دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 03:11 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

فُتعادُ الأرواحُ إِلى الأجْسادِ . (159)
وتَقومُ القِيامَةُ التي أَخْبَرَ اللهُ بها في كِتابِهِ، وعلى لِسانِ رسولِهِ، وأَجْمَعَ عليها المُسْلِمُونَ.
فَيَقُومُ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّ العَالَمينَ. (160)
حُفَاةً عُراةً غُرْلاً، وتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ، ويُلْجِمُهُمُ العَرَقُ. (161)



(159) قولُه: (فتُعادُ الأرواحُ إلى الأجسادِ) وَذَلِكَ حين يَنفُخُ إسرافيلُ في الصُّورِ نفخةَ البَعثِ والنُّشورِ، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) وإذا أُطلِقَ النَّفخُ في الصُّورِ فالمرادُ بِهِ نفخةُ البَعثِ، والأرواحُ جمعُ رُوحٍ وهُوَ ما يَحيا بِهِ الإنسانُ، وهُوَ مِن أمرِ اللَّهِ، كما قال -سُبْحَانَهُ-: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي).
قال شيخُ الإسلامِ تَقيُّ الدِّينِ: ورُوحُ الآدميِّ مخلوقةٌ مُبدَعةٌ باتِّفاقِ سلَفِ الأمَّةِ وأئمَّتِها وسائرِ أهلِ الحديثِ، وقد حَكىَ إجماعَ الأمَّةِ على أنَّها مخلوقةٌ غيرُ واحدٍ مِن أئمَّةِ السَّلَفِ، ويَجبُ الإيمانُ بالبعثِ والنُّشورِ، ويَكْفُرُ الإنسانُ بإنكارِه، قال اللَّهُ -سُبْحَانَهُ-: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) والبعثُ لغةً: إثارةُ الشَّيءِ، والمرادُ بِهِ هنا إحياءُ الأمواتِ وخُروجُهم مِن قُبورِهم ونحوُها إلى حُكمِ يومِ القيامةِ، والبعثُ والنُّشورُ مترادفانِ، وهما بمعنى إعادةِ الأبدانِ وإدخالِ الأرواحِ فيها، يُقالُ: نَشَرَ الميِّتَ وأَنْشَرَهُ بمعنى أَحْيَاه، وأمَّا الحشْرُ فهُوَ لغةً: الجمْعُ، تقولُ: حشَرْتُ النَّاسَ إذا جَمعْتُهم، والمرادُ جَمعُ أجزاءِ الإنسانِ بعد تَفرُّقِها ثم إحياءُ الأبدانِ بعد مَوْتِها، فيَبعثُ اللَّهُ جميعَ العِبادِ ويُعيدُهم بعد موتِهم، ويَسوقُهم إلى مَحْشَرِهم لفَصْلِ القضاءِ بينهم، وأدِلَّةُ ذَلِكَ في الكِتاب والسُّنَّةِ والإجماعِ.
قال ابنُ القيِّمِ وغيرُه: معادُ الأبدانِ متَّفقٌ عليه بين المسلِمِينَ واليهودِ والنَّصارى، قال جَلالُ الدِّينِ الدَّارنيُّ: هُوَ بإجماعِ أهلِ المِلَلِ، وبِشَهادَةِ نُصوصِ القرآنِ الذي لا يَقبَلُ التَّأويلَ، كقوله -سُبْحَانَهُ-: (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)، وقد أَخْرَجَ ابنُ جريرٍ، وابنُ المنذِرِ، وأبو حاتمٍ، والضِّياءُ في المختارةِ، وابنُ مردوَيْهِ، والبيهقيُّ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: جاءَ العاصُ بنُ وائلٍ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بعَظمٍ حائِلٍ ففَتَّه بيدِه، فقال يا مُحَمَّدُ: يُحْيِي اللَّهُ هَذَا بعدَ ما أَرِمَ؟ قال: ((نَعَمْ يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ))، فنَزَلَت الآياتُ مِن آخرِ سورةِ يس: (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ) الآياتِ، فهَذَا نصٌّ صريحٌ في الحشْرِ الجُسمانيِّ، وقد وَردَ في عِدَّةِ مواضعَ مِن القرآنِ التَّصريحُ بِهِ بحَيْثُ لا يَقبلُ التَّأويلَ، فيجبُ الإيمانُ به، واعتقادُه، ويَكْفُرُ مُنكِرُه كما تَقدَّمَ.
وأمَّا النَّفخُ في الصُّورِ فيُنفخُ فيه ثلاثُ نفَخاتٍ: نفخةُ الفَزَعِ وَهِيَ التي يَتغَيَّرُ بها العالَمُ، قال اللَّهُ -سُبْحَانَهُ-: (وَمَا يَنظُرُ هَـؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَا لَهَا مِن فَوَاقٍ) أي رجوعٍ ومَرَدٍّ، وقال تعالى: (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ) سُمِّيتْ نفخةَ الفَزَعِ لِما يَقعُ مِن هولِ تِلْكَ النَّفْخَةِ، والنَّفخةُ الثَّانيةُ: نَفخةُ الصَّعقِ، وفيها هلاكُ كُلِّ شيءٍ قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ) الآيةُ.
وفُسِّرَ الصَّعقُ بالموتِ وهُوَ متناوِلٌ حتى الملائكةَ، والاستثناءُ متناوِلٌ لمَن في الجَنَّةِ مِن الحُورِ العِين وغيرِهم، الثَّالثُ: نفخةُ البَعثِ والنُّشورِ، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) وقال: (ونُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ) وأَخرجَ ابنُ جريرٍ والبيهقيُّ وغيرُهما مِن حديثِ أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قلتُ يا رسولَ اللَّهِ: وما الصُّورُ؟ قال: ((عَظِيمٌ إِنَّ عِظَمَ دَارِهِ فِيهِ كَعَرْضِ السَّماءِ وَالأَرْضِ، فَيُنْفَخُ فِيهِ ثَلاَثَ نَفَخَاتٍ: الأُولى: نَفْخَةُ الْفَزَعِ، والثَّانِيَةُ: نَفْخَةُ الصَّعْقِ، والثَّالِثَةُ: نَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)). انتهى.

(160)
قولُه: (فيَقومُ النَّاسُ مِن قُبورِهم) إلخ. قال -سُبْحَانَهُ-: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وروى مسلمٌ في "صحيحِه" عن ابنِ عُمرَ مرفوعًا: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) قال: ((يقومُ النَّاسُ حتى يَغِيبَ أحدُهم في رَشْحِه إلى نِصفِ أُذُنِه))، وفي البخاريِّ ومسلمٍ وغيرِهما عن ابن عبَّاسٍ -رضي اللَّهُ عنهما- قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يَخْطُبُ على المِنبرِ يقولُ: ((إِنَّكُمْ مُلاَقُو رَبِّكُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً)) وزادَ في روايةٍ ((مُشَاةً)). وفي روايةٍ فيهما قال: قام رسولُ اللَّهِ فِينا بموعظةٍ، فقال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إلى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نَّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) )).

(161) قولُه: (حُفاةً) جمعُ حافٍ: وهُوَ الذي ليس عليه نَعلٌ ولا خُفٌّ.
قولُه: (عُراةً) جمعُ عارٍ: وهُوَ الذي ليس عليه لِباسٌ، وقولُه: (غُرْلاً) بِضَمِّ الغَيْنِ المعجمةِ، وإسكانِ الرَّاءِ جمعُ أَغْرَلَ: وهُوَ الأقلفُ، وفي "الصَّحيحَيْنِ" مِن حديثِ عائشةَ -رضي اللَّهُ عنها- قالتْ: قلتُ: يارسولَ اللَّهِ، الرِّجالُ والنِّساءُ جميعا يَنْظُرُ بعضُهم إلى بعضٍ؟ قال: ((الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَلِكَ)). قال العلماءُ رَحِمَهُم اللَّهُ: مراتبُ المعادِ: البَعثُ والنُّشورُ، ثم المَحْشَرُ، ثم القِيامُ لربِّ العالَمِينَ، ثم العَرْضُ، ثم تطايُرُ الصُّحُفِ، وأَخْذِها باليمينِ والشِّمالِ، ثم السُّؤالُ والحِسابُ ثم الميزانُ. انتهى.
قولُه: (تَدْنُو مِنهم الشَّمسُ ويُلْجِمُهم العَرَقُ) أي: تَقْرُبُ منهم الشَّمسُ حتى تكونَ قَدْرَ مِيلٍ أو ميلَيْنِ، كما روى مسلمٌ عن المقدادِ -رضي اللَّهُ عنه- قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ: ((إذا كان يومُ القيامةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ العِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قَدْرَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ))، قال: ((فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إلجامًا)).
قولُه: (عَقِبيْهِ) هُوَ مؤخَّرُ القَدمِ، وقولُه: (حَقويهِ) الحَقْوُ مَعْقِدُ الإزارِ.
قولُه: (يُلجِمُهم العَرَقُ) أي: يَصِلُ إلى أفواهِهم فيصيرُ لهم بمنزلةِ اللِّجامِ يَمنعُهم عن الكلامِ. انتهى. نهاية.
وقولُه: (يُلجِمُهم العرق) ظاهرُه التَّعميمُ، لكنْ دَلَّتْ أحاديثُ على أنَّه مخصوصٌ بالبعضِ، وهُم الأكثُرُ، ويُستثنى مِن ذَلِكَ الأنبياءُ والشُّهداءُ ومَنْ شاءَ اللَّهُ. انتهى.
وأَخرجَ الشَّيخانِ عن أبي هريرةَ مرفوعًا: ((يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ))، فهَذَا الْيَوْمُ الْعَظِيمُ، فِيهِ مِنَ الأَهْوَالِ الْعَظِيمَةِ وَالشَّدَائِدِ الَجَسِيمَةِ مَا يُذِيبُ الأَكْبَادَ، وَيُذْهِلُ الْمَرَاضِعَ، وَيُشِيبُ الأوْلادَ، قال اللَّهُ تعالى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ). قولُه: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) وَذَلِكَ يومَ القيامةِ، وهُوَ حقٌّ ثابتٌ، وَرَدَ بِهِ الكِتابُ والسُّنَّةُ والإجماعُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بالبعث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir