دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > اختصار علوم الحديث

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 11:16 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي النوع التاسع والثلاثون: معرفة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

النَّوْعُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ: مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
وَالصَّحَابِيُّ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ r فِي حَالِ إِسْلَامِ الرَّائِي, وَإِنْ لَمْ تَطُل صُحْبَتُهُ لَهُ, وَإِنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا. هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ العُلَمَاءِ, خَلَفًا وَسَلَفًا.
وَقَدْ نَصَّ عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ الرُّؤْيَةِ كَافٍ فِي إِطْلَاقِ الصُّحْبَةِ: البُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ, وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ صَنَّفَ فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ, كَابْنِ عَبْدِ البَرِّ, وَابْنُ مَنْدَهْ وَأَبِي مُوسَى المَدِينِيِّ, وَابْنُ الأَثِيرِ فِي كِتَابِهِ (الغَابَةُ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ), وَهُوَ أَجْمَعُهَا وَأَكْثَرُهَا فَوَائِدَ وَأَوْسَعُهَا -أَثَابَهُمُ اللَّهُ أَجْمَعِينَ-.
قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَقَدْ شَانَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ كِتَابَهُ (الاسْتِيعَابَ) بِذِكْرِ مَا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ مِمَّا تَلَقَّاهُ مِنْ كُتُبِ الأَخْبَارِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ.
وَقَالَ آخَرُونَ: لَا بُدَّ في إِطْلَاقِ الصُّحْبَةِ مَعَ الرُّؤْيَةِ أَنْ يَرْوِيَ حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ.
وعَن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ: لا بُدَّ مِن أَنْ يَصْحَبَهُ سَنَةً أوْ سَنَتَيْنِ، أو أنْ يَغْزُوَ معه غَزْوَةً أو غَزْوَتَيْنِ. وروَى شُعْبَةُ عن مُوسَى السَّبَلانِيِّ، وأَثْنَى عليه خَيْرًا، قال: قُلتُ لأَنَسِ بنِ مَالِكٍ: هل بَقِيَ مِن أَصْحَابِ رَسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أحدٌ غَيْرُكَ؟ قالَ: نَاسٌ مِنَ الأعرابِ رَأَوْهُ، فأمَّا مَنْ صَحِبَهُ فَلا. رواه مُسلِمٌ بحَضْرَةِ أَبِي زُرْعَةَ.
وهذا إنما نفَى فِيهِ الصُّحْبَةَ الخاصَّةَ، ولا يَنْفِي ما اصْطَلَحَ عليه الجمهورُ مِن أَنَّ مُجَرَّدَ الرُّؤْيَةِ كَافٍ في إطلاقِ الصُّحْبَةِ لشَرَفِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وجلالةِ قَدْرِه، وقَدْرِ مَن رآهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، ولهذا جاءَ في بعضِ أَلفاظِ الحَدِيثِ: (تَغْزُونَ فيُقالُ: هَل فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-؟ فيقولونَ: نَعَمْ. فيُفْتَحُ لَكُمْ). حتى ذَكَر (مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-) الحديثَ بتَمامِه.
وقال بعضُهم في مُعاوِيَةَ وعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ: لَيَوْمٌ شَهِدَهُ مُعاوِيَةُ معَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خيرٌ مِن عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ وأَهْلِ بَيْتِهِ.

  #2  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 12:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الباعث الحثيث للشيخ: أحمد شاكر


النَّوْعُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ


مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ):
وَالصَّحَابِيُّ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ r فِي حَالِ إِسْلَامِ الرَّائِي، وَإِنْ لَمْ تَطُلْ صُحْبَتُهُ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا. هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، خَلَفًا وَسَلَفًا.
وَقَدْ نَصَّ عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ الرُّؤْيَةِ كَافٍ فِي إِطْلَاقِ الصُّحْبَةِ: الْبُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ صَنَّفَ فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ، كَابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَابْنُ مَنْدَهْ وَأَبِي مُوسَى الْمَدِينِيِّ، وَابْنُ الْأَثِيرِ فِي كِتَابِهِ "الْغَابَةُ[1] فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ"، وَهُوَ أَجْمَعُهَا وَأَكْثَرُهَا فَوَائِدَ وَأَوْسَعُهَا -أَثَابَهُمُ اللَّهُ أَجْمَعِينَ-.
قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَقَدْ شَانَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ كِتَابَهُ "الِاسْتِيعَابَ" بِذِكْرِ مَا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ مِمَّا تَلَقَّاهُ مِنْ كُتُبِ الْأَخْبَارِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ[2].
وَقَالَ آخَرُونَ: لَا بُدَّ في إِطْلَاقِ الصُّحْبَةِ مَعَ الرُّؤْيَةِ أَنْ يَرْوِيَ حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ.
وعَن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ: لا بُدَّ مِن أَنْ يَصْحَبَهُ سَنَةً أوْ سَنَتَيْنِ، أو أنْ يَغْزُوَ معه غَزْوَةً أو غَزْوَتَيْنِ. وروَى شُعْبَةُ عن مُوسَى السَّبَلانِيِّ[3]، وأَثْنَى عليه خَيْرًا، قال: قُلْتُ لأَنَسِ بنِ مَالِكٍ: هل بَقِيَ مِن أَصْحَابِ رَسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أحدٌ غَيْرُكَ؟ قالَ: نَاسٌ مِنَ الأعرابِ رَأَوْهُ، فأمَّا مَنْ صَحِبَهُ فَلا. رواه مُسلِمٌ بحَضْرَةِ أَبِي زُرْعَةَ[4].

وهذا إنما نفَى فِيهِ الصُّحْبَةَ الخاصَّةَ، ولا يَنْفِي ما اصْطَلَحَ عليه الجمهورُ مِن أَنَّ مُجَرَّدَ الرُّؤْيَةِ كَافٍ في إطلاقِ الصُّحْبَةِ لشَرَفِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وجلالةِ قَدْرِه، وقَدْرِ مَن رآهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، ولهذا جاءَ في بعضِ أَلفاظِ الحَدِيثِ: "تَغْزُونَ فيُقالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-؟ فيقولونَ: نَعَمْ. فيُفْتَحُ لَكُمْ ". حتى ذَكَر "مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-" الحديثَ بتَمامِه[5].
وقال بعضُهم في مُعاوِيَةَ وعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ: لَيَوْمٌ شَهِدَهُ مُعاوِيَةُ معَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خيرٌ مِن عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ وأَهْلِ بَيْتِهِ[6].


[1] أسد الغابة في معرفة الصحابة: كما هو مذكور على طرق الكتاب المطبوع بمصر فالغابة بالباء الموحدة لا بالياء المثناة آخر الحروف.

[2] أول من جمع أسماء الصحابة وتراجمهم -فيما ذهب إليه السيوطي- البخاري صاحب الصحيح. وفي هذا نظر؛ لأن (كتاب الطبقات الكبير) لمحمد بن سعد كاتب الواقدي جمع تراجم الصحابة ومن بعدهم إلى عصره، وهو أقدم من البخاري، وكتابه مطبوع في ليدن، ثم ألف بعدهما كثيرون في بيان الصحابة.
والمطبوع منها: (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) لابن عبد البر. و(أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير الجزري، وهو من أحسنها. ومختصره، واسمه (تجريد أسماء الصحابة) للذهبي. و(الإصابة في تمييز الصحابة) للحافظ ابن حجر، وهو أكثرها جمعا وتحريرا، وإن كانت التراجم فيه مختصرة، وهو في ثمانية مجلدات، وقد ذكر في آخر الجزء السادس منه: أنه مكث في تأليفه نحو الأربعين سنة. وكانت الكتابة فيه بالتراخي. وأنه كتبه في المسودات ثلاث مرات، رحمه الله ورضي عنه. ومجموع التراجم التي في الإصابة 12297 بما في ذلك المكرر. للاختلاف في اسم الصحابي أو شهرته بكنية أو لقب أو نحو ذلك، وبما فيه أيضًا من ذكره بعض المؤلفين في الصحابة وليس منهم، وغير ذلك. ويحتاج إلى تحرير عدد الصحابة فيه على الحقيقة. وهو سهل إن شاء الله.

[3] قوله: السبلاني قال العراقي في شرح المقدمة: وقع في النسخ الصحيحة التي قرئت على المصنف السبلاني بفتح المهملة وفتح الباء الموحدة، والمعروف إنما هو بسكون الياء المثناة من تحت، هكذا ضبطه السمعاني في الأنساب اهـ فما هنا تبع لابن الصلاح، وما صححه العراقي تبعا للسمعاني بخلافه.

[4] قال ابن الصلاح: (وإسناده جيد، حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة).

[5] الحديث مخرج في الصحيحين من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: (يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس، فيقولون هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس. فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم فسيأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم. اهـ. وانفرد أبو الزبير المكي عن جابر عن مسلم بزيادة طبقة رابعة. وحكم الحافظ العسقلاني بشذوذها، كما في (باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين) الخ. من فتح الباري أول الجزء السابع.

[6] قال ابن حجر في الإصابة: ج 1 ص4-5 في تعريف الصحابي: (أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت. ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى).
ثم بين أنه يدخل في قوله: (مؤمنا له) كل مكلف من الجن والإنس. وأنه يخرج من التعريف من لقيه كافرا وإن أسلم بعد ذلك. وكذلك من لقيه مؤمنا بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة، وكذلك من لقيه مؤمنا ثم ارتد ومات على الردة، والعياذ بالله.
ويدخل في التعريف من لقيه مؤمنا، ثم ارتد، ثم عاد إلى الإسلام، ومات مسلما، كالأشعث بن قيس، فإنه ارتد ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي بكر، وقد اتفق أهل الحديث على عده في الصحابة.
ثم قال: (وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل وغيرهما).
ثم قال: (وأطلق جماعة أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي، وهو محمول على من بلغ سن التمييز، إذ من لم يميز لا تصح نسبة الرؤية إليه، نعم، يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه، فيكون صحابيا من هذه الحيثية، ومن حيث الرواية يكون تابعيًّا). وبذلك اختار ابن حجر عدم اشتراط البلوغ.
وأما الملائكة فإنهم لا يدخلون في هذا التعريف، لأنهم غير مكلفين.


  #3  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 12:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: عبد الكريم الخضير (مفرغ)

.........


  #4  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 12:48 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: إبراهيم اللاحم (مفرغ)


القارئ:
النوع التاسع والثلاثون: معرفة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
والصحابي: من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال إسلام الراوي،وإن لم تطل صحبته له، وإن لم يرو عنه شيئا.
هذا قول جمهور العلماء خلفًا وسلفًا،وقد نَصَّ على أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة البخاريُّ وأبو زرعة،وغير واحد ممن صنف في أسماء الصحابة؛ كابن عبد البر،وابن منده،وأبو موسى المديني،وابن الأثير في كتابه الغابة في معرفة الصحابة،وهو أجمعها وأكثرها فوائد، وأوسعها،أثابهم الله أجمعين.
قال ابن الصلاح: وقد شان ابن عبد البر في كتابه استيعاب ذكر ما شجر بين الصحابة،مما تلقاه في كتب الأخباريين وغيرهم.وقال آخرون: لابد في إطلاق الصحبة مع الرؤية أن يروي حديثا أو حديثين.
وعن سعيد بن المسيب: لابد من أن يصحبه سنة أو سنتين،أو يغزوا معه غزوة أو غزوتين.
وروى شعبة عن موسى السبلاني،وأثنى عليه خيرًا،قال: قلتلأنس بن مالك: هل بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد غيرك ؟ قال: ناس من الأعراب رأوا.فأما من صحبه فلا رواه مسلم بحضرة أبي زرعة،وهذا إنما نفى فيه الصحبة خاصة،ولا ينفي ما اصطلح عليه الجمهور من أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة لشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم،وجلالة قدره، وقدر من رآه من المسلمين.
ولهذا جاء في بعض ألفاظ الحديث: ((تغزون فيقال: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم.فيفتح لكم)) حتى ذكر من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بتمامه.
وقال بعضهم في معاوية وعمر بن عبد العزيز: ليوم شهده معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز وأهل بيته.
فرع: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة؛ بما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز،وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم،وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل.
وأما ما شجر بينهم بعده عليه الصلاة والسلام،فمنه ما وقع عن غير قصد كيوم الجمل،ومنه ما كان عن اجتهاد كيوم صفين،والاجتهاد يخطئ ويصيب،ولكن صاحبه معذور، وإن أخطأ،ومأجور أيضًا،وأما المصيب فله أجران اثنان.
وكان علي رضي الله تعالى عنه وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية رضي الله تعالى عنه وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
وقولك معتزلة الصحابة عدول إلا من قاتل عليا قول باطل (غير مسموع) ومردود،وقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عن ابن بنته الحسن بن علي،وكان معه على المنبر:((إن ابني هذا سيد،وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)). وظهر مصداق ذلك في نزول الحسن لمعاوية عن الأمر بعد موت أبيه علي،واجتمعت الكلمة على معاوية،وسمي عام الجماعة،وذلك سنة أربعين من الهجرة،فسمي الجميع مسلمين،وقال تعالى: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } فسماهم مؤمنين مع الاقتتال،ومن كان من الصحابة مع معاوية يقال: إن لم يكن في الفريقين مائة من الصحابة. والله أعلم.
وجميعهم صحابة،فكلهم عدول،كلهم فهم عدول كلهم، وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم،ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشرة صحابيًّا،وسموهم،فهو من الهذيان بلا دليل، إلا مجرد الرأي الفاسد عن ذهن بارد، وهو متبع، وهو أقل من أن يرد،والبرهان على خلافه أظهر وأشهر مما علم من امتثالهم أمره بعده عليه الصلاة والسلام،وفتحهم الأقاليم والآفاق،وتبليغهم عنه الكتاب والسنة،وهدايتهم الناس إلى طريق الجنة،ومواظبتهم إلى الصلوات والزكوات،وأنواع القربات،في سائر الأحيان والأوقات،مع الشجاعة والبراعة، والكرم والإيثار،والأخلاق الجميلة،التي لم تكن في أمة من الأمم المتقدمة،ولا يكون أحد بعدهم مثلهم في ذلك،فرضي إليه عنهم أجمعين، ولعن من يتهم الصادق ويصدق الكاذبين،آمين يا رب العالمين.
وأفضل الصحابة،بل أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم السلام أبو بكر عبد الله بن عثمان أبي قحافة التيمي،خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وسمي بالصديق؛لمبادرته إلى تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الناس كلهم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما دعوت أحدًا إلى الإيمان إلا كانت له كبوة،إلا أبا بكر فإنه لم يتلعثم)).
وقد ذكرت سيرته وفضائله ومسنده،والفتاوي عنه في مجلد على حدة،ولله الحمد.
ثم من بعده عمر بن الخطاب،ثم عثمان بن عفان،ثم علي بن أبي طالب،هذا رأي المهاجرين والأنصار،حين جعل عمر الأمر من بعده شورى بين ستة،فانحصر في عثمان وعلي،واجتهد فيهما عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام بلياليها،حتى سائل النساء في خدورهن والصبيان في المكاتب،فلم يرهم يعدلون بعثمان أحدًا،فقدمه على علي،وولاه الأمر قبله.
ولهذا قال الدارقطني: من قدم عليا على عثمان فقد أذرى بالمهاجرين والأنصار،وصدق رضي الله عنه،وأكرم مسواه،وجعل جنة الفردوس مأواه.
والعجب أنه قد ذهب بعض أهل الكوفة من أهل السنة إلى تقديم علي على عثمان،ويحكى عن سفيان الثوري،لكن يقال: إنه رجع عنه.ونقل مثله عن وكيع بن الجراح،ونصره ابن خزيمة والخطابي،وهو ضعيف مردود بما تقدم.
ثم بقية العشرة،ثم أهل بدر،ثم أهل أحد،ثم أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية،وأما السابقون الأولون فقيل: هم من صلى إلى القبلتين.وقيل: أهل بدر. وقيل: بيعة الرضوان.وقيل غير ذلك.والله أعلم.
فرع: قال الشافعي: روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه من المسلمين نحو من ستين ألفا.
وقال أبو زرعة الرازي: شهد حجة الوداع أربعون ألفا،وكان معه بتبوك سبعون ألفا،وقبض عليه الصلاة والسلام عن مائة ألف وأربعة عشرة ألفا من الصحابة.
الشيخ: نعم.هذا الكلام في معرفة الصحابة رضوان الله عليهم أولا عرفه ابن كثير رحمه الله على قول الجمهور بأنه من رآه.. من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال إسلام الراوي،وإن لم تطل صحبته له،وإن لم يرو عنه شيئا،وهذا قول الجمهور،وهو عمل المصنفين في كتب الصحابة،ويعني قول الجمهور،نقل عن بعض الأئمة رحمة الله عليهم،مثل سعيد بن المسيب،بعض الشروط ثم عقبها بأن هذا أو أن هذه الشروط المراد بها الصحبة الخاصة،وهذا لا ينافي إثبات الصحبة العامة لكل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به.
وثم ساح قلم ابن كثير رحمه الله وجرى ببيان فضل الصحابة رضوان الله عليهم،وبيان منزلتهم وفضلهم على الإسلام والمسلمين،وما قاموا به من جهود في نشر الإسلام،وفي تبليغه إلينا،ثم عرج على ذكر بعض الطوائف الضالة،ومحل هذا الكلام أين يذكره العلماء كثيرا مثل هذا الكلام؟
أخذتموه في كتب العقائد؛لأنه في الحقيقة مفترق طريق محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بغضهم،إما أن يوفق الشخص المسلم للسعادة،ويوفق إلى الخير،ويحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويترضى عنهم،ويعتقد فيهم أن ما وقع منهم من خطأ وهم مجتهدون فيه،أو وقع من غير قصد كما ذكر ابن كثير في قصة وقعة الجمل؛فإن التحقيق في هذه الوقعة أنه.. أن المعركة جرت دون قصد من كبار القواد رضي الله عنهم،وإما وقع قصدا،ولكن باجتهاد منهم.
وأشار ابن الصلاح إلى أنابن عبد البر ساق أخبارا لا تصح فيما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأن بعض رواة تلك الفترة إنما هو من الشيعة المحترقين مثل لوط بن يحيى،الذين كذبهم الأئمة،ومثل سيف بن عمر،وغيرهما.وقد نبه العلماء على ما في أخبارهما من..
وقامت دراسات بحمد الله تعالى لتبرئة الصحابة،وهذا هو الواجب على المسلم،وأما كما ذكر ابن كثير ما نقله عن الرافضة وغيرهم،فهذا كما ذكرت عاره وشناره ووزره وأثره بحمد الله لن ينال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وإنما هو على معتقده فهو الضار لنفسه،يعني مثلًا لو كنت أمام جبل.. لو رأيت شخصا ينطح جبلًا لا تأبه له،لماذا؟ لأنه مضرته في النهاية إنما هو على كما قال:
كناطح صخرة يوما ليوهنها = فلن يضرها وأوهى قرنه الوعل
وهذا هو.. يعني وأول ما يبدأ انظر أول ما يبدؤون يدغدغون الأحلام بأي شيء؟ بمعاوية رضي الله عنه،أول ما يبدؤون به بمعاوية لما جرى بينه وبين علي،ومع ذلك ينطلي هذا الكلام على بعض الكتاب ممن ينتسبون للسنة،وننتبه إلى أنه ليس الغرض هو معاوية،معاوية.. وبعضهم يتكلم في الصحابة غير المعروفين بأنهم.. يعني من أين أتت عدالتهم وهم غير معروفين؟
وهؤلاء لابد من الانتباه إلى أنه ليسوا هؤلاء هم الغرض؛لأن هؤلاء كم رووا من السنة؟ إنما رووا القليل جدا،وإنما هذه مرحلة تهيئة للعقول؛للانتقال إلى مرحلة.. هذه مع الأسف بدأت تطرح حتى في وسائل الإعلام عندنا وكأنها أمر.. وهي مرحلة للانتقال إلى يعني،إلى ما هو أعظم من.. إلى الصحابة المشهورين،إلى رواة السنة،ونحن نعرف أنه إذا قيل وسائل الإعلام فالآن تصلنا وسائل إعلام رغما عنا،تصلنا وسائل إعلام رغمًا عنا،يعني: لا نستطيع حجبها،لا سيما في السنوات الأخيرة،وقد انتشرت فيها هذه القضية،تطرح بين الآونة والأخرى.
وقد نبه العلماء قديمًا إلى أن الطعن في الصحابة ليس الغرض هو الصحابة؛لأنهم.. وإنما الغرض هو ما نقلوه؛ لأن الصحابة.. القرآن كيف نقل إلينا؟ إنما نقل إلينا عن طريق هؤلاء رضي الله عنهم،وكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فالمهم هذا ابن كثير رحمه الله ساح قلمه وحق له ذلك في بيان فضلهم،ويعني ما هو الواجب على المسلم تجاههم.نعم.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التاسع, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir