قال المؤلفون : (ومِنْ دواعي الحذْفِ:
1- إخفاءُ الأمرِ عنْ غيرِ المخاطَبِ، نحوُ: (أقبِلْ)، تريدُ (عليًّا) مثلًا.
2- وتأتِّي الإنكارِ عندَ الحاجةِ، نحوُ: لَئِيمٌ خسيسٌ، بعْدَ ذكْرِ شخصٍ معَيَّنٍ.
3- والتنبيهُ على تعيينِ المحذوفِ ولو ادِّعاءً، نحوُ: خالِقُ كلِّ شيءٍ وهَّابُ الأُلوفِ.
4- واختبارُ تنَبُّهِ السامعِ أوْ مِقدارِ تَنَبُّهِه، نحوُ: نُورُهُ مُستفادٌ منْ نورِ الشمسِ، وواسِطَةُ عِقْدِ الكواكبِ.
5- وضِيقُ الْمَقامِ: إمَّا لتَوَجُّعٍ، نحوَ:
قالَ لي: كيفَ أنتَ؟ قلتُ: عليلُ ...... سَهَرٌ دائمٌ وحُزْنٌ طويلُ
6- والتعظيمُ والتحقيرُ؛ لصَوْنِه عنْ لسانِكَ، أوْ صَوْنِ لسانِكَ عنهُ، فالأوَّلُ نحوُ: نجومُ سماءٍ.
والثاني نحوُ: قومٌ إذا أَكَلُوا أَخْفَوْا حديثَهم.
7- والمحافظةُ على وَزْنٍ أوْ سَجْعٍ، فالأوَّلُ نحوُ:
نحنُ بما عندَنا وأنتَ بما عندَكَ راضٍ، والرأيُ مختلِفٌ.
والثاني نحوُ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}.
وإمَّا لخوفِ فواتِ فرصةٍ، نحوُ قولِ الصيَّادِ: (غزالٌ).
8- والتعميمُ باختصارٍ، نحوَ: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ}، أيْ: جميعَ عِبادِه؛ لأنَّ حذف المعمول يُؤْذِنُ بالعمومِ.
9- والأدبُ، نحوُ قولِ الشاعرِ:
قدْ طَلَبْنا فلمْ نَجِدْ لكَ في ...... السُّؤْ دَدِ والمجْدِ والمكارِمِ مثلاَ
10- وتنزيلُ المتعدِّي مَنزلةَ اللازمِ لعَدَمِ تَعلُّقِ الغرَضِ بالمعمولِ، نحوُ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}.
ويُعدُّ من الحذفِ إسنادُ الفعْلِ إلى نائبِ الفاعلِ، فيُقالُ: حُذِفَ الفاعلُ للخَوْفِ منهُ أوْ عليه، أوْ للعلْمِ به، أو الجهلِ، نحوَ: (سُرِقَ المتاعُ)، و{خُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}).(دروس البلاغة)