بسم الله الرحمان الرحيم ...
الإجابة عن أسئلة المجموعة الأولى بإذن الله ...
السؤال الأول :
- ما معنى أصول التفسير ؟ وما أهم المؤلفات فيه ؟
1 - معنى أصول التفسير :
- الأصول جمع أصل وهو مايبنى عليه الشيء .
- وأصول التفسير هي الأصول التي يبنى عليها علم التفسير , وهذا يشمل جميع مراحل المسألة التفسيرية , وله أصول في تحمله وأصول في أدائه , وله إطلاقات متعددة :
فتطلق على مصادر التفسير , طرق التفسير , بعض قواعد التفسير , والحدود الضابطة لمنهج الاستدلال في التفسير , المسائل الكبار التي تبنى عليها المسائل المتفرعة منها وتطلق على بعض كتب التفسير لأنها أصول يعتمد عليها في دراسة مسائل التفسير .
2 - أهم المؤلفات فيه :
كتاب البرهان لبدر الدين الزركشي { ت : 795 ه }
كتاب مواقع العلوم لسراج الدين البلقيني { ت : 824 ه }
كتاب التحبير في علوم التفسير لجلال الدين السيوطي { ت : 911 ه }
كتاب الإتقان لجلال الدين السيوطي { ت : 911 ه }
كتاب التكميل في أصول التأويل للشيخ عبد الحميد الفراهي { ت : 1349 ه }
وغير ذلك من المؤلفات الثمينة
السؤال الثاني :
- ماسبب عناية أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن ؟
سبب عناية أهل القرآن بتقرير البيان الإلهي للقرآن , تبصير الطالب بأصول تحصنه من ضلالات طوائف ممن خالفوا في هذا الباب من الفلاسفة والمتكلمين والباطنية وطوائف من الرافضة والصوفية وغيرها , فلهؤلاء شبهات كثيرة في محاولة الطعن في بيان القرآن حتى إن منهم من زعم أن نصوص الكتاب والسنة ظواهر لفظية لايمكن فهم المراد منها , إلا بالتحاكم إلى القواطع العقلية , فقدموا العقل على النقل .
السؤال الثالث :
- اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح و التمثيل .
أنواع البيان النبوي للقرآن :
النوع الأول :
تلاوة القرآن تلاوة بينة باللسان العربي المبين ومن دلائل هذا البيان أنه كان يتلوا القرآن , فيسمعه من يسمعه ويفهمون من دلائل خطابه ما يعرف أثره عليهم .
النوع الثاني :
مايكون بيانه لمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم , وما وقع بينه وبين المخالفين من الخصومات , وما دحض الله به حجج المبطلين , فإن فقه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تعين على فهم القرآن .
النوع الثالث :
ما يكون بيانه بالعمل به كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم , وقال لأصحابه : { صلو كما رأيتموني أصلي } متفق عليه .
النوع الرابع :
ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم ك بعض الآيات وبيان المراد بها كما في حديث ابي بن كعب رضي الله عنه قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المومنين وألزمهم كلمة التقوى } قال : لا إله إلا الله } رواه الترمذي وصححه الألباني .
النوع الخامس :
جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن , وما يريدونه من الشبه والاعتراضات , وهذا أمثلته كثيرة .
النوع السادس : جواب مايشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال , لما نزلت : { من يعمل سوءا يجز به } بلغت من المسلمين مبلغا شديدا , فقال صلى الله عليه وسلم : { قاربوا وسددوا ففي كل مايصاب به المسلم كفارة , حتى الكنبة ينكبها , و الشوكة يشاكها } .
النوع السابع : تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم بيان الصواب له في كتاب الله تعالى , كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى , قال : مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي , فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت , فقال : { مامنعك أن تأتي ؟ } , فقلت كنت أصلي , فقال : { ألم يقل الله : { ياأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم } , ثم قال : { ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد } , فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته , فقال : { الحمد لله رب العالمين , هي السبع المثاني , والقرآن العظيم الذي أوتيته } .
النوع الثامن :
التفسير المتلقى بالوحي مما في بيان بعض المعاني التي لاتذكر إلا الوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات ونحوها , وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي وله أمثلة منها : حديث علقمة بن مرثد , عن سعد بن عبيدة , عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا أقعد المؤمن في قبره أتى , ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , فذلك قوله : { يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت } . متفق عليه .
السؤال الرابع :
- ماسبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم ؟
- سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم :
قال محمد بن عمر الواقدي : { إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم , وإنما كثرت الرواية عن عمر بن الخطاب , وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس , وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون , ويستفتون فيفتون , وسمعوا أحاديث فأدوها , فكان أكابر من أصحابه صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمان بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن الحضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم , فلم يأت عنهم من كثرة الحديث ما جاء عن الأحاديث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص ونظرائهم . فكانت كثرة الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج اليهم الناس .