دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1438هـ/13-07-2017م, 03:32 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة جمع القرآن

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: اشرح معنى تكفّل الله بجمع القرآن وحفظه.
س2: تحدث بإيجاز عن مراحل التأليف في جمع القرآن
س3: ما المراد بتأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
س5: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟


المجموعة الثانية:
س1: ما المراد بتكفّل الله بحفظ القرآن؟
س2: بيّن مقاصد التأليف في جمع القرآن
س3: ما سبب عدم جمع المصحف بين دفتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
س5: ما المقصود بمعارضة القرآن؟ وما أدلة ثبوتها؟


المجموعة الثالثة:
س1: عدد أنواع جمع القرآن
س2: اذكر أسماء جماعة ممن جمعوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
س3: اذكر أسماء جماعة من كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
س5: ما المقصود بالعرضة الأخيرة؟ وما معنى شهودها؟


المجموعة الرابعة:
س1: ما هي مظاهر عناية العلماء المتقدمين ببيان مراحل جمع القرآن؟
س2: كيف كانت كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
س3: ما هي أغراض الكتابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
س5: عرّف بأهميّة دراسة علم جَمْعِ القرآن.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 11:48 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اشرح معنى تكفّل الله بجمع القرآن وحفظه.
ما يستدل له على أن الله عزوجل تكفل بجمع القران وحفظه قوله تعالى
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) }
واتفق المفسرون أن المراد بالذكر هنا القرآن، واختلفوا في مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنا له لحافظون¨}..على قولين
الأول: راجع للقران لأنّه أقرب مذكور، وهو قول مجاهد وقتادة وثابت وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال به أكثر المفسّرين.
والآخر أن الضمير راجع للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول مقاتل بن سليمان، ولم ينسبه إلى أحد ابن جرير والفراء .
واستدلّ له بقول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس}.
وقد ضعف أهل العلم هذاالقول لعلتين
أحدهما:أن سورة الحجر مكية، وسورة المائدة مدنية.
والآخر:أن الأصل أن يرجع الضمير إلى أقرب مذكور ما لم يصرفه صارف؛ ولا صارف هنا.

قال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (بيّن تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم، وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميدٍ } وقوله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه}إلى قوله: {ثم إن علينا بيانه }وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله: {وإنا له لحافظون}راجع إلى الذكر الذي هو القرآن.
وقيل: الضمير راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: {والله يعصمك من الناس}والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق)ا.هـ.

المراد بحفظ القرآن .
ورد في معنى ذلك أقوال
- أي محفوظ عند الله في اللوح المحفوظ ....هو قوله مجاهد رواه ابن جرير
-
وقيل المعنى انه محفوظ من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً أو يبطل منه حقا وهو قوله قتادة وثابت. رواه عبد الرزاق.
قال ابن عاشور: (وشمل حفظه الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كلّ مصر)ا.هـ.

قال الشيخ السعدي:{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أي:في حال إنزاله وبعد إنزاله، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ....}

إذن الله تكفل بحفظ القران.الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الزيادة والنقص، والتغيير والتبديل، والتحريف والمعارضة، والإفساد والإبطال..ومن حفظه أن يسر وهيأ له أسباب جمعه وتدوينه ..فلا يمكن أن يغير أو يبدل منه شيئا .

ومن أدلة حفظ الله لكتابه قوله تعالى :
قال تعالى: {إنَّ علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه . ثمّ إنَّ علينا بيانه}
ما ورد في سبب نزول الآية

وفي الصحيحين وغيرهما من حديث موسى بن أبي عائشة، قال: حدثنا سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً، وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباسٍ: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، وقال سعيدٌ: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباسٍ يحركهما فحرك شفتيه- فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه}
قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}قال: فاستمع له وأنصت،{ثم إن علينا بيانه}ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه).

معنى جمعه وقرآنه
..ورد عن ابن عباس تفسير ذلك بقوله " بقوله: (جمعه لك في صدرك، وتقرأه).

-
وقال الفرّاء: ( {إنّ علينا جمعه}في قلبك{وقرآنه}وقراءته، أي أنّ جبريل سيعيده عليك).

-
وقال البخاري في كتاب التفسير: ( {إن علينا جمعه وقرآنه}تأليف بعضه إلى بعض{فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}فإذا جمعناه وألّفناه فاتّبع - قرآنه أي: ما جمع فيه فاعمل بما أمرك الله وانته عمّا نهاك الله).
وقال الشيخ السعدي : وقال هنا: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} ثم ضمن له تعالى أنه لا بد أن يحفظه ويقرأه، ويجمعه الله في صدره، فقال: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} فالحرص الذي في خاطرك، إنما الداعي له حذر الفوات والنسيان، فإذا ضمنه الله لك فلا موجب لذلك.

فهذه الآية تدل على نوع من أنواع حفظ الله لكتابه وهو أنه تكفل أن يجمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينسى ولا يتفلت منه شيئا إلا ما شاء الله تعالى أن ينسخه

س2: تحدث بإيجاز عن مراحل التأليف في جمع القرآن
مراحل تأليف أو تدوين القران ثلاث
. المرحلة الاولى
وهى التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
فكان الاعتماد الأول في هذا المرحلة على جمع القران في الصدور
والمقصود أنّ القرآن كان مجموعاً في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين من الجمع:
-الجمع الفردي؛ والمراد به أن يجمعه الفرد من أوّله إلى آخره في صدره حفظاً واستظهاراً، وقد جمعه بهذا المعنى جماعة من قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم: عثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء،وأبو زيد النجاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص،ومجمع بن جارية، وغيرهم.

-الجمع العام، وهو أن تكون كلّ آية من القرآن محفوظة في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لا تبقى آية غير محفوظة في صدورهم، وهذا النوع مظاهر للنوع الأول؛ فإنّ الذين يحفظون بالمعنى الثاني عدد كثير يصعب حصرهم، وتحصل الطمأنينة بحفظهم وضبطهم.
قال بدر الدين الزركشي: (كل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلُّهم بالغون حدَّ التواتر).
وكما كان محفوظا في الصدور كان أيضا محفوظا في السطور فقد تم كتابة القران بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم في العسب و اللخاف والأكتاف وغير انه لم يجمع في مصحف واحد بل كان مفرقا
المرحلة الثانية
جمعه كتابةً في مصحف واحد، وهو الجمع الذي تولاه أبو بكر بإشارة من عمر بن الخطّاب لمّا استحرّ القتل في القراء في وقعة اليمامة.
وسبب ذلك الجمع خوف ضياع القران بموت القراء
المرحلة الثالثة
جمعه على رَسْمٍ واحدٍ، ولغةٍ واحدةٍ هي لغة قريش، وهو الجمع الذي تولاه عثمان رضي الله عنه لما رأى اختلاف الناس في القراءات وخشي أن تحدث فتنة بسبب ذلك الاختلاف.
وسب الجمع قطع و حسم مادة الشقاق والنزاع في القران .
قال القاضي الباقلاني: لم يقصد عثمانُ قَصْدَ أبي بكرٍ في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعَهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النَّبِيّ ، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخْذَهُم بِمصحفٍ لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أُثبِت مع تنْزِيلٍ، ولا منسوخ تلاوته كُتِبَ مع مُثْبَت رسمه ومفروضٍ قراءتُه وحفظُه؛ خشية وقوع الفساد والشبهة على من يأتي بعد..



س3: ما المراد بتأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
المراد بتأليف القران أي جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر كُتَّاب الوحي بتأليف القرآن أي جمع آيات كلّ سورة منه ووضع الآيات في مواضعها التي أرادها الله، ولم يكن الوحي قد انقطع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أوحي إليه بشيء من القرآن بعث إلى بعض الكتّاب من أصحابه فكتبوا له وعيّن لهم مواضع الآيات من كلّ سورة .
وقد ورد أثار كثير تدل على ذلك

فعن ابن عباس عن عثمان بن عفان أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا أنزل عليه الشىء دعا بعض من يكتب له فيقول: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ))، وإذا أنزلت عليه الآيات قال: (( ضعوا هذه الآيات فى السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ))، وإذا أنزلت عليه الآية قال: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) ). رواه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي
وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال: (( طوبى للشام ))
...رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والترمذي
وقال النووي رحمها لله: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلَّفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعاً في مصحف، بل كان محفوظاً في صدور الرجال؛فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كلَّه، وطوائف يحفظون أبعاضاً منه)ا.هـ.

والمقصود أن آيات القران كان يتراخى نزولها فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد كتاب الوحي إلى كتابة الآيات ....فيتم ترتيبها ووضعها في مكانها الخاص من سورها. فقد كانوا يكتبون القرآن على العسيب واللخاف والرقاع وعظام الأكتاف وغيرها.
ولم يجمع القرآن في مصحف واحد بين دفّتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف بين أهل العلم.

وذلك لأسباب
- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان معصوماً من أن ينسى شيئاً من القرآن.
-لأنَّ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان يزاد فيه وينسخ منه ؛ فكان جمعه في مصحف واحد في عهده مظنة لاختلاف المصاحف، وفي ذلك مشقة بالغة.
قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم)ا.هـ
و قال الخطابي: «إنما لم يجمع -صلى الله عليه وسلم - القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة».
وقال الزركشي: «وإنما تُرك جمعه في مصحف واحد؛ لأن النسخ كان يرد على بعض، فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين».
خلاصة الكلام
أن القران في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
كما كان محفوظا في الصدور؛ فهو أيضا محفوظ في السطور،
غير أنه لم يجمع في مصحف واحد بل كان مفرقا بين الصحابة ولم يكن مكتوبا على الأوراق لندرتها ..بل كان مكتوبا على العسب واللخاف والرقاع والكرانيف والأقتاب والأكتاف و كانمتفرّقاً في صحائف الصحابة رضي الله عنهم، لهذا قال زيد لما أمر بجمع القرآن في عهد أبي بكر -رضي الله عنه-: «فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال».

.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري.
شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
قال ابن سعد في الطبقات: (وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن عبد البر: (وكان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل).
وقد ذكر أهل العلم أن أبي هو أول من كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وكان إذا لم يحضر دعا زيد ابن ثابت ليكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه).


-زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري، من أشهر كتّاب الوحي،
كان زيد ابن ثابت قد بلغ من العمر إحدى عشرة سنة لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة..وقد حباه الله بالذكاء و الفهم والفطنة وكان ماهرا بالكتابة ؛ وبمجاورة النبي صلى الله سلم بالمسكن فقد كان جارا له فلزم النبي صلى الله عليه السلام و تعلم منه وكان يكتب الوحى للنبي صلى الله عليه السلام...قال زيد ابن ثابت : كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان «إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقا شديدا مثل الجمان، ثم سري عنه» ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، وحتى أقول: لا أمشي على رجلي أبدا، فإذا فرغت قال: «اقرأه» ، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس). رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

وقد شاهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً.
وقد أثنى عليه أبو بكر الصديق ثناء جميلا عطرا لما اختاره لجمع القران فقال له: « إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه».رواه البخاري.
فكان جامعا للقران في عهد أبى بكر الصديق وهو الذي اختاره عثمان لكتابة القران الذى تم كتابته في عهده
فاجتمع لزيد ابن ثابت خصيصة لم تجتمع لغيره فهو الذي نال شرف كتابة و جمع القران في مراحله الثلاثة

-
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشيّ.
من السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم بعد أبي بكر، فكان ممن أوذي في الله فصبر مع من صبر فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر مع جعفر بن أبي طالب، وقدم معه عام خيبر،
ولزم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وشهد معه المشاهد، وكان فصيحاً جميلاً شجاعاً أميناً حصيفاً، واستعمله النبيّ صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، وكان من كتّابه.
. وهو صاحب أوّل لواء عقده أبو بكر لحرب المرتدين، وقاتل الروم في الشام تحت إمرة خالد بن الوليد، واستشهد في وقعة مرج الصفر سنة ثلاث عشرة للهجرة. .
قالت ابنته أم خالد وهي صحابية رضي الله عنها: (كان أبي خامساً في الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنا بها).ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: (أبي أوَّل من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
فإن ثبت هذا فهو أوّل من كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بمكّة.

س5: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟
قد ورد بعض الآثار ما يثبت أن بعض الصحابة كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقران..
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن). رواه الإمام أحمد وسيأتي بطوله إن شاء الله.

وقال: (قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين.
فكان قراء الصحابة يعرضون قراءتهم على النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فيقوّمهم ويجيزهم بالإقراء والتعليم
وربما كان العرض بطريقة التلقي – كما هو مصطلح المتأخرين - يعنى النبي صلى الله عليه وسلم؛ هو الذي يعرض القران عليهم فيتعلموا و يحفظوا عنه
عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: سمعت أبي بن كعب، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أعرض عليك القرآن»، قلت: سماني لك، قال: «نعم»، فقال أبيّ: {بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}).رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وغيرهما.
.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 08:49 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة جمع القرآن
المجموعة الثانية


س1: ما المراد بتكفّل الله بحفظ القرآن؟
أجمع المفسرون على أن المراد بالذكر في قوله تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } هو القرآن ، قاله عبد الرحمن بن زيد وابن الجوزي ، رواه ابن جرير .
وذكر المفسرون أقوال في المراد بحفظ القرآن منها :
القول الأول : حفظه في اللوح المحفوظ ، قاله مجاهد ورواه ابن جرير.
القول الثاني :حفظه من الشيطان ، بزيادة فيه باطل أو ابطال حق ، قول قتادة وثابت ورواه عبد الرزاق .
القول الثالث : حفظه من الزيادة والنقصان والتبديل والتغيير ، قول الزجاج وابن عاشور .
قال ابن عاشور (وشمل حفظه الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كلّ مصر)

وكل ذلك كان من أسباب أن الله قد تكفل بحفظ القرآن بأن هيأ له أسباب جمعه وتدوينه وروايته بالتوارتر القطعي الثبوت ، فلا يستطيع أحد مهما بلغ أن يغير أو يبدل أو يحرف منه شيئا .
وقد أكد الله تكفله بحفظ كتابه في قوله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه }
ففسر ابن عباس قوله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به } أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعالج من التنزيل شدةً، وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباسٍ: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما ، ذكر في الصحيحين من حديث موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، وكذا فعل سعيد كما رأى ابن عباس .
كما فسر ابن عباس { إن علينا جمعه وقرآنه} أي جمعه وتأليف بعضه إلى بعض في صدرك أي قلبك لتقرأه { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه }فإذا جمعناه فاتبع بالاستماع والانصات له واعمل بما أمرك الله وابتعد عما نهاك عنه وببيان قراءته ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه جبريل يستمع له ، فإذا تركه جبريل قرأ مثله . قاله أيضا الفراء والبخاري
فالمراد من الآية أن الله تعالى جمع القرآن وحفظه ، في صدر النبي النبي صلى الله عليه وسلم كاملا فلا ينسى أو يتفلت منه شيء إلا ما أراد الله نسخه .

س2: بيّن مقاصد التأليف في جمع القرآن
من أهم ما ينبغي لطالب العلم أن يتعلمه ويتفقه به ويعمل على تحقيقه معرفة مقاصد التأليف في جمع القرآن، ومن أعظم هذه المقاصد وأنفعها الآتي :
1) أن يبين لطلاب العلم تاريخ جمع القرآن والمراحل التي تم تدوينه فيها ، والعمل على تقريب وتلخيص هذه المسائل لهم .
2) دراسة ما جاء من روايات الأحاديث والآثار وتخريجها وبيان أحكامها ، والإجابة عما استشكل منها .
3) الرد على مزاعم وشبهات من يطعن في جمع القرآن وثبوت ألفاظه .

س3: ما سبب عدم جمع المصحف بين دفتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
أجمع أهل العلم بلا خلاف أن القرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
- قال زيد بن ثابت ( قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء ) قاله الديرعاقولي حدثه إبراهيم بن بشار حدثه سفيان بن عيينة، عن الزهري ، ذكره ابن حجر في الفتح.
- قال الزهري ( قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جُمع، وإنما كان في الكرانيف والعسب )قاله ابن جرير الطبري حدثه سعيد بن الربيع، حدثه سفيان بن عيينة.

كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ضمانا لحفظ القرآن وإن لم يكتب في عهده ، فقد تكفل الله بحفظ القرآن وعصم نبيه صلى الله عليه وسلم من أن ينسى شيئا منه ، كما أن جمع القرآن في مصحف واحد في عهده مظنة لاختلاف المصالح ، إذ القرآن في حياته فيه زيادة وفيه نسخ لما ينزل عليه من وحي من السماء ، فكان جمعه في مصحف واحد فيه من المشقة والعناء الكبير .
- قال النووي ( وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم )

س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
اختلفت الأقوال في عدد كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ، ومنهم من كان مكثرا ومعروفا بالكتابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من كان مقل ، وقد ثبت أن كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسم جماعة من قراء الصحابة رضوان الله عليهم ، وأن الكتابة كانت على سنوات متعاقبة ، ومنهم :

1) عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي.
هو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وكان يلقب بذي النورين ، وكان كثير التلاوة إذ ربما يقرأ القرآن في ليلة واحدة ، كما إنه كان يحسن الكتابة فقد روي أنه أول من كتب المفصل .

عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على {فسيكفيكهم الله}
قال: وشدَّ يده وقال" إنها لأول يد خطَّت المفصل " رواه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة ، رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (لما ضَرب الرَّجلُ يدَ عثمان قال " إنها لأول يد خطت المفصل" رواه ابن شهاب، والطبراني وابن أبي عاصم.

ذكر في خبر مقتله أنه ضُرب بالسيف وهو ناشر المصحف بين يديه، فاتّقى الضربة بيده فقُطعت يده؛ فقال: والله إنها أول يدٍ كتبتِ المفصَّل، فكان أوَّل قطرة دم منها سقطت على هذه الآية { فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } ، ذكره عمر بن شبّة وابن كثير .

استشهد يوم الجمعة في الثامنة عشر من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة.
جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة أنه قال ( ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل عليه ) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية .

2) علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، كان من أول السابقين إلى الإسلام ، أحد قراء الصحابة وفقهائهم ، كتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره ، فكتب عنه صلح الحديبية ، وله من المناقب والفضائل الكثيرة والمعروفة عنه . كما يعد أعلم الصحابة – رضوان الله عليهم - بتفسير ونزول القرآن ، خطب يوما فقال { سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل }قاله أبو الطفيل عامر بن واثلة ، رواه عبد الرزاق

3) أبيّ بن كعب الأنصاري
هو أبو المنذر أبي بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري، من علماء الصحابة وقرائهم الكبار، ممن شهد بيعة العقبة الثانية، وغزوة بدر وما بعدها ، وكان من أول من كتب الوحي للرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن سعد ( كان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم )
قال ابن عبد البر ( كان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل )
قال أحمد بن يحيى البلاذري ( وحدثني الوليد ومحمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قالوا: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المدينةَ أبيُّ بن كعب الأنصاري، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"؛ فكان إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري؛ فكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه )
قال أحمد بن زهير بن أبي خيثمة ( كان أول من كتب – أراد بالمدينة - لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب؛ فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس، وكان يكتب له عثمان بن عفان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد كتبه إلى من يكاتب من الناس وما يُقْطِع وغير ذلك ) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.

4) زيد بن ثابت
هو زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري، جاء المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة ، كان غلاما عاقلا ثقة ذكيا ماهرا بالكتابة سريع التعلم ،فقد أشار عمر بن الخطاب على الصديق بجمع القرآن فاختاره لما اجتمعت به صفات تؤهله للقيام بهذه المهمة .
قال له أبو بكر الصديق " إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه" رواه البخاري.
قال ابن حبان عنه : وقال ربما خالف على قلة روايته ، ولذلك قال عنه ابن حجر: ليّن الحديث، وهذا الحكم فيه نظر لأنه ربما أراد ابن حيان بعبارته أن يعلل إذا خالف ابن ثابت من هو أوثق منه ، وهذا المتن حديث حسن الإسناد لا نكارة ولا مخالفة فيه ، والله أعلم . رواه البخاري عن الوليد بن أبي الوليد ووثّقه أبو زرعة الرازي

وقد كان زيد بن ثابت جاراً للنبي صلى الله عليه وسلم، علمه القرآن وأمره بكتابة الوحي فكان من أشهر كتاب الوحي ، فقد شهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن عدة مرات .
- عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: «دخل نفر على زيد بن ثابت؛ فقالوا له حدّثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ماذا أحدّثكم؟ كنت جاره فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكنّا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطّعام ذكره معنا، فكلّ هذا أحدّثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" قاله الليث بن سعد ، رواه الترمذي والأصبهاني والطبراني والبيهقي ، وحسنه الهيثمي .
- عن زيد بن ثابت: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: اكتب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاء عبد الله ابن أم مكتوم ، وقال: يا رسول الله "إني أحب الجهاد في سبيل الله , ولكن فيَّ من الزمانة ما قد ترى، وذهب بصري"
قال زيد"فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي؛ حتى حسبت أن يرضها" ثم قال: " اكتب { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} رواه الزهري عن قبيصة بن ذؤيب ، رواه عبد الرزاق.
- عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان «إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقا شديدا مثل الجمان، ثم سري عنه» ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، وحتى أقول: لا أمشي على رجلي أبدا، فإذا فرغت قال: " اقرأه "، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس). قاله ابن شهاب الزهري حدثه سعيد بن سليمان، عن أبيه ، رواه الطبراني.

وقد قدمت أربعة من أهم كتاب الوحي الذين ذكرهم المقريزي في كتابه"إمتاع الأسماع" : (وكان كتاب الوحي: عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، فإن غابا كتب أبى بن كعب، وزيد بن ثابت، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، وكان أبىّ ممن كتب لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، الوحي قبل زيد بن ثابت، وكتب معه أيضا.
وكان زيد ألزم الصحابة لكتابة الوحي، وكان زيد وأبىّ يكتبان الوحي بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن لم يحضر أحد من هؤلاء الأربعة، كتب من حضر من الكتاب، وهم: معاوية بن أبى سفيان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد، والعلاء بن الحضرميّ، وحنظلة بن الربيع، وكتب عبد اللَّه بن سعد بن أبى سرح الوحي، ثم ارتد).



س5: ما المقصود بمعارضة القرآن؟ وما أدلة ثبوتها؟
هي معارضة جبريل – عليه السلام - النبيَّ صلى الله عليه وسلم بما نزل عليه من القرآن كل سنة في شهر رمضان على الترتيب الذي أراده الله للآيات في سور القرآن التي لم تنسخ تلاوتها ، وفي العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل مرتين ففهم النبي صلى الله عليه وسلم قرب أجله .

- قال داود بن أبي هند: قلت للشعبي: قوله { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان ) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
وفي لفظه أخرى : قال " كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان عارضَهُ جبريلُ عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت، ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ" رواه ابن الضريس .

- قال ابن كثير رحمه الله: (والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنةٍ: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقي ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدًا، أو استثباتًا وحفظًا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله)

ومن الأحاديث الصحيحة الدالة على ثبوت معارضة القرآن :
1) حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة " متفق عليه من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة .وفي رواية في صحيح البخاري " فيدارسُه القرآن "
2) حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال " كان يُعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه» رواه أحمد والبخاري والدارمي وأبو داوود وابن ماجه والنسائي كلهم من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي صالح السمَّان،.
3) حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، لا والله ما تخطى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فلما رآها رحَّب قال " مرحبا بابنتي" ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصَّكِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالسرِّ من بيننا، ثم أنت تبكين؟!!
فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتُها: عمَّا سارَّك؟
قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم سرَّه.
فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارَّني في الأمر الأول، فإنَّه أخبرني" أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نِعْمَ السلَفُ أنا لك"
قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارَّني الثانية، قال " يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين [أو سيدة نساء هذه الأمة ] متفق عليه من حديث الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها.

وقد رويت أحاديث معارضة القرآن بألفاظ مختلفة منها :
1) أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من كان يعرض القرآن على جبريل
2) أن جبريل عليه السلام هو من كان يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
3) أن معارضة القرآن كانت من الطرفين .
4) أن اللفظ جاء بالمدارسة وهو أعم من المعارضة ، إذ المدارسة تشمل الألفاظ والمعاني، بينما المعارضة مختصة بالألفاظ ، كما ورد في رواية في الصحيحين

والصحيح الجمع بين جميع الألفاظ إذا ثبتت بها الرواية، فهي صحيحة المعنى ولا تعارض بينها.
قال ابن حجر في شرح صحيح البخاري قوله: "يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن" هذا عكس ما وقع في الترجمة لأنَّ فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل، وتقدم في بدء الوحي بلفظ: "وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن" فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر) .

والحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 10:46 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
س1: ما المراد بتكفّل الله بحفظ القرآن؟
قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
المراد بحفظ القرآن هنا أقوال:
- فقال مجاهد: ({وإنا له لحافظون} أي عندنا) يريد في اللوح المحفوظ. رواه ابن جرير
- وقال قتادة وثابت: (حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً أو يبطل منه حقا). رواه عبد الرزاق.
- وقال الزجاج: ( نحفظه من أن يقع فيه زيادة أو نقصان).
- وقال ابن عاشور: (وشمل حفظه الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كلّ مصر)ا.هـ.

والمقصود أن الله تعالى قد تكفّل بحفظ القرآن، ومن حفظه أن هيَّأ الله أسباب جمعه، وتدوينه، وروايته بتواتر قطعي الثبوت؛ فلا يمكن لأحد مهما بلغ كيده أن يغيّر منه شيئاً أو يحرّف فيه.


س2: بيّن مقاصد التأليف في جمع القرآن
مقاصد التأليف في جمع القرآن ثلاثة مقاصد عظيمة النفع:
أولها:
تبصير طلاب العلم بتاريخ جمع القرآن ومراحل تدوينه، وتقريب هذه المسائل وتلخيصها لهم.
ثانيها:
دراسة المرويات في هذا الباب من الأحاديث والآثار وتخريجها وبيان أحكامها، والجواب عما يشكل من ذلك.
ثالثها:
الردّ على شبهات الطاعنين في جمع القرآن وثبوته ألفاظه.
س3: ما سبب عدم جمع المصحف بين دفتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
لم يجمع القرآن في مصحف واحد بين دفّتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف بين أهل العلم وسبب ذلك :

* لأن القرآن كان محفوظاً وإن لم يُكتَب

* لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان معصوماً من أن ينسى شيئاً من القرآن؛ فكانت حياته ضماناً لحفظه

* لأنَّ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان يزاد فيه وينسخ منه ؛ فكان جمعه في مصحف واحد في عهده مظنة لاختلاف المصاحف، وفي ذلك مشقة بالغة.

قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم)ا.هـ
ومما يدل على أن القرآن لم يجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
*أن زيد بن ثابت قال: « قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء ». ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح.
*عن الزهري، قال: « قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جُمع، وإنما كان في الكرانيف والعسب »

س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي:
التعريف به:
ذو النورين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وكان كثير التلاوة ربما قرأ القرآن في ليلة، وفضائله كثيرة معروفة.
كان يحسن الكتابة، وقد كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد رُوي أنّه أوّل من كتب المفصّل.
الأدلة الدالة على كتابته المفصل:
- روى محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على {فسيكفيكهم الله}
قال: وشدَّ يده وقال: «إنها لأول يد خطَّت المفصل» ). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وروى ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (لما ضَرب الرَّجلُ يدَ عثمان قال: « إنها لأول يد خطت المفصل »). رواه الطبراني وابن أبي عاصم.
- وذكر عمر بن شبّة في تاريخ المدينة وابن كثير في البداية والنهاية في خبر مقتله أنه ضُرب بالسيف وهو ناشر المصحف بين يديه، فاتّقى الضربة بيده فقُطعت يده؛ فقال: والله إنها أول يدٍ كتبتِ المفصَّل، فكان أوَّل قطرة دم منها سقطت على هذه الآية {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.
وفاته :
كان استشهاده يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة.

ثناء عمر بن الخطاب عليه :
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن المدائني عن أشياخه أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة قال: (ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل عليه)ا.هـ.
زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري، من أشهر كتّاب الوحي:
التعريف به :
قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان غلاماً ذكيا فَهماً فطناً، حسن التعلم، ماهراً بالكتابة؛ فكان النبي صلى الله عليه السلام يعلّمه القرآن، ويأمره بكتابة الوحي؛ وكان جاراً للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلزمه وتعلّم منه، وشاهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً.
من مواقف كتابته للوحي:
الموقف الأول:
- روى الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاء عبد الله ابن أم مكتوم ، وقال: يا رسول الله «إني أحب الجهاد في سبيل الله , ولكن فيَّ من الزمانة ما قد ترى، وذهب بصري»
قال زيد: «فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي؛ حتى حسبت أن يرضها» ثم قال: " اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} ). رواه عبد الرزاق.
الموقف الثاني:
- قال ابن شهاب الزهري: حدثني سعيد بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان «إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقا شديدا مثل الجمان، ثم سري عنه» ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، وحتى أقول: لا أمشي على رجلي أبدا، فإذا فرغت قال: «اقرأه» ، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس). رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
تكليف أبو بكر الصديق له بجمع القرآن :
ولمّا عزم أبو بكر على جمع القرآن قال له: « إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه». رواه البخاري.
ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم :
وقال الليث بن سعد: حدثني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد عن سليمان بن خارجة عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: «دخل نفر على زيد بن ثابت؛ فقالوا له حدّثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ماذا أحدّثكم؟ كنت جاره فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكنّا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطّعام ذكره معنا، فكلّ هذا أحدّثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم». رواه الترمذي في الشمائل المحمدية، وأبو الشيخ الأصبهاني، والطبراني في الأوسط والكبير والبيهقي في السنن الكبرى ودلائل النبوة وغيرهم، وحسّنه الهيثمي في مجمع الزوائد.
أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري:
التعريف به :
شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
كتابته للوحي:
قال ابن سعد في الطبقات: (وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن عبد البر: (وكان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل).
وقال أحمد بن يحيى البلاذري(ت:279هـ) في كتابه "فتوح البلدان": (وحدثني الوليد ومحمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قالوا: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المدينةَ أبيُّ بن كعب الأنصاري، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"؛ فكان إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري؛ فكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه).
وقال أحمد بن زهير ابن أبي خيثمة (ت:279هـ): ( كان أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب؛ فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس، وكان يكتب له عثمان بن عفان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد كتبه إلى من يكاتب من الناس وما يُقْطِع وغير ذلك). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
قوله: (أول من كتب..) يريد بالمدينة.
س5: ما المقصود بمعارضة القرآن؟ وما أدلة ثبوتها؟
المقصود بمعارضة القرآن:
مقابلة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقي ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدًا، أو استثباتًا وحفظًا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله
أدلة ثبوت المعارضة :
دلَّ على ثبوت معارضة القرآن أحاديث صحيحة منها:
الدليل الأول:
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة» متفق عليه من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
وفي رواية في صحيح البخاري: «فيدارسُه القرآن»
الدليل الثاني:
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «كان يُعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه» رواه أحمد والبخاري والدارمي وأبو داوود وابن ماجه والنسائي كلهم من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي صالح السمَّان، عن أبي هريرة.
الدليل الثالث:
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، لا والله ما تخطى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فلما رآها رحَّب قال: «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصَّكِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالسرِّ من بيننا، ثم أنت تبكين؟!!
فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتُها: عمَّا سارَّك؟
قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم سرَّه.
فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارَّني في الأمر الأول، فإنَّه أخبرني: «أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نِعْمَ السلَفُ أنا لك».
قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارَّني الثانية، قال: «يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين [أو سيدة نساء هذه الأمة]» متفق عليه من حديث الشعبيّ عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 03:16 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد أنواع جمع القرآن
* النوع الأول : جمعه حفظًا في الصدور ، و قد جمعه النبي صلى الله عليه و سلم في صدره ، و جمعه حملة القرآن في عهده .
* النوع الثاني : جمعه كتابة في مصحف واحد ، و هو الجمع الذي توّلاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإشارة من عمر بن الخطاب لمّا استحرّ القتل في القراء في وقعة اليمامة
* النوع الثالث : جمعه على رسم واحد ، و لغة واحدة هي لغة قريش ، و هو الجمع الذي تولاه عثمان رضي اله عنه لما رأى اختلاف الناس في القراءات و خشي أن تحدث فتنة بسبب ذلك الاختلاف

س2: اذكر أسماء جماعة ممن جمعوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
* أبي بن كعب * عبد الله بن مسعود * سالم * معاذ بن جبل
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود ، و سالم ، و معاذ بن جبل ، و أبي بن كعب )) رواه البخاري
و جمع القرآن أيضًا : * عبد الله بن عمرو بن العاص * زيد بن ثابت و أبو زيد ( كما في رواية أنس )

س3: اذكر أسماء جماعة من كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم.*
* خالد بن سعيد بن العاص * عثمان بن عفان * علي بن أبي طالب * شرحبيل بن حسنة * أبي بن كعب * زيد بن ثابت * حنظلة بن الربيع
* أبان بن سعيد بن العاص * معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين

س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
1- خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي : من السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم بعد أبي بكر ، و هو شاب حديث عهد بزواج ، و أوذي في الله فصبر ، ثم أذن له النبي بالهجرة إلى الحبشة فهاجر مع جعفر بن أبي طالب ، و قدم معه عام خيبر ، و لزم النبي بعد ذلك ، و شهد معه المشاهد ، و كان رضي الله عنه : فصيحًا جميلاً شجاعًا أمينًا حصيفًا ، و هو الذي ولي عقد نكاح أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان
و استعمله النبي على صدقات اليمن ، و كان من كتّابه ، و وهبه صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي ، و هو صاحب أول لواء عقده أبو بكر لحرب المرتدّين ، و قاتل الروم في الشام تحت إمرة خالد بن الوليد
استشهد في وقعة مرج الصفر سنة ثلاث عشرة للهجرة
قالت ابنته أم خالد و هي صحابية رضي الله عنها : ((كان أبي خامسًا في الإسلام ، و هاجر إلى أرض الحبشة ، وأقام بها بضع عشرة سنة ، و ولدت أنا بها ))
2- عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي : ذو النورين ، و ثالث الخلفاء الراشدين ، و أحد العشرة المبشرين بالجنة ، بشّره النبي صلى الله عليه و سلم بالشهادة ، كان كثير التلاوة ربما قرأ القرآن في ليلة ، و فضائله كثيرة معروفة .
كان يحسن الكتابة ، و قد كتب للنبي ، و قد روي أنه أوّل من كتب المفصّل - روى ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : (( لما ضرب الرّجل يد عثمان قال : " إنها لأول يد خطت المصحف " )) رواه عمر بن أبي شيبة في تاريخ المدينة .
كان استشهاده يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من شهر ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين للهجرة . ذكر ابن كثير في البداية و النهاية عن المدائني عن أشياخه أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة يعده شورى بين الستة قال : (( ما أظن الناس يعدلون بعثمان و علي أحدًا ، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم بما ينزل به جبريل عليه ))
3- علي بن أبي طالب رضي الله عنه : رابع الخلفاء الراشدين ، من السابقين الأولين إلى الإسلام ، و أحد العشرة المبشرين بالجنة ، من قراء الصحابة و فقهائهم و من أعلمهم بالتفسير و نزول القرآن ، و فضائله كثيرة معروفة . * قال أبو الطفيل عامر بن واثلة : شهدت عليًّا و هو يخطب و يقول : ( سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلا و أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار و أم في سهل ، أم في جبل ) رواه عبد الرزاق في تفسيره
كان يكتب للنبي صلى الله عليه و سلم الوحي و غيره ، و هو الذي كتب صلح الحديبية .

س5: ما المقصود بالعرضة الأخيرة؟ وما معنى شهودها؟

العرضة الأخيرة تطلق على معنيين :
المعنى الأول : ما عرضه جبريل على النبي صلى الله عليه و سلم في آخر رمضان شهده عليه الصلاة و السلام .
و هذه العرضة قد نزل بعدها باتّفاق آيات من القرآن ؛ كما ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن قول الله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينًا } نزل يوم عرفة من حجة الوداع ، و لم يعش عليه الصلاة و السلام بعدها إلا نحو ثلاثة أشهر .
المعنى الثاني : ما عرضه الصحابة على النبي صلى الله عليه و سلم آخر الأمر ، فيدخل في ذلك ما نزل بعد رمضان من السنة العاشرة ؛ فيكون بهذا الاعتبار كلّ من عرض القرآن على النبي بعد رمضان من السنة العاشرة للهجرة ، فيكون لكل قارئ منهم عرضة أخيرة له عرضها على رسول الله ، فيقع التفاضل في وصف الآخرية باعتبار تعدد العرض . و هذا المعنى يدلّ عليه مفهوم قول ابن مسعود : ( و إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان ، و إني عَرضتُ في العام الذي قبض فيه مرتين ، فأنبأني أني محسن ) رواه الإمام أحمد . و يدل على هذا المعنى أيضًا قول ابن سيرين : ( إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة فيكتبونها على قوله ) .
معنى شهود العرضة : يحمل على واحد من ثلاثة معانٍ كلها صحيحة :
*المعنى الأول : أن يكون حاضرًا في المجلس الذي نزل فيه جبريل على النبي ، و كان من الصحابة من يشهد نزول الوحي على رسول الله كما ثبت في غير ما حديث ، و هذا لا يلزم منه أن يسمعوا قراءة جبريل عليه السلام و لا أن يروه ، و لا أن يكون حضورهم مستغرقًا لجميع آيات القرآن .
* المعنى الثاني : أن يكون حاضرًا في ذلك الوقت في صحبة النبي حضور القارئ المعتني بمعرفة ما نُسخ و ما أُثبت من القرآن ، و إن لم يحضر مجلس العرض ؛ فيصدق عليه أنه شهد العرضة الأخيرة لمعرفته بما تضمنته من نسخ و تغيير ؛ لكونه حاضرًا آنذاك غير مسافر و لا منقطع عن مجالس النبي و إقرائقه القرآن .
* المعنى الثالث : أن تكون هذه اللفظة رويت بالمعنى و أن المراد بها عرض الصحابي قرلءته على النبي بعد العرضة الأخيرة .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 07:22 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي القسم الأول من دورة جمع القرآن

المجموعة الثالثة:

س1: عدد أنواع جمع القرآن

جمع القرآن هو على أنواع:
النوع الأول: الحفظ في الصدور؛ ومن أول من جمعه حفظاً هو الرسول صل الله عليه وسلم،وهناك حملة القرآن من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم الذين حفظوه في صدورهم منهم:أبي بن كعب و زيد بن ثابت و ابن مسعود. وهذا على نوعين:
النوع الأول : الجمع الفردي: و المراد به أن يجمعه الفرد كله حفظاًفي الصدر و استظهاراً ؛ من الصحابة مثل عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب.

النوع الثاني: الجمع العام وهو أن كل آية من القرآن محفوظة في صدور الصحابة،بحيث أن كل آية محفوظة في صدورهم وهذا أبعث للطمأنينة والضبط و هذا العدد كثير لا يمكن حصره؛بحيث أن كل آية يحفظها عدد من الصحابة يصل إلى التواتر. كما ذكر الزركشي.

النوع الثاني: جمعه كتابة في مصحف واحد في عهد أبو بكر الصديق و يعتبر الجمع الأول بناء على نصيحة و توصية من عمر ابن الخطاب بعد استشهاد عدد كبير من حفظة القرآن في حروب الردة في موقعة اليمامة.

•النوع الثالث: جمع المصحف على رسم واحد على حرف قريش الذي نزل به القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما هرع حذيفة بن اليمان رضي الله عليه عنه إلى الخليفة عثمان بن عفان بعد الفتوحات الإسلامية،بأن عليه أن يدرك الأمة لوقوع الخلافات بينهم لاختلاف القراءات.

وهناك من يدرج نوعاً رابعاً و هو حفظ القرآن مسجلا على شرائط و الإسطوانات المضغوطة،وذلك من باب الحفظ و التيسيير على من أراد حفظ القرآن. سنة 1379هـ في مصر على يد الجمعية العامة للمحافظة على القرآن وسمّي المشروع: المصحف المرتل. والمراد به التسجيل المسموع للقرآن الكريم وانتهت الطبعة الأولى في محرم 1381هـ بقراءة الشيخ محمود خليل الحصري شيخ المقارئ المصرية آنذاك، وقد كانت هناك لجنة من مشايخ القراء تستمع له وتوقفه كثيرًا لإعادة التسجيل بشكل نموذجي.

وهناك من العلماء من يضيف على هذه الأنواع نوعين آخرين:
الأول: جمعه في البيت المحفوظ.
الثاني: جمعه في بيت العزة في السماء الدنيا.
لكن أهل العلم أدرجوا هذين النوعين تحت عنوان علم النزول.

س2: اذكر أسماء جماعة ممن جمعوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

•الخلفاء الراشدون.
•عبد الله بن عمرو
•أبي بن كعب.
•عبد الله بن مسعود.
•زيد بن ثابت.
•سالم مولى حذيفة.
•ثابت بن قيس.
•معاذ بن جبل.
•من المهاجرين : الخلفاء الراشدون، عبد الله بن عمرو، عبد الله بن مسعود، سالم مولى حذيفة،حذيفة بن اليمان.
•من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، ثابت بن قيس.
•ومن أزواج النبي صل الله عليه وسلم: عائشة وحفصة و أم سلمة رضي الله عنهن.


س3: اذكر أسماء جماعة من كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم.


•أبي بن كعب.
•زيد بن ثابت .
•معاوية بن سفيان.
•عبد الله بن أبي سرح.
•خالد بن سعيد بن العاص.
•شرحبيل بن حسنة.


س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم.


عثمان بن عفان؛ الملقب بذي النورين، صاحب الهجرتين(47 ق.هـ - 35 هـ / 576 - 656م)

كني بذي النورين لأنه تزوج ابنتي الرسول صل الله عليه و سلم رقية و أم كلثوم رضي الله عنهم جميعاً.
كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة. ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة.
ثالث الخلفاء الراشدين.
والذي ساهم في صقل شخصية عثمان بن عفان رضي الله عنه هو ملازمته للنبي صل الله عليه و سلم و الاقتداء به؛وهذا عثمان يحدثنا عن ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: "إن الله عز وجل بعث محمدًا بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن، فهاجرت الهجرتين الأوليين، ونلت صهر رسول الله، ورأيت هديه".
وذكر أنه أول من كتب المفصل،وعند مقتله إبان الفتنة؛ روي أنه ضرب ضربة على يده بالسيف،فتساقط دمه على المصحف على آية:" فسيكفيكهم الله"،وقال رضي الله عنه:" إنها لأول يد خطت المفصل" رواه عمر بن شبه في تاريخ المدينة.
وكان من أقواله : لو طهرت القلوب ما شبعت من كلام ربي".

•خالد بن سعيد بن العاص:

هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي
كان من السابقين في الإسلام؛أسلم بعد أبو بكر الصديق، وقيل هو الخامس ممن أسلموا.
وكان حديث عهد بالزواج،وأوذي و عذب عذاباً شديداً وكان صبوراً.
هاجر إلى الحبشة و مكث هناك مع جعفر بن أبي طالب حتى قدم معه إلى المدينة عام خيبر.
وهو الذي ولي عقد نكاح أمنا أم حبيبة بنت أبي سفيان .
وكان يمتاز بالفصاحة و البيان.
استعمله الرسول صل الله عليه و سلم على صدقات اليمن.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻟﻮﻓﺪ ﺛﻘﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺸﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .
استشهد في وقعة مرج الصفر سنة ثلاث عشرة هجرية وكان تحت قيادة خالد بن الوليد.

•ابو المنذر أبيّ بن كعب الأنصاري:

كان يكنى أيضاً أبا طفيل.
شهد بيعة العقبة الثانية،و غزوة بدر والغزوات التي بعدها.
كان من القرائ و من كبار علماء الصحابة.
وهو يعلم القراءة و الكتابة من قبل الإسلام كما قال ابن سعد في الطبقات.
وقال أنس : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب : إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن . وفي لفظ : أمرني أن أقرئك القرآن . قال : الله سماني لك ؟ قال : نعم . قال : وذكرت عند رب العالمين ؟ قال : نعم . فذرفت عيناه.
أول من كتب لرسول الله صل الله عليه و سلم عند مقدمه المدينة أبي بن كعب رضي الله عنه، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان. قال: وكان أُبيّ رضي الله عنه إذا لم يحضر دعا رسول الله صل الله عليه و سلم زيد بن ثابت رضي الله عنه فكتب.


س5: ما المقصود بالعرضة الأخيرة؟ وما معنى شهودها؟



لفظ العرضة الأخيرة" يطلق على معنيين:


المعنى الأولكان جبريل عليه السلام يُعارض النبي صل الله عليه و سلم بالقرآن في رمضان من كل عام يستعرضه ما أقرأه إياه؛ الرسول صلى الله عليه وسلم بما سبق وتم نزوله من سور وآيات القرآن حسب الترتيب الذي بينه له، حتى إذا كان رمضان الأخير في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل به مرتين( علم الرسول صل الله عليه وسلم بدنو أجله)؛ سورة سورة وآية آية. وقد نزل بعد هذه العرضة باتفاق آيات من القرآن؛ قول الله تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا"، نزل يوم العرفة من حجة الوداع.

•[u]المعنى الثاني: [/u]ما عرضه الصحابة على النبي صل الله عليه و سلم آخر الأمر، بما في ذلك ما نزل بعد رمضان من السنة العاشرة، فيكون على هذا أنه كل من عرض القرآن على الرسول صل الله عليه و سلم تدخل تحت العرضة الأخيرة و هناك التفاضل في وصف الآخرية لاعتبار عدد العرض. و لذلك قال ابن مسعود: وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن).رواه الإمام أحمد وسيأتي بطوله إن شاء الله.
•مع قوله: «لو أعلم أنَّ أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه».

شهود العرضة لها ثلاث معان:

•هناك أثريين وردوا في معنى شهود العرضة الأخيرة:

رواية ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قُبض فيه فإنه عُرض عليه مرتين بحضرة عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل. و قد روي بألفاظ متعددة.

وهناك معنى آخر يفيد بعرض الصحابي على رسول الله صل الله عليه و سلم؛ كما قال البغوي في شرح السنة: (قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين). وهذا مشتهر في كتب القراءات وعلوم القرآن، وذكر الشيخ حفظه الله أنه لم يصل إلى اسناده.

المعنى الأول: أن يكون حاضراً في وقت نزول جبريل عليه السلام على النبي صل الله عليه و سلم، مثل زيد بن ثابت الذي شهد نزول آية "غير اولي الضرر" وقال إن رجليه كادت ان تنكسر إذا كانت ملاصقة للرسول صل الله عليه وسلم. ولكن ليس لزاماً أن يكونوا قد سمعوا قراءة جبريل عليه السلام و لا تستلزم رؤيته.

•المعنى الثاني: أن يكون حاضرا في صحبة الرسول صل الله عليه و سلم من كان من القراء الذين اعتنوا بمعرفة الناسخ والمنسوخ و ما أثبت من القراءة في القرآن،وإن لم يحضر مجلس العرض، فيكون ممنن شهد العرضة الأخيرة بما تضمنت من تغيير.

المعنى الثالث: يكون المعنى المضمون هو عرض الصحابي لقرائته على النبي صل الله عليه وسلم بعد عرضته الأخيرة على جبريل عليه السلام. وهو أمر محتمل.

وتدل جميع هذه المعاني أن القرآن قد نقل إلينا متواترا على ما اقتضته العرضة الأخيرة و قد شكلت لجان من كبار الصحابة في جمع أبو بكر الصديق و جمع عثمان بن عفان و أجمعوا على هذه العرضة و اتفقوا اتفاقاً تقوم به الحجة.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 11:59 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد أنواع جمع القرآن:
جمع القرآن على أنواع:
النوع الأول: جمع القرآن حفظاً في الصدور، في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ،وفي صدر أصحابة من حملة القرآن في عهده صلى الله عليه وسلم و منهم: أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وسالم مولى أبي حذيفة، وثابت بن قيس، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين.
والقرآن كان مجموعاً في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين من الجمع:
أولهما: الجمع الفردي؛ والمراد به أن يجمعه الصحابي كاملا من بدايته لنهايته في صدره حفظا عن ظهر قلب ، وقد جمعه بهذا المعنى جماعة من قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم: عثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وأبو زيد النجاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومجمع بن جارية، وغيرهم.
ثانيهما : الجمع العام، وهو أن تكون كلّ آية من القرآن محفوظة في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ، وهذا النوع يختلف عن النوع الأول؛ فإنّ الذين يحفظون بالمعنى الثاني عدد كثير يصعب حصرهم، وتحصل الطمأنينة بحفظهم وضبطهم.
قال بدر الدين الزركشي: (كل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلُّهم بالغون حدَّ التواتر).
ومما تجدر الإشارة إليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بعض صحابته بكتابة ما نزل عليه من القرآن ، وكان من أؤلئك الكُتّاب: خالد بن سعيد بن العاص، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وشرحبيل بن حسنة، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وحنظلة بن الربيع، وأبان بن سعيد بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين.
وكانت الآيات تكتب في الرِّقَاع واللِّخَافِ والعُسُب والأكتاف والألواح، ونحو ذلك.
وكان من الصحابة من يَكتب لنفسه، ، ومنهم من يحفظ ولا يكتب، لكن ثبت في الصحيح أن القرآن وجد مكتوباً تاماً من مجموع ما عند الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الثاني: جمع القرآن مكتوباً في مصحف واحد، وهو الجمع الذي تولاه أبو بكر بإشارة من عمر بن الخطّاب لمّا استحرّ القتل في القراء في وقعة اليمامة.
النوع الثالث: جمعه على رَسْمٍ واحدٍ، ولغةٍ واحدةٍ هي لغة قريش، وهو الجمع الذي تولاه عثمان رضي الله عنه لما رأى اختلاف الناس في القراءات وخشي أن تحدث فتنة بسبب ذلك الاختلاف.
وهناك نوعان آخران أضافهما بعض أهل العلم :
أحدهما:
جمعه في اللوح المحفوظ.
والثاني: جمعه في بيت العزّة في السماء الدنيا قبل نزوله منجماً على النبي صلى الله عليه وسلم.

س2: اذكر أسماء جماعة ممن جمعوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
ممن جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم :
- عثمان بن عفان
- أبيّ بن كعب
- وزيد بن ثابت
- وسالم مولى أبي حذيفة
- وثابت بن قيس
- ومعاذ بن جبل
- وعبد الله بن عمرو
- وأبو زيد
- وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين.

س3: اذكر أسماء جماعة من كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ عبد الغني المقدسي في مختصره في السيرة: كتب له صلّى اللّه عليه وسلّم:
أبو بكرٍ الصّدّيق
وعمر بن الخطّاب
وعثمان بن عفّان
وعليّ بن أبي طالبٍ
وعامر بن فهيرة
وعبد اللّه بن الأرقم الزّهريّ
وأبيّ بن كعبٍ
وثابت بن قيس بن شمّاسٍ
وخالد بن سعيد بن العاص
وحنظلة بن الربيع الأسديّ
وزيد بن ثابتٍ
ومعاوية بن أبي سفيان
وشرحبيل ابن حسنة
وكان معاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابتٍ ألزمهم لذلك، وأخصّهم به..

س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم

1- علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنه وأرضاه ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها ، و رابع الخلفاء الراشدين، من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، من قراء الصحابة وفقهائهم ومن أعلمهم بالتفسير ونزول القرآن، كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وهو الذي كتب صلح الحديبية.
شارك في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة وكان استشهاده يوم : ( 21 رمضان 40 هـ)
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره.

2- عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي، ذو النورين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وكان كثير التلاوة ربما قرأ القرآن في ليلة، كان يحسن الكتابة، وقد كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد رُوي أنّه أوّل من كتب المفصّل.
روى محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على {فسيكفيكهم الله} ، وكان استشهاده يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن المدائني عن أشياخه أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة قال: (ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل عليه)ا.هـ.

3- خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشيّ، من السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم بعد أبي بكر، وهو شابّ حديث عهد بزواج، وكان فصيحاً جميلاً شجاعاً أميناً حصيفاً ، أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر مع جعفر بن أبي طالب، وقدم معه عام خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وشهد معه المشاهد، ، وهو الذي ولي عقد نكاح أمّ المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان؛ إذ كان أقرب أوليائها من المسلمين حينئذ.
واستعمله النبيّ صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، وكان من كتّابه واستشهد في وقعة مرج الصفر سنة ثلاث عشرة للهجرة.
وكان من وصيّة أبي بكر لشرحبيل بن حسنة: (فإذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقى الناصح فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وليك خالد بن سعيد ثالثاً؛ فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك واستبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر). رواه ابن سعد في الطبقات.
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: (أبي أوَّل من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
فإن ثبت هذا فهو أوّل من كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بمكّة.

س5: ما المقصود بالعرضة الأخيرة؟ وما معنى شهودها؟
لفظ "العرضة الأخيرة" يحمل معنيين حسب الأحاديث والآثار الواردة في الباب :
المعنى الأول : معارضة جبريل عليه السلام القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان شهده النبي صلى الله عليه وسلم .
- ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «كان يُعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه» رواه أحمد والبخاري والدارمي وأبو داوود وابن ماجه والنسائي.
- و حديث الشعبيّ عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها. قالت: إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، لا والله ما تخطى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فلما رآها رحَّب قال: «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصَّكِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالسرِّ من بيننا، ثم أنت تبكين؟!!
فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتُها: عمَّا سارَّك؟
قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم سرَّه.
فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارَّني في الأمر الأول، فإنَّه أخبرني: «أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نِعْمَ السلَفُ أنا لك».
قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارَّني الثانية، قال: «يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين [أو سيدة نساء هذه الأمة]» متفق عليه .
- وهذه العرضة قد نزل بعدها باتّفاق آيات من القرآن؛ كما ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ قول الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..} نزل يوم عرفة من حجة الوداع، ولم يعش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إلا نحو ثلاثة أشهر.
المعنى الثاني : ما عرضه قراء الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم آخراً وهذا يدخل فيه ما نزل بعد آخر رمضان شهده النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون لكلّ قارئ منهم عرضة أخيرة له عرضها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في خلال مدة حياة النبي من بعد رمضان للسنة العاشرة إلى مدة وفاته .
ويشهد لهذا المعنى : مفهوم قول ابن مسعود رضي الله عنه: (وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن). رواه الإمام أحمد
مع قوله: «لو أعلم أنَّ أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه».
وهذا شبه التصريح بأنه لا يعلم أحداً أحدث عرضاً للقرآن منه، إذ لو كان المراد هنا بالعرضة الأخيرة ما كان في رمضان لم يكن للمفاضلة معنى.
وعلى هذا فالمراد بالعرضة الأخيرة يحدد حسب السياق التي ورد فيه ذكرها ولا يخرج عن أحد المعنيين السابقين .
شهود العرضة الأخيرة :
ذكر في شهود العرضة أثران هما :
1- ما رواه ابن أبي شيبة: عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قُبض فيه فإنه عُرض عليه مرتين بحضرة عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل.
2- ما ذكره البغوي في شرح السنة: (قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين)ا.هـ.
- وشهود العرضة هنا يحمل على واحد من ثلاثة معانٍ كلها صحيحة:
- المعنى الأول: أن يكون الصحابي حاضراً شاهداً نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في غير ما حديث، ومنها قول زيد بن ثابت في نزول قول الله تعالى: {غير أولي الضرر..}
وهذا لا يلزم منه أن يسمعوا قراءة جبريل عليه السلام ولا أن يروه، ولا أن يكون حضورهم مستغرقاً لجميع آيات القرآن.
والمعنى الثاني: أن يراد به أن يكون حاضراً حضور القارئ المعتني بمعرفة ما نُسخ وما أُثبت من القرآن، وإن لم يحضر مجلس العرض؛ فيصدق عليه أنه شهد العرضة الأخيرة لمعرفته بضمون المجلس من نسخ وتغيير؛ لكونه حاضراً آنذاك غير مسافر ولا منقطع عن مجالس النبي صلى الله عليه وسلم وإقرائه القرآن.
- والمعنى الثالث: أن تكون هذه اللفظة قد رويت بالمعنى وأنَّ المراد بها عرض الصحابي قراءته على النبي صلى الله عليه وسلم بعد العرضة الأخيرة.
وهذا الأمر محتمل فإنَّ الأثر الأول قد روي بألفاظ متعددة، والأثر الثاني لا يعلم له إسناداً وهو مشتهر في كتب القراءات وعلوم القرآن، وفي بعض الألفاظ ما يدل على التفاضل ولا يكون التفاضل في الآخرية إلا إن أريد به عرض الصحابي قراءته على النبي صلى الله عليه وسلم عرضاً يطمئنّ به إلى ثبوت حفظه على ما أراد الله أن يستقرّ عليه ترتيب آيات القرآن وإحكام ما أراد الله أن تبقى تلاوته ولا تنسخ.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 01:19 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد أنواع جمع القرآن
تعهد الله تعالى كتابه بالحفظ من الضياع أو الزيادة أوالنقصان ... فقال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ...
وكان من صور هذا الحفظ أن هيأ الله لكتابه من يجمعه فقال ( إن علينا جمعه وقرآنه ) ... وقد كان جمع القرآن الكريم على أنواع :
1- جمع القرآن حفظا في الصدور ...
في صدرالنبي صلى الله عليه وسلم وصدور أصحابه رضوان الله عليهم ...
أ- فأما في صدر النبي صلى الله عليه وسلم
فقد طمأنه الله أنه سيجمعه له ولن ينساه ... فقال تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ) ... قال ابن عباس: (جمعه لك في صدرك وتقرأه).
وقال تعالى ( سنقرئك فلا تنسى ، إلا ما شاء الله )
فقد كان صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على حفظه وضبطه يتعجل قراءته أثناء تنزله فطمأنه الله أنه لن ينسى منه إلا ما شاء الله أن ينسيه بنسخ تلاوته ، وأنه قد كفل له جمعه في صدره محفوظا مضبوطا تاما غير منقوص ... فكان صدره صلى الله عليه وسلم أول صدر وعاه وحفظه ... وكان ذلك الجمع أول جمع للقرآن ...

ب- وأما في صدور أصحابه
فقد جمع عدد من أصحاب رسول الله القرآن ... ذلك أنه كان يعلمهم ويقرئهم ... فحفظه من حفظه منهم وضبطه ... وكانوا شديدي الحرص على تعلمه وفهمه وتلاوته والقيام به ... فكان حفظهم على نوعين :
1- جمع فردي : وذلك بأن يجمعه الفرد الواحد منهم في صدره ويستظهره كاملا ... وقد جمع القرآن في صدره كاملا جمع من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... منهم عثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وأبو زيد النجاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومجمع بن جارية، وسالم مولى أبي حذيفة ...وغيرهم.

2- جمع عام ... وذلك أن القرآن كله كان مجموعا كاملا في مجموع صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ... فكان مع كل صحابي منهم عدد من الآيات ... فلم تكن هناك آية إلا وهي محفوظة في صدر عدد من الصحابة ... منهم الحفاظ أو القراء الذين جمعوه كاملا ... ومنهم من حفظ منه مواضع متفرقة ... لكن مجموعهم معا جمع القرآن كاملا جمعا متواترا لا يتطرق إليه النقص
قال بدر الدين الزركشي: (كل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلُّهم بالغون حدَّ التواتر).

2- جمعه كتابة في مصحف واحد ...
وهو الجمع الذي كان زمن أبي بكر الصديق بمشورة عمر بن الخطاب ... ذلك أنه ( أي عمر ) لما استشهد في اليمامة جمع غفير أشار على أبي بكر أنه قد استحر القتل في القراء وأنه يخشى مع موتهم ضياع القرآن ... فأشار عليه أن يجمعه في مصحف واحد ... فانتدب لذلك زيد بن ثابت ليتتبعه من العسب واللخاف والرقاع وصدور الرجال فيكتبه في مصحف واحد وكان كذلك ...

3- الجمع الثالث وهو جمع الأمة على رسم ولغة واحدة وهي لغة قريش ... وهو الجمع الذي تم في زمن عثمان رضي الله عنه حين خشي من اختلاف الأمة على كتاب الله تعالى باختلافهم في القراءات ... فجمعهم على لغة قريش ونسخ المصاحف سبع نسخ وزعها على الأمصار وأحرق ما عداها من المصاحف ...

وبعض أهل العلم يضيفون جمع القرآن في اللوح المحفوظ وجمعه في بيت العزة في السماء الدنيا قبل نزوله مفرقا على رسول الله ... والحقيقة أن هذان متعلقان بنزوله لا بجمعه ...


س2: اذكر أسماء جماعة ممن جمعوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
جمع القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع من أصحابه منهم :
- أبي بن كعب
- وزيد بن ثابت
- ومعاذ بن جبل
- وعبدالله بن مسعود
-وسالم مولى أبي حذيفة
- وأبو الدرداء
وغيرهم ...
وقد ورد ذكر بعضهم في عدد من الروايات :
- فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ» رواه البخاري
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي) متفق عليه من حديث شعبة عن قتادة عن أنس.
وقول أنس هذا ليس على سبيل الحصر وإنما قد يكون بناء على ما ورده وانتهى إليه علمه أو عنى من الأنصار خاصة دون غيرهم ، ذلك أن الجمع والحفظ ثبت عن غيرهم من أصحاب رسول الله في حياته ،...

- وقال عامر بن شراحيل الشعبي وكان لقي نحو خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قرأ القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أبيٌّ، ومعاذٌ، وزيدٌ، وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء، وسعيد بن عبيدٍ، ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلاّ عثمان، وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً أو سورتين). رواه ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي.

وأما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فقد بلغ عدد الحفاظ عددا كبيرا لا حصر لهم ...

س3: اذكر أسماء جماعة من كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم.
كتبة الوحي هم صحابة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان يقرأ ويكتب ... اختارهم صلوات الله وسلامه عليه ليكتبوا ما ينزل من القرآن على ما توفر من مواد للكتابة ... فكانت تنزل الآيات من كتاب الله فيطلب رسول الله من الكاتب أن يكتب الآية ... وكانت كتابتهم على العسب والسعف والرقاع والألواح والأكتاف وكان ذلك يسير جنبا إلى جنب مع الحفظ في الصدور ...
🔹وممكن كتب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- الخلفاء الأربعة ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ) رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين
- وأبي بن كعب
- وزيد بن ثابت
-ومعاوية بن أبي سفيان
وغيرهم ...
وقد ذكر الحافظ عبد الغني المقدسي (ت:600هـ) في مختصره في السيرة: (كتب له صلّى اللّه عليه وسلّم: أبو بكرٍ الصّدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالبٍ، وعامر بن فهيرة، وعبد اللّه بن الأرقم الزّهريّ، وأبيّ بن كعبٍ، وثابت بن قيس بن شمّاسٍ، وخالد بن سعيد بن العاص، وحنظلة بن الربيع الأسديّ، وزيد بن ثابتٍ، ومعاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة.وكان معاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابتٍ ألزمهم لذلك، وأخصّهم به)

- كما روي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم؛ فكان يكتب إلى الملوك فبلغ من أمانته عنده أنه كان يكتب إلى بعض الملوك، فيكتب ثم يأمره أن يطبقه ثم يختم لا يقرأه لأمانته عنده، واستكتب أيضا زيد بن ثابت، فكان يكتب الوحي، ويكتب إلى الملوك أيضا، وكان إذا غاب عبد الله بن الأرقم وزيد بن ثابت، فاحتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد والملوك، ويكتب لإنسان كتابا يقطعه أمر من حضر أن يكتب، وقد كتب له عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهم وغيرهم ممن قد سمي من العرب» أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخ دمشق،

س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
من كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
1- أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري، شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
وهو ممن دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لأخذ القرآن منهم في قوله خذوا القرآن عن أربعة ... ذكر منهم أبي بن كعب ...
وكان أبي قارئا من القراء ... حتى إن مدرسة القراءة والتفسير في المدينة تنسب إليه ...
وهو من الصحابة الذين تنتهي إليهم أسانيد القراءات هو وعلي وعثمان وابن مسعود وزيد بن ثابت ...
وقد دعا له رسول الله وهنأه بما عنده من العلم حين سأله عن أي آي القرآن أعظم فأجاب أنها آية الكرسي ، فقال له قلى الله عليه وسلم ( ليهنك العلم أبا المنذر ) ...
كما أنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ عليه سورة البينة وأن يعرض عليه القرآن ...
وقد كان يكتب في الجاهلية لما كانت الكتابة قليلة في العرب ... كما كتب الوحي في الإسلام كما أخبر بذلك ابن سعد في الطبقات ...
وقال ابن عبد البر: (وكان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل).

وكان أبي أول من كتب لرسول الله مقدمه المدينة ... كما روي في فتوح البلدان وتاريخ دمشق ...
فقد قال البلاذري(ت:279هـ) في كتابه "فتوح البلدان": (وحدثني الوليد ومحمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قالوا: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المدينةَ أبيُّ بن كعب الأنصاري، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"؛ فكان إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري؛ فكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه).
وقال أحمد بن زهير ابن أبي خيثمة (ت:279هـ): ( كان أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب؛ فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس، وكان يكتب له عثمان بن عفان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد كتبه إلى من يكاتب من الناس وما يُقْطِع وغير ذلك). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
قوله: (أول من كتب..) يريد بالمدينة.

2- علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رابع الخلفاء الراشدين ... وأول من أسلم من الغلمان ... وهو من العشرة المبشرين في الجنة ، وأول فدائي في الإسلام إذ بات في فراش رسول الله ليلة ائتمر به المشركون ليقتلوه صلى الله عليه وسلم فعصمه الله منهم... ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة ، ووالد سبطيه الحسن والحسين رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ... من أوائل المبارزين في بدر ...
حامل لواء رسول الله يوم خيبر ومن فتح الله على يديه أول حصونهم فتتابعت من بعدها الحصون ... رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم ...
وفضائله ومواقفه مشهودة معروفة ...
وأما في القرآن فهو من قراء الصحابة وفقهائهم ومن أعلمهم بالتفسير والفرائض ونزول القرآن ...
وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وهو الذي كتب صلح الحديبية.

- قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره.

3- زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري، من أشهر كتّاب الوحي، من الحفاظ القراء ... وممن تنتهي إليهم أسانيد القراءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... قدم المدينة وهو ابن 11 عاما ... وكان فطنا ذكيا سريع التعلم ... جاور النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحسن الكتابة فكان إذا نزل على رسول الله شيء ناداه ليكتب بين يديه ...وقد روى هو فقال: كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان «إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقا شديدا مثل الجمان، ثم سري عنه» ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، وحتى أقول: لا أمشي على رجلي أبدا، فإذا فرغت قال: «اقرأه» ، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس). رواه الطبراني في الكبير والأوسط

- وقد شهد تنزل الوحي مرارا على رسول الله صلى عليه وسلم ...فروى عنه الزهري قوله : كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاء عبد الله ابن أم مكتوم ، وقال: يا رسول الله «إني أحب الجهاد في سبيل الله , ولكن فيَّ من الزمانة ما قد ترى، وذهب بصري»
قال زيد: «فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي؛ حتى حسبت أن يرضها» ثم قال: " اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} ).
رواه عبد الرزاق.

- وعرض على رسول الله القرآن أكثر من مرة ... وكان ممن عرضه على العرضة الأخيرة ... ولذلك انتدبه أبو بكر لمهمة جمع القرآن في مصحف فقال له : « إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه». رواه البخاري.

كما أنه كان من اللجنة التي اختارها عثمان بن عفان لجمع المصاحف على لسان قريش ... ونسخها ، وقال لهم إذا اختلفتم أنتم وزيد فاكتبوه بلغة قريش فإنما نزل القرآن بلغتهم ...

- قال أحمد بن زهير ابن أبي خيثمة (ت:279هـ): ( كان أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب؛ فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس ) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.


س5: ما المقصود بالعرضة الأخيرة؟ وما معنى شهودها؟
🔹- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة» متفق عليه من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
وفي رواية في صحيح البخاري: «فيدارسُه القرآن»

- - قال محمد بن سيرين: (كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم في كل شهر رمضان؛ فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين).
قال: (فيرجى أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة
). رواه سعيد بن منصور عن هشيم عن منصور بن زاذان عن ابن سيرين وهذا إسناد صحيح إلى ابن سيرين.

- والمراد بمعارضة جبريل لرسول الله بالقرآن كما بين ابن كثير رحمه الله: (والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنةٍ: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقي ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدًا، أو استثباتًا وحفظًا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله)

🔹وأما العرضة الأخيرة التي كان حرص الصحابة في جمع القرآن زمن أبي بكر وزمن عثمان أن تكون كتابتهم موافقة لها فإنه يطلق على معنيين :
1- ما عرضه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان شهده النبي صلى الله عليه وسلم. حيث عارضه ذلك العام مرتين كما وردت بذلك الأحاديث ... ومعارضته إما بأن يعرض رسول الله قراءته لجبريل عليه السلام أو يقرأ جبريل ورسول الله يسمع أو أن الأمرين كانا معا ...
وقد نزل بعد العرضة الأخيرة بهذا المعنى آيات من القرآن كما ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ قول الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..} نزل يوم عرفة من حجة الوداع، ولم يعش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إلا نحو ثلاثة أشهر.

2- وأما المعنى الثاني للعرضة الأخيرة : فهو ما عرضه الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأمر، إذ كانوا يعرضون عليه قراءتهم فيقومهم ويجيزهم بالإقراء والتعليم ...
فعن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: سمعت أبي بن كعب، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أعرض عليك القرآن»، قلت: سماني لك، قال: «نعم»، فقال أبيّ: {بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}). رواه الإمام أحمد

- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن). رواه الإمام أحمد

ويدخل في العرضة الأخيرة على هذا المعنى ما نزل من القرآن بعد رمضان في السنة العاشرة للهجرة ...
وبذلك يكون لكل قارئ عرضة أخيرة عرضها على النبي صلى الله عليه وسلم ... وفي ذلك وقع التفاضل بينهم فيمن تعددت عرضاته على النبي صلى الله عليه وسلم ومن كانت عرضته الأخيرة ...
إذ أنه صلى الله عليه وسلم مكث ستة أشهر بعد رمضان قبل وفاته ، وكان الصحابة شديدي الحرص على كتاب الله وعلى عرضه على رسول الله والتثبت مما حفظه ...
- وعلى هذا المعنى قال ابن مسعود رضي الله عنه : «لو أعلم أنَّ أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه».
- وفي ذلك قال ابن سيرين في تأخير الصحابة كتابة بعض الآيات عند جمع المصحف : (إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الآخرة فيكتبونها على قوله).

🔹وأما معنى شهود العرضة الأخيرة
فقد ورد في شهودها عدة مرويات منها :
- عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قُبض فيه فإنه عُرض عليه مرتين بحضرة عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل. رواه ابن أبي شيبة

- قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين. رواه البغوي في شرح السنة

ففي الحديثين السابقين إثبات شهود العرضة الأخيرة لابن مسعود وزيد بن ثابت ...
🔺وشهود العرضة هنا يحتمل ثلاث معان كلها صحيحة :
1- أن يكون الصحابي حاضرا في المجلس الذي نزل فيه جبريل على رسول الله وعارضه فيه القرآن ... إذ إن عددا من الصحابة كان يشهد تنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وإن كان هذا لا يعني بالضرورة سماع جبريل أو رؤيته أو سماعهم كل القرآن ...
2- الثاني :أن يكون الصحابي ملازما لرسول الله حاضرا في صحبته غير مسافر ولا منقطع عن مجالسه عالما بما نسخ وما بقي كما ثبت على العرضة الأخيرة ... فيكون بذلك شاهدا العرضة الأخيرة وإن لم يحضر مجلسها لعلمه بما تضمنته من إثبات وتغيير
3- الثالث : أن تكون هذه الروايات مما روي بالمعنى ... وأن المراد بشهود العرضة الأخيرة هو عرض الصحابي قراءته على رسول الله بعد العرضة الأخيرة ... ذلك أن ما ورد عن ابن مسعود أنه أحدث الصحابة عهدا بالعرضة الأخيرة يدل على وقوع تفاضل بينهم فيها ... ولا يمكن لذلك التفاضل لو اقتصر المعنى على عرضه في رمضان ... وإنما يدل ذلك على ما بعده من عرض للصحابة على رسول الله فيطمئن إلى ثبوت حفظهم وترتيب الآيات على ما أراده الله وإحكام ما أحكمه الله ونسخ ما نسخ ...

وأيا كان المقصود من العرضة الأخيرة وشهودها فإنها تؤكد أن القرآن نقل إلينا متواترا على ما ثبت في العرضة الأخيرة بإجماع قراء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 05:30 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ماالمراد بتكفّل الله بحفظ القرآن؟
قال تعالى:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).والذكر هنا القرآن من غير خلاف بين المفسرين.
*قال ابن الجوزي في تفسير هذه الآية: والذكر القرآن في قول جميع المفسرين.
*وجاء عن عبد الرحمن بن زيد قوله: الذكر القرآن، وقرأ :(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). رواه ابن جرير.
_فبيّن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أنه كما أنزل القرآن فقد تكفل بحفظه، والمراد بتكفل الله بحفظ القرآن:
1/ حفظه من الزيادة والنقصان. قال قتادة وثابت: حفظه من أن يزيد فيه الشيطان باطلا أو يبطل حقا).
*وقال ابن عاشور: وشمل حفظه؛ الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان، بأن يسر تواتره وأسباب ذلك، وسلمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقر بين الأمة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفاظه بالغين حد التواتر في كل مصر.

2/ حفظ الله له بأن هيأ أسباب جمعه، وتدوينه وروايته بتواتر قطعي الثبوت؛ فلا يستطيع أحد بل ليس بإمكانه أبدا أن يغير فيه أو يحرّف مهما بلغ به كيده.
قال تعالى:(إن علينا جمعه وقرآنه).
أي: جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم فيحفظه مجموعا لا ينسى منه شيء، ولا يفلت منه شيء إلا ما شاء الله أن ينسخه منه.
(وقرآنه) هنا مصدر من قرأ يقرأ قرآنا وقراءة.


س2: بيّن مقاصد التأليف في جمع القرآن
مقاصد التأليف في القرآن يمكن إجمالها في ثلاثة مقاصد وهي عظيمة النفع كبيرة الأثر وبيانها كالتالي:
الأول: إفادة طالب علم التفسير وتبصيره بتاريخ جمع القرآن ومراحل تدوينه وتقريب مسائله وتلخيصها لهم.
الثاني: التعريف بمرويات هذا الباب من الأحاديث والآثار ودراستها وتخريجها وبيان أحكامها والجواب عن كل ما يشكل مما يتعلق بهذا الباب.

الثالث: الرد على شبهات الطاعنين في جمع القرآن وثبوت ألفاظه.


س3: ما سبب عدم جمع المصحف بين دفتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
تواترت الأخبار عن الصحابة رضوان الله عليهم أن القرآن لم يجمع في مصحف واحد، بل كان في صحف متفرقة.
*قال الدير عاقولي: حدثنا إبراهيم بن بشار، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري عن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء.
وقال ابن جرير الطبري: حدثني يزيد بن الربيع، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع وإنما كان في الكرانيف والعسب.
وقال النووي رحمه الله: اعلم أن القرآن عزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف، بل كان مجموعا في صدور الرجال، فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله، وطوائف يحفظون أبعاضا منه.
وسبب ذلك:
· أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت ضمانا لحفظ القرآن وإن لم يكتب. فهو عليه الصلاة والسلام معصوم أن ينسى أو يخطأ.

· أن القرآن لم يكتمل نزوله، فكان في مرحلة التشريع والتدرج في الأحكام، فيكون النسخ والزيادة في آياته، والكتابة تقتضي اختلاف المصاحف وفي ذلك من المشقة ما لا يخفى.

*قال النووي رحمه الله: وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم.


س4: عرّفبثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
ذو النورين عثمان بن عفان بن أمية بن العاص القرشي.
· ثالث الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، كان رضي الله عنه كثير التلاوة، وربما قرأ القرآن في ليلة، ومناقبه كثيرة مشتهرة في كتب السير.

· ومما جاء عنه أنه كان يحسن الكتابة، وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم.

· ذكر المدائني عن أشياخه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى في الستة قال: ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحدا، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل. ابن كثير في البداية والنهاية.

· وكان أول من كتب المفصل.
*روى ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لما ضرب الرجل يد عثمان قال: إنها لأول يد خطت المفصل. رواه الطبراني وابن أبي عاصم.

*وذكر عمر بن أبي شبة في تاريخ المدينة وابن كثير في كتابه البداية والنهاية في خبر مقتله: أنه ضرب بالسيف وهو ناشر المصحف بين يديه فاتقى الضربة بيده فقطعت يده، فقال: والله إنها لأول يد خطت المفصل، فكان أول قطرة دم منها سقطت على هذه الآية:(فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).

وقد كان استشهاده رضي الله عنه يوم الجمعة لثمان عشر خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة.


أبو المنذر أبي بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري.
· من كبار علماء الصحابة وقرائهم الكبار، شهد بيعة العقبة الثانية وغزوة بدر وما بعدها.

· كان أبي يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن سعد في الطبقات.

· وكان أبي بن كعب ممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل زيد بن ثابت ومعه أيضا، وكان زيد ألزم الصحابة، وكان يكتب كثيرا من الرسائل. ابن عبد البر.

· وقال بن زهير ابن أبي خيثمة (ت: 279 ه) كان أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب، فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي، ويكتبان إلى من كاتبه من الناس، وكان يكتب له عثمان بن عفان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد كتبه إلى من يكاتب من الناس وما يقطع وغير ذلك. رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.

قوله: (أول من كتب). يريد بالمدينة.


زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري.
· كان غلاما ذكيا فهما فطنا حسن التعلم ماهر الكتابة، وكان زيد ابن احدى عشرة سنة حين قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكان جارا للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان عليه الصلاة والسلام يعلمه القرآن، ويأمره بكتابة الوحي، فلزم النبي صلى الله عليه وسلم وتعلم منه وشاهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه القرآن مرارا وكان من أشهر كتاب الوحي.

· وقد روى الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: اكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) فجاء عبد الله بن أم مكتوم، وقال:(يا رسول الله إني أحب الجهاد في سبيل الله، ولكن فيّ من الزمانة ما قد ترى وذهب بصري)
قال زيد: فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي حتى حسبت أن يرضها) ثم قال: أكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله). رواه عبد الرزاق.

· وعن ابن شهاب الزهري قال: حدثني سعيد بن سليمان عن أبيه سليمان عن زيد بن ثابت قال: (كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه)، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، وحتى أقول لا أمشي على رجلي أبدا، فإذا فرغت، قال: (اقرأه) فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس. رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

· وقد جاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه لما عزم على جمع القرآن قال لزيد بن ثابت: إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه. رواه البخاري.


· وقال الليث بن سعد: حدثني أبو عثمان الوليد بن أبي والوليد عن سليمان بن خارجة عن خارجة بن زيد بن ثابت قال:(دخل نفر على زيد بن ثابت؛ فقالوا له حدثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ماذا أحدثكم؟ كنت جاره فإذا نزل عليه الوحي بعث إلى فكتبته له، فكنت إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه الترمذي في الشمائل المحمدية، وأبو الشيخ الأصبهاني، والطبراني في الأوسط والكبير والبيهقي في السنن الكبرى ودلائل النبوة وغيرهم وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد.



س5: ما المقصود بمعارضة القرآن؟وما أدلة ثبوتها؟
معارضة القرآن هي مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام بما أوحاه إليه.

*قال ابن الضريس: كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان عارضه جبريلُ عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ ويثبت ما يثبت، ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ.

*وقال ابن كثير رحمه الله: والمراد من معارضته القرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقي ما بقي، ويذهب من نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره عليه السلام، على جبريل عليه السلام مرتين، وعارضه جبريل به كذلك، ولهذا فهم عليه السلام اقتراب أجله.

والأحاديث التي وردت في ذلك تفيد:
1/ أن المعارضة كانت من النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام.
2/ أن المعارضة كانت من جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم.
3/ أن المعارضة كانت من الطرفين؛ إذ أن المعارضة تأتي بمعنى المفاعلة من الطرفين.
4/أن بعض الألفاظ أتت بالمدارسة، والمدارسة أعم؛ فالمعارضة تكون للألفاظ، والمدارسة تشمل ألفاظه ومعانيه.
وكل هذه المعاني صحيحة ولا تعارض بينها، وكلها صحت روايتها.

أدلة ثبوت معارضة القرآن:
· جاء في الحديث من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة). متفق عليه.
وفي رواية البخاري:(فيدارسه القرآن).

· وعن أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(كان يُعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه القرآن مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرة، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه). رواه أحمد والبخاري والدارمي وأبو داود وابن ماجة والنسائي.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 05:47 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد أنواع جمع القرآن
النوع الأول: جمعه بالحفظ في الصدور كما جمعه النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وكما جمعه أصحابه في صدورهم.
النوع الثاني: جمعه بالكتابة في مصحف واحد وكان في خلافة أبي بكر رضي الله عنه بإشارة من عمر رضي الله عنه لما استحر القتل في القراء.
النوع الثالث: جمعه على رسم واحد ولغة واحدة هي لغة قريش، وكان في خلافة عثمان رضي الله عنه خشية أن يفتتن الناس باختلاف القراءات.
ومن العلماء من يضيف نوعين آخرين حفظه في اللوح المحفوظ، وحفظه في بيت العزة في السماء الدنيا قبل نزوله منجما على النبي صلى الله عليه وسلم، وغالب العلماء يدخلهما في علم نزول القرآن لا في مسائل جمع القرآن.

س2: اذكر أسماء جماعة ممن جمعوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
ممن جمع القرآن في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- : عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وأبو زيد وأبو الدّرداء، وسعيد بن عبيدٍ وعثمان بن عفان – رضي الله عنهم أجمعين-.
ويدل على ذلك ما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بنجبلٍ، وأبي بن كعبٍ"رواه البخاري
وعن أنس بن مالك "جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليهوسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحدعمومتي"متفق عليه.
وعن عامر بن شراحيل الشعبي وكان لقي نحو خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلم: "قرؤوا القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أبيٌّ، ومعاذٌ، وزيدٌ،وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء، وسعيد بن عبيدٍ، ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحابالنّبيّ صلى الله عليه وسلم إلاّ عثمان، وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً أوسورتين). رواه ابن أبي شيبة.
س3: اذكر أسماء جماعة من كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم.
من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم: خالد بن سعيد بن العاص، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وشرحبيل بن حسنة، وأبيّبن كعب، وزيد بن ثابت، وحنظلة بن الربيع، وأبان بن سعيد بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الأرقم، والزبير بن العوام، ومعيقيب بن أبي فاطمة، والمغيرة بن شعبة، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وجُهيم بن الصلت، وعبد الله بن رواحة،ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وحنظلة الأسيدي رضي الله عنهم أجمعين.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
- خالد بن سعيد: هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي، وكان فصيحا جميلا شجاعا أمينا حصيفا أسلم بعد أبي بكر وهو شاب وأوذي فصبر حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، فهاجر مع جعفر بن أبي طالب ثم قدم معه عام خيبر فلزم النبي صلى الله عليه وسلم وشهد المشاهد
وولي عقد نكاح أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان وكان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله النبي على صدقات أهل اليمن ، وقد ورد عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت(أبي أوَّل من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فإذا ثبت ذلك فيحمل على أنه أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة.
- علي بن أبي طالب : رابع الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة أول من أسلم من الصبيان ، كان قارئا فقيها عالما بالتفسير ونزول القرآن ورد عنه أنه قال : (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم فيسهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره ، كتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وهو الذي كتب صلح الحديبية .
- شرحبيل بن حسنة :وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي وأمه حسنة نشأ في قريش ثم حالف بني زهرة هو من السابقين للإسلام وممن هاجر إلى الحبشة تولى إمارة جيوش المسلمين في عهد أبي بكر ومات في طاعون عمواس عام 18 هـ وعمره 67 وهو من أوائل من كتب للنبي صبى الله عليه وسلم .

س5: ما المقصود بالعرضةالأخيرة؟ وما معنى شهودها؟
العرضة الأخيرة ترد على معنيين :
أحدهما : عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان شهده النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدل عليها حديث أبي هريرةرضي الله عنه أنه قال: «كان يُعرض على النبي صلى اللهعليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه» رواه أحمد والبخاري والدارمي وأبو داوود وابن ماجه والنسائي.
والثاني: عرض الصحابة القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته فيدخل فيه كل عرضة من رمضان من السنة العاشرة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم فكل من عرض خلال هذه المدة كانت عرضته عرضة أخيرة، ويدل عليه قول ابن مسعود - رضي الله عنه - وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن.رواه الإمام أحمد.

أما شهود العرضة فيحتمل عدة معان:
الأول : حضوره في المجلس الذي نزل فيه جبريل – عليه السلام – ولا يلزم منه حضور جميع الآيات ولا سماع تلاوة جبريل – عليه السلام- .
الثاني: حضوره في صحبة - النبي صلى الله عليه وسلم- في ذلك الوقت غير مسافر ولا منقطع عن المجالس وإن لم يشهد مجلس العرض على أن يكون حضوره حضور قاريء معتن بمعرفة ما نسخ وما أثبت من القرآن .
الثالث: أن تكون اللفظة رويت بالمعنى فيكون المراد منها عرض الصحابي القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بعد العرضة الأخيرة .


هذا والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م, 07:17 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم المجلس الأول من دورة جمع القرآن


أحسنتم، بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
ونؤكّد ونكرّر -دون ملل- على ضرورة صياغة الجواب بأسلوب الطالب، فليس هناك ما يبرّر أن ينسخ الطالب كلام المؤلّف -حفظه الله- ليصحّح في مجلس المذاكرة، فيصير جهد الطالب منحصرا في تعرّفه على الجواب الصحيح.
وأشهد لكم جميعا بالاجتهاد والتميّز، ولا أدّعي أن النسخ واللصق هو دأبكم جميعا في مجالس المذاكرة، ولكنه يحصل كثيرا في هذا النوع من الدورات، فأرجو أن يقع منكم نصحي موقع القبول والموافقة، نفع الله بكم وجعلكم مباركين أينما كنتم.
ولا أنسى في هذا المقام الاعتراف لأهل الفضل بالفضل، والثناء على أداء الفاضلة "هناء محمد علي" وعنايتها الدائمة بإحسان
العرض العلمي للجواب مع حسن إخراجه وصياغته، وهذا ملاحظ في جميع المقرّرات، بارك الله فيها وزادها تسديدا.



المجموعة الأولى:
1: عقيلة زيان ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2:
لعل السؤال اشتبه عليك، فالمطلوب مراحل التأليف أي الكتابة والتصنيف من قبل أهل العلم في تاريخ جمع القرآن، أما ما ذكرتيه فهو مراحل جمع القرآن.
ج3: قولك بأن تأليف القرآن يراد به جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، بل المراد به ترتيب آياته ووضعها في مواضعها التي أرادها الله تعالى في السور.


المجموعة الثانية:
2: فاطمة محمود صالح أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج5: لو أشرتِ إلى المعارضة التي تكون بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

3: منى مدني أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج5: ينظر التصحيح السابق.

4: سناء بنت عثمان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج5: ينظر التصحيح السابق.


المجموعة الثالثة:
5: مريم حجازي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

6: رشا نصر زيدان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

7: حنان علي محمود أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

8: هناء محمد علي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك توفيقا.9: ندى علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30 محرم 1439هـ/20-10-2017م, 06:31 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي مظاهر عناية العلماء المتقدمين ببيان مراحل جمع القرآن؟
اعتنى أهل العلم ببيان مراحل جمع القرآن ومن مظاهر ذلك:
- روى أهل الحديث في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم مرويات كثيرة من الأحاديث والآثار التي تتعلق بجمع القرآن.
- تكلم شراح الأحاديث في بيان معاني هذه الأحاديث والآثار وتخريجها؛ كالطحاوي والخطابي وابن عبد البر والمازري وابن العربي والقاضي عياض والنووي وابن حجر والعيني والقسطلاني وغيرهم.
- اعتنى بعض المفسرين ببيان مسائل جمع القرآن في مقدمات تفاسيرهم كما فعل القرطبي، والخازن، وابن جزي، وابن كثير، والألوسي، وابن عاشور.
- اعتنى علماء رسم المصاحف بمسائل جمع القرآن وكتابته وتدوينه؛ فأخرج أبو عبيد في كتابه (فضائل القرآن) آثارا في جمع القرآن، ثم ابن أبي داوود السجستاني في كتابه (المصاحف).
- ما رواه عمر بن شبة في كتابه "تاريخ المدينة" من آثار كثيرة في جمع القرآن.
- وبعض العلماء المتقدمين لهم كتب مفقودة في عصرنا، نقل منها بعض أهل العلم في القرون الماضية ،ومن تلك الكتب "كتاب القراءات" لأبي عبيد القاسم بن سلام.
- ومن ذلك اعتناء العلماء بهذا الباب لما ظهر التأليف الجامع لعلوم القرآن، كما في كتاب (جمال القراء) للسخاوي ،وبعده تلميذه أبو شامة المقدسي في كتابه (المرشد الوجيز).
س2: كيف كانت كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
كانت الآيات تكتب في الرقاع واللخاف والعسب والأكتاف والألواح، ونحو ذلك.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:( لما نزلت (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون فى سبيل الله) قال النبى صلى الله عليه وسلم: (ادع لى زيداً وليجئ باللوح والدواة والكتف) أو الكتف والدواة ،ثم قال:اكتب (لا يستوى القاعدون) وخلف ظهر النبيّ صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال :( يا رسول الله؛ فما تأمرنى؛ فإنى رجلٌ ضريرُ البصر؛ فنزلت مكانها (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر) هكذا ترتيب الآية في هذه الرواية.رواه البخاري
وفي رواية للإمام أحمد وغيره عن خارجة بن زيد عن أبيه زيد بن ثابت أنه قال:( فألحقتها؛ فوالله لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف).
وكان من الصحابة من يكتب لنفسه، ومنهم من يحفظ ولا يكتب، لكن ثبت في الصحيح أنه وجد مكتوبا تاما من مجموع ما عند الصحابة رضي الله عنهم.
س3: ما هي أغراض الكتابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
كتب للنبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، فمنهم من كان يكتب القرآن ،ومنهم من كتب للملوك والأمراء ،ومنهم من كتب العهود والرسائل، وكتب الأمان، والصلح، والحقوق، والديات، والأعطيات، والصدقات، وخَرْصِ الثمارِ، والمكتَتبين في الغزوات.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
1- عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي:
ذو النورين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وكان كثير التلاوة ربما قرأ القرآن في ليلة.
رُوي أنّه أوّل من كتب المفصّل.
روى محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على (فسيكفيكهم الله).
وشدَّ يده وقال:( إنها لأول يد خطَّت المفصل) ، رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
كان استشهاده يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة: (ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل عليه).
2- علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
رابع الخلفاء الراشدين، من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، من قراء الصحابة وفقهائهم ومن أعلمهم بالتفسير .
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره.
وكان يكتب الوحي وغيره وكتب صلح الحديبية.
3- أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري:
شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
وذكر ابن سعد في الطبقات: (وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن عبد البر:(وكان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل).
وقال أحمد بن يحيى البلاذري في كتابه فتوح البلدان:( وحدثني الوليد ومحمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قالوا: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المدينةَ أبيُّ بن كعب الأنصاري، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"؛ فكان إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري؛ فكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه).
وقال أحمد بن زهير ابن أبي خيثمة: (كان أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب؛ فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس، وكان يكتب له عثمان بن عفان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد كتبه إلى من يكاتب من الناس وما يُقْطِع وغير ذلك) . رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
والمراد بأول من كتب أي في المدينة.
س5: عرّف بأهميّة دراسة علم جَمْعِ القرآن.
تكمن أهمية دراسة جمع القرآن في النقاط الآتية:
- تبصير طلاب العلم بتاريخ جمع القرآن ومراحل تدوينه.
- دراسة المرويات في هذا الباب من الأحاديث والآثار وتخريجها .
- الرد على شبهات الطاعنين في جمع القرآن.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 ربيع الأول 1439هـ/30-11-2017م, 02:20 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضوى محمود مشاهدة المشاركة
المجموعة الرابعة:
س1: ما هي مظاهر عناية العلماء المتقدمين ببيان مراحل جمع القرآن؟
اعتنى أهل العلم ببيان مراحل جمع القرآن ومن مظاهر ذلك:
- روى أهل الحديث في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم مرويات كثيرة من الأحاديث والآثار التي تتعلق بجمع القرآن.
- تكلم شراح الأحاديث في بيان معاني هذه الأحاديث والآثار وتخريجها؛ كالطحاوي والخطابي وابن عبد البر والمازري وابن العربي والقاضي عياض والنووي وابن حجر والعيني والقسطلاني وغيرهم.
- اعتنى بعض المفسرين ببيان مسائل جمع القرآن في مقدمات تفاسيرهم كما فعل القرطبي، والخازن، وابن جزي، وابن كثير، والألوسي، وابن عاشور.
- اعتنى علماء رسم المصاحف بمسائل جمع القرآن وكتابته وتدوينه؛ فأخرج أبو عبيد في كتابه (فضائل القرآن) آثارا في جمع القرآن، ثم ابن أبي داوود السجستاني في كتابه (المصاحف).
- ما رواه عمر بن شبة في كتابه "تاريخ المدينة" من آثار كثيرة في جمع القرآن.
- وبعض العلماء المتقدمين لهم كتب مفقودة في عصرنا، نقل منها بعض أهل العلم في القرون الماضية ،ومن تلك الكتب "كتاب القراءات" لأبي عبيد القاسم بن سلام.
- ومن ذلك اعتناء العلماء بهذا الباب لما ظهر التأليف الجامع لعلوم القرآن، كما في كتاب (جمال القراء) للسخاوي ،وبعده تلميذه أبو شامة المقدسي في كتابه (المرشد الوجيز).
س2: كيف كانت كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
كانت الآيات تكتب في الرقاع واللخاف والعسب والأكتاف والألواح، ونحو ذلك.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:( لما نزلت (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون فى سبيل الله) قال النبى صلى الله عليه وسلم: (ادع لى زيداً وليجئ باللوح والدواة والكتف) أو الكتف والدواة ،ثم قال:اكتب (لا يستوى القاعدون) وخلف ظهر النبيّ صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال :( يا رسول الله؛ فما تأمرنى؛ فإنى رجلٌ ضريرُ البصر؛ فنزلت مكانها (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر) هكذا ترتيب الآية في هذه الرواية.رواه البخاري
وفي رواية للإمام أحمد وغيره عن خارجة بن زيد عن أبيه زيد بن ثابت أنه قال:( فألحقتها؛ فوالله لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف).
وكان من الصحابة من يكتب لنفسه، ومنهم من يحفظ ولا يكتب، لكن ثبت في الصحيح أنه وجد مكتوبا تاما من مجموع ما عند الصحابة رضي الله عنهم.
س3: ما هي أغراض الكتابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
كتب للنبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، فمنهم من كان يكتب القرآن ،ومنهم من كتب للملوك والأمراء ،ومنهم من كتب العهود والرسائل، وكتب الأمان، والصلح، والحقوق، والديات، والأعطيات، والصدقات، وخَرْصِ الثمارِ، والمكتَتبين في الغزوات.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
1- عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي:
ذو النورين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وكان كثير التلاوة ربما قرأ القرآن في ليلة.
رُوي أنّه أوّل من كتب المفصّل.
روى محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على (فسيكفيكهم الله).
وشدَّ يده وقال:( إنها لأول يد خطَّت المفصل) ، رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
كان استشهاده يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة: (ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل عليه).
2- علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
رابع الخلفاء الراشدين، من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، من قراء الصحابة وفقهائهم ومن أعلمهم بالتفسير .
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره.
وكان يكتب الوحي وغيره وكتب صلح الحديبية.
3- أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري:
شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
وذكر ابن سعد في الطبقات: (وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن عبد البر:(وكان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل).
وقال أحمد بن يحيى البلاذري في كتابه فتوح البلدان:( وحدثني الوليد ومحمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قالوا: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المدينةَ أبيُّ بن كعب الأنصاري، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"؛ فكان إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري؛ فكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه).
وقال أحمد بن زهير ابن أبي خيثمة: (كان أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب؛ فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس، وكان يكتب له عثمان بن عفان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد كتبه إلى من يكاتب من الناس وما يُقْطِع وغير ذلك) . رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
والمراد بأول من كتب أي في المدينة.
س5: عرّف بأهميّة دراسة علم جَمْعِ القرآن.
تكمن أهمية دراسة جمع القرآن في النقاط الآتية:
- تبصير طلاب العلم بتاريخ جمع القرآن ومراحل تدوينه.
- دراسة المرويات في هذا الباب من الأحاديث والآثار وتخريجها .
- الرد على شبهات الطاعنين في جمع القرآن.


التقويم : أ

تم خصم نصف درجة للتأخير.

وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir