دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > الأطعمة والأشربة واللباس

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 08:05 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي [ جواز أكل الضب ]

عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: (( دَخَلْتُ أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعْ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي في بَيْتِ مَيْمُونَةَ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ بمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكلَ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ يَدَهُ. فَقُلْتُ: أَحْرَامٌ هُوَ يا رَسُولَ اللهِ ؟ قالَ : ((لاَ، ولَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُني أَعَافُهُ)) قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ، فَأكَلْتُهُ، وَالنَّبِيُّ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ يَنْظُرُ .
((المْحْنُوذُ)) المَشْوِيُّ بالرَّضْفِ، وهي الحجارةِ الْمُحْمَاةُ .

  #2  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 02:19 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي خلاصة الكلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

الْحَدِيثُ السَّابِعُ والسَّبْعُونَ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةٍ
عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُمَا قالَ: ((دَخَلْتُ أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي في بَيْتِ مَيْمُونَةَ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكلَ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ. فَقُلْتُ: أَحْرَامٌ هُوَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: ((لَا، ولَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُني أَعَافُهُ)) قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ، فَأكَلْتُهُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ.
المَحْنُوذُ : المَشْوِيُّ بالرَّضْفِ، وهي الحِجَارَةُ

المُفْرَدَاتُ:
قَوْلُهُ: (بِضَبٍّ). بتشديدِ الباءِ منْ فصيلةِ السلاحفِ، شَبِيهٌ بالحِرْباءِ، يَسْكُنُ الصحراءَ والمَحَلَّاتِ الوَعِرَةَ.
قَوْلُهُ: (مَحْنُوذٍ). بفتحِ الميمِ وسكونِ الحاءِ وضمِّ النونِ وبعدَهَا واوٌ ثمَّ ذالٌ، هوَ المَشْوِيُّ بالحجارةِ المُحْمَاةِ.

فِيهِ مَسَائِلُ:
الأُولَى: إباحةُ الضَّبِّ، وأنَّ الكراهةَ الطبيعيَّةَ من النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للشيءِ لا تُحَرِّمُهُ؛ لأنَّهُ ليسَ تَشْرِيعًا.
الثَّانِيَةُ: حسنُ خُلُقِ النبيِّ عَلَيْهِ السلامُ، حيثُ لم يَعِب الطعامَ الذي لا يَشْتَهِيهِ.

  #3  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 02:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

الحديثُ التاسعُ والسبعونَ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةٍ
379- عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: دَخَلْتُ أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي في بَيْتِ مَيْمُونَةَ: أَخُبِرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ، فَقَلتُ: تَأْكُلُهُ ؟ هُوَ ضَبٌّ !. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فلم يأكلْ . فَقُلْتُ : يا رَسُولَ اللَّهِ أَحْرَامٌ هُوَ ؟ قالَ :((لَا، ولَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُني أَعَافُهُ)) قَالَ خَالِدٌ : فَاجْتَرَرْتُهُ، فَأكَلْتُهُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيَّ .
((الْمَحْنُوذُ)) الْمَشْوِيُّ بالرَّضْيفِ، (وَهِيَ الحجارةُ المحمَّاةُ) .(206)
___________________
(206) الغريبُ :
بضبٍّ : بفتحِ الضادِ وتشديدِ الباءِ . هُوَ دابَّةٌ فيهِ شَبَهٌ بِالْحِرْبَاءِ . وَهُوَ معروفٌ، فِي الصحراءِ مسكنُهُ .
محنوذٍ : بفتحِ الميمِ وسكونِ الحاءِ وضمِّ النونِ، وبعدها وَاوٌ، ثُمَّ ذالٌ معجمةٌ هُوَ المُشْوِيُّ بالحجارةِ المحماةِ، ولا تزالُ الباديةُ تفعلُ هَذَا .
ويُقَالُ لهُ فِي الحجازِ : [مُضَبًّى] وَهُوَ استعمالٌ فصيحٌ، قَالَ ابنُ فارسٍ : [ضبَّتْهُ النارُ إذا شَوَّتْهُ] .
مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيثِ :
1- فيه دليلٌ عَلَى إباحةِ أكلِ الضَّبِّ من سؤالِهم وجوابِهِ : ((أحرامٌ هُوَ يا رسولَ اللهِ ؟ قَالَ : لَا . ومن تقريرِهِ خالدَ بنَ الوليدِ عَلَى أكلِهِ مَعَ علمِهِ بذلكَ . ويُفهمُ من حالِ أهلِهِ أنَّ حِلَّه متقرِّرٌ لَدَيهِم؛ لأنَّهم طبخُوه وقَدَّمُوه للأكلِ .
فإنَّهُم لم يُخبِرُوه أنَّهُ ضبٌّ لِيَسْأَلُوا عن حُكْمِ أكلِهِ؛ وإنَّما لإعلامِهِ؛ فيجتنبَهُ إن كَانَت نفسُهُ لا تقبلُهُ وأجمعَ العلماءُ عَلَى حِلِّ أكلِهِ .
2- وفيه دليلٌ عَلَى أنَّ الكراهةَ الطبيعيَّةَ من النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للشئ لا تُحَرِّمُهُ؛ لأنَّ هَذَا شيءٌ ليسَ له تَعَلُّقٌ بالشرعِ، ومردُّهُ النفوسُ وَالطباعُ .
3- حسنُ خُلُقِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ لم يَعِب الطعامَ . وهذهِ عادتُهُ الكريمةُ، فإنْ طابَ لهُ الطعامُ أكلَ منهُ، وإلَّا تركَهُ من غيرِ عيبِهِ .
4- وفيه أنَّ النفسَ وما اعتادتْهُ، فلا يَنْبَغِي إكراهُها عَلَى أكلِ ما لم تشتهِهِ ولا تستطيبُهُ، فإنَّ الذي لا تَرْغَبُهُ لا يكونُ مريئًا، فيخلَّ بالصحةِ .

  #4  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 02:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي إحكام الأحكام لتقي الدين ابن دقيق العيد

386 - الحديثُ السَّابعُ: عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْولِيدِ مَعَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فأُتِىَ بِضَبٍّ محْنُوذٍ، فأَهْوَى إلَيْهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ بِيَدِهِ، فقـالَ بَعْـضُ النِّسْـوَةِ اللَّاتِي في بَيْتِ مَيْمُـونَةَ: أَخْـبِرُوا رسـولَ اللهِ بِمَا يُـرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ. فَرَفَـعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ يَدَهُ، فقلتُ: أْحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قال: ((لَا وَلكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ)). قال خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ، فأَكَلْتُهُ وَالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ يَنْظُرُ.
قالَ رَضِيَ اللهُ عنهُ: "الْمَحْنُوذُ" المشوِيُّ بِالرَّضِيفِ، وهيَ الحجارةُ الْمُحْمَاةُ.
فيهِ دليلٌ على جوازِ أكلِ الضَّبِّ لقولـِهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ لمَّا سُئِلَ : أحرامٌ هوَ؟ قال: لَا، ولتقريرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ على أكلِهِ، معَ الْعِلْمِ بذلكَ. وهوَ أحدُ الطُّرُقِ الشَّرعيَّةِ في الأحكامِ -أَعْنِي الفِعْلَ والقَوْلَ، والتَّقريرَ معَ العلمِ.
وفيهِ دليلٌ على الإعلامِ بمَا يُشَكُّ في أمرِهِ، لِيَّتِضَحَ الحالُ فيهِ. فإنْ كانَ يُمْكِنُ أنْ لا يَعْلَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ عَيْنَ ذلكَ الحيوانِ، وأنَّه ضَبٌّ. فقُصِدَ الإعلامُ بذلكَ، ليكونُوا على يقينٍ من إباحتِهِ، إنْ أكلَهُ أو أقرَّ عليهِ.
وفيهِ دليلٌ على أنَّ ليسَ مُطْلَقُ النُّفْرَةِ وعَدَمُ الِاسْتِطَابَةِ دليلًا على التَّحريمِ، بل أمرٌ مخصوصٌ من ذلكَ. إنْ قيلَ: إنَّ ذلكَ من أسبابِ التَّحريمِ. أعنِى الِاسْتِخْبَاثَ، كمَا يقولُ الشَّافعِيُّ.

  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 02:22 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح عمدة الأحكام لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز (مفرغ)

................................

  #6  
قديم 17 محرم 1430هـ/13-01-2009م, 02:32 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح عمدة الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . قال المؤلف رحمنا الله تعالى وإياه:
عن عبد الله بن عباس رضيالله عنهما , قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة , فؤتي بضب محنوذ , فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده , فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونه: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل , فقلت: تأكله هو ضب , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقلت: أحرام هو يا رسول الله ؟ قال:((لا , ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه)) . قال خالد: فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم .قال رضي الله عنه: الحنوذ المشوي بـ (الرضف): وهي الحجارة المحماة.
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات يأكل الجراد .
وعن زهدم بن مضرب الجرمي قال: كنا عند أبي موسى , فدعى بمائدة عليها لحم دجاج , فدخل رجل من بني تيم الله , أحمر شيبه , بالموالي , فقال: هلم , فتلكأ , فقال له: هلم فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه .
الشيخ: في هذه الأحاديث تتعلق ببعض الأطعمة , وسياقها يدل على أنها في اللحوم التي قد يشك فيها ، فالحديث الأوَّل في حكم أكل الضب ، وهو حيوانٌ معروف ،وصورته كصورة بعض الحشرات , يعني خلقته كخلقة الوزغ ، أو السحلبة ، أو سام أبرص , أو الورل , ولكن استثني فأبيح .
وقد ورد فيه أحاديث كثيرة , منها ما يدل على كراهته ، ومنها ما يدل على إباحته ، فمنها هذا الحديث , وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ميمونة: إحدى أمهات المؤمنين ، ولما دخل ومعه خالد بن الوليد ، وهي خالته , قدم إليه هذا اللحم ، وإذا هو لحم ضب محنوذ , يعني مشوي على رضف وحجارة محماة ، فأهوى بيده ليأكل , وكانوا يخبرونه بما يريد أن يأكل حتى يعرف حكم ذلك الطعام الذي يأكله , هل هو مباح أم مكروه أم حرام ؟ ولم يكن عندهم علم بعد الإسلام بحكم هذا الحيوان الذي هو الضب , فلما أخبروه بأنه الضب تورع منه ، ورفع يده , فسألوه أحرام هو ؟ فقال:((لا, ولكنه لم يكن بأرض قومي , فأجدني أعافه)) . كأنه تورع عنه ؛ لأنه لم يتعود أكله في أول عمره ، وكأنه في ذلك الوقت لم يكن كثيرا حول مكة ، وإن كان يوجد بكثرة حول المدينة ، وحول القرى الأخرى يوجد بكثرة ، ولكن لما لم يكن اعتاده في أول عمره كرهته نفسه فتورع عنه , هذا هو السبب في كونه لم يأكله .
ولكن اجتذبه خالد بن الوليد فأكله , والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر . واستدلوا بإقراره على أنه مباح , فإنه لا يقر على ما هو مكروه أو ماهو حرام , ودلَّ على أن تركه له إنما هو أن نفسه تقززت وتوقفت عن أكل شيء لم يكن اعتاده, ولا تعودت نفسه على استساغته .
وبكل حال فهو دليل على إباحة لحم الضبِّ, فهو من الطيبات ؛ وذلك لأنه يتغذى من الأعشاب , يأكل من الأعشاب التي تنبت في البراري ، فهو من جملة الدواب التي تأكل منها كالظباء والوعول وما أشبهها التي هي من الطيبات , لا يأكل الجيف ولا يأكل الأقذار ونحوها .
وما ورد في بعض الروايات أنه قال:((لا أحلُّه ولا أحرمه)) . يعني لا آكله على أنه تستطيبه نفسي ، ولكن لا أحرِّمه . والصحيح الرواية التي فيها:((لا آكله ولا أحرمه)) . يعني لا تقبله نفسي ، ولا أنهى غيري .
ومع كثرة الأحاديث التي فيه فإن الذين لم يألفوه , ولم يعرفوه في بلادهم , ينكرون أكله ، وتنفر منه نفوسهم , كثير من أهل البلاد النائية الذين ماعرفوه إذا رأوه فإن نفوسهم تتوقف في أكله ، وتتكرهه , وقد كرهه بعضهم لوجود رائحة فيمن أكله , أنه يؤثر أكله رائحة فيمن أكله ، ولكن ليست تلك الرائحة رائحة كريهة ، وإنما هي رائحة واضحة تبين أنه أكل شيئا من لحم الضب ونحوه , وهذا لا يبرر كراهيته , إذن فهو من المباحات .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أكل, جواز

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir