دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > الأصمعيات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 09:17 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي 22: قصيدة سعية بن العريض اليهودي: ألا إني بَلَيتُ وقد بقيتُ = وإني لن أعُودَ كما غنِيتُ

وَقَالَ سَعْيَةُ بْنُ الْعُرَيْضِ الْيَهُودِيُّ:

أَلاَ إِنِّي بَلِيتُ وَقَدْ بَقِيتُ = وَإِنِّي لَنْ أَعُودَ كَمَا غَنِيتُ
فَإِنْ أَوْدَى الشَّبَابُ فَلَمْ أُضِعْهُ = وَلَمْ أَتْكِلْ عَلَى أَنِّي غُذِيتُ
إِذَا مَا يَهْتَدِي حِلْمِي كَفَانِي = وَأَسْأَلُ ذَا الْبَيَانِ إِذَا عَيِيتُ
وَلاَ أَلْحَى عَلَى الْحَدَثَانِ قَوْمِي = عَلَى الْحَدَثَانِ مَا تُبْنَى البُيُوتُ
أُيَاسِرُ مَعْشَرِي فِي كُلِّ أَمْرٍ = بِأَيْسَرِ مَا رَأَيْتُ وَمَا أُرِيتُ
وَدَارِي فِي مَحَلِّهِمُ وَنَصْرِي = إِذَا نَزَلَ الأَلَدُّ الْمُسْتَمِيتُ
وَأَجْتَنِبُ الْمَقَازِعَ حَيْثُ كَانَتْ = وَأَتْرُكُ مَا هَوِيتُ لِمَا خَشِيتُ


  #2  
قديم 20 رجب 1432هـ/21-06-2011م, 10:38 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

22


وقال سعية بن العريض اليهودي *


1: ألا إني بليت وقد بقيت = وإني لن أعود كما غنيت
2: فإن أودي الشباب فلم أضعه = ولم أتكل على أني غذيت
3: إذا ما يهتدي حلمي كفاني = وأسأل ذا البيان إذا عييت
4: ولا الحى على الحدثان قومي = على الحدثان ما تبنى البيوت
5: أياسر معشري في كل أمر = بأيسر ما رأيت وما أريت
6: وداري في محلهم ونصرى = إذا نزل الألد المستميت
7:وأجتنب المقاذع حيث كانت = وأترك ما هويت لما خشيت


(*) ترجمته: هو سعية بن العريض بن عادياء اليهودي، شاعر متقدم مجيد، وهو أخو السموءل المشهور بالوفاء، وسيأتي في الأصمعية التالية. وهم من بني هدل، ليسوا من بني قريظة ولا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، كانوا معهم في جاهليتهم، ثم كانوا سادتهم في الإسلام. وسعية هذا لم يدرك الإسلام، ولكن أدركه ولداه «ثعلبة وأسد» وأسلما وحسن إسلامهما، وتوفيا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي التراجم آخر يشتبه بهذا، وهو ابن ابن أخيه، وهو «سعية بن العريض بن السموءل بن العريض بن عادياء»، كان مسلمًا وعمر طويلاً ومات في آخر خلافة معاوية. شبه على الحافظ بن حجر فذكره في الإصابة في موضعين: في الصحابة وفي المخضرمين، وذكر نسبه «سعية بن العريض بن عادياء» وأنه ابن أخي السموءل. وقد ذكره صاحب الأغاني على الصواب 3: 18 – 19 ساسي و3: 129 – 132 دار الكتب فقال: «وأما سعية بن عريض فقد كان ذكر خبر جده السموءل بن عريض بن عاديا في موضع غير هذا، وكان سعية بن عريض شاعرًا». ثم ذكر له قصة مع معاوية. فهذا «سعية» حفيد السموءل، لا «سعية» أخوه. وأخطأ صاحب الأغاني في موضع آخر 3: 13 ساسي 3: 115 دار الكتب فذكر شعرًا قال فيه إنه «لعريض اليهودي وهو السموءل بن عادياء، وقيل إنه لابنه سعية بن عريض» فهذا خطأ، فعريض ليس هو السموءل، بل «عريض» اثنان: أبو السموءل وابنه. وقد حقق علماء الحديث الأثبات أن «أسيدًا وثعلبة» ابني «سعية بن العريض» كانا صحابين توفيا في حياة رسول الله، فلو كان أبوهما مسلمًا ثم عاش إلى زمن معاوية لكان أجدر بالذكر والنص عليه. فهذا يؤيد أن «سعية بن عريض» الأخير كان شيخًا في عصر معاوية رجل آخر، عرفنا نسبه من قول صاحب الأغاني أن «جده السموءل بن عادياء». والسموءل أخو سعية هو «السمول بن عريض بن عادياء» والناس يدرجون «عريضًا» في النسب وينسبونه إلى «عادياء» جده، كما في الأغاني عن ابن حبيب. وهو مضرب المثل في الوفاء عند العرب، يقال «أوفى من السموءل» في قصة امرئ القيس إذا أودعه ماله وأدراعه في سفره إلى قيصر، فجاء الحرث بن ظالم المري وأسر ابنه وكان خارج الحصن، وخيره بين قتل ابنه وخيانة أمانته، فاختار الوفاء وأسلم ابنه للقتل ووفى لمن ائتمنه. في قصة طويلة مشهورة، سجلها السموءل في شعر له، وسجها الأعشى في قصيدة له مشهورة، يقول فيها:
كن كالسموءل إذا طاف الهمام به = في جحفل كسواد الليل جرار
وهو صاحب «الأبلق الفرد» حصنه، كان على رابية مشرفًا على تيماء، في أطراف الشأم، بين الشأم والحجاز. ويخطئ من ينسب السموءل أو أخاه إلى «خيبر»، فشتان ما بين خيبر وتيماء، وإنما كان ثعلبة وأسيد ابنا سعية مع قريظة في عهد النبوة، فلعلهما نزحا إلى ضواحي المدينة بعد خراب الأبلق الفرد حصن «عادياء». قال ابن دريد: «والسموءل عبراني، وهو أشمويل فأعربته العرب» والظاهر أن هذا الاسم هو الذي يعربه العامة الآن «صمويل» أو «صموئيل». وقد اضطربت الروايات والنسخ في كثير مما ذكرنا من الأسماء: «سعية» أثبت في أصل الأصمعيات «شعبة» بالشين المعجمة والباء الموحدة، وكذلك في كثير من المصادر، وفي بعض المصادر «سعيد». وكلاهما خطأ وتصحيف. والصواب «سعية» بفتح السين المهملة والياء المثناة التحتية، هكذا ضبطه السهيلي في الروض الأنف وابن الأثير في أسد الغابة في موضعين، وكذلك في المؤتلف، السياق يدل على الصواب، وصحف في الطبع «شعبة». ونقل الراجكوتي في حواشي السمط عن نسخة منه عتيقة مضبوطة بغاية العناية ضبطه على الصواب، وفي الاستيعاب وغيره أنه قد قيل فيه «سعنة» بالنون، ولكنهم رجحوا ما أثبتنا. و«العريض» بضم العين المهملة، قال شارح القاموس: «وكزبير بن العريض القرظي... ذكره السهيلي في الروض، وذكره الحافظ – يعني ابن حجر – في التبصير فقال: ويقال فيه بالغين المعجمة أيضًا»، وهذا يدل على أنه بالمعجمة مصغر أيضًا، ولكن وقع في الإًابة لابن حجر 2: 167 قوله «بفتح المعجمة» والظاهر لنا أنه تحريف من الناسخين، حرفت كلمة «بضم» إلى «بفتح» وهما تشتبهان كثيرًا في الخطوط القديمة، ورسمها الشنقيطي بقلمه بالغين المعجمة فوقها ضمة، ورسمت في طبعة أوربة بالمعجمة المفتوحة وكسر الراء، والصواب الراجح ما أثبتنا. و«عادياء» ممدودة، وقد يقصر، جاء في شعر السموءل بني لي عاديا حصنا حصينًا و«أسيد بن سعيد» بفتح الهمزة، وحكاه بعضهم مصغرًا بضمها، وخطأه الدارقطني وغيره من حفاظ الحديث وعلماء الرجال. وانظر سيرة ابن هشام 135 – 136، 387، 687، 693 والروض الأنف 1: 142 والتاريخ الصغير للبخاري 13 وتاريخ الطبري 3: 55، 58 والاستيعاب لابن عبد البر 28 وأسد الغابة 1: 69 – 70، 241 والإصابة 1: 31، 47، 48، 207 و3: 94، 167 والجمحي 109 – 111 والاشتقاق 259 والمؤتلف 143 والشعراء 45 والأغاني 3: 12 – 13، 18 – 19 و19: 98 – 101 والسمط 595 – 596 والخزانة 3: 565، 567 ومعجم البلدان 1: 86 – 89 و2: 442 وأمثال الميداني 2: 276 – 277 وشرح الحماسة للتبريزي 1: 107 – 108 وشرح القاموس 5: 54 و7: 382 و10: 238.
جو القصيدة: بكى شبابه وعزى نفسه بأنه جرى مع الشباب في إبانه، وذكر أنه لا يستنكف أن يستشير غيره إذا غاب عنه وجه الرأي، وأنه لا يلوم قومه في مغامراتهم، فإن المغامرة فيها المجد والعزة. وفخر بأنه يعين قومه جهده ويناصرهم؛ إذ أن عزه من عزهم، وبأنه لا يقارف السوء، وأنه يخالف هوى النفس إذا بان له الضرر.
تخريجها: هي برقم 19 في طبعة أوربة. والبيات 1، 3، 4، 5، 7 في المؤتلف 143.
(1) يريد أنه صار شيخًا فانيًا، وأنه لين عود إلى ما كان عليه من شباب.
(2) أودي: ذهب وولى. أتكل، ضبطت بخط الشنقيطي بفتح الهمزة وسكون التاء: وأصلها «أتكل» بتشديد التاء، فخففت بحذف إحدى التاءين، وهذا التصريف سماعي، ولم نجده في هذا الحرف في المعاجم ولا في مطولات التصريف، وإنما نصوا على ثلاثة حروف «يتسع ويتقى ويتخذ» واقتصر الرضى في شرح الشافية 3: 293 على فتح التاء الباقية في الثلاثة قولاً واحدًا. واقتصر أصحاب النهاية واللسان والقاموس على إسكانها في «يتخذ» مع فتح الخاء، واقتصر صاحبا النهاية والقاموس على إسكانها في «يتقى». وحكى صاحب اللسان فيها الفتح والسكون، وأما «يتسع» فلم نجدها في المعاجم.
(4) لا ألحي: لا ألوم. الحدثان، بفتح الحاء والدال: نوب الدهر وحوادثه.
(6) الألد: الخصم الجدل الشحيح الذي لا يريغ إلى الحق.
(7) المقاذع: من القذع، وهو الفحش من الكلام الذي يقبح ذكره.
[شرح الأصمعيات: 82-84]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
22, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir