السؤال الأول : الثالث والخمسون: إعجامُ الكتابةِ : إذا كَتَبْتَ فأَعْجِم الكتابةَ بإزالةِ عُجْمَتِها
كيف أعجم بإزالة عجمتها ؟
الجواب : لو راجعت معاجم اللغة لوجدت أن معنى الإعجام يدور حول الإبهام وعدم الإفصاح في الأصل .
فإذا قيل أعجم الكلام فمعناه أبهمه .
أما أعجم الكتابة فمعناه أزال عجمتها أي إبهامها.
فالإعجام في الكلام شيء ، وفي الكتابة شيء آخر .
وقد كانت الحروف العربية في بدايتها مهملة من النقط ، وعندما استخدم النقط سمي إعجاما فزالت عنها العجمة ، أي زال عنها الإبهام.
وهذا يكون في الحروف متشابهة الرسم مثل : ب - ت - ث ، فهي في طريقة الرسم واحدة ، لكن في النطق مختلف ومثلها : ع - غ وهكذا ، وكانت بادئ الأمر غير منقوطة ، فعندما نقطت أو دعينا نقول: أعجمت ، زال عنها الإبهام وتمايزت وأصبحت النقط تدل على حروف مختلفة.
وتجدين في بعض المعاجم قوله :
العين المهملة ، والمقصود مهملة من النقط.
الغين المعجمة ، والمقصود معجمة بوجود النقطة.
والمؤلف رحمه الله أراد من طالب العلم إذا كتب أن يكتب ما يكون واضحا بعيدا عن الإبهام ، فهذا معنى إعجام الكتابة.