دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 شوال 1439هـ/28-06-2018م, 11:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:

1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف؛ و الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسبب تلك الحادثة فيه خلاف ولبس.
وأمثل ما يستدل به على ذلك هو ما رواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود. قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.قال: فأرسل علياً فجاء به. قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
والحديث له نحو أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ
ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني

2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

من معاني تخصيص الاستعاذة بـ(رب الفلق) في هذه السورة واختيار هذه الربوبية الخاصة على ما سواها ، لحسن مناسبتها لما يستعاذ منه.
فالذي يفلق هذه الأمور العظيمة التي تتكرر كل يوم في صور شتى لا تعد ولا تحصى؛ لا يعجزه أن يفرّج عنك كربك ويصرف عنك ما تخشى من الشر والسوء، ويجعل لك فرجاً ومخرجاً.
و إن ذكر ربوبية الله تعالى للفلق لها أثر عظيم في نفس المستعيذ الصادق ؛ فمن آثار ربوبية الله تعالى للفلَق أنه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويخرج أولياءه المؤمنين من الظلمات إلى النور فيفلق عنهم الظلمات فيتجلى لهم الحق كما يتجلى الصبح بانفلاقه من ظلمة الليل.


3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.

فالغاسق له معنى كبير يقع على أشياء كثيرة متعددة؛
- فيقع على الأفق عامة ، كما في غسق الليل الذي يغسق على الأفق فيظلم ويكون في وقوبه -وهو أول دخوله- ما يكون من الشرور العظيمة والفتن والآفات التي يصيب الله بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء.
- ويكون الغسق أيضاً على الجماعة من الناس ، فإنه قد يغشاهم شر أو فتنة تحيط بهم فتصرفهم عن الحق أو عن بعض ما ينفعهم ، ويكون وقوبها عليهم وقوب شر وبلاء.
- ويكون الغاسق أيضاً على الواحد من الناس ، فيغشاه من الشر في جسده أو روحه ما يحجب عنه ما ينفعه أو يكون معه فتنة أو شر يصيبه بما يضره بإذن الله، وقد يطول أمد هذا الغاسق، وقد يقصر، وقد تكثر عليه بسببه الفتن والآفات والشرور وقد تقل ، وقد يعظم أثرها عليه جداً وقد يخف بحسب ما يقدّره الله عليه من ذلك كله.
- فظلمة الليل تغسِق أي: تتغشى الأفق بما يخالطها من الفتن والشرور والآفات ، وذلك كل ليلة، ونحن نستعيذ بالله من شر غسوق الليل وما يكون فيه من الفتن والآفات والشرور.
- والبَرْدُ كذلك يغسِق لأنه يتغشى من يصيبه البرد شيئاً فشيئاً، ويدخل البرد إلى أعضائه دخولاً يكون فيه شرور وآفات،
- والجرح يغسق إذا سال بصديده، ويكون غسوقه مصحوباً بأخلاط قد تُرى وقد لا تُرى، وقد يكون أثرها محسوساً وقد يكون خفياً غير محسوس.
- والسِّحر يغسِق
- والحسد يغسِق
- والعين تغسق
- وسائر الشرور تغسق على الإنسان فيحصل بسبب ذلك من الضرر والأذى ما يحصل مما يأذنُ الله به، ويعصمُ الله من شره من استعاذ به.
فدلَّ هذا على أن لفظ الغاسق يقع على أشياء متعددة ومن أشهرها ما ذكره المفسرون من باب التمثيل لا الحصر.

ولا يندفع شر الشيطان [ الحديث عن شر الغواسق عامة ومنها شر الشيطان ] بمثل الإنابة إلى الله تعالى، وإقبال القلب عليه جل وعلا، والالتجاء إليه ، ومحبة ذكره وطاعته وتلاوة كتابه .
فإذا قرأ العبد أذكاره بقلب منيب إلى الله فقد هدي إلى الصراط المستقيم ، وعصم من الشيطان الرجيم، وكان من أهل العبودية الخاصة، الذين هم أولياء الله وصفوته من خلقه.
فيجب الاستعاذة بالله من شر كلّ غاسق إذا وقب ، علمناه أو لم نعلمه.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟

والحاسد هو الذي يتمنّى زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء عليه؛ فيحسده على النعمة الحادثة أو يحسده على النعمة التي يحتاجها، وكل ذلك من الحسد.

وقد ذكر بعض علماء اللغة أن أصل لفظ الحسد مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وهذا ذكره أبو منصور الأزهري وغيره.
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم) ا.هـ.
فكأن الحسد يلصق بقلب صاحبه كما يلصق القراد بالجلد، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه من الحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
فهذا وجه.
ووجه آخر أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحب النعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه والتذكر له، ونفسه نهمة شرهة تريد أن يُسلب هذه النعمة، وأن تُستخرج من صاحبها، كما يَستخرج القُراد الدم ويمتصه.

5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.

لأصل الأول: أن الحسد عَملٌ قلبيّ، لاتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.

الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد، وهذا الحسد شرّ في نفسه، وقد ينتج عنه شرور متعددة ذات أنواع كثيرة لا يحيط بها إلا الله جلّ وعلا.
وهذا يدفع قول من يُنكر أن الحسد فيه شرّ متعدي.

الأصل الثالث: أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منه الحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا؛ فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

الأصل الرابع: أن من يُبتلى بالحسد ، ويؤثر فيه شيئاً من الأذى في جسده أو روحه أو أهله أو ماله ؛ فإن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء، والعقوبة فيها تكفير للمسلم

الأصل الخامس: أن الحسد من البلاء ، والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.

الأصل السادس: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله فهذا على غير الهدى الصحيح،ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه، لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر. .

الأصل السابع: أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً، ولها تعلّق بالقدر بتقدير البلاء، وهذا له تقرير آخر. .

التقويم : أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، ونفع بكِ، الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir