المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم؟
من أثر فهم القرآن:
* إن طالب العلم بفهمه للقرآن يفتح عليه أبوابا للعلم قد يغفل عنه غيره. قال عكرمة مولى ابن عباس: « إني لأخرج إلى السوق ، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون باباً من العلم »
* أن من فهم القرآن فقد أوتي خيرا كثيرا.. فقد جاء في صحيح البخاري أن علي رضي الله عنه سئل : هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟
قال: « لا، والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن، وما في هذه الصحيفة ». قلت: وما في الصحيفة؟
قال: « العَقْلُ، وفِكَاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ.
* أن فهم القرآن يختلف من إنسان لآخر فهو معين لا ينضب، يستخرج منه علم كثير مبارك، فالناس متفاوتون في ذلك فمنهم من يستخرج حكما أو حكمين ومنهم من يستبط أحكاما ومعان بديعية من دلالات وألفاظ و النظر في السياق. كما فهم ابن عباس من قوله: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا (15)}[الأحقاف] مع قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ (233)}[البقرة] أنَّ المرأة قد تلدُ لستةِ أشهر، وكما فهم الصدّيق من آية الفرائضِ في أوَّل السورةِ وآخرِها أنَّ الكلالةَ مَنْ لا وَلدَ لهُ ولا والد).ا.هـ.
* أن القرآن رسالة الله إلينا فالمؤمن يتقرب إلى الله بفهمه ومعرفة أحكامه وتفسيره، يجعله حريص على ذلك شغوف على كلام الله مقبل إليه بتلاوته وتدبره وتبيين هديه وأحكامه، فهو معتز بالقرآن فرح به أشد الفرح فيزداد بذلك خشية و إيمانا و علما وهدى وبصيرة. قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}[يونس
س2: بيّن حاجة المعلّم والداعية إلى علم التفسير؟
أن المعلم والداعية بحاجة ماسة إلى علم التفسير كي يسد عن الأمة حاجتها إلى من يبين لهم معان القرآن ويرشدهم ويدعوهم إلى الحق ويخرجهم من الظلمات و النور قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}[الشورى].
فطالب العلم لابد له ان يتفقه في الدين ويتعلم أحكام القرآن وسبل الدعوة إلى الله كي يرد عن الأمة الاسلامية الفتن و الطائفية الضالة والتي نتجت لمخالفتها هدي الله الذي بينه في كتابه الكريم قال تعالى: { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}[البقرة].
إضافة إلى حاجة الناس إلى من يدلهم ويبصرهم طريق الحق والضلال أشد من حاجتهم إلى الطعام و الشراب فكان لزاما على طالب العلم والداعية أن يكون ملما بمراد كلام الله عالما بأحكامه وعاملا بما تعلم ليكون أسوة وقدوة لهم. قال الله تعالى: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (49)وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)} [الحجر]
فلذلك يجب على المعلم والداعية أن يعي أن تحمّل أمانة هذا العلم تقتضي منه أن يأخذه بقوّة وعزيمة، وأن يتّبع فيه سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم
س3: ما هي فوائد معرفة فضل علم التفسير؟
-يجتهد طالب العلم في تأهيل نفسه واعدادها علميا ودينيا لسد حاجة الأمة. ومن صدق الله في نيته أعانه الله ووفقه
- أن يتعلم علم التفسير بحب وعزيمة و يتعلم كيف يدعوا الناس إلى القرآن وكيف يبين مافيه من الهدى والرشاد وكيف يبصرهم بما يحتاجون إليه ويجذبهم، بالحكمة و الموعظة والأسلوب الحسن.