئمة ذلك العلم الذين لهم فيه مؤلفات معتمدة، وقد ينتقي من غيرها ما يصلح دون ما لا يصلح.
وتجد هذا ظاهراً في المسائل الكبار التي تتضمن مسائل فرعية يتعلق بعضها بالمفردات اللغوية، وبعضها بالنحو والصرف ،وبعضها بالاعتقاد، وبعضها بالفقه، وبعضها بأصول الفقه، وهذا يقع كثيراً في مسائل التفسير وشروح الأحاديث؛ فتجده يرجع في مسائل اللغة إلى كلام المحققين من علماء اللغة، وفي مسائل النحو والصرف إلى أئمة ذلك العلم، وفي مسائل الاعتقاد إلى الأئمة المتقدمين فيه، وفي مسائل الفقه إلى أئمة الفقه، وهكذا.
فهذا النوع من العلماء مؤلفاته نافعة جداً لطالب العلم لأنه يتعرف في كل مسألة على العلماء الذين يرجع إلى كلامهم فيها، فيتعرف على كتبهم ورواة علمهم.
وممن سلك هذه الطريقة وبرع فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

وتميز الاطلاع يكون بأمرين:
الأمر الأول: النقل عن أولى من ينقل عنه في ذلك العلم.
الأمر الثاني: إيراد نقول مهمة عن علماء متمكنين من غير مظانها أو مما لا يحصل إلا بجهد كبير، وهذا أمر برع فيه جماعة من أهل العلم، وتنوعوا في ذلك حتى عرف عن بعضهم جوانب من التميز شهد له بها العلماء:
فمنهم من برع في جمع آثار السلف الصالح وأقوالهم فتتبع مظانها وعرف مواردها فإذا ما ألَّف مؤلفاً رأيت هذه السمة بارزة فيه، ومن هذا الصنف ابن رجب الحنبلي رحمه الله.
ومنهم من كانت له عناية فائقة بمسائل إمام من الأئمة فظهر أثر ذلك في مؤلفاتهم، ومن هذا الصنف البيهقي في مسائل الشافعي، والخلال وابن مفلح الحنبلي في مسائل الإمام أحمد.
ومنهم من كانت له عناية كبيرة بإيراد القصص ونكت المواعظ فظهر أثر ذلك في كثير من كتبه كابن الجوزي.

وهذا ميدان فسيح لو تأمله طالب العلم لوجد في مؤلفات العلماء جوانب من التميز تفيده فوائد علمية جليلة فيما يحتاج إليه.

فخلصنا من بيان الأمر الأول إلى أن المؤلفين فيه على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: من لديه اطلاع واسع متميز، وهذه أعلى مراتب التحصيل العلمي لمادة الكتاب، وقلَّ من يحققها على الدرجات العالية، وإذا ظفرت بكاتب مجيد في هذه المرتبة في أي علم من العلوم فعليك بكتبه.
المرتبة الثانية: من لديه اطلاع واسع غير متميز.
المرتبة الثالثة: من لديه اطلاع متميز غير واسع.
وأما من ليس لديه اطلاع واسع ولا متميز فإن مادته المصدرية تكون ضعيفة، لكن هذا لا يسقط المؤلف فقد يكون لديه جوانب قوة علمية في العناصر الأخرى ، وسيأتي بيانها.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 01:36 AM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي


شيخنا الحبيب؛ هل يمكن التمثيل بما ذكرته -حفظك الله- في الأمر الأول من مراتب المؤلفين بما يلي:
  • المرتبة الأولى: من لديه اطلاع واسع متميز، وهذه أعلى مراتب التحصيل العلمي لمادة الكتاب، وقلَّ من يحققها على الدرجات العالية، وإذا ظفرت بكاتب مجيد في هذه المرتبة في أي علم من العلوم فعليك بكتبه. يمثل بشيخ الإسلام/ ابن تيمية رحمه الله تعالى.
  • المرتبة الثانية: من لديه اطلاع واسع غير متميز. يمثل بالحافظ/ ابن الجوزي رحمه الله تعالى.
  • المرتبة الثالثة: من لديه اطلاع متميز غير واسع. يمثل بالشيخ العلامة/ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى.
يرجى الافادة شيخنا الفاضل، مع ذكر أمثلة في ذلك ؟

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 02:31 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

نعم ، تمثيلك صحيح في الجملة ويوضح المقصود، وإن كان قياس سعة الاطلاع يختلف باختلاف الموازانات بين العلماء؛ فقد يثنى على عالم بسعة الاطلاع إذا جرت موازنته بمن هو دونه فإذا ما ذكر أساطين العلماء الذين لهم سعة اطلاع مشهودة تبين مكانه بينهم.
وبعض الكاتبين يكون له اطلاع واسع متميز في علم من العلوم فما يكتبه في مجال تخصصه نافع ومهم.
وينبغي التنبه إلى أن كون بعض العلماء ليس بواسع الاطلاع لا يقتضي ضعف مؤلفاته بل قد يكون فيها من حسن التحرير والعرض وموافقته للحق وانتفاع الناس بكتبه ما يجبر قلة اطلاعه.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 10:28 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

بوركتم شيخنا على التوضيح؛ لكن هلاّ ذكرتم -حفظكم الله- أمثلة في هذه المراتب الثلاث للإستفدة عمليا من جوانب القوة العلمية لدى الكاتب ، وكما قيل (بالمثال يتضح المقال) ، وجزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 ربيع الثاني 1432هـ/17-03-2011م, 11:28 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

شيخنا الكريم / أين يصنف أمثال: العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى، والعلامة صديق حسن خان رحمه الله تعالى، والحافظ ابن رجب و الحافظ ابن حجر والعلامة النووي رحمهم الله؟

وبارك الله في علمكم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الأولى 1432هـ/16-04-2011م, 12:19 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

يرجى الإفادة شيخنا الفاضل، لمسيس الحاجة إلى ذلك. بوركتم..


التوقيع :
قال الزهري رحمه الله: (العلم ذكر يحبه ذكورة الرجال، ويكرهه مؤنثوهم).اهـ
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 جمادى الأولى 1432هـ/16-04-2011م, 01:31 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

آمين، ولك بمثل.

النووي وابن القيم وابن رجب وابن حجر كلهم من أصحاب المرتبة الأولى ، ولكل منهم فضل تميز فيما برع فيه.
وأما صديق حسن خان فأكثر مادة كتبه مستفادة من كتب الشوكاني رحمهم الله جميعاً.
وأرجو أن ييسر الله إتمام الدرس قريباً إنه كريم مجيب.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدرس الأول: التعرف على مقاصد الكتاب عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 47 17 ذو الحجة 1437هـ/19-09-2016م 01:34 AM


الساعة الآن 06:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir