المرحلة الأولى : تصنيف أقوال العلماء في تفسير قول الله تعالى}: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍرِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًاوَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌمُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(25){
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
- القراءات في {أتوا}:
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ):
وقرأ جمهور الناس: «وأتوا» بضم الهمزة وضم التاء.
وقرأ هارون الأعور: «وأتوا» بفتح الهمزةوالتاء والفاعل على هذه القراءة الولدان والخدام، و «أتوا» على قراءة الجماعة أصلهأتيوا نقلت حركة الياء إلى التاء ثم حذفت الياء للالتقاء.[المحرر الوجيز: 1 / 150 - 153]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1- مناسبة الآية لما قبلها :
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
ذكر ذلك للمؤمنين، وما أعد لهم جزاءلتصديقهم، بعد أن ذكر لهم جزاء الكافرين.
[معاني القرآن: 1 / 41-43]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ: (
ذكرذلك للمؤمنين، وما أعد لهم جزاء لتصديقهم، بعد أن ذكر لهم جزاء الكافرين.[معاني القرآن: 1 / 101-103]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ: (
لمّا ذكرتعالى ما أعدّه لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنّكال، عطف بذكر حال أوليائه من السّعداء المؤمنين به وبرسله، الّذين صدّقوا إيمانهم بأعمالهمالصّالحة، وهذا معنى تسمية القرآن "مثاني" على أصحّ أقوال العلماء، كما سنبسطه فيموضعه، وهو أن يذكر الإيمان ويتبعه بذكر الكفر، أو عكسه، أو حال السّعداء ثمّالأشقياء، أو عكسه. وحاصله ذكر الشّيء ومقابله. وأمّا ذكر الشّيء ونظيره فذا كالتّشابه، كما سنوضّحه إن شاء اللّه؛ فلهذا قال تعالى: {وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّاتٍ تجري منتحتها الأنهار} فوصفها بأنّها تجري من تحتها الأنهار، كما وصف النّار بأنّ وقودها النّاس والحجارة.
[تفسير ابن كثير: 1 / 203-206]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
2- أصل البشارة ومعناها في الآية :
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
قال أبو جعفرٍ: أمّا قوله تعالى: {وبشّر}فإنّه يعني: أخبرهم.
والبشارة أصلها الخبربما يسرّ المخبر به إذا كان سابقًا به كلّ مخبرٌ سواه . [جامع البيان: 1 / 405 - 407]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ ) :
بشّر: مأخوذ من البشرة لأن ما يبشر به الإنسان من خير أو شر يظهر عنه أثر في بشرة الوجه، والأغلب استعمال البشارة في الخير، وقد تستعمل في الشر مقيدة به منصوصا على الشر المبشر به، كما قال تعالى: {فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ} [آل عمران: 21،التوبة: 34، الانشقاق: 24] ومتى أطلق لفظ البشارة فإنما يحمل على الخير.]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
3- معنى {أنّ} .
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
وموضع(أنّ) نصب معناه: بشرهم بأن لهم جنات. [معاني القرآن: 1 / 101-103]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
4- القول في تأويل قوله تعالى{وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار}.
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
وهذا أمرٌ من اللّه نبيّه محمّدًاصلّى اللّه عليه وسلّم بإبلاغ بشارته خلقه الّذين آمنوا به وبمحمّدٍ صلّى اللّهعليه وسلّم وبما جاء به من عند ربّه، وصدّقوا إيمانهم ذلك وإقرارهم بأعمالهمالصّالحة، فقال له: يا محمّد بشّر من صدّقك أنّك رسولي وأنّ ما جئت به من الهدىوالنّور فمن عندي، وحقّق تصديقه ذلك قولاً بأداء الصّالح من الأعمال الّتي افترضتهاعليه وأوجبتها في كتابي على لسانك عليه، أنّ له جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهارخاصّةً، دون من كذّب بك وأنكر ما جئت به من الهدى من عندي وعاندك، ودون من أظهرتصديقك وأقرّ بأنّ ما جئته به فمن عندي قولاً، وجحده اعتقادًا ولم يحقّقه عملاً. فإنّ لأولئك النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة معدّةٌعندي . ]جامع البيان: 1 / 405-407[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
5- بماذا بشرهم الله تعالى ؟
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت327:ه)ـ:
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّهبن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: {وبشّرالّذين آمنوا}يقول: «بشّرهم بالنّصر فيالدّنيا، والجنّة في الآخرة».
[تفسير القرآن العظيم: 1 / 65]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
6- متعلق الإيمان في قوله:{الّذين آمنوا} .
قال ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
- حدّثنا أبي ثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبي عن خالد بن قيسٍ عن قتادة في قوله: (المؤمن) قال:«يعني الّذي آمن بكتابه». [تفسير القرآن العظيم: 1 / 65]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
7-ما هي الأعمال الصالحة في قوله:{وعملواالصّالحات} ؟
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327ه) :
- حدّثنا أبي ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام بن يوسف عن ابن جريجٍ قال: وقال عطاءٌ: عن ابنعبّاسٍ قال: «أعمال الصّالحة: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولاإله إلا اللّه واللّه أكبر. «[تفسير القرآن العظيم: 1 / 65]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
وفيقوله تعالى: {وعملوا الصّالحات}رد على من يقول إنلفظة الإيمان بمجردها تقتضي الطاعات لأنه لو كان ذلك ماأعادها . ]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
8- معنى {جنّات}.
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
و"الجنة" في لغة العرب: البستان، والجنات: البساتين، وهي التي وعد الله بهاالمتقين، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين. [معاني القرآن: 1 / 41-43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276ه) :
"جنّاتٍ": بساتين.[تفسير غريب القرآن: 44]
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
والجنّات جمعجنّةٍ، والجنّة: البستان . ]جامع البيان: 1 / 405-407[
قَالَ إِبْرَاهِيمُبْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311ه) :
و"الجنة" في لغة العرب: البستان، والجنات: البساتين، وهي التي وعد الله بها المتقين، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذالأعين. .[معاني القرآن: 1 / 101-103]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
9- لماذا سميت الجنة (جنّة )؟
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
وسميت جنة ؛ لأنها تجن من دخلها أيتستره، ومنه المجن والجنن وجن الليل.
]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
10- معنى {تحتها} .
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
و{من تحتها}:معناه من تحت الأشجار التي يتضمنها ذكر الجنة .
وقيل قوله: {من تحتها}معناه بإزائها كما تقول داري تحت دار فلان وهذا ضعيف.
]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
11- معنى {الأنهار} .
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ) :
أسماء المياه: النَّهْر والنَّهَروجماعة الأنهار وهو نَهْر إن صغر أو عظم. ] كتاب المطر: 16] (م)
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215ه) :
وقالوا الأنهار كلها بحار والنَّهْر بحر، ويقال للماء إذا غلظ بعد عذوبة قد استبحر واستبحرت بئركم إذا غلظ ماؤها.] كتاب المطر: 20[
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
والأنهارالمياه في مجاريها المتطاولة الواسعة، لأنها لفظة مأخوذة من أنهرت أي وسعت، ومنهقول قيس بن الخطيم:
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها.......يرى قائممن دونها ما وراءها
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه»معناه ما وسع الذبح حتى جرى الدم كالنهر ونسب الجري إلى النهر وإنما يجري الماءوحده تجوزا، كما قال: {وسئل القرية}
] يوسف: 82 [ وكما قال الشاعر: [مهلهل أخوكليب[
نبّئت أن النار بعدك أوقدت.......واستبّبعدك يا كليب المجلس
وروي أن أنهارالجنة ليست في أخاديد، إنما تجري على سطح أرض الجنة منضبطة.
]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
12-تأويل {تجري من تحتها الأنهار } .
قال ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327ه) :
حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى الأنصاريّثنا هارون بن حاتمٍ ثنا عبد الرّحمن ابن أبي حمّادٍ عن أسباطٍ عن السّدّيّ عن أبيمالكٍ: قوله: {تجري من تحتها الأنهار}«يعني المساكن تجري أسفلها أنهارها». . [تفسير القرآن العظيم: 1 / 65]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
ومعنى{تجري من تحتها الأنهار}أي: من تحت أشجارهاوغرفها، وقد جاء في الحديث: أنّ أنهارها تجري من غير أخدودٍ، وجاء في الكوثر أنّحافّتيه قباب اللّؤلؤ المجوّف، ولا منافاة بينهما، وطينها المسك الأذفر، وحصباؤهااللّؤلؤ والجوهر، نسأل اللّه من فضله [وكرمه] إنّه هو البرّالرّحيم.[تفسير ابن كثير: 1 / 203-206[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
13- من أين تفجر أنهار الجنة ؟
قال ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327ه) :
قوله}:لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار{
- قرئ على الرّبيع بن سليمان: ثنا أسد بنموسى ثنا ابن ثوبان عن عطاء بن قرّة عن عبد اللّه بن ضمرة عن أبي هريرة قال: قالرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنهار الجنّة تفجر من تحتتلالٍ، أو من تحت جبال المسك». [تفسير القرآن العظيم: 1 / 65 [ 66-
قالَ إِسْمَاعِيلُبْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
-وقال ابن أبي حاتمٍ: قرئ على الرّبيع بن سليمان: حدّثنا أسد بن موسى، حدّثنا ابن ثوبان، عنعطاء بن قرّة، عن عبد اللّه بن ضمرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم: «أنهار الجنّة تفجّر من تحت تلال -أو من تحت جبال-المسك».
-وقال أيضًا: حدّثنا أبو سعيدٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن عبد اللّه بنمرّة، عن مسروقٍ، قال: قال عبد اللّه: «أنهار الجنّة تفجر من جبل مسكٍ». ]تفسير ابن كثير: 1 / 203[206-
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 ه) :
أما قوله تعالى: {تجري من تحتهاالأنهار}.
-أخرج ابن أبي حاتم، وابن حبان والطبراني والحاكم، وابن مردويه والبيهقي فيالبعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنهار الجنة تفجر من تحت جبال مسك».
-وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم وأبوالشيخ بن حبان في التفسير والبيهقي في البعث وصححه عن ابن مسعود قال: «إن أنهارالجنة تفجر من جبلمسك».
-وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن مردويه والضياءعن أبي موسى عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: « إن أنهار الجنةتشخب من جنة عدن في حوبة ثم تصدع بعد أنهارا».]الدر المنثور: 1 / 202 - 206 [
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
14 -ما ذكر من أسماء أنهار الجنة .
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 ه) :
-وأخرج أحمد مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهارالجنة».
-وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال: «إنفي الجنة نهرا يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته جوار نابتات يقول: أهل الجنةانطلقوا بنا إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الجواري فإذا أعجب رجل منهم بجارية مسمعصمها فتبعته وتنبت مكانها أخرى».
-وأخرج أحمد، وعبد بن حميد في مسنده والنسائي وأبو يعلى والبيهقي في الدلائل والضياء المقدسي في صفة الجنة وصححه عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلمتعجبه الرؤيا الحسنةفجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله رأيت في المنام كأني أخرجت فأدخلت الجنة فسمعتوجبة التجت لها الجنة فإذا أنا بفلان وفلان حتى عدت اثني عشررجلا وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل: اذهبوا بهم إلى نهرالبيدخ فغمسوا فيه فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر وأتوا بكراسي من ذهب فقعدواعليها وجيء بصحفة من ذهب فيها بسرة فأكلوا من بسره ما شاؤا فما يقبلونها لوجهة إلاأكلوا من فاكهة ما شاؤا فجاء البشير فقال: يا رسول الله كان كذا وكذا، وأصيب فلان وفلان حتى عد اثني عشر رجلا فقال: «علي بالمرأة»،فجاءت فقال: «قصي رؤياك علىهذا»،فقال الرجل: هو كما قالت أصيب فلان وفلان.
-وأخرج البيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: «إن في الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العذارى قيام متقابلات يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون أن في الجنة لذة مثلها»، قلنا: يا أبا هريرةوما ذاك الغناء قال: «إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس وثناء على الرب».
وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد والدارقطني في المديح عن المعتمر بن سليمانقال: «إن في الجنة نهرا ينبت الحواري الأبكار».
-وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أنس مرفوعا: «في الجنة نهريقال له الريان عليه مدينة من مرجان لها سبعون ألف باب من ذهب وفضة لحاملالقرآن».
-وأخرج ابن المبارك، وابن أبي شيبة وهناد، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبوالشيخ والبيهقي في البعث عن مسروق قال: «أنهار الجنة تجري فيغير أخدود ونخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها، وثمرها أمثال القلال كلما نزعت ثمرةعادت مكانها أخرى والعنقود اثنا عشر ذراعا».
-وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم والضياءالمقدسي كلاهما في صفة الجنة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض لا، والله إنها لسائحة علىوجه الأرض افتاه خيام اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر»، قلت: يا رسول الله ماالأذفر؟ قال: «الذي لا خلط معه».
-وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن مردويه والضياءعن أبي موسى عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: « إن أنهار الجنةتشخب من جنة عدن في حوبة ثم تصدع بعد أنهارا».]الدر المنثور: 1 / 202 - 206 [
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
15-الحكمة من ذكر مافي الجنة من ثمار وغروس وأشجار دون ذكر أرضها.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
{تجري من تحتها الأنهار}ذهب إلى شجرها، لا إلى أرضها؛ لأنالأنهار تجري تحت الشجر.
[تفسير غريب القرآن: 44]
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
قال أبوجعفر : وإنّما عنى جلّ ذكره بذكر الجنّة مافي الجنّة من أشجارها وثمارها وغروسها دون أرضها، فلذلك قال عزّ ذكره: {تجري من تحتها الأنهار}لأنّه معلومٌ أنّه إنّما أراد جلّثناؤه الخبر عن ماء أنهارها أنّه جارٍ تحت أشجارها وغروسها وثمارها، لا أنّه جارٍتحت أرضها؛ لأنّ الماء إذا كان جاريًا تحت الأرض، فلا حظّ فيها لعيونٍ من فوقهاإلاّ بكشف السّاتر بينها وبينه على أنّ الّذي توصف به أنهار الجنّة أنّها جاريةٌ في غيرأخاديد.
- كماحدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة،عن مسروقٍ، قال: «نخل الجنّة نضيدٌ من أصلها إلى فرعها، وثمرهاأمثال القلال، كلّما نزعت ثمرةٌ عادت مكانها أخرى، وماؤها يجري في غيرأخدودٍ».
- وحدّثنا مجاهدٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا مسعر بن كدامٍ، عن عمرو بن مرّة، عنأبي عبيدة بنحوه.
- وحدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيان، قال: سمعتعمرو بن مرّة يحدّث عن أبي عبيدة، فذكر مثله قال: فقلت لأبي عبيدة: من حدّثك، فغضبوقال: مسروقٌ.
فإذاكان الأمر كذلك في أنّ أنهارها جاريةٌ في غير أخاديد، فلا شكّ أنّ الّذي أريدبالجنّات أشجار الجنّات وغروسها وثمارها دون أرضها، إذ كانت أنهارها تجري فوق أرضهاوتحت غروسها وأشجارها، على ما ذكره مسروقٌ. وذلك أولى بصفة الجنّة من أن تكونأنهارها جاريةً تحت أرضها.
وإنّما رغّب اللّه جلّ ثناؤه بهذه الآية عباده في الإيمان وحضّهم علىعبادته، بما أخبرهم أنّه أعدّه لأهل طاعته والإيمان به عنده، كما حذّرهم في الآيةالّتي قبلها بما أخبر من إعداده ما أعدّ لأهل الكفر به الجاعلين معه الآلهةوالأنداد من عقابه عن إشراك غيره معه، والتّعرّض لعقوبته بركوب معصيته وترك طاعته.
]جامع البيان: 1 / 405-407[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
16- معنى }كلما{.
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
وقوله: {كلّما}ظرف يقتضي الحصر.
وفي هذه الآية رد على من يقول: إن الرزق منشروطه التملك. ذكر هذا بعض الأصوليين وليس عندي ببين.
]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
17- متعلق هاء الضمير في قوله:{كلّمارزقوا منها}.
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
يعني بقوله: {كلّمارزقوا منها}من الجنّات، والهاء راجعةٌ على الجنّات، وإنّما المعنيّأشجارها، فكأنّه قال: كلّما رزقوا من أشجار البساتين الّتي أعدّها اللّه للّذينآمنوا وعملوا الصّالحات في جنّاته من ثمرةٍ من ثمارها رزقًا قالوا: هذا الّذي رزقنامن قبل . ] جامع البيان: 1 / 407-412[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
18- اختلاف أهل التّأويل في تأويل قوله:{هذا الّذي رزقنا من قبل}.
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
ثمّ اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {هذا الّذي رزقنا من قبل}
- فقال بعضهم:تأويل ذلك هذا الّذي رزقنا من قبلفي الدّنيا.
- وقال آخرون:بل تأويل ذلك: هذا الّذي رزقنا من قبل من ثمار الجنّة من قبل هذا، لشدّة مشابهة بعض ذلك في اللّون والطّعم بعضًا. ومن علّة قائل هذا القول أنّ ثمار الجنّة كلّما نزعمنها شيءٌ عاد مكانه آخر مثله.
قالوا: فإنّما اشتبهت عند أهل الجنّة، لأنّالّتي عادت نظيرة الّتي نزعت فأكلت في كلّ معانيها. قالوا: ولذلك قال اللّه جلّ ثناؤه: {وأتوا بهمتشابهًا}لاشتباه جميعه في كلّمعانيه.
-وقال بعضهم: بل قالوا: {هذا الّذي رزقنا من قبل}لمشابهتهالّذي قبله في اللّون وإن خالفه في الطّعم.-قال أبوجعفرٍ: وهذا التّأويل مذهب من تأوّيل الآية.غير أنّه يدفع صحّته ظاهر التّلاوةوالّذي يدلّ على صحّته ظاهر الآية ويحقّق صحّته قول القائلين إنّ معنى ذلك: هذاالّذي رزقنا من قبل في الدّنيا. وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه قال: {كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا}فأخبر جلّ ثناؤه أنّ منقيل أهل الجنّة كلّما رزقوا من ثمر الجنّة رزقًا أن يقولوا: {هذا الّذي رزقنا من قبل}.ولم يخصّص بأنّ ذلك من قيلهم فيبعض ذلك دون بعضٍفإذكان قد أخبر جلّ ذكره عنهم أنّ ذلك من قيلهم في كلّ ما رزقوا من ثمرها، فلا شكّ أنّذلك من قيلهم في أوّل رزقٍ رزقوه من ثمارها أتوا به بعد دخولهم الجنّة واستقرارهمفيها، الّذي لم يتقدّمه عندهم من ثمارها ثمرةٌ.
فإذ كان لا شكّ أنّ ذلك من قيلهم في أوّله،كما هو من قيلهم في وسطه وما يتلوه، فمعلومٌ أنّه محالٌ أن يكون من قيلهم لأوّلرزقٍ رزقوه من ثمار الجنّة: {هذا الّذي رزقنا من قبل}هذا من ثمار الجنّة. وكيف يجوز أن يقولوا لأوّل رزقٍ رزقوه من ثمارها ولمّا يتقدّمهعندهم غيره: هذا هو الّذي رزقناه من قبل؛ إلاّ أن ينسبهم ذو عته وضلالٍ إلى قيلالكذب الّذي قد طهّرهم اللّه منه، أو يدفع دافعٌ أن يكون ذلك من قيلهم لأوّل رزقٍرزقوه منها من ثمارها، فيدفع صحّة ما أوجب اللّه صحّته بقوله: {كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا}من غير نصب دلالةٍ علىأنّه معنيٌّ به حالٌ من أحوالٍ دون حالٍ. فقد تبيّن بما بيّنّا أنّ معنى الآية: كلّما رزق الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من ثمرةٍ من ثمار الجنّة في الجنّة رزقًا،قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل هذا في الدّنيا.
*فإن سألنا سائلٌ فقال:وكيف قال القوم: {هذا الّذي رزقنا منقبل}والّذي رزقوه من قبل قد عدم بأكلهم إيّاه؟ وكيف يجوز أن يقول أهلالجنّة قولاً لا حقيقة له؟
قيل:إنّ الأمر على غير ما ذهبت إليه في ذلك،وإنّما معناه: هذا من النّوع الّذي رزقناه من قبل هذا من الثّمار والرّزق، كالرّجليقول لآخر: قد أعدّ لكفلانٌ من الطّعام كذا وكذا من ألوان الطّبيخ والشّواء والحلوى، فيقول المقول لهذاك: هذا طعامي في منزلي. يعني بذلك أنّ النّوع الّذي ذكر له صاحبه أنّه أعدّه لهمن الطّعام هو طعامه، لاأنّ أعيان ما أخبره صاحبه أنّه قد أعدّه له هو طعامه. بلذلك ممّا لا يجوز لسامعٍ سمعه يقول ذلك أن يتوهّم أنّه أراده أو قصده؛ لأنّ ذلكخلاف مخرج كلام المتكلّم؛ وإنّما يوجّه كلام كلّ متكلّمٍ إلى المعروف في النّاس منمخارجه دون المجهول من معانيه. فكذلك ذلك في قوله: {قالواهذا الّذي رزقنا من قبل}إذ كان ما كانوا رزقوه من قبل قد فني وعدم؛ فمعلومٌأنّهم عنوا بذلك هذا من النّوع الّذي رزقناه من قبل، ومن جنسه في التسّمياتوالألوان على ما قد بيّنّا من القول في ذلك في كتابنا هذا. ]جامع البيان: 1 / 407-[ 412
قال ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327ه) :
قوله :}كلما رزقوا منها من ثمرةٍرزقًا{:
الوجه الأوّل:
- حدّثنا عصام بن روّادٍ ثنا آدم ثنا أبوجعفرٍ عن الرّبيع عن أبي العالية- يعني{كلّما رزقوا منها منثمرةٍ رزقا}قال: «كلما أتوا منه بشيء، ثم أتوا بآخرقالوا هذا الّذي أوتينا من قبل».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا المنذر بن شاذان ثنا هوذة ثنا عوفٌ عن عليّ بن زيدٍ قال: {كلّما رزقوا منها منثمرةٍرزقًا}قال:« يعني به ما رزقوا به من فاكهةالدّنيا قبل الجنّة» .
-حدّثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حمّادٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ: «أمّا قوله:{هذا الّذي رزقنا من قبل}فإنّهم أتوابالتّمرة في الجنّة فلمّا نظروا إليها قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل من الدّنيا».
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عنمجاهدٍ: {كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذيرزقنا من قبل}«يقولون ما أشبهه به، يقول من كلّ صنفٍ مثلٌ».
- حدّثني أبو عبد اللّه الطّهرانيّ أنبأ حفص بن عمر العدنيّ ثنا الحكم بن أبان عنعكرمة في قوله: {هذا الّذي رزقنا من قبل}قال:«معناهمثل الّذي كانبالأمس». . ]تفسير القرآن العظيم: 1/66 [
قَالَ عَبْدُالرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ) :
-نا إبراهيم قال نا آدمقال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {الذي رزقنامن قبل}يقول: «ما أشبهه به يقول من كل صنفمثل.«]تفسير مجاهد: 71[
-ثنا إبراهيم نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فيقوله: {وأتوا بهمتشابها}قال: «خيار أيضا»
]تفسير مجاهد: 73[
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ)
وقولهم هذا إشارة إلى الجنسأي: هذا من الجنس الذي رزقنا منه من قبل،
والكلام يحتمل أن يكون تعجبا وهو قول ابنعباس،ويحتمل أن يكون خبرا من بعضهم لبعض، قاله جماعة من المفسرين. ]المحرر الوجيز: 1 / 150[ 153-
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه) :
وقوله تعالى: {كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل}
- قال السّدّيّ في تفسيره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ وعن مرّة عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من الصّحابة: {قالوا هذا الّذي رزقنا منقبل}قال: «إنّهم أتوا بالثّمرة في الجنّة، فلمّا نظرواإليها قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل في دارالدّنيا».
وهكذا قال قتادة، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، ونصره ابن جريرٍ.
-وقال عكرمة: {قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل}قال: «معناه: مثل الّذي كان بالأمس»، وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ. وقال مجاهدٌ: «يقولون: ما أشبههبه».
-قال ابن جريرٍ: وقال آخرون: بل تأويل ذلك هذا الّذي رزقنا من ثمار الجنّة من قبل هذالشدّةٍ مشابهة بعضه بعضًا، لقوله تعالى: {وأتوا بهمتشابهًا}قال سنيد بن داود: حدّثنا شيخٌ من أهل المصّيصة، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: «يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا بهمن قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ».
-وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا عامر بنيساف، عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: «عشب الجنّة الزّعفران،وكثبانها المسك، ويطوف عليهم الولدان بالفواكه فيأكلونها ثمّ يؤتون بمثلها، فيقوللهم أهل الجنّة: هذا الّذي أتيتمونا آنفًا به، فيقول لهم الولدان: كلوا، فإنّاللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ. وهو قول اللّه تعالى:{وأتوا به متشابهًا}».]تفسير ابن كثير: 1 / 203-206[ .
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 ه) :
وأما قوله تعالى }كلمارزقوا منها{ الآية.
-أخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله}كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا{ قال: «أتوا بالثمرة في الجنة فينظروا إليها فقالوا{هذا الذي رزقنا من قبل}في الدنياوأتوا به متشابها اللون والمرأى وليس يشبه الطعم».
-وأخرج عبد بن حميد عن علي بن زيد{كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا منقبل}«يعني به ما رزقوا به من فاكهةالدنيا قبل الجنة».
-وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن جرير،وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن قتادة في قوله: {هذا الذيرزقنا من قبل}«أي فيالدنيا» . [الدر المنثور: 1 / 221 - 223]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
19- معنى{ أتوا} .
قالَ الأَخْفَشُسَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
وقوله: {هذا الّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً}؛ لأنه في معنى "جيئوا به" وليس في معنى "أعطوه". [معاني القرآن: 1 / 41-43]
قَالَ إِبْرَاهِيمُبْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
وقوله: {هذاالّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً}؛ لأنه في معنى "جيئوا به" وليس فيمعنى "أعطوه".
[معاني القرآن: 1 / 101-103]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
20- مرجع الهاء في قوله: {وأتوا به متشابهًا}.
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
والهاء في قوله في قوله: {وأتوا به متشابهًا} عائدةٌعلى الرّزق،
فتأويله: وأتوا بالّذي رزقوا من ثمارهامتشابهًا. [جامع البيان: 1 / 412 - 418]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
21- اختلاف أهل التّأويل في تفسير التشابه في الآية.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ) :@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقوله: {وأتوا به متشابهاً}اشتبه عليهم، فيما ذكر في لونه، فإذا ذاقوه عرفوا أنه غير الذيكانقبله.
]معاني القرآن: 1 / 20[
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ ) :
{وأتوا به متشابهاً}أي: يشبه بعضه بعضاً، وليس من الاشتباه عليك، ولا مما يشكل عليك. [مجاز القرآن: 1 / 34]
قالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ) :
أخبرنا معمرقال: قال الحسن: {وأتوا به متشبها}قال: « يشبه بعضه بعضا ليس فيه مرذول»
[تفسير عبد الرزاق: 1 / 40]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ) :
-أنبأنا الثوري عن ابنأبي نجيح عن مجاهد في قوله: {متشابها}قال: « مشتبها في اللون ومختلفا في الطعم»
]تفسير عبدالرزاق: 1 / 41]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ(ت: 211هـ) :
-عن الثوري عن أبي نجيح عن مجاهد ويحيى بن سعيد{متشابها}قالا: «في اللون والطعم
»[ تفسير عبد الرزاق: 1 / 41]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ) :
-أخبرنا معمر عن قتادة{وأتوا بهمتشابها}قال: «يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنةأطيب» .
]تفسير عبد الرزاق: 1 / 41[
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
فأما قوله: {متشابهاً}فليس أنه أشبه بعضه بعضاً، ولكنه متشابه في الفضل،أي: كل واحد له من الفضل في نحوه مثل الذي للآخر في نحوه.قال أهل اللغة: معنى (متشابه) يشبهبعضه بعضاً فيالجودةوالحسن. وقال أهل التفسيروبعض أهل اللغة: {متشابهاً}يشبه بعضه بعضا في الصورةويختلف في الطعم، ودليل المفسرين قوله: {هذا الّذي رزقنا منقبل}؛ لأن صورته الصورة الأولى، ولكن اختلاف الطعوم على اتفاق الصورة أبلغوأعرف عند الخلق، لو رأيت تفاحا فيه طعم كل الفاكهة لكان غاية في العجب والدلالةعلى الحكمة.
[معاني القرآن: 1 / 41-43 [
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ) :
سفيان الثوري في قوله: {وأتوا به متشابهًا}قال: «متشابها لونه واحد مختلفطعمه».
]تفسير الثوري[ 42:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) :
{متشابها}: يشبه بعضه بعضا في اللونوالطعم. [غريب القرآن وتفسيره: 66]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِبْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
{وأتوا به متشابهاً}أي: يشبه بعضه بعضاً، في المناظر دون الطعوم. [
الطعوم على اتفاق الصورة أبلغ وأعرف عند الخلق، لو رأيت تفاحا فيه طعم كل الفاكهة لكان غاية في العجب والدلالة على الحكمة.[تفسير غريب القرآن: 44]
قالَ أبو جعفرٍمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
وقداختلف أهل التّأويل في تأويل التشابه في ذلك:
- فقال بعضهم: تشابهه أنّ كلّه خيارٌ لا رذل فيه.
- وقال بعضهم:تشابهه في اللّون وهو مختلفٌ فيالطّعم.
- وقال بعضهم:تشابهفي اللّون والطّعم.
- وقال بعضهم:تشابهه تشابه ثمر الجنّة وثمر الدّنيافي اللّون وإن اختلف طعومهما.
- وقال بعضهم:لايشبه شيءٌ ممّا في الجنّة ما في الدّنيا إلاّ الأسماء.
* قال أبو جعفرٍ: وأولى هذه التّأويلات بتأويل الآية، تأويل من قال: {وأتوا به متشابهًا} في اللّون والمنظر، والطّعم مختلفٌ. يعني بذلك اشتباه ثمر الجنّة وثمر الدّنيا في المنظر واللّون، مختلفًا في الطّعموالذّوق؛ لما قدّمنا من العلّة في تأويل قوله: {كلّما رزقوامنها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذيرزقنا منقبل}وأنّ معناه: كلّما رزقوا من الجنّان من ثمرةٍ من ثمارها رزقًا قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل هذا في الدّنيا. فأخبر اللّه جلّ ثناؤه عنهم أنّهم قالواذلك من أجل أنّهم أتوا بما أتوا به من ذلك في الجنّة متشابهًا، يعني بذلك تشابه ماأتوا به في الجنّة منه والّذي كانوا رزقوه في الدّنيا في اللّون والمرأى والمنظروإن اختلفا في الطّعم والذّوق فتباينا، فلم يكن لشيءٍ ممّا في الجنّة من ذلك نظيرٌفي الدّنيا.
وقددلّلنا على فساد قول من زعم أنّ معنى قوله:{قالوا هذا الّذيرزقنا من قبل}إنّما هو قولٌ من أهل الجنّة في تشبيههم بعض ثمرات الجنّةببعضٍ، وتلك الدّلالة على فساد ذلك القول هي الدّلالة على فساد قول من خالف قولنافي تأويل قوله: {وأتوا به متشابهًا}لأنّ اللّه جلّثناؤه إنّما أخبر عن المعنى الّذي من أجله قال القوم: {هذاالّذي رزقنا من قبل}بقوله: {وأتوا به متشابهًا}.[جامع البيان: 1 / 412 - 418]
قَالَ إِبْرَاهِيمُبْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
قوله عزّوجلّ: {كلّما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الّذي رزقنامن قبل وأتوا به متشابهاً}
- قال أهل اللغة: معنى)متشابه) يشبهبعضه بعضاً في الجودةوالحسن.
-وقال أهل التفسير وبعض أهل اللغة: {متشابهاً}يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم، ودليلالمفسرين قوله: {هذا الّذي رزقنا من قبل}؛ لأن صورتهالصورة الأولى، ولكن اختلاف وأعرف عند الخلق، لو رأيت تفاحا فيه طعم كل الفاكهة لكان غاية في العجب والدلالةعلى الحكمة.[معاني القرآن: 1 / 101-103]
قال ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ) :
قوله: {وأتوا به متشابهًا} :
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ ثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عبّاسٍ قال: «ليس فيالجنّة شيءٌ يشبه ما في الدّنيا إلا الأسماء».
- حدّثنا أبي ثنا سعيد بن سليمان ثنا عامربن يسافٍ عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: «عشب الجنّة الزّعفران،وكثبانها المسك، ويطوف عليهم الولدان بالفواكه فيأكلونها ثمّ يؤتون بمثلها فيقوللهم أهل الجنّة: هذا الّذي آتيتمونا به آنفًا. فيقول لهم الولدان: كلوا فإنّ اللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ. وهو قول اللّه:{وأتوا به متشابهًا}».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ ثنا آدم ثنا أبوجعفرٍ عن الرّبيع عن أبي العالية: {وأتوا بهمتشابهًا} «يشبه بعضهبعضًا»، ويختلف في الطّعم. وروي عن مجاهدٍوالضّحّاك والرّبيع بن أنسٍ والسّدّيّ نحو ما حكينا عن أبيالعالية.
- أخبرناالعبّاس بن الوليد بن مزيدٍ قراءةً أخبرنا ابن شعيبٍ- يعني محمّد بن شعيب بن شابور- أخبرني سعيد بن بشيرٍ عن قتادة
أنّه حدّثهم عن قول اللّه: {وأتوا به متشابهًا}يقول: «شبه ثمار الدّنيا، وهي خيارٌ كلّها ليسيرذل منها شيءٌ».- وروي عن عكرمة نحو قول ابنعبّاسٍ] تفسير القرآن العظيم: 1 / 66-[ 67
قالَ محمَّدُ بنُالقاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ) :
ومما يفسر من كتاب الله جل وعز تفسيرين متضادين قوله تعالى ذكره: {وأتوا به متشابها}، يقال: يشبه الطعام الذي يؤتون به على مقدار العشي من الدنيا الطعام الذي يؤتون به على مقدار الغداة من الدنيا، فإذا طعموه وجدوا له خلاف طعم الذي كان قبله، وفي هذا أدل دليل على حكمةالله جل وعز، ونفاذ قدرته أن يوجد بطيخ يجمع طعم التفاح والكمثرى والرمان. ويقال: متشابها، يشبه ثمر الدنيا.
حدثنا يوسف بن يعقوب،قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة في قوله جلوعز: {وأتوا به متشابها}،قال: «يشبه ثمر الدنيا، غير أن ثمر الجنةأطيب».
قال معمر: وقال الحسن: «يشبه بعضه بعضا، ليس فيه مرذول».
وقال بعض اللغويين: هذا كما يقول الرجل للرجل:
قد اشتبهت علي أثوابك، فما أدري ما آخذمنها؟ أي كلها خيار فلا أقف على أفضلها، فأفضله منها وآخذه، قال الشاعر:
من تلـق منهـم تقـل لاقيـت سيدهـممثل النجوم التي يسري بها الساري
أي كلهم سادة يتشابه ونفي الفضائل.
]كتاب الأضداد: 386-387[
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) :
{وأتوا به متشابها}أي: يشبه بعضهبعضًا في المناظر دون الطعوم، وقيل: يشبه فاكهة الدنيا في المناظر دون الطعوم،وقيل: يشبه بعضه بعضًا في الفضل والحسن، ليس فيه رذل[تفسير المشكل من غريب القرآن: 25]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) :
{مُتَشَابِهاً} : في اللون والطعم. [العمدة في غريب القرآن: 71]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
وقوله تعالى: {متشابهاً}
- قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم: «معناه يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلف فيالطعم».
- وقال عكرمة: «معناه يشبه ثمر الدنيا في المنظر ويباينه في جل الصفات».
وقوله تعالى: {متشابهاً}معناه خيار لا رذلفيه، كقوله تعالى: {كتاباً متشابهاً} [الزمر: 23].
*قال القاضي أبو محمد رحمه الله: كأنه يريد متناسبا في أن كل صنف هو أعلىجنسه فهذا تشابه ما، وقيل متشابهاً أي مع ثمر الدنيا في الأسماء لا في غير ذلك منهيئة وطعم، وأزواجٌ جمع زوج والمرأة زوج الرجل والرجل زوج المرأة ويقال في المرأةزوجة ومنه قول الفرزدق:
وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي.......كساع إلىأسد الشرى يستبيلها
وقال عمار بن ياسرفي شأن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: «والله إني لأعلم أنهازوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم».ذكر البخاري وغيره الحديثبطوله. ]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
- وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيعبن أنسٍ، عن أبي العالية: {وأتوا به متشابهًا}قال: «يشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطّعم».
- وقال ابن أبي حاتمٍ: وروي عن مجاهدٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ نحوذلك.
- وقال ابن جريرٍ بإسناده عن السّدّيّ في تفسيره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍوعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من الصّحابة، في قوله تعالى: {وأتوا به متشابهًا}يعني: «في اللّونوالمرأى، وليس يشتبه في الطّعم».
وهذا اختيار ابن جريرٍ.- وقال عكرمة: {وأتوا به متشابهًا}قال: «يشبه ثمر الدّنيا، غير أنّ ثمر الجنّة أطيب».
- وقال سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن أبيظبيان، عن ابن عبّاسٍ،«لا يشبه شيءٌ ممّا في الجنّة ما فيالدّنيا إلّا في الأسماء»، وفي روايةٍ: «ليس في الدّنياممّا في الجنّة إلّا الأسماء». رواه ابن جريرٍ، من رواية الثّوريّ، وابن أبي حاتمٍ من حديث أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، به.
- وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وأتوا به متشابهًا} قال: «يعرفون أسماءه كما كانوا في الدّنيا: التّفّاح بالتّفّاح، والرّمّان بالرّمّان، قالوا فيالجنّة: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدّنيا، وأتوا به متشابهًا، يعرفونه وليس هومثله في الطّعم».]تفسير ابن كثير: 1 / 203[206-
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
: {وأتوا به متشابهًا} قال: « يشبه ثمارالدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب».
- وأخرج مسدد وهناد في الزهد، وابن جرير،وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال: «ليس في الدنيا مما في الجنة شيء إلاالأسماء».
- وأخرج الديلمي عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في طعام العرس مثقال من ريح الجنة».
- وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {هذا الذي رزقنا من قبل}قال: «قولهم منقبل معناه، مثل الذي كان بالأمس».
- وأخرج ابن جرير عن يحيى بن كثير قال: «يؤتى أحدهم بالصحفة فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيقول: هذا الذي أتينابه من قبل فيقول الملك: كل اللون واحد والطعم مختلف».
- وأخرج وكيع وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {وأتوا به متشابها}قال: «متشابها في اللون مختلفا في الطعم، مثل الخيار من القثاء».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة فيقوله: {وأتوا به متشابها}قال: ».«خيارا كله لا رذل فيه».«.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن في قوله: {وأتوا به متشابها}قال: «خيار كله يشبه بعضه بعضا لا رذل فيهألم تر إلى ثمار الدنيا كيف ترذلونبعضه».
- وأخرج البزار والطبراني عن ثوبان، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: «لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمره إلا أعيد في مكانهامثلاها».
- وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن حيوة عن خالد بن يزيد بن معاوية ابنأبي سفيان قال: بينا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان وقسيسين وأساقفة فسلمتفردوا السلام فقلت: أين تريدون فقالوا: نريد راهبا في هذا الدير نأتيه في كل عامفيخبرنا بما يكون في ذلك العام لمثله من قابل فقلت: لآتين هذا الراهب فلأنظرن ماعنده - وكنت معنيا بالكتب - فأتيته وهو على باب ديره فسلمت فرد السلام ثم قال: ممنأنت فقلت: من المسلمين قال: أمن أمة محمد فقلت: نعم، فقال: من علمائهم أنت أم منجهالهم قلت: ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم قال: فإنكم تزعمون أنكم تدخلونالجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا تبولوا ولا تتغوطون قلت: نحن نقولذلك وهو كذلك قال: فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو قلت: مثله كمثل الجنين فيبطن أمه إنه يأتيه رزق الله ولا يبول ولا يتغوط، قال: فتربد وجهه ثم قال لي: أماأخبرتني أنك لست من علمائهم قلت: ما كذبتك قال: فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنةفتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا ينقص ذلك منها شيئا قلت: نحن نقول ذلك وهوكذلك قال: فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو قلت: مثله في الدنيا كمثل الحكمة لوتعلم منها الخلق أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا فتربد وجهه ثم قال: أما أخبرتني أنكلست من علمائهم قلت: وما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا منجهالهم.
]الدر المنثور: 1 / 195 - 202 [
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
22- القول في تأويل قوله تعالى: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ( :
وتأويل ذلك: وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهمجنّاتٍ فيها أزواجٌ مطهّرةٌ.]جامع البيان: 1 / 419 -422[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
23- مرجع الهاء والميم في {لهم } .
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ( :
والهاء والميم اللّتان فيلهم عائدتان على الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات.]جامع البيان: 1 / 419- 422[
24- مرجع الهاء والألف في{ فيها}.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ( :
والهاء والألفاللّتان في فيهاعائدتان على الجنّات.]جامع البيان: 1 / 419[ 422-
25- معنى {أزواج} :
قالَ أَبُوعُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ(:
{ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}: واحدها "زوج"،الذكر والأنثى فيه سواء،{وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجكالجنّة}[مجاز القرآن: 1[34/
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ( :
{أزواج مطهرة}: واحدها "زوج". الذكر والأنثى فيه سواء). [غريب القرآن وتفسيره: 66]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
والأزواج جمع زوجٍ، وهي امرأة الرّجل يقال: فلانةٌ زوج فلانٍ وزوجته
[جامع البيان: 1 / 419- 422[
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437ه):
{أزواج}واحدهازوج، والمذكر والأنثى سواء.
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 25]
26-الأقوال في }معنى مطهرة{.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
{ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}: من الحيض والغائط والبول وأقذاربني آدم.[تفسير غريب القرآن [44
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):
وأمّا قوله: {مطهّرةٌ}فإنّ تأويله أنّهنّ طهرن من كلّ أذًى وقذًىوريبةٍ، ممّا يكون في نساء أهل الدّنيا من الحيض والنّفاس والغائط والبول والمخاطوالبصاق والمنيّ، وما أشبه ذلك من الأذى والأدناس والرّيب والمكاره.
- كماحدّثنا به، موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عنالسّدّيّ، في خبرٍ ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عنابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمّا{أزواجٌ مطهّرةٌ}فإنّهنّ لا يحضن ولا يحدثن ولايتنخّمن».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية بن صالحٍ، عنعليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أزواجٌ مطهّرةٌ}يقول: «مطهّرةٌ من القذروالأذى».
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى القطّان، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عنمجاهدٍ: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «لا يبلن ولا يتغوّطن ولا يمذين».
- وحدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوه،إلاّ أنّه زاد فيه: «ولا يمنين ولا يحضن».
- وحدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: في قول اللّه: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «مطهّرةٌ من الحيض والغائط والبول والنّخام والبزاق والمنيّ والولد».
- حدّثنا المثنّى بن إبراهيم، قال: حدّثناسويد بن نصرٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍمثله.
- وحدّثناالحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن ابن أبي نجيحٍ،عن مجاهدٍ، نحو حديث أحمد بن إسحاق، عن الزبيري، غير أنه زاد فيه: «ولا يلدن، ولا يبزقن».
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة،قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ نحو حديث محمّد بن عمرٍو، عن أبيعاصمٍ.
- حدّثنابشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}«إي واللّهمن الإثم والأذى».
- وحدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبدالرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: {ولهم فيهاأزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «طهّرهنّ اللّه من كلّ بولٍ وغائطٍوقذرٍ، ومن كلّ مأثمٍ».
- حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثناابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة، قال: «مطهّرةٌ من الحيض والحبل، والأذى».
- وحدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثني ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن ليثٍ،عن مجاهدٍ، قال: «المطهّرة من الحيضوالحبل».
- وحدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، عنعبد الرّحمنبن زيدٍ: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «المطهّرة: الّتي لا تحيض؛ قال: وأزواج الدّنيا ليستبمطهّرةٍ، ألا تراهنّ يدمين ويتركن الصّلاة والصّيام؟»،قال ابن زيدٍ: «وكذلك خلقت حوّاء حتّىعصت، فلمّا عصت قال اللّه: إنّي خلقتك مطهّرةً وسآدميك كما آدميت هذهالشّجرة».
- وحدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، عن الحسن: فيقوله: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «يقول: مطهّرةٌ من الحيض».
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا خالدبن يزيد، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن الحسن: فيقوله: {ولهم فيهاأزواجٌمطهّرةٌ}قال: «من الحيض».
- وحدّثناعمرٌو، قال: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا ابن جريجٍ، عن عطاءٍ: قوله: {لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «منالولد والحيض والغائطوالبول». وذكر أشياء من هذاالنّحو.
] جامع البيان: 1 / 419-422-[
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
قوله: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ} :
أي: أنهن لا يحتجن إلى ما يحتاج إليه نساءأهل الدنيا من الأكل والشرب ولا يحضن، ولا يحتجن إلى ما يتطهر منه، وهن على هذاطاهرات طهارة الأخلاق والعفة..[معاني القرآن: 1 / 101-103]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ: (قوله: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}
- حدّثنا أبي حدثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابنعبّاسٍ{أزواجٌ مطهّرةٌ}يقول: «مطهّرةٌ من القذر والأذى».
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح ثناشبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله: {أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «مطهّرةٌ من الحيض والغائط والبول والنّخام والبزاق والمنيّ والولد».
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ عن سعيدٍ وأبان عنقتادة: {لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «مطهّرةٌ من الأذى والمأثم».
- حدّثنا أبي ثنا ابن نفيل خليدٌ عنقتادة: {أزواجٌ مطهّرةٌ}قال: «لا حيض، ولا كلف»،قال أبو محمّدٍ: وروي عن عطاءٍ والحسن والضّحّاك وأبيصالحٍ وعطيّة والسّدّيّ نحو ما تقدّم من التفسير). [تفسير القرآن العظيم: 1 / 67]
قَالَ عَبْدُالرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ) :
: (نا إبراهيم قال نا آدم قال ناورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ...وفي قوله: {ولهمفيها أزواج مطهرة}قال:«طهرنمن الحيض والغائطوالبول والبزاق والنخامة والمني والولد»
]تفسير مجاهد: 71[72-
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437ه):
{مطهرة}أي: منالبول والغائط والحيض وأقذار بني آدم
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 25]
قالَ إِسْمَاعِيلُبْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
وقوله تعالى: {ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ}قال ابن أبي طلحة، عن ابنعبّاسٍ: «مطهّرةٌ من القذروالأذى».
وقال مجاهدٌ: «من الحيض والغائط والبول والنّخام والبزاقوالمنيّ والولد».
وقال قتادة: «مطهّرةٌ منالأذى والمأثم».وفي روايةٍ عنه: «لا حيض ولا كلف». وروي عن عطاءٍ والحسن والضّحّاك وأبي صالحٍوعطيّة والسّدّيّ نحو ذلك.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهبٍ، عن عبدالرّحمن بن زيد بن أسلم، قال: «المطهّرة الّتي لا تحيض».قال: «وكذلك خلقت حوّاء، عليها السّلام، حتّى عصت، فلمّا عصتقال اللّه تعالى: إنّي خلقتك مطهّرةً وسأدميك كما أدميت هذه الشّجرة».وهذا غريبٌ.
وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدّثناإبراهيم بن محمّدٍ، حدّثني جعفر بن محمّد بن حربٍ، وأحمد بن محمّدٍ الجوري قالاحدّثنا محمّد بن عبيدٍ الكنديّ، حدّثنا عبد الرّزّاق بن عمر البزيعيّ، حدّثنا عبداللّه بن المبارك عن شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّىاللّه عليه وسلّم في قوله تعالى: {ولهم فيها أزواجٌمطهّرةٌ}قال: «من الحيض والغائط والنّخاعةوالبزاق».
هذا حديثٌ غريبٌ. وقد رواه الحاكم في مستدركه، عن محمّد بن يعقوب، عن الحسنبن عليّ بن عفّان، عن محمّد بن عبيدٍ، به، وقال: صحيحٌ على شرطالشيخين.
وهذاالّذي ادّعاه فيه نظرٌ؛ فإنّ عبد الرّزّاق بن عمر البزيعيّ هذا قال فيه أبو حاتم بنحبّان البستي: لا يجوز الاحتجاج به.
قلت: والأظهر أنّ هذا من كلام قتادة، كماتقدّم، واللّه أعلم [تفسير ابن كثير: 1 / 203 -206] .
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
وأخرجالحاكم، وابن مردويه وصححه عن أبي سعيد الخدري عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيقوله: {ولهم فيها أزواج مطهرة}قال: «من الحيض والغائط والنخامة والبزاق».
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابنالمنذر عن ابن عباس في قوله: {ولهم فيها أزواج مطهرة}قال: «من القذر والأذى».
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {ولهم فيها أزواج مطهرة}قال: «لا يحضن ولا يحدثن ولايتنخمن».
وأخرج وكيع وعبد الرزاق وهناد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهدفي قوله: {ولهم فيها أزواج مطهرة}قال: «من الحيض والغائط والبول والمخاط والنخامة والبزاق والمني والولد».
وأخرج وكيع وهناد عن عطاء في قوله: {ولهم فيها أزواجمطهرة}قال: «لا يحضن ولا يمنين ولا يلدن ولا يتغوطن ولايبلن ولا يبزقن».
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله: {ولهم فيها أزواج مطهرة}قال: «طهرهن الله من كل بول وغائط وقذر ومآثم».]الدر المنثور: 1 / 195 - 202 [
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
27- تأويل قوله تعالى:{وهم فيها خالدون}.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
القول في تأويل قوله تعالى: {وهم فيها خالدون}.
يعني تعالى ذكره بذلك: والّذين آمنواوعملوا الصّالحات في الجنّات خالدون. [جامع البيان: 1 / 422]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
28- مرجع الهاء والميم في :{وهم}.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
فالهاء والميم من قوله{وهم}عائدةٌ على الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات. [جامع البيان: 1 / 422]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
29- مرجع الهاء والألف في: {فيها }.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):
والهاءوالألففي "فيها " عائدة على الجنّات. [جامع البيان: 1 / 422]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
30- أقوال المفسرين في معنى الخلود في الآية .
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
وخلودهم فيها: دوام بقائهم فيها على ما أعطاهم اللّهفيها من الحبرة والنّعيم المقيم.
[جامع البيان: 1 / 422]
قال ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ)
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان ثناسلمة بن الفضل عن محمّدٍ- يعني ابن إسحاق- قال فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ عنعكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: {وهم فيهاخالدون}«أي خالدون أبدًا،يخبرهم أنّ الثّواب بالخير والشّرّ مقيمٌ على أهله أبدًا لا انقطاع له».
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه بنلهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: {وهم فيهاخالدون} « يعني: لا يموتون»
[تفسير القرآن العظيم: 1/[68
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
والخلود الدوام في الحياة أو الملك ونحوه وخلد بالمكانإذا استمرت إقامته فيه، وقد يستعمل الخلود مجازا فيما يطول، وأما هذا الذي في الآيةفهو أبدي حقيقة.
] المحرر الوجيز: 1 / 150- 153[
قالَ إِسْمَاعِيلُبْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ:)
وقوله تعالى: {وهم فيها خالدون}هذا هو تمام السّعادة، فإنّهم مع هذاالنّعيم في مقامٍ أمينٍ من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء، بل في نعيمٍسرمديٍّ أبديٍّ على الدوام، والله المسؤول أن يحشرنا في زمرتهم، إنّه جوادٌ كريمٌ،بر رحيم. ]تفسير ابن كثير: 1 / 203 -206[
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِيبَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
-أخرج ابن إسحاق، وابن أبي حاتم عن ابن عباسفي قوله: {وهم فيها خالدون}«أيخالدون أبدا، يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله لا انقطاعله».
-وأخرجأحمد، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وهم فيهاخالدون} «يعني لايموتون».
-وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عنقوله عز وجل: {وهم فيها خالدون}قال: «ماكثون لا يخرجون منها أبدا»،قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: «نعم، أما سمعت قول عدي بنزيد:
فهل من خالد إما هلكنا.......وهل بالموت ياللناس عار».
-وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم، وابنمردويه عن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل أهلالجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول مؤذن بينهم: يا أهل النار لا موت ويا أهلالجنة لا موت كل خالد فيما هو فيه».
وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قالالنّبيّ صلى الله عليه وسلم: «يقال لأهل الجنة خلود ولا موت ولأهلالنار خلود ولا موت».
-وأخرج عبد بن حميد، وابن ماجه والحاكموصححه، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالموت في هيئة كبش أملحفيوقف على الصراط فيقال: يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين وجلين مخافة أن يخرجوا مما هم فيه فيقال: تعرفون هذافيقولون: نعم هذا الموت فيقال: يا أهل النار، فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا مماهم فيه، فيقال: أتعرفون هذا فيقولون: نعم، هذا الموت، فيؤمر به فيذبح على الصراطفيقال للفريقين: خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا».
-وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن معاذ بنجبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فلما قدم عليهم قال: «يا أيها الناس إني رسول الله إليكم إن المرد إلى الله إلى جنة أو نارخلود بلا موت وإقامة بلا ظعن وأجساد لا تموت».
-وأخرج الطبراني، وابن مردويه وأبو نعيم عنابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قيل لأهلالنار ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها ولو قيل لأهل الجنة إنكمماكثون عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد» .
[الدر المنثور: [1/ 221 - 223]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1:الرد على من يزعم أنّه غير جائزٍ أن يكون شيءٌ ممّا في الجنّة نظيرالشّيء ممّا في الدّنيا بوجهٍ من الوجوه.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
فيقال له: أيجوز أن يكون أسماء ما في الجنّة من ثمارها وأطعمتها وأشربتها نظائر أسماء ما في الدّنيا منها؟
فإن أنكر ذلك خالفنصّ كتاب اللّه، لأنّ اللّه جلّ ثناؤه إنّما عرّف عباده في الدّنيا ما هو عتيد في الجنّة بالأسماء الّتي يسمّي بها ما في الدّنيا من ذلك.
وإن قال: ذلك جائزٌ، بل هوكذلك.
قيل: فماأنكرت أن يكون ألوان ما فيها من ذلك نظائر ألوان ما في الدّنيا منه بمعنى البياض والحمرة والصّفرة وسائر صنوف الألوان وإن تباينت فتفاضلت بفضل حسن المرآة والمنظر،فكان لما في الجنّة من ذلك من البهاء والجمال وحسن المرآة والمنظر خلاف الّذي لمافي الدّنيا منه كما كان جائزًا ذلك في الأسماء مع اختلاف المسمّيات بالفضل فيأجسامها؟ ثمّ يعكس عليه القول في ذلك، فلن يقول في أحدهما شيئًا إلاّ ألزم في الآخرمثله.
-وكان أبوموسى الأشعريّ يقول في ذلك بما؛حدّثني به ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبيعديٍّ، وعبد الوهّاب، ومحمّد بن جعفرٍ، عن عوفٍ، عن قسامة، عن الأشعريّ، قال: «إنّ اللّه لمّا أخرج آدم من الجنّة زوّده من ثمار الجنّة، وعلّمهصنعة كلّ شيءٍ، فثماركم هذه من ثمار الجنّة، غير أنّ هذه تغيّر وتلك لاتتغيّر».
-وقد زعم بعض أهل العربيّة أنّ معنى قوله: {وأتوا به متشابهًا}أنّه متشابهٌ في الفضل: أي كلّ واحدٍ منه له من الفضل في نحوه مثلالّذي للآخر في نحوه.
وليس هذا قولاً نستجيز التّشاغل بالدّلالة على فساده لخروجه عن قول جميععلماء أهل التّأويل، وحسب قولٍ بخروجه عن قول أهل العلم دلالةً على خطئه.]جامع البيان: 1 / 412 [418-
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
2: الرد على من يقول بأن الرزق من شروطه التملك .
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
وفي هذه الآية ردعلى من يقول: إن الرزق منشروطه التملك. ذكر هذا بعض الأصوليين وليس عندي ببين.
]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
3: الرد على من يقول : "إن لفظة الإيمان بمجردها تقتضي الطاعات".
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
وفيقوله تعالى: {وعملوا الصّالحات}ردعلى من يقول إنلفظة الإيمان بمجردها تقتضي الطاعات لأنه لو كان ذلك ماأعادها . ]المحرر الوجيز: 1 / 150-153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الإعراب
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1:إعراب{أنّ}.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
وموضع(أنّ) نصب معناه: بشرهم بأن لهم جنات. فلما سقطت الباء أفضى الفعل إلى " أن " فنصبت،وقد قال بعض النحويين: إنه يجوز أن يكون موضع مثل هذا خفضًا، وإن سقطت الباء من (أن).
[معاني القرآن: 1 / 101-103]
قالَ عَبدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
و (أنّ) فيموضع نصب بـ( بشّر) وقيل في موضع خفض على تقدير باء الجر وجنّاتٍ جمع جنة، وهي بستان الشجر والنخيل، وبستان الكرم يقال له الفردوس.]المحرر الوجيز: 1 / 150- 153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
2: إعراب {جنّات} .
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
و(جنات) في موضع نصب بأنّ، إلا أنالتاء تاء جماعة المؤنث هي في الخفض والنصب على صورة واحدة، كما أن ياء الجمع فيالنصب والخفض على صورة واحدة، تقول: رأيت الزيدين، ومررت بالزيدين، ورأيت الهندات،ورغبت في الهندات. [معاني القرآن: 1 / 41-43]
قَالَ إِبْرَاهِيمُبْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311ه) :
(جنات) في موضع نصب بأنّ، إلا أن التاء تاء جماعة المؤنث هي في الخفض والنصب علىصورة واحدة، كما أن ياء الجمع في النصب والخفض على صورة واحدة، تقول: رأيت الزيدين،ومررت بالزيدين، ورأيت الهندات، ورغبت في الهندات. ]معاني القرآن: 1 [ 101-103/
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
3: إعراب{أزواج}.@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
وإعراب{أزواج}الرفع بـ{ولهم}وإن شئتبالابتداء.
ويجوزفي{أزواج}أن يكون واحدتهن زوجاً وزوجة، قال اللهتبارك وتعالى: {اسكن أنت وزوجك الجنّة}،وقالالشاعر:
فبكى بناتي شجوهن وزوجتيوالطامعـون إلـيّ ثـمتصدّعـوا).
]معاني القرآن: 1 [ 101-103/
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215ه):
قوله: {أن لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار}فجرّ "جناتٍ" وقد وقعت عليها "أن" لأن كلّ جماعة في آخرها تاء زائدة تذهب في الواحدوفي تصغيره فنصبها جرّ، ألا ترى أنك تقول: "جنّة" فتذهب التاء.[معاني القرآن: 1 / 41-43]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المسائل اللغوية
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1:دلالة اسم الإشارة {هذا} .
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ(ت:546هـ) :
وقولهم "هذا" إشارة إلى الجنس أي: هذا من الجنس الذي رزقنا منه من قبل،
والكلام يحتمل أن يكون تعجبا وهو قول ابن عباس،ويحتمل أن يكون خبرا من بعضهم لبعض، قاله جماعة من المفسرين. ]المحرر الوجيز: 1 / 150- 153]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
2: وجه بلاغة كلمة { مطهرة } .
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
وقوله عزّوجلّ: {ولهم فيها أزواج مطهّرة}
أي: أنهن لا يحتجن إلى ما يحتاج إليه نساءأهل الدنيا من الأكل والشرب ولا يحضن، ولا يحتجن إلى ما يتطهر منه، وهن على هذاطاهرات طهارة الأخلاق والعفة، فـ"مطهرة" تجمع الطهارة كلها؛ لأن "مطهرة" أبلغ فيالكلام من "طاهرة"، ولأن "مطهرة" إنما يكون للكثير.]معاني القرآن: 101/1-103[
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ)ت:546ه(:
ومطهّرةٌ أبلغ من طاهرة، ومعنى هذه الطهارة من الحيض والبزاق وسائر أقذار الآدميات، وقيل من الآثام.
]المحرر الوجيز: 1 / 150 -153[
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@