البر
على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: البر، يعني: الصلة. فذلك قوله في البقرة: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا} [224]. يعني: لئلا تصلوا القرابة. وقال في الممتحنة: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم} [8]. يعني: أن تصلوهم.
الوجه الثاني: البر، يعني: الطاعة. فذلك قوله في المائدة: {وتعاونوا على البر والتقوى} [2]. يعني: على الطاعة، والتقوى: ترك المعصية.
نظيرها في: قد سمع: {وتناجوا بالبر والتقوى} [المجادلة: 9]. يعني: الطاعة وترك المعصية. وقال في صورة مريم ليحيى: {وبرا بوالديه} [14]. يعني مطيعا لوالديه. وقال في عيسى: {وبرا بوالدتي} [32]. يعني: مطيعا لأمي مريم. وقال في المفصل: {كرام بررة} [عبس: 16]. يعني: مطيعين. وقال: {كلا إن كتاب الأبرار}، يعني: كتاب المطيعين، {لفي عليين} [المطففين: 18]، و{إن الأبرار}، يعني: المطيعين لله، {لفي نعيم} [المطففين: 22].
الوجه الثالث: البر: التقوى، فذلك قوله في آل عمران: {لن تنالوا البر}، يقول: لن تبلغوا التقوى، {حتى تنفقوا}، في الصدقة، {مما تحبون} [92]. وقال في البقرة: {ليس البر}، يقول: ليس التقوى، {أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب}، أي: فلا تفعلوا غير ذلك، {ولكن البر}، يعني: التقوى، {من آمن بالله واليوم الآخر} [177].. إلى آخر الآية. وقال: {أتأمرون الناس بالبر}، يعني: بطاعة الله باتباع محمد صلى الله عليه وسلم {وتنسون أنفسكم} [البقرة: 44].
الإثم
على خمسة أوجه:
الوجه الأول: الإثم، يعني: الشرك. فذلك قوله في المائدة: {لولا ينهاهم الربانيون والأح
بار عن قولهم الإثم} [63]. يعني: عن قولهم الشرك.
الوجه الثاني: الإثم، يعني: المعصية. فذلك قوله في المائدة: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم} [3]: إلى ما حرم الله من الميتة وغيرها من الطعام، غير متجانف لإثم، يعني: غير متعمد لمعصية. وقال في الأعراف: {إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم} [33]. يعني: المعاصي. وقال في المائدة: {ولا تعاونوا على الإثم} [2]. يعني: على المعصية. وقال في البقرة: {تظاهرون عليهم بالإثم}، يعني: بالمعصية، {والعدوان} [85]. وقال في المجادلة: {فلا تتناجوا بالإثم}، يعني: بالمعصية، {والعدوان} [9]: الظلم.
الوجه الثالث: الإثم: الذنب. فذلك قوله في البقرة: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه}، يعني: لا ذنب عليه، وذنوبه مغفورة، {ومن تأخر فلا إثم عليه} [203]. يعني: لا ذنب عليه، وذنوبه مغفورة. وقال في النساء: {أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا} [20]. يعني: ذنبا بينا.
الوجه الرابع: الإثم، يعني: الزنا. فذلك قوله في الأنعام: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه} [20]. يعني: الزنا في السر والعلانية.
الوجه الخامس: الإثم، يعني: الخطأ. فذلك قوله في البقرة: {فمن خاف من موص جنفا أو إثما} [182]. يعني: عمدا أو خطأ.
مستقر ومستودع
على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: مستقر، يعني: مستقر النطفة في أرحام النساء. والمستودع: في أصلاب الرجال. فذلك قوله في الأنعام: {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر}، يعني النطفة في أرحام النساء من بني آدم، {ومستودع} [98] في أصلاب الرجال.
الوجه الثاني: المستقر، يعني: حيث تستقر الدواب بالليل، والمستودع: حيث تموت. فذلك قوله عز وجل في هود: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها}، حيث تستقر بالليل، {ومستودعها} [6]، حيث تموت.
الوجه الثالث: المستقر وحدها، يعني: المنتهى. فذلك قوله في يس: {والشمس تجري لمستقر لها} [38]. يعني: لمنتهاها. وقال في الأنعام: {لكل نبأ مستقر} [67]. يعني: منتهى.