(ويُسَنُّ التَّكْبِيرُ المُطْلَقُ)- أي: الذي لم يُقَيَّدْ بإِدْبَارِ الصَّلَوَاتِ- وإِظْهَارُه، وجَهْرُ غَيْرِ أُنْثَى به (في لَيْلَتَيِ العِيدَيْنِ) في البُيُوتِ والأسْوَاقِ والمساجِدِ وغَيْرِها، ويَجْهَرُ به في الخُرُوجِ إلى المُصَلَّى إلى فَرَاغِ الإمامِ مِن خُطْبَتِه.
(و) التَّكْبِيرُ (في) عيدِ (فِطْرٍ آكَدُ)؛ لقَوْلِه تعالَى: {وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ}.
(و) يُسَنُّ التَّكْبِيرُ المُطْلَقُ أَيْضاً (في كُلِّ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ) ولو لم يَرَ بَهِيمَةَ الأَنْعَامِ.
(و) يُسَنُّ التَّكْبِيرُ (المُقَيَّدُ عَقِبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ في جَمَاعَةٍ) في الأَضْحَى, لا في فِطْرٍ؛ لأنَّ ابنَ عُمَرَ كانَ لا يُكَبِّرُ إذا صَلَّى وَحْدَهُ، وقالَ ابنُ مَسْعُودٍ: إنَّمَا التَّكْبِيرُ على مَنْ صَلَّى فِي جَمَاعَةٍ. رواه ابنُ المُنْذِرِ. فيَلْتَفِتُ الإمامُ إلى المَأْمُومِينَ ثُمَّ يُكَبِّرُ؛ لفِعْلِه عليهِ السَّلامُ. (مِن صَلاةِ الفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ), رُوِيَ عَن عُمَرَ وعَلِيٍّ وابنِ عَبَّاسٍ وابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم.(وللمُحْرِمِ مِن صَلاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إلى عَصْرِ آخِرِ أيَّامِ التَّشْرِيقِ)؛ لأنَّه قبلَ ذلكَ مَشْغُولٌ بالتَّلْبِيَةِ, والجَهْرُ به مَسْنُونٌ, إلا للمَرْأَةِ، وتأتِي به كالذِّكْرِ عَقِبَ الصَّلاةِ، قَدَّمَهُ في (المُبْدِعِ). وإذا فَاتَتْهُ صَلاةٌ مِن عَامِهِ, فقَضَاهَا فيها جَمَاعَةً, كَبَّرَ؛ لبَقَاءِ وَقْتِ التَّكْبِيرِ. (وإن نَسِيَهُ)؛ أي: التَّكْبِيرَ, (قضَاهُ) مكَانَهُ, فإن قامَ أو ذَهَبَ, عَادَ فجَلَسَ (ما لم يُحْدِثْ أو يَخْرُجْ مِن المَسْجِدِ), أو يَطُلِ الفَصْلُ؛ لأنَّه سُنَّةٌ فَاتَ مَحَلُّهُا، ويُكَبِّرُ المأمومُ- إذا نَسِيَهُ الإمامُ- والمَسْبُوقُ إذا قَضَى؛ كالذِّكْرِ والدُّعَاءِ. (ولا يُسَنُّ) التَّكْبِيرُ (عَقِبَ صَلاةِ عِيدٍ)؛ لأنَّ الأثَرَ إنَّمَا جاءَ في المَكْتُوبَاتِ، ولا عَقِبَ نَافِلَةٍ، ولا فَرِيضَةٍ صَلاَّها مُنْفَرِداً؛ لِمَا تَقَدَّمَ.(وصِفَتُه)؛ أي: التَّكْبِيرِ (شَفْعاً: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ, لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, واللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ, ولِلَّهِ الحَمْدُ). ويُجْزِئُ مَرَّةً وَاحِدَةً, وإن زادَ فَلا بَأْسَ، وإن كَرَّرَهُ ثَلاثاً فحَسَنٌ؛ لأنَّه عليهِ السَّلامُ كانَ يقولُ كذلكَ، رواهُ الدَّارَقُطْنِيُّ, وقالَهُ عَلِيٌّ وحكاهُ ابنُ المُنْذِرِ عَن عُمَرَ. ولا بَأْسَ بقَوْلِه لغَيْرِه: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا ومِنْكَ. كالجَوَابِ، ولا بالتَّعْرِيفِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بالأَمْصَارِ؛ لأنَّه دُعاءٌ وذِكْرٌ وأَوَّلُ مَن فَعَلَهُ ابنُ عَبَّاسٍ وعَمْرُو بنُ حُرَيْثٍ.