وقد كان مرقش وهو في ذلك الكهف قال:
سَرَى لَيْلاً خَيَالٌ مِنْ سُلَيْمى = فَأَرَّقَنِي وأَصْحَابي هُجُودُ
فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ = وأَرْقُبُ أَهْلَهَا وهُمُ بعيدُ
عَلَى أَنْ قَدْ سَمَا طَرْفِي لِنَارٍ = يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطَى وَقُودُ
حَوَالَيْهَا مَهاً جُمُّ التَّرَاقى = وأَرْآمٌ وغِزْلاَنٌ رُقُودُ
نَوَاعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ = أَوَانِسُ لا تُرَاحُ وَلا تَرُودُ
يَرُحْنَ مَعاً بِطَاءَ المَشْيِ بُدًّا = عليهنَّ المَجَاسِدُ والبُرُودُ
سَكَنَّ ببلْدَهٍ وسَكَنُْ أُخْرَى = وقُطِّعَتِ المَوَاثِقُ والعُهُودُ
فَما بَالِى أَفِي ويُخَانُ عَهْدِي = وما بالِي أُصَادُ وَلا أَصِيدُ
ورُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنَ بِكْرٍ = مُنَعَّمَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ
وذُو أُشُرٍ شَتِيتُ النَّبْتِ عَذْبٌ = نَقِيُّ اللَّوْنِ بَرَّاقٌ بَرُودُ
لَهوْتُ بها زَماناً مِن شَبابي = وزَارَتْها النَّجائِبُ والقَصِيدُ
أُناسٌ كلَّما أَخْلَقْتُ وَصْلاً = عَنَانِي منهُمُ وَصْلٌ جَدِيدُ