الخلق
على سبعة أوجه:
الوجه الأول: الخلق، يعني: الدين. فذلك قوله في النساء: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} [119]. قال إبليس، لعنه الله: ولآمرنهم فليغيرن دين الله.
الوجه الثاني: الخلق: الخرص والكذب. فذلك قوله في الشعراء: {إن هذا إلا خلق الأولين} [137]. يعني بخلق الأولين: تخرصهم بالكذب.
وقال في العنكبوت: {وتخلقون إفكا} [17]. يعني: تخرصون كذبا. وقال في ص: {إن هذا إلا اختلاق} [7]. يعني: اختلقه تخرصه من تلقاء نفسه.
الوجه الثالث: الخلق، يعني: التصوير. فذلك قوله في المائدة: {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير} [110]. يعني: تصور من الطين كهيئة الطير. مثلها في آل عمران. وقال في النحل: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} [20]. يعني: وهم يصورون. مثلها في الفرقان.
الوجه الرابع: الخلق، يعني: النطق. فذلك قوله في: حم السجدة: {أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة} [فصلت: 21]. يعني: أنطقكم في الدنيا.
الوجه الخامس: خلق، يعني: جعل. فذلك قوله في الشعراء: {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم} [166]. يعني: الذي جعل لكم من فروج نسائكم.
الوجه السادس: الخلق، يعني: البعث. فذلك قوله في الصافات: {أهم أشد خلقا} [11]. يعني: بعثا في الآخرة. وكقوله في النازعات: {أأنتم أشد خلقا} [27]. يعني: بعثا في الآخرة. وقال في يس: {بقادر على أن يخلق مثلهم} [81]، في الآخرة.
الوجه السابع: الخلق في الدنيا. فذلك قوله: {الذي خلق السموات والأرض} [الأنعام: 1]، يعني: افتعل خلقهما ولم يكونا شيئا. وقال: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} [المؤمنون: 12]. يعني: خلق الخلق حين خلقهم الرب تبارك وتعالى في الدنيا.
أذان
على وجهين:
الوجه الأول: أذان، يعني: استماعا. فذلك قوله في: إذا السماء انشقت: {وأذنت لربها وحقت}، يعني: وسمعت لربها وحق لها أن تسمع لربها، {وإذا الأرض مدت (3) وألقت ما فيها وتخلت (4) وأذنت لربها وحقت} [الانشقاق: 2-5].
يعني: وسمعت لربها وحق لها أن تسمع. وقال في: حم السجدة: {آذناك ما منا من شهيد} [فصلت: 47]. يعني: أسمعناك ما منا من شهيد.
الوجه الثاني: أذان، يعني: نداء. فذلك قوله في الأعراف: {فأذن مؤذن بينهم}، يعني: فنادى مناد بين الجنة والنار، {أن لعنة الله على الظالمين} [44]. وقال في يوسف: {ثم أذن مؤذن}، يعني: نادى مناد، {أيتها العير إنكم لسارقون} [70]. وقال في الحج: {وأذن في الناس بالحج} [27]. يعني: ناد في الناس بالحج.
نأى
على وجهين:
الوجه الأول: نأى، يعني: تباعد. فذلك قوله في بني إسرائيل: {ونأى بجانبه} [83]. يعني: تباعد. وقال في: حم السجدة: {ونأى بجانبه} [فصلت: 51]. يعني: تباعد. وقال في الأنعام: {وينأون عنه} [26]. يعني: يتباعدون عنه.
الوجه الثاني: لا تنيا، يعني: لا تضعفا. فذلك قوله في طه: {ولا تنيا في ذكري} [42]. يعني: لا تضعفا. وقال في القصص: {لتنوء بالعصبة} [76]. يعني: لتضعف العصبة فتعجز عن حمل المال.