حكْمُ دُخولِ (أَلْ) على المضافِ
391- وَوَصْلُ أَلْ بِذَا المُضَافِ مُغْتَفَرْ = إنْ وُصِلَتْ بِالثَّانِ كَالْجَعْدِ الشَّعَرْ
392- أَوْ بِالَّذِي لَهُ أُضِيفَ الثَّانِي = كَزَيْدٌ الضَّارِبُ رَأْسِ الْجَانِي
393- وَكَوْنُهَا فِي الْوَصْفِ كَافٍ إنْ وَقَعْ = مُنَنًّى أوْ جَمْعاً سَبِيلَهُ اتَّبَعْ
في هذهِ الأبياتِ الإشارةُ إلى الحُكْمِ الرابعِ مِنْ أحكامِ الإضافةِ، وهوَ وُجوبُ حَذْفِ (أَلْ) مِن المضافِ الذي إضافتُهُ مَحْضَةٌ؛ نحوُ: الكتابُ جديدٌ.
فنقولُ: كتابُ القواعِدِ جديدٌ، بحَذْفِ (أَلْ) مِن المضافِ، وكذا كانَت الإضافةُ غيرَ مَحْضَةٍ، لَكِنْ لَمَّا كانت الإضافةُ على نِيَّةِ الانفصالِ كما تَقَدَّمَ اغْتُفِرَ ذلكَ في المسائلِ الآتيَةِ:
مَوَاضِعُ دُخولِ (أَلْ) على المضافِ في الإضافةِ اللفظيَّةِ
1- أنْ تُوجَدَ (أَلْ) في المضافِ والمضافِ إليهِ؛ نحوُ: الْمُنْصِفُ النَّاسِ محبوبٌ.
2- أنْ يكونَ المضافُ إليهِ مُضافاً لِمَا فيهِ (أَلْ)؛ نحوُ: المُحِبُّ فِعْلِ الخيرِ سَعيدٌ.
3- أنْ يكونَ المضافُ مُثَنًّى؛ نحوُ: الْحَافِظَا دُروسَهما مُكَافَآنِ.
4- أنْ يكونَ المُضَافُ جَمْعَ مُذَكَّرٍ سالِماً؛ نحوُ: الْمُتْقِنُو أعْمَالِهِمْ رَابِحُونَ.
وهذا معنى قولِهِ: (ووَصْلُ (أَلْ) بذا المُضَافِ مُغْتَفَرْ.. إلخ)؛ أي: اغْتُفِرَ دخولُ (أَلْ) على المُضَافِ الذي إضافتُهُ لَفْظِيَّةٌ، بشرْطِ أنْ تُزادَ في الثاني (وهوَ المضافُ إليهِ)، أوْ تُزادَ بالذي أُضيفَ إليهِ الثاني، ثمَّ مَثَّلَ للأَوَّلِ بقولِهِ: (كَالْجَعْدِ الشَّعَرْ)؛ فـ(أَلْ) داخِلَةٌ على المضافِ والمضافِ إليهِ، ومَثَّلَ للثاني بقولِهِ: (زَيْدٌ الضَّارِبُ رَأْسِ الجَانِي)، فالمضافُ إليهِ (رَأْسِ) خالٍ مِنْ (أَلْ)، لكنَّهُ مضافٌ لِمَا فيهِ (أَلْ)، وهوَ قولُ: (الْجَانِي). وجَعْدُ الشَّعَرِ: إذا كانَ فيهِ التواءٌ وتَقَبُّضٌ.
ثمَّ ذَكَرَ حالةً يَصِحُّ فيها وُجودُ (أَلْ) في المضافِ، ولا يُشْتَرَطُ وُجودُها في المضافِ إليهِ، وهيَ أنْ يكونَ المضافُ وَصْفاً مُثَنًّى أوْ جَمعاً إذا (اتَّبَعَ سَبِيلَ المُثَنَّى)، والمرادُ بهِ جَمْعُ المُذَكَّرِ السالِمُ؛ لأنَّهُ يُعْرَبُ بحرفَيْنِ، ويَسْلَمُ فيهِ بناءُ الواحدِ، ويُخْتَمُ بنونٍ زائدةٍ تُحْذَفُ عندَ الإضافةِ، وهذا احْتِرَازٌ مِنْ جَمْعِ التكسيرِ.