النَّوْعُ الحَادِي وَالأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ رِوَايَةِ الأَكَابِرِ عَنِ الأَصَاغِرِ
قَدْ يَرْوِي الكَبِيرُ القَدْرِ أَوِ السِّنِّ أَوْ هُمَا عَمَّنْ دُونَهُ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا أَوْ فِيهِمَا.
وَمِنْ أَجَلِّ مَا يُذْكَرُ فِي هَذَا البَابِ مَا ذَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ r فِي خُطْبَتِهِ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ مِمَّا أَخْبَرَهُ بِهِ عَنْ رُؤْيَةِ الدَّجَّالِ فِي تِلكَ الجَزِيرَةِ الَّتِي فِي البَحْرِ. وَالحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ.
وَكَذَلِكَ فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ رِوَايَةُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ عَنْ مُعَاذٍ, وَهُمْ بِالشَّامِ, فِي حَدِيثِ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ.
قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَقَدْ رَوَى العَبَادِلَةُ عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ.
قلت: وَقَدْ حَكَى عَنْهُ عُمَرُ, وَعَلِيٌّ, وَجَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ مَالِكٍ، وهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وكذا رَوَى عن عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ جَماعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ والتابعينَ، قيلَ: (عِشْرُونَ)، ويُقالُ: بِضْعٌ وسَبْعُونَ، فاللهُ أَعْلَمُ. ولَوْ سَرَدْنَا جَمِيعَ ما وَقَعَ من ذلك لطالَ الفَصْلُ جِدًّا.
قال ابنُ الصَّلاحِ: وفي التنبيهِ على ذلك مِنَ الفائدةِ مَعرِفَةُ الرَّاوِي مِنَ المَرْوِيِّ عَنْهُ.
قالَ: وقد صَحَّ عَن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- أنها قَالَت: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَنْ نُنْزِلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ).