دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ذو القعدة 1429هـ/11-11-2008م, 01:53 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الإيمان بصفة الرؤية

{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[سُورَةُ طَهَ : 46] ، وَقَوْلُهُ : {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[سُورَةُ الْعَلَقِ : 14] ، {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ : 218-220] ، {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[سُورَةُ التَّوْبَةِ : 105]

  #2  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 02:27 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي شرح العقيدة الواسطية للشيخ : عبد الله بن عبد العزيز بن باز

ليس للشيخ تعليق على هذه الجزئية

  #3  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 02:28 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات اللطيفة للشيخ : عبد الرحمن بن ناصر السعدي

ليس للشيخ تعليق على هذه الجزئية

  #4  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 02:30 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد خليل هراس


وأَمَّا الآيةُ الرابعةُ؛ فهيَ خطابٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ لموسى وهَارونَ عليهِمْا الصَّلاةُ والسَّلامُ حينَ شكَوَا إلى اللهِ خوفَهُما مِن بطشِ فرعونَ بهمَا، فقالَ لهمَا: { لاَ تَخَافَا إِنَّني مَعَكمَا أَسْمَعُ وَأَرَى }.
وأَمَّا الآيةُ الخامسةُ؛ فقَدْ نزلتْ في شأنِ أبي جهلٍ لعنهُ اللهُ حينَ نهى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ عن الصَّلاةِ عندَ البيتِ، فنزلَ قولُهُ تعالى: ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى. عَبْدًا إِذا صَلَّى. أَرأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى. أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى. أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى … ) إلخ السُّورةِ.

  #5  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 02:35 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي شرح العقيدة الواسطية للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

وقولُه: ( إِنَّني مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )، وقوله: ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى )، ( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وتَقَلُّبَكَ في السَّاجِدِينَ. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ )، ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمُؤمِنُونَ )

وقولُه: (إِنّني مَعَكُمَا) يقولُه تعالى لموسى وأخيه هارونَ عليهما السَّلامُ لمّا أرسلهما إلى فرعونَ (إنني مَعَكُمَا) أي بحفظِي وكَلاءتي ونَصْري لكُما
(أَسْمَعُ وَأَرَى) أي أسمعُ كَلامكُمَا وكَلامَ عَدُوِّكُما، وأرى مكانَكُما ومكانَه، وما يجري منكما ومنه. وهذا تعليلٌ لقولِه (لا تَخَافَا).

قولُه: (أَلَمْ يَعْلَمْ) أبو جهلٍ حينما نهى رسولَ الله صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ عَن الصَّلاة ِ (بَأَنَّ اللهَ يَرى) أي أَمَا عَلِمَ أنَّ اللهَ يراه، ويسمعُ كَلاَمه، وسيجازِيه عَلى فعلِه أَتمَّ الجزاءِ، والاستفهامُ للتَّقريعِ والتَّوبيخِ.

قولُه: (الَّذِي يَرَاكَ) أي يُبصِرُك
(حِين َتَقُومُ) للصَّلاةِ وحْدَكَ
(وَتَقلُّبَكَ فيِ السَّاجِديِنَ) أي ويراك إِن صلَّيْتَ في الجَمَاعَةِ راكعًا وساجدًا وقائمًا
(إنَّه هُوَ السَّمِيعُ) لما تقولُه
(الْعَلِيمُ) به.

قولُه: (وَقُلِ اعْمَلُوا) أي قلْ يا محمَّدُ، لهؤلاءِ المنافقين: اعملوا ما شئتم واستمرُّوا عَلى باطلِكم، ولا تحسَبوا أنَّ ذلك سَيخْفَى
(فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه والْمُؤْمِنُونَ) أي: ستظهرُ أعمالُكُم للنَّاسِ وتُرى في الدُّنيا (وَستُردُّونَ) بعدَ الموتِ
(إلى عَالمِ الغَيْبِ والشَّهَادةِ فَيُنَبِّئُكمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فيجازِيكُم عَلى ذلك.

الشَّاهدُ مِن الآياتِ الكريمةِ: في هذه الآياتِ وَصفُ اللهِ سبحانَه بالسَّمعِ والبَصرِ، وأنَّه تعالى يسمعُ ويُبصرُ حقيقةً، عَلى ما يليقُ به، منزّهٌ عَن صفاتِ المخلوقين ومُمَاثَلَتِهم، فالآياتُ صريحةٌ في إثباتِ السَّمعِ والبصرِ، حيثُ جاء فيها إثباتُ السَّمعِ للهِ بلفظِ الماضي والمضارعِ واسمِ الفاعلِ: سَمِعَ ويسْمَعُ وسَمِيعٌ. ولا يصحُّ في كَلامِ العربِ أن يقالَ لشيْءٍ هو سميعٌ بصيرٌ إلاَّ وذلك الشيْءُ يَسمعُ ويُبصِرُ، هذا هو الأصلُ، فلا يقالُ: جَبَلٌ سميعٌ بصيرٌ؛ لأن ذلك مستحيلٌ، إلاّ لمن يَسْمَعُ ويُبْصِرُ.

  #6  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 02:35 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

وقولُهُ: (أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى) [العلق: 14]. (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) [الشعراء: 218 – 220]. (وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ) [التوبة: 105].
------
الآيةُ الخامسةُ: قولُهُ: (أَلَمْ يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [العلق: 14].
الضَّميرُ فِي (أَلَمْ يَعلَم) يعودُ إِلَى مَنْ يُسِيءُ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِقَوْلِهِ: (أَرَءيتَ الَّذي يَنْهَى عَبْدًا إِذا صَلَّى أَرَءيتَ إِنْ كَانَ عَلَى الَهُُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى أَرَءيتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [العلق: 9 – 14]، وقدْ ذَكرَ المفسِّرُونَ أنَّ المرادَ بِهِ أبو جهلٍ.
وفِي هذِهِ الآيةِ: إثباتُ صفةِ الرُّؤيةِ لِلَّهِ عزَّ وجلَّ.
والرُّؤيةُ المضافةُ إِلَى اللَّهِ لَهَا معنيانِ:
المَعْنَى الأوَّلُ: العِلمُ.
والثَّاني: رؤيةُ المبصَراتِ، يعني: إدراكَها بالبصرِ.
فمِنَ الأوَّلِ: قولُهُ تَعَالَى عَنْ يومِ القيامةِ: (إِنَّهُم يَرَونَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا) [المعارج: 6-7]، فالرُّؤيةُ هُنا رؤيةُ العِلمِ؛ لأنَّ اليومَ ليسَ جسماً يُرى، وأيضاً هُوَ لَمْ يكنْ بعدُ، فمعنى: (وَنَراَهُ قَرِيبًا)، أيْ: نعلَمُهُ قريباً.
وأمَّا قولُهُ: (أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)، فهِيَ صالحةٌ لأنْ تكونَ بمعنَى العلمِ وبمعنَى الرُّؤيةِ البَصَريَّةِ، وإِذَا كانَتْ صالحةً لَهُما، ولاَ منافاةَ بينهمَا وَجَبَ أنْ تُحْمَلَ عَلَيْهِمَا جميعاً، فيقالُ: إنَّ اللَّهَ يَرى، أيْ: يعلمُ مَا يفعلُهُ هَذَا الرَّجُلُ ومَا يقولُهُ، ومَا يراهُ أيضاً.
الآيةُ السَّادسةُ: قولُهُ: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) [الشعراء: 218 – 220].
قبلَ هذِهِ الآيةِ قولُهُ: (وَتَوَكَّل عَلَى العَزِيزِ الرَّحِيمِ) [الشعراء: 217].
والرؤيةُ هنُا رؤيةُ البَصرِ؛ لأنَّ قولَهُ: (الَّذِى يَراَكَ حِينَ تَقُومُ) لاَ تصلحُ أنْ تكونَ بمعنى العلمِ؛ لأنَّ اللَّهَ يعلمُ بهِ حينَ يقومُ وقبلَ أنْ يقومَ، وأيضاً لِقولِهِ: (وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ)، وهُوَ يؤِّيدُ أنَّ المرادَ بالرُّؤيةِ هُنَا رؤيةُ البَصرِ.
ومعنَى الآيةِ: أنَّ اللَّهَ تَعَالَى يراهُ حينَ يقومُ للصَّلاةِ وَحْدَهُ، وحينَ يتقلَّبُ فِي الصَّلاَةِ مَعَ السَّاجدينَ فِي صلاةِ الجماعةِ.
(إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ): (إِنَّهُ)، أيْ: اللَّهُ الَّذِي يراكَ حينَ تقومُ: (هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ).
وفِي الآيةِ هُنا ضميرُ الفَصلِ (هُوَ)، مِنْ فوائدِهِ الحصرُ، فهَل الحصرُ هُنَا حقيقِيٌّ، بمعنى: أنَّهُ حَصْرٌ لاَ يوجدُ شيءٌ مِنَ المحصورِ فِي غيرِ المحصورِ فِيهِ، أوْ هُوَ إضافِيٌّ ؟
الجوابُ: هُوَ إضافِيٌّ مِنْ وجهٍ حقيقيٍّ مِنْ وجهٍ؛ لأنَّ المرادَ بـ(السَّمِيعُ) هُنا: ذو السَّمْعِ الكاملِ المدرِكُ لكُلِّ مسموعٍ، وَهَذَا هُوَ الخاصُّ باللَّهِ عزَّ وجلَّ، والحصرُ بهَذَا الاعتبارِ حقيقيٌّ، أمَّا مطلَقُ السَّمعِ، فقدْ يكونُ مِنَ الإنسانِ، كَمَا فِي قولِهِ تَعَالَى: إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطفَةٍ أَمشَاجِ نَّبتَلِيهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِيعَا بَصِيرًا) [الإنسان: 2]، فجعلَ اللَّهَ تَعَالَى الإنسانَ سميعاً بصيراً. وكذلِكَ (عَلِيمٌ)، فإنَّ الإنسانَ عليمٌ، كَمَا قَالَ اللَّهَ تَعَالَى: (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) [الذاريات: 28]، لكنَّ العلمَ المطلقَ – أيْ: الكاملَ – خاصٌ باللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فالحصرُ بهَذَا الاعتبارِ حقيقيٌّ.
وفِي هذِهِ الآيةِ الجمعُ بينَ السَّمعِ والرُّؤيةِ.
الآيةُ السَّابعةُ: قولُهُ: (وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ) [التوبة: 105].
والَّذِي قبلَ هذِهِ الآيةِ: (خُذ مِن أَموَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتِكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ أَلَمْ يَعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَأخُذُ الصَّدَقاَتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوابُ الرَّحِيمُ) [التوبة: 103 – 104].
فِي هذِهِ الآيةِ يقولُ: (فَسَيَرَى اللَّهً عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ).
قَالَ ابنُ كثيرٍ وغيرِه: قَالَ مجاهدٌ: هَذَا وعيدٌ – يعني مِنَ اللَّهِ تَعَالَى- للمخالفينَ أوامرَه، بأنَّ أعمالَهم ستُعْرَضُ عَلَيْهِ وعَلَى الرَّسولِ والمؤمنينَ، وَهَذَا كائنٌ لاَ محالةَ يومَ القيامةِ، وقدْ يُظهرُ اللَّهُ ذلِكَ للنَّاسِ فِي الدُّنْيَا.
والرُّؤيةُ هُنَا شاملةٌ للعلميَّةِ والبصريَّةِ.
ففِي الآيةِ: إثباتُ الرؤيةِ بمعنييها: الرؤيةُ العلميَّةُ، والرؤيةُ البصريَّةُ.
وخلاصةُ مَا سبقَ مِنْ صفَتَيِ السَّمعِ والرؤيةِ:
أنَّ السَّمعَ ينقسمُ إِلَى قسمينِ:
1 – سمعٌ بمعنى الاستجابةِ.
2 – وسمعٌ بمعنى إدراكِ الصَّوتِ.
وأنَّ إدراكَ الصَّوتِ ثلاثةُ أقسامٍ.
وكذلِكَ الرُّؤيةُ تنقسمُ إِلَى قسمينِ:
1 – رؤيةٌ بمعنى العلمِ.
2 – ورؤيةٌ بمعنى إدراكِ المبصراتِ.
وكُلُّ ذلِكَ ثابتٌ لِلَّهِ عزَّ وجلَّ.
والرؤيةُ الَّتِي بمعنى إدراكِ المبصراتِ ثلاثةُ أقسامٍ:
1- قسمٌ يُقصَدُ بهِ النَّصرُ والتَّأييدُ، كقولِهِ: (إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسمَعُ وَأَرَى) [طه: 46].
2- وقسمٌ يُقصدُ بهِ الإحاطةُ والعلمُ، مثلُ قولِهِ: (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعَا بَصِيرًا) [البقرة: 271].
3- وقسمٌ يقصدُ بهِ التَّهديدُ، مثلُ قولِهِ: (قُل لاَّ تَعتَذِرُوا لَن نُّؤمِنَ لَكُم قَد نَبَّأَنَا اللَّهُ مِن أَخبَارِكُم وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ) [التوبة: 94].
مَا نستفيدُهُ مِنَ الناحيةِ المسلكيَّةِ فِي الإيمانِ بصفَتْيِ السَّمعِ والرُّؤيةِ:
- أمَّا الرؤيةُ، فنستفيدُ مِنَ الإيمانِ بها الخوفَ والرَّجاءَ: الخوفَ عندَ المعصيةِ؛ لأنَّ اللَّهُ يَرانا. والرَّجاءَ عندَ الطَّاعةِ؛ لأنَّ اللَّهَ يَرانا. ولاَ شكَّ أنَّهُ سيُثيبنُا عَلَى هَذَا، فتتقوَّى عزائمُنا بطاعةِ اللَّهِ، وتضعُفُ إرادتُنا لمعصيتهِ.
- وأمَّا السَّمعُ، فالأمرُ فِيهِ ظاهرٌ؛ لأنَّ الإنسانَ إِذَا آمنَ بسمعِ اللَّهِ، استلزمَ إيمانُه كمالَ مراقبةِ اللَّهِ تَعَالَى فيمَا يقولُ خوفاً ورجاءً: خوفاً، فلاَ يقولُ مَا يسمعُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْهُ مِنَ السُّوءِ، ورجاءً، فيقولُ الكلامَ الَّذِي يُرضِي اللَّهَ عزَّ وجلَّ.


  #7  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 02:49 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي الروضة الندية للشيخ: زيد بن عبد العزيز بن فياض

الشرح إجمالا متداخل مع الجزئية السابقة (الإيمان بصفة السمع)

  #8  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 02:52 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

( إِنَّني مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )، ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى ). ( 73)
( الَّذِي يَرَاكَ حِيْنَ تَقُومُ وتَقَلُّبَكَ في السَّاجِدِينَ. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ )، ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمُؤمِنُونَ ). (74)

(73) قَولُهُ: (إِنَّني مَعَكُمَا): أي يقولُ -سُبْحَانَهُ- لكليمِه موسى عليه السَّلامُ وأخيهِ هارونَ: (إِنَّني مَعَكُمَا) أي بِحفظِي ونصرِي وكلاءتِي وتَأْييدِي.
قَولُهُ: (أَسْمَعُ وَأَرَى): أي أسمعُ كلامَكُما وكلامَه وأرى مكانَكُما ومكانَه، ولا يَخْفى عليَّ شيءٌ من أمرِكُم، فأنَا معَكُما بحِفْظي ونَصْري، وهذه المعيَّةُ الخاصَّةُ الَّتي تَقْتَضي الحِفظَ والنَّصرَ والتَّأييدَ والإعانَةَ، كقَولِهِ: (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)، وقولِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((مَا ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا لاَتَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا)).
والمعيَّةُ تنقسمُ إلى قسمينِ: معيَّةٍ خاصَّةٍ ومعيَّةٍ عامَّةٍ،
فالعامَّةُ: هي معيَّةُ العِلْمِ والإحاطةِ، كقَولِهِ سُبْحَانَهُ: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ ).
والثَّانيةُ: وهي المعيَّةُ الخاصَّةُ، وهي معيَّةُ القُربِ. كما تقدَّمَ، كقَولِهِ: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) والفرقُ بينهما أنَّها إذا جاءتِ المعيَّةُ في سياقِ المحاسبةِ والمجازاةِ والتَّخويفِ فهي عامَّةٌ، وإذا أتتْ في سياقِ مدحٍ أو ثناءٍ فهي معيَّةٌ خاصَّةٌ، وكلا المعيَّتينِ منه -سُبْحَانَهُ- مصاحبِةٌ للعبدِ،
لكنْ هذه مصاحبةُ اطِّلاعٍ وإحاطةٍ، وهذه مصاحبةُ موالاةٍ ونصرٍ وحفظٍ، فمَعَ في لغةِ العربِ للصُّحبةِ اللاَّئقةِ لا تُشعِرُ بامتزاجٍ ولا اختلاطٍ ولا مجاورةٍ ولا مجانبةٍ، كقَولِهِ سُبْحَانَهُ: (اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) وتقولُ: زوْجَتي مَعي، وهذه المعيَّةُ لا تُنافِي علُوَّ اللهِ على عرشِه، فإنَّ قُرْبَه ومعيَّتَه ليست كقربِ الأجسامِ بعضِها من بعضٍ، ليس كمثلِهِ شيءٌ؛ كما قالَ مالكٌ: الاستواءُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ.
قالَ شيخُ الإسلامِ رحمه اللهُ: وهذا شأنُ جميعِ ما وصفَ اللهُ به نفسَهُ، فلو قال في قَولِهِ: ((إِنَّني مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) كيفَ يسمعُ وكيف يَرَى؟ لقلنا: السَّمعُ والرَّؤيةُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ، ولو قالَ كيفَ يتكلَّمُ؟ لقلنا الكلامُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ.

وقَولُهُ: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى): أي أمَا عَلمَ هذا النَّاهي عن الهُدى أنَّ اللهَ يراه ويسمعُ كلامَه؟! وسَيُجازيه على فعلِه أتمَّ الجزاءِ، وهذا وعيدٌ.

(74) قَولُهُ: (يَرَاكَ):أي يبصرُك وينظرُ إليك لا تَخْفى عليه خافيةٌ، فتوكَّلْ عليه فإنَّه سيحفظُكَ وينصُرُك ويعزُّكَ، وتضمَّنَ ذلك الوعدُ بالإثابةِ على ذلك أتمَّ الثَّوابِ.
وقَولُهُ: (حِيْنَ تَقُومُ): أي يراكَ حينَ تقومُ للصَّلاةِ وغيرِها،
(وتَقَلُّبَكَ في السَّاجِدِينَ): أي يَرى تقلُّبَك في السَّاجدينَ من قيامٍ وقعودٍ وركوعٍ وسجودٍ، ففيه فضيلةُ صلاةِ الجماعةِ.
استُفيدَ من هذه الآياتِ: إثباتُ صفةِ السَّمْعِ والبصَرِ وإثباتُ علمِه المحيطِ، واستُفيدَ منه كما تقدَّمَ: الإشارةُ إلى فضيلةِ السَّمعِ على البصرِ لتقديمِه عليه.

وقَولُهُ: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمُؤمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). أي قلْ يا محمـَّدُ لهؤلاءِ المُنافقينَ: اعمَلوا ما شِئتم واستمرُّوا على باطلِكم ولا تحسبُوا أنَّ ذلكَ سَيخفَى عليهِ، وهذا وعيدٌ شديدٌ لمَن خالفَ أوامرَه.
قَولُهُ: (فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ) الآيةَ، أي سَيُظهِرُ أعمالَكم للنَّاسِ في الدُّنْيَا، وهذا وعيدٌ للمخالِف أوامرَه بأنَّ أعمالَهم ستُعرَضُ عليه وعلى الرَّسولِ وعلى المؤمِنينَ، وهذا كائنٌ لا محالةَ يومَ القيامةِ، كما قال سُبْحَانَهُ: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) وقال: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) وقد يُظهِرُ اللهُ ذلك للنـَّاسِ في الدُّنْيَا، كما روى الإمامُ أحمدُ عن أبي سعيدٍ مرفوعًا: ((لو أنَّ أحدَكُمْ يَعملُ في صخرةٍ ليسَ لَهَا بابٌ ولاَ منفذٌ لأَخرجَ اللهُ عمَلَهُ للنَّاسِ كَائِنًا مَا كانَ)) وقد وردَ أنَّ أعمالَ الأحياءِ تُعرضُ على الأمواتِ مِن الأقرباءِ والعشائرِ في البرزَخِ.

ففي هذه الآيةِ إثباتُ الكلامِ، وفيها دليلٌ على ثبوتِ الأفعالِ الاختياريَّةِ للرَّبِّ وقيامِها بهِ، وأدلَّةُ ذلك كثيرةٌ تزيدُ على الألفِ، كما ذكرهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ وتلميذهُ ابنُ القيِّمِ رحمهما اللهُ تعالى. وقالَ شيخُ الإسلامِ تقيُّ الدِّينِ بنُ تيميةَ في كتابِ (الرَّدِّ على المنطِقيِّينَ) قَولُهُ: (فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ) وقَولُهُ: (إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسولَ) أي لنرى أو لِنُميزَ، وهكذا قال عامـَّةُ المفسـِّرين إلا لِنَرى ونميِّزَ، وكذا قالَ جماعةٌ من أهلِ العِلْمِ. قالوا: لنعلمَهُ موجودًا واقعًا بعد أنْ كانَ قد عُلِمَ أنَّه سيكونُ، ولفظُ بعضِهم قالَ العِلْمُ على مَنـزلتينِ: علمٍ بالشَّيءِ قبلَ وجودهِ، وعلمٍ به بعدَ وجودِه، والحكمُ للعلمِ بِه بعد وجودِه؛ لأنَّه يوجبُ الثَّوابَ والعقابَ،
قالَ: فَمَعنى قَولِهِ: (إِلاَّ لِنَعْلَمَ)، أي لنعلمَ العِلمَ الَّذي يستحقُّ به العاملُ الثَّوابَ والعقابَ، ولا ريبَ أنَّه كانَ عالمًا -سُبْحَانَهُ- بأنَّه سيكونُ، لكنْ لم يكنِ المعلومُ قد وُجدَ، والقرآنُ قد أخبرَ أنَّه -سُبْحَانَهُ- يعلمُ ما سيكونُ في غيرِ موضعٍ، وأخبرَ بما أخبَرَ به مِن ذلك قبلَ أنْ يكونَ، وقد أخبرَ بعلمهِ المتقدِّمِ على وجودِه، ثمَّ لَمَّا خلقَهُ علمَه كائنًا مع علمِه الَّذي تقدَّمَ أنْ سيكونُ، فهذا هو الكمالُ، وقد ذكرَ اللهُ علمَهُ بما سيكونُ بعدَ أنْ يكونَ في بضعَ عشرةَ آيةً من القرآنِ كقَولِهِ سُبْحَانَهُ: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسولَ) مع إخبارِهِ في مواضعَ كثيرةٍ مِنْ أنَّه يعلمُ ما سيكونُ قبلَ أنْ يكونَ.

وفي هذهِ الآياتِ دليلٌ واضحٌ على أنَّ اللهَ موصوفٌ بصفاتِ الكمالِ مِن العِلمِ والقُدرةِ والإرادةِ والحياةِ والكلامِ والسَّمعِ والبصرِ والوجهِ واليديْنِ والغضبِ والرِّضا والفرحِ والضَّحكِ والرَّحمةِ والحكمةِ، وبالأفعالِ كالمجيءِ والإتيانِ والنُّزولِ إلى سماءِ الدُّنْيَا ونحوِ ذلك، والعلمُ بمجيءِ ذلك عن الرَّسولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ضروريٌّ، وإخبارُه به ضروريٌّ فوقَ العِلمِ بوجوبِ الصَّلاةِ والزَّكاةِ وتحريمِ الفواحشِ، وفرضَ على الأمَّةِ تصديقَهُ فرضًا لا يتمُّ أصلُ الإيمانِ إلا به، خلافًا للجهميَّةِ والمعتزلةِ وأشباهِهِمْ.
وفي هذه الآياتِ أيضًا إشارةٌ إلى أنَّه ينبغي للعبدِ أنْ يعبدَ اللهَ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- على استحضارِ قُربِهِ واطِّلاعِه، وأنَّه بين يَديهِ، وذلك يوجبُ للعبدِ الخشيةَ والخوفَ والهيبةَ والتَّعظيمَ ويوجبُ النُّصحَ في العبادةِ، وهذا هو مقامُ الإحسانِ كما في حديثِ عمرَ: ((الإحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)) وقد دلَّ القرآنُ على هذا المعنى في مواضعَ كثيرةٍ، وكذلك وردتْ أحاديثُ صحيحةٌ بالنَّدبِ إلى استحضارِ هذا القربِ في حالِ العباداتِ، كقَولِهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((إِذَا قَامَ أَحْدُكُمْ يُصَلـِّي فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ)). انتهى. مِن كلامِ ابنِ رجبٍ بتصرُّفٍ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بصفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir