دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 11:28 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي تلخيص مقاصد الباب الثاني من كتاب "المرشد الوجيز"

تلخيص مقاصد الباب الثاني من كتاب "المرشد الوجيز"



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوضع في هذه الصفحة تلخيصات مقاصد الباب الثاني من كتاب "المرشد الوجيز".

للاطّلاع على الباب:
- الباب الثاني: في جمع الصحابة القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان



تعليمات:
- يراعى ترتيب التلخيصات بترتيب الأبواب.




رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 12:31 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

المقصد الرئيس للباب
جمع أبو بكر وعثمان وعمل مروان في المصاحف

المقاصد الفرعية
جمع أبي بكر الصديق للقرآن
جمع عثمان للقرآن
عمل مروان بن عبد الملك في المصاحف




تلخيص مقاصد الباب الثاني



جمع أبي بكر الصديق للقرآن
-لم يجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه.
- لكن لما استحر القتل بالقراء بموقعة اليمامة خشي عمر أن يذهب كثير من القرآن بموت حفظته.
-فأشار عمر على أبي بكر بجمعه فتردد أبو بكر في البداية في قبول عرض عمر عليه لتخوفه من فعل شئ لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شرح الله صدر أبا بكر لرأي عمر.
- أرسل أبو بكر لزيد بن ثابت ليجمعه فتردد زيد في البداية ثم شُرح صدره لذلك. وكان اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت لأنه كان يكتب الوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد شهد العرضة الأخيرة وقرأه زيد على رسول الله في عام وفاته مرتين.
-كان زيد يتتبع القرآن فيجمعه من العسب والرقاع واللخاف وصدور الرجال، وكان أبو بكر قد أمره إذا جاءه أحد بشئ ينكره أن يكون معه شاهدان.
-وجد زيد آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم يجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، وهو رجل كان رسول الله قد أخبر أن شهادته تعدل شهادة رجلين.
- فقد زيد آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، وكان قد سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتمسها فوجدها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقها في سورتها في المصحف.
قال أبو شامة المقدسي: "خزيمة هذا غير أبي خزيمة الذي وجد معه الآيتين آخر "سورة براءة"، ذاك أبو خزيمة بن أوس بن زيد من بني النجار، شهد بدرا وما بعدها، وتوفي في خلافة عثمان، وهذا خزيمة بن ثابت بن الفاكه من الأوس، شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم صفين، وقيل غير ذلك. ومعنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم."

-وفي بعض الروايات أن عمر قعد مع زيد عند باب المسجد وهو يجمع القرآن من الناس.
- وكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، ثم عند عبد الله بن عمر.
- وقد حكى القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار" خلافا في أن أبا بكر جمع القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة، وبكل معنى من ذلك قد وردت الآثار. وقيل: كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين، وقيل: معنى قول علي: "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين": أي جمع القرآن الذي هو الآن بين اللوحين، وكان هذا أقرب إلى الصواب جمعا بين الروايات.
-كان عمل أبي بكر في جمع القرآن أن جمعه في مصحف واحد من غير أن يزيد أو ينقص أو يغير ترتيب الآيات إذ كان ترتيبها على ما كان رسول الله قد أملاه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه آية قال ضعوا هذه الآية في موضع كذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل "بسم الله الرحمن الرحيم". (وكان جمع أبو بكر غير مرتب السور)
-قال عليّ بن أبي طالب:" رحم الله أبا بكر كان اعظم الناس أجرا في المصاحف"

جمع عثمان للقرآن
-شهد حذيفة بن اليمان فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق والشام فأفزعه اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
- فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان.
- فأمر عثمانُ زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم.
-ومعنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف.
- عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب، ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث.
- ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
- كان اختيار زيد ابن ثابت لأنه كانت أكتب الناس، واختيار سعيد بن العاص لأنه كان أفصح الناس، فكان سعيد يملي وزيد يكتب.
- قد ذكر في بعض الروايات أن الذي نصبه عثمان لإملاء المصحف أبان بن سعيد بن العاص. والسيرة تشهد بأن ذلك غلط؛ لأن أهلها قد رووا أن أبان بن سعيد متقدم الموت، وأنه قد هلك قبل جمع عثمان المصحف بزمان طويل، وأنه قتل بالشام في وقعة أجنادين في سنة ثلاث عشرة، وإنما المنصوب لإملاء المصحف الذي أقامه عثمان لذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو ابن أخي أبان بن سعيد بن العاص.
-وكان ممن تتبع القرآن أيضا فأملاه أبي بن كعب، فهو كان من أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقرأه في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس به.
وقال القاضي أبو بكر بن الطيب:" ولا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يجب أن تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب".
- وروي أن أبي يكان يكتب وسعيد وزيد ينسخان.
- عثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.
-مع العلم أن القرآن كان مجموعا كله في صدور الرجال مرتبة آياته أيام حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا "سورة براءة"، فإنها كانت من آخر ما نزل من القرآن، ولم يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه موضعها من التأليف حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة رضي الله عنهم بـ"الأنفال". وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.
-وروي أن عثمان جمع القرآن أيضا من الرقاع كما فعل أبو بكر لكن الرواية لم تثبت، ولم يكن له إلى ذلك حاجة، وقد كفيه بغيره، وجمعا لما روي في ذلك، ويمكن أن يقال: إن عثمان طلب إحضار الرقاع ممن هي عنده، وجمع منها، وعارض بما جمعه أبو بكر، أو نسخ مما جمعه أبو بكر، وعارض بتلك الرقاع، أو جمع بين النظر في الجميع حالة النسخ، ففعل كل ذلك أو بعضه، استظهارا ودفعا لوهم من يتوهم خلاف الصواب، وسدا لباب القالة: إن الصحف غيرت أو زيد فيها ونقص.
-قال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
-قال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
-روي عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرؤون قراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان علي رضي الله عنه طول أيامه يقرأ مصحف عثمان، ويتخذه إماما.

عمل مروان بن عبد الملك في المصاحف

- أرسل إلي حفصة لترسل له الصحف فأبت.
-بعد وفاة حفصة أرسل مروان إلي عبد الله بن عمر بعزيمة أن يرسل له الصحف، فأرسلها له فمزقها.
وإن صح الخبر فلم يكن لمخالفة بين جمع أبي بكر وجمع عثمان، إلا فيما يتعلق بترتيب السور، فخشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة. هذا إن قلنا إن عين ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور، وأما إن قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 رجب 1436هـ/12-05-2015م, 07:28 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المقصد الرئيسي للباب:
بيان مراحل جمع القران وكيفية جمعه وأسبابه وفضل من جمعه.
المقاصد الفرعية:
سبب عدم جمعه في مصحف في عهده صلى الله عليه وسلم
جمع القران في عهد أبي بكر
سبب جمعه في عهد ابي بكر
سبب اعتماد زيد بن ثابت في جمع القران في عهد ابي بكر
قصد ابي بكر من جمعه
سبب جمعه في عهد عثمان
كيفية جمعه
المصاحف التي نسخها عثمان
قصد عثمان من جمعه
تلخيص المقاصد:
-سبب عدم جمعه في مصحف في عهده صلى الله عليه وسلم
يشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي.
-جمع القران في عهد أبي بكر
في تفسير الطبري: عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب.
فالجمع في الصحف كان في زمن أبي بكر.
-سبب جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه
-عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)). رواه البخاري.
كيفية جمعه:
قال زيد: فقلت يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو اجتمعت أنا وعمر جميعا، فقال أبو بكر لعمر، فقال عمر: نعم، فانطلق بنا فخرجنا، حتى جلسنا على باب المسجد الذي يلي موضع الجنائز فجلسنا، وجعل الناس يأتون بالقرآن، منهم من يأتي به في الصحيفة، ومنهم من يأتي به في العسب حتى فرغنا من ذلك. وفي رواية: فقال أبو بكر لزيد: قم فاقعد على باب المسجد، فكل من جاءك بشيء من كتاب الله عز وجل تنكره فاطلب منه شاهدين، ثم قال: يا عمر، قم فكن مع زيد، قال عمر: فقمنا حتى جلسنا على باب المسجد فأرسلت إلى أبي بن كعب فجاء، فوجدنا مع أبي كتبا مثل ما وجدنا عند جميع الناس.
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
- سبب اعتماد زيد بن ثابت في جمع القران في عهد ابي بكر
قال زيد: قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر
فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).
-شهادة علي رضي الله عنه بفضل أبي بكر
- عن عبد خير، قال: قال علي:((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)). وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
-قصد ابي بكر من جمعه
أبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله قراؤه.
تلخيص جمع القران في عهد عثمان
سبب جمعه في عهد عثمان
اختلاف الناس في القراءة
- جاء في "السنن الكبير" عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك)).
كيفية جمعه:
روى أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع" أن عثمان قال: ((يا أصحاب محمد، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما يجمعهم))، قال: وكانوا في المسجد فكثروا، فكانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال.
وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.
-سبب تولية عثمان زيد بن ثابت بكتابة المصاحف:
لأنه شهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين.
-المصاحف التي نسخها عثمان:
قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة،وأخر إلى الكوفة ،وحبس بالمدينة واحدا.
وقال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.
- قصد عثمان من جمعه
قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.
-أقوال السلف في فضل عثمان رضي الله عنه:
قال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل".
-- وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 رجب 1436هـ/12-05-2015م, 08:24 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص مقاصد الباب الثاني من كتاب المرشد الوجيز
المقصد العام للباب : بيان جمع أبي بكر للقرآن , وكاتبه وآخر ما كتب , وجمع عثمان بن عفان القرآن وكاتبه وآخر ما كتب والفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضي الله عنهم والقراءة التي اؤقرؤها الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة
المقاصد الفرعية :
1- بيان جمع أبي بكر للقرآن وكاتبه وآخر ما كتب
2- وجمع عثمان بن عفان القرآن وكاتبه وآخر ما كتب
3- والفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضي الله عنهم
4- والقراءة التي اؤقرؤها الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة
تفصيل المقاصد :
1- بيان جمع أبي بكر للقرآن وكاتبه وآخر ما كتب
-سبب جمع أبي بكر القرآن :
أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ))إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).
- الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر :
- قال زيد: قال أبو بكر)) إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ))
- آخر ماوجد من الآيات في جمع أبي بكر الصديق للقرآن :
(( حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)، حتى خاتمة "براءة" ))
- أول من جمع بين اللوحين :
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: قال علي)) يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين(( . وفي رواية عنه)) أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
- أول من سمى المصحف :
بعد ما جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن ، فكتبوه في الورق ، وقال أبو بكر:التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف , فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف.
- المكان الذي حفظت فيه تلك الصحف :
في حديث زيد بن ثابت قال أرسل إلي ابو بكر مقتل أهل اليمامة ... إلى أن قال ((فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه
-بيان السبب في طلب البينة مع أنهما سمعاه من رسول الله :
قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذا الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.قال: ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.

2-جمع عثمان بن عفان القرآن وكاتبه وآخر ما كتب
- سبب جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه :
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى
- الذي تولى جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه :
في حديث حذيفة بن اليمان :
(فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم.)
- آخر ما جمع من الآيات :
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)، فألحقتها في سورتها في المصحف.
- معنى قوله (فقد آية كذا فوجدتها مع فلان) :
أي أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره.
- موقف الناس من جمع عثمان للمصاحف وإحراقه بقية المصاحف :
مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
وعن عبد الرحمن عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
- بيان من تولى الإملاء والكتابة أثناء الجمع :
وعن أسلم مولى عمر قال: اختلف الناس في القرآن فجعل الرجل يلقى الرجل في مغزاته فيقول: معي من القرآن ما ليس معك، أقرأني أبي بن كعب كذا وكذا، ويقول هذا: أقرأني عبد الله بن مسعود كذا وكذا، فلما رأى ذلك عثمان شاور فيه أهل القرآن من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأوا أن يجمعوه في مصحف واحد، ثم يفرق في البلاد مصحفا مصحفا، ثم تحرق سائر الصحف، فدعا عثمان رضي الله عنه أربعة نفر، ثلاثة من قريش ورجلا من الأنصار: عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن العاص وزيد بن ثابت فقال: انسخوه. فنسخوه على هذا التأليف، وقال: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على ما تقولون أنتم، فإن القرآن أنزل على لسان قريش، فنسخوا القرآن في مصحف واحد حتى فرغوا منه، ثم نسخ من ذلك المصحف مصاحف، فبعث إلى كل بلد مصحفا، وأمرهم بالاجتماع على هذا المصحف.
-
وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
- جمع الصحابة كان في جمعه في موضع واحد وليس في ترتيبه : في كتاب شرح السنة للبغوي قال)) الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذي أنزله الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا، والذي حملهم على جمعه ما جاء بيانه في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته، ففزعوا فيه إلى خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودعوه إلى جمعه، فرأى في ذلك رأيهم وأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم، فكتبوه كما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير أن قدموا شيئا، أو أخروا، أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا))
- الأمصار التي أرسل إليها عثمان المصاحف :
قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
3-الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضي الله عنهم
- أبو بكر قصد جمعه في مكان واحد ذخرا للإسلام يرجع إليه المسلمون وعثمان رضي الله عنه قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان .
4-القراءة التي أقرؤها الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة
- وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرؤون قراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان علي رضي الله عنه طول أيامه يقرأ مصحف عثمان، ويتخذه إماما ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.
- بيان أن القرآن أنزل بلغة قريش أي معظمه بلسانهم , فإذا وقع الإختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم , أو المراد , نزل في الإبتداء بلسانهم ثم أبيح بعد ذلك , أن يقرأ بسبعة أحرف .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 12:27 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

الباب الثاني :

المقصد الرئيسي
جمع أبي بكر وعثمان للقرآن ، وإجماع الصحابة على فعل عثمان ، ومقارنة بين مصحف أبي بكر وعثمان .
المقاصد الفرعية :
1- جمع أبي بكر للقرآن
- سبب عدم جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن في مصحف واحد
- سبب جمع أبي بكر للقرآن
- الدليل على كثرة حفاظ القرآن
- اختيار أبي بكر وعثمان لزيد بن ثابت لجمع القرآن
- معنى قول زيد بن ثابت "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..."
2- نسخ عثمان للقرآن
- سبب نسخ عثمان للقرآن
- من أملى مصحف عثمان ؟
- الرد على من قال أن الذي أملى المصحف هو أبان بن سعيد بن العاص .
- سبب طلب أبيّ للآيات
- معنى قول عثمان : نزول القرآن بلغة قريش
- معنى قول : "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة".
- سبب استحضار الرقاع أيام عثمان
- ترتيب سورة براءة في مصحف عثمان
- عدد مصاحف عثمان
- سبب تمزيق مروان لصحف أبي بكر .
- توثيق السلف لجمع عثمان .
3- موقف الصحابة من مصحف عثمان
- إجماع الصحابة على مصحف عثمان
- موافقة عليّ رضي الله عنه لجمع أبي بكر وعثمان
- المقصود بترتيب الصحابة للقرآن
- كيفية قراءة الصحابة للقرآن
4- مقارنة بين جمع أبي بكر وجمع عثمان
أ- المقصد من كل منهما
ب- ترتيب السور في كل منهما
ج- ما تمّ استخدامه في الكتابة في كل منهما

تلخيص المقاصد الفرعية :

1- جمع أبي بكر للقرآن
- سبب عدم جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن في مصحف واحد
قال البيهقي : ويمكن أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.

- سبب جمع أبي بكر للقرآن
السبب في ذلك ما رواه البخاري ، عن زيد بن ثابت أن أبا بكر قال :إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر.

- الدليل على كثرة حفاظ القرآن
قال القاضي أبو بكر: ومن تأمل مجيء هذه أخبار جمع القرآن وألفاظها علم وتيقن أن أمر القرآن كان بينهم ظاهرا منتشرا، وأن حفاظه إذ ذاك كانوا في الأمة عددا عظيما وخلقا كثيرا.

- اختيار أبي بكر وعثمان لزيد بن ثابت لجمع القرآن
وقد اختار أبو بكر زيد بن ثابت لجمع القرآن لما رواه زيد أن أبا بكر قال له : إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين.

- معنى قول زيد بن ثابت "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..."
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
معنى قوله: أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم.

2- نسخ عثمان للقرآن
- سبب نسخ عثمان للقرآن
سبب ذلك ما رواه ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك .
وعن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال: سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ فخطب الناس ثم قال: إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القرآن. عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاني به.

- من أملى مصحف عثمان ؟
ذكرت بعض الروايات أن الذي أملى مصحف عثمان هو سعيد بن العاص ، وذلك كما ورد في كتاب ابن أبي داود ، قال عثمان بن عفان : أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال: أي الناس أكتب؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فليكتب زيد، وليمل سعيد. قال: فكتب مصاحف، فقسمها في الأمصار، فما رأيت أحدا عاب ذلك عليه.
وذكرت بعضها أن الذي أملى هو أبيّ بن كعب ، فقد روى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
وقد جمع القاضي بين الروايات فقال : "لا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يجب أن تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب" .
وهذا ما تؤكده رواية ابن أبي داود عن هشام عن محمد -هو ابن سيرين- قال: كان الرجل يقرأ، حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول. فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان، فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر، فيها القرآن.

- الرد على من قال أن الذي أملى المصحف هو أبان بن سعيد بن العاص .
قال القاضي : ذُكر في بعض الروايات أن الذي نصبه عثمان لإملاء المصحف أبان بن سعيد بن العاص. والسيرة تشهد بأن ذلك غلط؛ لأن أهلها قد رووا أن أبان بن سعيد متقدم الموت، وأنه قد هلك قبل جمع عثمان المصحف بزمان طويل، وأنه قتل بالشام في وقعة أجنادين في سنة ثلاث عشرة، وإنما المنصوب لإملاء المصحف الذي أقامه عثمان لذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو ابن أخي أبان بن سعيد بن العاص.

- سبب طلب أبيّ للآيات
قال الشيخ أبو الحسن: "كان أبي يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في اللخاف والأكتاف والعسب ونحو ذلك، لا لأن القرآن العزيز كان معدوما. وأما قوله وصدور الرجال -يعني في الحديث السابق- فإنه كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. والله أعلم".
قلت: إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف.

- معنى قول عثمان : نزول القرآن بلغة قريش
قال أبو شامة : معنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف .

- معنى قول : "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"
وقول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"، يعني به -والله أعلم- وقت عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام، فكان لا يزال يقرأ في السورة إلى أن يأمره جبريل بالتسمية، فيعلم أن السورة قد انقضت، وعبر النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ النزول، إشعارا بأنها قرآن، في جميع أوائل السور فيه، ويجوز أن يكون المراد بذلك أن جميع آيات كل سورة كان ينزل قبل نزول البسملة، فإذا كملت آياتها نزل جبريل البسملة، واستعرض السورة، فيعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة قد ختمت، لم يبق يلحق بها شيء.

- سبب استحضار الرقاع أيام عثمان
ويمكن أن يقال: إن عثمان طلب إحضار الرقاع ممن هي عنده، وجمع منها، وعارض بما جمعه أبو بكر، أو نسخ مما جمعه أبو بكر، وعارض بتلك الرقاع، أو جمع بين النظر في الجميع حالة النسخ، ففعل كل ذلك أو بعضه، استظهارا ودفعا لوهم من يتوهم خلاف الصواب، وسدا لباب القالة: إن الصحف غيرت أو زيد فيها ونقص.

- ترتيب سورة براءة في مصحف عثمان
قال البيهقي في كتاب "المدخل": واعلم أن القرآن كان مجموعا كله في صدور الرجال أيام حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومؤلفا هذا التأليف الذي نشاهده ونقرؤه إلا "سورة براءة"، فإنها كانت من آخر ما نزل من القرآن، ولم يبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه موضعها من التأليف حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة -رضي الله عنهم- بـ"الأنفال". وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.

- عدد مصاحف عثمان
قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
وقال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.

- سبب تمزيق مروان لصحف أبي بكر .
جاء في كتاب أبي عبيد: لما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة أم المؤمنين يسألها الصحف ليمزقها وخشي أن يخالف الكتاب بعضه بعضا فمنعته إياها.
وقال ابن شهاب: حدثني سالم بن عبد الله أنه لما توفيت حفصة، رحمة الله عليها، أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلن بها، فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رحمة الله عليه.

- توثيق السلف لجمع عثمان
قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله : يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.

3- موقف الصحابة من مصحف عثمان
- إجماع الصحابة على مصحف عثمان
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
وذكر البيهقي في ذكر من جمع القرآن من الصحابة ، عن زيد بن ثابت قال : ذلك كله بمشورة من حضره من علماء الصحابة رضي الله عنهم، وارتضاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحمد أثره فيه.

- موافقة عليّ رضي الله عنه لجمع أبي بكر وعثمان
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: قال علي: يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين.
وعن عبد الرحمن عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
قال عليّ : يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان. أخرجه البيهقي في "المدخل".

- المقصود بترتيب الصحابة للقرآن
قال البغوي في شرح السنة : ثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد، لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله تعالى جملة واحدة في شهر رمضان ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته عند الحاجة وحدوث ما يحدث على ما يشاء الله عز وجل: وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة، وكان هذا الاتفاق من الصحابة سببا لبقاء القرآن في الأمة رحمة من الله عز وجل لعباده، وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال جل ذكره: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

- كيفية قراءة الصحابة للقرآن
قال البغوي في شرح السنة : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤون بالقراءة التي أقرأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقنهم بإذن الله عز وجل .
وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرؤون قراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان علي رضي الله عنه طول أيامه يقرأ مصحف عثمان، ويتخذه إماما ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.

4- مقارنة بين جمع أبي بكر وجمع عثمان
أ- المقصد من كل منهما
فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ .
وذكر أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع" عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر أول من جمع القرآن في المصاحف، وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد.

ب- ترتيب السور في كل منهما
حكى القاضي أبو بكر في كتاب الانتصار : ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث، فإنه يدل على أن لعثمان في جمعه القرآن بعد أبي بكر تصرفا ما، وهو هذا، فأبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.

ج- ما تمّ استخدامه في الكتابة في كل منهما
كُتب مصحف أبي بكر على الرقاع والعسب واللخاف ، وذلك كما ورد في تفسير الطبري: عن زيد بن ثابت قال: "فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب" .
وقال أبو محمد مكي رحمه الله في آخر كتاب "الكشف": "ذكر إسماعيل القاضي من روايته أن زيد بن ثابت قال: كتبته على عهد أبي بكر في قطع الأدم وكسر الأكتاف.
وقد حكى القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار" خلافا في أن أبا بكر جمع القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة، وبكل معنى من ذلك قد وردت الآثار. وقيل: كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين، وقيل: معنى قول علي: "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين": أي جمع القرآن الذي هو الآن بين اللوحين، وكان هذا أقرب إلى الصواب جمعا بين الروايات.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 11:44 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

بارك الله فيكم وأحسن إليكم
وغالب الملخصات ممتازة زادكم الله من فضله.
يلاحظ على بعض الملخصات عدم التزام أصحابها تقسيم الباب على مقاصد محددة كما تدربنا على ذلك من قبل في تلخيص التبيان ومقدمة تفسير ابن كثير، وعدم التفريق بين المقاصد والمسائل الفرعية المندرجة تحتها.
كما يلاحظ على البعض الإسهاب الزائد في الكلام على المسألة الواحدة بما لا يناسب مقام الاختصار.
فنرجو أن يطالع كل طالب مشاركات زملائه في تلخيص الباب الأول، ويلاحظ مواضع القوة والضعف في تلخيصه، ويعدل من طريقته في التلخيص مراعيا ما ظهر له من ملاحظات.
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 05:18 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

-المقصد العام :
في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآنوإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .
-المقاصد الفرعية
-تمهيد:
-بيان أن تأليف القرآن توقيفي عدا سورة براءة.
-معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"،
-جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع أبي بكر للقرآن .
~السبب الذي دعا أبو بكر رضي الله عنه الى جمع القرآن.
~سبب اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن.
~خطوات جمع أبوبكر رضي الله عنه للقرآن
-جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع عثمان للمصحف .
~الأقوال المؤيدة لجمع عثمان رضي الله عنه.
~السبب الذي دعا عثمان رضي الله عنه لجمع المصحف على قراءة واحدة.
~خطوات جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
~إجابة على تساؤل.
-الحكمة من تمزيق مروان الصحف
~الأقوال في معنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش".



-المقصد العام :
في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآنوإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم :
-المقاصد الفرعية:
-تمهيد:
سبب عدم جمع الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن في مصحف واحد :
لم يجمعه صلى الله عليه وسلم لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.ذكره الشيخ أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى ،و غيره من الأئمة .
أن التأليف كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن الجمع في الصحف كان في زمن أبي بكر ،وذلك كما روي عن زيد بن ثابت.والجمع في عهد عثمان رضي الله عنه هو :النسخ في المصاحف .

-بيان أن تأليف القرآن توقيفي عدا سورة براءة:
- قال البيهقي في كتاب "المدخل": واعلم أن القرآن كان مجموعا كله في صدور الرجال أيام حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومؤلفا هذا التأليف الذي نشاهده ونقرؤه إلا "سورة براءة"، فإنها كانت من آخر ما نزل من القرآن، ولم يبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه موضعها من التأليف حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة -رضي الله عنهم- بـ"الأنفال". وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا، وروي معنى هذا عن عثمان رضي الله عنه. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى ينزل "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإذا أنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أن السورة قد ختمت، فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد، لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله تعالى جملة واحدة في شهر رمضان ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته عند الحاجة وحدوث ما يحدث على ما يشاء الله عز وجل: وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة، وكان هذا الاتفاق من الصحابة سببا لبقاء القرآن في الأمة رحمة من الله عز وجل لعباده، وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال جل ذكره: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

-معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"،
1- يعني به -والله أعلم- وقت عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام، فكان لا يزال يقرأ في السورة إلى أن يأمره جبريل بالتسمية، فيعلم أن السورة قد انقضت، وعبر النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ النزول، إشعارا بأنها قرآن، في جميع أوائل السور فيه،
2-ويجوز أن يكون المراد بذلك أن جميع آيات كل سورة كان ينزل قبل نزول البسملة، فإذا كملت آياتها نزل جبريل البسملة، واستعرض السورة، فيعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة قد ختمت، لم يبق يلحق بها شيء.

-جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع أبي بكر للقرآن :
انشراح صدورهم لجمع القرآن الكريم وتأييدهم ذلك الفعل، قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)). وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
-السبب الذي دعا أبو بكر رضي الله عنه الى جمع القرآن:
هو خشية من أن يقتل القراء كما حصل في حرب اليمامة فيذهب كثير من القرآن.
الدليل :
- (قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).
- قال زيد: قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).

-سبب اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن: ويقال:إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.
- قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين،
وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين.

~خطوات جمع أبوبكر رضي الله عنه للقرآن:
1- كان القرآن مثبتًا في صدور الرجال، مكتوبا في الرقاع واللخاف والعسب، وأمر أبو بكر الصديق حين استحر القتل بقراء القرآن يوم اليمامة بجمعه من مواضعه في صحف،

2- جلس زيد وعمر رضي الله عنهما على باب المسجد الذي يلي موضع الجنائز ، وجعل الناس يأتون بالقرآن، منهم من يأتي به في الصحيفة، ومنهم من يأتي به في العسب فكل من جاءك بشيء من كتاب الله عز وجل ينكروه يطلبوا منه شاهدين،ذكر في كتاب "الانتصار"
3- فوجدوا مع أبي بن كعب مع كتبا مثل الذي وجدوه عند جميع الناس.
4- بعد انتهاءهم من كتابته وجمعه في الورق ، قال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف.فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف.ذكره القاضي أبو بكر

-الأقوال في الجمع بين تتبع زيد بن ثابت للقرآن في صدور الرجال وأنه من الحفظة ،
والجمع بين ما ذكر في كتاب أبي عبيد:-أنه وجد خاتمة "براءة" مع خزيمة بن ثابت وآية "الأحزاب" مع خزيمة أو أبي خزيمة، - وما ذكر في كتاب ابن أبي داوود عن أبي العالي أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة":{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه} إلى {وهو رب العرش العظيم}. فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به، يعني بكلمةالتوحيد.-الجمع بينها يكون بما يلي :
1- أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص
2- أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره مكي وغيره.وهذا احتمال ضعيف كما أخبر المؤلف.
3-أن زيد بن ثابت كان يتتبع القراءات السبعة من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. .ذكره الشيخ أبو الحسن
4- ما ورد في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.
الغاية من الشاهدين هو :
1- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر . قاله الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء"
2- أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف .قاله المؤلف

-جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع عثمان للمصحف :
- ما ورد في "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))، قال: وقال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل".

-الأقوال المؤيدة لجمع عثمان رضي الله عنه:
ولهذا قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
- وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
-وقد عبر الشيخ أبو القاسم الشاطبي رحمه الله عما فعله الإمامان بأبيات من جملة قصيدته المسماة بـ"العقيلة" في بيان رسم المصحف، أخبرنا بها عنه شيخنا أبو الحسن وغيره فقال رحمه الله:
واعلم بأن كتاب الله خص بما تاه البرية عن إتيانه ظهرا

~السبب الذي دعا عثمان رضي الله عنه لجمع المصحف على قراءة واحدة:
الاختلاف في قراءة القرآن .
وفي كتاب ابن أبي داود أيضا عن هشام عن محمد -هو ابن سيرين- قال: كان الرجل يقرأ، حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول. فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان، فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر، فيها القرآن.

-خطوات جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:
1-عزم على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه به.فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه الكتاب،
2-سؤال من أتاه بشيء هل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3-كانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال.
3-سؤاله البينة لم يكن على على أصل القرآن، فقد كان معلوما لهم ، وإنما كانت على ما أحضروه من الرقاع المكتوبة فطلب البينة عليها أنها كانت كتبت بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبإذنه على ما سمع من لفظه ،ولهذا قال: فليمل سعيد، يعني من الرقاع التي أحضرت، ولو كانوا كتبوا من حفظهم لم يحتج زيد فيما كتبه إلى من يمليه عليه.
4- سؤاله عن أفصح الناس وأكتب الناس .
5-أمر ه بأن يكتب زيدبن ثابت وهو أكتب الناس ويمل سعيد بن العاص وهو أفصح الناس زيد .
6-دعا عثمان رضي الله عنه أربعة نفر، ثلاثة من قريش ورجلا من الأنصار: عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن العاص وزيد بن ثابت فقال: انسخوه. فنسخوه على هذا التأليف، وقال: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على ما تقولون أنتم، فإن القرآن أنزل على لسان قريش، فنسخوا القرآن في مصحف واحد حتى فرغوا منه، ثم نسخ من ذلك المصحف مصاحف، فبعث إلى كل بلد مصحفا، وأمرهم بالاجتماع على هذا المصحف.

-إجابة على تساؤل:
فإن قلت: كان قد جمع من الرقاع في أيام أبي بكر، فأي حاجة إلى استحضارها في أيام عثمان؟
الإجابة :
1-إن فعل كل واحد من الإمامين أبي بكر وعثمان [رضي الله عنهما]، وقصد كل واحد منهما غير قصد الآخر، فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ .
2-أبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟الحديث،
3- وأما ما روي أن عثمان جمع القرآن أيضا من الرقاع كما فعل أبو بكر فرواية لم تثبت، ولم يكن له إلى ذلك حاجة، وقد كفيه بغيره، إن عثمان طلب إحضار الرقاع ممن هي عنده، وجمع منها، وعارض بما جمعه أبو بكر، أو نسخ مما جمعه أبو بكر، وعارض بتلك الرقاع، أو جمع بين النظر في الجميع حالة النسخ، ففعل كل ذلك أو بعضه، استظهارا ودفعا لوهم من يتوهم خلاف الصواب، وسدا لباب القالة: إن الصحف غيرت أو زيد فيها ونقص،قاله القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار"

-الحكمة من تمزيق مروان الصحف:
إن ما فعله مروان من طلبه الصحف من ابن عمر وتمزيقها -إن صح ذلك- فلم يكن لمخالفة بين الجمعين، إلا فيما يتعلق بترتيب السور، فخشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة. هذا إن قلنا إن عين ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور، وأما إن قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر.

-الأقوال في معنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" :
1-أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم.
2-أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف.

-الخلاصة:
واعلم أن حاصل ما شهدت به الأخبار المتقدمة وما صرحت به أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذنه وأمره، وأن جمعه في الصحف خشية دثوره بقتل قرائه كان في زمن أبي بكر رضي الله عنه، وأن نسخه في مصاحف حملا للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صلى الله عليه وسلم ومنعا من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمن عثمان رضي الله عنه، وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبا مجتمعا غير مفرق على اللفظ الذي أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكل ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل، ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لهم من قراءته على سبعة أحرف ، فلما ولي عثمان وكثر المسلمون وانتشروا في البلاد وخيف عليهم الفساد من اختلافهم في قراءاتهم لاختلاف لغاتهم حملهم عثمان على ذلك اللفظ الذي جمعه زيد في زمن أبي بكر، وبقي ما عداه ليجمع الناس على قراءة القرآن على وفق ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يكثر فيه التصرف، فيتفاحش تغيره، وتنمحق ألفاظه المنزلة.




-الأقوال في أسماء البلدان التي بعث اليها المصاحف :
- قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
- قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.


‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 11:57 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة وتلخيص جمع المصحف وكتابته في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم


المقصد الأساسي :
جمع المصحف وكتابته في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما

المقاصد الفرعية :
1// جمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
1- سبب جمع القرآن
الدليل :
أ> حديث زيد في مقتل القراء يوم اليمامة .
ب>ماروي عن عمر رضي الله عنه ( فيضيع القرآن ويذهب )
2- تكليف زيد بن ثابت
الدليل :
حديث زيد رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه :( إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك)
3- اشتراط الشاهدين لكتابة الآية :
1~الدليل : حديث أبي بكر لعمر وزيد رضي الله عنهما .
2~معنى الحديث .
4- كتابة الصحابة للآيات .
5- آخر ما كتب في مصحف أبي بكر رضي الله عنه .
6- سبب حرص الصحابة على جمعه .
7- مصحف أبي بكر رضي الله عنه.
8- تسميته بالمصحف .
9-تأييد الصحابة له

2// جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه :
1- سبب جمعه :
أشار حذيفة على عثمان بذلك عندما سمع اختلاف القراءة بين المسلمين .
الأدلة :
أ~ حديث أنس عن حذيفة :( يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة) .
ب~حديث أبي إسحاق: لما سمع عثمان قراءة أبي وعبدالله .
ج~ ما رواه ابن سيرين ،حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول .

2-سبب اختيار عثمان للصحابة الذين جمعوا القرآن :
أ~عن أبي إسحاق ،فقام عثمان فخطب : أي الناس أفصح ؟.
ب~ أخرج البيهقي ،عن عثمان قال: فليملل سعيد وليكتب زيد .
ج~ حديث موسى بن جبير عن عثمان قال لأبي إنك كنت أعلم الناس بما أنزل
د~ورد في الأحاديث أن سعيداً كان أفصح الصحابة .
ه~ خطأ من قال بأن أبان كان بدلاً من سعيد .

3-طلب عثمان لمصحف حفصة رضي الله عنها
الدليل

4- الصحابة الذين كتبوا المصحف
الدليل

5-كتابة المصحف
أ~حديث أنس عن عثمان والقرشيين الثلاثة .
ب~حديث عثمان :( ياأصحاب محمد )

6- تفريقه بين الأمصار :
أ~حديث أنس عن عثمان :( وأرسل إلى كل أفق بمصحف ).
ب~ما ذكره السجستاني عن عثمان :( كتب سبعة مصاحف )

7-أمر عثمان بحرق المصاحف الأخرى .
الدليل

8- التماس الآيات عند الصحابة
أ~عن زيد بن ثابت فقدت آية من سورة الأحزاب
-معنى فقدت
ب~ وعن زيد وجدت آخر آيتين من التوبة
ج~ جمع براءة والأنفال
حديث ابن عباس لعثمان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة

9- قصة تمزيق مصحف حفصة
أ~- ما ذكره ابن عبيد
ب- أثر ابن شهاب

10 -تأييد السلف والخلف لحرق عثمان للمصاحف :
أ~ أثر علي :( لو وليت لفعلت في المصاحف)
ب~قول حماد بن سلمة
ج~قول أبو مجلز
د~قول عبد الرحمن بن مهدي

3//- جمع القرآن وكتابته :
1-حديث زيد بن ثابت دل
أ- الكتابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ب- الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه
ج- النسخ في عهد عثمان رضي الله عنه
2- دلت الأحاديث أن أبا بكر جمع القرآن على تأليف النبي صلى الله عليه وسلم
3- دلت الأحاديث أن عثمان جمع القرآن في مصحف واحد ونسخه ووزعه .
4-جمع عثمان القرآن من الصحابة ثم عرضه على مصحف أبي بكر ونسخه
5-قول أبو عمر الداني أن أبا بكر جمع القرآن في صحف وعثمان جمع القرآن في مصحف واحد .

4//- ترتيب الآيات والسور:
1- كان ترتيب الايات والسور توقيفياً .
2- تعرف بداية السورة بالبسملة .
3-ترتيب النزول مختلف عن ترتيب السور.
4-حفظ الله قرآنه وسخر له الصحابة .
5- سبب عدم جمع الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في كتاب واحد .

- قصيدة الشاطبي








1//جمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
1- سبب جمع القرآن : موت كثير من القراء في معركة اليمامة
الدليل :
عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر) رواه البخاري
2-في رواية: لما قتل أصحاب اليمامة دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر رضي الله عنهما فقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تهافتوا في القتل يوم اليمامة كما يتهافت الفراش في النار، وإني أخاف أن لا يشهدوا مشهدا، إلا فعلوا ذلك، وهم حملة القرآن، فيضيع القرآن ويذهب.

2- تكليف زيد بن ثابت بجمعه
الدليل :
عن زيد بن ثابت : قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).

3- اشتراط الشاهدين لكتابة الآية :
الدليل : الحديث الذي روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.
معنى الحديث :
قال الشيخ حسن في كتاب جمال القراء:من جائكم بشاهدين مما كتب من القرآن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .أو مما جاء في القراءات السبع .

4- كتابة الصحابة للآيات :
عن أبي العالية أن الصحابة كانوا يكتبون وأبي بن كعب يملي عليهم .

5- آخر ما كتب في مصحف أبي بكر :
عن أبي العالية :( فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة": {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه} إلى {وهو رب العرش العظيم}. فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به، يعني بكلمة التوحيد.

6- سبب حرص الصحابة على جمعه :
قال الشيخ حسن : انما طلب الصحابة القرآن مكتوباً في العسب والصحف لا لأنهم لم يحفظوه وانما لأنهم حفظوه على أوجه مختلفة فخشوا أن يختلفوا في كتابته.

7- مصحف أبي بكر :
1-عن ابن شهاب عن سالم وخارجة أن أبا بكر جمع المصحف في قراطيس فطلب من زيد أن يكتبها فأبى حتى استعان عليه بعمر ففعل فكتبها فكانت عند أبي بكر ،فلما توفي كانت عند عمر فلما توفي عمر صارت عند حفصة رضي الله عنهم .
2- قال الطبراني : إنما كانت في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب في عهد أبي بكر رضي الله عنه فلما كان عهد عمر أمر بكتابته فكتب فلما توفي عمر صار عند حفصة رضي الله عنها .

8-تسميته بالمصحف :
عن ابن شهاب قال :وقال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف.فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في مصحف .

4- تأييد الصحابة له :
قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)

2//جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه :
1- سبب جمعه :
لما سمع حذيفة رضي الله عنه اختلاف القراء أشار على الخليفة عثمان بجمع القرآن
الدليل :
أ~عن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
ب~ - وعن أبي إسحاق لما سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ فخطب الناس ثم قال: إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القرآن. عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاني به.
فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه الكتاب، فمن أتاه بشيء قال: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟)
ج~- وفي كتاب ابن أبي داود أيضا عن ابن سيرين قال: كان الرجل يقرأ، حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول. فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان، فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر، فيها القرآن.

2-سبب اختيار عثمان للصحابة الذين جمعوا القرآن :
أ~عن أبي اسحاق : قام عثمان فخطب بالناس ( في شأن جمع القرآن ) فقال : أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال: أي الناس أكتب؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فليكتب زيد، وليمل سعيد. قال: فكتب مصاحف، فقسمها في الأمصار، فما رأيت أحدا عاب ذلك عليه.
ب~ أخرج البيهقي بزيادة : خطب عثمان في الناس فقال :(( من أعرب الناس؟)) قالوا: سعيد بن العاص، قال: ((فمن أكتب الناس؟)) قالوا: زيد بن ثابت كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((فليمل سعيد وليكتب زيد)).
ج~عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
د~ ورد في الأحاديث أن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه
ه~ أخطأ من قال بأن من كتبة المصحف أبان بن سعيد بن العاص بدلاً من سعيد بن زيدوهو ابن أخيه موذلك لأنه توفي في معركة أجنادين قبل جمع المصحف بمدة طويلة .

3- طلب عثمان لمصحف حفصة رضي الله عنها :
طلب عثمان رضي الله عنه من حفصة المصحف لينسخوه ثم يردوه إليها فقبلت
الدليل :
عن أنس رضي الله عنه :(فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان،)

4- الصحابة الذين كتبوا المصحف
أمر أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بكتابة المصحف .
الدليل :
عن أنس رضي الله عنه قال :( فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف)

5- كتابة المصحف :

أ~عن أنس رضي الله عنه قال :(وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا ).

ب~ذكر أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع" أن عثمان قال: ((يا أصحاب محمد، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما يجمعهم))، قال: وكانوا في المسجد فكثروا، فكانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال.


6- تفريقه بين الأمصار
-أمر عثمان رضي الله عنه بإعادة مصحف حفصة وتوزيع المصاحف المنسوخة على الأمصار
الدليل :
أ~عن أنس رضي الله عنه قال : (حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا)
ب~ قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.

3-- قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.

7- أمر عثمان بإحراق المصاحف الأخرى :
أمر عثمان رضي الله عنه بعد ذلك بإحراق كل المصاحف التي كانت بين أيدي الناس ليتفقوا على مصحف واحد
الدليل :
عن أنس رضي الله انه قال :( وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.)

8- التماس الآيات من الصحابة :
أ~عن زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.وخزيمة بن ثابت الأنصاري شهد أحداً وقتل يوم صفين وقيل غير ذلك
- معنى قوله فقدت آية :
أي لم يجدهامكتوبة عند أحد ولا يتصور ان تكون غير محفوظة عنده او عند الصحابة الكرام فقد كانوا يحفظون القرآن في صدورهم .

ب~ ووجدوا آخر آيتين في براءة مع أبي خزيمة . وأبو خزيمة بن أوس بن النجار ،شهد بدراً وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه .

ج~جمع براءة والأنفال
حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.

9- تمزيق مصحف حفصة :
1- ذكر أبو عبيد أن مروان والي المدينة آنذاك طلب من حفصة مصحفها فأبت .
2- ذكر ابن شهاب قال حدثه سالم بن عبدالله فلما ماتت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر بعد وفاة بأن يبعث له بمصحفها ليمزقه خشية أن يكون فيه اختلاف عما نسخ في المصاحف


10- تأييد السلف والخلف لحرق عثمان رضي الله عنه للمصاحف :
1- روي عن علي رضوان الله عليه انه قال : لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان.
2- وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
3-قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
4-- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.

3//جمع القرآن وكتابته :
1-حديث زيد بن ثابت دل أن التأليف وكتابة القرآن كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
2-وأن الجمع في الصحف كان في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
3- وأن نسخ المصاحف وتوزيعها كان في عهد عثمان رضي الله عنه .
4- دلت الأحاديث أن أبا بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم،
5- كما دل حديث ابن عباس لعثمان الذي سأله عن سبب جمعه لسورة براءة والأنفال على أن عثمان رضي الله عنه كان له دور في ترتيب بعض السور .
4- قام عثمان رضي الله عنه بجمع المصحف من الصحابة ( من الرقاع والعسب ) ثم عارض بها مصحف أبي بكر( الصحف المتفرقة) ثم نسخها ووضعها في مصحف واحد .
4- ذكر أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع" عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر أول من جمع القرآن في المصاحف، وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد.

4//ترتيب الآيات والسور :
1- نقل عن البيهقي أن ترتيب الايات والسور كان توقيفياً ، فكتب الصحابة الايات بحسب ما سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يلقنهم ترتيبها كما علمه جبريل عليه السلام .
2- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف بداية السور ب( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
3- ترتيب النزول مختلف عن ترتيب السور في القرآن .
4- حفظ الله قرآنه وقيض له الصحابة الذين جمعوه وكتبوه كما أمرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون )
5-سبب عدم جمع الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في كتاب واحد :
قال العلماء قد يكون الرسول عليه الصلاة والسلام جمع القرآن في صحف متفرقة لما يعلمه من جواز حدوث نسخ في الآيات أو الأحكام ، فلما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم قام الصحابة بجمعه بين دفتي المصحف .


قصيدة الشاطبي ( العقيلة ) تتحدث عن جمع المصحف وكتابته :
نذكر منها بعض الأبيات ،
1-جمع أبو بكر للقرآن :
نادى أبا بكر الفاروق: خفت على الـ ـقراء فادرك القرآن مستطرا
فأجمعوا جمعه في الصحف واعتمدوا زيد بن ثابت العدل الرضا نظرا
2-جمع عثمان للقرآن :
فجاء عثمان مذعورا فقال له: أخاف أن يخلطوا فأدرك البشرا
فاستحضر الصحف الأولى التي جمعت وخص زيدا ومن قريشه نفرا

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 رجب 1436هـ/14-05-2015م, 12:37 AM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

● المقصد الرئيس للباب:
بيان دور أبي بكر وعمر وعثمان في جمع القرآن وحفظه ،والفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان، ودور مروان بن عبد الملك في سد باب للفتنة.
● المقاصد الفرعية للباب:
أ: تأليف القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
ب:بيان رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ضرورة جمع القرآن.
- السبب الداعي لهذا الجمع.
- الإلحاح على أبي بكر .

ج:بيان مراحل جمع أبو بكر رضي الله عنه للقرآن.
-موقف أبو بكر من الجمع.
-المقصود بالجمع.
-اختيار المكلفين.
- مراحل الجمع.
- إطلاق مسمى المصحف على القرآن.
- معنى قول علي : "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين".
- عظم فعل أبي بكر في الجمع.

د:بيان نسخ عثمان رضي الله عنه للقرآن.
- حذيفة بن اليمان والحاجة الماسة لحفظ القرأن.
-اختيار المكلفين.
-مراحل النسخ:
-وصية عثمان للنساخ.
-الاجتهاد في تأليف سورة براءة.
-تعداد النسخ ونشرها في الأمصار.
- أمر عثمان بإحراق المصاحف التي كانت عند الأمصار ،والإجماع على فعله.
-بيان فضل عمل عثمان.

ه: الفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان رضي الله عنهما من حيث:.
-المقصد العام.
-طريقة الجمع:

و: دور مروان بن عبد الملك في درء الفتنة.



● تلخيص مقاصد الباب:
أ:التأليف زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر كتاب الوحي بكتابة ما ينزل عليه من القرآن ، وكان يعلمهم بمواضع الآيات التي في مصاحفنا اليوم فيقول -هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا- بتوقيف جبريل على ذلك.

-ومما روي عن ابن عباس:( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى ينزل "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإذا أنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أن السورة قد ختمت)،لأن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله تعالى إلى السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة ، ثم كان ينزله مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب الحوادث على ما يشاء الله عز وجل:


ب:بيان رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ضرورة جمع القرآن.
- السبب الداعي لهذا الجمع.
مقتل عدد كبير من قراء القرآن يوم اليمامة والخشية على ضياع القرآن.
- الإلحاح على أبي بكر .
لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخطر المحدق بالقرآن أشار عى أبي بكر بالجمع ،فأنكر أبو بكر رضي الله عنه بادئ الأمر ، ولا يزال عمر يراجعه ويلح عليه حتى شرح الله صدره لفعله.
ج:بيان مراحل جمع أبو بكر رضي الله عنه للقرآن.
-موقف أبو بكر من الجمع.
خشي أبو بكر من استحداث فعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعدما شرح الله صدره لهذا الأمر ؛تبين له مصلحة الدين في ذلك.
-المقصود بالجمع.
جمع ما دُوِّن من القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم المكتوب في العسب واللخاف والرقاع ،وجمعها في صحف .
-اختيار المكلفين.
تكليف زيد بن ثابت ؛لما كان له من رجاحة العقل ،والأمانة ،ولأنه كان من كتاب الوحي زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
و أبي بن كعب .
- مراحل الجمع.
* تتبع زيد وأبي لجمع القرآن من الألواح والأكتاف واللخاف والعسيب. ومن صدور الرجال.
* طلب أبو بكر من عمر وزيد بالجلوس عند باب المسجد لطلب شاهدين على ما أنكر زيد من الآيات.
"اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه."[روي عن هشام بن عروة عن أبيه،ذكره أبي بكر عبد الله بن أبي داود ]
وقيل المراد من الحديث :
1- أي الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،لأن زيدا كان جامعا للقرآن.
2-أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن.
* جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها.
* كتبوه في ورق وقراطيس، والتمَسوا اسما له.
*بقيت المصاحف عند أبي بكر ،ثم عمر ،ثم حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
- إطلاق مسمى المصحف على القرآن.
اختلف على تسميته منهم من رأى بتسميته "سفرا" ،ومنهم من رأى تسميته بالمصحف نسبة لتسميته في الحبشة،فسميَّ كذلك.
- معنى قول علي : "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين".
اختلف عل معنى قول علي رضي الله عنه :
*القول الأول :
أنه تم كتابه أولا في صحف ومدارج ثم نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين.
*القول الثاني:
أي ماعليه المصحف اليوم يعود لأول جمع القرآن.
الراجح:
القول الثاني ،بعد الجمع بين الروايات.[ذكره أبو الحسن في جمال القراء]
- عظم فعل أبي بكر في الجمع.
قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)).
وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
د:بيان نسخ عثمان رضي الله عنه للقرآن.
- حذيفة بن اليمان والحاجة الماسة لحفظ القرأن.
اختلاف الناس على قراءة القرآن بعد فتح أرمينية وأذر بيجان،فسارع إلى عثمان لحماية الأمة عن الاختلاف.
-اختيار المكلفين.
*أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام.
*في رواية:"فليكتب زيد وليمل سعيد"
*وفي أخرى:ابي يمل ويكتب زيد وسعيد بن العاص.
وذلك لفصاحة سعيد فهو أعرب الناس ،وعلم أُبي بوجوه القراءات.[ذكره الحافظ البيهقي في كتابه المدخل]
-مراحل النسخ:
*طلب عثمان من حفصة المصاحف التي كانت عندها.
*تتبع زيد لآيات القرآن.
-وصية عثمان للنساخ.
(إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم).
-الاجتهاد في تأليف سورة براءة.
سورة براءة من أواخر ما نزل من القرآن ولم تنزل في بدايتها البسملة ولم تألف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض،فاجتهد عثملن في وضعها بعد الأنفال لتشابه موضوعاتها.
حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.[ذكره البيهقي في كتاب المدخل]
-تعداد نشرها في الأمصار.
اختلف على عدد النسخ التي نسخها عثمان :
*قيل أربع المصاحف :فوجه إلى الكوفة ، وإلى البصرة، وإلى الشام ، وحعل له واحدا.[ذكره أبو عمرو الداني في المقنع]
*وقيل:سبعة مصاحف، فبعث ل مكة، و الشام، و اليمن، والبحرين، و البصرة، و إلى الكوفة، وحبس لنفسه واحدا.[ذكره السجستاني]
- أمر عثمان بإحراق المصاحف التي كانت عند الأمصار ،والإجماع على فعله.
-بيان فضل عمل عثمان.
*قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله :يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
* وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
* وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
ه: الفرق بين جمع أبي بكر ونسخ عثمان رضي الله عنهم أجمعين من حيث:.
-المقصد العام.
*فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد.
عثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ .دون الأوجه السبعة.

-طريقة الجمع:
* أبو بكر رضي الله عنه جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها.
عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب.

*أبو بكر جمع كتابة آيات كل سورةمن الأوراق المكتوبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، بإملائه
عثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.
و: دور مروان بن عبد الملك في درء الفتنة.
طلب مروان بن عبدالملك من ابن عمر بتمزيق المصاحف التي كانت عند حفصة خشية أن يكون هناك خلاف بين المصاحف ،فسد هذا باب .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 رجب 1436هـ/14-05-2015م, 01:30 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المقصد الكلي للباب
بيان لكيفية جمع القرآن والفرق بين جمع أبو بكر وعثمان

المقاصد الفرعية للباب

أ: بيان كيفية جمع أبو بكر رضى الله عنه للقرآن
سبب جمع أبو بكر للقرآن
المكلف بجمع القرآن من أبو بكر
كيفية جمع أبو بكر للقرآن
آخر ما دون في مصحف أبو بكر
وقع فعل أبو بكر على الصحابة رضى الله عنهم
ب : بيان كيفية جمع عثمان رضى الله عنه للقرآن
سبب جمع عثمان بن عفان للقرآن
المكلفين بجمع القرآن من عثمان بن عفان
كيفية جمع عثمان للقرآن
آخر ما دون في مصحف عثمان
وقع فعل عثمان على الصحابة رضى الله عنهم

ج- الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضى الله عنهم


تلخيص المقاصد الفرعية للباب

أ: بيان كيفية جمع أبو بكر رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع أبو بكر للقرآن

مقتل عدد كبير من القراء يوم اليمامة فخشى عمر بن الخطاب من ضياع القرآن فأشار على أبو بكر بجمعه في الصحف حفظًا له .
- قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة،فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أنيستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).

المكلف بجمع القرآن من أبو بكر
زيد بن ثابت رضى الله عنه
- قال زيد: قال أبو بكر: (( إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى اللهعليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ماكان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن.

كيفية جمع أبو بكر للقرآن
1- أمر أبو بكر زيد بن ثابت بتتبع القرآن وتدوينه في صحف .
2- فتتبع زيد القرآن فجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال فدونه في صحف
3- بقيت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر . رواه زيد
وقيل في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه : أن أبو بكر أمر عمر بنالخطاب وزيد بن ثابت أن اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه
والمعنى : من جاءكم بشاهدين على شيء من كتابالله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن ، ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.قاله أبو الحسن في كتابه "جمال القراء

آخر ما دون في مصحف أبو بكر
- قال زيد ( وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره{لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة
- وفي كتاب ابن أبي داود عن أبي العالية: أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة": {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه}إلى{وهو رب العرش العظيم}. فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به، يعني بكلمة التوحيد.

وقع فعل أبو بكر على الصحابة رضى الله عنهم
- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان قال: قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)).وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).

ب : بيان كيفية جمع عثمان رضى الله عنه للقرآن
سبب جمع عثمان بن عفان للقرآن
اختلاف الناس في القرآن على عهد عثمان حال غزو أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك فأفزع ذلك حذيفة بن اليمان فأشار على عثمان بجمع القرآن
- فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. رواه أنس بن مالك

المكلفين بجمع القرآن من عثمان بن عفان
هناك أقوال في ذلك
الأول : رواية أنس بن مالك أن عثمان كلف زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيدبن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام بنسخ الصحف .

الثاني : أن أبي كان يملي القرآن وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
روى يحيى بن عبد الله عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي:إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ فيزمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن فيالمصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا

الثالث : أن سعيد بن العاص كان يملى القرآن وزيد يكتب
روى القاضى أن عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال:فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان:فليمل سعيد وليكتب زيد

ولا خلاف في ذلك ولايمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي وذلك من عدة وجوه
- ضبط أبي وحفظه لوجوه القراءات المنزلة التى يجب إثباتها جميعًا
- فصاحة سعيد بن العاص وعلمه بوجوه الإعراب وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى اللهعليه وسلم
- فلا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب. قاله القاضى

كيفية جمع عثمان للقرآن
1- أرسل عثمان إلى حفصةأن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك
2- أمر بنسخ الصحف في مصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا .
3- رد عثمان الصحف إلى حفصة بعد ما نسخوها.
4- أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا
5- أمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. رواه أنس بن مالك

- قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
-
قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.
في "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خيرمن قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيتأن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))

آخر ما دون في مصحف عثمان
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
فائدة :
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي وخزيمة هذا غير أبي خزيمة الذي وجد معه الآيتين آخر "سورة براءة"، ذاك أبو خزيمة بن أوس بن زيد من بني النجار، شهد بدرا وما بعدها، وتوفي في خلافة عثمان،وهذا خزيمة بن ثابت بن الفاكه من الأوس، شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم صفين، وقيل غير ذلك.
- معنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعندغيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية،لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم.

وقع فعل عثمان على الصحابة والتابعين رضى الله عنهم
- عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال: لم يعب ذلك أحد.
- قال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل
- قال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
-
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
- قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.

ج- الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضى الله عنهم
أجمع أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذنه وأمره وإنما كان جمعه لأسباب :
- أن أبوبكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذبالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 01:26 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص الباب الثاني من المرشد الوجيز

مقصد الباب الكلي :

بيان جمع القرآن في عهد النبوة وعهد الصديق وعهد عثمان رضي الله عنهم.

مقاصد الباب الفرعية:

أولا:جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا:جمع القرآن في عهد الصديق.
1-تسميته بالمصحف.
2-صورة المصحف المجموع في عهد أبي بكر.
ثالثا:جمع المصحف في عهد عثمان.
1-بيان من تولى الكتابة والإملاء في جمع عثمان.
2-جمع القرآن على حرف واحد.
3-المصحف الذي بين أيدينا يوافق آخر عرضة للقرآن.
رابعا:فعل مروان بن الحكم في المصاحف.


تلخيص المقاصد الفرعية:

أولا:جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- قال البيهقي في كتاب "المدخل": واعلم أن القرآن كان مجموعا كله في صدور الرجال أيام حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومؤلفا هذا التأليف الذي نشاهده ونقرؤه إلا "سورة براءة"، فإنها كانت من آخر ما نزل من القرآن، ولم يبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه موضعها من التأليف حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة -رضي الله عنهم- بـ"الأنفال". وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.
- قال البيهقي: كان مثبتًا في صدور الرجال، مكتوبا في الرقاع واللخاف والعسب.
ثم قال : ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.

ثانيا:جمع القرآن في عهد الصديق:

- (قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).
- قال زيد: قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).
- وفي كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.
- قال الشيخ أبو الحسن: "كان أبي يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في اللخاف والأكتاف والعسب ونحو ذلك، لا لأن القرآن العزيز كان معدوما. وأما قوله وصدور الرجال -يعني في الحديث السابق- فإنه كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. والله أعلم".
- روى أبو بكر بن أبي شيبة بسنده: قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)). وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).

1-تسميته بالمصحف:
- قال القاضي أبو بكر:قال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف.

2-صورة المصحف المجموع في عهد أبي بكر:
جمعه بين لوحين أو في صحف وأوراق وقيل كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلأى مصاحف بين لوحين.
وقال علي:أول من جمع القرآن بين اللوحين ؛ أي الذي هو بين لوحين الآن.وهذا هو الأقرب للصواب الذي رجحه أبو شامة.
وكذلك ورد أنه كان يجمع بين كل سورتين أو أكثر بحسب الصورة ويجعلها في صحيفة.

ثالثا:جمع المصحف في عهد عثمان:

- حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
ومعنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك إلا مع خزيمة.وهذا أولى من القول أنها لم تكن محفوظة سوى عنده.رجح ذلك أبو شامة ردا على مكي.
- قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
- عند الحافظ البيهقي في كتاب "المدخل": جلس عثمان على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((إنما عهدكم بنبيكم -صلى الله عليه وسلم- منذ ثلاث عشرة سنة، وأنتم مختلفون في القراءة يقول الرجل لصاحبه: والله ما تقيم قراءتك)). قال: فعزم على كل من كان عنده شيء من القرآن إلا جاء به، فجاء الناس بما عندهم فجعل يسألهم عليه البينة أنهم سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ((من أعرب الناس؟)) قالوا: سعيد بن العاص، قال: ((فمن أكتب الناس؟)) قالوا: زيد بن ثابت كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((فليمل سعيد وليكتب زيد)). قال: فكتب مصاحف ففرقها في الأجناد، فلقد سمعت رجالا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: لقد أحسن.
وقد ضعف البيهقي إسناده للانقطاع ، ونفى هذه الحادثة ؛ إذ لا حاجة لها بعد أن جمع القرآن في عهد الصديق.
وأجاب أبو شامة عن هذا فقال : لم تكن البينة على أصل القرآن، فقد كان معلوما لهم كما ذكر، وإنما كانت على ما أحضروه من الرقاع المكتوبة فطلب البينة عليها أنها كانت كتبت بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
-وذكر أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع" أن عثمان قال: ((يا أصحاب محمد، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما يجمعهم))، قال: وكانوا في المسجد فكثروا، فكانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال. والله أعلم.

1-بيان من تولى الكتابة والإملاء في جمع عثمان:

-عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
وفيه أن أبي كان يملي وزيد وسعيد يكتبان.
-وفي رواية ذكرها القاضي أن عثمان قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب مصاحف فرقها في الناس.
قال القاضي: فهذا الخبر يقضي بأن سعيدا قد كان ممن يملي المصحف، ولا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يجب أن تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب.
-ورد في روايات أن من تولى الإملاء أبان بن سعيد بن العاص وهو غلط لتقدم وفاته .

2-جمع القرآن على حرف واحد:

ورد في كتاب شرح السنة : ثم إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤون بالقراءة التي أقرأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقنهم بإذن الله عز وجل، إلى أن وقع الاختلاف بين القراء في زمن عثمان وعظم الأمر فيه، وكتب الناس بذلك من الأمصار إلى عثمان، وناشدوه الله تعالى في جمع الكلمة وتدارك الناس قبل تفاقم الأمر، وقدم حذيفة بن اليمان من غزوة إرمينية، فشافهه بذلك، فجمع عثمان عند ذلك المهاجرين والأنصار، وشاورهم في جمع القرآن على حرف واحد ليزول بذلك الخلاف وتتفق الكلمة، فاستصوبوا رأيه، وحضوه عليه، ورأوا أنه من أحوط الأمور للقرآن، فاستحضر الصحف من عند حفصة، ونسخها في المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار.

3-المصحف الذي بين أيدينا يوافق آخر عرضة للقرآن:
- روي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرؤون قراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان علي رضي الله عنه طول أيامه يقرأ مصحف عثمان، ويتخذه إماما ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.

رابعا:فعل مروان بن الحكم في المصاحف:

- قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله أنه لما توفيت حفصة، رحمة الله عليها، أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلن بها، فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رحمة الله عليه، قال أبو عبيد: لم نسمع في شيء من الحديث أن مروان مزق الصحف، إلا في هذا الحديث.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقاصد, تلخيص

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir