دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > منتدى دراسة التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1442هـ/9-01-2021م, 02:27 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي سيرة الشيخ عبد الحميد الفراهي (ت:1349هـ)

سيرة الشيخ عبد الحميد الفراهي (ت:1349هـ)

هو حميد الدين أبو أحمد عبد الحميد بن عبد الكريم بن قربان قنبر الأنصاري الفراهي، ولد سنة 1280هـ في قرية "فَرِيها" من قرى منطقة "أعظم كره" شمال الهند شرقي لكناو، وكان أبوه من أعيان تلك البلاد غنيّاً سريّاً؛ فنشأ عبد الحميد في رخاء ورفاهية، وعيّن له أبوه مؤدّباً ومعلّماً؛ فحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، ثم تعلّم الفارسيّة وحذقها حتى نظم الشعر بالفارسية.
ولما بلغ الرابعة عشرة تعلّم العربية ومبادئ علوم الشريعة على ابن عمّته العلامة شبلي النعماني(ت:1332هـ) ثم انتقل إلى لكناو فدرس على العلامة الكبير عبد الحيّ اللكنوي(ت:1304هـ).
ودرس على فيض الحسن السهارنفوري(ت:1304هـ) المدرّس في الكليّة الشرقية بلاهور علوم العربية وغيرها
ثمّ لما بلغ العشرين درس في المدارس النظامية فالتحق بثانوية "كرنل غنج" ثم حصل على الشهادة الجامعية من كلية عليكرة، وطلبت منه إدارة الجامعة ترجمة كتابين من العربية إلى الفارسية لإدخالهما في المقررات الدراسية في الجامعة التي هو من طلابها.
وتعلّم اللغة الإنجليزية ومهر فيها حتى ألّف فيها وحاضر، وأشرف على ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية.
ودرس الفلسفة على المستشرق الإنجليزي توماس أرنولد(ت:1349هـ) ثم كان يحذّر من الفلسفة بعد ذلك ويبيّن ضررها.
وقرأ كتب العهد القديم والعهد الجديد من كتب أهل الكتاب.
وكان لعبد الحميد مكتبة غنيّة بالكتب؛ فاتسع اطلاعه، مع ذكاء حادّ، ونَهَم في القراءة والبحث والنظر، وتضلّع في علوم العربية.
ودرّس في مدرسة الإسلام بكراتشي زمناً، ثمّ تنقّل في مدارس عدة إلى أن تصدّر للتدريس في كلية عليكرة سنة 1324هـ وبقي فيها سنوات عدة، وكان أستاذ العربية فيها المستشرق اليهودي الألماني جوزف هوروفيتس، فدرس عليه العبرانية.
- قال الأستاذ محمد أجمل الإصلاحي: (والذي دعاه إلى ذلك انتشار جمعيات التنصير في عهده في الهند، والردُّ على اليهود والنصارى من خلال كتبهم يقتضي دراستها الدقيقة وبصورة مباشرة)ا.هـ.
وقد ظهر أثر ذلك جليّا في تفسيره وفي مؤلفاته في علوم القرآن.
ثم انتقل إلى كلية دار العلوم بحيدر آباد سنة 1332ه وتولّى عمادتها وتدريس الصفوف العليا في الكلية.
وبعد وفاة شيخه العلامة شبلي النعماني(ت:1332هـ) اجتمع مع بقية تلامذته لتنفيذ فكرة شيخهم في تأسيس مؤسسة دار المصنفين في مدينة "أعظم كره" واختير الفراهي رئيساً لها.
وأسند إليه الإشراف العلمي على مدرسة "إصلاح المسلمين" وهي مدرسة أنشاتها جمعية "إصلاح المسلمين" لتخريج دعاة وعلماء يعملون في إصلاح عقائد المسلمين وإزالة البدع المنتشرة وفض المنازعات بين المسلمين؛ فأقام مناهجها، ورسم خطّتها، وحسّن طريقة تعليم العربية، واعتنى فيها بعلوم القرآن، وكان يشرف عليها وهو في حيدر آباد.
وكان له درس أسبوعي في تفسير القرآن في حيدر آباد، وبقي فيها إلى سنة 1337هـ، حيث استقال من العمل النظامي ليتفرّغ لمطالعة القرآن والاجتهاد في فهم نظامه.
وعاد إلى بلده "أعظم كره" وباشر إدارة المدرسة الإصلاحية التي وضع خطّتها العلمية، وكان يلقي فيها دروساً في التفسير يحضرها الأساتذة وكبار الطلاب.
وتوافر على دراسة معاني القرآن دراسة عميقة مفصّلة، وتراءى له أن للقرآن نظاماً عامّاً في جميع سوره، سمّاه عمود السورة، وهو ما يسمّيه بعض المعاصرين "الوحدة الموضوعية" للسورة.
- قال محمد أجمل الإصلاحي: (وكان يعكف كل يوم بعد قيام الليل على تدبّر القرآن الكريم، ثم يشتغل بالبحث والنظر والتأليف، ويستمرّ على ذلك بعد صلاة الفجر إلى الساعة التاسعة صباحاً، وظلّ ذلك دأبه أكثر من ثلاثين سنة، ولما استقال من عمادة دار العلوم بحيدر آباد صار يقضي معظم وقته في تدبّر القرآن والتأليف فيه).
أنهكته الأمراض في آخر حياته حتى توفي رحمه الله وهو يتلو القرآن، في شهر جمادى الآخرة من عام 1349هـ، بعد عملية جراحية أجريت له.

له مؤلفات منها:
1- نظام الفرقان وتأويل القرآن بالقرآن، وهو تفسيره المشهور، صدر منه تفسير الفاتحة، والذاريات، والتحريم، والقيامة، والمرسلات، وعبس، والشمس، والتين، والعصر، والفيل، والكوثر، والكافرون، والمسد، وهذه الأجزاء مطبوعة.
وفسّر اثنتين وستين آية من أوّل سورة البقرة، وإحدى وثلاثين آية من أوّل سورة آل عمران، ولم يقدّر له إكمال تفسيره.
2- ودلائل النظام، وغرضه التدليل على العمود الذي بنى عليه تفسيره، وقد نشرته الدائرة الحميدية سنة 1388ه.
3- فاتحة نظام القرآن، وهو مقدّمة تفسيره، وقد نشرته الدائرة الحميدية سنة 1357هـ.
4- وإمعان في أقسام القرآن، وقد طبع مرتين في حياته، والطبعة الثانية فيها زيادات كثيرة.
5- والتكميل في أصول التأويل، لم يكمله، وقد نشرته الدائرة الحميدية سنة 1388هـ.
6- والرأي الصحيح فيمن هو الذبيح، طبع في حياته، ثم أعيد طبعه مراراً.
7- ومفردات القرآن، لم يكمله، لكنه له مسودة أخرجها تلميذه أختر أحسن الإصلاحي، ثم عثر الأستاذ محمد أجمل الإصلاحي سبط أختر أحسن على ورقات فيها تفسير خمس وثلاثين مفردة بخطّ المؤلّف عند بعض تلاميذه فجمعها، ونشرت الكتاب دار الغرب سنة 1420هـ.
8- وحجج القرآن، لم يكمله، ولم يبيّضه، وقد نشرته الدائرة الحميدية اعتماداً على المسودة.
9- وحكمة القرآن، كتاب لم يكمله ، وقد نشر فصلاً منه بعنوان "النظام في الديانة الإسلامية".
10- وأساليب القرآن، وهو كتاب في ذكر وجوه الأساليب في القرآن وبيان دلالاتها ومواقع استعمالها، وقد طبع.
وله كتب في العربية منها: جمهرة البلاغة، ورسالتان في النحو والصرف، وديوان شعر، وغيرها.
وكانت طريقته في التأليف أنه يحقق المسائل في الموضوعات التي يرى التأليف فيها مسألة مسألة، ثم يلحق كل مسألة بالكتاب الذي تتبعه، ولذلك كان اشتغاله بالتأليف متفرّقاً بين كتب متعددة متزامنة، فمنها ما قدّر له إتمامه؛ فنضّده وأخرجه في حياته، ومنها وهو أكثرها ما لم يتمّه، وهو على صنفين:
- صِنْفٌ كتب منه جملة صالحة في مسوّدات فاجتهد بعض تلاميذه في إخراجها ونشرها.
- وصنف كانت كتابته فيه إنما هي نتف متفرقة لا يجتمع منها ما يقوم به عمود الكتاب.

ويؤخذ عليها المغالاة فيما سمّاه نظام القرآن وعمود السورة، حتى يخرج بأقوال غريبة، يخطّئ كلّ ما يخالفه من الأقوال، ويزري على المفسرين بأنهم لم يفهموا ما استخرجه وفهمه، ويذكر الأحاديث والآثار من غير عزو ولا تمييز بين صحيحها وضعيفها، ويعتمد في الانتقاء من متونها على ما يراه موافقاً لما استخرجه من عمود السورة كما سمّاه، ويردّ ما يخالف ذلك أو يؤوّله بأنواع من التأويلات.
وتقع منه جراءة عجيبة في ردّ أقوال المفسرين وتخطئتها ولو كان القول لجمهورهم، ويعوّل كثيراً على فهمه لنصوص منتقاة من كتب أهل الكتاب، ويكثر من إيرادها ويطيل جداً في محاولات تقرير ما يذهب إليه حتى ربما فسّر الآية الواحدة في فصول عديدة يزعم أنها ضرورية لفهم نظام السورة، ويقع منه تكلّف ظاهر وأخطاء وأوهام ليست قليلة في أثناء ذلك بسبب اعتماده على دلالات رمزية إشارية تترقى عنده حتى يراها دلائل قاطعة إذا وافقت ما استخرجه من عمود السورة، ثم يزري على المفسرين بأنهم لم يفهموا من الآيات ما فهم.
ومن تلك الأخطاء ما يبطل بنيانه الذي يريد أن يتوصّل به لإقامة عمود السورة ونظامها، وللشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلّمي(ت:1386هـ) تعقيب عليه في تفسير سورة الفيل طبع في مجلّد؛ بيّن فيه كثيراً من الأخطاء المنهجية والتفصيلية التي وقع فيها الفراهي، مع أدب جمّ وإنصاف وحسن بيان.
فمن الأخطاء الظاهرة التي وقع فيها الفراهي أنّه زعم أن الرمي في قوله تعالى: {ترميهم} كان من قريش، وأنهم دفعوا أبرهة وجيشه عن البيت الحرام، وأن الطير لم ترمهم، وإنما كانت تأكل جثث القتلى، وبنى استنتاجاته على أخطاء متسلسلة تراها مبيّنة مع الردّ عليها في تعقيب المعلّمي.
والرجل لذكائه وسعة اطلاعه ودقّة ملاحظاته يستخرج فوائد يعزّ وجود مثلها في كثير من التفاسير، وهو من أهل الصدق والفضل فيما نحسب، وقد أجهد نفسه في البحث والتحرير إجهاداً كبيراً، لكن لا ينبغي أن يُؤخذ كلامه على علاته، بل يُمرّ على مشرح التمحيص.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشيخ, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir