دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > المهارات المتقدمة في التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 محرم 1439هـ/18-10-2017م, 01:17 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس السابع: جمع أقوال علماء اللغة في التفسير

الدرس السابع: جمع أقوال علماء اللغة في التفسير

عناصر الدرس:
1. فوائد جمع أقوال علماء اللغة في مسائل التفسير
2. فوائد جمع أقوال السلف في المسائل اللغوية
3. أصل العلوم اللغوية وأقسام أدلّتها
4. أصناف علماء اللغة الذين تنقل أقوالهم في مسائل التفسير
5. مراتب المصادر اللغوية
6. مثال على جمع أقوال علماء اللغة وترتيبها
7. التطبيقات



فوائد جمع أقوال علماء اللغة في مسائل التفسير:
من المهارات التي يحتاجها المفسّر كثيراً مهارة جمع أقوال علماء اللغة في مسائل التفسير من مصادرها الأصلية ليحقق بذلك فائدتين مهمّتين:
إحداهما: جمع المادة اللغوية التي تعينه على إحسان دراسة المسألة.
والأخرى: التحقق من صحّة ما نسب إلى علماء اللغة من الأقوال في التفسير.

وقد يقع الخطأ في نسبة بعض الأقوال لبعض علماء اللغة لأسباب:
منها: أن يكون القول منقولاً عنه بالمعنى وفُهم منه ما لم يرده.
ومنها: أن يكون القول مستخرجاً له لم يقل بنصّه، والخطأ في استخراج الأقوال وارد.
ومنها: أن يقع في النسخة المنقول منها تصحيف أو تحريف فيقع الخطأ في نسبة ذلك القول للعالم.
ومنها: أن يكون ذلك القول منقولا عنه بواسطة محذوفة ، ويكون منشأ الخطأ من الواسطة.
ولكلّ هذه الأسباب أمثلة يأتي بيانها بإذن الله تعالى في دورة "علل التفسير"، وإنما المقصود هنا أن يعرف المفسّر أنّ رجوعه إلى المصادر الأصلية لأقوال علماء اللغة مما يجنّبه الوقوع في كثير من الأخطاء المتعلّقة بنسبة الأقوال إلى علماء اللغة مع الظفر بأقوال لعلماء اللغة في المسألة التي يدرسها قد لا يجدها في كثير من كتب التفسير.

ومداومة المفسّر على بحث ودراسة المسائل اللغوية تنمّي معرفته بمراتب المراجع اللغوية، ومراتب علماء اللغة وتفاضلهم وتنوّع أوجه عناياتهم اللغوية؛ فيعرف مظانّ بحث كلّ مسألة ويأخذها عن أهلها.
وقد سبق ذكر العلوم اللغوية التي يحتاجها المفسّر وأسماء المؤلفات في كلّ علم منها في الدرس الخامس، وفي دورة طرق التفسير؛ بما يغني عن الإعادة.

فوائد جمع أقوال السلف في المسائل اللغوية:

مما ينبغي أن يتنبّه له المفسّر أنّ الصحابة والتابعين من أهل عصر الاحتجاج اللغوي، وأقوالهم حجّة لغوية مقبولة بثلاثة شروط:
1. أن يصحّ الإسناد إليهم.
2. وأن يُؤمَن لحن الرواة.
3. وأن يكون مستند التفسير لغوياً.
ولذلك فإنّ جمع أقوال السلف في المسائل اللغوية مهمّ، بل هو الأصل لدراسة أقوال علماء اللغة؛ فإذا أجمع السلف على قول لم يصحّ مخالفته لقول أحد من علماء اللغة، ولا يجتمع في مسألة واحدة إجماع للسلف يخالفه إجماع لعلماء اللغة.
فينبغي للباحث في مسائل التفسير أن ينظر في أقوال السلف قبل النظر في أقوال علماء اللغة، ويكفيه في هذه المرحلة أن ينظر في التفاسير التي تعنى بجمع أقوال السلف وهي: تفسير ابن جرير، والثعلبي، ومكي بن أبي طالب، والماوردي، وابن عطية، وابن الجوزي، والقرطبي، وابن كثير.
فهذه التفاسير تكاد تكون حاوية لجميع أقوال السلف في التفسير.


أصل العلوم اللغوية وأقسام أدلّتها:
أصل العلم باللغة مستفاد من طريقة نطق العرب وأساليبهم وما يعرفونه من معاني المفردات والاشتقاق وتصريف الكلمات ودلائل الخطاب اللغوي.
وما يذكره العلماء من الأدلّة على المسائل اللغوية على نوعين: سمعي وقياسي.
فالسمعيّ ما كان مصدره التلقّي عن العرب بمشافهتهم أو بما حفظ من أشعارهم وأخبارهم.
والقياسي ما كان عن اجتهاد في إجراء ما لم يُعرف بالسماع مجرى ما عرف به في نظائره وأشباهه.
وإذا تعارض الدليل السمعي والقياسي فالمقدّم هو السمعي إلا أن يكون المسموع لغة نادرة أو مهجورة أو له علّة أخرى تردّه أو تضعفه.
ولذلك كان أكثر علم علماء اللغة الأوائل مستفاداً من قراءات القرآن ومن مشافهة الأعراب والقياس على كلامهم وتقعيد القواعد فيما يطّرد من أوجه كلامهم.
وقد ذكرت في كتاب "طرق التفسير" طبقات علماء اللغة الذين لهم عناية بالتفسير اللغوي، ومعرفة هذه الطبقات مهمّ في تبيّن نشأة العناية بعلوم اللغة، وكيف بدأ التدوين فيها، وتصنيف مسائلها، والتأليف بين أبوابها وفصولها، ومعرفة أسماء علماء اللغة الذين تُذكر أقوالهم في مسائل التفسير والمسائل اللغوية.

أصناف علماء اللغة الذين تنقل أقوالهم في مسائل التفسير:
علماء اللغة الذين تكلّموا في تفسير القرآن أو في بيان بعض المسائل اللغوية المتّصلة بالآيات القرآنية على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: الذين لهم كتب في بيان معاني القرآن؛ كيحيى بن سلام البصري والفراء والأخفش وأبي عبيدة معمر بن المثنى وابن قتيبة والزجاج والنحاس ونحوهم؛ فهؤلاء يُرجع إلى كتبهم لنقل أقوالهم.
والصنف الثاني: الذين تنقل أقوالهم في كتب التفسير وليس لهم تفاسير مفردة لكن لهم كتب معروفة؛ كالخليل بن أحمد وسيبويه والأصمعي والنضر بن شميل وأبي عمرو الشيباني وأبي عبيد القاسم بن سلام وابن السكيت والمبرّد وثعلب وأبي علي القالي؛ فهؤلاء يمكن الرجوع إلى كتبهم المطبوعة عند الحاجة إلى توثيق النقل عنهم في المسائل التي تنقل أقوالهم فيها.
فإذا وجدت قولاً منسوباً لسيبويه في بعض كتب التفسير، ودعت الحاجة للتحقق منه صحّة النسبة إليه فيمكن البحث في كتابه المطبوع المسمّى بـ"الكتاب"، وإذا دعت الحاجة لشرح ذلك القول فيمكن الرجوع إلى شروح كتاب سيبويه كشرح أبي سعيد السيرافي وشرح أبي علي الفارسي، ولأبي حيان الأندلسي في تفسيره "البحر المحيط" عناية ظاهرة بأقوال سيبويه، بل كان يدعو من يريد الاشتغال بالتفسير إلى الاعتكاف على كتاب سيبويه وتفهّمه.

والصنف الثالث: الذين تنقل أقوالهم في كتب التفسير وليس لهم كتب مطبوعة في التفسير ولا غيره كعيسى بن عمر الثقفي وأبي عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب الضبي؛ فهؤلاء يرجع إلى أقوالهم من طريقين:
أحدهما: الرجوع إلى كتب تلاميذهم وما نقلوه عنهم، ولكلّ إمام تلاميذ مختصّون به ينقلون أقواله غالباً في كتبهم.
والآخر: الرجوع إلى معاجم اللغة التي اعتنت بجمع أقوالهم وما روي عنهم، ومن أجود المعاجم اللغوية وأحسنها تحريراً وعناية بطرق النقل وتمييزاً لما يصحّ منها وما لا يصحّ "تهذيب اللغة" لأبي منصور الأزهري، ومن أكثرها جمعاً لأقوال اللغويين: لسان العرب لابن منظور، وتاج العروس للزبيدي.

مراتب المصادر اللغوية:
سأرتّب أنواع المصادر التي تُجمع منها أقوال علماء اللغة إلى مراتب باعتبار سهولة البحث فيها وجمع الأقوال منها؛ لأنّ المقصود من دروس المهارات إحسان وتسهيل إجراءات بحث المسائل التفسيرية ودراساتها.

المرتبة الأولى: كتب معاني القرآن، وهي التي تعدّ أصول مصادر التفسير اللغوي وهي من مظانّ بحث أكثر المسائل اللغوية في التفسير.
ومن هذه الكتب:
- تفسير القرآن ليحيى بن سلام البصري.
- ومجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى
- ومعاني القرآن، لأبي زكريا الفراء.
- ومعاني القرآن، للأخفش الأوسط.
- وتأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة
- ومعاني القرآن وإعرابه، لأبي إسحاق الزجاج.
- ومعاني القرآن، لأبي جعفر النحاس

المرتبة الثانية: كتب غريب القرآن، ومن أهمّها:
- تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة
- وغريب القرآن وتفسيره، لليزيدي
- ونزهة القلوب، لابن عزيز السجستاني
- وياقوتة الصراط، لأبي عمر الزاهد
- وتفسير المشكل من غريب القرآن، لمكي بن أبي طالب
- والعمدة في غريب القرآن له أيضاً.

المرتبة الثالثة: كتب علماء اللغة المؤلفة أصلاً في غير معاني القرآن؛ لكنّهم يذكرون في تلك الكتب من مسائل التفسير اللغوي ما هو جدير بالجمع والدراسة، ككتب الخليل بن أحمد وسيبويه والكسائي ومؤرّج السدوسي وقطرب والفراء وأبي عبيدة وأبي عمرو الشيباني وأبي زيد الأنصاري والأخفش والأصمعي وأبي عبيد القاسم بن سلام وابن السكيت وأبي حاتم السجستاني وأبي سعيد السكري وابن قتيبة وإبراهيم الحربي والمبرّد وثعلب وابن الأنباري وأبي منصور الأزهري وغيرهم.

وهذه الكتب قد لا يظفر بالنقول منها إلا من كان له خبرة في البحث فيها ومعرفة مظانّ بحث المسائل.
وقد جمعنا بفضل الله تعالى كتب المرتبة الأولى والمرتبة الثانية وما يتعلق بالتفسير من كثير من كتب المرتبة الثالثة في مشروع جمهرة التفسير اللغوي وصنّفناها على السور والآيات، ورتّبناها على التسلسل التاريخي.
فهذا المشروع أرجو أن يختصر على الباحث كثيراً من الجهد والوقت.
مثال:
تفسير قول الله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله }
- تفاسير السلف في المشاركة الثانية ( #2).
- وكتب المرتبة الأولى والمرتبة الثانية في المشاركة الثالثة ( #3)
- وكتب المرتبة الثالثة في المشاركة الرابعة. (#4)

المرتبة الرابعة: التفاسير التي يعنى أصحابها بالمسائل اللغوية، ومن أهمّها: الكشّاف للزمخشري مع التحرّز من اعتزاليّاته، وحاشية الطيبي على الكشّاف، والبحر المحيط لأبي حيّان، والدرّ المصون للسمين الحلبي، والتحرير والتنوير لابن عاشور، وما جمع من تفسير ابن القيّم رحمه الله.
فهذه التفاسير هي من مظانّ بحث كثير من المسائل اللغوية.

المرتبة الخامسة: المراجع المخصصة لكلّ نوع من أنواع المسائل اللغوية، وهي: معاني المفردات والأساليب، والتفسير البياني، ومعاني الحروف، وإعراب القرآن، والصرف، والاشتقاق، والبديع.
وهذه الأنواع قد ذكرت مراجعها في الدرس الخامس، والمفسّر يحتاج إلى دراسة مختصر في كلّ علم من هذه العلوم ليكون على معرفة بترتيب أبوابه وفصوله، وطبقات أئمته، وطرق بحث مسائله.

والخلاصة أنّ كتب المراتب الأربعة الأولى عامّة في مراجع كثير من المسائل اللغوية، ثم يبحث من كتب المرتبة الخامسة ما يختصّ بمسألته.
وإذا جمع الباحث أقوال علماء اللغة من هذه المراتب الخمسة رُجي له أن يكون على اطّلاع حسن واسع بمراجع المسألة التي يبحثها، يسهّل له دراستها، ويعينه على إحسان فهمها.
وهذه الكتب قد تبدو للباحث كثيرة في أوّل الأمر، لكن اعتياد البحث فيها، والاستفادة من الأعمال الموسوعية في جمهرة العلوم وغيرها مما يختصر له كثيراً من الجهد والوقت.

اختر مسألة من المسائل التالية، واجمع أقوال علماء اللغة فيها على نحو ما في المثال:
1. معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}
2. معنى الحفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
3. إعراب {إن هذان لساحران}



روابط مفيدة:
دليل جمهرة معاني الحروف
كتب علماء اللغة المطبوعة مرتبة على القرون
أبواب النحو والصرف
فهارس كتاب معاني القرآن للفراء
دليل دراسات في أساليب القرآن للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة
... - دليل المعجم الصرفي
... - دليل المعجم النحوي
... - دليل معاني الحروف



 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir