دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > تحصيل الوجوه والنظائر للحكيم الترمذي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1432هـ/11-03-2011م, 01:55 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي الإسلام


47- الإسلام

وأما قوله «الإسلام» على كذا وجه: فالإسلام مشتق من التسليم، فالعبد إذا جاءه نور الهداية: عرف ربه، واطمأن إليه، وسكنت نفسه، واستقر قلبه بالمعرفة الواردة على قلبه، فانقاد له بان يأتمر بك ما يأمره به، فذالك من العبد تسليم النفس إلى ربه عبودة.
1- الإيمان: وإنما سمى «مؤمنا» لاستسلام قلبه، وطمأنينة نفسه فالإيمان والإسلام من العبد في عقد واحد، لما عرفه استقر قلبه، واطمأنت نفسه، فلزمه اسم الإيمان لطمأنينته، وسلم نفسه لله عبودة
[تحصيل نظائر القرآن: 122]
بكل ما يأمر فلزمه اسم الإسلام، فهذان اسمان لزماه بهذا العقد الواحد الذي اعتقده بقلبه، ثم اقتضى الوفاء بهذا الإيمان والإسلام إلى يوم يموت فإن وفى: دخل الجنة بغير حساب، وإن وفى ببعض وضعي بعضا: بقى في الموقف للحساب؛ فإنما وقع الحساب على الموحدين لهذا، والعبد من ربه بين أمرين:
أ‌- بين أمر حكم الله عليه به مثل: العز والذل، والغنى والفقر، والحب والكره؛ فاقتضى له الوفاء بأن يطمئن إلى حكمه كما اطمأن إليه فيرضى بما حكم، فإن جزع: حوسب، وإن رضي: أكرم وأثيب على وفائه.
ب‌- وبين أمر أمره أن يفعله مثل الفرائض، واجتناب المحارم، فإذا وافي بهذا فهو مسلم، لأنه قد سلم نفسه إليه عند أمر ونهي، وما ضيع منه فالحساب لازم، وهو موقوف بين عفو أو عقوبة.
2- الإخلاص: وإنما صار الإسلام «الإخلاص» في مكان آخر: لأنه إذا أخلص بقلبه التسليم: فقد لزمه هذا الاسم، وإنما صار إخلاصا: لأن المشرك لم يخلص، وصار المشرك مسلما نفسه إلى الله مرة، وإلى الوثن مرة، فلم يكن تسليمه خالصا، وتسليم المسلم خالص لا شوب فيه، فالمشرك ذو علاقة، علق قلبه بالهس، وعلق قلبه بالوثن، فهذا كشرك الصياد، يقع فيه الطير فيتعلق ببعض حبائله، فهو يطير ويمد شركه الذي قد تعلق به إلى الأرض، فكذلك المشرك: قلبه يطير إلى ربه بمعرفة الفطرة، ويمده حب الوثن إلى الوثن، والمؤمن خلصه الله بما من
[تحصيل نظائر القرآن: 123]
عليه من نور التوحيد، وفي نور التوحيد حبه، ومن عليه بالعقل، وخلق العقل من نور البهاء، ليزين الأشياء الحسنة في صدره، فلما وافاه العقل من الله، ووافاه نور التوحيد وحشوه المحبة لله: انقطعت حبالة الشرك، فطار قلبه إلى الله، فصار له خالصا، أي قد تخلص من الحبالة، كما تخلص هذا الطير من حبالة الصيد، وذلك قوله تعالى:
{حبب إليكم الإيمان}. ثم قال:
{وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر}.
فإنما حبب بالمحبة، وزينه بالعقل، وبالكراهة: ذهبت الشهوة التي كان يجدها من عبادة الوثن، الجب كرهها إليه.
3- الإقرار: وإنما صار الإسلام «الإقرار» في مكان آخر: لأن هذا أظهر الإسلام بلسانه، فقيل: أسلم، أي بلسانه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسلام

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir