رسالة تعريفية مختصرة عن صاحب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- و سيّد الحفّاظ الأثبات ، الصحابي الجليل : عبدالرحمن بن صخر الدوسي ، المكنّى بأبي هريرة -رضي الله عنه- .
و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، أما بعد :
إن الله -سبحانه- أكرم عباده باصطفاء بعضاً من خلقه ، و كان أعظم فضل لهؤلاء المصطفين أن الله -تعالى- اصطفاهم لصحبة خاتم النبيين -عليه الصلاة و السلام- ، واختارهم لحمل كتابه عن نبيه و تسليمه إلى من جاء بعدهم ، و حملوا السنة النبوية كما سمعوها إنفاذاً لأمر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، فنالوا شرف أداء هذه الأمانة العظيمة . و من هؤلاء الكرام الصحابي الجليل : أبو هريرة -رذي الله عنه- .
اسمه و نسبه :
الصحابي الحافظ ، العابد ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، اليَمَانِيُّ، سَيِّدُ الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ.
اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى أَقْوَالٍ جَمَّةٍ، َقِيْلَ: كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ شَمْسٍ. وَقِيْلَ: سَكِيْنٌ ، وَقِيْلَ: ابْنُ غَنْمٍ ، وَيُقَالُ: كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ اسْمُهُ عَبْدُ شَمْسٍ، أَبُو الأَسْوَدِ، فَسَمَّاهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَبْدَ اللهِ، وَالْأَشْهُرُ أَنَّ اسْمَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ وَهُوَ مِنَ الْأَزْدِ، ثُمَّ مِنْ دَوْسٍ.
و في سبب تكنيته بأبي هريرة ما روي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَجَدْتُ هُرَيْرَةً وَحْشِيَّةً فَأَخَذْتُ أَوْلَادَهَا فَقَالَ لِي أَبِي: مَا هَذِهِ فِي حِجْرِكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَنْتَ أَبُو هُرَيْرَةَ. وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال له: «أَبَا هِرٍّ» وَثَبَتَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ» .
أما ما جاء في اسم ونسب والدته :
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ الكلبي والطبراني: اسم أمه ميمونة بنت صفيح بن الحارث بن أبى صعب بن هبة بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَسْلَمَتْ وَمَاتَتْ مُسْلِمَةً.
فضائله و عبادته :
إن من أبرز ما يميز أبو هريرة -رضي الله عنه- أنه من أكثر الناس رواية للحديث ، و أحفظهم لكلام رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، فكان يروي عن عدد كبير من الصحابة الكرام ، منهم : أَبَي بَكْرٍ الصديق ، َعُمَرَ بن الخطاب ، أبي بن كعب ، أسامة بن زيد ، نضرة بن أبى نضرة، َالْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ، َكَعْبِ الْأَحْبَارِ، وَعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رضي الله عنهم- .
-كما حَدَّثَ عَنْهُ الكثير من أهل العلم ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: رَوَى عَنْهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِمِائَةِ رَجُلٍ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ.
-كَانَ أبو هريرة صادقاً حافظاً ، عابداً زاهداً ، مكثراً من الأعمال الصالحة ، وهو قدوة حسنة لنا في ذلك .
-فكان -رضي الله عنه- يكثر من قيام الليل ، و يدعو أهل بيته لذلك ، و في ذلك قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبَّاسٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ، وَامْرَأَتُهُ ثُلُثَهُ، وَابْنَتُهُ ثُلُثَهُ، يَقُومُ هَذَا ثم يوقظ هذا، ثم يوقظ هذا هذا.
-كان حريصاً على القيام بوصية رسوله الكريم ، فالتزم بما أوصاه عليه من عبادات ، كما جاء فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوَتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» .
-كان مهتماً بصلاته ، محافظاً عليها يخشى فواتها ،و دلالة ذلك ما قاله مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : كَانَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ مَسْجِدٌ فِي مُخْدَعِهِ، وَمَسْجِدٌ فِي بَيْتِهِ، وَمَسْجِدٌ فِي حُجْرَتِهِ، وَمَسْجِدٌ عَلَى بَابِ دَارِهِ، إِذَا خَرَجَ صَلَّى فِيهَا جَمِيعِهَا، وَإِذَا دَخَلَ صلى فيها جميعا.
-إكثاره من التسبيح ، و دوام ذكر الله على لسانه ، َقَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُسَبِّحُ كُلَّ ليلة ثنتى عشرة ألف تسبيحة، يقول: أُسَبِّحُ عَلَى قَدْرِ دِيَتِي.
-حرصه على سؤال ما ينفعه و تعلم ما يعلي شأنه ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: لَقَدْ ظننت يا أبا هريرة أن أحدا لا يسألنى عن هذا الحديث أَوَّلُ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الناس، إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ» .
نيله عظيم الأُعطيات ببركة دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- له :
ما أعظم أن يُكرم المرء بدعوات النبي الكريم له ! و ما أسعده من مخلوق تحل عليه البركات و الخيرات ببركة دعاء الرسول العظيم له ! نعم .. أبو هريرة أحد هؤلاء الذين نالوا البركة و الخيرات بدعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- له ، و مما ناله أبو هريرة من عظيم الأُعطيات :
1-إسلام أمه و محبة الناس له و لأمه :
فعَنْ أَبُي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ» فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا - يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ - وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمِ الْمُؤْمِنِينَ" فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي .
2-حفظه و ضبطه للأحاديث :
عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حديثا كثيرا فأنساه، فَقَالَ: «ابْسُطْ رِدَاءَكَ، فَبَسَطْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: ضُمَّهُ فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أن أبا هريرة يُكْثِرُ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا أَصْحَبُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصفق في الأسواق، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَحَضَرْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوما مَجْلِسًا فَقَالَ: «مَنْ بَسَطَ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي» . فَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ حَتَّى قَضَى مقالته ثم قبضتها إليّ فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْهُ بعد ذلك.
وَقَالَ الرَّبِيعُ قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي دهره.
وفاته :
يعزّ على كل مسلم فراق العظماء ، فهم عظماء حال حياتهم و في مماتهم أيضاً ، فهذا أبو هريرة -رضي الله عنه- ِلما حَضَرَهُ الْمَوْتُ بَكَى فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ:مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى بُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي، وَإِنِّي أَصْبَحْتُ في صعود ومهبط عَلَى جَنَّةٍ وَنَارٍ، لَا أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُؤْخَذُ بِي.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي جِنَازَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَمْشِي أَمَامَهَا وَيُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ:كَانَ مِمَّنْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
توفي -رضي الله عنه- سنة تسع و خمسين للهجرة ، و له ثمان و سبعون سنة .
إن قراءة سير هؤلاء العظماء لا بد من أن تلامس القلب و تشحذ الهمم ، و تجعل منهم نبراس يضيء طريقنا في حياتنا ، فمما استفدته من سيرة أبي هريرة -رضي الله عنه- :
1-دوام الالتجاء إلى الله -تعالى- بالدعاء سبب في نزول البركات على المسلم .
2-بر الوالدين و الترفق بهم سبب في توفيق العبد و صلاح حاله .
3-الرفق بالحيوان و الإحسان إليه دليل على رفعة أخلاق المسلم و سماحة الدين .
4-تتبع وصايا النبي -عليه الصلاة و السلام- و القيام بها ، سبب في رفعة شأن المسلم و نيله الخيرات في الدنيا و عظيم الدرجات في الآخرة .
5-الاقتداء بالسلف الصالح في الإكثار من الأعمال الصالحة استعداداً للقاء الموت ، و الفوز بالجنة -برحمة الله- .
-نسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يحشرون مع زمرة الصحابة و الصالحين و أن يرزقنا مرافقة نبينا الكريم -عليه الصلاة و السلام- في جنان الخلد- .
-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-
المراجع
ابن الأثير. (بلا تاريخ). كتاب أسد الغابة. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة الحديثة: https://al-maktaba.org/book/1110/6827#p2
ابن كثير. (بلا تاريخ). كتاب البداية والنهاية. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة الحديثة: https://al-maktaba.org/book/23708/2585
شمس الدين الذهبي. (بلا تاريخ). سير أعلام النبلاء. تم الاسترداد من المكتبة الوقفية: https://waqfeya.net/book.php?bid=591
مسلم بن الحجاج. (بلا تاريخ). صحيح مسلم. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة الحديثة: https://al-maktaba.org/book/33760/7540