دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > مختصر عبد الغني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 15 ربيع الثاني 1431هـ/30-03-2010م, 03:16 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي

ذكر بعده: الرابع: عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه ، هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة ، وهو من بني زهرة ، أي أخوال النبي صلى الله عليه وسلم .
ذكر أن اسمه قديما : عبد عمرو ، فلما أسلم تسمى بعبد الرحمن ، سمى نفسه عبد الرحمن ، فكان يدعوه من يعرفه في مكة : يا عبد عمرو ، فلا يلتفت إليهم ، وعرف بعد ذلك باسم عبد الرحمن .
أسلم قديما بمكة ، أسلم بدعوة من أبي بكر الصديق ، أبو بكر الصديق رضي الله عنه له معرفة بمثل هؤلاء ، هو الذي دعا عثمان وزين له حتى أسلم ، ودعا سعدا وزين له حتى دخل في الإسلام ، ودعا عبد الرحمن وزين له الإسلام حتى أسلم ، وكذلك دعا الزبير ونحوهم ، فأسلم بدعوة أبي بكر عدد كثير ، يبين لهم حالة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أول الأمر يستخفي ؛ لأن المشركين يرجمونه ويقذفونه ويؤذونه ، ولكن أبا بكر له قوم يحمونه ، فكان يتجرأ ويخرج ، يخرج ويتصل بمن يعرفه ويعلمهم ويدعوهم ، حتى دخل في الإسلام هذا العدد الكبير ، ومنهم حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك من أسلم منهم .
فلما أسلم عبد الرحمن شهد بدرا والمشاهد كلها ، ما تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا .
أمه يقال لها : الشفاء ، وقيل : العنقاء ، بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة ، فأمه من بني زهرة ، وكذلك أبوه من بني زهرة ، قيل : إنها من المهاجرات ، أمه ، أنها هاجرت .
أما هو رضي الله عنه فإنه هاجر إلى المدينة ، ولما هاجر لم يكن معه شيء ، ما معه رأس مال ، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري ، فقال له سعد بن الربيع : إن لي زوجتين ، اختر واحدة منهما وأطلقها حتى تتزوجها ، وإني لي مال أقاسمك مالي ، فقال رضي الله عنه : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على السوق ، فدلوه على سوق بني النضير ، فعمل فيه بيعا قليلا حتى ربح ، يقال : إنه أولا ما معه رأس مال ، اشترى بعيرا والبعير فيه خطام ، حبل ، ولما اشتراه قال : من يشتريه ؟ فباعه على رجل برأس المال إلا الحبل ، أخذه ، ثم ثانيا وثالثا ورابعا ، ولما بقيت معه الحبال جعلها هي الفائدة ، ثم باعها بثمن ، وكانت هي رأس ماله ، ثم بعد ذلك جعل يبيع ويشتري ، وكثر ماله ، ولما كثر ماله ، عند ذلك تزوج ، أول من تزوج امرأة من الأنصار ، رآه النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة ، فقال : ((ماهيا)) ، أي ما الأمر ؟ وما الخبر في العادة أن الصفرة تكون بعد الدخول بالزوجة التي تصبغ ثيابها أو جسدها بشيء من الصفرة من الزعفران أو العصفر أو الورس أو الكركم ، فقال : تزوجت امرأة من الأنصار ، ((على أي شيء ؟)) يعني بكم تزوجتها ؟ قال : على وزن نواة من الذهب ، النواة نواة التمرة ، على وزنها ذهبا ، فدعا له قال : ((بارك الله فيك ، أولم ولو بشاة)) يعني اعمل وليمة ، عمل وليمة ، ثم بعد ذلك تزوج أخرى ، وتزوج ، وكثر أولاده وكثر ماله .
ذكروا أنه قدم له مرة عير كثيرة تحمل زادا ، لما قدمت وجاءت إلى المدينة تحركت المدينة من كثرتها ، فجاءوا الزبائن وساموا منه أن يعطوه فائدة ، في المائة مثلا عشرة ، أو في المائة عشرين ، ولكنه أصر وامتنع وقال : أبيعها على الله ، يعطيني في المائة ألفا ، الحسنة بعشر أمثالها ، فتصدق بها كلها .
ثم كان رضي الله عنه يتعاهد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت عائشة رضي الله عنها تقول : سقى الله عبد الرحمن من سلسبيل الجنة ؛ لأنه كان يتعهدهن بالصدقة ويعطيهن ويكثر من إعطائهن ، هكذا .
اشتهر له ولد اسمه كنيته ، يقول : صح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وراءه ، وذلك في غزوة تبوك ، تأخر النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض الذين تأخروا ، واجتمع المصلون ، ولما اجتمعوا في مكان لأنهم متفرقون كانوا أربعين ألفا ، فقدموا عبد الرحمن فصلى بهم ، ولما صلى ركعة جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، صلاة رباعية مقصورة ، فصلى معه الركعة الأخيرة ، وقام وقضى الركعة التي فاتته ، لما رأوه فزعوا فقال : ((أحسنتم أحسنتم)) يعني أنكم لازم أنكم سوف تصلون ؛ أي لأنهم صلوا جماعات .
ذكر أولاده ، يقول : له ابن اسمه سالم ، يقال له : سالم الأكبر ، مات قبل الإسلام ، يعني مات في الجاهلية ، وله أيضا بنت تسمى أم القاسم ، ولدت في الجاهلية وأسلمت .
كذلك الثالث : محمد ، كان يكنى به ، ولد في الإسلام ، أكبر كنيته وأشهرها أنه أبو محمد .
الرابع والخامس والسادس : إبراهيم وحميد وإسماعيل ، أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، من المهاجرات ، من بني أمية ، كل أولاده هؤلاء : سالم وأم القاسم ومحمد وإبراهيم وحميد وإسماعيل ، كلهم من هذه المرأة ، أم كلثوم بنت عقبة ، عقبة قتل في بدر ، وله أولاد ، منهم الوليد بن عقبة .
يقول : السابع: عروة بن عبد الرحمن ، قتل بإفريقية ، أمه سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وسهيل من بني ثقيف ، ولكنه من سكان مكة ، وهو أخو محمد بن أبي حذيفة بن عتبة ، أخوه لأمه .
سالم الأصغر ، عبد الله الأكبر ، قتل بإفريقية ، أمه من بني عبد الأشهل من الأنصار .
أبو بكر بن عبد الرحمن وأبو سلمة الفقيه ، وهو عبد الله الأصغر ، أمه تماضر بنت الأصبغ الكلبية ، وهي أول كلبية نكحها قرشي .
عبد الرحمن بن عبد الرحمن ، ولد له .
مصعب بن عبد الرحمن ، كان على شرفة مروان بن الحكم بالمدينة .
هؤلاء هم أولاد عبد الرحمن ، رضي الله عنه ، يكون عددهم أربعة عشر أو قريبا من ذلك ، أشهرهم أبو سلمة ، روى الحديث ، اشتغل برواية الحديث عن أبي هريرة ، روى عنه كثيرا ، يقال : عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، ولم يعرف له اسم .
مات عبد الرحمن بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين ، في خلافة عثمان ، وخلف تركة كثيرة ، صلى عليه عثمان ، عمره اثنتان وسبعون.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متن, محمد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir