دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الآخرة 1439هـ/27-02-2018م, 08:59 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحرٌ مبين * أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم * قل ما كنت بدعاً من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرٌ مبين * قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فأمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) سورة الأحقاف

في هذه الآيات من سورة الأحقاف يورد الله سبحانه وتعالى قول أهل الباطل والزيف في كتابه وفي رسوله ويدمغها بحججه , ويرد عليهم شبههم ويقتلعها من أصلها , قال تعالى : ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ) فإذا تليت آيات الكتاب فلا غلبة للباطل أمام حقه ولا ثبات للشك أمام يقينه ولا دوام لظلمة شبهة أمام نور برهانه.

وكان مما واجه به كفار قريش ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي زعمهم أنه سحر بين وأنه مفترى قد افتراه بنفسه ونسبه إلى الله سبحانه وتعالى . فرد عليهم سبحانه وتعالى مقالتهم في هذه الآيات ما يبن به بطلان دعواهم . استخرجناها في نقاط بعد مطالعة كتب المفسرين وكل منهم قد فتح الله عليه بفهم ومعنى لا تجده عند غيره وأسرار كتاب الله ملئ وكنوزه لا تنفذ :

1) فذكر سبحانه أنهم إذا أتتهم الآيات البينات الواضحات النيرات العظيمة بعظم قائلها وأضافها هنا إليه سبحانه فقال : ( آياتنا ) قالوا : هذا سحر , وما حصل لقلوبنا من تأثر بمعانيها إنما هو بمفعول هذا السحر ثم أضافوا وزادوا على قولهم الباطل بهتان آخر وزعموا أنه سحر بين واضح لا شك فيه , فردوا أحق الحق بدعوى هي من أبطل الباطل . وقال الشيخ السعدي في ذلك : " وهذا من قلب الحقائق الذي لا يروج إلا على ضعفاء العقول , وإلا فبين الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وبين السحر من المنافاة والمخالفة أعظم مما بين السماء والأرض , وكيف يقاس الحق الذي علا واتفع على الأفلاك وفاق بضوئه ونوره نور الشمس وقامت الأدلة الأفقية والنفسية عليه , وأقرت به وأذعنت أولو البصائر والعقول الرزينة بالباطل الذي لا يصدر إلا من ضال ظالم خبيث النفس خبيث العمل ؟ "

2) لم يضمر سبحانه وتعالى في هذه الآية بضمير في قوله : ( قال الذين كفروا ) مع إن المقام مقام إضمار كما ذكرابن عاشور , ليبين أن كفرهم هو الذي حملهم على هذا القول .

3) وقوله تعالى : ( للحق ) اللام هنا لام العلة أي لأجله وفي شأنه , والحق المراد في الآية هي الآيات التي جاءتهم ولكنه سبحانه عمد إلى عدم الإضمار عنها بضمير ووصفها بالحق لبيان شناعة قولهم وبهتانهم .


4) وفي وصفه سبحانه اعتراض هؤلاء الكفار لهذه الآيات البينات قال : (لما جاءهم ) أنهم فور سماعهم للآيات وما إن جاءتهم أطلقوا أحكامهم الجائرة عليها بالسحر المبين , وفيه إشارة لعدم تفكرهم ولاإعمال عقلهم حين تلقيها إنما حملهم كفرهم وردهم للحق فلم ينصفوه ولو بحسن استماع فضلاً عن إستجابة .

(أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً هوأعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم **)

ثم قابل سبحانه قولهم في الوحي ( هذا سحرٌ مبين ) بقوله : ( أم يقولون افتراه)

5) وهو إضراب انتقالي يراد به بيان بطلان زعمهم , ( أم يقولون افتراه ) و" أم " هنا للإستفهام الإنكاري والتعجب وللإضراب , والتقدير : ألا أخبرك بما هو أعجب من هذا القول ؟ ولا شك أن في هذا الإنتقال من التوبيخ والتقريع ما الله به عليم .
قال الزمخشري في كشافه : " وذلك أن محمداً كان لا يقدر عليه حتى يقوله ويفتريه على الله , ولو قدر عليه دون أمة العرب لكانت قدرته عليه معجزة لخرقها العادة , وإذا كانت معجزة كانت تصديقاً من الله له "

6) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بالرد على هذه المقالة وهذا الزعم بما يقلعها من أصلها , فقال : ( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً ) , شيئاً يملك : أي يستطاع , فلن تمنعوا عني عقاب الله إن أنا افتريت على الله القول ,ولعل المعنى الذي يوجبه هذا الرد: إن افتريته عاقبني الله معاقبة لا تملكون ردها .

7) العلاقة بين الشرط وجوابه في قوله تعالى : ( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً ) أن الله سبحان وتعالى لن يتوانى في عقوبة من افترى عليه قول , لما في هذا من فساد عظيم لكل الخليقة , ومبارزة لله ولألوهيته , لأنه يلزم الناس بالإذعان والتسليم لقول يفتريه من عنده وينسبه لله .والله رب العالمين ومتولي أمرهم ويغار على خليقته , وعلاقة البشرية بربهم قائمة على صدق هذا الرسول , اصطفاه من بين كل خليقته لهذا الرسالة , فكيف سيجرأ على مثل هذا ؟ وهذا ما دل عليه قوله تعالى في سورة الحاقة : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين *فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين )


8) في ذكر أداة الشرط " إن " في قوله تعالى : ( قل إن افتريته ) معنى لا تجده عندي باقي أدوات الشرط , فكما يذكر البلاغيون : أن حرف " إن " يستعمل غالباً فيما يرى المتكلم أن ما دلت عليه جملة الشرط أمر نادر الوقوع ومستبعد , فكيف للنبي الصادق المصدوق الذي شهد له ألد أعدائه بالصدق والأمانة أن يأتي بحديث من عنده ثم ينسبه لله , ولقد تحداهم الله أن يأتوا ولو بسورة من مثله وهو فصحاء زمانهم وأدباء العرب فعجزوا وبهتوا, قال تعالى : ( قل ليئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً )

9) ( هوأعلم بما تفيضون فيه ) الإفاضة في الشئ : هي الاندفاع والخوض والاستمرار , فالله يعلم ما خضتم فيه من الاتهامات والبطلان في شأن كتابه ورسوله ,. ثم قال سبحانه : ( كفى به شهيداً بيني وبينكم ) فمن أقوى الحجج هيا شهادة الملك العليم بي وبكم المطلع على حالي وحالكم , وبصدقي وكذبكم وعند الحكم ستعلمون من تكون شهادة الله له ومن ستكون عليه وفي هذا تهديد لهم وتخويف واستنصار بالله من نبيه وتفويض لربه .


10) ( وهو الغفور الرحيم ) مقابلة التهديد السابق بدعوة للتوبة والعودة عن اتهاماتهم بالإذعان والتصديق لأمر الله .

( قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرٌ مبين )

11) أمره سبحانه أن يحتج عليهم أيضاً بقوله ( ما كنت بدعاً من الرسل ) أي قد جاء غيري قبلي , قاله ابن عباس والحسن وقتادة , والبديع : الاول , ومالم يرى مثله , فأنا رسول من رسل الله أوحى لي فبلغت عنه , جئتكم بما جاء به الرسل قبلي , فأي أمري تنكرون ؟ وعلام تعادونني ؟ وإن كنت بطبيعتي البشرية ( لا أدري ما يفعل بي ولا بكم ) من أمور الدنيا على أحد أقوال المفسرين من غنى وفقر ورزق وفقر وحياة وموت , وهذا كقوله تعالى : ( قل لا املك لنفسي نفعاً ولا ضرا) , فأنا بشراً مثلكم فكيف سآتي بما لا تستطيعونه , ولا أستطيعه وأنسبه لنفسي , لكنه وحي من الله سبحانه وما أنا إلا ( نذير مبين ) بين النذارة , وهذا استثناء قصر , بعد أن ذكر أقوالهم ومزاعمهم , وأشهد الله عليهم وعليه وأخبرهم بطبيعته البشرية التي لا تخرج عن طبيعتهم إلا بما يوحيه عليه الله من الوحي .

(* قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد على بني إسرائيل على مثله فأمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )

12) وهذه حجة أخرى عليكم وهي موافقة ما جئت به لما عند أهل الكتاب فأخبرتكم بما أخبرت به هذه الكتب السماوية وبشرتُ بما بشرت به وأنذرتكم بما أنذرت به , وشهد شاهد من بني إسرائيل بما عنده من الحق في كتابهم على صدق خبره وصدقي فآمن هو واستكبرتم فهل هذا إلا أظلم الظلم ؟
وهذا الشاهد هو عبد الله بن سلام على أحد الأقوال وهو رأي الحسن ومجاهد وقتادة وعكرمة .

المراجع :
تفسير ابن عطية
الكشاف للزمخشري
التحرير والتنوير لابن عاشور
تفسير القرطبي
نظم الدرر للبقاعي
فتح القدير للشوكاني
تفسير السعدي
أضواء البيان للشنقيطي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الآخرة 1439هـ/2-03-2018م, 12:06 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحرٌ مبين * أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم * قل ما كنت بدعاً من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرٌ مبين * قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فأمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) سورة الأحقاف

في هذه الآيات من سورة الأحقاف يورد الله سبحانه وتعالى قول أهل الباطل والزيف في كتابه وفي رسوله ويدمغها بحججه , ويرد عليهم شبههم ويقتلعها من أصلها , قال تعالى : ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ) فإذا تليت آيات الكتاب فلا غلبة للباطل أمام حقه ولا ثبات للشك أمام يقينه ولا دوام لظلمة شبهة أمام نور برهانه.

وكان مما واجه به كفار قريش ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي زعمهم أنه سحر بين وأنه مفترى قد افتراه بنفسه ونسبه إلى الله سبحانه وتعالى . فرد عليهم سبحانه وتعالى مقالتهم في هذه الآيات ما يبن به بطلان دعواهم . استخرجناها في نقاط بعد مطالعة كتب المفسرين وكل منهم قد فتح الله عليه بفهم ومعنى لا تجده عند غيره وأسرار كتاب الله ملئ وكنوزه لا تنفذ :

1) فذكر سبحانه أنهم إذا أتتهم الآيات البينات الواضحات النيرات العظيمة بعظم قائلها وأضافها هنا إليه سبحانه فقال : ( آياتنا ) قالوا : هذا سحر , وما حصل لقلوبنا من تأثر بمعانيها إنما هو بمفعول هذا السحر ثم أضافوا وزادوا على قولهم الباطل بهتان آخر وزعموا أنه سحر بين واضح لا شك فيه , فردوا أحق الحق بدعوى هي من أبطل الباطل . وقال الشيخ السعدي في ذلك : " وهذا من قلب الحقائق الذي لا يروج إلا على ضعفاء العقول , وإلا فبين الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وبين السحر من المنافاة والمخالفة أعظم مما بين السماء والأرض , وكيف يقاس الحق الذي علا واتفع على الأفلاك وفاق بضوئه ونوره نور الشمس وقامت الأدلة الأفقية والنفسية عليه , وأقرت به وأذعنت أولو البصائر والعقول الرزينة بالباطل الذي لا يصدر إلا من ضال ظالم خبيث النفس خبيث العمل ؟ "

2) لم يضمر سبحانه وتعالى في هذه الآية بضمير في قوله : ( قال الذين كفروا ) مع إن المقام مقام إضمار كما ذكرابن عاشور , ليبين أن كفرهم هو الذي حملهم على هذا القول .

3) وقوله تعالى : ( للحق ) اللام هنا لام العلة أي لأجله وفي شأنه , والحق المراد في الآية هي الآيات التي جاءتهم ولكنه سبحانه عمد إلى عدم الإضمار عنها بضمير ووصفها بالحق لبيان شناعة قولهم وبهتانهم .


4) وفي وصفه سبحانه اعتراض هؤلاء الكفار لهذه الآيات البينات قال : (لما جاءهم ) أنهم فور سماعهم للآيات وما إن جاءتهم أطلقوا أحكامهم الجائرة عليها بالسحر المبين , وفيه إشارة لعدم تفكرهم ولاإعمال عقلهم حين تلقيها إنما حملهم كفرهم وردهم للحق فلم ينصفوه ولو بحسن استماع فضلاً عن إستجابة .

(أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً هوأعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم **)

ثم قابل سبحانه قولهم في الوحي ( هذا سحرٌ مبين ) بقوله : ( أم يقولون افتراه)

5) وهو إضراب انتقالي يراد به بيان بطلان زعمهم , ( أم يقولون افتراه ) و" أم " هنا للإستفهام الإنكاري والتعجب وللإضراب , والتقدير : ألا أخبرك بما هو أعجب من هذا القول ؟ ولا شك أن في هذا الإنتقال من التوبيخ والتقريع ما الله به عليم .
قال الزمخشري في كشافه : " وذلك أن محمداً كان لا يقدر عليه حتى يقوله ويفتريه على الله , ولو قدر عليه دون أمة العرب لكانت قدرته عليه معجزة لخرقها العادة , وإذا كانت معجزة كانت تصديقاً من الله له "

6) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بالرد على هذه المقالة وهذا الزعم بما يقلعها من أصلها , فقال : ( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً ) , شيئاً يملك : أي يستطاع , فلن تمنعوا عني عقاب الله إن أنا افتريت على الله القول ,ولعل المعنى الذي يوجبه هذا الرد: إن افتريته عاقبني الله معاقبة لا تملكون ردها .

7) العلاقة بين الشرط وجوابه في قوله تعالى : ( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً ) أن الله سبحان وتعالى لن يتوانى في عقوبة من افترى عليه قول , لما في هذا من فساد عظيم لكل الخليقة , ومبارزة لله ولألوهيته , لأنه يلزم الناس بالإذعان والتسليم لقول يفتريه من عنده وينسبه لله .والله رب العالمين ومتولي أمرهم ويغار على خليقته , وعلاقة البشرية بربهم قائمة على صدق هذا الرسول , اصطفاه من بين كل خليقته لهذا الرسالة , فكيف سيجرأ على مثل هذا ؟ وهذا ما دل عليه قوله تعالى في سورة الحاقة : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين *فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين )


8) في ذكر أداة الشرط " إن " في قوله تعالى : ( قل إن افتريته ) معنى لا تجده عندي باقي أدوات الشرط , فكما يذكر البلاغيون : أن حرف " إن " يستعمل غالباً فيما يرى المتكلم أن ما دلت عليه جملة الشرط أمر نادر الوقوع ومستبعد , فكيف للنبي الصادق المصدوق الذي شهد له ألد أعدائه بالصدق والأمانة أن يأتي بحديث من عنده ثم ينسبه لله , ولقد تحداهم الله أن يأتوا ولو بسورة من مثله وهو فصحاء زمانهم وأدباء العرب فعجزوا وبهتوا, قال تعالى : ( قل ليئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً )

9) ( هوأعلم بما تفيضون فيه ) الإفاضة في الشئ : هي الاندفاع والخوض والاستمرار , فالله يعلم ما خضتم فيه من الاتهامات والبطلان في شأن كتابه ورسوله ,. ثم قال سبحانه : ( كفى به شهيداً بيني وبينكم ) فمن أقوى الحجج هيا شهادة الملك العليم بي وبكم المطلع على حالي وحالكم , وبصدقي وكذبكم وعند الحكم ستعلمون من تكون شهادة الله له ومن ستكون عليه وفي هذا تهديد لهم وتخويف واستنصار بالله من نبيه وتفويض لربه .


10) ( وهو الغفور الرحيم ) مقابلة التهديد السابق بدعوة للتوبة والعودة عن اتهاماتهم بالإذعان والتصديق لأمر الله .

( قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرٌ مبين )

11) أمره سبحانه أن يحتج عليهم أيضاً بقوله ( ما كنت بدعاً من الرسل ) أي قد جاء غيري قبلي , قاله ابن عباس والحسن وقتادة , والبديع : الاول , ومالم يرى مثله , فأنا رسول من رسل الله أوحى لي فبلغت عنه , جئتكم بما جاء به الرسل قبلي , فأي أمري تنكرون ؟ وعلام تعادونني ؟ وإن كنت بطبيعتي البشرية ( لا أدري ما يفعل بي ولا بكم ) من أمور الدنيا على أحد أقوال المفسرين من غنى وفقر ورزق وفقر وحياة وموت , وهذا كقوله تعالى : ( قل لا املك لنفسي نفعاً ولا ضرا) , فأنا بشراً مثلكم فكيف سآتي بما لا تستطيعونه , ولا أستطيعه وأنسبه لنفسي , لكنه وحي من الله سبحانه وما أنا إلا ( نذير مبين ) بين النذارة , وهذا استثناء قصر , بعد أن ذكر أقوالهم ومزاعمهم , وأشهد الله عليهم وعليه وأخبرهم بطبيعته البشرية التي لا تخرج عن طبيعتهم إلا بما يوحيه عليه الله من الوحي .

(* قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد على بني إسرائيل على مثله فأمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )

12) وهذه حجة أخرى عليكم وهي موافقة ما جئت به لما عند أهل الكتاب فأخبرتكم بما أخبرت به هذه الكتب السماوية وبشرتُ بما بشرت به وأنذرتكم بما أنذرت به , وشهد شاهد من بني إسرائيل بما عنده من الحق في كتابهم على صدق خبره وصدقي فآمن هو واستكبرتم فهل هذا إلا أظلم الظلم ؟
وهذا الشاهد هو عبد الله بن سلام على أحد الأقوال وهو رأي الحسن ومجاهد وقتادة وعكرمة .

المراجع :
تفسير ابن عطية
الكشاف للزمخشري
التحرير والتنوير لابن عاشور
تفسير القرطبي
نظم الدرر للبقاعي
فتح القدير للشوكاني
تفسير السعدي
أضواء البيان للشنقيطي
أحسنتِ وفقكِ الله وبارك فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir