دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > شرح أصول السنة لأبي القاسم اللالكائي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 رجب 1434هـ/20-05-2013م, 12:33 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 220
افتراضي سياق ما روى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ابتداء الوحي، وصفته، وأنّه بعث وأنزل إليه وله أربعون سنةً

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ابتداء الوحي، وصفته، وأنّه بعث وأنزل إليه وله أربعون سنةً
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/833]
1406 - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد، أخبرنا الحسين بن إسماعيل، أخبرنا يعقوب الدّورقيّ، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا هشامٌ، قال: ثنا عكرمة عن: ح
1407 - وأخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن شاذان الجلّاب، بمكّة قال: ثنا محمّد بن إسماعيل الصّايغ، قال: ثنا روح بن عبادة، ثنا هشام بن حيّان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «بعث رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو ابن أربعين سنةً، فمكث بمكّة ثلاثة عشر يوحى إليه، ثمّ أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاثٍ وستّين سنةً» أخرجه البخاريّ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/833]
1408 - أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أخبرنا أحمد بن سعيدٍ، قال: ثنا محمّد بن يحيى الذّهليّ، قال: ثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، قال: أخبرني عروة، عن عائشة: ح
1409 - وأخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد بن خيران، قال: ثنا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، قال: ثنا الحسين بن مهديٍّ، قال: أخبرنا عبد
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/833]
الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، قال: أخبرني عروة، عن عائشة، قالت: أوّل ما بدأ به رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّادقة في النّوم، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت به مثل فلق الصّبح، ثمّ حبّب إليه، وقال الحسين في حديثه الخلاء: فكان يأتي حراء فيتحنّث فيه، وهو التّعبّد اللّيالي ذوات العدد ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة فتزوّده لمثلها حتّى فجأه الحقّ، وهو في غار حراء فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئٍ فغطّني الثّالثة حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} [العلق: 1] حتّى بلغ {ما لم يعلم} [العلق: 5] " قال: فرجع بها يرجف فؤاده حتّى دخل على خديجة فقال لها:
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/834]
«زمّلوني زمّلوني»، فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع فقال: «يا خديجة، ما لي؟» فأخبرها الخبر، وقال: «قد خشيت عليّ» قالت له: كلّا أبشر فواللّه لا يخزيك اللّه أبدًا إنّك لتصل الرّحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ، ثمّ انطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصيٍّ وهو ابن عمّ خديجة أخي أبيها، وكان امرأً تنصّر في الجاهليّة وكان يكتب الكتاب العربيّ قد كتب بالعربيّة من الإنجيل ما شاء اللّه أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عمّ، اسمع من ابن أخيك فقال ورقة: يا ابن أخي، ما ترى؟ فأخبره رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ما رأى، فقال ورقة: هذا النّاموس الّذي أنزل على موسى يا ليتني أكون فيها جذعًا أكون حيًّا حين يخرجوك قومك، قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أو مخرجيّ هم؟» قال ورقة: نعم لم يأت أحدٌ قطّ بما جئت به إلّا عودي، وأوذي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزّرًا، ثمّ لم ينشب ورقة أن توفّي وفتر الوحي فترةً حتّى حزن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فيما بلغنا حزنًا غدا منه مرارًا كي يتردّى من رءوس شواهق الجبال، فكلّما أوفى بذروة جبلٍ كي يلقي نفسه منها تبدّى له جبريل عليه السّلام، فقال: يا محمّد، إنّك رسول اللّه حقًّا فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ نفسه فيرجع
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/835]
فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبلٍ تبدّا له جبريل عليه السّلام فيقول له مثل ذلك واللّفظ لحديث حسين بن مهديٍّ أخرجه البخاريّ ومسلمٌ من حديث عبد الرّزّاق
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/836]
1410 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ، قال: قرئ على يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهبٍ أنّ مالكًا، حدّثه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أمّ المؤمنين أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّ عليّ فيفصم عنّي، وقد وعيت» قال: «وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول» قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشّديد البرد فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا، أخرجه البخاريّ ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/836]
1411 - أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أخبرنا أحمد بن سعيدٍ الثّقفيّ، قال: ثنا محمّد بن يحيى الذّهليّ، قال: ثنا عبد الرّزّاق، عن
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/836]
معمرٍ، عن الزّهريّ، أخبرني أبو سلمة، عن جابرٍ، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، وهو يحدّث عن فترة الوحي فقال في حديثه: " فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السّماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الّذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسيٍّ بين السّماء، والأرض فجثيت منه رعبًا فرجعت، فقلت: زمّلوني فدثّروني فأنزل اللّه {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]، إلى قوله {والرّجز فاهجر} [المدثر: 5]، وهي الأوثان قبل أن تفرض الصّلاة " أخرجه البخاريّ ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/837]
1412 - أخبرنا أحمد بن عبيدٍ، قال: أخبرنا عليّ بن عبد اللّه بن مبشّرٍ، قال: ثنا أحمد بن سنانٍ، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّارٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «أقام رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بمكّة خمس عشرة سنةً، سبعًا يرى الضّوء، ويسمع الصّوت، وثمانيًا يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرًا» أخرجه مسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/837]
1413 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ، قال: ثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، قال: ثنا عبد اللّه بن نميرٍ، قال: ثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، قال: ثنا أبو صخرة جامع بن شدّادٍ عن طارقٍ المحاربيّ، قال: رأيت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مرّتين بسوق ذي المجاز وعليه جبّةٌ حمراء، وهو ينادي بأعلى صوته: " يا أيّها النّاس، قولوا: لا إله إلّا اللّه تفلحوا " ورجلٌ يتبعه بالحجارة قد أدمى كعبيه وقدميه وهو يقول: يا أيّها النّاس، لا تطيعوه فإنّه كذّابٌ، قلت: من هذا؟ قالوا: غلامٌ من بني عبد المطّلب قلت: من هذا الّذي معه يتبعه يرميه؟ قالوا: هذا عمّه عبد العزّى، وهو أبو لهبٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/838]
1414 - أخبرنا عيسى بن عليٍّ، قال: أخبرنا عبد اللّه بن محمّدٍ البغويّ، قال: ثنا داود بن عمرٍو، قال: ثنا ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن ربيعة بن عبادٍ: ح
1415 - وأخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ، قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى المصريّ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال:
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/838]
أخبرني ابن أبي الزّناد، عن أبيه، قال: أخبرني ربيعة بن عبادٍ رجل بني الدّيل وكان جاهليًّا فأسلم، قال: رأيت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في الجاهليّة بسوق ذي المجاز وهو يمشي بين النّاس وهو يقول: " يا أيّها النّاس، قولوا: لا إله إلّا اللّه تفلحوا ". قال مرارًا يردّدها والنّاس منقصفون عليه يتبعونه وإذا رجلٌ أحول وضيءٌ ذو غديرتين وضيء الوجه، يقول: إنّه صابئٌ كذّابٌ فسألت: من هذا وراءه؟ قالوا لي: هذا عمّه أبو لهبٍ. قال لي ربيعة: وأنا يومئذٍ أزفر القربة لأهلي، يقول: ذلك مبلغي يومئذٍ من السّنّ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/839]
1416 - أخبرنا أحمد بن عمر بن محمّدٍ، قال: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن زيادٍ، قال: حدّثني محمّد بن يحيى بن فارسٍ، قال: ثنا بهلول بن مورّق أبو غسّان، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئبٍ، عن سعيد بن خالدٍ القارضيّ، عن ربيعة بن عبادٍ " رأيت أبا لهبٍ بعكاظ وهو يتبع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/839]
فقال: يأيّها النّاس، إنّ هذا فرعون فلا يصدّنّكم عن دين آبائكم، وهم يلوذون به وهو على أثره ونحن نتبعه الغلمان كأنّي أنظر إليه أحول أبيض النّاس وأجملهم "
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/840]
1417 - أخبرنا عليّ بن عمر بن إبراهيم، ثنا إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه الدّبيليّ، قال: ثنا محمّد بن عليّ بن زيدٍ، قال: ثنا سعيد بن منصورٍ، قال: ثنا الحارث بن عبيدٍ الإياديّ، عن سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن عبد اللّه بن شقيقٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يحرس فنزلت {يأيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس} فأخرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم رأسه من القبّة وقال: «يا أيّها النّاس قد عصمني اللّه عزّ وجلّ من النّاس»
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/840]
1418 - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد، أخبرنا الحسين بن إسماعيل، قال: ثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جعفر بن عونٍ، ثنا سفيان: ح
1419 - وأخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، أخبرنا جعفر بن أحمد بن كعبٍ الخزّاز، قال: ثنا عليّ بن حربٍ، قال: ثنا جعفر بن عونٍ، قال: ثنا سفيان الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: بينما رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ساجدٌ، وحوله ناسٌ من قريشٍ إذ جاء عقبة بن أبي معيطٍ بسلا جزورٍ فقذفه على ظهر رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فلم يرفع رأسه فجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره، ودعت على من صنع ذلك، فلمّا انصرف وكان يستحبّ الثّلاث قال: «اللّهمّ عليك بقريشٍ، اللّهمّ عليك بقريشٍ» ثلاثًا «بأبي جهل بن هشامٍ، وبعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وبأميّة بن خلفٍ، وبعقبة بن أبي معيطٍ». قال عبد اللّه: فلقد رأيتهم قتلى في قليب بدرٍ ". أخرجاه جميعًا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/841]
1420 - أخبرنا عيسى بن عليٍّ، أخبرنا عبد اللّه بن محمّدٍ البغويّ، قال: ثنا خلف بن هشامٍ، قال: ثنا داود بن عبد الرّحمن العطّار، قال: ثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، عن أبي الزّبير محمّد بن مسلمٍ أنّه حدّثه جابر بن عبد اللّه: ح
1421 - وأخبرنا أحمد بن عبيدٍ، أنا عليّ بن عبد اللّه بن مبشّرٍ، ثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ، ثنا داود بن عبد الرّحمن العطّار، ثنا ابن خثيمٍ، عن أبي الزّبير محمّد بن مسلمٍ، أنّه حدّثه جابر بن عبد اللّه: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لبث، في حديث خلفٍ: مكث عشر سنين يتبع الحاجّ في منازلهم في الموسم بمجنّة، وعكاظٍ ومنازلهم بمنًى: «من يؤويني وينصرني حتّى أبلّغ رسالات ربّي فله الجنّة»، فلا يجد أحدًا يؤويه وينصره حتّى إنّ الرّجل ليدخل صاحبه من مصر واليمن فيأتيه قومه، أو ذو رحمه فيقولون: احذر فتى قريشٍ لا يفتنك يمشي بين رجالهم يدعوهم إلى اللّه، يشيرون إليه بأصابعهم حتّى بعثنا اللّه له من يثرب فيأتيه الرّجل منّا فيؤمن به، زاد عبد الأعلى: فيقريه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتّى لم يبق دارٌ من دور يثرب إلّا وفيها رهطٌ من المسلمين يظهرون الإسلام، ثمّ بعثنا اللّه فائتمرنا واجتمع سبعون رجلًا منّا، فقلنا: حتّى متى نرى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، زاد عبد الأعلى: يطوف في جبال مكّة ويخاف، فرحلنا حتّى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/842]
فاجتمعنا فيه من رجلٍ ورجلين حتّى توافينا عنده، فقلنا: يا رسول اللّه، علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السّمع والطّاعة في النّشاط، والكسل وعلى النّفقة في العسر، واليسر وعلى الأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في اللّه لا تأخذكم فيه لومة لائمٍ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، وتمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم، وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنّة» فقمنا نبايعه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السّبعين رجلًا إلّا أنا، فقال: رويدًا يا أهل يثرب، إنّه لم تضرب إليه أكباد المطيّ إلّا ونحن نعلم أنّه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عند إخراجه اليوم مفارقة العرب كافّةً، وقتل خياركم وأن تعضّكم السّيوف، فإمّا أنتم تصبرون على عضّ السّيوف إذا مسّتكم، وعلى قتل خياركم، وعلى مفارقة العرب كافّةً فخذوه، وأجركم على اللّه، وفي حديث عبد الأعلى أجركم على اللّه، وإمّا أنتم تخافون أنفسكم خيفةً فذروه فهو عذرٌ لكم عند اللّه، قالوا: أمط عنّا يدك يا سعد بن زرارة، فواللّه لا نذر هذه البيعة، ولا نستقيلها، فقمنا إليه نبايعه رجلًا فرجلًا فيأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنّة
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/843]
1422 - أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أخبرنا أحمد بن سعيدٍ الثّقفيّ، قال: ثنا محمّد بن يحيى الذّهليّ، قال: ثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، أخبرني عروة بن الزّبير: أنّ عائشة قالت: " لم أعقل أبويّ إلّا وهما يدينان الدّين، ولم يمرّ علينا يومٌ إلّا ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يأتينا فيه طرفي النّهار بكرةً، وعشيًّا، فلمّا ابتلي المسلمون خرج أبو بكرٍ مهاجرًا قبل أرض الحبشة حتّى إذا بلغ برك الغماد ولقيه ابن الدّغنّة وهو سيّد القارة فقال ابن الدّغنّة: أين تريد يا أبا بكرٍ؟ فقال أبو بكرٍ: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربّي، فقال ابن الدّغنّة: فإنّ مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج؛ إنّك تكسب المعدم، وتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ، فأنا لك جارٌ، فارجع فاعبد ربّك ببلدك فارتحل ابن الدّغنّة فرجع مع أبي بكرٍ، فطاف ابن الدّغنّة في كفّار قريشٍ فقال: إنّ أبا بكرٍ لا يخرج ولا يخرج، تخرجون رجلًا يكسب المعدم، ويصل الرّحم، ويحمل الكلّ، ويقري الضّيف ويعين على نوائب الحقّ فأنفذت قريشٌ جوار ابن الدّغنّة وأمّنوا أبا بكرٍ، وقالوا لابن الدّغنّة: مر أبا بكرٍ فليعبد ربّه في داره، وليصلّ فيها ما شاء بفناء داره، فكان يصلّي فيه ويقرأ فيتقصّف عليه نساء قريشٍ وأبناؤهم متعجّبون، وينظرون إليه، وكان أبو بكرٍ رجلًا بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريشٍ فأرسلوا إلى ابن الدّغنّة فقدم عليهم ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/844]
فقالوا: إنّما أجرنا أبا بكرٍ على أن يعبد ربّه في داره، وإنّه قد جاوز ذلك وابتنى مسجدًا بفناء داره، وأعلى الصّلاة والقرآن، وإنّا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فإنّه إن أحبّ أن يقتصر على أن يعبد ربّه في داره فعل، وإن أبى إلّا أن يعلن بذلك فتسأله أن يردّ عليك ذمّتك فإنّا كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرّين لأبي بكرٍ الاستعلان " قالت عائشة: " فأتى أبا بكرٍ ابن الدّغنّة فقال: يا أبا بكرٍ، قد علمت الّذي عقدت لك عليه، فإمّا أن تقتصر على ذلك، وإمّا أن ترجع إليّ ذمّتي؛ فإنّي لا أحبّ أن تسمع العرب أنّي أخفرت في عقد رجلٍ عقدت له، فقال أبو بكرٍ: فإنّي أردّ إليك جوارك وأرضى بجوار اللّه ورسوله، ورسول اللّه يومئذٍ بمكّة " أخرجه البخاريّ ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/845]
1423 - أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد، وعبد الرّحمن بن عمر بن أحمد واللّفظ له قالا: أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصريّ، قال: ثنا الرّبيع بن سليمان، قال: حدّثنا عبد اللّه بن وهبٍ، أخبرنا سليمان بن بلالٍ، حدّثني شريك بن عبد اللّه بن أبي نمرٍ، قال: سمعت أنس بن مالكٍ يحدّثنا عن ليلة أسري برسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم من مسجد الكعبة: " أنّه جاءه ثلاثة نفرٍ قبل أن يوحى إليه وهو نائمٌ في المسجد الحرام فقال أوّلهم: هو هو؟
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/845]
وقال أوسطهم: هو خيرهم، وقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك، فلم يرهم حتّى جاءوا إليه ليلةً أخرى فلم يعلموه حتّى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولّاه منهم جبريل فشقّ جبريل عليه السّلام ما بين نحره إلى لبّته حتّى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم حتّى أنقى جوفه، ثمّ أتى بطستٍ من ذهبٍ فيه نورٌ من ذهبٍ محشوًّا إيمانًا وحكمةً، فحشا به صدره وجوفه وعاد يده، ثمّ أطبقه، ثمّ عرج به إلى السّماء الدّنيا فضرب بابًا من أبوابها فناداه أهل السّماء من هذا؟ قال: هذا جبريل قالوا: ومن معك؟ قال: محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبًا وأهلًا استبشر أهل السّماء لا يعلم أهل السّماء ما يريد اللّه في الأرض حتّى يعلمهم، فوجد في سماء الدّنيا آدم فقال جبريل: هذا أبوك آدم، فسلّم عليه فردّ عليه، وقال: مرحبًا وأهلًا بابني فنعم الابن أنت، فإذا هم في السّماء الدّنيا بنهرين يطّردان، فقال: «ما هذان النّهران يا جبريل؟» قال: هذان النّيل والفرات عنصرهما، ثمّ مضى به في السّماء، فإذا هو بنهرٍ آخر عليه قصرٌ من لؤلؤٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/846]
وزبرجدٍ فيذهب يشمّ ترابه فإذا هو مسكٌ، قال: «يا جبريل ما هذا النّهر؟» قال: هذا الكوثر الّذي خبّأ لك تعالى ذكره، ثمّ عرج به إلى السّماء الثّانية، فقالت له الملائكة مثل ما قالت له الأولى: من هذا معك؟ قال: محمّدٌ، قالوا: أو قد بعث؟ قال: نعم، قالوا: مرحبًا به وأهلًا، ثمّ عرج به إلى السّماء الثّالثة، فقالوا مثل ما قيل له في المرّة الأولى والثّانية، ثمّ عرج به إلى الرّابعة، فقالوا له مثل ذلك، ثمّ عرج به إلى الخامسة، فقالوا مثل ذلك، ثمّ عرج إلى السّادسة، فقالوا له مثل ذلك، ثمّ عرج به إلى السّابعة، فقالوا له مثل ذلك وكلّ سماءٍ فيها أنبياء، وسمّاهم أنسٌ فوعيت منهم: إدريس في الثّانية، وهارون في الرّابعة، وآخر في الخامسة، لم أحفظ اسمه، وإبراهيم
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/847]
في السّادسة وموسى في السّابعة بفضل كلام اللّه عزّ وجلّ له، فقال موسى: لم أظنّ أن يرفع عليّ أحدٌ، ثمّ علا به فيما لا يعلمه إلّا اللّه حتّى جاء به سدرة المنتهى، ودنا الجبّار ربّ العزّة وعلا فتدلّى حتّى كان منه قاب قوسين، أو أدنى فأوحى إليه خمسين صلاةً على أمّته كلّ يومٍ وليلةٍ، ثمّ هبط حتّى بلغ موسى واحتبسه فقال: يا محمّد، ما عهد إليك ربّك؟ قال: «عهد إليّ خمسين صلاةً على أمّتي كلّ يومٍ وليلةٍ»، قال: إنّ أمّتك لا تستطيع فارجع فليخفّف عنك وعنهم، فالتفت إلى جبريل يستشيره في ذلك فأشار إليه: أن نعم إن شئت، فعلا به جبريل عليه السّلام حتّى أتى الجبّار تبارك وتعالى، وهو في مكانه، فقال: «يا ربّ خفّف عنّا؛ فإنّ أمّتي لا تستطيع» فوضع عنه عشر صلواتٍ، ثمّ رجع إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردّده موسى إلى ربّه حتّى صارت إلى خمس صلواتٍ احتبسه عند الخامسة، فقال: يا محمّد، قد واللّه راودت بني إسرائيل على أدنى من هذه الخمسة فضيّعوه، وتركوه، وأمّتك أضعف أجسادًا، وقلوبًا، وأبصارًا، وأسماعًا فارجع فليخفّف عنك ربّك، كلّ ذلك يلتفت إلى جبريل يستشيره، فلا يكره ذلك جبريل فيرفعه فرفعه عند الخامسة، فقال: «يا ربّ، إنّ أمّتي ضعافٌ أجسادهم، وقلوبهم، وأسماعهم، وأبصارهم فخفّف عنّا» ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/848]
فقال تبارك وتعالى: «إنّي لا يبدّل القول لديّ، هي كما كتبت عليك في أمّ الكتاب، ولك بكلّ حسنةٍ عشر أمثالها وهي خمسون في أمّ الكتاب وهي خمسٌ» فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلت؟ قال: «خفّف عنّا، أعطانا بكلّ حسنةٍ عشر أمثالها» فقال: قد واللّه راودت بني إسرائيل على أدنى من هذه فتركوه فارجع فليخفّف عنك أيضًا قال: «قد واللّه استحييت من ربّي عزّ وجلّ ممّا أختلف إليه» قال: فاهبط باسم اللّه أخرجاه جميعًا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/849]
1424 - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد، أخبرنا الحسين بن إسماعيل، قال: ثنا ابن كرامة، فقال: ثنا أبو أسامة، حدّثني مالك بن مغولٍ، عن الزّبير بن عديٍّ، عن طلحة بن مصرّفٍ، عن مرّة، عن عبد اللّه، قال: " لمّا أسري بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فانتهى إلى سدرة المنتهى، وهي في السّماء السّادسة، إليها ينتهي ما يخرج من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما هبط به من فوقها فيقبض منها، {إذ يغشى السّدرة ما يغشى} [النجم: 16] "، قال: «فراشٌ من ذهبٍ»، قال: «فأعطي الصّلوات، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/849]
يشرك باللّه شيئًا من أمّته وبيّن المقمحات» أخرجه البخاريّ ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/850]
1425 - أخبرنا عبد اللّه بن مسلم بن يحيى، أخبرنا الحسين بن إسماعيل، قال: ثنا العبّاس بن يزيد البحرانيّ، قال: ثنا يزيد بن زريعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي العالية، قال: حدّثني ابن عمّ نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم، يعني ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران، رجلٌ آدم طوالٌ كأنّه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرة والبياض سبطٌ، ورأيت مالكًا خازن النّار في آياتٍ أراهنّ اللّه إيّاه»
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/850]
1426 - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن مخلدٍ، قال: ثنا جعفر بن مكرمٍ، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي العالية، قال: حدّثني ابن عمّ نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم، يعني ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران، رجلٌ آدم طوالٌ كأنّه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم، رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرة والبياض سبطٌ ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/850]
ورأيت مالكًا خازن النّار» في آياتٍ أراهنّ اللّه إيّاه
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/851]
1427 - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن مخلدٍ، قال: ثنا جعفر بن مكرمٍ، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي العالية، قال: حدّثني ابن عمّ نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم يعني ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «رأيت ليلة أسري بي موسى آدم طوالٌ جعدٌ كأنّه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلٌ مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرّأس، ورأيت مالكًا خازن النّار، والدّجّال في آياتٍ أراهنّ اللّه عزّ وجلّ إيّاه فلا يكن في مريةٍ من لقائه» أي أنّه لقي موسى ليلة أسري به {وجعلناه هدًى لبني إسرائيل} [الإسراء: 2] قال: «جعله اللّه هدًى لبني إسرائيل» أخرجه البخاريّ من حديث يزيد بن زريعٍ، ومسلمٌ من حديث شعبة، وشيبان عن قتادة
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/851]
1428 - أخبرنا أحمد بن عبيدٍ، أخبرنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا أحمد بن سنانٍ، قال: ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: ثنا إسرائيل: ح
1429 - وأخبرنا الحسن بن عثمان قال: أخبرنا أحمد بن الحسن، قال: ثنا جعفر بن محمّدٍ الصّايغ، قال: حدّثنا محمّد بن سابقٍ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم «إنّي رأيت موسى ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/851]
وعيسى، وإبراهيم، فأمّا عيسى فأحمر جعدٌ عريض البدن، وأمّا موسى فآدم جسيمٌ سبطٌ كأنّه من رجال الزّطّ، وأمّا إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم» يعني نفسه صلّى الله عليه وسلّم، أخرجه البخاريّ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/852]
1430 - أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أخبرنا أحمد بن سعيدٍ الثّقفيّ، قال: ثنا محمّد بن يحيى الذّهليّ، قال: ثنا محمّد بن كثيرٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: لمّا أسري بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من المسجد الأقصى أصبح يحدّث النّاس بذلك فارتدّ ناسٌ ممّن كان آمن به وصدّقه وفتنوا بذلك عن دينهم، وسعى رجالٌ من المشركين إلى أبي بكرٍ فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنّه أسري به اللّيلة إلى بيت المقدس؟ فقال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قد قال ذلك لقد صدق، قالوا: وتصدّقه أنّه ذهب إلى بيت المقدس في ليلةٍ، وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إنّي لأصدّقه بما هو أبعد من ذلك؛ أصدّقه بخبر السّماء في غدوةٍ أو رواحةٍ؛ فلذلك سميّ أبو بكرٍ الصّدّيق " قالت عائشة: " ثمّ دعا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سرًّا وهجر الأوثان فاستجاب له من شاء اللّه من أحداث الرّجال من ضعفى النّاس حتّى كثر
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/852]
من آمن به وصدّقه، وكفّار قريشٍ غير منكرين لما يقول، يقولون: إذا مرّ عليهم في مجالسهم: إنّ غلام ابن عبد المطّلب هذا ويشيرون إليه ليكلّم زعماء من السّماء فكانوا على ذلك حتّى عاب آلهتهم الّتي كانوا يعبدون، وذكر هلاك آبائهم الّذين ماتوا كفّارًا فنابذوا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وعادوه فلمّا ظهر الإيمان، وتحدّث به ثار ناسٌ من المشركين بمن آمن من قبائلهم يسبّحونهم، ويعذّبونهم وأرادوا فتنتهم عن دينهم، فقال لهم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «تفرّقوا في الأرضين» قالوا: أين نذهب يا رسول اللّه؟ قال: «ها هنا» وأشار بيده قبل الحبشة، وكان أحبّ الأرض إلى رسول اللّه أن يهاجر إليها، فهاجر ناسٌ ذوو عددٍ منهم من هاجر بنفسه، ومنهم من هاجر بأهله
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/853]
1431 - أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: ثنا أحمد بن سعيدٍ الثّقفيّ، قال: ثنا محمّد بن يحيى الذّهليّ، قال: ثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، قال: أخبرني عروة بن الزّبير أنّ عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «قد أريت دار
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/853]
هجرتكم، أريت سبخةً ذات نخلٍ بين لابتين وبهما حرّتان»، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ورجع إلى المدينة بعض من هاجر إلى أرض الحبشة، وتجهّز أبو بكرٍ مهاجرًا إلى المدينة، فقال له رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «على رسلك؛ فإنّي أرجو أن يؤذن لي». فقال أبو بكرٍ: أو ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: «نعم»، فحبس أبو بكرٍ نفسه على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لصحبته، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السّمر أربعة أشهرٍ. قال معمرٌ: قال الزّهريّ: قال عروة: قالت عائشة: فبينا نحن جلوسٌ في بيتنا في نحر الظّهيرة، قال قائلٌ لأبي بكرٍ: هذا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مقبلًا متقنّعًا في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكرٍ: فداه أبي وأمّي، إن جاء به هذه السّاعة إلّا لأمرٌ، قالت: فجاء رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فاستأذن، فأذن له فدخل، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حين دخل لأبي بكرٍ: «أخرج من عندك»، فقال أبو بكرٍ: إنّما هم أهلك بأبي أنت يا رسول اللّه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه قد أذن لي في الخروج»، فقال أبو بكرٍ: فالصّحابة يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «نعم»، فقال أبو بكرٍ: فخذ بأبي أنت يا رسول اللّه أحد راحلتيّ هاتين ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/854]
فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «بالثّمن» قالت: فجهّزناهما أحثّ الجهاز، قالت: فصنعنا لهما سفرةً في جرابٍ، فقطعت أسماء ابنة أبي بكرٍ من نطاقها فأوكت به الجراب، فلذلك كانت تسمّى: ذات النّطاق، ثمّ لحق رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بغارٍ في جبلٍ يقال له: ثورٌ، فمكث فيه ثلاث ليالٍ. أخرجه البخاريّ، ومسلمٌ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/855]
1432 - أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أخبرنا أحمد بن سعيدٍ الثّقفيّ، قال: ثنا محمّد بن يحيى الذّهليّ، قال: ثنا محمّد بن كثيرٍ الصّنعانيّ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: " ثمّ لحق رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بغارٍ في جبلٍ يقال له: ثورٌ، فمكثا به ثلاث ليالٍ يبيت عندهما عبد اللّه بن أبي بكرٍ وهو غلامٌ شابٌّ لقنٌ ثقيفٌ، فيدلج من عندهما بسحرٍ فيصبح بمكّة مع قريشٍ كبائتٍ لا يسمع أمرًا يكادان به إلّا وعاه حتّى يأتيهما بخبر ذلك إذا اختلط الظّلام ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/855]
ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكرٍ منحةً من غنمٍ فيريحها عليهم حتّى يذهب ساعةً من العشاء فيبيتان في رسلها حتّى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلسٍ يفعل ذلك عامرٌ تلك اللّيالي الثّلاث، واستأجر رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكرٍ رجلًا من بني الدّيل، ثمّ من بني عديٍّ هاديًا خرّيتًا والخرّيت الماهر بالهداية قد غمس يمين حلفٍ في آل العاص بن وائلٍ وهو على دين كفّار قريشٍ فأمّناه ودفعا إليه راحلتيهما فأوعداه غار ثورٍ بعد ليالٍ ثلاثٍ فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليالٍ ثلاثٍ فارتحل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، وأبو بكرٍ، وعامر بن فهيرة والدّليل الدّيليّ فأخذ بهم طريق السّاحل "
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/856]
1433 - أخبرنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، بالرّيّ قال: أخبرنا محمّد بن هارون الرّويانيّ، قال: ثنا مكرم بن محرز بن مهديّ بن عبد الرّحمن بن عمرو بن خويلد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن حزام بن حبيش بن كعبٍ الخزاعيّ، بقديدٍ، وكان يسكن قرب خيمتي أمّ معبدٍ، أخبرني أبي، عن حزام بن هشام بن حبيشٍ، عن أبيه، عن جدّه صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا خرج مهاجرًا من مكّة خرج هو وأبو بكرٍ» ح
1434 - وأخبرنا جعفرٌ، أخبرنا محمّدٌ، ح
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/856]
1435 - وحدّثنا بذلك سليمان بن الحكم العلّاف بقديدٍ قال: حدّثني أخي أيّوب بن الحكم، عن حزام بن هشامٍ، عن أبيه هشام بن حبيش بن خالدٍ، قال أبو بكرٍ محمّد بن هارون: ح
1436 - وحدّثنا أبو هشامٍ محمّد بن سليمان بن الحكم، قال: ثنا عمّي أيّوب، عن حزامٍ، عن أبيه، عن هشامٍ، عن جدّه حبيشٍ ح.
1437 - وأخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الفقيه، قال: قال: أخبرنا أبو محمّدٍ الحسن بن إبراهيم بن إسحاق بن حبيب بن يعقوب، عن عبد اللّه بن واقدٍ الحميريّ سنة تسع عشرة وثلاث مائةٍ، قال: ثنا محمّد بن سليمان بن الحكم بن أيّوب بن سليمان بن ثابت بن يسارٍ الكعبيّ الرّيعيّ التّليديّ أبو هاشمٍ قال: ثنا عمّي أيّوب بن الحكم، عن حزام بن هشامٍ، عن أبيه، عن جدّه حبيشٍ صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: أنّ النّبيّ حين خرج من مكّة خرج منها مهاجرًا إلى المدينة هو وأبو بكرٍ رضي اللّه عنه، ومولى أبي بكرٍ عامر بن فهيرة، ودليلهم اللّيثيّ عبد اللّه بن الأريقط فمرّوا على خيمتي أمّ معبدٍ الخزاعيّة، وكانت برزةً جلدةً تحتبي بفناء الخيمة، ثمّ تسقي وتطعم، فنظر رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إلى شاةٍ في تلك الخيمة، فقال: «ما هذه الشّاة يا أمّ معبدٍ؟» قالت: شاةٌ خلّفها الجهد عن الغنم، فقال: «هل بها من لبنٍ؟» قالت: هي أجهد من ذلك ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/857]
قال: «أتأذنين أن أحلبها» قالت: نعم بأبي أنت وأمّي إن رأيت بها حليبًا فاحلبها، فدعا بها رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فمسح بيده ضرعها وسمّى اللّه ودعا لها في شاتها فتفاجّت عليه ودرّت واجترّت ودعا بإناءٍ يربض الرّهط فحلب فيه ثجًّا حتّى علاه البهاء، ثمّ سقاها حتّى رويت، وسقى أصحابه حتّى رووا، ثمّ شرب صلّى الله عليه وسلّم آخرهم، ثمّ أراضوا، ثمّ حلب حلبةً ثانيًا بعد بدءٍ حتّى امتلأ الإناء، ثمّ غادره عندها، ثمّ بايعها وارتحلوا عنها، فقلّ ما لبثت حتّى جاء زوجها أبو معبدٍ يسوق أعنزًا عجافًا يتساوكن هزلًا ضحًى مخّهنّ قليلٌ، فلمّا رأى أبو معبدٍ اللّبن عجب، وقال: من أين لك هذا اللّبن يا أمّ معبدٍ والشّاء عازبٌ حيالٌ ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا واللّه، إلّا أنّه مرّ بنا رجلٌ مباركٌ، من حاله كذا وكذا، قال: صفيه لي يا أمّ معبدٍ قالت: رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه علّةٌ، في حديث الرّويانيّ: ثجلةٌ، ولم يزر به صقلةٌ، وسيمٌ ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/858]
قسيمٌ، في عينيه دعجٌ، وفي أشفاره غطفٌ، وفي صوته صهلٌ، وفي عنقه سطعٌ، وفي لحيته كثافةٌ، أزجّ، أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلّم سما به وعلاه البهاء، أكمل النّاس وأبهاهم من بعيدٍ، وأحسنه وأعلاه من قريبٍ، حلو المنطق، فضلٌ، لا نزر به ولا هذر، كأنّ منطقه خرزات نظمٍ يتحدّرن، ربعةٌ، لا يأسًا من طولٍ، ولا تقتحمه العين من قصرٍ، غصنٌ بين غصنين، فهو أنضر الثّلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، وله رفقاء يحفّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر بادروا إلى أمره، محفودٌ محشودٌ، لا عابسٌ ولا مفنّدٌ. قال أبو معبدٍ: هذا واللّه صاحب قريشٍ الّذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكّة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلنّ إن وجدت إلى ذلك سبيلًا. فأصبح صوتٌ بمكّة عاليًا يسمعون الصّوت ولا يدرون من صاحبه:
[البحر الطويل]
جزى اللّه ربّ النّاس خير جزائه... رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به... فقد فاز من أمسى رفيق محمّد
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/859]
فيا آل قصيٍّ ما زوى اللّه عنكم... به من فعالٍ لا يجازي وسؤدد
ليهن بني كعبٍ مقام فتاتهم... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها... فإنّكم إن تسألوا الشّاة تشهد
دعاها بشاةٍ حايلٍ فتحلّبت... عليه بصريح ضرّة الشّاة مزبد
فغادره رهنًا لديها لحالبٍ... يردّدها في مصدرٍ ثمّ مورد
ليهن أبا بكرٍ سعادة جدّه... بصحبته من يسعد اللّه يسعد
في رواية الرّويانيّ: أملى علينا مكرمٌ: إنّ أمّ معبدٍ اسمها عاتكة بنت خالد بن خليفٍ، ثمّ عاد الحديث، ثمّ اتّفقا من هنا في الحديث فلمّا سمع بذلك حسّان بن ثابتٍ الأنصاريّ شاعر رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم شبّب يجاوب الهاتف:
لقد خاب قومٌ زال عنهم نبيّهم... وقدّس من يسري إليهم ويقتدي
ترّحل عن قومٍ فزالت عقولهم... وحلّ على قومٍ بنورٍ مجدّد
هداهم به بعد الضّلالة ربّهم... وأرشدهم من يتبع الحقّ يرشد
وهل يستوي ضلّال قومٍ تسفّهوا... عمامهم هادية كلّ مهنّد
وقد نزلت منه على أهل يثرب... ركاب هدًى حلّت عليهم بأسعد
نبيٌّ يرى ما لا يرى النّاس حوله... ويتلو كتاب اللّه في كلّ مشهد
وإن قال في يومٍ مقالة غايبٍ... فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/860]
ليهن أبا بكرٍ سعادة جدّه... بصحبته من يسعد اللّه يسعد
ليهن بني كعبٍ مقام فتاتهم... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
واللّفظ لحديث الإسكاف ولفظ حديث الرّويانيّ قريبٌ منه إلّا ما بيّنت
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 4/861]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, سياق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir