دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 08:27 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي إعراب الحرف، وحركات البناء


وكلُّ حرفٍ مُسْتَحِقٌّ للبِنَا = والأصلُ في الْمَبْنِيِّ أنْ يُسَكَّنَا
ومنهُ ذُو فَتْحٍ وذُو كَسْرٍ وَضَمْ =كأينَ أَمْسِ حيثُ والساكنُ كَمْ


  #2  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 08:41 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

وكُلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقٌّ لِلْبِنَا = والأصلُ في المَبْنِيِّ أنْ يُسَكَّنَا(1)
ومِنْهُ ذُو فَتْحٍ وذُو كَسْرٍ وضَمْ = كأَيْنَ أَمْسِ حَيْثُ والساكِنُ كَمْ(2)
الحروفُ كلُّها مبنيَّةٌ؛ إذ لا يَعْتَوِرُها ما تَفْتَقِرُ في دَلالتِها عليه إلى إعرابٍ، نحوُ: (أَخَذْتُ مِن الدَّرَاهِمِ) فالتبعيضُ مُستفادٌ مِن لفظِ (مِن) بدونِ الإعرابِ.
والأصلُ في البِناءِ أنْ يكونَ على السكونِ؛ لأنَّه أخفُّ من الحركةِ، ولا يُحَرَّكُ المَبْنِيُّ إلاَّ لسببٍ؛ كالتخَلُّصِ مِن الْتِقَاءِ الساكنيْنِ، وقد تكونُ الحركةُ فتحةً كأينَ وقامَ وإنَّ، وقد تكونُ كسرةً كأمسِ وجَيْرِ، وقد تكونُ ضَمَّةً كحيثُ، وهو اسمٌ، و(مُنْذُ) وهو حرفٌ إذا جَرَرْتَ به، وأمَّا السكونُ فنحوُ: (كَمْ واضْرِبْ وأَجَلْ).
وعُلِمَ مِمَّا مَثَّلْنَا به أنَّ البناءَ على الكسرِ والضمِّ لا يكونُ في الفعلِ، بل في الاسمِ والحرفِ، وأنَّ البناءَ على الفتحِ أو السكونِ يكونُ في الاسمِ والفعلِ والحرفِ ([3]).
([1]) (كلُّ) مبتدأٌ، وكلُّ مضافٌ و(حرفٍ) مضافٌ إليه، (مُسْتَحِقٌّ) خبرُ المبتدأِ، (لِلْبِنَا) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمُسْتَحِقٌّ، (والأصلُ) مبتدأٌ، (في المبنيِّ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بالأصلِ، (أنْ) مصدريَّةٌ، (يُسَكَّنَا) فعلٌ مضارِعٌ مبنيٌّ للمجهولِ منصوبٌ بأنْ، والألفُ للإطلاقِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يعودُ إلى المبنيِّ، وأنْ وما دَخَلَتْ عليه في تأويلِ مصدرٍ خبرُ المبتدأِ، والتقديرُ: والأصلُ في المبنيِّ تَسْكِينُه، والمرادُ كونُه ساكناً.
([2]) (ومِنهُ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ مقدَّمٍ، (ذُو) مبتدأٌ مؤخَّرٌ مرفوعٌ بالواوِ نيابةً عن الضمَّةِ؛ لأنَّه من الأسماءِ الستَّةِ، وذو مضافٌ و(فَتْحٍ) مضافٌ إليه، (وذُو) معطوفٌ على ذُو السابقِ، (كَسْرٍ) مضافٌ إليه، (وضَمٍّ) معطوفٌ على كسرٍ بتقديرِ مضافٍ؛ أي: وذو ضَمٍّ، (كأَيْنَ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ، (أَمْسِ حيثُ) معطوفانِ على أينَ بحرفِ عطفٍ محذوفٍ، (والسَّاكِنُ) الواوُ عاطفةٌ أو للاستئنافِ، الساكنُ: مبتدأٌ، (كَمْ) خبرُ المبتدأِ، ويجوزُ العكسُ.
([3]) ذَكَرَ الناظِمُ والشارحُ أنَّ مِن المبنيَّاتِ ما يكونُ بناؤُه على السكونِ، ومنه ما يكونُ بناؤُه على حركةٍ من الحركاتِ الثلاثِ.
واعْلَمْ أنه يَنُوبُ عن السكونِ في البناءِ الحذفُ، والحذفُ يَقَعُ في موضعيْنِ: الأوَّلُ: الأمرُ المعتلُّ الآخِرِ. نحوُ: اغْزُ وارْمِ واسْعَ، والثاني: الأمرُ المسندُ إلى ألفِ اثنيْنِ أو واوِ جماعةٍ أو ياءِ مخاطبةٍ، نحوُ: اكْتُبَا واكْتُبُوا واكْتُبِي، وأنه يَنُوبُ عن الفتحِ في البناءِ شيئانِ:
أوَّلُهما: الكسرُ، وذلك في جمعِ المؤنَّثِ السالِمِ إذا وَقَعَ اسْماً للا النافيةِ للجِنسِ، نحوَ: لا مُسْلِماتِ.
وثانيهما: الياءُ، وذلك في جمعِ المذكَّرِ السالِمِ والمثنَّى إذا وَقَعَ أحدُهما اسماً للا النافيةِ للجنسِ أيضاًً، نحوُ: لا مُسْلِمين،
وأنه يَنُوبُ عن الضمِّ في البناءِ شيئانِ: أحدُهما: الألفُ، وذلك في المثنَّى إذا وَقَعَ مُنادًى نحوَ: يا زيدانِ، وثانيهما: الواوُ، وذلك في جمعِ المذكَّرِ السالمِ إذا وقَعَ منادًى أيضاًً، نحوَ: يا زَيْدُونَ.


  #3  
قديم 18 ذو الحجة 1429هـ/16-12-2008م, 04:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

وَالْحُرُوفُ كُلُّهَا مَبْنِيَّةٌ.
فَصْلٌ

وَأَنْوَاعُ الْبِنَاءِ أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهَا: السكونُ، وَهُوَ الأَصْلُ، وَيُسَمَّى أَيْضاً وَقْفاً، وَلِخِفَّتِهِ دَخَلَ فِي الكَلِمِ الثَّلاثِ، نَحْوَ: هَلْ، وَقُمْ، وَكَمْ.
وَالثَّانِي: الْفَتْحُ، وَهُوَ أَقْرَبُ الْحَرَكَاتِ إِلَى السُّكُونِ، فَلِذَا دَخَلَ أَيْضاً فِي الكَلِمِ الثلاثِ، نَحْوَ: سَوْفَ، وَقَامَ، وَأَيْنَ. والنَّوْعَانِ الآخَرَانِ هُمَا: الكَسْرُ وَالضَّمُّ، وَلِثِقَلِهِمَا وَثِقَلِ الْفِعْلِ لَمْ يَدْخُلا فِيهِ، وَدَخَلا فِي الحرفِ والاسمِ، نَحْوَ: لامُ الْجَرِّ، وَ (أَمْسِ)، وَنَحْوَ: (مُنْذُ) فِي لُغَةِ مَنْ جَرَّ بِهَا أَوْ رَفَعَ؛ فَإِنَّ الجارَّةَ حَرْفٌ والرافعةَ اسْمٌ ([1]).


([1]) الخلاصةُ فِي هَذَا الموضوعِ: أَنَّ الأصلَ فِي الحروفِ وَفِي الأفعالِ البناءُ، والأصلَ فِي الأسماءِ الإعرابُ، فَلا يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ بِنَاءِ الحرفِ وَلا عَنْ عِلَّةِ بِنَاءِ الفعلِ، وَيُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ بِنَاءِ الاسمِ، وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ عِلَّةَ بِنَائِهِ شَبَهُهُ بالحرفِ فِي أَحَدِ وُجُوهِ الشَّبَهِ الثلاثةِ.
وَيُسْأَلُ عَنْ إعرابِ الفعلِ المضارعِ، وَقَد اسْتَقَرَّ عِنْدَهُمْ أَنَّ عِلَّةَ إعرابِهِ مُشَابَهَتُهُ للاسمِ فِي وقوعِهِ خَبَراً وَصِفَةً وَصِلَةً وَحَالاً. ثُمَّ الأصلُ فِي المَبْنِيِّ أَنْ يَكُونَ بِنَاؤُهُ عَلَى السكونِ، فَلا يُسْأَلُ فِي المَبْنِيِّ عَلَى السكونِ، سَوَاءٌ أَكَانَ اسْماً أَمْ فِعْلاً أَمْ حَرْفاً. لِمَ كَانَ بِنَاؤُهُ عَلَى السكونِ؟ فَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ مِن الثلاثةِ قَدْ بُنِيَ عَلَى حركةٍ سُئِلَ فِيهِ سُؤَالانِ: لِمَ بُنِيَ عَلَى حَرَكَةٍ؟ وَلِمَ كَانَتِ الحَرَكَةُ خُصُوصِيَّ الفتحةِ أَو الضَّمَّةِ أَو الْكَسْرَةِ؟
وَمِنْ أسبابِ البناءِ عَلَى حركةٍ : إرادةُ التَّخَلُّصِ مِنَ السَّاكِنَيْنِ كَمَا فِي نَحْوِ: أَمْسِ، وَمِنْهَا كَوْنُ الكلمةِ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ كَتَاءِ المُتَكَلِّمِ، وَمِنْهَا كونُ الكلمةِ عُرْضَةً لأَنْ يُبْتَدَأَ بِهَا كَلامُ الابتداءِ فِي نَحْوِ: (لَزَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْ عَمْرٍو).
وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ للكلمةِ حالةَ إِعْرَابٍ كَمَا بُنِيَتْ قَبْلُ وَبَعْدُ عَلَى حركةٍ؛ لأَنَّ لَهُمَا حَالَةً يُعْرَبَانِ فِيهَا، وَمِنْهَا شَبَهُ الكلمةِ المَبْنِيَّةِ بِكَلِمَةٍ مُعْرَبَةٍ كَمَا بُنِيَ الفعلُ الماضي عَلَى حركةٍ؛ لأَنَّهُ أَشْبَهَ الفعلَ المضارعَ المُعْرَبَ، فَتَفَطَّنْ لِذَلِكَ، وَكُنْ مِنْهُ عَلَى ثبتٍ.


  #4  
قديم 18 ذو الحجة 1429هـ/16-12-2008م, 04:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني

21- وَكُلُّ حـَــرْفٍ مُسْتَحِقٌّ لِلبِنَا = وَالأَصْلُ فِي المَبْنِيِّ أَنْ يُسَكَّنَا
22- وَمَنْهُ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ ، وَضَمٍّ = كـ "أَيْنَ" "أَمْسِ" "حَيْثُ"، وَالسَّاكِنُ "كَمْ"
(وَكُلُّ حـَــرْفٍ مُسْتَحِقٌّ لِلبِنَا) الذي به بالإجماعِ ، إذْ ليس فيه مقتضَى الإعرابِ ، لأنَّهُ لا يعتِوِرَهُ مِنَ المعانِي مَا يحتاجُ إلى الإعرابِ
(وَالأَصْلُ في المبنيِّ) اسمًا كانَ أو فعلاً أو حرفًا (أنْ يُسَكَّنَا) أي: السكونُ، لخفَّتِه وثقَلِ الحركةِ، والمبنيُّ ثقيلٌ، فلو حُرِّكَ اجتمَعَ ثقيلانِ (ومنه) أي: مِنَ المبنيِّ ما حُرِّكَ لعارضٍ اقتضَى تحريكَه، والمحرَّكُ (ذو فتحٍ وذو كسرٍ و) ذو (ضمٍ) فذو الفتحِ (كأَيْنَ) و"ضَرَبَ" و"رُبَّ"، ذو الكسرِ، نحوُ، (أمسِ) و"جيرِ"، وذو الضمِّ نحو: (حيثُ) و"منذُ" (والساكنُ)، نحو(كَمْ) و"اضْرِبْ" و"هَلْ"، فالبناءُ على السكونِ يكونُ في الاسمِ والفعلِ والحرفِ لكونِهِ الأصلَ، وكذلك الفتحُ لكونِهِ أخفَّ الحركاتِ وأقربَها إلى السكونِ، وأمَّا الضمُّ والكسرُ فيكونانِ في الاسمِ والحرفِ، لا الفعلِ؛ لثقلِهِمَا وثقَلِ الفعلِ. وبُنِيَ "أَيْنَ" لشِبَهِهِ بالحرفِ في المعنى، وهو الهمزةُ إنْ كانَ استفهامًا، وإنْ كانَ شرطًا. وبُنِيَ أمسِ عندَ الحجازييِّنَ لتضمنِّه معنى حرفِ التعريفِ؛ لأنَّهُ معرفةٌ بغيرِ أداةٍ ظاهرةٍ ، وبُنِيَ "حيثُ" للافتقارِ اللازمِ إلى جملةٍ، وبُنِيَ كَمْ للشبهِ الوضعيِّ، أو لتضمُّنِ الاستفهاميَّةِ معنَى الهمزةِ، والخبريَّةِ معنى "رُبَّ" التي للتكثيرِ.
تنبيهٌ : ما بُنِيَ مِنَ الأسماءِ على السكونِ فيه سؤالٌ واحدٌ: لِمَ بُنِيَ؟ وَمَا بُنِيَ منها على الحركةِ فيه ثلاثةُ أسئلةٍ: لِمَ بُنِيَ؟ ولم حُرِّكَ؟ ولِمَ كانتِ الحركةُ كذا؟ وما بُنِيَ مِنَ الأفعالِ أو الحروفِ على السكونِ لا يُسأَلُ عنه، وما بُنِيَ منهما على حركةٍ فيه سؤالانِ: لِمَ حُرِّكَ؟ ولم كانتِ الحركةُ كذَا؟
وأسبابُ البناءِ على الحركةِ خمسةٌ : التقاءُ الساكنينِ كـ "أينَ" ، وكونُ الكلمةِ على حرفٍ واحدٍ كبعضِ المضمَرَاتِ، أو عرضةً لِأَنْ يُبْتَدَأَ بها كباءِ الجرِّ، أولها أصلٌ في التمكُّنِ كأَوَّلِ، أو شابَهَتْ المُعْرَبَ كالماضي فَإِنَّهُ أشبهَ المضارعَ في وقوعِهِ صفةً وصلةً وحالاً وخبرًا كما تقدَّمَ.
وأسبابُ البناءِ على الفتحِ : طلبُ الخِفَّةِ كـ "أينَ" ومجاورةُ الألفِ كـ "أيَّانَ"، وكونُها حركةَ الأصلِ نحوُ: "يا مُضَارَ" ترخيمُ "مُضَارِ"، اسمُ مفعولٍ، والفرقُ بينَ معنيينِ بِأَدَاةٍ واحدةٍ، نحوُ: "يا لزيدٍ لعمرٍو"، والإتباع نحو: "كيفَ"، بَنَيْتَ على الفتحِ إتباعًا لحركةِ الكافِ؛ لأنَّ الياءَ بينهما ساكنةٌ، والساكنُ حاجزٌ غيرُ حصينٍ.
وأسبابُ البناءِ على الكسرِ: التقاءُ الساكنينِ كـ "أمسِ"، ومجانسةِ العملِ كباءِ الجرِّ، والحملِ على المقابلِ كلاَمِ الأمرِ: كُسِرَتْ حملاً على لامِ الجرِّ؛ فإنَّها في الفعلِ نظيرتُها في الاسمِ ، والإشعارُ بالتأنيثِ، نحوُ: "أنتَ"، وكونُها حركةَ الأصلِ، نحوُ: "يَا مُضَارِ" ترخيمُ "مُضَارّ"، اسمُ فاعلٍ، والفرقُ بين أداتينِ، كَلَامِ الجرِّ: كُسِرَتْ فَرْقًا بينها وبينَ لامِ الابتداءِ في نحوِ: "لِمُوسَى عَبْدٌ"، والإتباعُ نحوُ: "ذِه" و"تِه" - بالكسرِ- في الإشارةِ للمؤنَّثَةِ.
وأسبابُ البناءِ على الضمِّ: أنْ لا يكونَ للكلمةِ حالُ الإعرابِ، نحوَ:{لِلِّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}، بالضمِّ ومشابهةَ الغاياتِ، نحوُ: "يَا زَيْدُ" فَإِنَّهُ أشبهَ "قبل" و"بعد"، قيل: مِنْ جهةِ أنَّهُ يكونُ متمكِّنًا في حالةٍ أُخْرَى، وقيلَ: مِنْ جهةِ أنَّهُ لا تكونُ له الضمةُ حالةَ الإعرابِ، وقال السيرافيُّ: مِنْ جهةِ أنَّهُ إذا نُكِّرَ أَوْ أُضِيفَ أُعْرِبَ، ومِنْ هذا "حيثُ" فإنَّهَا إنَّمَا ضُمَّتْ لشَبَهِها بـ "قبلُ" و"بعدُ"، مِنْ جهةِ أنَّهَا كانَتْ مستحِقَّةً للإضافةِ إلى المفردِ كسائرِ أخواتِها فمنَعَتْ ذلك كما منَعَتْ "قبل" و"بعدُ" الإضافةَ، وكونِها حركةَ الأصل، نحوُ: "يَا تَحَاجُ" تَرْخِيمُ "تَحَاجُجْ"، مصدرُ "تَحَاجَّ"، إذا سُمِّيَ بِهِ، وكونُهُ في الكلمةِ كالواوِ في نظيرتِهَا، كـ "نحنُ"، ونظيرتُها هُمُو، وكونُه في الكلمةِ مثلَه في نظيرتِها، نحوَ: "اخْشَوا القومَ" ونظيرتُها{ قُلْ ادْعُوا } والإتباعُ: كمُنْذُ.
وقد بانَ لكَ أنَّ ألقابَ البناءِ ضَمٌّ وفتحٌ وكسرٌ وسكونٌ، ويُسَمَّى أيضا وقفًا.


  #5  
قديم 18 ذو الحجة 1429هـ/16-12-2008م, 04:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

بِناءُ الحرْفِ وعَلاماتُ البِناءِ
21- وكلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقُّ للبِنَا = والأصلُ في الْمَبْنِيِّ أنْ يُسَكَّنَا
22- ومِنهُ ذو فَتْحٍ وذو كَسْرٍ وَضَمْ = كأينَ أَمْسِ حيثُ والساكنُ كَمْ
لَمَّا ذَكَرَ حُكْمَ الأسماءِ والأفعالِ مِن حيثُ الإعرابُ والبناءُ، ذَكَرَ الحروفَ، وأنها مَبْنِيَّةٌ كُلُّها؛ وذلك لأنَّ الحرْفَ لا يَتَوَارَدُ عليه معانٍ يُحتاجُ في التمييزِ بيَنها إلى إعرابٍ كما في الاسْمِ، فابتداءُ الغايةِ يُفْهَمُ مِن الحرْفِ (مِن)، وانتهاءُ الغايةِ يُفهَمُ مِن (إلى) في قولِه تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} بدونِ حاجةٍ إلى إعرابٍ.
والبِناءُ لُزومُ آخِرِ الكَلِمَةِ حالةً واحدةً، وأنواعُ البِنَاءِ أربعةٌ:
1- البِناءُ على سُكونٍ، وهو الأَصْلُ؛ لأنه أخَفُّ مِن الْحَركةِ؛ ولذا دخَلَ في الاسْمِ والفعْلِ والحرْفِ، مِثلُ: اكْتُبْ، كَمْ، مِنْ، قالَ تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}.
ولا يُحَرَّكُ الْمَبْنِيُّ إلاَّ لِسَبَبٍ؛ كالتخَلُّصِ مِنِ الْتِقَاءِ الساكنيْنِ، فيُحَرَّكُ بالكسْرِ، نحوُ قولِه تعالى: {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ}، أو بالضَّمِّ، نحوُ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا}، أَو بالفتْحِ؛ كقولِه تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}، فحُرِّكَتْ نونُ (مِن) بالفتْحِ؛ لأنَّ الميمَ مَكسورةٌ، فكُرِهَ اجتماعُ كَسرتيْنِ للثِّقَلِ.
2- الفتْحُ: وهو أقرَبُ الحركاتِ إلى السكونِ؛ ولذا دَخَلَ في الاسمِ والحرْفِ والفعْلِ، مِثلُ: كيفَ، قامَ، واوِ العطْفِ، قالَ تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً}.
3- الكَسْرُ: وهو في الاسمِ والحرْفِ دونَ الفعْلِ، مِثلُ: (هؤلاءِ)، والباءِ في نحوِ: مَرَرْتُ بِزيدٍ، قالَ تعالى: {هَأَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}.
4- الضمُّ: وهو في الاسمِ والحرْفِ دونَ الفعْلِ أيضاً، مثلُ: (حيثُ) و(مُنذُ)، على اعتبارِها حَرْفَ جَرٍّ. أمَّا الضمُّ في آخِرِ الفعْلِ الماضي مثلُ: (الطُّلاَّبُ حَضَرُوا) فليسَ بأَصْلِيٍّ، إنما هو ضَمٌّ عارِضٌ لِمُناسَبَةِ الواوِ؛ كما مَضَى.
وهذا معنى قولِه: (وكلُّ حَرْفٍ... إلخ)؛ أيْ: أنَّ جميعَ الحروفِ مَبْنِيَّةٌ، (والأصْلُ في الْمَبْنِيِّ أنْ يُسَكَّنَا) أيْ: أنَّ الراجِحَ أو الْمُسْتَصْحِبَ للأصْلِ هو السكونُ، وليسَ المرادُ بالأصْلِ: الغالِبَ؛ إذ ليسَ غالِبُ الْمَبْنِيَّاتِ ساكِناً. ثم ذَكَرَ أنواعَ البِناءِ والأَمْثِلَةَ عليها.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحرف،, إعراب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir