دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 رجب 1431هـ/9-07-2010م, 07:02 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم



تلخيص لمحاضرة بعنوان "كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام" للشيخ صالح آل الشيخ
  • مقدمة :
§ شيخ الإسلام له مؤلفات كثيرة، وكلام كثير على المسائل في الاعتقاد وفي الفقه وفي التأصيل وفي التفسير وفي شتى العلوم الشرعية الأصلية، وكلامه رحمه الله وتعالى على مكانته عميق غزير كثير الفوائد جم العوائد؛ ولكن أكثر كلامه يحتاج إلى تبصر ونظر، يحتاج إلى من يكون عالما بالعلوم الشرعية أو طالب علم فيها حتى يفهم مراده في كلامه
§ وصف بأنه إذا تكلم في فن ظُن أنه لا يحسن إلا ذلك الفن
§ وإذا ناظر أو تكلم مع أحد المتخصصين في فن من الفنون أفاده بأشياء لم تكن عنده
§ وهو إمام أثَّر في العالم أثر في المسلمين وجدد الدين فهو مجدد المائة السابعة
§ وفهم كلامه ينبني على أشياء، لابد للقارئ فهمها قبل قراءة كتبه رحمه الله
  • مميزات كلام شيخ الإسلام ابن تيمية:
§ أولا:
ü أنه كان رحمه الله تعالى يوجز الكلام في مسألة في موضع ويبسطها في موضع آخر
ü ما اختصر فيه يكون هو زبدة كلامه، وما طوَّل فيه يكون هو تفصيل كلامه والاستدلال له والتنظير له
§ ثانيا:
ü تميز كلامه بأنه ألَّف التآليف فيما يريد وخاصة في مسائل الاعتقاد، فجعل منها تواليف مختصرة، وجعل منها تواليف مطولة، والمختصرة كما سيأتي هي ذريعة المطولة والوسيلة إليها، فمن لم يفهم المختصرات التي ألفها شيخ الإسلام فإنه لن يعي معاني المطولات
ü المختصرات:
§ في العقيدة الواسطية والحموية والتدمرية
§ وله في السلوك التحفة العراقية
§ وله في الكرامات قاعدة في المعجزات والكرامات
§ إلى آخره، هذه مختصرات يؤصل فيها الكلام، ويكون هو خلاصة ما عنده من العلم في ذلك
ü وأما المطولات فيبسط فيها القول ويذكر أقوال المخالفين ويذكر ما يحتاج إلى ذكره من الرد عليهم
§ ثالثا:
ü تميز كلامه رحمه الله بتأصيل واستطراد، :
§ فالتأصيل : ما يذكر فيه أصل المسألة ويذكر فيه صورتها، ويذكر فيه الحكم عليها
§ والاستطراد :
· إما بنقل الأقوال التي تؤيد كلامه
· وإما ينقل النظائر التي تدل على أن قوله الذي ذكره صواب وأنه هو الراجح
· وإما يكون استطر ببيان أقوال المخالفين في هذه المسألة والرد عليها
§ والكلام المستطرد لا يراد منه تأصيل المسألة وإنما يراد منه التدليل على صحة الأصل:
· إما بتقعيد
· أو تنظير
· أو استدلال
· أو نُقُول
· أو برد على مخالف
· أو بيان ضعف حجة من خالف ذلك التأصيل
§ مثال :
· كتابه اقتضاء الصراط المستقيم يمكن أن يُلَخَّص في أربعين خمسين صفحة؛ لكنه يذكر المسألة ثم يستطرد كثيرا.
· كذلك في أول درء التعارض تجد أنه رد بردود مختصرة، ثم بعد ذلك استطرد بأخذ الأوجه على إبطال قانون الرازي وأتبعه باستطرادات مختلفة تبين بطلانه إما من جهة التنظير أو النقول والرد عليها.
§ تنبيه :
· على طالب العلم الذي ينظر في كلام شيخ الإسلام أن يفرق ما بين التأصيل والتنظير، وما بين التأصيل والاستطراد، ولا يأخذ المسألة دائما من الاستطراد
§ رابعا :
ü أيضا من مميزات كلامه رحمه الله: أن كلامه يكثر فيه المحكم والمتشابه . فما يقرره يكون عنده محكم، وتارة يكون كلامه _إما في الاستطراد أو أحيانا في بعض التأصيل_ يكون من المتشابه.
ü ومعنى المحكم : ما يتضح معناه
ü والمتشابه :
§ ما يحتمل المعنى
§ أو لا يتضح
§ أو يكون مشكلا على أصول السلف ، لأن شيخ الإسلام رحمه الله كان متابعا للسلف الصالح لا يخرج عن أقوالهم، وخاصة أقوال أئمة أهل الحديث كأحمد وباقي الأئمة
ü وحل هذا المتشابه بالنظر في المواضع الأخر التي تكلَّم فيها عن هذه المسألة فيكون في الموضع الآخر إيضاح لهذا الموضع الذي اشتبه على الناظر
§ خامسا:
ü من مميزات كلامه أنه يكثر النقول، ويسهب في النقل على أهل العلم، وهذا الإسهاب في النقل للتدليل على أن ما ذهب إليه ليس متفردا به أو ليس غريبا
ü كما أكثر من النقول في الحموية، وكما أكثر من النقول في مواضع في درء التعارض، وفي رده على الرازي إلى آخر كتبه رحمه الله.
§ سادسا:
ü أنه يكثر الاستدلال، وهذا من مزاياه رحمه الله أنَّ أدلته التي يوردها كثيرة ومتنوعة :
§ فيستدل بآيات القرآن استدلالا مستفيضا
§ ويستدل بالسنن ويميز رحمه الله بين المقبول منها وغير المقبول
§ ويستدل بما أدرجه أئمة السنة قبله في تواليفهم وما لم يوردوه
§ كذلك يستدل بالإجماع إذا وجد
§ كذلك يستدل بالقياس
§ ويستدل بالتقعيد الفقهي
§ وأيضا يستدل بأقوال الصحابة فيما يريد تقريره
§ ويستدل بالتنظير
§ سابعا :
ü كثرة استعماله لعلوم الآلة :
§ فيكثر من استعمال أصول الفقه
§ ويكثر من استخدام النحو في الموارد التي يحتاجها
§ وأيضا يكثر من استخدام ما يحتاجه من كلام المناطقة وكلام المتكلمين فيما يريد تقريره أو ما يريد الرد فيه على المخالفين
§ ثامنا وأخيرا :
ü أنه رحمه الله يستعمل مصطلحات أهل الفنون، ولكل فن مصطلح، وهذه التي يسميها العلماء اللغة العرفية :
§ فإذا تكلم في مسألة فقهية استخدم كلام أهل الفقه؛ لغة الفقهاء
§ وإذا تكلم في مسائل عقدية استخدم لغة ذلك العلم
§ وإذا تكلم في مسائل أصولية استخدم لغة الأصوليين
§ وإذا تكلم في مسائل لغوية أو نحوية استخدم لغة أهل ذلك الفن
§ وإذا تكلم مع أهل السلوك والصوفية استخدم لغة أولئك.
ü وعليه فإذا نظر الناظر في كلام شيخ الإسلام وقرأ كلامه على غير معرفة بمراده بتلك الكلمات والاصطلاحات انتقل إلى ذهنه أنه يريد من تلك المسألة أو من تلك الكلمات ما في ذهنه من معنى تلك الكلمة، فيقع الخلط كما يقع في كلام عدد ممن ينقلون عن شيخ الإسلام ولا يفهمون مرامي كلامه
ü تنبيه :
§ لغة العلم محكمة، ويتميز أهل العلم فيما بينهم ويتفاضلون بمقدار استعمالهم للغة العلم، فكلما كان العالم أكثر استعمالا للغة العلم كلما كان قدرْه وتأصيله أرفع؛ لأن لغة العلم محكَّمة وتنفي التداخل، وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى طبق ذلك كثيرا فتجده يستخدم المصطلحات التي يستخدمها أهل العلوم التي يتكلم فيها
§ إذا أشكل شيء من كلام شيخ الإسلام :
ü إذا أشكل عليك بعض ما تميز به كلامه مما ذكر في مسألة أو في اصطلاح أو في استعمال أو في استدلال أو في مذهب نقضه أو في مذهب أيَّده، وأشكل ذلك فإذا أردت أن تعلم طريقته أو مذهبه فترجع إلى كلام ابن القيم رحمه الله؛ لأن ابن القيم في كتبه يفصل كلام شيخ الإسلام، ويبيِّن ما فيه ويكثر الاستدلال له، ويوضحه إيضاحا مفصلا
  • الفرق بين ابن القيم وابن تيمية في الردود :
§ من الكلمات المأثورة عن الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله رحمة واسعة أنه كان يقول: شيخ الإسلام ابن تيمية يأتي إلى جدار الباطل فيلطمه حتى يتعدد، وأما ابن القيم فيأخذ هذا الجدار حجرا حجرا فيكسره إلى أشلاء.

§ وهذا صحيح فإن شيخ الإسلام يرد بالأصول ويرد بالفروع وبالتنظير مرة واحدة، حتى ترى وصف من وصفه بأنه كالموج المتلاطم، أما ابن القيم فهو مرتب، يأتي: الوجه الأول الوجه الثاني الوجه الثالث، فيأخذ كل مسألة على حدا ويورد الكلام عليها مفصلة واضحة، أما شيخ الإسلام فهو يموج ولهذا يقع الالتباس في فهم كلام شيخ الإسلام أكثر مما يقع الالتباس في فهم كلام ابن القيم رحمه الله تعالى، ولكل درجات.
يتبع .......


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 رجب 1431هـ/9-07-2010م, 08:59 PM
إدريس إدريس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 188
افتراضي

احسن الله اليكم اخي تلخيص جيد
حفظ الله الشيخ صالح
وفق الله الجميع


التوقيع :
فليت الذي بيني و بينك عامر **** و بيني و يين العالمين خراب
اذا صح الود منك فالكل هين **** و كل الذي فوق التراب تراب
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 رجب 1431هـ/9-07-2010م, 11:44 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

  • كيف تستفيد أو تقرأ كتب شيخ الإسلام في العقيدة ؟
§ شيخ الإسلام رحمه الله جعل كلامه في الاعتقاد متنوعا :
ü فمنها كتب مختصرة وهي أيضا على درجات في الاختصار
ü ومنها كتب مطولة
ü ومنها فتاوى مختصرة
ü ومنها فتاوى مطولة
§ طريق فهم كلامه رحمه الله أن تضبط المختصرات ومن هذه المختصرات الواسطية والحموية والتدمرية، وهذه المؤلفات الثلاث مهمة في فهم كلام شيخ الإسلام وفهم مذهبه وطريقته وتقريره للمسائل.
§ الكتب الثلاثة وما احتوت عليه :
ü الواسطية : وهي تشمل معتقد السلف الصالح عامة؛ لكن ليس فيها ردود وليس فيها أقوال للمخالفين، وإنما فيها الآيات والأحاديث في مسائل الصفات، وكذلك في مسائل الإيمان وفي مسائل القدر، ثم الكلام على منهج أهل السنة والجماعة بإنكار المنكر، وفي مسائل الإمامة والصحابة، وزوجات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والكلام على بقية مسائل الاعتقاد العام.
ü الحموية : فيها تفصيل أكثر، وذكر فيها نقول كثيرة عن أهل العلم من السلف في تأييد طريقة السلف، وما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، كذلك فيها تأصيل لمذاهب المخالفين، كتأصيل لمذهب الفلاسفة من قولهم بالتجهيل وأهل الوهم والتخييل، إلى آخره من مما فيه تأصيل لكلامه في مصنفات أخر.
ü التدمرية : فيها تقعيد للردود، وبيان لمسألة الشرع والقدر ومسائل الصفات، وتأصيل القواعد التي بها يرد على المخالفين، ونقض شبه أولئك من أصولها ومن جذورها
§ فلابد لطالب العلم حتى يفهم كلام شيخ الإسلام في المطولات وفي الفتاوى في الأجوبة المطولة أن يستوعب هذه الثلاث استيعابا تاما لأن هذه المختصرات فيها تأصيل العلم العقدي الذي نصره شيخ الإسلام رحمه الله، فيها تأصيل أقواله التي نصر فيها مذهب السلف الصالح وعقيدة السلف الصالح ومنهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى
§ إذا استوعبت هذه فإنك إذا قرأت بعد ذلك المطولات كرده على الرازي أو درء التعارض أو الأجوبة المطولة في الفتاوى كشرح حديث النزول وغير ذلك فإنك تفهم الكلام؛ لأنه مبني على تأصيل سابق أما أن تقرأ المطول من كلامه قبل المختصر هذا يحدث في النفس التباسا؛ لأنه لا يمكن أن تقيم أعلا البناء إلا بإقامة أسفله
§ وصية :
ü احرص -كما أوصى بذلك عدد من المشايخ- أن لا تُدخل ذهنك إلا الصورة الصحيحة للمسائل، سواء كان في العقيدة أو في الفقه ولا تدخل في ذهنك صورة مشوهة وغير واضحة فإذا أدخلت صورة فهمتها من بعض الأوجه ولم تفهمها من بعض ربما أتت الحاجة إليها فلم تستفد منها، وربما أتت الحاجة إليها فقررتها على غير طريقة أهل العلم وعلى غير طريقة شيخ الإسلام فيما ذكر
يتبع .......


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1431هـ/10-07-2010م, 12:24 AM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي

جزاكم الله خيرا وشكر لكم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 رجب 1431هـ/10-07-2010م, 01:11 PM
أحمد الدهشورى أحمد الدهشورى غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول + المسار المفتوح
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 62
افتراضي

جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 رجب 1431هـ/11-07-2010م, 02:03 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

v الفقه والمسائل الفقهية :

¨ كلام شيخ الإسلام في الفقهيات ليس سهلا، وتقريره في مسائل الفروع والفقه ليس سهلا؛ وذلك
ü لأنه جمع في ذهنه أقوال أهل العلم المختلفة، جمع في ذهنه أقوال السلف وأقوال الأئمة المتبوعين رحم الله الجميع
ü وجمع في ذهنه الأدلة لهؤلاء وهؤلاء
¨ تميز كلام شيخ الإسلام في الفقهيات :
ü بتصوير المسائل
ü وبكثرة الاستدلال عليها
ü وبتنظيرها فقهيا
ü وبكثرة التعليل بالقواعد الفقهية
ü وبذكر الجمع والفرق وهو فن من فنون القواعد الفقهية
ü وبالتعليل بمقاصد الشريعة
ü وبالرجوع إلى الأصول من جهة المقاصد التي كانت في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومقصد الشارع من الأحكام كما هو قاعدته في المعاملات ونظريته في البيع إلى آخر ذلك
ü كذلك يكثر من الترجيح فيما يذكر
ü كل ذلك متبع لمذهب الإمام أحمد رحمه تعالى
¨ شيخ الإسلام في أصوله وفي تصويره للمسائل حنبلي المذهب رحمه الله فإذا أردت أن تتصور مسألة فقهية تحدث عنها شيخ الإسلام في العبادات أو في المعاملات أو في الأمور الاجتماعية أو في الحدود والجنايات أو في السياسة الشرعية إلى آخره فلابد :
ü أن تقرأ قبل ذلك كلام الحنابلة في مختصراتهم
ü أو اقرأ كلام أبي محمد الموفق رحمه الله في المغني، فإنك ترى في كلامه ما يؤصل لك المسألة ويصورها لك
ü ثم بعد ذلك إذا قرأت كلام شيخ الإسلام يكون التصور قد سبق كلامه لأنه رحمه الله :
· يعرض للخلاف مباشرة
· ويعرض للأقوال مباشرة
· ويذكر الأدلة وهذه لابد من مقدمة لها، والمقدمة أن ترعى كتب الحنابلة
v كيف تقرأ مباحث شيخ الإسلام ابن تيمية الفقهية؟
¨ كلام شيخ الإسلام في الفقه ليس موجودا في مصنف معروف له؛ يعني أنه لم يؤلف مؤلفا في الفقه استوعب فيه مسائل الفقه حتى يكون هذا الكلام دراسة لما كتبه في ذلك المصنَّف
¨ وإنما كان كلامه في الفقهيات مبعثرا :
ü إما على شكل بحوث في بعض مؤلفاته
ü وإما على صورة فتاوى أجاب بها المستفتين
ü وإما على شكل قواعد أوردها
ü أو نقول نقلت عنه عن طريق تلامذته ونحو ذلك
¨ الناظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفقه ينبغي له أن يكون مستحضرا مزايا كلام شيخ الإسلام التي سلفت، وأن يتنبه أيضا لما سيأتي من خصائص لكلامه في الفقهيات رحمه الله تعالى
¨ شيخ الإسلام كما هو معلوم أحد المجتهدين الكبار، وأُطلق عليه أنه مجتهد مطلق، وهو في الحقيقة جمع بين أنواع الاجتهاد فهو:
ü مجتهد مطلق يعني غير مقيد بمذهب من المذاهب.
ü وكذلك هو مجتهد في المذهب يعني في المذهب الحنبلي الذي درسه وتتلمذ له أو حياته.
ü وهو مجتهد أيضا في التخريج في المذهب.
ü وهو مجتهد أيضا في الفتوى.
ü شيخ الإسلام كان مجتهدا في هذه جميعا، وهذه لها أثر إذا استحضرتها في رعاية كلامه ومواقع حججه وبيناته
¨ فائدة :
ü الاجتهادات التي امتاز بها شيخ الإسلام هي أنواع من طبقات المجتهدين وفوق ذلك كله أن يكون مجتهدا مستقلا كالأئمة الأربعة رحمهم الله ونحوهم كابن حزم الذين اجتهدوا في الأصول وفي الفروع ونعني بالأصول نعني أصول الفقه والكلام على الرجال يعني لا يقلدون غيرهم في الحكم على أي وسيلة من وسائل إثبات الحكم الشرعي.
v مزايا كلامه رحمه الله تعالى في الفقه :
¨ أولا :
ü إذا صوَّر المسائل فإنه يصورها في الغالب على مبنى تصوير الحنابلة رحمهم الله لتلك المسائل، فإنه درس المذهب الحنبلي وتتلمذ له وقرأه وحفظ منه ما حفظ
ü من الأخطاء في ذلك أن من الناس من يأخذ صورة المسألة وطريقة عرضها من بعض كتب الحديث مثلا أعني شروح الأحاديث أو من بعض كتب الشافعية كالمجموع أو من بعض كتب المذاهب الأخر كالمحلى أو نحو ذلك، ثم ينظر في كلام عالم كشيخ الإسلام ابن تيمية فيحصل له خلل يقل أو يكثر في صورة المسألة في الذهن، وإذا اختلت صورة المسألة في الذهن لاشك أنه ما يكون بعد ذلك من الاستدلال والتعليل سيكون في التصور ناقصا.
¨ ثانيا :
ü من مزايا كلامه رحمه الله انه تميز في كلامه الفقهي بسعة إطلاعه على مذاهب الناس، فهو واسع الإطلاع في المذهب الحنبلي :
· فهو يورد الروايات عن الإمام أحمد روايتين وثلاثة وربما أكثر في بعض المسائل
· ويورد الأقوال في المذهب أيضا بأسماء أصحابها
· ويورد أحيانا أقوال الأئمة الآخرين بقية الأئمة الأربعة واختلاف الأقوال عنهم
· وكذلك هو واسع الإطلاع في معرفة مذاهب السلف في المسائل وخلاف الأئمة الذين اندثرت مذاهبهم كالليث الأوزاعي إلى آخر ذلك
ü فشيخ الإسلام لسعة علومه يخلط هذه جميعا، وخلطها لاشك أنها من أسباب كونه مجتهدا مطلقا اطلع على كلام الناس وتوسع فيه؛ لكن كثرة نقل الخلاف والأقوال ينبغي لطالب العلم أن يلحظها حتى لا يتشتت ذهنه حين قراءة كلامه في الفقه
¨ ثالثا :
ü من مزايا كلامه في الفقهيات كثرة استدلاله رحمه الله بالقرآن والسنة :
· القرآن يعني بالقراءات
· والسنة يعني بمختلِف الروايات
· وإذا عرض من الأدلة من السنة فإنه يدخل فيها بالكلام على صحة الأحاديث وعلى الرجال، وهذا في تارات ينفرد به؛ يعني يكون نظره فيه نظر مجتهد استقل بالحكم على الحديث واستقل بالاجتهاد في الرجل في بعض الأحيان
· وإذا نقل كلام الأئمة في التصحيح والتضعيف اختار منه
· وإذا نقل كلام علماء الجرح والتعديل أيضا رجَّح ما يظهر له.
ü وهذا يعني أن كلامه في ذلك قد يكون موافَقا عليه عند غيره من الأئمة وقد لا يكون موافقا عليه، فطالب العلم إذا نظر في دليل مسألة أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ينبغي له أن ينظر إلى كلام الأئمة الآخرين في هذه حتى يظهر له كيف اجتهد شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الحديث حتى وصفه بهذا الوصف من الحسن أو الصحة أو الضعف إلى غير ذلك
ü وشيخ الإسلام يضعف كثيرا بالنظر إلى المتن، فهو ينظر إلى المتون بقوة ما أدركه من العلم نظر مجتهد، فيضعف ويصحح بالنظر إلى المتن، ولو كان الإسناد ضعيفا، ولو كان الإسناد صحيحا وهذه قوة نظر مجتهد مطلق. وهكذا كان الأئمة أحمد والشافعي ومالك وأبو حنيفة وغيرهم يفعلون من قوة إدراكهم لقواعد الشرع ومعرفتهم بمقاصد الشارع
¨ رابعا :
ü ظهر في كلامه رحمه الله تعالى تطبيق أصول الفقه، فهو حين يتكلم على ويورد أدلتها يستنبط، وهذا الاستنباط يوافق القواعد المعروفة في علم أصول الفقه.
ü وعلم أصول الفقه مبني على أربعة أركان:
· الحكم.
· والدليل
· والاستدلال.
· والمستدل.
ü وشيخ الإسلام يخلط هذه جميعا ويستحضرها استحضارا واحدا، فتارة تجد أنه في المسألة الواحدة يأتيها من جهة النظر في الحكم ومن جهة النظر في الاستدلال ومن جهة النظر في الركن الأخير وما فيه من قواعد الترجيح، إلى غير ذلك
ü فمن لم يدرك أصول الفقه فإنه يكون نظره في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ضعيفا، ولن يتصور أدلته ، وربما استدل بدليل أورده شيخ الإسلام ولم يدرك موقع الاستدلال
ü وهو في أصول الفقه ليس مقلدا تماما وإنما له اجتهادات في مسائل من أصول الفقه، لم يجتهد في كل المسائل كاجتهاد الأئمة المستقلين أحمد والشافعي ومالك إلى آخر أولئك؛ ولكنه له اجتهاد في بعض المسائل مدون اجتهاده في المسوَّدة في أصول الفقه، فمن المسائل ما يوافق فيها مذهب الحنفية، ومن المسائل ما يوافق فيها مذهب الشافعية؛ يعني في أصول الفقه، وإن أكثر اتباعه في مسائل أصول الفقه لكلام أئمة الحنابلة رحمهم الله تعالى
¨ خامسا :
ü كثرة إيراده للنظائر وهذا علم مهم أعني به علم النظائر في الفقه؛ لأن المسائل الفقهية إذا تواردت وصارت نظائرها كثيرة قويت المسألة وقوي تأصيلها، وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى يورد النظائر ويكثر منها فيما أسميناه سابقا بالاستطراد
¨ سادسا :
ü من مزايا كلامه رحمه الله التعليل بمقاصد الشريعة، وهذا مما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى فإنه أكثر جدا من التعليل بمقاصد الشريعة وتميَّز بعرضها على أصول السلف، وهذه لم يسبق إليها على نحو ما أورد في فتاويه وفي بحوثه واعتنى في مقاصد الشريعة بتصنيف الفروع على المقاصد
ü مقاصد الشريعة لها أقسام :
· منها مقاصد راجعة إلى المكلف
· ومنها مقاصد راجعة إلى أحكام العبادات
· منها مقاصد راجعة إلى أحكام المعاملات
· ومنها مقاصد راجعة إلى الأحكام العامة السياسة والسياسة الشرعية وغير ذلك
ü شيخ الإسلام إذا نظر في مسألة لم ينظر إليها من جهة الدليل فقط إذا تنازع المسألة عدة أدلة، وإنما ينظر إليها مع ذلك بهذه الأمور التي ذكرنا من أصول الفقه والنظائر والمقاصد والقواعد الفقهية وما سيأتي
ü من أخطاء الناظر في كلام شيخ الإسلام الفقهي أنه يهتم حين النظر للدليل من النص، وهذا لاشك أنه ضعف فقهي راجع إلى عدم معرفة العلم على حقه، وإنما الناظر في كلام شيخ الإسلام ينبغي له أن يدرك ما تنبني عليه الأحكام، والأحكام لا تنبني فقط على الدليل من الكتاب والسنة، وإنما تنبني على أشياء كثيرة معروفة عند المحققين من أهل العلم، فمن لم يهتمَّ بكل مسألة يوردها شيخ الإسلام ابن تيمية -أعني من هذه المسائل التي أوردها الثَّمان- فإنه ربما نظر إلى المسألة بغير النظر الذي تستحقه
¨ سابعا :
ü التعليل بالقواعد الفقهية، شيخ الإسلام رحمه الله كثير التعليل فيما يورده في المسائل الفقهية بالقواعد :
· سواء كانت القواعد العامة المتفق عليها بين المذاهب
· أم القواعد الخاصة في المذهب الحنبلي، أو في غيره من المذاهب
· والقواعد الفقهية بها يتم فهم المسائل الفقهية على نسق واحد
ü من عجائب من يقرؤون كلام شيخ الإسلام الفقهي أن منهم من يرجح تارة كلام شيخ الإسلام في مسألة ويرجح كلام غيره في مسألة أخرى، وهذا عند الناظر في الفقه نظر مجتهد متعمق لا يُقبل البتة؛ لأنه يجد أن الترجيح كان بناء على نظر في المسألة بانفرادها، وهذا ليس نظر مجتهد وليس نظر عالم؛ بل العالم إذا نظر في مسألة بالنظر في الأدلة وباعتبار ما جاء فيها فإنه إذا نظر في مسألة أخرى لا يخلي نظره من كل المسائل التي تلحق بالقاعدة التي تندرج تحتها هذه المسألة التي يريد أن يجتهد فيها
ü لهذا شيخ الإسلام لا تجد في فتاويه ولا في اختياراته تناقض بين المسائل. كذلك المذاهب تجد مثلا المذهب الحنبلي في اختياراته فيما عليه المتأخرون لا تجد تناقض كذلك المذهب الشافعي كذلك المذهب الحنفي؛ لأنهم يبنون علمهم على القواعد فتارة يكون في المسألة دليل ضعيف لكن يقوي هذا القول أنه مندرج تحت قاعدة لو قلنا بهذا الدليل فيها لانخرمت القاعدة في نظائر أخرى، وهذا يسبب التناقض
ü ومن المعلوم أن الشريعة لا تكون متناقضة في الأحكام المتماثلة كما قررها شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع عدة وابن القيم، فإنهم قرروا أن الشريعة لا تفرق بين متماثلين ولا تساوي بين مفترقين.
¨ ثامنا :
ü من مزايا كلامه رحمه الله أنه يطبِّق في كلامه الفقهي ما يسمى عند المجتهدين بعلم الجمع والفرق؛ لأن المسائل مجتمعة ومتفرقة :
· فالمسائل المجتمعة يلحق بالمسألة المنظور فيها الحكم الذي أُعْطِيَتْهُ المسألة الأخرى التي تقرر الحكم فيها الدليل، فإذا أتى المجتهد فينظر في المسألة بما يجمعها مع المسائل الأخرى التي اتضح دليليها أو التي اتفق العلماء عليها ونحو ذلك.
· كذلك في الفرق وهو المسائل المشتبهة صورة ولكنها تختلف حكما هذا مما اعتنى به شيخ الإسلام، فلا تجد شيخ الإسلام رحمه الله يفرق بين المجتمعات ولا يجمع بين المفترقات في المسائل الفقهية
v ما الذي ينبغي لمن قرأ كلام شيخ الإسلام رحمه الله في مسألة من المسائل :
¨ أولا ينبغي إذا أردت المسألة أن تقرأ لشيخ الإسلام فيها أن تراجع كتب المذهب الحنبلي حتى يتم تصور المسألة على الصواب
¨ فإذا تصورت المسألة ومأخذ المسألة وضابطها في الباب الذي ورد.
¨ بعد ذلك ترجع إلى كلام شيخ الإسلام وتقرأ فإذا قرأت كلام شيخ الإسلام بطوله، وميزت بحسب تطبيق الدرس السابق في كلامه في الاستطراد وفي التأصيل وفي التفريع إلى آخره، تذكر خلاصة لرأي شيخ الإسلام بعد قراءة المبحث كاملا
¨ هذه الخلاصة التي تستنتجها؛ لأن من كلام شيخ الإسلام ما تجد أنك لا تخلص معه لرأي واضح؛ لكن إذا نظرت وتأملت ربما خلصت في مسائل كثيرة برأي.
¨ إذا خلصت إلى هذا الرأي تراجع في المرحلة الثالثة كلام تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية وما ذكروه من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وأعني بهم ابن القيم رحمه الله وابن مفلح رحمه الله :
ü فإن ابن القيم كتبه مشهورة كزاد المعاد وإعلام الموقعين إلى آخرها
ü وأما ابن مفلح فإنه يذكر كثيرا في كتابه الفروع وفي كتابه الآداب الشرعية يذكر رأي شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: قال شيخنا، أو قاله شيخنا، وهذا يعني أن هذه المسألة التي أوردها صاحب الفروع أنها هي قول شيخ الإسلام ابن تيمية
ü كذلك هناك كتب خاصة ذكرت اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية تراجعها كالاختيارات وكمختصر الفتاوى وفي الإنصاف أيضا للمرداوي يذكر فيه كثير من المسائل اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
¨ تنبيه :
ü ليس لشيخ الإسلام مسألة خرق فيها الإجماع البتة؛ بل ما من مسألة إلا وقد سُبق إلى القول فيها إما سبقه الجمهور أو سبقه كثير أو سبقه قلة
¨ بعد ذلك تأتي إلى مراجعة الكلام مرة أخرى حتى يتَّفق مع خلاصة الرأي الذي ذكره ابن القيم وابن مفلح وصاحب الاختيارات، يتفق لك مراد شيخ الإسلام، فتبدأ من البداية -هذه آخر مرحلة- وأنت تتصور الحكم الذي خلص إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، بعد ذلك إذا بدأت تعرف كيف يذهب ويجيء ويتنوع في إيراد الأدلة وإيراد التعليلات والقواعد والمقاصد حتى يكون عند طالب العلم :
ü أولا: فهم لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ü ثانيا: معرفة ودُربة لكيف تعالج المسائل الفقهية.
¨ المسألة الأخيرة إذا اختلفت الفتاوى والنقول عن شيخ الإسلام، فمثلا تجد في مجموع الفتاوى التي جمعها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة، تجد أنه ربما وجدت فتويين متناقضتين، يعني إحداهما على قول وإحداهما على قول آخر :
ü إذا عرفت المتقدم من المتأخر فإن كلام شيخ الإسلام المعتمد هو المتأخر من الفتويين المتأخر زمانا لا موضعا في الفتاوى
ü إذا لم تدرك وهو الأكثر فإنك ترجع إلى الكتب التي أسلفتُ لك فيما ذكره ابن القيم وابن مفلح وصاحب الاختيارات يكون هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تقرأ, كيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تقرأ كتاباً بسرعة طالب العلم ابو عبد الله المنتدى العام 1 18 ذو القعدة 1433هـ/3-10-2012م 10:23 PM


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir