دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شعبان 1440هـ/8-04-2019م, 01:19 PM
عبدالحميد أحمد عبدالحميد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 729
افتراضي

بَابُ احْتِرَامِ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَتَغْيِيرِ الاِسْمِ لأَِجْلِ ذَلِكَ

عناصر الباب :
-مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
ترجمة الصحابي
معنى الكنية واللقب
كنية أبي شريح :
سبب عدم جواز تسميته بأبي الحكم :
تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ))
تفسير قوله ((وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ)) :
-أنواع التأدب مع الله تعالى
-كيف يكون التأدب مع دين الله تعالى :
-حكم احترام أسماء الله تعالى
-كيف تمتهن أسماء الله تعالى المكتوبة :
-سبب انكار النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية :
متى يكون من الأدب ألا يسمّيَ أحداً بالحكم، أو الحاكم، أو نحو ذلك ومتى يجوز أن يسمى :
جهة مشابهة تسمية ( ملك الأملاك ) ب( أبو الحكم )

-مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
هذا الباب فيه الإرشاد إلى الأدب الذي يجب أن يصدر من قلب الموحد، ومن لسانه
ترجمة الصحابي
قولُهُ: ((عَنْ أبي شُرَيْحٍ)) قالَ في (خُلاصَةِ التَّذْهِيبِ): (هوَ أبو شُرَيْحٍ الخُزَاعِيُّ، اسْمُهُ خُوَيْلِدُ بنُ عَمْرٍو، أَسْلَمَ يومَ الفتح، لهُ عُشْرُونَ حَدِيثًا، اتَّفَقَا على حَدِيثَيْنِ، وانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بحديثٍ، ورَوَى عنهُ أبو سعيدٍ المَقْبُرِيُّ، ونافعُ بنُ جُبَيْرٍ وطائفةٌ).
قالَ ابنُ سعدٍ: (ماتَ بالمدينةِ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ).
وقالَ الشارحُ: (اسْمُهُ هَانِئُ بنُ يَزِيدَ الكِنْدِيُّ) قَالَهُ الحافظُ.
وَقِيلَ: الحارثُ الضَّبَابِيُّ، قالَهُ المِزِّيُّ
معنى الكنية واللقب
قولُهُ: ((يُكَنَّى))الكُنْيَةُ ما صُدِّرَ بأبٍ أوْ أمٍّ ونحوِ ذلكَ، واللَّقَبُ ما ليسَ كذلكَ، كَزَيْنِ العابدينَ وَنَحْوِهِ.
كنية أبي شريح :
أبو الحكم
سبب عدم جواز تسميته بأبي الحكم :
لأن (الحكم) من أسماء الله، والله -جل وعلا- لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؛ هذا من جهة.
ومن جهةٍ أخرى: أنَّ (الحكم) وهو بلوغ الغاية في الحكم، أنَّ هذا فيما فيه فصل بين المتخاصمين: راجع إلى من له الحكم، وهو الله جل جلاله.
وأما البشر: فإنهم لا يصلحون أن يكونوا حكاماً، أو أن يكون الواحد منهم حكَماً على وجه الاستقلال؛ ولكن يكون حكماً على وجه التبع.
تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ))
وقولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ)) فهوَ سبحانَهُ الحَكَمُ في الدنيا والآخرةِ، يَحْكُمُ بينَ خَلْقِهِ في الدنيا بِوَحْيِهِ الذي أَنْزَلَهُ على أنبيائِهِ وَرُسُلِهِ.
وما مِنْ قَضِيَّةٍ إلاَّ وللهِ فيها حُكْمٌ بما أَنْزَلَ على نَبِيِّهِ من الكتابِ والحكمةِ، وقدْ يَسَّرَ اللهُ معرفةَ أكثرِ ذلكَ لأكثرِ العلماءِ منْ هذهِ الأُمَّةِ؛ فإنَّها لا تَجْتَمِعُ على ضلالةٍ، فإنَّ العلماءَ وإن اخْتَلَفُوا في بعضِ الأحكامِ فلا بُدَّ أنْ يكونَ المُصِيبُ فيهم وَاحِدًا، فمَنْ رَزَقَهُ اللهُ تَعَالَى قُوَّةَ الفهمِ وَأَعْطَاهُ مَلَكَةً يَقْتَدِرُ بها على فَهْمِ الصوابِ منْ أقوالِ العلماءِ يَسَّرَ لهُ ذلكَ بِفَضْلِهِ وَمَنِّهِ عليهِ وَإِحْسَانِهِ إليهِ، فما أَجَلَّهَا مِنْ عَطِيَّةٍ، فَنَسْأَلُ اللهَ منْ فَضْلِهِ.
تفسير قوله ( وإليه الحكم )
وقولُهُ: ((وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ)) فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، كما قالَ تَعَالَى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ}[الشورى:10].
وقالَ تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء:59].
فالحكمُ إلى اللهِ هوَ الحكمُ إلى كتابِهِ، والحكمُ إلى رسولِهِ هوَ الحكمُ إليهِ في حياتِهِ وإلى سُنَّتِهِ بعدَ وَفَاتِهِ.
وقدْ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ لَمَّا بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ قالَ لَهُ:


((بِمَ تَحْكُمُ؟))
قَالَ: (بِكِتَابِ الله)
قَالَ: ((فَإِنْ لَمْ تَجِدْ؟))
قالَ: (بِسُنَّةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
قَالَ: ((فَإِنْ لَمْ تَجِدْ؟))
قَالَ: (أَجْتَهِدُ رَأْيِي)
فقالَ: ((الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِ)).
فَمُعَاذٌ منْ أَجَلِّ علماءِ الصحابةِ بالأحكامِ ومعرفةِ الحلالِ والحرامِ، ومعرفةِ أحكامِ الكتابِ والسُّنَّةِ؛ ولهذا سَاغَ لهُ الاجتهادُ إذا لمْ يَجِدْ للقضيَّةِ حُكْمًا في كتابِ اللهِ، ولا في سُنَّةِ رسولِهِ، بِخِلاَفِ ما يَقَعُ اليومَ وَقَبْلَهُ منْ أهلِ التفريطِ في الأحكامِ مِمَّنْ يَجْهَلُ حُكْمَ اللهِ في كتابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فَيَظُنُّ أنَّ الاجتهادَ يَسُوغُ لهُ معَ الجهلِ بأحكامِ الكتابِ والسُّنَّةِ، وهيهاتَ.


وأمَّا يومَ القيامةِ فلا يَحْكُمُ بينَ الخلقِ إلاَّ اللهُ،


إذا نَزَلَ لِفَصْلِ القضاءِ بينَ العبادِ، فَيَحْكُمُ بينَ خَلْقِهِ بِعِلْمِهِ، وهوَ الذي لا يَخْفَى عليهِ خافِيَةٌ منْ أعمالِ خَلْقِهِ {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:40].
والحكمُ يومَ القيامةِ إنَّمَا هوَ بالحسناتِ والسيِّئَاتِ، فَيُؤْخَذُ للمظلومِ من الظالمِ منْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ ظُلامَتِهِ إنْ كانَ لهُ حَسَنَاتٌ، وإنْ لمْ يَكُنْ لهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ منْ سَيِّئَاتِ المظلومِ فَطُرِحَ على سيِّئَاتِ الظالمِ، لا يَزِيدُ على هذا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، ولا يَنْقُصُ هذا عنْ حَقِّهِ بِمِثْقَالِ ذَرَّةٍ.
قولُهُ: ((فَإِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا!)).
فالمعنَى -واللهُ أعلمُ- أنَّ أبا شُرَيْحٍ لَمَّا عَرَفَ منهُ قَوْمُهُ أنَّهُ صاحبُ إنصافٍ وَتَحَرٍّ للعدلِ بينَهُم ومعرفةِ ما يُرْضِيهِم من الجانبَيْنِ صَارَ عِنْدَهُم مَرْضِيًّا.
وهذا هوَ الصُّلْحُ؛ لأنَّ مَدَارَهُ على الرِّضَى لا على الإلْزَامِ، ولا على الكُهَّانِ وأهلِ الكتابِ من اليهودِ والنصارَى، ولا على الاسْتِنَادِ إلى أوضاعِ الجاهليَّةِ منْ أحكامِ كُبَرَائِهِم وأسلافِهِم التي تُخَالِفُ حُكْمَ الكتابِ والسُّنَّةِ، كما قدْ يَقَعُ اليومَ كثيرًا، كَحَالِ الطواغيتِ الذينَ لا يَلْتَفِتُونَ إلى حُكْمِ اللهِ ولا إلى حُكْمِ رسولِهِ، وَإِنَّمَا المُعْتَمَدُ عندَهُم ما حَكَمُوا بهِ بِأَهْوَائِهِم وآرائِهِم.
وقدْ يَلْتَحِقُ بهذا بعضُ المُقَلِّدَةِ لِمَنْ لمْ يَسُغْ تَقْلِيدُهُ، فَيَعْتَمِدُ على تَقْلِيدِهِ وَيَتْرُكُ ما هوَ الصوابُ المُوَافِقُ لأُصُولِ الكتابِ والسُّنَّةِ.

-أنواع التأدب مع الله تعالى
- متأدبٌ مع الله جل جلاله.
- ومتأدب مع أسمائه.
- متأدب مع صفاته.
- متأدب مع دينه.
-كيف يكون التأدب مع دين الله تعالى :
فلا يهزل مثلاً بشيء فيه ذكر الله، ولا يلقي الكلمةَ عن الله -جل وعلا- هكذا، دون أن يتدّبر ما فيها؛ وكذلك لا يسمّي أحداً بأسماء الله جل وعلا؛ ويغير الاسم؛ لأجل هذا.
فأسماء الله -جل وعلا- يجب احترامها، ويجب تعظيمها؛ ومن احترامها: أن يُجعل ما لا يصلح إلا لله منها لله وحده، وألا يُسمّى به البشر.
-حكم احترام أسماء الله تعالى
- قد يكون مستحبّاً من جهة الأدب: فأسماء الله تعالى يجب احترامها، بمعنى: يجب ألا تُمتهن
- وقد يكون واجباً : فأسماء الله تعالى يجب احترامها، بمعنى: يجب ألا تُمتهنقال سبحانه: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} وقال جل وعلا: {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}.
-كيف تمتهن أسماء الله تعالى المكتوبة :
- وجودها في الجرائد.
- أو في الأوراق.
- وأن ترمى.
- أو أن توضع في أمكنة قذرة.
-سبب انكار النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية :
ولهذا أنكر النبي -عليه الصلاة والسلام- عليه هذه التسمية، فقال له: ((إن الله هو الحكم)) ودخول (هو)بين لفظ الجلالة، وبين اسمه (الحكم): يدل على اختصاصه بذلك، كما هو مقرر في علم المعاني؛ لأن (هو) هذا ضمير عماد، أو ضمير فصل لا محل له من الإعراب؛ فائدته أن يُحصر، أو أن يجعل الثاني مختص بالأول.
قال: ((وإليه الحكم)) يعني: أن الحكم إليه لا إلى غيره؛ فلهذا لفظ الحَكَم الذي يفيد استغراق صفات الحُكم: هذا ليس إلا إلى الله جل وعلا.
متى يكون من الأدب ألا يسمّيَ أحداً بالحكم، أو الحاكم، أو نحو ذلك ومتى يجوز أن يسمى :
من الأدب ألا يسمّيَ أحداً بالحكم، أو الحاكم، أو نحو ذلك؛ إلا إذا كان منفِّذاً لأحكام الله جل جلاله؛ لهذا قال سبحانه:
{وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها} سمّى المبعوث من هذا وهذا حكماً؛ لأنهما يحكمان بالشرع. فالذي يحكم بما حكم به الله، الذي هو الحكم: يُقال له: حكم؛ لأنه حكم بحكم من له الحكم، وهو الله جل جلاله؛ فيسوغ إطلاق ذلك، ولا بأس به؛ لأن الله -جل وعلا- وصف من يحكم بشرعه بأنه حاكم، والذين يحكمون بأنهم حكّام، وهم القضاة؛ قال -جل وعلا- في سورة البقرة: {وتُدْلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} قال: {وتدلوا بها إلى الحكام} وهم جمع حاكم، ساغ إطلاق ذلك لأنه يحكم بالشرع.
المقصود بذلك: أنَّ الأدب في هذا الباب، ألا يُسمّى أحد بشيء يختص الله -جل وعلا- به، ولذلك أتبع هذا الباب، الباب الذي قبله؛ لأجل هذه المناسبة .
جهة مشابهة تسمية ( ملك الأملاك ) ب( أبو الحكم )
فتسمية ملك الأملاك: مشابهة لتسمية أبا الحكم، من جهة: أن في كل منهما اشتراك في التسمية؛ لكن فيها اختلاف:
- أن أبا الحكم راجع إلى شيءٍ يفعله هو،
وهو أنه يحكم فيرضون بحكمه.
- وذاك (ملك الأملاك) ادعاء ليس له شيء؛ ولهذا كان أخنع اسم عند الله جل جلاله.
الدليل على تقديمُ الأكبرِ في الكُنْيَةِ وغيرِهَا غالِبًا.
وقولُهُ: (((فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟))
قُلْتُ: شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ اللهِ.
قالَ: ((فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟))
قُلتُ: شُرَيْحٌ.
قالَ: ((فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ))).
فيهِ تقديمُ الأكبرِ في الكُنْيَةِ وغيرِهَا غالِبًا
وجاءَ هذا المَعْنَى في غيرِ ما حَدِيثٍ، واللهُ أَعْلَمُ.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 شعبان 1440هـ/11-04-2019م, 04:27 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد أحمد مشاهدة المشاركة
[font=traditional arabic]بَابُ احْتِرَامِ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَتَغْيِيرِ الاِسْمِ لأَِجْلِ ذَلِكَ[/font

فهرسة بَابُ احْتِرَامِ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَتَغْيِيرِ الاِسْمِ لأِجْلِ ذَلِكَ

[نجعل المسألة الرئيسية الحديث الوارد في الباب: شرح حديث أبي شريح: (إن الله هو الحكم... الحديث)
ثم تجعل تحته ما يتعلق به من مسائل: مثل: تخريج الحديث، ترجمة الراوي...


عناصر الباب :
-مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
ترجمة الصحابي
معنى الكنية واللقب
كنية أبي شريح :
سبب عدم جواز تسميته بأبي الحكم :
تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ))
تفسير قوله ((وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ)) :
-أنواع التأدب مع الله تعالى
-كيف يكون التأدب مع دين الله تعالى :
-حكم احترام أسماء الله تعالى
-كيف تمتهن أسماء الله تعالى المكتوبة :
-سبب انكار النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية :
متى يكون من الأدب ألا يسمّيَ أحداً بالحكم، أو الحاكم، أو نحو ذلك ومتى يجوز أن يسمى :
جهة مشابهة تسمية ( ملك الأملاك ) ب( أبو الحكم )

-مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
هذا الباب فيه الإرشاد إلى الأدب الذي يجب أن يصدر من قلب الموحد، ومن لسانه
ترجمة الصحابي
قولُهُ: ((عَنْ أبي شُرَيْحٍ)) قالَ في (خُلاصَةِ التَّذْهِيبِ): (هوَ أبو شُرَيْحٍ الخُزَاعِيُّ، اسْمُهُ خُوَيْلِدُ بنُ عَمْرٍو، أَسْلَمَ يومَ الفتح، لهُ عُشْرُونَ حَدِيثًا، اتَّفَقَا على حَدِيثَيْنِ، وانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بحديثٍ، ورَوَى عنهُ أبو سعيدٍ المَقْبُرِيُّ، ونافعُ بنُ جُبَيْرٍ وطائفةٌ).
قالَ ابنُ سعدٍ: (ماتَ بالمدينةِ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ).
وقالَ الشارحُ: (اسْمُهُ هَانِئُ بنُ يَزِيدَ الكِنْدِيُّ) قَالَهُ الحافظُ.
وَقِيلَ: الحارثُ الضَّبَابِيُّ، قالَهُ المِزِّيُّ
معنى الكنية واللقب
قولُهُ: ((يُكَنَّى))الكُنْيَةُ ما صُدِّرَ بأبٍ أوْ أمٍّ ونحوِ ذلكَ، واللَّقَبُ ما ليسَ كذلكَ، كَزَيْنِ العابدينَ وَنَحْوِهِ.
كنية أبي شريح :
أبو الحكم
سبب عدم جواز تسميته بأبي الحكم :
لأن (الحكم) من أسماء الله، والله -جل وعلا- لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؛ هذا من جهة.
ومن جهةٍ أخرى: أنَّ (الحكم) وهو بلوغ الغاية في الحكم، أنَّ هذا فيما فيه فصل بين المتخاصمين: راجع إلى من له الحكم، وهو الله جل جلاله.
وأما البشر: فإنهم لا يصلحون أن يكونوا حكاماً، أو أن يكون الواحد منهم حكَماً على وجه الاستقلال؛ ولكن يكون حكماً على وجه التبع.
تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ))
وقولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ)) فهوَ سبحانَهُ الحَكَمُ في الدنيا والآخرةِ، يَحْكُمُ بينَ خَلْقِهِ في الدنيا بِوَحْيِهِ الذي أَنْزَلَهُ على أنبيائِهِ وَرُسُلِهِ.
وما مِنْ قَضِيَّةٍ إلاَّ وللهِ فيها حُكْمٌ بما أَنْزَلَ على نَبِيِّهِ من الكتابِ والحكمةِ، وقدْ يَسَّرَ اللهُ معرفةَ أكثرِ ذلكَ لأكثرِ العلماءِ منْ هذهِ الأُمَّةِ؛ فإنَّها لا تَجْتَمِعُ على ضلالةٍ، فإنَّ العلماءَ وإن اخْتَلَفُوا في بعضِ الأحكامِ فلا بُدَّ أنْ يكونَ المُصِيبُ فيهم وَاحِدًا، فمَنْ رَزَقَهُ اللهُ تَعَالَى قُوَّةَ الفهمِ وَأَعْطَاهُ مَلَكَةً يَقْتَدِرُ بها على فَهْمِ الصوابِ منْ أقوالِ العلماءِ يَسَّرَ لهُ ذلكَ بِفَضْلِهِ وَمَنِّهِ عليهِ وَإِحْسَانِهِ إليهِ، فما أَجَلَّهَا مِنْ عَطِيَّةٍ، فَنَسْأَلُ اللهَ منْ فَضْلِهِ.
تفسير قوله ( وإليه الحكم )
وقولُهُ: ((وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ)) فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، كما قالَ تَعَالَى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ}[الشورى:10].
وقالَ تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء:59].
فالحكمُ إلى اللهِ هوَ الحكمُ إلى كتابِهِ، والحكمُ إلى رسولِهِ هوَ الحكمُ إليهِ في حياتِهِ وإلى سُنَّتِهِ بعدَ وَفَاتِهِ.
وقدْ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ لَمَّا بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ قالَ لَهُ:


((بِمَ تَحْكُمُ؟))
قَالَ: (بِكِتَابِ الله)
قَالَ: ((فَإِنْ لَمْ تَجِدْ؟))
قالَ: (بِسُنَّةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
قَالَ: ((فَإِنْ لَمْ تَجِدْ؟))
قَالَ: (أَجْتَهِدُ رَأْيِي)
فقالَ: ((الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِ)).
فَمُعَاذٌ منْ أَجَلِّ علماءِ الصحابةِ بالأحكامِ ومعرفةِ الحلالِ والحرامِ، ومعرفةِ أحكامِ الكتابِ والسُّنَّةِ؛ ولهذا سَاغَ لهُ الاجتهادُ إذا لمْ يَجِدْ للقضيَّةِ حُكْمًا في كتابِ اللهِ، ولا في سُنَّةِ رسولِهِ، بِخِلاَفِ ما يَقَعُ اليومَ وَقَبْلَهُ منْ أهلِ التفريطِ في الأحكامِ مِمَّنْ يَجْهَلُ حُكْمَ اللهِ في كتابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فَيَظُنُّ أنَّ الاجتهادَ يَسُوغُ لهُ معَ الجهلِ بأحكامِ الكتابِ والسُّنَّةِ، وهيهاتَ.

وأمَّا يومَ القيامةِ فلا يَحْكُمُ بينَ الخلقِ إلاَّ اللهُ،


إذا نَزَلَ لِفَصْلِ القضاءِ بينَ العبادِ، فَيَحْكُمُ بينَ خَلْقِهِ بِعِلْمِهِ، وهوَ الذي لا يَخْفَى عليهِ خافِيَةٌ منْ أعمالِ خَلْقِهِ {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:40].
والحكمُ يومَ القيامةِ إنَّمَا هوَ بالحسناتِ والسيِّئَاتِ، فَيُؤْخَذُ للمظلومِ من الظالمِ منْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ ظُلامَتِهِ إنْ كانَ لهُ حَسَنَاتٌ، وإنْ لمْ يَكُنْ لهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ منْ سَيِّئَاتِ المظلومِ فَطُرِحَ على سيِّئَاتِ الظالمِ، لا يَزِيدُ على هذا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، ولا يَنْقُصُ هذا عنْ حَقِّهِ بِمِثْقَالِ ذَرَّةٍ.
قولُهُ: ((فَإِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا!)).
فالمعنَى -واللهُ أعلمُ- أنَّ أبا شُرَيْحٍ لَمَّا عَرَفَ منهُ قَوْمُهُ أنَّهُ صاحبُ إنصافٍ وَتَحَرٍّ للعدلِ بينَهُم ومعرفةِ ما يُرْضِيهِم من الجانبَيْنِ صَارَ عِنْدَهُم مَرْضِيًّا.
وهذا هوَ الصُّلْحُ؛ لأنَّ مَدَارَهُ على الرِّضَى لا على الإلْزَامِ، ولا على الكُهَّانِ وأهلِ الكتابِ من اليهودِ والنصارَى، ولا على الاسْتِنَادِ إلى أوضاعِ الجاهليَّةِ منْ أحكامِ كُبَرَائِهِم وأسلافِهِم التي تُخَالِفُ حُكْمَ الكتابِ والسُّنَّةِ، كما قدْ يَقَعُ اليومَ كثيرًا، كَحَالِ الطواغيتِ الذينَ لا يَلْتَفِتُونَ إلى حُكْمِ اللهِ ولا إلى حُكْمِ رسولِهِ، وَإِنَّمَا المُعْتَمَدُ عندَهُم ما حَكَمُوا بهِ بِأَهْوَائِهِم وآرائِهِم.
وقدْ يَلْتَحِقُ بهذا بعضُ المُقَلِّدَةِ لِمَنْ لمْ يَسُغْ تَقْلِيدُهُ، فَيَعْتَمِدُ على تَقْلِيدِهِ وَيَتْرُكُ ما هوَ الصوابُ المُوَافِقُ لأُصُولِ الكتابِ والسُّنَّةِ.
الأصل تلخيص العناصر وليس مجرد النسخ.

-أنواع التأدب مع الله تعالى
- متأدبٌ مع الله جل جلاله.
- ومتأدب مع أسمائه.
- متأدب مع صفاته.
- متأدب مع دينه.
-كيف يكون التأدب مع دين الله تعالى :
فلا يهزل مثلاً بشيء فيه ذكر الله، ولا يلقي الكلمةَ عن الله -جل وعلا- هكذا، دون أن يتدّبر ما فيها؛ وكذلك لا يسمّي أحداً بأسماء الله جل وعلا؛ ويغير الاسم؛ لأجل هذا.
فأسماء الله -جل وعلا- يجب احترامها، ويجب تعظيمها؛ ومن احترامها: أن يُجعل ما لا يصلح إلا لله منها لله وحده، وألا يُسمّى به البشر.
-حكم احترام أسماء الله تعالى
- قد يكون مستحبّاً من جهة الأدب: فأسماء الله تعالى يجب احترامها، بمعنى: يجب ألا تُمتهن
- وقد يكون واجباً : فأسماء الله تعالى يجب احترامها، بمعنى: يجب ألا تُمتهنقال سبحانه: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} وقال جل وعلا: {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}.
-كيف تمتهن أسماء الله تعالى المكتوبة :
- وجودها في الجرائد.
- أو في الأوراق.
- وأن ترمى.
- أو أن توضع في أمكنة قذرة.
-سبب انكار النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية :
ولهذا أنكر النبي -عليه الصلاة والسلام- عليه هذه التسمية، فقال له: ((إن الله هو الحكم)) ودخول (هو)بين لفظ الجلالة، وبين اسمه (الحكم): يدل على اختصاصه بذلك، كما هو مقرر في علم المعاني؛ لأن (هو) هذا ضمير عماد، أو ضمير فصل لا محل له من الإعراب؛ فائدته أن يُحصر، أو أن يجعل الثاني مختص بالأول.
قال: ((وإليه الحكم)) يعني: أن الحكم إليه لا إلى غيره؛ فلهذا لفظ الحَكَم الذي يفيد استغراق صفات الحُكم: هذا ليس إلا إلى الله جل وعلا.
متى يكون من الأدب ألا يسمّيَ أحداً بالحكم، أو الحاكم، أو نحو ذلك ومتى يجوز أن يسمى :
من الأدب ألا يسمّيَ أحداً بالحكم، أو الحاكم، أو نحو ذلك؛ إلا إذا كان منفِّذاً لأحكام الله جل جلاله؛ لهذا قال سبحانه:
{وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها} سمّى المبعوث من هذا وهذا حكماً؛ لأنهما يحكمان بالشرع. فالذي يحكم بما حكم به الله، الذي هو الحكم: يُقال له: حكم؛ لأنه حكم بحكم من له الحكم، وهو الله جل جلاله؛ فيسوغ إطلاق ذلك، ولا بأس به؛ لأن الله -جل وعلا- وصف من يحكم بشرعه بأنه حاكم، والذين يحكمون بأنهم حكّام، وهم القضاة؛ قال -جل وعلا- في سورة البقرة: {وتُدْلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} قال: {وتدلوا بها إلى الحكام} وهم جمع حاكم، ساغ إطلاق ذلك لأنه يحكم بالشرع.
المقصود بذلك: أنَّ الأدب في هذا الباب، ألا يُسمّى أحد بشيء يختص الله -جل وعلا- به، ولذلك أتبع هذا الباب، الباب الذي قبله؛ لأجل هذه المناسبة .
جهة مشابهة تسمية ( ملك الأملاك ) ب( أبو الحكم )
فتسمية ملك الأملاك: مشابهة لتسمية أبا الحكم، من جهة: أن في كل منهما اشتراك في التسمية؛ لكن فيها اختلاف:
- أن أبا الحكم راجع إلى شيءٍ يفعله هو،
وهو أنه يحكم فيرضون بحكمه.
- وذاك (ملك الأملاك) ادعاء ليس له شيء؛ ولهذا كان أخنع اسم عند الله جل جلاله.
الدليل على تقديمُ الأكبرِ في الكُنْيَةِ وغيرِهَا غالِبًا.
وقولُهُ: (((فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟))
قُلْتُ: شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ اللهِ.
قالَ: ((فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟))
قُلتُ: شُرَيْحٌ.
قالَ: ((فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ))).
فيهِ تقديمُ الأكبرِ في الكُنْيَةِ وغيرِهَا غالِبًا
وجاءَ هذا المَعْنَى في غيرِ ما حَدِيثٍ، واللهُ أَعْلَمُ.
أحسنت نفع الله بك.
الدرجة : أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir